سعود قبيلات : المكارثيّة.. عندما تردَّى رجالٌ وشمخ آخرون
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات رأى الكاتب الأميركيّ جاك لندن (12 كانون الثاني/يناير 1876 - 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1916)، في روايته «العقب الحديديّ» الصادرة في العام 1907، بأنَّ الطغمة الماليَّة (الأوليغارشيَّة) الحاكمة في الولايات المتَّحدة، تتَّسم بطاقة كامنة هائلة للعنف والقهر، وبأنَّها غير مستعدة مطلقاً للتنازل عن أيّ قدر مِنْ مكاسبها الضخمة للشعب الأميركيّ، أو تقاسم السلطة (ناهيكم عن تداولها) مع الطبقات الأخرى في بلادها. وتوقَّع أنَّ هذه الطغمة ستلجأ، عند ظهور أيّ بوادر جديَّة للمنافسة من الطبقات الأخرى وتيَّاراتها السياسيَّة، إلى تنفيذ مذبحة وحشيَّة غير مسبوقة.على أيَّة حال، المذبحة التي توقَّعها جاك لندن حدثت في ما بعد بصورة بشعة، ولكن في حقل الفكر والثقافة. إذ أنَّ الطبقات الأخرى (وقواها السياسيّة) المناهِضة للأوليغارشيَّة لم تمثِّل أيَّ منافسة جدّيّة لها، ولكنَّ التحدِّي الذي واجهها بالفعل كان على المستوى الثقافيّ والفكريّ؛ وخصوصاً عندما انتشرت الأفكار اليساريَّة على نطاقٍ واسعٍ في الأوساط الفنيَّة والثقافيَّة والأدبيَّة والأكاديميّة خلال النصف الأوّل من القرن العشرين. عندئذٍ، شنَّت الطبقة الحاكمة حرباً شعواء، لا رحمة فيها، على كلّ الذين كانوا يتبنّون تلك الأفكار مِنْ تلك الأوساط. وجرت «مطاردة شاملة وغير مسبوقة في القرن العشرين أدَّت إلى اعتقال آلاف الشيوعيّين أو الذين يُشكُّ بأنَّ لديهم توجّهات شيوعيّة، وجرى تقديمهم إلى القضاء بتهمة محاولة الإطاحة بالحكم بالقوّة[1] أو العنف».[2]وكان ذلك مناخاً قاتماً للإرهاب والرعب، بل كان كافكاويّاً. فـ«في ذلك الزمان كان امتلاك أسطوانة للفنان بول روبسون (مغنٍّ وممثل أميركيّ مِنْ أصل إفريقيّ منتمٍ للشيوعيّة، ومِنْ أبرز المناهضين للإمبرياليّة) يُعدُّ عملًا تخريبيًاً».[3] (يُذكِّرني هذا بما كان يُعامَل به في الأردنّ، في خمسينيّات القرن الماضي وستينيّاته، كلّ مَنْ كان يُضبَط متلبّساً بالاستماع إلى إذاعة «صوت العرب» المصريّة).وآنذاك، طُلِبَ حتَّى من الأطفال في الولايات المتّحدة أنْ يكونوا مخبرين لجهاز الشرطة الأميركيّ FBI؛ حيث اشتمل كتابٌ مدرسيّ للأطفال عنوانه «استكشاف التاريخ الأميركيّ» على «المناشدة» التالية: «يناشد FBI كافة الأميركيين أن يقوموا بإبلاغ مكاتبهِ مباشرة عن أيَّة شكوك لديهم أو ارتياب في وجود أيّ نشاط شيوعيّ مِنْ جانب الأميركيين. ولدى FBI الخبرة التدريبيّة الكافية للتمكُّن مِنْ تمحيص تلك التقارير في ظلّ قوانين أمّتنا الحرّة. إنّ الأميركيين عندما يتناولون شكوكهم بهذا الأسلوب، فهم بذلك يعملون وفقًا للتقاليد الأميركية».[4]وآنذاك أيضاً، تمَّتْ إزالة عشرات ألوف الكتب من المكتبات الأميركيّة، ومُنِعَ نشرُ (وتداول) كتب لعددٍ مِنْ أهمّ الكتّاب والفلاسفة والمفكّرين، ومنهم: عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، وجان بول سارتر، ومكسيم جوركي، وجون ريد، ووليام كارلوس ويليامز. كما سرى الحظر، كذلك، على نظرية النسبية للعالم آلبرت إينشتاين.[5]وأُخضِعَ جميع الكتّاب والمثقَّفين للمراقبة؛ حيث كُشِفَ لاحقاً عن ملفّاتٍ كانت قد حُفِظَتْ لهم في دوائر الأمن، سُجِّلَتْ فيها تفاصيل أنشطتهم وتحرّكاتهم. ومِنْ أبرز أصحاب هذه الملفّات: أرنست هيمنجواي، وجون كرو رانسوم؛ وهوارد فاست، ولانجستون هيوز.[6]كان هيمنجواي يعرف أنَّه مراقب، وقد أصابه الاكتئاب، وقبيل انتحاره في 2 تمّوز/يوليو 1961 ذهب إلى عيادة نفسيّة في مينوسوتا وطلب أنْ تُدوَّن حالته في سجلّات العيادة تحت اسمٌ آخر غير اسمه الحقيقيّ؛ بيد أنَّ الطبيب ات ......
#المكارثيّة..
