بلقيس خالد : انطباع أول 2... الدكتور جليل العطية و رباب عبد المحسن الكاظمي
#الحوار_المتمدن
#بلقيس_خالد يستحق كتاب ( عراقيون في القلب) أكثر من مقالة فهو يحتوي محطات غزيرة وعظيمة المعنى، منها محطتنا هذه:هل يمكن أن نعتبر الشاعر عبد المحسن الكاظمي أوّل مثقف عراقي أختار المنفى وطنا مؤقتا (فقد ترك العراق سنة 1897،ولم يعد إليه أبداً، وكان سبب هجرته: نشاطه السياسي، ومضايقة السلطات العثمانية له/ ص14/ جليل العطية/ عراقيون في القلب) ويخبرنا العطية أن للكاظمي معارف في حي قريب من الأزهر، وسرعان ما قامت علاقة صداقة متينة بين الكاظمي ومحمد عبده. وفي مصر العروبة واصل الكاظمي نضاله على مدى ستة وثلاثين عاما، أي حتى وفاته وهو من دعاة الحرية واستقلال العربوقد لقي العون من شخصيات مصر من أمثال: محمد عبده وسعد زغلول حيث خصص له زغلول راتبا من الأوقاف. وبلغت قصائد الكاظمي المرتجلة سبع عشرة قصيدة،عدّها الدكتور محسن غياض : من أحسن قصائده وأجودها سبكاً ومتانة وقوة. بالنسبة لمؤلف (عراقيون في القلب) الدكتور جليل العطية،فقد حرص أن يتعرف إلى الدكتورة رباب ابنة الشاعر الكاظمي، ويسافر العطية إلى القاهرة، لكن رباب لم تكن موجودة فيها ،وأخيراً تمت أمنيته في لندن سنة 1997، وكانت رباب قد قدِمت إلى لندن،تتحدى شيخوختها بحيوية ذاكرتها، وتكون مسرورة بلقائه ويدور بينهما الحديث التالي:وينقل لنا العطية هذا الكلام على لسان السيدة رباب عبد المحسن الكاظمي:( فوجئنا بزيارة الشاعر أحمد شوقي لدارنا في 1927وذلك بعد وفاة والدتي وسمعتُ شوقي يرجو أبي أن يساهم في الحفلات التكريمية التي يريد إنجاحها بشتى الوسائل،كنا نسكن شارع الملكة نازلي،وقال شوقي مظهراً الحزن،ثم اتخذ له مقعداً بجوار السرير الذي كان أبي يرقد فيه فشكره أبي ودمعت عيناه،ثم شرع يتناول مشروعه وأهميته وقال: أظن إنك لن تخيب رجائي وهو أن تشارك،ولو بقليل من شعرك في هذه الحفلات،فلم يرد أبي،فأستطرد شوقي قائلا : هذه الحفلات لتكريم الشعر في شخصي يا أستاذ! وسيلقبونني بأمير الشعراء،وأنا أجهر من الان إنك أنت الإمام وما كان بيننا من جفاء في الماضي يجب أن ينتهي،ثم أخرج من،،سترته،، البيضاء مظروفا وقال : هذه هدية رباب خمسمائه جنيه،ودسها تحت الوسادة،فضحك أبي وقال : لقد حسبتُ أنك جئتني للتعزية،وتفقد صحتي وماكنت أظن أنك جئت لشراء ذمتي!! وطالبني أبي برد المظروف ومرافقة شوقي إلى باب دار ففعلت/ ص17عراقيون في القلب) .لا تعليق لي كقارئة سوى أن أقول عن موقف الشاعر عبد المحسن الكاظمي : هذا هو العراقي المعتد بذاته وشموخه وإلوهيته في التعامل اليومي. شاعران عظيمان : الكاظمي وشوقي. ولكل إنسان زلته مثلما لكل إنسان شموخه. ......
#انطباع
#2...
