بشرى رسوان : أحمر كاردينالي 2
#الحوار_المتمدن
#بشرى_رسوان أتذكرها اﻵن كل تلك السنوات كل تلك الأيام الطويلة٬ كل تلك الليالي٬ كل تلك الخرائب التي زرتها٬ كل تلك الأشجار التي تعلقت يوما بها٬ كل تلك الأحجار التي قذفتها باتجاه الريح كل تلك الأغصان التي تشابكت في رأسي...قبل أن تدب الحياة في الدوار أيقظتني أمي٬ كنت أغط في حلم بعيد٬ حتى قبل أن أستعيد وعيي بالكامل فركتْ وجهي بالماء البارد٬ مدتني بمنشفة مخططة٬ مسحتْ قطرات الماء عن وجهي٬ ألبستني تنورة طويلة و سروال ٬ووضعتْ على شعري شال زهري اللون وصندل بلاستكي أزرق شيء يشبه قوس قزح٬ أشياء سترافقني لأيام كثيرة قادمة ٬وضعتْ لماستها الأخيرة على مظهري٬لباسي لا يختلف كثيرا عن فستان حليمة المزركش بالكثير من الورود الصفراء والحمراء ٬ معقود بحزام عند الخصر وشال أسود معقود حول عنقها ٬ ضفيرتها متدلية من الخلف بدت ككرة صوف٬مليكة بفستان أزرق بخطوط أفقية زرقاءو بحذاء بني٬ دللتني أمي حد الترف على غير العادة ٬أمسكتْ يدي شدتْ عليهابقوة خرجنا من البيت ٬سلكنا الالتواءات الجبلية ﺈلى الهضبة٬ لاحت أمامنا المئدنة الخضراء بمعزل عن الدوار ٬ سمعت وقع أقدام حليمة ومليكة خلفنا٬ ألتفتتۡ نحوهما أخرجتۡ لساني٬ (مسمومة) شتمني مليكة تشبتتۡ بيد أمي لا أرد ٬ برقة بالغة احتوتْ وجهي بين كفيها قالت لي «ما تديريش القباحة وسمعي لهدرة »٬سأتعلم في المسيد مع أقراني وينتهي زمن الحصار الذي تفرضة جدتي.يومها استمرالفقيه بالتحديق بي طويلا وطرح أسئلة كثيرة لاشباع فضوله المفرط «أنتِ بنت الفقيه أليس كذلك ؟» تحايدت الرد و كأن الحديث لا يعنيني٬ كنتۡ أجهل قصده نوعا ما ٬قلت له بصوت خافت و بنصف اهتمام« أنا ابنة جدتي فاطنة بنت دريس» أعاد سؤاله قاطعته بحدة«أنا ابنة فاطنة بنت دريس» كنت ابنتها لحد النخاع٬ أكتشفت الأمر لاحقا بعدها بعدة أعوام ٬أنني أحمل جيناتها حتى صداع رأسها ونقيرها ٬تجاوزتۡ نظراته الفضولية ٬استدرت حجزت مكاني بين بنات خالي٬أزحتۡ ساق حليمة دفعتهاوحشرتۡ نفسي بينهما٬لكنه ظل ينبش في رماد الماضي من دون حياء يربط الأشياء ببعضها٬ الفضول يأكله من الداخل يمضغ سيرتي ويجترها في أوقات فراغه٬لكن بلا جدوى لا أحد يطفئه. خلف سي أحمد الفقيه نتصايح و نتقافز نحمل ألواحنا السوداء وقلوبنا البيضاء٬ ونركض مع أولادالدوار٬ كل شيء يضج بالسعادة٬... نضحك من كل شيء و على كل شيء٬ السعادة تحتاج فقط لقلب أبيض ربما لا أملكه أنا اﻵن ٬ الجميل في الماضي أنه لا يمكنك أن تكرره أبدايأتي بنسخة وحيدة متفردة . الجامع أراهﻵن في رأسي بوضوح غرفة صغيرة ملحقةبالقاعة الكبيرة المخصصة للصلاة٬ بحصير أصفر من القش٬ البناء قديم جدا٬ الشقوق تمتد من أعلى السقف ﺈلى أسفله٬ الرطوبة غطت الجزء الأدنى منه ٬مزيج بين لون الرطوبة و بين صفار الصباغة المقشرة٬ على الجدار علقت مسبحة عتيقة برتقالية طويلة٬ وفي الجهة الأخرى جلباب الفقيه٬ أما الزواية الخلفية فخصصت لبضع أواني طينية ٬ كان السي احمد يفترش هيدورة و يضع وسادة خلف ظهره ووسادة أخرى تحت مرفقه الأيسرﺈلى جانبها عصا طويلة ممدة على الأرض٬ لا تخلو جيوبه من الفاكية فيمضغها بين الحين و الاخر٬ الجهة اليمنى من المسيد للذكور و الجانب الأيسر منه للاناث.في كل صباح أمام عتبة ......
