سامي الكيلاني : التوجيهي: مبالغة مجتمعية وتآكل في الوظيفة التقويمية
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كما في كل سنة تقريباً يتكرر السؤال حول ضرورة إعادة النظر في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) من حيث وظيفته ومن حيث أسلوبه ومن حيث قدرته على كشف القدرات الحقيقية للطلبة التي تؤهلهم للخطوة التالية في حياتهم نحو التعليم الجامعي أو الحياة العملية. وفي هذا العام تعالت الأصوات في هذا الاتجاه انطلاقاً من النتائج التي حصل عليها الطلبة متمثلة في المعدل العام، والتي أظهرت تضخماً غير مسبوق وغير طبيعي في هذه المعدلات والتواءً غير عادي في منحنى توزيع هذه النتائج، بحيث كانت قمة المنحنى في نهايته العليا، عوضاً عن التوزيع الطبيعي المعتاد في مثل هذه الحالة، حيث تتوزع صفة التحصيل الدراسي توزيعاً طبيعياً في المجتمعات الإحصائية الكبيرة. هذا المنحنى الذي دعوته "توزيع صاروخي" أثار استغراب التربويين ووضع علامات سؤال حول علاقة هذه النتائج بالقدرات الحقيقية للطلبة خارج القدرة على الحفظ، أي في المستويات الإدراكية الأعلى من التذكر والحفظ وصولاً إلى حل المشكلة.غني عن القول بإن مشكلة التوجيهي ليست منفصلة عن واقع النظام التعليمي ككل، والذي يشمل جميع جوانب هذا النظام: المحتوى، وأساليب التعليم والتعلم، والتقويم، وإلى جانبها جميعاً الإرشاد والإدارة. وبالتالي فإن أي تغيير منشود في وضع التوجيهي يجب أن يكون مرتبطاً بتغيير في النظام التعليمي يساعد في الوصول إلى هذا التغيير المنشود، وهذا يتطلب نية صادقة في الرغبة في التغيير وجهوداً منظمة واسعة ومتعددة الأطراف في رسم خطة التغيير وتنفيذها. لكن ذلك لا يعني عدم إمكانية البدء بعمل تغييرات تمهيدية ريثما تكتمل حلقات التغيير، من مثل طبيعة الأسئلة واعتمادها على قدرات تراكمية وليس مجرد أسئلة تلتزم بحرفية "الكتاب المقرر" خوفاً من تهمة وفزاعة "أسئلة من خارج المقرر"، وإعادة النظر بسياسة القبول الجامعي نحو سياسة نوعية تتعلق بالقبول في برنامج محدد دون غيره وعدم اعتماد المعدل العام كمعيار وحيد للقبول. أتحدث هنا عن أربع نقاط في هذا المجال تتعلق بما صار يعرف بأزمة "التوجيهي":1- هل حقاً هناك مشكلة؟الشعور العام يقول بأن هناك مشكلة فعلاً، لكن ينبغي إجراء دراسة عامة حول مصداقية المعدل العام في التوجيهي كمؤشر حقيقي للكفاءة المتوقعة في التعليم الجامعي من حيث المعدل التراكمي ودراسات في مجالات محددة تتعلق بجوانب الشخصية المختلفة المتعلقة بالتعلم (المعرفية، المهارات، والسمات الانفعالية)، دراسة يمكن أن تكشف في أي مجالات ينجح وفي أي مجالات يفشل.لدي فرضية تؤيدها انطباعاتي في التعليم الجامعي لأربعة عقود ويمكن اختبارها من خلال مثل هذه الدراسات والتي تنص على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستويات التحصيل في الدراسة الجامعية تعزى للمعدل في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، وفي اعتقادي أن هذه الفرضية ستكون أقوى في التخصصات التي لا تعتمد التلقين أو في المساقات التي يتم تدريسها بأسلوب يعتني بطرق التفكير ومهارات حل المشكلة بعيداً عن التلقين والحفظ.2- العبء المجتمعي للصورة الحالية للتوجيهيترتبط الصورة الحالية للتوجيهي بمبالغة متصاعدة سنوياً في الهالة المرتبطة به، خاصة بعد أن أصبح الحصول على معدلات مثل 99.7 ممكناً، ووجود ترتيب الأول من العشرة الأوائل مكرراً لأكثر من عشرة، بحيث يخجل الحاصل على 90 مثلاً من نفسه. هذه الهالة التي تخلق حالة تنافسية غير حميدة وتكرّس بدرجات مضاعفة حالة "الدراسة من أجل العلامة Learn to score" التي تسيطر على العملية التربوية ككل، سواء من حيث أساليب التعلم أو من حيث أسلوب التعليم السائد، حالة يصفها باولو ف ......