#الدكتور
#جليل
#العطية
#رباب
#المحسن
#الكاظمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713055
#الحوار_المتمدن
#بلقيس_خالد يستحق كتاب ( عراقيون في القلب) أكثر من مقالة فهو يحتوي محطات غزيرة وعظيمة المعنى، منها محطتنا هذه:هل يمكن أن نعتبر الشاعر عبد المحسن الكاظمي أوّل مثقف عراقي أختار المنفى وطنا مؤقتا (فقد ترك العراق سنة 1897،ولم يعد إليه أبداً، وكان سبب هجرته: نشاطه السياسي، ومضايقة السلطات العثمانية له/ ص14/ جليل العطية/ عراقيون في القلب) ويخبرنا العطية أن للكاظمي معارف في حي قريب من الأزهر، وسرعان ما قامت علاقة صداقة متينة بين الكاظمي ومحمد عبده. وفي مصر العروبة واصل الكاظمي نضاله على مدى ستة وثلاثين عاما، أي حتى وفاته وهو من دعاة الحرية واستقلال العربوقد لقي العون من شخصيات مصر من أمثال: محمد عبده وسعد زغلول حيث خصص له زغلول راتبا من الأوقاف. وبلغت قصائد الكاظمي المرتجلة سبع عشرة قصيدة،عدّها الدكتور محسن غياض : من أحسن قصائده وأجودها سبكاً ومتانة وقوة. بالنسبة لمؤلف (عراقيون في القلب) الدكتور جليل العطية،فقد حرص أن يتعرف إلى الدكتورة رباب ابنة الشاعر الكاظمي، ويسافر العطية إلى القاهرة، لكن رباب لم تكن موجودة فيها ،وأخيراً تمت أمنيته في لندن سنة 1997، وكانت رباب قد قدِمت إلى لندن،تتحدى شيخوختها بحيوية ذاكرتها، وتكون مسرورة بلقائه ويدور بينهما الحديث التالي:وينقل لنا العطية هذا الكلام على لسان السيدة رباب عبد المحسن الكاظمي:( فوجئنا بزيارة الشاعر أحمد شوقي لدارنا في 1927وذلك بعد وفاة والدتي وسمعتُ شوقي يرجو أبي أن يساهم في الحفلات التكريمية التي يريد إنجاحها بشتى الوسائل،كنا نسكن شارع الملكة نازلي،وقال شوقي مظهراً الحزن،ثم اتخذ له مقعداً بجوار السرير الذي كان أبي يرقد فيه فشكره أبي ودمعت عيناه،ثم شرع يتناول مشروعه وأهميته وقال: أظن إنك لن تخيب رجائي وهو أن تشارك،ولو بقليل من شعرك في هذه الحفلات،فلم يرد أبي،فأستطرد شوقي قائلا : هذه الحفلات لتكريم الشعر في شخصي يا أستاذ! وسيلقبونني بأمير الشعراء،وأنا أجهر من الان إنك أنت الإمام وما كان بيننا من جفاء في الماضي يجب أن ينتهي،ثم أخرج من،،سترته،، البيضاء مظروفا وقال : هذه هدية رباب خمسمائه جنيه،ودسها تحت الوسادة،فضحك أبي وقال : لقد حسبتُ أنك جئتني للتعزية،وتفقد صحتي وماكنت أظن أنك جئت لشراء ذمتي!! وطالبني أبي برد المظروف ومرافقة شوقي إلى باب دار ففعلت/ ص17عراقيون في القلب) .لا تعليق لي كقارئة سوى أن أقول عن موقف الشاعر عبد المحسن الكاظمي : هذا هو العراقي المعتد بذاته وشموخه وإلوهيته في التعامل اليومي. شاعران عظيمان : الكاظمي وشوقي. ولكل إنسان زلته مثلما لكل إنسان شموخه. ......
#انطباع
#2...
