عدنان حسين أحمد : في أضواء غربية لقتيبة الجنابي: المصوِّر الشاعر الذي يلهث وراء اللقطات المختلفة
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد صدر عن دار "بلورب" الهولندية كتاب "في أضواء غربية" للمصوّر الفوتوغرافي قتيبة الجنابي المُقيم في لندن حاليًا. يضم الكتاب 56 صورة فوتوغرافية بحجم 20× 25 سم كلها بالأسود والأبيض مع اقتناص لانعكاسات الضوء والظل وما ينجم عنهما من ألوان جميلة غامضة تمنح الصورة لمسة شعرية مُستحبّة.يُفضَّل لمتأمِل هذا الكتاب أن يكون مُلّمًا بحياة المُصوّر قتيبة الجنابي الذي غادر العراق بحثًا عن حياة آمنة لكن دفع مقابل الرحيل ثمنًا باهضًا اسمه الحنين إلى الوطن، وصار يبحث في منافيه المتعددة عن الأحبّة المغيّبين من الأهل والأصدقاء والمعارف الذين خلّفهم في أتون الوطن المشتعل على الدوام.المقدمة التي دبّجها قتيبة الجنابي لكتابة "البَصَري" لا تتجاوز العشرة أسطر لكنها تقول الكثير عن تجربته الفوتوغرافية، فالتصوير مهنته الأساسية، ومنها انتقل إلى التصوير السينمائي قبل أن يتحوّل إلى الإخراج بشقّيه الوثائقي والروائي. في بغداد تعلّق الجنابي بالفوتوغراف وأحبّه كهواية إبداعية غير أنّ هذه الهواية ستتحوّل إلى شغف كبير يدفعه للخروج كل يوم إلى شوارع بغداد وأزقتها، وساحاتها، وميادينها العامة ليبحث عن الصورة الضائعة أو اللقطة المفقودة ويجمّدها على هيأة Negative يمكن أن يطبع منه العدد الذي يبتغيه من الصور الورقية، فهو لا يكتفي بالصورة الجميلة وحدها لأنه يبحث عن علاقة ما بين الشكل والمضمون، ويبحث عن المحتوى الدرامي الذي تروي فيه القصة أكثر من حكاية، تمامًا كما كان يفعل جاسم الزبيدي، وفؤاد شاكر، وعقيل صالح وما سواهم من رموز الفوتوغراف العراقيين المعروفين الذين سحرهم الضوء، وأغرتهم الظلال، وصاروا يراهنون على ثنائية الضوء والظل، وما يكمن بينهما من ألوان الطيف الشمسي المراوغة التي لا يصطادها إلاّ صاحب العين الخبيرة.يؤكد الجنابي بأنّ التأقلم مع المنفى مهنة شاقة قد يتكيّف معها المُهاجر الذي جاء بإرادته، وتحمّل تبعات المغامرة كلها، لكنّ البعض الآخر قد يفشل في الاندماج ويظل أشبه بالطائر الغريب الذي يغرّد خارج السرب، فلاغرابة أن يعيش على الذكريات مُسترجعًا كل شيء تقريبًا، البيت، والحارة، والشارع، ومعالم المدينة برمتها. ومنْ يتأمل هذه الصور الـ 56 سيجد فيها مثل هذه الاسترجاعات، بل أنّ المتمعِّن بها قد يستغرب وجود هذه الأماكن في بودابست، ذلك لأنّ أوجه الشبه بينها وبين الأماكن البغدادية كبيرة جدًا، وأنّ أصغر مفردة أو تفصيل فيها يُذكِّر بالبيوت والعمارات والمناظر البغدادية العامة. فصُوَر المحطة الهنغارية التي التقطها الجنابي من زوايا متعددة تُحيلنا مباشرة إلى المحطة المركزية في بغداد وما سواها من محطات سكك حديد في أي محافظة عراقية أخرى. ربما تكون اللقطة المُضبّبة التي يستلقي فيها مسافر متعب على المصطبة هي واحدة من أجمل اللقطات التي تُدخِل الناظر إلى الحُلُم وتضعه أمام دهشة التكوين البصري الذي أمسك به المصور المبدع والدؤوب قتيبة الجنابي. طرق ترابية واسفلتية تقودنا إلى أمكنة مجهولة يدّب عليها أناس طاعنون في السن يسحبون وراءهم حقائبهم الخفيفة. بيوت من طبقات أربع مبنية بطابوق يوشك أن يقول إنه "صُنع في العراق". شوارع فارغة، وأحياء يغسلها المطر، منحنيات، وأزقة مستديرة تزّينها بعض الأشجار المتناثرة التي توحي بعزلتها. نساء يُحدّقنَ من النوافذ العالية، وأطفال يجلسون أمام عتبات البيوت، ورجال يعبرون الشوارع ولا يأبهون بالمطر المتساقط مدرارا. ثمة بنايات معنزلة أو مهجورة تحاصرها سماء واطئة يتداخل فيها اللونان الأزرق والرمادي بينما يقترب منها اللون الأحمر المخفّف من مصدر مجهول للناظر. خانات خربة، وبيوت قديمة ......