#أحمر
#كاردينالي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751199
#الحوار_المتمدن
#بشرى_رسوان أتذكرها اﻵن كل تلك السنوات كل تلك الأيام الطويلة٬ كل تلك الليالي٬ كل تلك الخرائب التي زرتها٬ كل تلك الأشجار التي تعلقت يوما بها٬ كل تلك الأحجار التي قذفتها باتجاه الريح كل تلك الأغصان التي تشابكت في رأسي...قبل أن تدب الحياة في الدوار أيقظتني أمي٬ كنت أغط في حلم بعيد٬ حتى قبل أن أستعيد وعيي بالكامل فركتْ وجهي بالماء البارد٬ مدتني بمنشفة مخططة٬ مسحتْ قطرات الماء عن وجهي٬ ألبستني تنورة طويلة و سروال ٬ووضعتْ على شعري شال زهري اللون وصندل بلاستكي أزرق شيء يشبه قوس قزح٬ أشياء سترافقني لأيام كثيرة قادمة ٬وضعتْ لماستها الأخيرة على مظهري٬لباسي لا يختلف كثيرا عن فستان حليمة المزركش بالكثير من الورود الصفراء والحمراء ٬ معقود بحزام عند الخصر وشال أسود معقود حول عنقها ٬ ضفيرتها متدلية من الخلف بدت ككرة صوف٬مليكة بفستان أزرق بخطوط أفقية زرقاءو بحذاء بني٬ دللتني أمي حد الترف على غير العادة ٬أمسكتْ يدي شدتْ عليهابقوة خرجنا من البيت ٬سلكنا الالتواءات الجبلية ﺈلى الهضبة٬ لاحت أمامنا المئدنة الخضراء بمعزل عن الدوار ٬ سمعت وقع أقدام حليمة ومليكة خلفنا٬ ألتفتتۡ نحوهما أخرجتۡ لساني٬ (مسمومة) شتمني مليكة تشبتتۡ بيد أمي لا أرد ٬ برقة بالغة احتوتْ وجهي بين كفيها قالت لي «ما تديريش القباحة وسمعي لهدرة »٬سأتعلم في المسيد مع أقراني وينتهي زمن الحصار الذي تفرضة جدتي.يومها استمرالفقيه بالتحديق بي طويلا وطرح أسئلة كثيرة لاشباع فضوله المفرط «أنتِ بنت الفقيه أليس كذلك ؟» تحايدت الرد و كأن الحديث لا يعنيني٬ كنتۡ أجهل قصده نوعا ما ٬قلت له بصوت خافت و بنصف اهتمام« أنا ابنة جدتي فاطنة بنت دريس» أعاد سؤاله قاطعته بحدة«أنا ابنة فاطنة بنت دريس» كنت ابنتها لحد النخاع٬ أكتشفت الأمر لاحقا بعدها بعدة أعوام ٬أنني أحمل جيناتها حتى صداع رأسها ونقيرها ٬تجاوزتۡ نظراته الفضولية ٬استدرت حجزت مكاني بين بنات خالي٬أزحتۡ ساق حليمة دفعتهاوحشرتۡ نفسي بينهما٬لكنه ظل ينبش في رماد الماضي من دون حياء يربط الأشياء ببعضها٬ الفضول يأكله من الداخل يمضغ سيرتي ويجترها في أوقات فراغه٬لكن بلا جدوى لا أحد يطفئه. خلف سي أحمد الفقيه نتصايح و نتقافز نحمل ألواحنا السوداء وقلوبنا البيضاء٬ ونركض مع أولادالدوار٬ كل شيء يضج بالسعادة٬... نضحك من كل شيء و على كل شيء٬ السعادة تحتاج فقط لقلب أبيض ربما لا أملكه أنا اﻵن ٬ الجميل في الماضي أنه لا يمكنك أن تكرره أبدايأتي بنسخة وحيدة متفردة . الجامع أراهﻵن في رأسي بوضوح غرفة صغيرة ملحقةبالقاعة الكبيرة المخصصة للصلاة٬ بحصير أصفر من القش٬ البناء قديم جدا٬ الشقوق تمتد من أعلى السقف ﺈلى أسفله٬ الرطوبة غطت الجزء الأدنى منه ٬مزيج بين لون الرطوبة و بين صفار الصباغة المقشرة٬ على الجدار علقت مسبحة عتيقة برتقالية طويلة٬ وفي الجهة الأخرى جلباب الفقيه٬ أما الزواية الخلفية فخصصت لبضع أواني طينية ٬ كان السي احمد يفترش هيدورة و يضع وسادة خلف ظهره ووسادة أخرى تحت مرفقه الأيسرﺈلى جانبها عصا طويلة ممدة على الأرض٬ لا تخلو جيوبه من الفاكية فيمضغها بين الحين و الاخر٬ الجهة اليمنى من المسيد للذكور و الجانب الأيسر منه للاناث.في كل صباح أمام عتبة ......
#أحمر
#كاردينالي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751199
الحوار المتمدن
بشرى رسوان - أحمر كاردينالي 2