#الدكتور
#جليل
#العطية
#رباب
#المحسن
#الكاظمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713055
الحوار المتمدن
بلقيس خالد - انطباع أول 2... الدكتور جليل العطية و رباب عبد المحسن الكاظمي
جلال الاسدي : رباب … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي حيّنا كغيره من بلاد الله الواسعة تقل فيه الحركة في مثل هذا الوقت من اليوم .. يخف الزحام ويهدء الصخب ويعم السكون .. لا صوت ولا ضجيج .. حتى الكلاب تكف عن النباح .. الكل صامت مترقب لآذان المغرب ، ومع اول تكبيرة يطلقها المؤذن تنسحب الى الداخل جماعات من مدمني الجلوس على اعتاب المنازل ، فتبدو الشوارع خالية أو تكاد .. تهب في الارجاء روائح القلي ، وخبز التنور استعداداً للعشاء ، فالناس في ذلك الزمان يتناولون عشائهم بعد الصلاة مباشرة ، وينامون نوم العصافير ، ويستيقظون باستيقاظها … هكذا كان حينا ، وهكذا كانت الحياة !كنتُ عائداً من بيت خالي الذي لا يبعد عن بيتنا سوى زقاقين بعد ان انهيت تحضير دروس الغد مع ابن خالي الذي يشاركني نفس الصف ، ونفس المرحلة الابتدائية .. بينما كنت اهم بدخول زقاقنا الضيق استوقفني ما شاهدته من رجل يبدو طويل القامة ، رث الثياب هزيل البنيان ، وهو واقف يتبول ، ووجهه الى الحائط .. يدندن بصوت خافت نغماً غير مفهوم ، وجسده يتمايل قليلاً .. وعندما سمع تردد وقع اقدامي التفت .. فرأيت في تعابير وجهه أسى واكتئاب ، وقسمات متعبة مكدودة .. جرحتها ، وخشّنتها قسوة الحياة وفضاضتها .. قد يكون صريع ذكريات أليمة كانت تطوف في ذهنه في تلك اللحظة حفّزتها الخمرة الرخيصة التي دلق منها فوق حاجته ! وقفت متسمراً في مكاني يركبني الخوف ويسيطر علي الاضطراب .. كيف لي ان امر واواصل سيري ، وهو يقف لي في منتصق الزقاق ، ويقطع علي الطريق ؟ كنت أمر من هنا ، وفي هذا الوقت كل يوم ، لا يهمني شئ ، ولا يخيفني شيء .. لكني ازددت خوفاً وارتباكاً عندما تأكد لي من خلال تصرفاته الغير طبيعية بانه سكران … وكطفل .. كان عندي اعتقاد ربما رسخه ما كنت اسمعه من اهلي او من اناس آخرين .. لا اذكر من قصص بان السكران كالمجنون لا عتب عليه ان فعل أي شئ خارج حدود التوقع ، فالاثنين من فاقدي العقول .. خفت ان يصيبني منه أذى ، وتسائلت هل من الممكن ان يقوم باختطافي ؟ فسرت رعدة في اوصالي لمجرد تصور ذلك ، وتمنيت ان اعود الى بيتنا طائراً ، وزاد من قلقي وخوفي ان الظلام بدء يزحف !فكرت ان اطلق ساقيّ للريح ، واعود من حيث اتيت ، ولكني لم افعل .. شعرت بالخجل من نفسي ان ابدو امامها جباناً رعديداً .. تقدم الرجل نحوي حتى اصبح في مواجهتي تماماً .. اقف امامه خائفاً منحني الهامة مطأطئ الرأس ، كمذنب بلا ذنب ، يتأملني قليلاً ، ثم يقول بصوت جاف ملتوي حاول ان يكون ناعماً ودياً : — هل أنت خائف ؟ هززت رأسي بالنفي .. ثم اكمل : — هل ترى ذلك الباب الازرق ؟ طرح سؤاله بنبرة لا املك معها إجابة سوى بنعم ، فهززت رأسي موافقاً ، ثم اشار الى بيت جارنا ابو شاكر .. ساعطيك عشرة فلوس اذا ذهبت وطرقته ، وان خرج لك أحد ، اطلب رباب ، وقل لها ابوكِ ينتظرك هنا ، واشار الى الارض باصبع عصبي مرتعش في دلالة على المكان … ثم أخذ يطبطب على كتفي كأنه يشجعني او يصالحني .. كنت اعرف الباب والبيت واهله ، فهم جيراننا على بعد تقريباً خمس او ست بيوت ، والحي كله على أي حال متآلف ، والناس فيه عائلة واحدة ، والكل يعرف كل شئ عن الكل .. حاولت ان أحوم حول الموضوع لعلي اجد طريقا او وسيلة لأتخلص من هذا الموقف المحرج ، فقلت متوجساً : واذا خرج لي ابوهم ، ماذا اقول له ؟ بدا عليه التوتر ، والانزعاج ، حتى سمعت صرير اسنانه يطحن بعضها البعض ، فهتف في غضب : قل له اي شيء يخطر على بالك ، والان هيا .. ثم دفعني باتجاه البيت .. كنت مأخوذاً بهذا الجو الغريب ، فغافلتني دموعي ، ولم ترحمني هي الأخرى !كان كل شئ يدعوني الى ان انهي مهمتي المفاجئة ......
