جلال الاسدي : في البدء كانت الخيانة … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي في ليلة هادئة كان القمر فيها متوهجاً ، والنجوم متلألئةً .. تتعالى اصوات نسوة ، وهن يطلقن زغاريد متقطعة تمزق ستار السكون الرابض على الحي في مثل ذلك الوقت من اليوم الذي يتهيأ فيه المكدودون للنوم .. يتجمع المدعوون في بيت العريس ( أمين ) وهو رجل في الثلاثينات قصير القامة عادي الملامح ، تنتشر على مساحات في وجهه آثار خفيفة من حب الشباب ، وعروسته ( هناء ) صديقة زوجته المتوفاة .. امرأة تجاوزت سن الزواج .. متوسطة الجمال يقارب عمرها عمر العريس .يشعر الزوجان بمرور الايام بالفة نحو بعضهم البعض اخذت تتعمق تدريجياً لكنها لم تصل الى درجة الحب الذي كانت عليه علاقته بزوجته المرحومة .. ! وذات ليلة .. تُفاجئه هناء وقد ارتدت منامة من منامات المرحومة أو ربما تشبهها ، واخذت تستعرض نفسها أمامه ، وتسأله بمكر نسائي : — ألا يذكِّرك هذا بشيء ، أم نسيت .. ؟— اذا كنتِ تقصدين المرحومة ، فانا لا احتاج لشيء يذكرني بها ، فأنا احملها دوماً في داخلي … يحتقن وجهها وتتغير ملامحها ثم ترد عليه ، وهي لا تزال تتمايل .. بصوت لا يخلو من سخرية مبطنة :— ألهذا الحد تحبها ؟ ( ثم تُكمل ) ما رأيك انها لا تستحق كل هذا الحب .. !— ارجوكِ دعينا من هذه السيرة .. اذكروا حسنات موتاكم … تغمغم بصوت لا يكاد يُسمع :— إن كانت عندهم حسنات !لم تستأثر كلماتها باهتمامه ، وفسرها على انها قرصات غيرة لا أكثر .. يشعر انه قد تسرع في اعلان رأيه بهذه الطريقة الصريحة زيادة عن اللزوم ، فليس هكذا تُعامَل النساء .. احياناً النفاق البرئ ، والمداهنة المجانية من ضرورات الحياة الزوجية .أيام تمضي وأشهر تضيع .. وهناء لم تظهر عليها أي علامة من علامات الحبَل ، ولا يبدو عليها أي اهتمام أو مبالاة .. ثم تقترح عليه بعد أيام أن يأتي بابنته فوزية من زوجته المرحومة من أهله .. لتعيش معهم لتملأ عليهم البيت الذي بدا وكأنه بيت مهجور بلا حياة .. !يوافق طبعاً على الفور …وعندما تمر اشهر أخرى ، ولم يحصل الحمل كما يشتهي أمين ويتمنى يأخذ التململ طريقه الى قلبه ، ومن هنا تبدأ بذور الخلاف بالتسلل الى حياتهم ، وتتحول الظنون الى شكوك في أن هناء قد تكون عاقراً ، فيتحول هدوء حياتهم وسلامها الى توتر ، وأحياناً الى غضب .. لكن أنّى له أن يتأكد من صدق إحساسه هذا ؟وذات يوم احتد الخلاف بينهما حول موضوع الخلفة .. سرعان ما تطور الى تلاسن .. يتهمها بالبرود وعدم المبالاة ، وانها لا تأخذ كلامه على محمل الجد .. هنا يتصاعد الموقف ، وكلام يجر كلام ، فترد عليه بشيء من العصبية : — أتعرف .. لقد بدأتُ أمل حديثك المعاد والمكرر ، والحاحك حول موضوع الحمل ..يعتبر أمين كلامها هذا هروباً ، وتملصاً من مسؤوليتها وواجبها كزوجة .. تبدو وكأنها لا تُلقي بالاً لأن تكون اماً ، وتُنجب له الولد الذي ياما حلم به وتطلع اليه ، والسنين تمضي ولا تنتظر أحداً ، وعندما يواصل الطرْقْ على رأسها تنفجر بوجهه بعد ان طفح بها ألكيل ، وتخبره بأن العلة فيه ، وأنه هو العقيم … !يبتسم ابتسامة ذات معنى ثم يقول : — أتمزحين … ؟— ولماذا أمزح .. ما أقوله هو الحقيقة بعينها … !— يا سلام ومتأكدة أيضاً .. ها ها ها ! طيب .. هل يمكن أن تفسري لي كيف اكون عقيماً ، وعندي طفلة من المرحومة .. وهي أمامكِ الآن بعظمها ولحمها وشحمها … ؟!احست بنبرة غريبة بين طيات كلماته .. تُدرك ما يرمي اليه ، والى اين تذهب به الظنون … !— أتُلمح حضرتك الى اني عاقر ، ولست مهيأة للانجاب … ؟— أنا لا ألمح الى شيء ، كل ما في الامر انني مثل بقية ......
#البدء
#كانت
#الخيانة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733687
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي في ليلة هادئة كان القمر فيها متوهجاً ، والنجوم متلألئةً .. تتعالى اصوات نسوة ، وهن يطلقن زغاريد متقطعة تمزق ستار السكون الرابض على الحي في مثل ذلك الوقت من اليوم الذي يتهيأ فيه المكدودون للنوم .. يتجمع المدعوون في بيت العريس ( أمين ) وهو رجل في الثلاثينات قصير القامة عادي الملامح ، تنتشر على مساحات في وجهه آثار خفيفة من حب الشباب ، وعروسته ( هناء ) صديقة زوجته المتوفاة .. امرأة تجاوزت سن الزواج .. متوسطة الجمال يقارب عمرها عمر العريس .يشعر الزوجان بمرور الايام بالفة نحو بعضهم البعض اخذت تتعمق تدريجياً لكنها لم تصل الى درجة الحب الذي كانت عليه علاقته بزوجته المرحومة .. ! وذات ليلة .. تُفاجئه هناء وقد ارتدت منامة من منامات المرحومة أو ربما تشبهها ، واخذت تستعرض نفسها أمامه ، وتسأله بمكر نسائي : — ألا يذكِّرك هذا بشيء ، أم نسيت .. ؟— اذا كنتِ تقصدين المرحومة ، فانا لا احتاج لشيء يذكرني بها ، فأنا احملها دوماً في داخلي … يحتقن وجهها وتتغير ملامحها ثم ترد عليه ، وهي لا تزال تتمايل .. بصوت لا يخلو من سخرية مبطنة :— ألهذا الحد تحبها ؟ ( ثم تُكمل ) ما رأيك انها لا تستحق كل هذا الحب .. !— ارجوكِ دعينا من هذه السيرة .. اذكروا حسنات موتاكم … تغمغم بصوت لا يكاد يُسمع :— إن كانت عندهم حسنات !لم تستأثر كلماتها باهتمامه ، وفسرها على انها قرصات غيرة لا أكثر .. يشعر انه قد تسرع في اعلان رأيه بهذه الطريقة الصريحة زيادة عن اللزوم ، فليس هكذا تُعامَل النساء .. احياناً النفاق البرئ ، والمداهنة المجانية من ضرورات الحياة الزوجية .أيام تمضي وأشهر تضيع .. وهناء لم تظهر عليها أي علامة من علامات الحبَل ، ولا يبدو عليها أي اهتمام أو مبالاة .. ثم تقترح عليه بعد أيام أن يأتي بابنته فوزية من زوجته المرحومة من أهله .. لتعيش معهم لتملأ عليهم البيت الذي بدا وكأنه بيت مهجور بلا حياة .. !يوافق طبعاً على الفور …وعندما تمر اشهر أخرى ، ولم يحصل الحمل كما يشتهي أمين ويتمنى يأخذ التململ طريقه الى قلبه ، ومن هنا تبدأ بذور الخلاف بالتسلل الى حياتهم ، وتتحول الظنون الى شكوك في أن هناء قد تكون عاقراً ، فيتحول هدوء حياتهم وسلامها الى توتر ، وأحياناً الى غضب .. لكن أنّى له أن يتأكد من صدق إحساسه هذا ؟وذات يوم احتد الخلاف بينهما حول موضوع الخلفة .. سرعان ما تطور الى تلاسن .. يتهمها بالبرود وعدم المبالاة ، وانها لا تأخذ كلامه على محمل الجد .. هنا يتصاعد الموقف ، وكلام يجر كلام ، فترد عليه بشيء من العصبية : — أتعرف .. لقد بدأتُ أمل حديثك المعاد والمكرر ، والحاحك حول موضوع الحمل ..يعتبر أمين كلامها هذا هروباً ، وتملصاً من مسؤوليتها وواجبها كزوجة .. تبدو وكأنها لا تُلقي بالاً لأن تكون اماً ، وتُنجب له الولد الذي ياما حلم به وتطلع اليه ، والسنين تمضي ولا تنتظر أحداً ، وعندما يواصل الطرْقْ على رأسها تنفجر بوجهه بعد ان طفح بها ألكيل ، وتخبره بأن العلة فيه ، وأنه هو العقيم … !يبتسم ابتسامة ذات معنى ثم يقول : — أتمزحين … ؟— ولماذا أمزح .. ما أقوله هو الحقيقة بعينها … !— يا سلام ومتأكدة أيضاً .. ها ها ها ! طيب .. هل يمكن أن تفسري لي كيف اكون عقيماً ، وعندي طفلة من المرحومة .. وهي أمامكِ الآن بعظمها ولحمها وشحمها … ؟!احست بنبرة غريبة بين طيات كلماته .. تُدرك ما يرمي اليه ، والى اين تذهب به الظنون … !— أتُلمح حضرتك الى اني عاقر ، ولست مهيأة للانجاب … ؟— أنا لا ألمح الى شيء ، كل ما في الامر انني مثل بقية ......
#البدء
#كانت
#الخيانة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733687
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - في البدء كانت الخيانة … ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : وداوها بالتي كانت هي الداءُ … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي يدخل ابو حسن على زوجته .. يجدها كعادتها تصلي .. في الصبح تصلي في الظهر تصلي في المساء كذلك .. في أي وقت يفتقدها يجدها تصلي .. يسحب كرسي ويجلس .. ثم ينتظرها حتى تفرغ من صلاتها .. يتطلع اليها ، وهو يتشهى شهية الصائم الراغب في الطعام .. يلتهم وجهها وجسدها المكتنز بنظراته الجائعة كأنه يراهما لأول مرة ..اعضاءه متحفزة .. فائرةٌ تغلي .. معلَّقاً بين اليأس والأمل .. !تنتهي .. لكن الصلاة لم تنتهي بعد .. لا تزال مستمرة ممتدة .. بالبسبسة والحوقلة والغمغمة .. إعتاد الرجل على طريقتها هذه ، فلم يتكلم لأنها حتما لن تُجيب ، وستعتبر كلامه مداخلة غير مرغوب فيها ، وستعاتبه كعادتها ، وتكرر عليه ان ينتظر حتى انتهاء آخر ارتدادات الصلاة ، وخمود آخر انفاسها ، وعندها فليقل ما يريد .. يستغلها فرصة ، ويذهب في استغراقه ، وتصوره ، ويتمادى في خيالاته الخصبة لكن بطريقته الخاصة .. ! — حرماً .. — جمعا إنشاء الله ..قريبة هي .. تجلس أمامه لكنها غاية في البعد .. يدعوها كما كل ليلة الى الفراش كأنه يستجدي الحسنة .. تتهرب كعادتها : — لم انتهي بعد .. اريد قراءة القرآن وبعض الأدعية !يغلي حتى يكاد ينفجر ، وهو يسمعها تعيد هذه الاسطوانة كلما دعاها الى احضانه كأنها تتهرب من عمل كريه لا تطيقه .. يقول وهو يحاول ان يبدو متماسكاً :— وانا متى يأتي دوري من اهتمامك ؟ أُذكركِ .. توقفنا عن المعاشرة منذ اشهر ، وانا من لحم ودم .. اريدك زوجة وليس رابعة العدوية تتعبد الليل والنهار .. لم تكوني هكذا .. ماذا جرى لك .. من لوث دماغك ؟تقول بصوت هادئ لا يزال تحت سطوة الخشوع ، وصمت الصلاة : — لقد كبرنا على هذه الأمور ، وعندنا أحفاد .. تزوج .. قلت لك أكثر من مرة اريد ان اكرس الباقي من عمري لآخرتي .. لا اريد ان اظلمك معي .. من جانبي ما عندي مانع .يهتف مندهشاً مصدوماً :— ما هذه النغمة الصوفية الغريبة التي تدندنين بها هذه الأيام .. تزوج تزوج ؟! أتدرين .. ؟ انتِ تتكلمين بمنطق مغاير لكل نواميس الحياة الطبيعية وسُننها ؟ نحن بشر .. لسنا رهبانا ولا ملائكة ، هذه مسألة لا يصح فيها سؤال : ارفض طبعاً .. بعدين انتهى عصر الحريم .. ونحن اليوم نعيش عصر الزوجة الواحدة ، ثم نحن في بداية الخمسين ولا نزال شباباً ، ولم ندخل في العمرين .. حرام يا بنت الناس ان ندفن انفسنا ونحن أحياء .. لماذا تحيطين العلاقة الحميمة ، وهي فعل طبيعي بهالات معقدة ، وتنفرين منها ، وتصورينها وكأنها نَجَس .. ؟!يبدو أن كلامه لم يحرك فيها جارحةً واحدة من جوارحها المغيبة ، ولم تعد هنآك حاجة بعد اليوم للحوار بينهما .. يتعكر مزاجه ، وتتجهم ملامحه .. ينهض .. يأخذ طريقه بهدوء نحو الباب .. يتلكأ قليلاً لعلها تعدل عن رأيها وتناديه ، لكن شيئا من هذا لم يحدث .. لم يسمع الا هسيس الصمت البارد يتلاطم في جدران الغرفة .. !يغادر صومعتها ، وهو يكاد ينفجر من الغيض والكبت .. يتمدد على الفراش ، ولا يتوقف عن التفكير في هذه المشكلة التي لا تمر إلا بعقل مجنون أو مريض نفسي ، ويحاول البحث عن حل متوازن لها .. وبعد طول تأمل وتفكير عنَّت له فكرة جعلته يعيد التفكير فيها أكثر من مرة .. أكيد هذه العانس العلوية كريمة هي التي أثرت عليها وأدارت رأسها .. ماذا يفعل معها ؟ هل يكلمها ، ويطلب منها ان تبتعد عن زوجته ام يطردها ، ويخلص من أذاها بالمرة .. ؟ بقي يقلب هذا الخاطر الليِّن وغيره ، ويشكلهم كما يرغب بهيئات مختلفة حتى اطاح به النعاس ، فراح في سبات عميق .وفي مساء اليوم التالي .. يذهب كعادته الى المقهى ليلتقي بصديق العمر ابو مرتضى .. كئ ......
