محمود الصباغ : محو فلسطين لبناء إسرائيل: تحويل المناظر الطبيعية وتجذير الهويات الوطنية
#الحوار_المتمدن
#محمود_الصباغ كريستين بيرينوليترجمة محود: الصباغربما كانت أعظم معركة خاضها الفلسطينيون كشعب هي حول الحق في وجود متذكر، وبهذا الوجود، الحق في امتلاك واستعادة واقع تاريخي جماعي.(إدوارد سعيد 1999، 12).يمكننا، ربما، تعريف الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أنه صراع جغرافي على الأرض، غير أنه يشمل أكثر من أن يكون مجرد صراع على الأرض، فهو ، في أحد ملامحه، صراع إيديولوجي حاد بين سرديتين قوميتين متناقضتين وحصريتين، يلجأ فيه كل طرف إلى ميادين متنوعة، مثل التاريخ وعلم الآثار والجغرافيا ورسم الخرائط وحتى علم البيئة، من أجل بناء الذاكرة الجماعية والهوية. وإذا كان من الحقائق البديهية المعروفة للجميع أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فلا يجب أن يغيب عن بالنا أن هؤلاء المنتصرون، يسيطرون، أيضاً، على ميادين ومجالات الصراع المذكورة أعلاه. وهكذا في حالة انتصار إسرائيل، فسوف لن تتعلق القضية هنا بإحدى نسختي التاريخ المعروفتين على نطاق واسع أو بكون نسخة أكثر تأثيراً من النسخة الأخرى، بل الأمر يتعدى ذلك، فالقضية تتعلق بجهد دقيق ومتعدد التخصصات ومتضافر لجعل الواقع يعكس الأجندة الصهيونية ومحو أي أثر للوجود الفلسطيني من الزمان والمكان. أظهرت العلوم الأنثروبولوجيّة أن الفضاء ليس حاوية خاملة للحياة الاجتماعية، بل على العكس من ذلك، تقوم المجتمعات بتشكيل الفضاء بحيث يعكس قيمهم ويجسد هويتهم وذاكرتهم التاريخية (Feld and Basso 1996). وذلك ، يعد الفضاء، في ضوء ذلك، أداة مناسبة للغاية لنشر هذه الأشياء الرمزية على الفور تقريباً لأنها سوف تبدو طبيعية بمجرد وجودها في هذا الفضاء، وبالتالي تتحول إلى حقائق لا يمكن إنكارها، وبعيداً عن كون الفضاء بيئة بسيطة غير مكررة، فهو، بلا شك، نتاج "بنى نحلية ومتعددة ومسيسة، نسبية ثقافياً، محددة تاريخياً" (Rodman 2003, 205). وتحدث عملية تشكيل الفضاء هذه في المجتمعات كافة. غير أنها كانت في فلسطين(1) سريعة ومكثفة بشكل غير عادي. بذل العديد من الوكلاء (على الصعيدين العام والخاص) جهوداً متضافرة لحرمان الفضاء الفلسطيني من جميع معانيه لتمهيد الطريق أمام الفضاء الصهيوني ليحل محله. ويمكن تفسير المشهد المكاني الإسرائيلي على أنه نتيجة -أو على الأقل تعبير- لممارسات تطوير الأراضي التي تهدف إلى إعطاء السرديات والقيم التاريخية للدولة العبرية الجديدة حقيقة مادية. لقد كان انتصار إسرائيل العسكري في العام 1948 انتصاراً لتمثيل واحد للأرض والأمة أيضاً، وكان له تأثير فوري على المشهد المكاني. ففي غضون سنوات قليلة فقط، كان المشهد المكاني متماشياً مع رؤية الواقع هذه، حيث تعمل المحايثة الجديدة بدورها على دعم تلك الرؤية. وتحتوي إسرائيل اليوم على القليل من الآثار المادية التي تتعارض مع الانتصار المدوي للسردية الصهيونية وتداعياتها الجغرافية على الأرض. ويُنظر إلى الذاكرة الفلسطينية كأحد هذه الآثار. حتى أثناء عملية أوسلو، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية، على جزء على الأقل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، استمر محو المشهد المكاني الفلسطيني من إسرائيل والأراضي المحتلة من خلال الاستيلاء والتدمير المنهجي للأراضي والمباني بذريعة ضمان الأمن أو إفساح المجال للمستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية. وتلقي هذه المواجهة الرمزية وتداعياتها على الفضاء ضوءً جديداً على هذا الصراع المعاصر وفشل محادثات السلام.ولاينبغي أن يُفهم المشهد المكاني، في هذه الدراسة على كل حال، على أنه سياق طبيعي، بل باعتباره "مشهداً إثنياً (Appadurai 1991)، أي بنية اجتماعية وسياسية تنت ......
