الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زكرياء مزواري : مفهوم القودة...نحو نموذج تفسيري جديد
#الحوار_المتمدن
#زكرياء_مزواري قد تطول لائحة الفروقات بين الإنسان والحيوان إن نحن عددناها، وقد يطول بنا الكلام عن الأسباب المساهمة في انتقال الإنسان من حال الطبيعة إلى حال الثقافة؛ لكن، قد لا نجانب الصواب إن قلنا بأن اللغة هي الآية الفارقة بامتياز. اللغة، هذا النّسق من الإشارات والرموز شديد التعقيد، اضطلع منذ غابر الأزمان بوظائف عدة؛ أولهما التواصل، فطبيعة الإنسان الميّالة إلى الاجتماع فرضت عليه الحوار مع بني جنسه في مختلف الأغراض التي تشغل وجودهم المشترك. ثانياً، أمام هذا التنوع الهائل في الموجودات لم يجد الكائن العاقل بُدّاً من تسمية الأشياء، وإعطاء كل دال مدلولا؛ فاللغة في هذا المستوى تنزع منزعاً معرفياً، وتصير أداة من أدوات الإدراك، أي وجها آخر لنشاط الفكر وهو يسعى إلى تعقل الذات والعالم، فاللغة هي القالب الذي يصوغ به الإنسان أفكاره من جهة، كما أن حقيقة الفكر تنكشف عبر اللغة من جهة أخرى، فهما بهذا المعنى وجهان لعملة واحدة. ثالثاً، اللغة كظاهرة ثقافية، تعد وسيلة متميزة يتمثل بها الشخص ثقافة الجماعة التي ينتمي إليها.إن هذا التعدد الاستعمالي للغة، يوضح أن الإنسان لا يدرك الواقع بشكل تلقائي عفوي، بل تحايث هذه العملية الإدراكية اللغة كنظام من الرموز والاشارات. هذه الوساطة التي تضطلع بها اللغة، تساعد الفكر في مهمة تجريد العناصر المشتركة للظواهر، وصوغها في مصطلحات ومفاهيم تيسّر عليه استيعاب الواقع المتعدد.يشبه المفهوم طائر النّسر المحلّق في علياء السماء، فنظره الحاد وعلوه الشّاهق، يساعدانه على رسم صورة بانورامية لأماكن اصطياد طرائده، وكذا المفهوم له قدرة هائلة على تكثيف اللغة، وتدقيق النظر في الظواهر، بل والضرب عليها حتى تُسمع خادمها تقاسيم ورنّات ما يعتمل في جوفها. وتزداد قوة المفهوم أكثر كلما اختبرنا قدراته التفسيرية، ونقلناه من مجاله الضيق الذي نشأ فيه إلى مجال أوسع؛ وهذا التوسيع في مجال اشتغاله أو ماصدقه بلغة المناطقة فيه النفع الكبير لأفهامنا.على ضوء هذه الأرضية النظرية، أقترح عليكم مفردة أخذتها من قاموسنا الشعبي جرياً وراء موضة "التمغربيت" التي صارت بين عشية وضحاها دَيْدَنَ المخصيين من أهل الشأن الثقافي عندنا، هذه المفردة هي "القوادة"، وسأعمل على مفهمتها.بدءاً، قد أعتذر للقارئ وهو يسمع هذا اللفظ السّمج التي تمجّه الأسماع، لكن لا بأس من ذلك، ما دامت القاعدة تقول: لا حياء في الفضح وكشف الأقنعة. هذه المفردة "النتنة" يقتصر استعمالها في دارجتنا على الفعل الحقير الذي يقوم به الوسيط (ذكراً كان أم أنثى) بين من تبيع (وحتى يبيع !) جسدها بالتقسيط وحيوان مسعور يشتري الجنس كما يشتري الخضر. وهو المعنى نفسه للكلمة في اللغة العربية الفصحى ("قِوادة: وساطة الفحشاء؛ قوّدت، أُقوّد، قوّد، مصدرها تقويد"). هذا الفعل الذميم نجد القانون -والدين قبله- يعاقب عليه، نظراً لشناعته، ومآلاته على المجتمع وقيمه.في هذا المستوى، تكون "القوادة" مفردة تطلق على "سمسار" الفاحشة لتسهيل عملية الدعارة، مقابل أن يأخذ مبلغاً مادياً على خدمته التي يقدمها، وقد لا يأخذ ذلك إن هي ارتبطت عنده بقضاء مصالح دنيوية معينة. لكن، هذا النمط من القوادة المختزل في العملية الجنسية بالدرجة الأولى، قد يكون من أبسط أنماط الوساطة الوضيعة، ومن الغبن أن يبقى اللفظ حكراً على هذا المجال تحديداً.في سياقنا العالم الثالثي الموبوء، حيث بات فيه الفساد بنية مُبنينة متكاملة الأركان، ذات هندسة دقيقة لا تترك مجالاً إلاّ وأفسدته؛ نستطيع أن نرصد تقاسيم ضياع شديدة البؤس لحالنا السياسي والاقتصادي والثقافي... فالمسؤول مثلاً، ال ......
#مفهوم
#القودة...نحو
#نموذج
#تفسيري
#جديد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751817