#وداوها
#بالتي
#كانت
#الداءُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734311
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي يدخل ابو حسن على زوجته .. يجدها كعادتها تصلي .. في الصبح تصلي في الظهر تصلي في المساء كذلك .. في أي وقت يفتقدها يجدها تصلي .. يسحب كرسي ويجلس .. ثم ينتظرها حتى تفرغ من صلاتها .. يتطلع اليها ، وهو يتشهى شهية الصائم الراغب في الطعام .. يلتهم وجهها وجسدها المكتنز بنظراته الجائعة كأنه يراهما لأول مرة ..اعضاءه متحفزة .. فائرةٌ تغلي .. معلَّقاً بين اليأس والأمل .. !تنتهي .. لكن الصلاة لم تنتهي بعد .. لا تزال مستمرة ممتدة .. بالبسبسة والحوقلة والغمغمة .. إعتاد الرجل على طريقتها هذه ، فلم يتكلم لأنها حتما لن تُجيب ، وستعتبر كلامه مداخلة غير مرغوب فيها ، وستعاتبه كعادتها ، وتكرر عليه ان ينتظر حتى انتهاء آخر ارتدادات الصلاة ، وخمود آخر انفاسها ، وعندها فليقل ما يريد .. يستغلها فرصة ، ويذهب في استغراقه ، وتصوره ، ويتمادى في خيالاته الخصبة لكن بطريقته الخاصة .. ! — حرماً .. — جمعا إنشاء الله ..قريبة هي .. تجلس أمامه لكنها غاية في البعد .. يدعوها كما كل ليلة الى الفراش كأنه يستجدي الحسنة .. تتهرب كعادتها : — لم انتهي بعد .. اريد قراءة القرآن وبعض الأدعية !يغلي حتى يكاد ينفجر ، وهو يسمعها تعيد هذه الاسطوانة كلما دعاها الى احضانه كأنها تتهرب من عمل كريه لا تطيقه .. يقول وهو يحاول ان يبدو متماسكاً :— وانا متى يأتي دوري من اهتمامك ؟ أُذكركِ .. توقفنا عن المعاشرة منذ اشهر ، وانا من لحم ودم .. اريدك زوجة وليس رابعة العدوية تتعبد الليل والنهار .. لم تكوني هكذا .. ماذا جرى لك .. من لوث دماغك ؟تقول بصوت هادئ لا يزال تحت سطوة الخشوع ، وصمت الصلاة : — لقد كبرنا على هذه الأمور ، وعندنا أحفاد .. تزوج .. قلت لك أكثر من مرة اريد ان اكرس الباقي من عمري لآخرتي .. لا اريد ان اظلمك معي .. من جانبي ما عندي مانع .يهتف مندهشاً مصدوماً :— ما هذه النغمة الصوفية الغريبة التي تدندنين بها هذه الأيام .. تزوج تزوج ؟! أتدرين .. ؟ انتِ تتكلمين بمنطق مغاير لكل نواميس الحياة الطبيعية وسُننها ؟ نحن بشر .. لسنا رهبانا ولا ملائكة ، هذه مسألة لا يصح فيها سؤال : ارفض طبعاً .. بعدين انتهى عصر الحريم .. ونحن اليوم نعيش عصر الزوجة الواحدة ، ثم نحن في بداية الخمسين ولا نزال شباباً ، ولم ندخل في العمرين .. حرام يا بنت الناس ان ندفن انفسنا ونحن أحياء .. لماذا تحيطين العلاقة الحميمة ، وهي فعل طبيعي بهالات معقدة ، وتنفرين منها ، وتصورينها وكأنها نَجَس .. ؟!يبدو أن كلامه لم يحرك فيها جارحةً واحدة من جوارحها المغيبة ، ولم تعد هنآك حاجة بعد اليوم للحوار بينهما .. يتعكر مزاجه ، وتتجهم ملامحه .. ينهض .. يأخذ طريقه بهدوء نحو الباب .. يتلكأ قليلاً لعلها تعدل عن رأيها وتناديه ، لكن شيئا من هذا لم يحدث .. لم يسمع الا هسيس الصمت البارد يتلاطم في جدران الغرفة .. !يغادر صومعتها ، وهو يكاد ينفجر من الغيض والكبت .. يتمدد على الفراش ، ولا يتوقف عن التفكير في هذه المشكلة التي لا تمر إلا بعقل مجنون أو مريض نفسي ، ويحاول البحث عن حل متوازن لها .. وبعد طول تأمل وتفكير عنَّت له فكرة جعلته يعيد التفكير فيها أكثر من مرة .. أكيد هذه العانس العلوية كريمة هي التي أثرت عليها وأدارت رأسها .. ماذا يفعل معها ؟ هل يكلمها ، ويطلب منها ان تبتعد عن زوجته ام يطردها ، ويخلص من أذاها بالمرة .. ؟ بقي يقلب هذا الخاطر الليِّن وغيره ، ويشكلهم كما يرغب بهيئات مختلفة حتى اطاح به النعاس ، فراح في سبات عميق .وفي مساء اليوم التالي .. يذهب كعادته الى المقهى ليلتقي بصديق العمر ابو مرتضى .. كئ ......
#وداوها
#بالتي
#كانت
#الداءُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734311
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - وداوها بالتي كانت هي الداءُ … ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : زوج .. أبو عين زايغة قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي أكثر ما كان يغيضها في زوجها مصطفى .. أنه يكون اكثر مرحاً وبشاشةً عندما تزورهم حلومة جارتهم الحلوة .. لسانه يزداد عذوبة ، ونُكته تتعدد ، ويذوب صوته رقةً ، ووجهه يحفل بابتسامة لا حدود لعذوبتها .. كيف تخرج كل هذه السعادة من ملامحه التي كانت قبل لحظات متجهمة باردة ؟ لا تدري .. ! حتى حركته تزداد خفة ، وتنطلق من لسانه حكايات ونوادر لم تسمعها منه طوال حياتها معه !عكس ما يبدو عليه عندما يجتمعان على التلفزيون .. واجم .. يمط شفتيه ويلوي بوزه ، ويُشغل نفسه بتحويل القنوات ، وعندما يقع نظره على مغنية أو مذيعة جميلة تتسمر عيونه ، وينسى نفسه .. حتى وهي تصيح به أن يغير القناة .. لا يسمعها كأنه في ملكوت آخر !ما الذي يعيبها حتى لا يُطيق النظر اليها ، ولا يود مسامرتها والحديث معها إلا في أضيق الحالات .. ؟ أكثر من مرة تُمسكه ، وهو يلكز وسادتها ليبعدها عن وسادته ، وكأنه لا يطيق أن تقترب منه حتى في الفراش .. ألهذا الحد بات ينفر منها ، ولا يطيقها .. ؟!تنسحب الى غرفتها وتنفرد بنفسها .. تقف امام المرآة .. تدور حول نفسها مستعرضةً جسدها فوق الثقيل ، تنظر الى ساقيها وذراعيها ، فترى كتل الشحم الفائضة تتدلى ، وتنظر الى وجهها الذي إزداد انتفاخا ، واصطبغ بلون الدم كأنه حبة طماطة !اما جسدها فلا يبدو على حقيقته الا عندما تخلع ملابسها .. لم لا .. تخلع .. لا يهم .. تقف عارية امام المرآة .. تصاب بالهلع حتى تكاد تبكي مما ترى من جسدها المشوه .. تتدلى طياته طية فوق طية عند الصدر والبطن والجوانب والساقين .. اما الخلفية فحكاية أخرى لوحدها !اذن لا تبدو طيات الشحم هذه الا عندما تخلعين يا هداوي ثيابك حتى آخر قطعة ، وأنتِ بالتأكيد تضطرين الى خلعها عند العلاقة الحميمة ، واكيد هذا الملعون مصطفى يرى كل شيء أمامه واضح جلي ، واكيد ايضاً يقارن بين ما يراه ، وبين جسد حلومة الرشيق المتناسق .. يا ربي .. ! ماذا تفعل امام هذا البلاء المفاجئ الذي أتت به هذه المخلوقة ؟ كله من يدها .. الذنب ذنبها والغباء غباءها عندما قربتها وشجعتها على زيارتهم .. لكنها معذورة ، فلم تكن تعرف ان زوجها - ابو وجهين - الذي يبدو امامها صارماً ثقيلاً محتشماً رزيناً .. يودع وقاره بسهولة عندما يرى حلومة ، وفي ثوانٍ معدودة يخف وزنه ، ويتحول الى خرقة بالية !بمجرد ما يسمع صوتها يسارع بحجة او بدونها ، وبدون ذرة تردد أو حياء الى الانضمام الى الجلسة ، ويحشر نفسه حشراً رغم احتجاجها الصامت ، ونظراتها التي تبخ ناراً ، ورغم ان المواضيع التي تدور في اللقاء حريمي مائة في المئة .. الا انه كالمغيَب يواصل حركاته الصبيانية ، وتخرج من جرابه معلومات نسائية لا تعرفها حتى أعتق وأعرق النساء خبرةً وانخراطا في هذا المضمار !لا يهتم بها ولا كأنها موجودة .. فكل حديثه ونظراته مسددة الى وجهة واحدة : حلومة .. فهي الدنيا وكل ما عداها لا شيء .. احياناً تعترض نظراته في منتصف طريقها ، وتُمسكه وهو يسددها الى ساقيها ونهديها وباقي أعضاء جسدها .. لا يترك فرصة للتنكيت إلا وانتهزها .. يروي نكاته البايخة التي لا يقهقه لها أحد سوى حلومة .. أما هي فتكاد تطق ، وتنفجر من الغيظ !هذا المنافق هو الذي اوصلها الى ما وصلت اليه .. لقد كانت رشيقة كعصا الخيزران .. خفيفة كنحلة .. جسدها ملفوف مشدود ، وخصرها ضيق كخصر صبية ، وكان الجميع يضربون المثل في جمالها وجمال جسمها .. عندما اخبرها بعد الزواج انه يحب المرأة الممتلئة المربربه ، فانساقت بغباء مع رغبته هذه لانها تحبه ، وتريد ان ترضيه ، وبعد ان نسيت نفسها وسط دعوات الاهل والاصدقاء .. مستمتعةً ب ......
