بلال سمير الصدّر : من يخاف من فرجينيا وولف 1966: مسرح الانكشافات والاندفاعات غير المزركشة للعواطف
#الحوار_المتمدن
#بلال_سمير_الصدّر اليزابيث تايلور:جائزة الاوسكار عن افضل ممثلة لدور رئيسيريتشارد بروتونفيلم من يخاف من فرجينيا وولف-بالأبيض والأسود-هو فيلم قادم فعلا من رحم الأدب،أو دعونا نقول بشكل أدق،من رحم الأدب المسرحي،فهو مقتبس عن مسرحية بنفس الاسم عرضت لأول مرة في اكتوبر عام 1962 من كتابة ادوارد البي الذي شارك فعلا في اعداد الفيلم.الفيلم من الممكن القول عنه-كفيلم- بـأنه من أفلام الغرف المغلقة على محيطه الواسع،فهو يستند الى اربع شخصيات رئيسية فقط يدور بينهم حوار غاية في التكثيف،وغاية في الكشف عن المشاعر الداخلية المتبادلة والخاصة أيضا بالطبيعة الانسانية نفسها،ولكن...ماذا لو كان هذا الحوار خالي تماما من لفظ (المجاملة) أو من مصطلح (تنميق الألفاظ)...؟أي ان تكون الأمور مكشوفة بالكامل وبالأخص المشاعر والانطباعات....مارثا(اليزابيث تايلور) مع زوجها جورج(ريتشارد بروتون)،زوجان في منتصف العمر يمران بمرحلة اليأس والملل كلاهما من الآخر،وهذا يفضي الى نوع من هستيريا غير محسوبة على الاطلاق في علاقتهما مع بعضهما البعض،شيء اشبه بالمهزلة التي يصرح فيها كل واحد منهما بمشاعره للآخر من دون اي حد أو رابط لهذه الأحكام...هنا الأشياء بدأت تتفجر،لأن الزواج أصلا قائم على مصلحة ومنذ البداية،وهذا فعليا هو مفتاح احتقار وازدراء كل منهما للآخر.بعد العودة من سهرة معينة،هما في انتظار ضيفان،الاستاذ الشاب البيولوجي وزوجته الشابة...مارثا تجلس على ظهر زوجها وتغني:من يخاف من فرجينيا وولف،مع لازمة التكرارفي الأصل الأغنية مقتبسة من:من يخاف من الخنزير الصغير،ليحل محله اسم الكاتبة الانجليزية الشهيرة فرجينيا وولف،وغنت مارثا وجورج مرارا وتكرارا هذه النسخة من الأغنية طوال الفيلم.يدخل الضيفان على هذا الجو المشحون بالمصارحة العنيفة والقاسية(بوبي وصوفي)،فيؤشر الضيف الى لوحة: من الذي قام برسمهامارثا:رسمت،ولكن جورج يقاطعها على الفور:رجل يوناني ذو شارب هاجمته مارثا في ليلة ماتحاول مارثا ان تكمل: إن بها...ولكن يستمر جورج بالمقاطعة:حسنا بعض الازعاج من النوع المريح...قوة مزعجة مريحة ...هو تمثيل تصويري لعقل مارثاثم تبدأ بالغناء بهستيرية مع ضيوفها:من الذي يخاف من فرجينيا وولفعندما بدأت الحقائق تتكشف،لأن الأستاذ المساعد في التاريخ (جورج) متزوج من مارثا ابنة رئيس الجامعةعلينا ان نتوقف قليلا:الذي يحصل أمامنا هو شيء ذو صلة كبيرة بالمسرح،على انه ليس من نوعية اشهر مسرح على الاطلاق..انه ليس مسرح اللامعقول،إنه ليس عن تلك الشخصيات التي تتحرك بعبثية ونستشف منها المقدمات فقط وأحيانا الأهداف،ولايمكن ان نطلق عليه مسرح نفسي على الاطلاق وان كان ذو صلة وعلاقة كبيرة به،ولكن من الممكن أن نقول عنه أنه مسرح (الانكشافات) والاندفاعات غير المزركشة للعواطف...إنه عالم عميق جدا...خالي من التنميق وخالي من المجاملات...خالي من اي تحفظ لفظي للعواطفالنقطة الثانية،هي ان الفيلم ليس أبدا عن شخصية فرجينيا وولف الاكتائبية التي نعرف تماما بأنها انتحرت بجيوب ملئ بالحجارة.هذه النقطة-الحاسمة-يجب ان لاننخدع بها على الاطلاق.من المعروف ان وولف استخدمت في جل رواياتها اسلوب التداعي الحر للأفكار،أي تداخل الوعي على شكل غير مرئي وغير مصرح به،بل كان يظل عميقا في الذهن....تلك الأفكار-ولازلنا نتحدث عن اسلوب فرجينيا وولف-التي من الممكن ان تقول كل شيء ذهنيا،حتى افظع الأفكار عن الدين وعن الجنس وعن الانطباعات عن الآخر تحديدا،لكن بالنسبة للقواعد الاجتماعية المألوفة لايمكن التصريح-على الأقل بهذا الشك ......
