المثنى الشيخ عطية : مجموعة الشاعر قاسم حداد -البشارة-: تستعاد بثوب يغنّي للأمل
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية باستثناء الشاعر الفرنسي رامبو، الذي قطع صلته بشعره يافعاً، وذهب إلى الشرق بحثاً عن الذهب في الوقت الذي يتحوّل فيه شعره إلى ذهب في الغرب؛ يختلف الشعراء في مواقفهم من أعمالهم الأولى، بحسب نجاح تلك الأعمال، وحسب تطوّر تجاربهم الشعرية بدءاً منها، فيحذفون ما يجدون أنه لا يمثّلهم، وأنه ظَهرَ في اللحظات التي يعرفها الشعراء بخداع الشعر للشاعر، حيث تتوارى القصيدة الحقيقية مختبئةً إذا استعجل الشاعر ظهورها، خلفَ أخرى تُظهرها له، وينشرها فرحاً بها تحت تأثير خداع الجمهور بها كذلك، لكنه يحذفها إن تمتّع بصرامة وقسوة محمود درويش مع شعره، عندما يكتشف خداعها له وللجمهور الذي يكرس لعبة الخداع، في الوقت الذي تكرّس فيه قصائدُ ومجموعاتٌ نفسها بنجاحها كعلاماتٍ عن مراحل تمرّ في حياة الشاعر والعصر الذي تظهر فيه، مثل مجموعة الشاعر البحريني قاسم حداد: "البشارة" التي ظهرت عام 1970، زمن تألّق قصيدة التفعيلة، في حركة الشعر العربي الحديث، ولجأ الشاعر والمحتفون به إلى إعادة طباعتها في الذكرى الخمسين لظهورها، مع إضافة لمسة بالغة الأهمية عليها، بوحيٍ من وجود جذورها، وإن اختلف الزمن وتطورت تجربة الشاعر إلى اختلاف عنها، هي طباعتُها بخطّ يده، مع رموزٍ من التراث البحريني، حيث يَعرفُ المهتمون بالفنون والقراء قيمة ما تمثّله المواد الطبيعية النبيلة في الفن والحياة مثل الرخام والخشب والبرونز، والحبر هنا الذي يكمل مسير الدم في اليد إلى الورق ليمنحه نبضاً حياً، يمتّن جسر التواصل بين القصيدة والقارئ من دون وساطة الآلات. "بشارة" الشاعر قاسم حداد، بالتعريف الضروري للقراء، حيث تغيب في العادة تفاصيل الأزمنة الماضية، هي الديوان الشعريّ الأول له، والذي جاء، وفق وصف الشاعر "تعبيراً عن روح اللحظة الأدبية والفكرية والسياسية والاجتماعية ولحظة النضال الوطني". وقد استوحى الشاعر عنوانه من الروح الشعبية في التراث البحريني، إذ كانت العائلة البحرينية، حين ينجو أحد أفرادها من مرض أو يعودُ من سفر أو يخرج من السجن، وبالأخص السياسي، تَرفع على سطح بيتها ثوباً نسائياً بهيج الألوان، يسمّى بِـ "ثوب النَشِل"، كرايةٍ تُعلم وتبشّر الناس بهذا الحدث. وقد أخذ هذا الديوان اسمه من قصيدة البشارة التي يتحدث فيها الشاعر عن ثوب أمه المرفوع رايةً تتجاوز بشارة الحدث إلى بثّ الأمل بانتصار الثورات. وهو ما يشي بأحد ميزات حداد منذ هذه البداية، في التقاط اللحظة وإبراز أبعادها غير المرئية، مضافاً إلى ذلك بثّه روح البشارة/ الأمل، وتحقيق النصر وفرض العدالة، وتعميم الرخاء، في جميع قصائد المجموعة وسط أسى الحب المستحيل، والحب المعرقل بالفقر، وأشكال الحب الأخرى، ووسط قهر القاهرين من تجّار وأمراء وملوك وسلاطين، مع الجوع والقهر والتشريد والسجون التي ترافق وجودهم: "يا ثوبَ والدتي المرفرف في السّحاب/ مزّقْ ستار الصمت واكتسح الضباب/ دوّي بصوتك واخبر الساهين أن "البوم" عاد/ واكسر جليد صقيعنا ولك البشارة./ يا ثوبَ والدتي، ولن تطفى الشموع/ فالصخرة السوداء قد لانت ولان أسى الضلوع./ وراح الحب في الإنسان يضحك في ثنايانا/ فخاف خريف دنيانا/ وظلّت شمعة الإنسان ترعانا/ أتى سيزيف ينشر ثوب والدتي/ ويكمل لحن مغنانا.". كما يضاف إلى ذلك انطلاقاً من روح تعميمه تلك، وجود جذور وصول تجربة حداد إلى ما أصبح من مميزات شعره: الوحدة الرابطة للمجموعة وفق محور جوهري له علاقة متينة بأصول الجمال مثل الموسيقى على سبيل المثال، ومستوياتٍ تنبني على هذا المحور لتشكّل المجموعةُ بنيةً متماسكةً يضيف لها أبواب الانفتاح مثلما فعل في مجموعة "تعديل في موسيقى الحجرة". < ......