#زايغة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734980
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي أكثر ما كان يغيضها في زوجها مصطفى .. أنه يكون اكثر مرحاً وبشاشةً عندما تزورهم حلومة جارتهم الحلوة .. لسانه يزداد عذوبة ، ونُكته تتعدد ، ويذوب صوته رقةً ، ووجهه يحفل بابتسامة لا حدود لعذوبتها .. كيف تخرج كل هذه السعادة من ملامحه التي كانت قبل لحظات متجهمة باردة ؟ لا تدري .. ! حتى حركته تزداد خفة ، وتنطلق من لسانه حكايات ونوادر لم تسمعها منه طوال حياتها معه !عكس ما يبدو عليه عندما يجتمعان على التلفزيون .. واجم .. يمط شفتيه ويلوي بوزه ، ويُشغل نفسه بتحويل القنوات ، وعندما يقع نظره على مغنية أو مذيعة جميلة تتسمر عيونه ، وينسى نفسه .. حتى وهي تصيح به أن يغير القناة .. لا يسمعها كأنه في ملكوت آخر !ما الذي يعيبها حتى لا يُطيق النظر اليها ، ولا يود مسامرتها والحديث معها إلا في أضيق الحالات .. ؟ أكثر من مرة تُمسكه ، وهو يلكز وسادتها ليبعدها عن وسادته ، وكأنه لا يطيق أن تقترب منه حتى في الفراش .. ألهذا الحد بات ينفر منها ، ولا يطيقها .. ؟!تنسحب الى غرفتها وتنفرد بنفسها .. تقف امام المرآة .. تدور حول نفسها مستعرضةً جسدها فوق الثقيل ، تنظر الى ساقيها وذراعيها ، فترى كتل الشحم الفائضة تتدلى ، وتنظر الى وجهها الذي إزداد انتفاخا ، واصطبغ بلون الدم كأنه حبة طماطة !اما جسدها فلا يبدو على حقيقته الا عندما تخلع ملابسها .. لم لا .. تخلع .. لا يهم .. تقف عارية امام المرآة .. تصاب بالهلع حتى تكاد تبكي مما ترى من جسدها المشوه .. تتدلى طياته طية فوق طية عند الصدر والبطن والجوانب والساقين .. اما الخلفية فحكاية أخرى لوحدها !اذن لا تبدو طيات الشحم هذه الا عندما تخلعين يا هداوي ثيابك حتى آخر قطعة ، وأنتِ بالتأكيد تضطرين الى خلعها عند العلاقة الحميمة ، واكيد هذا الملعون مصطفى يرى كل شيء أمامه واضح جلي ، واكيد ايضاً يقارن بين ما يراه ، وبين جسد حلومة الرشيق المتناسق .. يا ربي .. ! ماذا تفعل امام هذا البلاء المفاجئ الذي أتت به هذه المخلوقة ؟ كله من يدها .. الذنب ذنبها والغباء غباءها عندما قربتها وشجعتها على زيارتهم .. لكنها معذورة ، فلم تكن تعرف ان زوجها - ابو وجهين - الذي يبدو امامها صارماً ثقيلاً محتشماً رزيناً .. يودع وقاره بسهولة عندما يرى حلومة ، وفي ثوانٍ معدودة يخف وزنه ، ويتحول الى خرقة بالية !بمجرد ما يسمع صوتها يسارع بحجة او بدونها ، وبدون ذرة تردد أو حياء الى الانضمام الى الجلسة ، ويحشر نفسه حشراً رغم احتجاجها الصامت ، ونظراتها التي تبخ ناراً ، ورغم ان المواضيع التي تدور في اللقاء حريمي مائة في المئة .. الا انه كالمغيَب يواصل حركاته الصبيانية ، وتخرج من جرابه معلومات نسائية لا تعرفها حتى أعتق وأعرق النساء خبرةً وانخراطا في هذا المضمار !لا يهتم بها ولا كأنها موجودة .. فكل حديثه ونظراته مسددة الى وجهة واحدة : حلومة .. فهي الدنيا وكل ما عداها لا شيء .. احياناً تعترض نظراته في منتصف طريقها ، وتُمسكه وهو يسددها الى ساقيها ونهديها وباقي أعضاء جسدها .. لا يترك فرصة للتنكيت إلا وانتهزها .. يروي نكاته البايخة التي لا يقهقه لها أحد سوى حلومة .. أما هي فتكاد تطق ، وتنفجر من الغيظ !هذا المنافق هو الذي اوصلها الى ما وصلت اليه .. لقد كانت رشيقة كعصا الخيزران .. خفيفة كنحلة .. جسدها ملفوف مشدود ، وخصرها ضيق كخصر صبية ، وكان الجميع يضربون المثل في جمالها وجمال جسمها .. عندما اخبرها بعد الزواج انه يحب المرأة الممتلئة المربربه ، فانساقت بغباء مع رغبته هذه لانها تحبه ، وتريد ان ترضيه ، وبعد ان نسيت نفسها وسط دعوات الاهل والاصدقاء .. مستمتعةً ب ......
#زايغة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734980
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - زوج .. أبو عين زايغة ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : الأفعى … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي بدور .. امرأة ملتهبة الأنوثة .. لا يُعرف لها أهل ولا أقارب .. تختلف عن نساء الحي في كل شيء .. حتى لهجتها لم تكن تشبه لهجة أهل الجنوب .. حلّت علينا كما تحل اللعنة .. جمالها الأخاذ الذي يشد اليه الأنظار ، ويلوي الاعناق .. اقوى أسلحتها ، وهو سُلمها للصعود ، ونيل ما تريد في معركتها الوجودية مع الحياة !لا أحد يعرف من أين جاءت ، ولا من أي ماضٍ نبعت .. انبتتها الأيام في طريق تاجر أخشاب عجوز .. أحبها وأدار ظهره لكل شيء وتزوجها ، وأغدق عليها المال بدون حساب .. أسكنها بيتاً كان يملكه في حيّنا بعد أن وفر لها كل مستلزمات الراحة من اثاث وخدم .. رغم رفضها وتأففها من الحي وأهله !كانت تقضي معظم نهارها خارج المنزل تمارس سيادتها المطلقة على نفسها .. تحوم من مكان لآخر كالهائمة .. لا يحتويها مكان ، ولا يستقر بها قرار .. تختفي خارج الحي لساعات طويلة ، وتعود أحياناً في ساعة متأخرة من الليل بسيارة اجرة ، وفي كل مرة لها نفس الحجة : عند صديقاتها القديمات في المدينة لأنها قد ضاقت بهذا الحي الذي دفنها فيه .. يشتبك الزوج المسكين معها .. لكنه يخرج دوماً من المعركة مهزوماً مغلوباً على أمره .. مستسلماً في مرارة !كما في كل حي امرأة جميلة يسيل لها لعاب الرجال مثل بدور .. ففيه ايضاً رجل وسيم ترتعش له قلوب العذارى مثل يحيى .. ومثلما انبتتها الأيام في طريق زوجها .. فقد فعلت بها الشيء نفسه مع يحيى .رآها يوماً تندفع مسرعةً الى الطريق تبحث عن تكسي ، فجذبه جمالها كما تجذب الجائع رائحة القصعة .. عرف فيها الساكنة الجديدة ، فاعجبته ورأى فيها أشياء لم يرها في سابقاتها من النساء ، وما أكثرهن في حياته .. ! سارع الى الوقوف أمامها بسيارته التي يستخدمها احياناً للأجرة .. ترددت برهة .. لكنها سرعان ما تراجعت .. جلست في المقعد الخلفي ، وهي تلوي عنقها ، وتشيح بوجهها ، وتنظر من خلال النافذة الى معالم الطريق أمامها .. ساد صمت تكاد تسمع فيه تردد انفاسهما ، وكان يحيى أول من نطق : — كيف حال الحجي .. ؟— … ! ( تتجاهل سؤاله ولا تجيب )— كنت سائقه الخاص لفترة .. رجل طيب لا يوجد منه الكثير !ثم مضى يحكي لها في تدفق ممل قصة أيامه مع الحجي .. تقاطعه وكأنها عازفة عن الحديث في هذا الموضوع .. وتقول بلهجة من لا يهمه الأمر : — انتبه للطريق .. !كان مجرد كلام عادي لا معنى له يريد أن يقطع به الصمت ، ويفتح باب الحديث .. ليجرها الى ما يريد .. استمرت السيارة تطوي بهم الطريق حتى وصلت الى وجهتها .. القت بورقة نقدية على المقعد الامامي ، وغادرت مسرعة .. سمعت صوته يلاحقها قائلاً : — الى الغد .. ! لم ينل منه اليأس بعد .. لاتزال أمامه بحبوحة من أمل .. يبدو أن الطريق اليها طويل شاق ، وليس سهلاً كما كان يعتقد .. لكنه سيطويه مهما امتد ، ومهما كانت الصعوبات !وفي اليوم التالي .. جاءت في موعدها .. رأته واقفاً يصوب سهام نظراته اليها من بعيد .. ترفع ذيل ثوبها قليلا لتتجنب البلل الذي تركته مطرة خفيفة قبل ساعات من خروجها .. تخطر في مشيتها .. يظهر شيء من الكنز الثمين المدفون تحت الثوب .. بياض ناصع .. سيقان ملفوفة كأنها نُحتت بأزميل فنان مبدع ، وفتحة باذخة مقصودة عند مفرق النهدين ، وما خفي كان اعظم ! كانت تستمتع بنظراته التي يمسح بها تفاصيل جسدها رغم تظاهرها بانها تضيق بها .. ! يوقف السيارة أمامها ، ويفتح الباب الأمامي .. تصعد وتجلس في المقعد الخلفي كما فعلت بالأمس .. يغلق الباب وينطلق ، وعيناه تلمعان ببريق الفوز .. وفي الطريق يعيد لها نقود الامس : — أفضال الحجي علي كثير ......