#رباب
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731730
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي حيّنا كغيره من بلاد الله الواسعة تقل فيه الحركة في مثل هذا الوقت من اليوم .. يخف الزحام ويهدء الصخب ويعم السكون .. لا صوت ولا ضجيج .. حتى الكلاب تكف عن النباح .. الكل صامت مترقب لآذان المغرب ، ومع اول تكبيرة يطلقها المؤذن تنسحب الى الداخل جماعات من مدمني الجلوس على اعتاب المنازل ، فتبدو الشوارع خالية أو تكاد .. تهب في الارجاء روائح القلي ، وخبز التنور استعداداً للعشاء ، فالناس في ذلك الزمان يتناولون عشائهم بعد الصلاة مباشرة ، وينامون نوم العصافير ، ويستيقظون باستيقاظها … هكذا كان حينا ، وهكذا كانت الحياة !كنتُ عائداً من بيت خالي الذي لا يبعد عن بيتنا سوى زقاقين بعد ان انهيت تحضير دروس الغد مع ابن خالي الذي يشاركني نفس الصف ، ونفس المرحلة الابتدائية .. بينما كنت اهم بدخول زقاقنا الضيق استوقفني ما شاهدته من رجل يبدو طويل القامة ، رث الثياب هزيل البنيان ، وهو واقف يتبول ، ووجهه الى الحائط .. يدندن بصوت خافت نغماً غير مفهوم ، وجسده يتمايل قليلاً .. وعندما سمع تردد وقع اقدامي التفت .. فرأيت في تعابير وجهه أسى واكتئاب ، وقسمات متعبة مكدودة .. جرحتها ، وخشّنتها قسوة الحياة وفضاضتها .. قد يكون صريع ذكريات أليمة كانت تطوف في ذهنه في تلك اللحظة حفّزتها الخمرة الرخيصة التي دلق منها فوق حاجته ! وقفت متسمراً في مكاني يركبني الخوف ويسيطر علي الاضطراب .. كيف لي ان امر واواصل سيري ، وهو يقف لي في منتصق الزقاق ، ويقطع علي الطريق ؟ كنت أمر من هنا ، وفي هذا الوقت كل يوم ، لا يهمني شئ ، ولا يخيفني شيء .. لكني ازددت خوفاً وارتباكاً عندما تأكد لي من خلال تصرفاته الغير طبيعية بانه سكران … وكطفل .. كان عندي اعتقاد ربما رسخه ما كنت اسمعه من اهلي او من اناس آخرين .. لا اذكر من قصص بان السكران كالمجنون لا عتب عليه ان فعل أي شئ خارج حدود التوقع ، فالاثنين من فاقدي العقول .. خفت ان يصيبني منه أذى ، وتسائلت هل من الممكن ان يقوم باختطافي ؟ فسرت رعدة في اوصالي لمجرد تصور ذلك ، وتمنيت ان اعود الى بيتنا طائراً ، وزاد من قلقي وخوفي ان الظلام بدء يزحف !فكرت ان اطلق ساقيّ للريح ، واعود من حيث اتيت ، ولكني لم افعل .. شعرت بالخجل من نفسي ان ابدو امامها جباناً رعديداً .. تقدم الرجل نحوي حتى اصبح في مواجهتي تماماً .. اقف امامه خائفاً منحني الهامة مطأطئ الرأس ، كمذنب بلا ذنب ، يتأملني قليلاً ، ثم يقول بصوت جاف ملتوي حاول ان يكون ناعماً ودياً : — هل أنت خائف ؟ هززت رأسي بالنفي .. ثم اكمل : — هل ترى ذلك الباب الازرق ؟ طرح سؤاله بنبرة لا املك معها إجابة سوى بنعم ، فهززت رأسي موافقاً ، ثم اشار الى بيت جارنا ابو شاكر .. ساعطيك عشرة فلوس اذا ذهبت وطرقته ، وان خرج لك أحد ، اطلب رباب ، وقل لها ابوكِ ينتظرك هنا ، واشار الى الارض باصبع عصبي مرتعش في دلالة على المكان … ثم أخذ يطبطب على كتفي كأنه يشجعني او يصالحني .. كنت اعرف الباب والبيت واهله ، فهم جيراننا على بعد تقريباً خمس او ست بيوت ، والحي كله على أي حال متآلف ، والناس فيه عائلة واحدة ، والكل يعرف كل شئ عن الكل .. حاولت ان أحوم حول الموضوع لعلي اجد طريقا او وسيلة لأتخلص من هذا الموقف المحرج ، فقلت متوجساً : واذا خرج لي ابوهم ، ماذا اقول له ؟ بدا عليه التوتر ، والانزعاج ، حتى سمعت صرير اسنانه يطحن بعضها البعض ، فهتف في غضب : قل له اي شيء يخطر على بالك ، والان هيا .. ثم دفعني باتجاه البيت .. كنت مأخوذاً بهذا الجو الغريب ، فغافلتني دموعي ، ولم ترحمني هي الأخرى !كان كل شئ يدعوني الى ان انهي مهمتي المفاجئة ......
#رباب
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731730
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - رباب … ! (قصة قصيرة )
رباب سرحان : -نوّار العِلت- والتّوق إلى تحقّق الحلم
#الحوار_المتمدن
#رباب_سرحان د. رباب سِرحان (الرّامة)(نصّ المداخلة التي أُلقيت في نادي حيفا الثّقافي بتاريخ 11.11.2021، في أمسية الكاتب محمّد علي طه). رواية "نوّار العلت" هي الإصدار الأخير للأديب محمّد علي طه الذي بدأ مشواره الأدبيّ الإبداعيّ في كتابة القصّة القصيرة في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. وهو يُعتبر من أبرز كُتّاب القصّة القصيرة المحلّيّة وأحد أهمّ أعلامها. و"نوّار العلت" هي الرّواية الثّانية بعد روايته الأولى "سيرة بني بلّوط" التي صدرت عام 2004. عنوان الرّواية يُبدع الأديب محمد علي طه مرّة أخرى في اختيار عنوان إصداره الجديد. فبعد أن سحَرَنا بعنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، يأتي "نوّار العلت" ليُثير في القارئ هذا الشّعور الجميل والحنين الدّافق، فيأخُذُه إلى الماضي الجميل ويشدّه إلى الأرض والجذور ورائحة التّراب والأصالة والطّبيعة الجميلة النقيّة. علمًا أنّ الكاتب لم يخلق هذا العنوان أو يؤلّفه، كذلك عنوان سيرته الذّاتيّة "نوم الغزلان"؛ فنوّار العلت/زهرة العلت يعرفه الجميع ومصطلح "نوم الغزلان" كذلك معروف لدى الجميع، ولكن، إبداع محمّد علي طه في السّياق الذي يورد فيه العنوان وفي الدّلالة التي تنبثق عن ذلك، ومن ثمّ التّأثير العميق الذي يُحدثه على القارئ. ففي الوقت الذي يرسم العنوان "نوّار العلت" أفق توقّعاتنا ويحدّدها في الجانب العربيّ الفلسطينيّ، سرعان ما يكسر الكاتب هذه التوقّعات حين يكتشف القارئ أنّ "نوّار العلت" ورد في الرّواية كتشبيه لعينيّ فتاة يهوديّة. وكان محمّد علي طه قد فعل ذلك في عنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، حين حوّل مشاعر القارئ الإيجابيّة التي أوحى بها العنوان إلى مشاعر حزن وألم وهو يُخبره بقصّة والده وأرضه في مشهد مؤلم وموجع. إذًا، "نوّار العلت" جاء في الرّواية في سياق تشبيه عينيّ الفتاة اليهوديّة الزرقاوتين به؟ وممّن؟ من امرأة فلسطينيّة تهجّرت عائلتها وقت النّكبة، هذه المرأة انفعلت من لون عينيّ يافا الأزرق. بدون شكّ، الكاتب وُفّق في اختيار عنوان روايته، فهو يحمل عنصر المفارقة والمفاجأة ويُضفي على النّصّ أبعادًا دلاليّة ورمزيّة من شأنها أن تُحدث أثرًا أعمق في نفس القارئ. ففاطمة التي هُجّرت عائلتها من الطنطورة وهُدّم بيتها وصادرت الحكومة أرضَها، تملك كلّ أسباب العالم لأن تكره الآخر- العدوّ، وأن تغضب عليه وترفضه، ولكن، نجدها تستقبل يافا بكلّ حبّ وترحاب وتضمّها إلى صدرها وتقبّل وجنتيها وتقول لها: "شو هالحلاوة؟ عيناك مثل نوّار العلت". تُشبّه عينيها بشيء متّصل إلى درجة كبيرة بكوننا عربًا، بتراثنا، بطعامنا. وما يريد أن يبيّنه الكاتب هنا إنّ الإنسان الفلسطينيّ رغم المعاناة القاسية إلّا أنّه لا يسمح لمشاعر الكره والحقد على الآخر أن تسيطر عليه، بل يبقى منفتحًا تجاهه ومستعدًّا لسماعه وللتّحاور معه. ومن الجدير ذكره، أنّ تقبّل الآخر ليس بالأمر السّهل. وعليه، فإنّ شخصيّة فاطمة تحمل بعدًا عميقًا جدًّا، ذلك لانّ تقبّل الآخر يحتاج إلى قدرة عند الشخص وإلى مستوى عالٍ وعميق من الفهم، وليس كلّ شخص لديه هذه القدرة! ومحمّد علي طه يتعامل مع القضيّة بهذا الشكل. هو لا ينفي الآخر ولا يجرّده من الإنسانيّة لأنّه عدوّ. هو يعرف ويعي خطورة سيطرة مشاعر الكراهية علينا، لأنّ الكره يقود إلى العمى والعمى يوقعنا في الخطأ. وهذا تحذير منه ونصيحة لنا وللأجيال القادمة. أن نتعامل مع الآخر، حتى لو كان عدوًّا، كإنسان، وإذا رأينا فيه صفات جيّدة يجب أن نعترف بها ونذكرها. هذا يدلّ على توجّه الكاتب المعتدل، عدم التحيّز الأعمى وعدم التطرّف في الموقف وتوقه إلى العيش ب ......
#-نوّار
#العِلت-
#والتّوق
#تحقّق
#الحلم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738285
#الحوار_المتمدن
#رباب_سرحان د. رباب سِرحان (الرّامة)(نصّ المداخلة التي أُلقيت في نادي حيفا الثّقافي بتاريخ 11.11.2021، في أمسية الكاتب محمّد علي طه). رواية "نوّار العلت" هي الإصدار الأخير للأديب محمّد علي طه الذي بدأ مشواره الأدبيّ الإبداعيّ في كتابة القصّة القصيرة في أواخر الخمسينات من القرن العشرين. وهو يُعتبر من أبرز كُتّاب القصّة القصيرة المحلّيّة وأحد أهمّ أعلامها. و"نوّار العلت" هي الرّواية الثّانية بعد روايته الأولى "سيرة بني بلّوط" التي صدرت عام 2004. عنوان الرّواية يُبدع الأديب محمد علي طه مرّة أخرى في اختيار عنوان إصداره الجديد. فبعد أن سحَرَنا بعنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، يأتي "نوّار العلت" ليُثير في القارئ هذا الشّعور الجميل والحنين الدّافق، فيأخُذُه إلى الماضي الجميل ويشدّه إلى الأرض والجذور ورائحة التّراب والأصالة والطّبيعة الجميلة