#مجموعة
#الشاعر
#قاسم
#حداد
#-البشارة-:
#تستعاد
#بثوب
#يغنّي
#للأمل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757778
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية باستثناء الشاعر الفرنسي رامبو، الذي قطع صلته بشعره يافعاً، وذهب إلى الشرق بحثاً عن الذهب في الوقت الذي يتحوّل فيه شعره إلى ذهب في الغرب؛ يختلف الشعراء في مواقفهم من أعمالهم الأولى، بحسب نجاح تلك الأعمال، وحسب تطوّر تجاربهم الشعرية بدءاً منها، فيحذفون ما يجدون أنه لا يمثّلهم، وأنه ظَهرَ في اللحظات التي يعرفها الشعراء بخداع الشعر للشاعر، حيث تتوارى القصيدة الحقيقية مختبئةً إذا استعجل الشاعر ظهورها، خلفَ أخرى تُظهرها له، وينشرها فرحاً بها تحت تأثير خداع الجمهور بها كذلك، لكنه يحذفها إن تمتّع بصرامة وقسوة محمود درويش مع شعره، عندما يكتشف خداعها له وللجمهور الذي يكرس لعبة الخداع، في الوقت الذي تكرّس فيه قصائدُ ومجموعاتٌ نفسها بنجاحها كعلاماتٍ عن مراحل تمرّ في حياة الشاعر والعصر الذي تظهر فيه، مثل مجموعة الشاعر البحريني قاسم حداد: "البشارة" التي ظهرت عام 1970، زمن تألّق قصيدة التفعيلة، في حركة الشعر العربي الحديث، ولجأ الشاعر والمحتفون به إلى إعادة طباعتها في الذكرى الخمسين لظهورها، مع إضافة لمسة بالغة الأهمية عليها، بوحيٍ من وجود جذورها، وإن اختلف الزمن وتطورت تجربة الشاعر إلى اختلاف عنها، هي طباعتُها بخطّ يده، مع رموزٍ من التراث البحريني، حيث يَعرفُ المهتمون بالفنون والقراء قيمة ما تمثّله المواد الطبيعية النبيلة في الفن والحياة مثل الرخام والخشب والبرونز، والحبر هنا الذي يكمل مسير الدم في اليد إلى الورق ليمنحه نبضاً حياً، يمتّن جسر التواصل بين القصيدة والقارئ من دون وساطة الآلات. "بشارة" الشاعر قاسم حداد، بالتعريف الضروري للقراء، حيث تغيب في العادة تفاصيل الأزمنة الماضية، هي الديوان الشعريّ الأول له، والذي جاء، وفق وصف الشاعر "تعبيراً عن روح اللحظة الأدبية والفكرية والسياسية والاجتماعية ولحظة النضال الوطني". وقد استوحى الشاعر عنوانه من الروح الشعبية في التراث البحريني، إذ كانت العائلة البحرينية، حين ينجو أحد أفرادها من مرض أو يعودُ من سفر أو يخرج من السجن، وبالأخص السياسي، تَرفع على سطح بيتها ثوباً نسائياً بهيج الألوان، يسمّى بِـ "ثوب النَشِل"، كرايةٍ تُعلم وتبشّر الناس بهذا الحدث. وقد أخذ هذا الديوان اسمه من قصيدة البشارة التي يتحدث فيها الشاعر عن ثوب أمه المرفوع رايةً تتجاوز بشارة الحدث إلى بثّ الأمل بانتصار الثورات. وهو ما يشي بأحد ميزات حداد منذ هذه البداية، في التقاط اللحظة وإبراز أبعادها غير المرئية، مضافاً إلى ذلك بثّه روح البشارة/ الأمل، وتحقيق النصر وفرض العدالة، وتعميم الرخاء، في جميع قصائد المجموعة وسط أسى الحب المستحيل، والحب المعرقل بالفقر، وأشكال الحب الأخرى، ووسط قهر القاهرين من تجّار وأمراء وملوك وسلاطين، مع الجوع والقهر والتشريد والسجون التي ترافق وجودهم: "يا ثوبَ والدتي المرفرف في السّحاب/ مزّقْ ستار الصمت واكتسح الضباب/ دوّي بصوتك واخبر الساهين أن "البوم" عاد/ واكسر جليد صقيعنا ولك البشارة./ يا ثوبَ والدتي، ولن تطفى الشموع/ فالصخرة السوداء قد لانت ولان أسى الضلوع./ وراح الحب في الإنسان يضحك في ثنايانا/ فخاف خريف دنيانا/ وظلّت شمعة الإنسان ترعانا/ أتى سيزيف ينشر ثوب والدتي/ ويكمل لحن مغنانا.". كما يضاف إلى ذلك انطلاقاً من روح تعميمه تلك، وجود جذور وصول تجربة حداد إلى ما أصبح من مميزات شعره: الوحدة الرابطة للمجموعة وفق محور جوهري له علاقة متينة بأصول الجمال مثل الموسيقى على سبيل المثال، ومستوياتٍ تنبني على هذا المحور لتشكّل المجموعةُ بنيةً متماسكةً يضيف لها أبواب الانفتاح مثلما فعل في مجموعة "تعديل في موسيقى الحجرة". < ......
#مجموعة
#الشاعر
#قاسم
#حداد
#-البشارة-:
#تستعاد
#بثوب
#يغنّي
#للأمل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757778
الحوار المتمدن
المثنى الشيخ عطية - مجموعة الشاعر قاسم حداد -البشارة-: تستعاد بثوب يغنّي للأمل