#الأفعى
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735455
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي بدور .. امرأة ملتهبة الأنوثة .. لا يُعرف لها أهل ولا أقارب .. تختلف عن نساء الحي في كل شيء .. حتى لهجتها لم تكن تشبه لهجة أهل الجنوب .. حلّت علينا كما تحل اللعنة .. جمالها الأخاذ الذي يشد اليه الأنظار ، ويلوي الاعناق .. اقوى أسلحتها ، وهو سُلمها للصعود ، ونيل ما تريد في معركتها الوجودية مع الحياة !لا أحد يعرف من أين جاءت ، ولا من أي ماضٍ نبعت .. انبتتها الأيام في طريق تاجر أخشاب عجوز .. أحبها وأدار ظهره لكل شيء وتزوجها ، وأغدق عليها المال بدون حساب .. أسكنها بيتاً كان يملكه في حيّنا بعد أن وفر لها كل مستلزمات الراحة من اثاث وخدم .. رغم رفضها وتأففها من الحي وأهله !كانت تقضي معظم نهارها خارج المنزل تمارس سيادتها المطلقة على نفسها .. تحوم من مكان لآخر كالهائمة .. لا يحتويها مكان ، ولا يستقر بها قرار .. تختفي خارج الحي لساعات طويلة ، وتعود أحياناً في ساعة متأخرة من الليل بسيارة اجرة ، وفي كل مرة لها نفس الحجة : عند صديقاتها القديمات في المدينة لأنها قد ضاقت بهذا الحي الذي دفنها فيه .. يشتبك الزوج المسكين معها .. لكنه يخرج دوماً من المعركة مهزوماً مغلوباً على أمره .. مستسلماً في مرارة !كما في كل حي امرأة جميلة يسيل لها لعاب الرجال مثل بدور .. ففيه ايضاً رجل وسيم ترتعش له قلوب العذارى مثل يحيى .. ومثلما انبتتها الأيام في طريق زوجها .. فقد فعلت بها الشيء نفسه مع يحيى .رآها يوماً تندفع مسرعةً الى الطريق تبحث عن تكسي ، فجذبه جمالها كما تجذب الجائع رائحة القصعة .. عرف فيها الساكنة الجديدة ، فاعجبته ورأى فيها أشياء لم يرها في سابقاتها من النساء ، وما أكثرهن في حياته .. ! سارع الى الوقوف أمامها بسيارته التي يستخدمها احياناً للأجرة .. ترددت برهة .. لكنها سرعان ما تراجعت .. جلست في المقعد الخلفي ، وهي تلوي عنقها ، وتشيح بوجهها ، وتنظر من خلال النافذة الى معالم الطريق أمامها .. ساد صمت تكاد تسمع فيه تردد انفاسهما ، وكان يحيى أول من نطق : — كيف حال الحجي .. ؟— … ! ( تتجاهل سؤاله ولا تجيب )— كنت سائقه الخاص لفترة .. رجل طيب لا يوجد منه الكثير !ثم مضى يحكي لها في تدفق ممل قصة أيامه مع الحجي .. تقاطعه وكأنها عازفة عن الحديث في هذا الموضوع .. وتقول بلهجة من لا يهمه الأمر : — انتبه للطريق .. !كان مجرد كلام عادي لا معنى له يريد أن يقطع به الصمت ، ويفتح باب الحديث .. ليجرها الى ما يريد .. استمرت السيارة تطوي بهم الطريق حتى وصلت الى وجهتها .. القت بورقة نقدية على المقعد الامامي ، وغادرت مسرعة .. سمعت صوته يلاحقها قائلاً : — الى الغد .. ! لم ينل منه اليأس بعد .. لاتزال أمامه بحبوحة من أمل .. يبدو أن الطريق اليها طويل شاق ، وليس سهلاً كما كان يعتقد .. لكنه سيطويه مهما امتد ، ومهما كانت الصعوبات !وفي اليوم التالي .. جاءت في موعدها .. رأته واقفاً يصوب سهام نظراته اليها من بعيد .. ترفع ذيل ثوبها قليلا لتتجنب البلل الذي تركته مطرة خفيفة قبل ساعات من خروجها .. تخطر في مشيتها .. يظهر شيء من الكنز الثمين المدفون تحت الثوب .. بياض ناصع .. سيقان ملفوفة كأنها نُحتت بأزميل فنان مبدع ، وفتحة باذخة مقصودة عند مفرق النهدين ، وما خفي كان اعظم ! كانت تستمتع بنظراته التي يمسح بها تفاصيل جسدها رغم تظاهرها بانها تضيق بها .. ! يوقف السيارة أمامها ، ويفتح الباب الأمامي .. تصعد وتجلس في المقعد الخلفي كما فعلت بالأمس .. يغلق الباب وينطلق ، وعيناه تلمعان ببريق الفوز .. وفي الطريق يعيد لها نقود الامس : — أفضال الحجي علي كثير ......
#الأفعى
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735455
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - الأفعى … ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : الولد سر أبيه .. قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي اليوم .. يوم توزيع نتائج الامتحانات النهائية على تلاميذ الخامس الابتدائي ، وعلّو قلبه يخفق وأنفاسه تضيق خوفاً وهلعاً من النتيجة .. رغم ما بذله من جهد .. لايزال غير متأكد من عبوره كل المواد بنجاح خاصة درس الحساب دليل الذكاء كما يقول أبوه الذي لن يفلت من عقابه اذا لم ينجح ويبيِّض وجهه أمام الاهل والأصدقاء والجيران . تزاحم التلاميذ والتفوا حول المعلم ، وهو يقرء الاسماء ، ويسلم الكارتات للتلاميذ الواحد بعد الآخر .. تنوعت الوجوه بين فرِحٍ متهلل ، وبين مكفهر خائف حزين .. واخيراً جاء دور علّو .. صاح الاستاذ بإسمه : — علي عبد النبي … وقبل ان يسلمه الكارت مسح بنظره الضعيف العلامات ، وبالتحديد ذات الخطوط الحمراء ، وعندما تأكد من عددها حدجه بنظرة خاصة من وراء نظارته السميكة المتمددة على ارنبة انفه الكبير .. ارتعش لها قلب علّو ، فهو يرى فيها نذير شؤم .. لم تكن غريبة عليه فقد تكررت مرات ومرات في حياته المدرسية التعسة ، ويعرف معناها جيداً .. كان الأستاذ في تلك اللحظة ، لم يكن يُمسك بالكارت فقط ، وإنما بعنق علّو ايضاً .. وقف علّو للحظات منتظراً اصدار الحكم ، وهو مصغ في صمت وقلق ، واخيراً نطق المعلم ببرود وبلامبالاة :— راسب بثلاثة .. !تسرب الشحوب فجأةً الى وجه علّو ، وكاد قلبه أن يتوقف عن الخفقان .. تقدم بخطوات ثقيلة مرتعشة ، واخذ الكارت ذليلاً مطأطئ الرأس ثم انزوى لوحده بعيداً عن بقية زملائه .. منهم من يتصايح محتجاً ، ومنهم من يتقافز فرِحاً بنجاحه ، ومنهم من يمد بوزه في كارت الآخر ليعرف نتيجته أما فضولاً او شماتةً .. أما علّو فحرص على أن لا يعرف بنتيجته أحد .. ظل يحدق في الكارت كالأبله دون ان يرى شيئا منه سوى تلك الخطوط الحمراء الثلاث اللعينة التي قررت مصيره . ما العمل الآن .. ؟ تسلل من الجمع وابتعد قليلاً لا يلوي على شيء .. عقله مشتت ، وهو لا يزال يبحلق بالكارت ، وعندما افاق من صدمة الرسوب أخذ يفكر لعله يصل الى طريقة آمنة تُنجيه من العقاب ، وتضمن له دخول البيت ومواجهة ابوه دون مشاكل ، فجسده الهزيل العليل لم يعد يتحمل المزيد من الضرب والركل .. !خرج من المدرسة ، وهو حائر تتنازعه مشاعر عدة .. هل يذهب الى بيت جده ؟ ومن يضمن له ان لا يتلقى من جده نفس العقاب إن لم يكن أشد .. فالأب والجد يصران على أن يجعلوا منه شيئا ذو قيمة !شاهد من بعيد صديقه جويسم الغبي ، وهو قابع تحت شجرة جفت فيها العروق حتى لم يبقى منها الا الجذع ، وبعض الاغصان اليابسة التي لا تحمي من مطر ، ولا تقي من شمس .. اقترب منه دون ان يشعر به فرآه يبكي والدموع تجري على خديه المنتفخين ، والكارت مرمي في أحضانه لا يرى منه شيئاً سوى تلك الخطوط الحمراء المشؤومة التي تكاثرت كالبثور على وجه إمرأة عجوز .. !جلس بجانبه واجتمع الاثنان كما يجتمع المتعوس على خايب الرجى .. طبطب على ظهر صديقه ، وكأنه يعزيه ويعزي نفسه .. القى نظرة متفحصة على كارت جويسم فلم يرى فيه خانة الا وتحتها خط أحمر .. تنفس الصعداء فهو في كل الاحوال افضل رغم ان النتيجة واحدة .جلس يفكر في حل يُبعد عنه شبح عقاب ابيه واهاناته وسخرية اخوته بعد أن بات فعلاً مسخرة .. يعبر كل مرحلة بسنتين بدلاً من واحدة كما يفعل بقية أقرانه من الشطار .. حتى اخضرت شواربه وسمق ، وأصبح ينافس أبوه طولاً ، وهو لا يزال يراوح في الابتدائية .راح يقدح ذهنه ويفكر في حل لهذه المشكلة .. حتى تفتق ذهنه أخيراً عن فكرة شيطانية أخذت تتردد في رأسه .. فوجد فيها شيئاً من العزاء ، وكأنها القشة التي رُميت الى غريق ، وعزم على تنفيذها فو ......
#الولد
#أبيه
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735699
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي اليوم .. يوم توزيع نتائج الامتحانات النهائية على تلاميذ الخامس الابتدائي ، وعلّو قلبه يخفق وأنفاسه تضيق خوفاً وهلعاً من النتيجة .. رغم ما بذله من جهد .. لايزال غير متأكد من عبوره كل المواد بنجاح خاصة درس الحساب دليل الذكاء كما يقول أبوه الذي لن يفلت من عقابه اذا لم ينجح ويبيِّض وجهه أمام الاهل والأصدقاء والجيران . تزاحم التلاميذ والتفوا حول المعلم ، وهو يقرء الاسماء ، ويسلم الكارتات للتلاميذ الواحد بعد الآخر .. تنوعت الوجوه بين فرِحٍ متهلل ، وبين مكفهر خائف حزين .. واخيراً جاء دور علّو .. صاح الاستاذ بإسمه : — علي عبد النبي … وقبل ان يسلمه الكارت مسح بنظره الضعيف العلامات ، وبالتحديد ذات الخطوط الحمراء ، وعندما تأكد من عددها حدجه بنظرة خاصة من وراء نظارته السميكة المتمددة على ارنبة انفه الكبير .. ارتعش لها قلب علّو ، فهو يرى فيها نذير شؤم .. لم تكن غريبة عليه فقد تكررت مرات ومرات في حياته المدرسية التعسة ، ويعرف معناها جيداً .. كان الأستاذ في تلك اللحظة ، لم يكن يُمسك بالكارت فقط ، وإنما بعنق علّو ايضاً .. وقف علّو للحظات منتظراً اصدار الحكم ، وهو مصغ في صمت وقلق ، واخيراً نطق المعلم ببرود وبلامبالاة :— راسب بثلاثة .. !تسرب الشحوب فجأةً الى وجه علّو ، وكاد قلبه أن يتوقف عن الخفقان .. تقدم بخطوات ثقيلة مرتعشة ، واخذ الكارت ذليلاً مطأطئ الرأس ثم انزوى لوحده بعيداً عن بقية زملائه .. منهم من يتصايح محتجاً ، ومنهم من يتقافز فرِحاً بنجاحه ، ومنهم من يمد بوزه في كارت الآخر ليعرف نتيجته أما فضولاً او شماتةً .. أما علّو فحرص على أن لا يعرف بنتيجته أحد .. ظل يحدق في الكارت كالأبله دون ان يرى شيئا منه سوى تلك الخطوط الحمراء الثلاث اللعينة التي قررت مصيره . ما العمل الآن .. ؟ تسلل من الجمع وابتعد قليلاً لا يلوي على شيء .. عقله مشتت ، وهو لا يزال يبحلق بالكارت ، وعندما افاق من صدمة الرسوب أخذ يفكر لعله يصل الى طريقة آمنة تُنجيه من العقاب ، وتضمن له دخول البيت ومواجهة ابوه دون مشاكل ، فجسده الهزيل العليل لم يعد يتحمل المزيد من الضرب والركل .. !خرج من المدرسة ، وهو حائر تتنازعه مشاعر عدة .. هل يذهب الى بيت جده ؟ ومن يضمن له ان لا يتلقى من جده نفس العقاب إن لم يكن أشد .. فالأب والجد يصران على أن يجعلوا منه شيئا ذو قيمة !شاهد من بعيد صديقه جويسم الغبي ، وهو قابع تحت شجرة جفت فيها العروق حتى لم يبقى منها الا الجذع ، وبعض الاغصان اليابسة التي لا تحمي من مطر ، ولا تقي من شمس .. اقترب منه دون ان يشعر به فرآه يبكي والدموع تجري على خديه المنتفخين ، والكارت مرمي في أحضانه لا يرى منه شيئاً سوى تلك الخطوط الحمراء المشؤومة التي تكاثرت كالبثور على وجه إمرأة عجوز .. !جلس بجانبه واجتمع الاثنان كما يجتمع المتعوس على خايب الرجى .. طبطب على ظهر صديقه ، وكأنه يعزيه ويعزي نفسه .. القى نظرة متفحصة على كارت جويسم فلم يرى فيه خانة الا وتحتها خط أحمر .. تنفس الصعداء فهو في كل الاحوال افضل رغم ان النتيجة واحدة .جلس يفكر في حل يُبعد عنه شبح عقاب ابيه واهاناته وسخرية اخوته بعد أن بات فعلاً مسخرة .. يعبر كل مرحلة بسنتين بدلاً من واحدة كما يفعل بقية أقرانه من الشطار .. حتى اخضرت شواربه وسمق ، وأصبح ينافس أبوه طولاً ، وهو لا يزال يراوح في الابتدائية .راح يقدح ذهنه ويفكر في حل لهذه المشكلة .. حتى تفتق ذهنه أخيراً عن فكرة شيطانية أخذت تتردد في رأسه .. فوجد فيها شيئاً من العزاء ، وكأنها القشة التي رُميت الى غريق ، وعزم على تنفيذها فو ......