#أضواء
#غربية
#لقتيبة
#الجنابي:
#المصوِّر
#الشاعر
#الذي
#يلهث
#وراء
#اللقطات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692656
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد صدر عن دار "بلورب" الهولندية كتاب "في أضواء غربية" للمصوّر الفوتوغرافي قتيبة الجنابي المُقيم في لندن حاليًا. يضم الكتاب 56 صورة فوتوغرافية بحجم 20× 25 سم كلها بالأسود والأبيض مع اقتناص لانعكاسات الضوء والظل وما ينجم عنهما من ألوان جميلة غامضة تمنح الصورة لمسة شعرية مُستحبّة.يُفضَّل لمتأمِل هذا الكتاب أن يكون مُلّمًا بحياة المُصوّر قتيبة الجنابي الذي غادر العراق بحثًا عن حياة آمنة لكن دفع مقابل الرحيل ثمنًا باهضًا اسمه الحنين إلى الوطن، وصار يبحث في منافيه المتعددة عن الأحبّة المغيّبين من الأهل والأصدقاء والمعارف الذين خلّفهم في أتون الوطن المشتعل على الدوام.المقدمة التي دبّجها قتيبة الجنابي لكتابة "البَصَري" لا تتجاوز العشرة أسطر لكنها تقول الكثير عن تجربته الفوتوغرافية، فالتصوير مهنته الأساسية، ومنها انتقل إلى التصوير السينمائي قبل أن يتحوّل إلى الإخراج بشقّيه الوثائقي والروائي. في بغداد تعلّق الجنابي بالفوتوغراف وأحبّه كهواية إبداعية غير أنّ هذه الهواية ستتحوّل إلى شغف كبير يدفعه للخروج كل يوم إلى شوارع بغداد وأزقتها، وساحاتها، وميادينها العامة ليبحث عن الصورة الضائعة أو اللقطة المفقودة ويجمّدها على هيأة Negative يمكن أن يطبع منه العدد الذي يبتغيه من الصور الورقية، فهو لا يكتفي بالصورة الجميلة وحدها لأنه يبحث عن علاقة ما بين الشكل والمضمون، ويبحث عن المحتوى الدرامي الذي تروي فيه القصة أكثر من حكاية، تمامًا كما كان يفعل جاسم الزبيدي، وفؤاد شاكر، وعقيل صالح وما سواهم من رموز الفوتوغراف العراقيين المعروفين الذين سحرهم الضوء، وأغرتهم الظلال، وصاروا يراهنون على ثنائية الضوء والظل، وما يكمن بينهما من ألوان الطيف الشمسي المراوغة التي لا يصطادها إلاّ صاحب العين الخبيرة.يؤكد الجنابي بأنّ التأقلم مع المنفى مهنة شاقة قد يتكيّف معها المُهاجر الذي جاء بإرادته، وتحمّل تبعات المغامرة كلها، لكنّ البعض الآخر قد يفشل في الاندماج ويظل أشبه بالطائر الغريب الذي يغرّد خارج السرب، فلاغرابة أن يعيش على الذكريات مُسترجعًا كل شيء تقريبًا، البيت، والحارة، والشارع، ومعالم المدينة برمتها. ومنْ يتأمل هذه الصور الـ 56 سيجد فيها مثل هذه الاسترجاعات، بل أنّ المتمعِّن بها قد يستغرب وجود هذه الأماكن في بودابست، ذلك لأنّ أوجه الشبه بينها وبين الأماكن البغدادية كبيرة جدًا، وأنّ أصغر مفردة أو تفصيل فيها يُذكِّر بالبيوت والعمارات والمناظر البغدادية العامة. فصُوَر المحطة الهنغارية التي التقطها الجنابي من زوايا متعددة تُحيلنا مباشرة إلى المحطة المركزية في بغداد وما سواها من محطات سكك حديد في أي محافظة عراقية أخرى. ربما تكون اللقطة المُضبّبة التي يستلقي فيها مسافر متعب على المصطبة هي واحدة من أجمل اللقطات التي تُدخِل الناظر إلى الحُلُم وتضعه أمام دهشة التكوين البصري الذي أمسك به المصور المبدع والدؤوب قتيبة الجنابي. طرق ترابية واسفلتية تقودنا إلى أمكنة مجهولة يدّب عليها أناس طاعنون في السن يسحبون وراءهم حقائبهم الخفيفة. بيوت من طبقات أربع مبنية بطابوق يوشك أن يقول إنه "صُنع في العراق". شوارع فارغة، وأحياء يغسلها المطر، منحنيات، وأزقة مستديرة تزّينها بعض الأشجار المتناثرة التي توحي بعزلتها. نساء يُحدّقنَ من النوافذ العالية، وأطفال يجلسون أمام عتبات البيوت، ورجال يعبرون الشوارع ولا يأبهون بالمطر المتساقط مدرارا. ثمة بنايات معنزلة أو مهجورة تحاصرها سماء واطئة يتداخل فيها اللونان الأزرق والرمادي بينما يقترب منها اللون الأحمر المخفّف من مصدر مجهول للناظر. خانات خربة، وبيوت قديمة ......
#أضواء
#غربية
#لقتيبة
#الجنابي:
#المصوِّر
#الشاعر
#الذي
#يلهث
#وراء
#اللقطات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692656
الحوار المتمدن
عدنان حسين أحمد - في أضواء غربية لقتيبة الجنابي: المصوِّر الشاعر الذي يلهث وراء اللقطات المختلفة