#فلسطين
#لبناء
#إسرائيل:
#تحويل
#المناظر
#الطبيعية
#وتجذير
#الهويات
#الوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730285
#الحوار_المتمدن
#محمود_الصباغ كريستين بيرينوليترجمة محود: الصباغربما كانت أعظم معركة خاضها الفلسطينيون كشعب هي حول الحق في وجود متذكر، وبهذا الوجود، الحق في امتلاك واستعادة واقع تاريخي جماعي.(إدوارد سعيد 1999، 12).يمكننا، ربما، تعريف الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أنه صراع جغرافي على الأرض، غير أنه يشمل أكثر من أن يكون مجرد صراع على الأرض، فهو ، في أحد ملامحه، صراع إيديولوجي حاد بين سرديتين قوميتين متناقضتين وحصريتين، يلجأ فيه كل طرف إلى ميادين متنوعة، مثل التاريخ وعلم الآثار والجغرافيا ورسم الخرائط وحتى علم البيئة، من أجل بناء الذاكرة الجماعية والهوية. وإذا كان من الحقائق البديهية المعروفة للجميع أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فلا يجب أن يغيب عن بالنا أن هؤلاء المنتصرون، يسيطرون، أيضاً، على ميادين ومجالات الصراع المذكورة أعلاه. وهكذا في حالة انتصار إسرائيل، فسوف لن تتعلق القضية هنا بإحدى نسختي التاريخ المعروفتين على نطاق واسع أو بكون نسخة أكثر تأثيراً من النسخة الأخرى، بل الأمر يتعدى ذلك، فالقضية تتعلق بجهد دقيق ومتعدد التخصصات ومتضافر لجعل الواقع يعكس الأجندة الصهيونية ومحو أي أثر للوجود الفلسطيني من الزمان والمكان. أظهرت العلوم الأنثروبولوجيّة أن الفضاء ليس حاوية خاملة للحياة الاجتماعية، بل على العكس من ذلك، تقوم المجتمعات بتشكيل الفضاء بحيث يعكس قيمهم ويجسد هويتهم وذاكرتهم التاريخية (Feld and Basso 1996). وذلك ، يعد الفضاء، في ضوء ذلك، أداة مناسبة للغاية لنشر هذه الأشياء الرمزية على الفور تقريباً لأنها سوف تبدو طبيعية بمجرد وجودها في هذا الفضاء، وبالتالي تتحول إلى حقائق لا يمكن إنكارها، وبعيداً عن كون الفضاء بيئة بسيطة غير مكررة، فهو، بلا شك، نتاج "بنى نحلية ومتعددة ومسيسة، نسبية ثقافياً، محددة تاريخياً" (Rodman 2003, 205). وتحدث عملية تشكيل الفضاء هذه في المجتمعات كافة. غير أنها كانت في فلسطين(1) سريعة ومكثفة بشكل غير عادي. بذل العديد من الوكلاء (على الصعيدين العام والخاص) جهوداً متضافرة لحرمان الفضاء الفلسطيني من جميع معانيه لتمهيد الطريق أمام الفضاء الصهيوني ليحل محله. ويمكن تفسير المشهد المكاني الإسرائيلي على أنه نتيجة -أو على الأقل تعبير- لممارسات تطوير الأراضي التي تهدف إلى إعطاء السرديات والقيم التاريخية للدولة العبرية الجديدة حقيقة مادية. لقد كان انتصار إسرائيل العسكري في العام 1948 انتصاراً لتمثيل واحد للأرض والأمة أيضاً، وكان له تأثير فوري على المشهد المكاني. ففي غضون سنوات قليلة فقط، كان المشهد المكاني متماشياً مع رؤية الواقع هذه، حيث تعمل المحايثة الجديدة بدورها على دعم تلك الرؤية. وتحتوي إسرائيل اليوم على القليل من الآثار المادية التي تتعارض مع الانتصار المدوي للسردية الصهيونية وتداعياتها الجغرافية على الأرض. ويُنظر إلى الذاكرة الفلسطينية كأحد هذه الآثار. حتى أثناء عملية أوسلو، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية، على جزء على الأقل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، استمر محو المشهد المكاني الفلسطيني من إسرائيل والأراضي المحتلة من خلال الاستيلاء والتدمير المنهجي للأراضي والمباني بذريعة ضمان الأمن أو إفساح المجال للمستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية. وتلقي هذه المواجهة الرمزية وتداعياتها على الفضاء ضوءً جديداً على هذا الصراع المعاصر وفشل محادثات السلام.ولاينبغي أن يُفهم المشهد المكاني، في هذه الدراسة على كل حال، على أنه سياق طبيعي، بل باعتباره "مشهداً إثنياً (Appadurai 1991)، أي بنية اجتماعية وسياسية تنت ......
#فلسطين
#لبناء
#إسرائيل:
#تحويل
#المناظر
#الطبيعية
#وتجذير
#الهويات
#الوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730285
الحوار المتمدن
محمود الصباغ - محو فلسطين لبناء إسرائيل: تحويل المناظر الطبيعية وتجذير الهويات الوطنية