#الولد
#أبيه
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735699
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - الولد سر أبيه .. ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : من شابه أباه فما ظلم .. قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ملاحظة : تعرضنا الى لوم على بعض ما جاء في نص قصة ( الولد سر ابيه ) ، وبناءً عليه اجرينا تعديلاً طفيفاً .. أما تغيير العنوان فجاء لدواعي النشر .. عذراً .. ودمتم .. !اليوم .. يوم توزيع نتائج الامتحان النهائي على تلاميذ الخامس الابتدائي ، وعلّو قلبه يخفق وأنفاسه تضيق خوفاً وهلعاً من النتيجة .. فرغم ما بذله من جهد لايزال غير متأكد من عبوره كل المواد بنجاح خاصة درس الرياضيات - دليل الذكاء - كما يقول أبوه الذي لن يفلت من عقابه اذا لم ينجح ويبيِّض وجهه أمام الاهل والأصدقاء والجيران . تزاحم التلاميذ والتفوا حول المعلم ، وهو يقرء الاسماء ، ويسلم الكارتات للتلاميذ الواحد بعد الآخر .. تنوعت الوجوه بين فرِحٍ متهلل ، وبين مكفهر خائف حزين .. واخيراً جاء دور علّو .. صاح الاستاذ بإسمه : — علي عبد النبي … وقبل ان يسلمه الكارت مسح بنظره الضعيف .. العلامات ذات الخطوط الحمراء ، وعندما تأكد من عددها حدجه بنظرة خاصة من وراء نظارته السميكة المتمددة على ارنبة انفه الكبير .. ارتعش لها قلب علّو ، فهو يرى فيها نذير شؤم .. لم تكن غريبة عليه فقد تكررت مرات ومرات في حياته المدرسية التعسة ، ويعرف معناها جيداً .. كأن الأستاذ في تلك اللحظة لم يكن يُمسك بالكارت ، وإنما بعنق علّو ويطبق عليه يكاد يخنقه .. بقي علّو متسمراً في مكانه للحظات منتظراً اصدار الحكم ، وهو مصغ في صمت وقلق ، واخيراً نطق المعلم ببرود وبلامبالاة :— راسب بثلاثة .. !تسرب الشحوب فجأةً الى وجه علّو ، وكاد قلبه أن يتوقف عن الخفقان .. يتقدم بخطوات ثقيلة مرتعشة ، ويستلم الكارت ذليلاً مطأطئ الرأس ثم ينزوى لوحده بعيداً عن بقية التلاميذ الذين تنوعت ردود أفعالهم .. فمنهم من كان يصيح محتجاً ، ومنهم من يتقافز فرِحاً بنجاحه ، ومنهم من يمد بوزه في كارت الآخر ليعرف نتيجته أما فضولاً او شماتةً .. أما علّو فحرص على أن لا يعرف بنتيجته أحد .. ظل يحدق في الكارت كالأبله دون ان يرى شيئا منه سوى تلك الخطوط الحمراء الثلاث اللعينة التي قررت مصيره . ما العمل الآن .. ؟ انسلَ من الجمع بهدوء كالنسمة ، وابتعد قليلاً لا يلوي على شيء .. عقله مشتت شبه غائب .. لا يزال يبحلق بالكارت ، وعندما افاق من صدمة الرسوب أخذ يفكر لعله يصل الى طريقة آمنة تُنجيه من العقاب ، وتضمن له دخول البيت ومواجهة ابوه دون مشاكل ، فجسده الهزيل العليل لم يعد يتحمل المزيد من الضرب والركل .. !خرج من المدرسة ، وهو حائر تتنازعه مشاعر عدة .. هل يذهب الى بيت جده ؟ ومن يضمن له ان لا يتلقى من جده نفس العقاب إن لم يكن أشد .. فالأب والجد يصران على أن يجعلوا منه شيئا ذو قيمة !شاهد من بعيد صديقه جاسم ، وهو قابع تحت شجرة جفت فيها العروق حتى لم يبقى منها الا الجذع ، وبعض الاغصان اليابسة التي لا تحمي من مطر ، ولا تقي من شمس .. اقترب منه دون ان يشعر به فرآه يبكي والدموع تجري على خديه المنتفخين ، والكارت مرمي في أحضانه لا يرى منه شيئاً سوى تلك الخطوط الحمراء المشؤومة التي تكاثرت كأنها بثور على وجه إمرأة عجوز .. !جلس بجانبه واجتمع الاثنان كما يجتمع المتعوس على خايب الرجى .. طبطب على ظهر صديقه يواسيه ، وكأنه يواسي نفسه .. القى نظرة متفحصة على كارته فلم يرى فيه خانة الا وتحتها خط أحمر .. تنفس الصعداء فهو في كل الاحوال افضل رغم ان النتيجة واحدة .عاد الى التفكير في حل يُبعد عنه شبح عقاب ابيه ، واهاناته وسخرية اخوته بعد أن بات فعلاً مسخرة .. يعبر كل مرحلة بسنتين بدلاً من واحدة كما يفعل بقية أقرانه من التلاميذ الشطار .. حتى اخضرت ش ......
#شابه
#أباه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735897
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ملاحظة : تعرضنا الى لوم على بعض ما جاء في نص قصة ( الولد سر ابيه ) ، وبناءً عليه اجرينا تعديلاً طفيفاً .. أما تغيير العنوان فجاء لدواعي النشر .. عذراً .. ودمتم .. !اليوم .. يوم توزيع نتائج الامتحان النهائي على تلاميذ الخامس الابتدائي ، وعلّو قلبه يخفق وأنفاسه تضيق خوفاً وهلعاً من النتيجة .. فرغم ما بذله من جهد لايزال غير متأكد من عبوره كل المواد بنجاح خاصة درس الرياضيات - دليل الذكاء - كما يقول أبوه الذي لن يفلت من عقابه اذا لم ينجح ويبيِّض وجهه أمام الاهل والأصدقاء والجيران . تزاحم التلاميذ والتفوا حول المعلم ، وهو يقرء الاسماء ، ويسلم الكارتات للتلاميذ الواحد بعد الآخر .. تنوعت الوجوه بين فرِحٍ متهلل ، وبين مكفهر خائف حزين .. واخيراً جاء دور علّو .. صاح الاستاذ بإسمه : — علي عبد النبي … وقبل ان يسلمه الكارت مسح بنظره الضعيف .. العلامات ذات الخطوط الحمراء ، وعندما تأكد من عددها حدجه بنظرة خاصة من وراء نظارته السميكة المتمددة على ارنبة انفه الكبير .. ارتعش لها قلب علّو ، فهو يرى فيها نذير شؤم .. لم تكن غريبة عليه فقد تكررت مرات ومرات في حياته المدرسية التعسة ، ويعرف معناها جيداً .. كأن الأستاذ في تلك اللحظة لم يكن يُمسك بالكارت ، وإنما بعنق علّو ويطبق عليه يكاد يخنقه .. بقي علّو متسمراً في مكانه للحظات منتظراً اصدار الحكم ، وهو مصغ في صمت وقلق ، واخيراً نطق المعلم ببرود وبلامبالاة :— راسب بثلاثة .. !تسرب الشحوب فجأةً الى وجه علّو ، وكاد قلبه أن يتوقف عن الخفقان .. يتقدم بخطوات ثقيلة مرتعشة ، ويستلم الكارت ذليلاً مطأطئ الرأس ثم ينزوى لوحده بعيداً عن بقية التلاميذ الذين تنوعت ردود أفعالهم .. فمنهم من كان يصيح محتجاً ، ومنهم من يتقافز فرِحاً بنجاحه ، ومنهم من يمد بوزه في كارت الآخر ليعرف نتيجته أما فضولاً او شماتةً .. أما علّو فحرص على أن لا يعرف بنتيجته أحد .. ظل يحدق في الكارت كالأبله دون ان يرى شيئا منه سوى تلك الخطوط الحمراء الثلاث اللعينة التي قررت مصيره . ما العمل الآن .. ؟ انسلَ من الجمع بهدوء كالنسمة ، وابتعد قليلاً لا يلوي على شيء .. عقله مشتت شبه غائب .. لا يزال يبحلق بالكارت ، وعندما افاق من صدمة الرسوب أخذ يفكر لعله يصل الى طريقة آمنة تُنجيه من العقاب ، وتضمن له دخول البيت ومواجهة ابوه دون مشاكل ، فجسده الهزيل العليل لم يعد يتحمل المزيد من الضرب والركل .. !خرج من المدرسة ، وهو حائر تتنازعه مشاعر عدة .. هل يذهب الى بيت جده ؟ ومن يضمن له ان لا يتلقى من جده نفس العقاب إن لم يكن أشد .. فالأب والجد يصران على أن يجعلوا منه شيئا ذو قيمة !شاهد من بعيد صديقه جاسم ، وهو قابع تحت شجرة جفت فيها العروق حتى لم يبقى منها الا الجذع ، وبعض الاغصان اليابسة التي لا تحمي من مطر ، ولا تقي من شمس .. اقترب منه دون ان يشعر به فرآه يبكي والدموع تجري على خديه المنتفخين ، والكارت مرمي في أحضانه لا يرى منه شيئاً سوى تلك الخطوط الحمراء المشؤومة التي تكاثرت كأنها بثور على وجه إمرأة عجوز .. !جلس بجانبه واجتمع الاثنان كما يجتمع المتعوس على خايب الرجى .. طبطب على ظهر صديقه يواسيه ، وكأنه يواسي نفسه .. القى نظرة متفحصة على كارته فلم يرى فيه خانة الا وتحتها خط أحمر .. تنفس الصعداء فهو في كل الاحوال افضل رغم ان النتيجة واحدة .عاد الى التفكير في حل يُبعد عنه شبح عقاب ابيه ، واهاناته وسخرية اخوته بعد أن بات فعلاً مسخرة .. يعبر كل مرحلة بسنتين بدلاً من واحدة كما يفعل بقية أقرانه من التلاميذ الشطار .. حتى اخضرت ش ......
#شابه
#أباه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735897
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - من شابه أباه فما ظلم .. ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : وكانت أيام … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي لم نكن نعرف ، ونحن صغاراً .. أن هناك جريمة اسمها الأختطاف .. أن تختطف انساناً ، وتُبقيه رهينة حتى يدفع أهله مالاً مقابل رقبته .. هكذا عرّفوها لنا وأفهمونا ، وكانت مفردة جديدة اضفناها الى قاموس مفرداتنا الذي ينمو يوما بعد يوم .. !عرفنا أنواع كثيرة من الجرائم .. كانت تنتشر في كل مكان من حيّنا وغيره .. من نوع السرقة مثلا .. عندما سطا الولد حنش على بيت ام داود ، وسرق مصوغاتها .. شقاء عمرها ، وعرق جبينها وسيقانها وما بينهما ، وكل سنين الكفاح بالجسد ، التي افنت فيها زهرة شبابها .. ! حتى اوشكت المسكينة ان تموت فيها .. !والاحتيال .. عندما احتال رجل معروف السيئات .. يدعى ماهود ممن استمرأوا جهد الغير ، وأكلْ الثمر بلا عرق أو تعب .. على غلام ميرزة صاحب المتجر الوحيد في الحي ، وكان طماعاً جشعاً يغش في كل شيء حتى الميزان ، وينهب ما لا حق له فيه .. لطش منه مبلغاً كبيراً مدعياً تشغيله بفوائد مغرية .. نفّذ وعده لشهرين أو ثلاثة ثم اختفى بما تبقى من المبلغ نهائياً تاركاً ضحيته يتمرغ في التراب .. !والقتل ايضاً .. عندما قتل غيلان زوجته الجميلة الفاتنة وعشيقها .. ارادت ان تنعم بالمتعة دون ان تدفع ثمنها .. وجاء وقت دفع الثمن ، ووقت القصاص على يد من لا يرحم .. غيلان الشرس القبيح الذي كنا نطلق عليه اسم البومة للشبه الغريب بينهما .. انتقاماً لشرفه عندما كبسهما معاً في بيته ، وهو عائد من السفر .. ! لم يكتفي بطعنها طعنةَ موتٍ واحدة ، وانما واصل طعنها وتقطيعها بحقد غريب ، ومزق عضوها التناسلي شر تمزيق .. مشهد مرعب لم تتحمله القلوب الضعيفة الواهنة .. كانت في وقتها فضيحة مزلزلة هزت الحي ، وبقي صداها يتردد لسنوات طويلة حتى طواها النسيان تحت ابطه ، وأصبحت مجرد عِبرة يُذكِّر بها الازواج زوجاتهم من مغبة التلاعب واللف والدوران .. !اما الاختطاف .. فكان حكاية جديدة علينا ، وحدثاً غريبا اكثر مما هو جديد .. ليس على عقولنا فقط ، وانما على قيمنا وتقاليدنا التي عشناها على مدى أجيال .استيقظنا يوما على خبر .. سرى في كل مكان .. سري النار في الهشيم .. أن بنت الباشا قد أُختُطِفت وأعلن الانجليز النفير العام في قوى الشرطة والجندرمة لأنهم اعتبروها بادرة خطيرة يجب ان لا تتكرر .بنت الباشا .. مرة واحدة ؟! ومن هذا الذي طال بنت الباشا ووصل اليها ، والناس يمكن ان ترى القمر في المحاق ، ولا يمكنها ان ترى ابيها الباشا ، فكيف بها هي .. ثم أين أسراب الحرس ، والمرافقين والتابعين وتابعي التابعين ؟ اين الخدم والحشم والشِلل التي تحيط بها ليل نهار ؟ لم نستوعب الخبر ولم نفهمه .. !سأل كل واحد منا ببراءة أبوه او اخوه الاكبر أو حتى أمه التي لن يحصل منها بالتأكيد على جواب لانها مثلنا سوا سوا لا تفهم في مثل هذه الامور شيئاً ، ولا في الكثير غيرها لان النساء في ذلك الزمان كنَّ في معظمهن أميات لايعرفن السما من العمى كما يقولون .على أي حال لجأتُ إليها لجوء المضطر .. استقبلتني بوجهها الذي يشرق بالطيبة والمودة :— ما هو الاختطاف ، يا أمي .. ؟ صمتت برهة ثم تثائبت من التعب .. اطلقت تنهيدة حارة ، ورفعت كتفيها مستسلمة .. وقالت : — ليتني أعرف ، يا بني .. !فخرجتُ منها صفر اليدين .. فلم يبقى أمامي إلا أبي .. جمعت اشتات شجاعتي ، واعدت عليه نفس السؤال ، فأجابني متململاً : — اهتم بدروسك ، ولا تقحم نفسك في أمور لا تعنيك ..كيف لا تعنيني ، يا والدي ؟ والكل يتحدثون بها من الصغير الى الكبير .. ؟ ألست واحداً من هؤلاء الكل أم انا غلطان .. ؟ ويمر اليوم الأول على الباشا ......