#يخاف
#فرجينيا
#وولف
#1966:
#مسرح
#الانكشافات
#والاندفاعات
#المزركشة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759756
#الحوار_المتمدن
#بلال_سمير_الصدّر اليزابيث تايلور:جائزة الاوسكار عن افضل ممثلة لدور رئيسيريتشارد بروتونفيلم من يخاف من فرجينيا وولف-بالأبيض والأسود-هو فيلم قادم فعلا من رحم الأدب،أو دعونا نقول بشكل أدق،من رحم الأدب المسرحي،فهو مقتبس عن مسرحية بنفس الاسم عرضت لأول مرة في اكتوبر عام 1962 من كتابة ادوارد البي الذي شارك فعلا في اعداد الفيلم.الفيلم من الممكن القول عنه-كفيلم- بـأنه من أفلام الغرف المغلقة على محيطه الواسع،فهو يستند الى اربع شخصيات رئيسية فقط يدور بينهم حوار غاية في التكثيف،وغاية في الكشف عن المشاعر الداخلية المتبادلة والخاصة أيضا بالطبيعة الانسانية نفسها،ولكن...ماذا لو كان هذا الحوار خالي تماما من لفظ (المجاملة) أو من مصطلح (تنميق الألفاظ)...؟أي ان تكون الأمور مكشوفة بالكامل وبالأخص المشاعر والانطباعات....مارثا(اليزابيث تايلور) مع زوجها جورج(ريتشارد بروتون)،زوجان في منتصف العمر يمران بمرحلة اليأس والملل كلاهما من الآخر،وهذا يفضي الى نوع من هستيريا غير محسوبة على الاطلاق في علاقتهما مع بعضهما البعض،شيء اشبه بالمهزلة التي يصرح فيها كل واحد منهما بمشاعره للآخر من دون اي حد أو رابط لهذه الأحكام...هنا الأشياء بدأت تتفجر،لأن الزواج أصلا قائم على مصلحة ومنذ البداية،وهذا فعليا هو مفتاح احتقار وازدراء كل منهما للآخر.بعد العودة من سهرة معينة،هما في انتظار ضيفان،الاستاذ الشاب البيولوجي وزوجته الشابة...مارثا تجلس على ظهر زوجها وتغني:من يخاف من فرجينيا وولف،مع لازمة التكرارفي الأصل الأغنية مقتبسة من:من يخاف من الخنزير الصغير،ليحل محله اسم الكاتبة الانجليزية الشهيرة فرجينيا وولف،وغنت مارثا وجورج مرارا وتكرارا هذه النسخة من الأغنية طوال الفيلم.يدخل الضيفان على هذا الجو المشحون بالمصارحة العنيفة والقاسية(بوبي وصوفي)،فيؤشر الضيف الى لوحة: من الذي قام برسمهامارثا:رسمت،ولكن جورج يقاطعها على الفور:رجل يوناني ذو شارب هاجمته مارثا في ليلة ماتحاول مارثا ان تكمل: إن بها...ولكن يستمر جورج بالمقاطعة:حسنا بعض الازعاج من النوع المريح...قوة مزعجة مريحة ...هو تمثيل تصويري لعقل مارثاثم تبدأ بالغناء بهستيرية مع ضيوفها:من الذي يخاف من فرجينيا وولفعندما بدأت الحقائق تتكشف،لأن الأستاذ المساعد في التاريخ (جورج) متزوج من مارثا ابنة رئيس الجامعةعلينا ان نتوقف قليلا:الذي يحصل أمامنا هو شيء ذو صلة كبيرة بالمسرح،على انه ليس من نوعية اشهر مسرح على الاطلاق..انه ليس مسرح اللامعقول،إنه ليس عن تلك الشخصيات التي تتحرك بعبثية ونستشف منها المقدمات فقط وأحيانا الأهداف،ولايمكن ان نطلق عليه مسرح نفسي على الاطلاق وان كان ذو صلة وعلاقة كبيرة به،ولكن من الممكن أن نقول عنه أنه مسرح (الانكشافات) والاندفاعات غير المزركشة للعواطف...إنه عالم عميق جدا...خالي من التنميق وخالي من المجاملات...خالي من اي تحفظ لفظي للعواطفالنقطة الثانية،هي ان الفيلم ليس أبدا عن شخصية فرجينيا وولف الاكتائبية التي نعرف تماما بأنها انتحرت بجيوب ملئ بالحجارة.هذه النقطة-الحاسمة-يجب ان لاننخدع بها على الاطلاق.من المعروف ان وولف استخدمت في جل رواياتها اسلوب التداعي الحر للأفكار،أي تداخل الوعي على شكل غير مرئي وغير مصرح به،بل كان يظل عميقا في الذهن....تلك الأفكار-ولازلنا نتحدث عن اسلوب فرجينيا وولف-التي من الممكن ان تقول كل شيء ذهنيا،حتى افظع الأفكار عن الدين وعن الجنس وعن الانطباعات عن الآخر تحديدا،لكن بالنسبة للقواعد الاجتماعية المألوفة لايمكن التصريح-على الأقل بهذا الشك ......
#يخاف
#فرجينيا
#وولف
#1966:
#مسرح
#الانكشافات
#والاندفاعات
#المزركشة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759756
الحوار المتمدن
بلال سمير الصدّر - من يخاف من فرجينيا وولف 1966: مسرح الانكشافات والاندفاعات غير المزركشة للعواطف