#التوجيهي:
#مبالغة
#مجتمعية
#وتآكل
#الوظيفة
#التقويمية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734971
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كما في كل سنة تقريباً يتكرر السؤال حول ضرورة إعادة النظر في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) من حيث وظيفته ومن حيث أسلوبه ومن حيث قدرته على كشف القدرات الحقيقية للطلبة التي تؤهلهم للخطوة التالية في حياتهم نحو التعليم الجامعي أو الحياة العملية. وفي هذا العام تعالت الأصوات في هذا الاتجاه انطلاقاً من النتائج التي حصل عليها الطلبة متمثلة في المعدل العام، والتي أظهرت تضخماً غير مسبوق وغير طبيعي في هذه المعدلات والتواءً غير عادي في منحنى توزيع هذه النتائج، بحيث كانت قمة المنحنى في نهايته العليا، عوضاً عن التوزيع الطبيعي المعتاد في مثل هذه الحالة، حيث تتوزع صفة التحصيل الدراسي توزيعاً طبيعياً في المجتمعات الإحصائية الكبيرة. هذا المنحنى الذي دعوته "توزيع صاروخي" أثار استغراب التربويين ووضع علامات سؤال حول علاقة هذه النتائج بالقدرات الحقيقية للطلبة خارج القدرة على الحفظ، أي في المستويات الإدراكية الأعلى من التذكر والحفظ وصولاً إلى حل المشكلة.غني عن القول بإن مشكلة التوجيهي ليست منفصلة عن واقع النظام التعليمي ككل، والذي يشمل جميع جوانب هذا النظام: المحتوى، وأساليب التعليم والتعلم، والتقويم، وإلى جانبها جميعاً الإرشاد والإدارة. وبالتالي فإن أي تغيير منشود في وضع التوجيهي يجب أن يكون مرتبطاً بتغيير في النظام التعليمي يساعد في الوصول إلى هذا التغيير المنشود، وهذا يتطلب نية صادقة في الرغبة في التغيير وجهوداً منظمة واسعة ومتعددة الأطراف في رسم خطة التغيير وتنفيذها. لكن ذلك لا يعني عدم إمكانية البدء بعمل تغييرات تمهيدية ريثما تكتمل حلقات التغيير، من مثل طبيعة الأسئلة واعتمادها على قدرات تراكمية وليس مجرد أسئلة تلتزم بحرفية "الكتاب المقرر" خوفاً من تهمة وفزاعة "أسئلة من خارج المقرر"، وإعادة النظر بسياسة القبول الجامعي نحو سياسة نوعية تتعلق بالقبول في برنامج محدد دون غيره وعدم اعتماد المعدل العام كمعيار وحيد للقبول. أتحدث هنا عن أربع نقاط في هذا المجال تتعلق بما صار يعرف بأزمة "التوجيهي":1- هل حقاً هناك مشكلة؟الشعور العام يقول بأن هناك مشكلة فعلاً، لكن ينبغي إجراء دراسة عامة حول مصداقية المعدل العام في التوجيهي كمؤشر حقيقي للكفاءة المتوقعة في التعليم الجامعي من حيث المعدل التراكمي ودراسات في مجالات محددة تتعلق بجوانب الشخصية المختلفة المتعلقة بالتعلم (المعرفية، المهارات، والسمات الانفعالية)، دراسة يمكن أن تكشف في أي مجالات ينجح وفي أي مجالات يفشل.لدي فرضية تؤيدها انطباعاتي في التعليم الجامعي لأربعة عقود ويمكن اختبارها من خلال مثل هذه الدراسات والتي تنص على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستويات التحصيل في الدراسة الجامعية تعزى للمعدل في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، وفي اعتقادي أن هذه الفرضية ستكون أقوى في التخصصات التي لا تعتمد التلقين أو في المساقات التي يتم تدريسها بأسلوب يعتني بطرق التفكير ومهارات حل المشكلة بعيداً عن التلقين والحفظ.2- العبء المجتمعي للصورة الحالية للتوجيهيترتبط الصورة الحالية للتوجيهي بمبالغة متصاعدة سنوياً في الهالة المرتبطة به، خاصة بعد أن أصبح الحصول على معدلات مثل 99.7 ممكناً، ووجود ترتيب الأول من العشرة الأوائل مكرراً لأكثر من عشرة، بحيث يخجل الحاصل على 90 مثلاً من نفسه. هذه الهالة التي تخلق حالة تنافسية غير حميدة وتكرّس بدرجات مضاعفة حالة "الدراسة من أجل العلامة Learn to score" التي تسيطر على العملية التربوية ككل، سواء من حيث أساليب التعلم أو من حيث أسلوب التعليم السائد، حالة يصفها باولو ف ......
#التوجيهي:
#مبالغة
#مجتمعية
#وتآكل
#الوظيفة
#التقويمية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734971
الحوار المتمدن
سامي الكيلاني - التوجيهي: مبالغة مجتمعية وتآكل في الوظيفة التقويمية