#وكانت
#أيام
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736104
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي لم نكن نعرف ، ونحن صغاراً .. أن هناك جريمة اسمها الأختطاف .. أن تختطف انساناً ، وتُبقيه رهينة حتى يدفع أهله مالاً مقابل رقبته .. هكذا عرّفوها لنا وأفهمونا ، وكانت مفردة جديدة اضفناها الى قاموس مفرداتنا الذي ينمو يوما بعد يوم .. !عرفنا أنواع كثيرة من الجرائم .. كانت تنتشر في كل مكان من حيّنا وغيره .. من نوع السرقة مثلا .. عندما سطا الولد حنش على بيت ام داود ، وسرق مصوغاتها .. شقاء عمرها ، وعرق جبينها وسيقانها وما بينهما ، وكل سنين الكفاح بالجسد ، التي افنت فيها زهرة شبابها .. ! حتى اوشكت المسكينة ان تموت فيها .. !والاحتيال .. عندما احتال رجل معروف السيئات .. يدعى ماهود ممن استمرأوا جهد الغير ، وأكلْ الثمر بلا عرق أو تعب .. على غلام ميرزة صاحب المتجر الوحيد في الحي ، وكان طماعاً جشعاً يغش في كل شيء حتى الميزان ، وينهب ما لا حق له فيه .. لطش منه مبلغاً كبيراً مدعياً تشغيله بفوائد مغرية .. نفّذ وعده لشهرين أو ثلاثة ثم اختفى بما تبقى من المبلغ نهائياً تاركاً ضحيته يتمرغ في التراب .. !والقتل ايضاً .. عندما قتل غيلان زوجته الجميلة الفاتنة وعشيقها .. ارادت ان تنعم بالمتعة دون ان تدفع ثمنها .. وجاء وقت دفع الثمن ، ووقت القصاص على يد من لا يرحم .. غيلان الشرس القبيح الذي كنا نطلق عليه اسم البومة للشبه الغريب بينهما .. انتقاماً لشرفه عندما كبسهما معاً في بيته ، وهو عائد من السفر .. ! لم يكتفي بطعنها طعنةَ موتٍ واحدة ، وانما واصل طعنها وتقطيعها بحقد غريب ، ومزق عضوها التناسلي شر تمزيق .. مشهد مرعب لم تتحمله القلوب الضعيفة الواهنة .. كانت في وقتها فضيحة مزلزلة هزت الحي ، وبقي صداها يتردد لسنوات طويلة حتى طواها النسيان تحت ابطه ، وأصبحت مجرد عِبرة يُذكِّر بها الازواج زوجاتهم من مغبة التلاعب واللف والدوران .. !اما الاختطاف .. فكان حكاية جديدة علينا ، وحدثاً غريبا اكثر مما هو جديد .. ليس على عقولنا فقط ، وانما على قيمنا وتقاليدنا التي عشناها على مدى أجيال .استيقظنا يوما على خبر .. سرى في كل مكان .. سري النار في الهشيم .. أن بنت الباشا قد أُختُطِفت وأعلن الانجليز النفير العام في قوى الشرطة والجندرمة لأنهم اعتبروها بادرة خطيرة يجب ان لا تتكرر .بنت الباشا .. مرة واحدة ؟! ومن هذا الذي طال بنت الباشا ووصل اليها ، والناس يمكن ان ترى القمر في المحاق ، ولا يمكنها ان ترى ابيها الباشا ، فكيف بها هي .. ثم أين أسراب الحرس ، والمرافقين والتابعين وتابعي التابعين ؟ اين الخدم والحشم والشِلل التي تحيط بها ليل نهار ؟ لم نستوعب الخبر ولم نفهمه .. !سأل كل واحد منا ببراءة أبوه او اخوه الاكبر أو حتى أمه التي لن يحصل منها بالتأكيد على جواب لانها مثلنا سوا سوا لا تفهم في مثل هذه الامور شيئاً ، ولا في الكثير غيرها لان النساء في ذلك الزمان كنَّ في معظمهن أميات لايعرفن السما من العمى كما يقولون .على أي حال لجأتُ إليها لجوء المضطر .. استقبلتني بوجهها الذي يشرق بالطيبة والمودة :— ما هو الاختطاف ، يا أمي .. ؟ صمتت برهة ثم تثائبت من التعب .. اطلقت تنهيدة حارة ، ورفعت كتفيها مستسلمة .. وقالت : — ليتني أعرف ، يا بني .. !فخرجتُ منها صفر اليدين .. فلم يبقى أمامي إلا أبي .. جمعت اشتات شجاعتي ، واعدت عليه نفس السؤال ، فأجابني متململاً : — اهتم بدروسك ، ولا تقحم نفسك في أمور لا تعنيك ..كيف لا تعنيني ، يا والدي ؟ والكل يتحدثون بها من الصغير الى الكبير .. ؟ ألست واحداً من هؤلاء الكل أم انا غلطان .. ؟ ويمر اليوم الأول على الباشا ......
#وكانت
#أيام
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736104
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - وكانت أيام … ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : أيامٌ مرَّت وراحت … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي في طفولتنا .. كنا نعتبر أخطائنا وهفواتنا الصغيرة أمراً عادياً لا يستدعي منا ما يسميه الكبار بالندم .. لكني وللمرة الأولى شعرت بهذا الندم عندما ساقتني قدماي دون وعي مني ولا ادراك للعواقب ، وانخرطت لأول مرة في حياتي في مظاهرة .. أيام العدوان الثلاثي على مصر .. شارك فيها كل تلاميذ المدرسة صغاراً وكباراً .. !وكان دافعنا الاساسي كاطفال في المرحلة الابتدائية الخلاص المؤقت من الدروس وأعباءها وثقل دمها خاصة درس التأريخ ومعلمه الأستاذ دحام ذلك الرجل القاسي المتحجر الذي لم اصادف مثله في حياتي بعد ذلك . كنت اشك في أن أحداً منا كان يفهم شيئا ولو يسيراً عن هذا العدوان وابعاده وملابساته !لقد كان الموضوع صعبا ، واكبر من أن تستوعبه عقولنا الطفولية البكر ، فكان يحتاج منا الى فهم ولو بالحد الأدنى .. رغم ما كان يبذله الاستاذ سعدي معلم الرياضة والنشيد من جهد ليوضح لنا ابعاده ، وخطورته على مصر ، وامتنا العربية المجيدة كما كان يردد بفخر ، وهي تعابير جديدة لم تعتاد عليها اسماعنا بعد .وأنّى لي في تلك السن الصغيرة المبكرة ان أدرك أو أفهم الاسباب الحقيقية وراء هذا العدوان .. كالجلاء مثلاً ، أو تأميم قناة السويس ، أو بناء السد العالي ، أو صفقة الاسلحة التي وافق عليها السوفيت كبديل لصفقة الاسلحة التي طلبتها مصر من بريطانيا وامريكا ، والتي رفضها الطرفان .. كل هذه الامور وغيرها لم ادركها الا في اوقات متأخرة من حياتي .. أما في تلك اللحظات فكنت .. حشرٌ مع الناس عيدُ .. !وقبل الخروج من الصف ، ومن ثم من المدرسة ، والالتحاق ببقية المدارس في مظاهرة كبيرة أُعد لها مسبقاً دعما للفدائيين المصريين الذين يقاومون باسنانهم واظافرهم العدوان الثلاثي الغاشم خاصة في بور سعيد وغيرها من مدن القناة .. كما افهمنا الاستاذ سعدي الذي اخذ ايضاً يحفظنا اناشيد ثورية ، واهمها نشيد ( الله أكبر ) الذي اجج نفوسنا ، وأشعل في قلوبنا النيران ، وأثار فينا حماسا ما بعده حماس ، وكان يطلب منا المزيد من الحماس ، وبأن نرفع أصواتنا أكثر وأكثر ، فنحن كما كان يقول نواة الثورة ، ورجال المستقبل .ولم تكن تفوته الفرصة النادرة تلك في أن يدس السم في العسل ، ويمرر كلمة من هنا ، واشارة من هناك ينال فيهما من النظام الملكي الفاسد الذي ربطنا بالمعاهدات ، والأحلاف المشبوهة ، واخطرها حلف بغداد سيئ الصيت ، ولعدم فهمنا ومبالاتنا بما كان يلمح به ، فقد كان كمن ينفخ في قربة مثقوبة .. أو كمن يحادث الهواء .واصلنا على أي حال صراخنا الطفولي باصواتنا الصافية الحادة التي وضعنا فيها كل مشاعرنا الثورية ، والتي جاوزت في صداها الافاق .. حتى سرت فينا ، واشتعلت روح الحماس ، وترددت انفاسه مع انفاسنا اللاهثة ، وبنخوة مفاجئة تمنينا من فرط حماسنا ان نلتحق من فورنا باخواننا الفدائيين لنقاتل معهم المعتدين ، ونرد العدوان عن شقيقتنا الكبرى مصر كما كان الاستاذ سعدي يسميها .وعلى حين غرة فُتحت الابواب ، والشبابيك على مصاريعها رغم التحذيرات والتهديدات التي كانت تطلقها ادارة المدرسة التي بدت خائفة مرعوبة ومترددة ، وكذلك السلطة الملكية آنذاك الاكثر خوفا من أن تفلت الامور من يدها وقبضتها البوليسية الحديدية الى حدود لا ترغبها .. ثم رأينا الأستاذ سعدي بوجهه الوسيم ، وبملامحه النبيلة ، ومنكباه العريضان يقف في منتصف الساحة ، ويدعونا الى الخروج ، وتجاوز عقدة الخوف .. نداءٌ فعل فينا فعل الشرارة في الوقود !فانطلقنا رغم الموانع في مد هادر كالواقع في الاسر وقد نال حريته ، فمنا من تسلق السياج ، ومنا من قفز من الشبابيك .. حتى ملأنا الشوا ......