النقيّة. علمًا أنّ الكاتب لم يخلق هذا العنوان أو يؤلّفه، كذلك عنوان سيرته الذّاتيّة "نوم الغزلان"؛ فنوّار العلت/زهرة العلت يعرفه الجميع ومصطلح "نوم الغزلان" كذلك معروف لدى الجميع، ولكن، إبداع محمّد علي طه في السّياق الذي يورد فيه العنوان وفي الدّلالة التي تنبثق عن ذلك، ومن ثمّ التّأثير العميق الذي يُحدثه على القارئ. ففي الوقت الذي يرسم العنوان "نوّار العلت" أفق توقّعاتنا ويحدّدها في الجانب العربيّ الفلسطينيّ، سرعان ما يكسر الكاتب هذه التوقّعات حين يكتشف القارئ أنّ "نوّار العلت" ورد في الرّواية كتشبيه لعينيّ فتاة يهوديّة. وكان محمّد علي طه قد فعل ذلك في عنوان سيرته الذاتيّة "نوم الغزلان"، حين حوّل مشاعر القارئ الإيجابيّة التي أوحى بها العنوان إلى مشاعر حزن وألم وهو يُخبره بقصّة والده وأرضه في مشهد مؤلم وموجع. إذًا، "نوّار العلت" جاء في الرّواية في سياق تشبيه عينيّ الفتاة اليهوديّة الزرقاوتين به؟ وممّن؟ من امرأة فلسطينيّة تهجّرت عائلتها وقت النّكبة، هذه المرأة انفعلت من لون عينيّ يافا الأزرق. بدون شكّ، الكاتب وُفّق في اختيار عنوان روايته، فهو يحمل عنصر المفارقة والمفاجأة ويُضفي على النّصّ أبعادًا دلاليّة ورمزيّة من شأنها أن تُحدث أثرًا أعمق في نفس القارئ. ففاطمة التي هُجّرت عائلتها من الطنطورة وهُدّم بيتها وصادرت الحكومة أرضَها، تملك كلّ أسباب العالم لأن تكره الآخر- العدوّ، وأن تغضب عليه وترفضه، ولكن، نجدها تستقبل يافا بكلّ حبّ وترحاب وتضمّها إلى صدرها وتقبّل وجنتيها وتقول لها: "شو هالحلاوة؟ عيناك مثل نوّار العلت". تُشبّه عينيها بشيء متّصل إلى درجة كبيرة بكوننا عربًا، بتراثنا، بطعامنا. وما يريد أن يبيّنه الكاتب هنا إنّ الإنسان الفلسطينيّ رغم المعاناة القاسية إلّا أنّه لا يسمح لمشاعر الكره والحقد على الآخر أن تسيطر عليه، بل يبقى منفتحًا تجاهه ومستعدًّا لسماعه وللتّحاور معه. ومن الجدير ذكره، أنّ تقبّل الآخر ليس بالأمر السّهل. وعليه، فإنّ شخصيّة فاطمة تحمل بعدًا عميقًا جدًّا، ذلك لانّ تقبّل الآخر يحتاج إلى قدرة عند الشخص وإلى مستوى عالٍ وعميق من الفهم، وليس كلّ شخص لديه هذه القدرة! ومحمّد علي طه يتعامل مع القضيّة بهذا الشكل. هو لا ينفي الآخر ولا يجرّده من الإنسانيّة لأنّه عدوّ. هو يعرف ويعي خطورة سيطرة مشاعر الكراهية علينا، لأنّ الكره يقود إلى العمى والعمى يوقعنا في الخطأ. وهذا تحذير منه ونصيحة لنا وللأجيال القادمة. أن نتعامل مع الآخر، حتى لو كان عدوًّا، كإنسان، وإذا رأينا فيه صفات جيّدة يجب أن نعترف بها ونذكرها. هذا يدلّ على توجّه الكاتب المعتدل، عدم التحيّز الأعمى وعدم التطرّف في الموقف وتوقه إلى العيش ب ......
#-نوّار
#العِلت-
#والتّوق
#تحقّق
#الحلم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738285
الحوار المتمدن
رباب سرحان - -نوّار العِلت- والتّوق إلى تحقّق الحلم