#أيامٌ
#مرَّت
#وراحت
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738305
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي في طفولتنا .. كنا نعتبر أخطائنا وهفواتنا الصغيرة أمراً عادياً لا يستدعي منا ما يسميه الكبار بالندم .. لكني وللمرة الأولى شعرت بهذا الندم عندما ساقتني قدماي دون وعي مني ولا ادراك للعواقب ، وانخرطت لأول مرة في حياتي في مظاهرة .. أيام العدوان الثلاثي على مصر .. شارك فيها كل تلاميذ المدرسة صغاراً وكباراً .. !وكان دافعنا الاساسي كاطفال في المرحلة الابتدائية الخلاص المؤقت من الدروس وأعباءها وثقل دمها خاصة درس التأريخ ومعلمه الأستاذ دحام ذلك الرجل القاسي المتحجر الذي لم اصادف مثله في حياتي بعد ذلك . كنت اشك في أن أحداً منا كان يفهم شيئا ولو يسيراً عن هذا العدوان وابعاده وملابساته !لقد كان الموضوع صعبا ، واكبر من أن تستوعبه عقولنا الطفولية البكر ، فكان يحتاج منا الى فهم ولو بالحد الأدنى .. رغم ما كان يبذله الاستاذ سعدي معلم الرياضة والنشيد من جهد ليوضح لنا ابعاده ، وخطورته على مصر ، وامتنا العربية المجيدة كما كان يردد بفخر ، وهي تعابير جديدة لم تعتاد عليها اسماعنا بعد .وأنّى لي في تلك السن الصغيرة المبكرة ان أدرك أو أفهم الاسباب الحقيقية وراء هذا العدوان .. كالجلاء مثلاً ، أو تأميم قناة السويس ، أو بناء السد العالي ، أو صفقة الاسلحة التي وافق عليها السوفيت كبديل لصفقة الاسلحة التي طلبتها مصر من بريطانيا وامريكا ، والتي رفضها الطرفان .. كل هذه الامور وغيرها لم ادركها الا في اوقات متأخرة من حياتي .. أما في تلك اللحظات فكنت .. حشرٌ مع الناس عيدُ .. !وقبل الخروج من الصف ، ومن ثم من المدرسة ، والالتحاق ببقية المدارس في مظاهرة كبيرة أُعد لها مسبقاً دعما للفدائيين المصريين الذين يقاومون باسنانهم واظافرهم العدوان الثلاثي الغاشم خاصة في بور سعيد وغيرها من مدن القناة .. كما افهمنا الاستاذ سعدي الذي اخذ ايضاً يحفظنا اناشيد ثورية ، واهمها نشيد ( الله أكبر ) الذي اجج نفوسنا ، وأشعل في قلوبنا النيران ، وأثار فينا حماسا ما بعده حماس ، وكان يطلب منا المزيد من الحماس ، وبأن نرفع أصواتنا أكثر وأكثر ، فنحن كما كان يقول نواة الثورة ، ورجال المستقبل .ولم تكن تفوته الفرصة النادرة تلك في أن يدس السم في العسل ، ويمرر كلمة من هنا ، واشارة من هناك ينال فيهما من النظام الملكي الفاسد الذي ربطنا بالمعاهدات ، والأحلاف المشبوهة ، واخطرها حلف بغداد سيئ الصيت ، ولعدم فهمنا ومبالاتنا بما كان يلمح به ، فقد كان كمن ينفخ في قربة مثقوبة .. أو كمن يحادث الهواء .واصلنا على أي حال صراخنا الطفولي باصواتنا الصافية الحادة التي وضعنا فيها كل مشاعرنا الثورية ، والتي جاوزت في صداها الافاق .. حتى سرت فينا ، واشتعلت روح الحماس ، وترددت انفاسه مع انفاسنا اللاهثة ، وبنخوة مفاجئة تمنينا من فرط حماسنا ان نلتحق من فورنا باخواننا الفدائيين لنقاتل معهم المعتدين ، ونرد العدوان عن شقيقتنا الكبرى مصر كما كان الاستاذ سعدي يسميها .وعلى حين غرة فُتحت الابواب ، والشبابيك على مصاريعها رغم التحذيرات والتهديدات التي كانت تطلقها ادارة المدرسة التي بدت خائفة مرعوبة ومترددة ، وكذلك السلطة الملكية آنذاك الاكثر خوفا من أن تفلت الامور من يدها وقبضتها البوليسية الحديدية الى حدود لا ترغبها .. ثم رأينا الأستاذ سعدي بوجهه الوسيم ، وبملامحه النبيلة ، ومنكباه العريضان يقف في منتصف الساحة ، ويدعونا الى الخروج ، وتجاوز عقدة الخوف .. نداءٌ فعل فينا فعل الشرارة في الوقود !فانطلقنا رغم الموانع في مد هادر كالواقع في الاسر وقد نال حريته ، فمنا من تسلق السياج ، ومنا من قفز من الشبابيك .. حتى ملأنا الشوا ......
#أيامٌ
#مرَّت
#وراحت
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738305
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - أيامٌ مرَّت وراحت … ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : زوجة .. مع وقف التنفيذ قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي قصة ( صفاء ) مكررة معادة .. تحدث هنا وهناك ، وفي كل زمان ومكان .. كان رجلاً هادئاً بطبعه مهادناً مستكينا .. لم يعرف الحب في حياته قبل أن يعرف ( أمل ) .. التقى بها بضع مرات في بيت أحد الاصدقاء ، فأحبها من أول نظرة ، واندفع في حبها بكل جوارحه ، فأقسم أن لا يجعلها تفلت من بين يديه .. لا يدري ما الذي جعله يحب هذه المخلوقة دون غيرها من سائر المخلوقات ، فالفارق بينهما شاسع في كل شيء .فهي فتاة جميلة في مقتبل العمر ، وميعة الصبا أو كما يحلو لها ان تسمي نفسها جميلة الجميلات .. المندفعة والمقبلة على الحياة بنهم .. وهو المتواضع البسيط في كل شيء .. الوسامة ورصيده فيها يقارب الصفر .. عدا قامته الفارعة عنصر الجذب الوحيد فيه .. الثراء .. بعيد عنه الى ما يقارب بُعد السماء عن الارض .. الشباب انه يكبرها بأكثر من عشر سنوات .. كل ما كان يحمله من مؤهل .. هو حبه الصادق لها وشغفه بها ، وهل هذا يدخل في حسابها وفي حساب أهلها .. ؟لم يصدق عندما وافقت هي ، واهلها على طلبه للزواج .. كان يتوقع أن تسبق الموافقة مقابلات واستفسارات واختبارات قد يجتازها او لا يجتازها ، أما وأن يأتي القبول بهذه الطريقة السهلة والمباشرة ، فهذا لم يخطر له على بال .. ما كان يعتقد أن الاقدار ابتسمت لانسان مثلما ابتسمت له في تلك الليلة .. وجهه يطفح بالسعادة وعيناه تلمع ببريق الفوز .. لم يعرف السبب ، ولا يريد ان يعرف .. يكفيه انه قد حصل عليها والسلام ، وليذهب كل شيء وراء الطوفان .. تطايرت بعض الهمسات من هنا وهناك لكنه لم يكن يبالي ، وكان يطلق عليها همس العجائز ، وثرثرة المفلسين . فليقبِّل اذن يده وجهاً وظهر لانها قبلت به .. كان حلما أن تتكرم ، وتنظر اليه فكيف به اليوم ، وقد تحول هذا الحلم الى حقيقة ، وبات يمتلكها كلها جسداً وروحاً .. ؟! جسداً نعم بحكم الورقة التي شخبطها الشيخ .. أما قلبها ومشاعرها .. لا يدري إن كان له فيهما نصيب ؟وأخيرا تم الزواج .. ! وفي الليلة الاولى .. عرف لماذا وافقت ، واهلها على أول عابر سبيل يطرق بابها .. هو المغفل الذي وقع في المصيدة التي نُصبت له دون ان يدري .. !بكت وتوسلت وقبلت يديه وارتمت وتمرغت تحت اقدامه .. اكتفى بأن سألها بنبرة حزينة .. بعد صمت طويل سؤالاً فات أوانه : — من … ؟ وكان جوابها صمتٌ وطأطأةُ رأسْ .. ! ثم شرد بها الذهن كأنها تنبش رفات الماضي ، وتطوف في رممه .. مضت برهة صمتٍ موجعة كأنها تُجهز فيها كلاماً .. ثم قطعتها في لهجة يشوبها الندم واليأس ، وتنهدت قائلة بملامح جادة جامدة : — نذل من الانذال .. تراب حذاءك أشرف الف مرة من رأسه ! فعل فعلته الخسيسة وهرب .. أغراني بالزواج ، وفرش لي الدرب وروداً ورياحين ، ومضى يغذي احلامي الجامحة ، ويوعدني بالعيش معه في امريكا بلد الاحلام .. ثم انهى كل شيء برسالة قصيرة تافهة .. تفاهة صاحبها !— ولماذا لم تصارحيني بذلك قبل الزواج ، وتعطيني حقي في الاختيار بين هذا وذاك ، وتوفري علينا هذا العذاب ؟ — وإن رفضت وفضحتني .. — لست من هذا النوع .. — وأنّى لي أن أعرف .. — لكن هذا لا يعطيك الحق في خداعي ، وأن تضعيني في موقف لا أحسد عليه .. !فترة صمت تسود الأجواء ، وتخنق الاثنين بثقلها .. !أحست ان شيئا يدفع الدموع الى مقلتيها ، لكنها قاومت البكاء .. ثم أكملت : — قد أكون ضعفت وأخطأت ، ووضعت ثقتي في انسان لا يستحقها لكني ضحية لتطلعاتي ، ولوغد عديم الشرف !— لكن هذا لا يعفيك من المسؤولية .. فهو لم يغتصبك بل انت التي سلمته نفسك بكامل ارادتك ، وكان القرار قرارك ..بلعت ريقها .. ......
#زوجة
#التنفيذ
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738632
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي قصة ( صفاء ) مكررة معادة .. تحدث هنا وهناك ، وفي كل زمان ومكان .. كان رجلاً هادئاً بطبعه مهادناً مستكينا .. لم يعرف الحب في حياته قبل أن يعرف ( أمل ) .. التقى بها بضع مرات في بيت أحد الاصدقاء ، فأحبها من أول نظرة ، واندفع في حبها بكل جوارحه ، فأقسم أن لا يجعلها تفلت من بين يديه .. لا يدري ما الذي جعله يحب هذه المخلوقة دون غيرها من سائر المخلوقات ، فالفارق بينهما شاسع في كل شيء .فهي فتاة جميلة في مقتبل العمر ، وميعة الصبا أو كما يحلو لها ان تسمي نفسها جميلة الجميلات .. المندفعة والمقبلة على الحياة بنهم .. وهو المتواضع البسيط في كل شيء .. الوسامة ورصيده فيها يقارب الصفر .. عدا قامته الفارعة عنصر الجذب الوحيد فيه .. الثراء .. بعيد عنه الى ما يقارب بُعد السماء عن الارض .. الشباب انه يكبرها بأكثر من عشر سنوات .. كل ما كان يحمله من مؤهل .. هو حبه الصادق لها وشغفه بها ، وهل هذا يدخل في حسابها وفي حساب أهلها .. ؟لم يصدق عندما وافقت هي ، واهلها على طلبه للزواج .. كان يتوقع أن تسبق الموافقة مقابلات واستفسارات واختبارات قد يجتازها او لا يجتازها ، أما وأن يأتي القبول بهذه الطريقة السهلة والمباشرة ، فهذا لم يخطر له على بال .. ما كان يعتقد أن الاقدار ابتسمت لانسان مثلما ابتسمت له في تلك الليلة .. وجهه يطفح بالسعادة وعيناه تلمع ببريق الفوز .. لم يعرف السبب ، ولا يريد ان يعرف .. يكفيه انه قد حصل عليها والسلام ، وليذهب كل شيء وراء الطوفان .. تطايرت بعض الهمسات من هنا وهناك لكنه لم يكن يبالي ، وكان يطلق عليها همس العجائز ، وثرثرة المفلسين . فليقبِّل اذن يده وجهاً وظهر لانها قبلت به .. كان حلما أن تتكرم ، وتنظر اليه فكيف به اليوم ، وقد تحول هذا الحلم الى حقيقة ، وبات يمتلكها كلها جسداً وروحاً .. ؟! جسداً نعم بحكم الورقة التي شخبطها الشيخ .. أما قلبها ومشاعرها .. لا يدري إن كان له فيهما نصيب ؟وأخيرا تم الزواج .. ! وفي الليلة الاولى .. عرف لماذا وافقت ، واهلها على أول عابر سبيل يطرق بابها .. هو المغفل الذي وقع في المصيدة التي نُصبت له دون ان يدري .. !بكت وتوسلت وقبلت يديه وارتمت وتمرغت تحت اقدامه .. اكتفى بأن سألها بنبرة حزينة .. بعد صمت طويل سؤالاً فات أوانه : — من … ؟ وكان جوابها صمتٌ وطأطأةُ رأسْ .. ! ثم شرد بها الذهن كأنها تنبش رفات الماضي ، وتطوف في رممه .. مضت برهة صمتٍ موجعة كأنها تُجهز فيها كلاماً .. ثم قطعتها في لهجة يشوبها الندم واليأس ، وتنهدت قائلة بملامح جادة جامدة : — نذل من الانذال .. تراب حذاءك أشرف الف مرة من رأسه ! فعل فعلته الخسيسة وهرب .. أغراني بالزواج ، وفرش لي الدرب وروداً ورياحين ، ومضى يغذي احلامي الجامحة ، ويوعدني بالعيش معه في امريكا بلد الاحلام .. ثم انهى كل شيء برسالة قصيرة تافهة .. تفاهة صاحبها !— ولماذا لم تصارحيني بذلك قبل الزواج ، وتعطيني حقي في الاختيار بين هذا وذاك ، وتوفري علينا هذا العذاب ؟ — وإن رفضت وفضحتني .. — لست من هذا النوع .. — وأنّى لي أن أعرف .. — لكن هذا لا يعطيك الحق في خداعي ، وأن تضعيني في موقف لا أحسد عليه .. !فترة صمت تسود الأجواء ، وتخنق الاثنين بثقلها .. !أحست ان شيئا يدفع الدموع الى مقلتيها ، لكنها قاومت البكاء .. ثم أكملت : — قد أكون ضعفت وأخطأت ، ووضعت ثقتي في انسان لا يستحقها لكني ضحية لتطلعاتي ، ولوغد عديم الشرف !— لكن هذا لا يعفيك من المسؤولية .. فهو لم يغتصبك بل انت التي سلمته نفسك بكامل ارادتك ، وكان القرار قرارك ..بلعت ريقها .. ......
#زوجة
#التنفيذ
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738632
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - زوجة .. مع وقف التنفيذ ! ( قصة قصيرة )
جلال الاسدي : لم كل هذه الدموع … ؟ قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ياسر .. طفل جاد .. هادئ .. هدوئاً أقرب الى الصمت .. هدوءه وصمته يلفانه بطبيعة حلوة وادعة تجعله يبدو أكبر من سنه الحقيقي الذي لم يكن يتجاوز السابعة إلا بأشهر قليلة .. قليل الكلام .. عزوف عن لهو الطفولة ، ولو أمعنت فيه البصر قليلاً تراه .. طفلاً نظيفاً وسيماً تبدو على نظراته الشاردة دلائل الحزن والحيرة كأنه لا يعيش طفولته بل يقفز عليها أو يتجاهلها .. لم يكن في حقيقته طفلا .. كان رجلا في طفل .. يعيش وأمه المشكلة العادية التي تعيشها ملايين العائلات على سطح هذا الكوكب .. الفقر والعوز ، فهو وحيدها المدلل بعد وفاة أبيه بمرض عضال استنزف منهم كل ما كانوا يملكون ، وفي النهاية وسَّده القبر ، و واراه الثرى .. وتركهم مهيضي الجناح .. يواجهون الحياة عزّل بدون أي سلاح .. كلٌ الى قدره ، وبالكاد يوفرون ما يُقيم أودهم .. !كان الوقت عصراً من ذات يوم صيفي حار …يُخرج الضجر ياسر من البيت بعد خروج أمه .. يتسلل الى الشارع بهدوء ، وينزوي لوحده جالساً على صفيحة فارغة مستنداً الى عامود كهرباء .. يتابع الاطفال ، وهم يلعبون الكرة دون أن يشاركهم .. يضحك لحركاتهم ، وهم يتدافعون ويتبادلون الشتائم والاتهامات ثم يشتد صياحهم .. يتشاجرون .. بعدها بلحظات يتضاحكون ، ويعودون الى طبيعتهم كأن الموضوع لا يتعدى أن يكون مجرد شقاوة أطفال !يقطع عليه مشوار تأملاته ( أبو سعد ) وهو يشير اليه من بعيد أن يأتي .. انه يعرف هذا الرجل .. يستثقل دمه ، ولا يحبه ولا يحب ابنه سعد الاعرج ، ولا حتى زوجته .. كلهم كتلة شر وأذى .. ماذا يريد منه ؟ ربما شاهده غير مشغول باللعب ، ويريده أن يشتري له علبة سجاير .. يستجيب للنداء متأففاً متبرماً !يبادره أبو سعد على الفور بأن يدس في يده درهماً ، ويوعده بآخر دون أن ينتظر منه رداً كأنه ضامنٌ موافقته .. ثم يميل على أذنه هامساً بصوت متكلف الرقة ، ويكسو وجهه بظل إبتسامة صفراء يغرق الطفل المسكين في معانيها : — هل تعرف أم سعد ؟ يكرر ياسر ما قاله الرجل متسائلاً بعفوية : — أم سعد الاعرج ؟!يتضايق أبو سعد قليلاً ، ويسحب ابتسامته ، ويبدو جاداً أكثر ، ثم يرد باقتضاب وفتور : — هي بعينها … يبتلع ياسر فرحته عندما يسمع بأسم أم سعد ، وهو يصغي في صمت .. ثم يقول في صوت تائه خفيض كأنه يحادث نفسه : — أعرفها .. ومن لا يعرف أم سعد ؟!يقول الرجل بلهجةِ من يُعلن أمراً خطيراً : — عظيم .. إذا رأيتها قادمة من بعيد أطرق عليَّ الباب بسرعة .. وانتبهْ جيداً … لا تغفل ولا لحظة واحدة ، واياك أن تنسى ذلك .. اتفقنا ؟ فترة صمت قصيرة … — هه.. ما رأيك ؟! كأنه يستعجل رده …لم يفهم الطفل شيئا .. لكنه يواصل الاستماع صامتاً .. يتحسس الدرهم الراقد في جيبه .. يستكين أمام اغراء الفلوس ، فيهز رأسه موافقاً ! يخطو أبو سعد بسرعة الى داخل الدار .. يبدو على وجهه الحماس والسرور ، ثم يغلق الباب !يفترش ياسر الأرض أمام بيت أبو سعد عند اقدام شجرة عجفاء جرداء مترنحة الأغصان .. متساقطة الأوراق .. تتنازعه مشاعر متعددة ، وهو يسترق النظر من حوله ، ويركز اهتمامه على مدخل الزقاق دون أن يرف له جفن كأنه تمثال صُبَّ من شمع ، وآذانه مفتوحة متأهبة تتحرك في كل اتجاه كآذان القطط تلتقط كل صوت تحسباً لمجئ أم سعد ، وكل ما حوله يوحي بالغموض والتوتر والصمت .. !يدرك ياسر بذكائه السابق عمره ، ومن كثرة تحذيرات أبو سعد أن في الأمر شيء مريب ، وربما خطير .. يتملكه الخوف حتى الموت من أن يخطيء ، ولو مجرد خطأ بسيط في مهمته الغريبة هذه .. كأن يسهو مثلاً أو يغفو ، أو لا سمح الله يغ ......
#الدموع
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741845
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي ياسر .. طفل جاد .. هادئ .. هدوئاً أقرب الى الصمت .. هدوءه وصمته يلفانه بطبيعة حلوة وادعة تجعله يبدو أكبر من سنه الحقيقي الذي لم يكن يتجاوز السابعة إلا بأشهر قليلة .. قليل الكلام .. عزوف عن لهو الطفولة ، ولو أمعنت فيه البصر قليلاً تراه .. طفلاً نظيفاً وسيماً تبدو على نظراته الشاردة دلائل الحزن والحيرة كأنه لا يعيش طفولته بل يقفز عليها أو يتجاهلها .. لم يكن في حقيقته طفلا .. كان رجلا في طفل .. يعيش وأمه المشكلة العادية التي تعيشها ملايين العائلات على سطح هذا الكوكب .. الفقر والعوز ، فهو وحيدها المدلل بعد وفاة أبيه بمرض عضال استنزف منهم كل ما كانوا يملكون ، وفي النهاية وسَّده القبر ، و واراه الثرى .. وتركهم مهيضي الجناح .. يواجهون الحياة عزّل بدون أي سلاح .. كلٌ الى قدره ، وبالكاد يوفرون ما يُقيم أودهم .. !كان الوقت عصراً من ذات يوم صيفي حار …يُخرج الضجر ياسر من البيت بعد خروج أمه .. يتسلل الى الشارع بهدوء ، وينزوي لوحده جالساً على صفيحة فارغة مستنداً الى عامود كهرباء .. يتابع الاطفال ، وهم يلعبون الكرة دون أن يشاركهم .. يضحك لحركاتهم ، وهم يتدافعون ويتبادلون الشتائم والاتهامات ثم يشتد صياحهم .. يتشاجرون .. بعدها بلحظات يتضاحكون ، ويعودون الى طبيعتهم كأن الموضوع لا يتعدى أن يكون مجرد شقاوة أطفال !يقطع عليه مشوار تأملاته ( أبو سعد ) وهو يشير اليه من بعيد أن يأتي .. انه يعرف هذا الرجل .. يستثقل دمه ، ولا يحبه ولا يحب ابنه سعد الاعرج ، ولا حتى زوجته .. كلهم كتلة شر وأذى .. ماذا يريد منه ؟ ربما شاهده غير مشغول باللعب ، ويريده أن يشتري له علبة سجاير .. يستجيب للنداء متأففاً متبرماً !يبادره أبو سعد على الفور بأن يدس في يده درهماً ، ويوعده بآخر دون أن ينتظر منه رداً كأنه ضامنٌ موافقته .. ثم يميل على أذنه هامساً بصوت متكلف الرقة ، ويكسو وجهه بظل إبتسامة صفراء يغرق الطفل المسكين في معانيها : — هل تعرف أم سعد ؟ يكرر ياسر ما قاله الرجل متسائلاً بعفوية : — أم سعد الاعرج ؟!يتضايق أبو سعد قليلاً ، ويسحب ابتسامته ، ويبدو جاداً أكثر ، ثم يرد باقتضاب وفتور : — هي بعينها … يبتلع ياسر فرحته عندما يسمع بأسم أم سعد ، وهو يصغي في صمت .. ثم يقول في صوت تائه خفيض كأنه يحادث نفسه : — أعرفها .. ومن لا يعرف أم سعد ؟!يقول الرجل بلهجةِ من يُعلن أمراً خطيراً : — عظيم .. إذا رأيتها قادمة من بعيد أطرق عليَّ الباب بسرعة .. وانتبهْ جيداً … لا تغفل ولا لحظة واحدة ، واياك أن تنسى ذلك .. اتفقنا ؟ فترة صمت قصيرة … — هه.. ما رأيك ؟! كأنه يستعجل رده …لم يفهم الطفل شيئا .. لكنه يواصل الاستماع صامتاً .. يتحسس الدرهم الراقد في جيبه .. يستكين أمام اغراء الفلوس ، فيهز رأسه موافقاً ! يخطو أبو سعد بسرعة الى داخل الدار .. يبدو على وجهه الحماس والسرور ، ثم يغلق الباب !يفترش ياسر الأرض أمام بيت أبو سعد عند اقدام شجرة عجفاء جرداء مترنحة الأغصان .. متساقطة الأوراق .. تتنازعه مشاعر متعددة ، وهو يسترق النظر من حوله ، ويركز اهتمامه على مدخل الزقاق دون أن يرف له جفن كأنه تمثال صُبَّ من شمع ، وآذانه مفتوحة متأهبة تتحرك في كل اتجاه كآذان القطط تلتقط كل صوت تحسباً لمجئ أم سعد ، وكل ما حوله يوحي بالغموض والتوتر والصمت .. !يدرك ياسر بذكائه السابق عمره ، ومن كثرة تحذيرات أبو سعد أن في الأمر شيء مريب ، وربما خطير .. يتملكه الخوف حتى الموت من أن يخطيء ، ولو مجرد خطأ بسيط في مهمته الغريبة هذه .. كأن يسهو مثلاً أو يغفو ، أو لا سمح الله يغ ......
#الدموع
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741845
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - لم كل هذه الدموع … ؟! ( قصة قصيرة )