#عندما
#تردَّى
#رجالٌ
#وشمخ
#آخرون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676536
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات رأى الكاتب الأميركيّ جاك لندن (12 كانون الثاني/يناير 1876 - 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1916)، في روايته «العقب الحديديّ» الصادرة في العام 1907، بأنَّ الطغمة الماليَّة (الأوليغارشيَّة) الحاكمة في الولايات المتَّحدة، تتَّسم بطاقة كامنة هائلة للعنف والقهر، وبأنَّها غير مستعدة مطلقاً للتنازل عن أيّ قدر مِنْ مكاسبها الضخمة للشعب الأميركيّ، أو تقاسم السلطة (ناهيكم عن تداولها) مع الطبقات الأخرى في بلادها. وتوقَّع أنَّ هذه الطغمة ستلجأ، عند ظهور أيّ بوادر جديَّة للمنافسة من الطبقات الأخرى وتيَّاراتها السياسيَّة، إلى تنفيذ مذبحة وحشيَّة غير مسبوقة.على أيَّة حال، المذبحة التي توقَّعها جاك لندن حدثت في ما بعد بصورة بشعة، ولكن في حقل الفكر والثقافة. إذ أنَّ الطبقات الأخرى (وقواها السياسيّة) المناهِضة للأوليغارشيَّة لم تمثِّل أيَّ منافسة جدّيّة لها، ولكنَّ التحدِّي الذي واجهها بالفعل كان على المستوى الثقافيّ والفكريّ؛ وخصوصاً عندما انتشرت الأفكار اليساريَّة على نطاقٍ واسعٍ في الأوساط الفنيَّة والثقافيَّة والأدبيَّة والأكاديميّة خلال النصف الأوّل من القرن العشرين. عندئذٍ، شنَّت الطبقة الحاكمة حرباً شعواء، لا رحمة فيها، على كلّ الذين كانوا يتبنّون تلك الأفكار مِنْ تلك الأوساط. وجرت «مطاردة شاملة وغير مسبوقة في القرن العشرين أدَّت إلى اعتقال آلاف الشيوعيّين أو الذين يُشكُّ بأنَّ لديهم توجّهات شيوعيّة، وجرى تقديمهم إلى القضاء بتهمة محاولة الإطاحة بالحكم بالقوّة[1] أو العنف».[2]وكان ذلك مناخاً قاتماً للإرهاب والرعب، بل كان كافكاويّاً. فـ«في ذلك الزمان كان امتلاك أسطوانة للفنان بول روبسون (مغنٍّ وممثل أميركيّ مِنْ أصل إفريقيّ منتمٍ للشيوعيّة، ومِنْ أبرز المناهضين للإمبرياليّة) يُعدُّ عملًا تخريبيًاً».[3] (يُذكِّرني هذا بما كان يُعامَل به في الأردنّ، في خمسينيّات القرن الماضي وستينيّاته، كلّ مَنْ كان يُضبَط متلبّساً بالاستماع إلى إذاعة «صوت العرب» المصريّة).وآنذاك، طُلِبَ حتَّى من الأطفال في الولايات المتّحدة أنْ يكونوا مخبرين لجهاز الشرطة الأميركيّ FBI؛ حيث اشتمل كتابٌ مدرسيّ للأطفال عنوانه «استكشاف التاريخ الأميركيّ» على «المناشدة» التالية: «يناشد FBI كافة الأميركيين أن يقوموا بإبلاغ مكاتبهِ مباشرة عن أيَّة شكوك لديهم أو ارتياب في وجود أيّ نشاط شيوعيّ مِنْ جانب الأميركيين. ولدى FBI الخبرة التدريبيّة الكافية للتمكُّن مِنْ تمحيص تلك التقارير في ظلّ قوانين أمّتنا الحرّة. إنّ الأميركيين عندما يتناولون شكوكهم بهذا الأسلوب، فهم بذلك يعملون وفقًا للتقاليد الأميركية».[4]وآنذاك أيضاً، تمَّتْ إزالة عشرات ألوف الكتب من المكتبات الأميركيّة، ومُنِعَ نشرُ (وتداول) كتب لعددٍ مِنْ أهمّ الكتّاب والفلاسفة والمفكّرين، ومنهم: عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، وجان بول سارتر، ومكسيم جوركي، وجون ريد، ووليام كارلوس ويليامز. كما سرى الحظر، كذلك، على نظرية النسبية للعالم آلبرت إينشتاين.[5]وأُخضِعَ جميع الكتّاب والمثقَّفين للمراقبة؛ حيث كُشِفَ لاحقاً عن ملفّاتٍ كانت قد حُفِظَتْ لهم في دوائر الأمن، سُجِّلَتْ فيها تفاصيل أنشطتهم وتحرّكاتهم. ومِنْ أبرز أصحاب هذه الملفّات: أرنست هيمنجواي، وجون كرو رانسوم؛ وهوارد فاست، ولانجستون هيوز.[6]كان هيمنجواي يعرف أنَّه مراقب، وقد أصابه الاكتئاب، وقبيل انتحاره في 2 تمّوز/يوليو 1961 ذهب إلى عيادة نفسيّة في مينوسوتا وطلب أنْ تُدوَّن حالته في سجلّات العيادة تحت اسمٌ آخر غير اسمه الحقيقيّ؛ بيد أنَّ الطبيب ات ......
#المكارثيّة..
#عندما
#تردَّى
#رجالٌ
#وشمخ
#آخرون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676536
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - المكارثيّة.. عندما تردَّى رجالٌ وشمخ آخرون
سعود قبيلات : عندما وُضِعَ زوجُ الحسناء بين براثن الوحش
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اِعتَبَرَه كثيرون محظوظاً؛ لكنَّ اهتمامهم به كان على هامش غيره؛ في حين اِعتَبره آخرون، للسَّبب نفسه، مظلوماً، وانصبَّ اهتمامهم به على شخصه.. مِنْ دون ربطه بغيره. كما كان للأمن والأوليغارشيّة الحاكمة في بلاده «رأيهما»، هما أيضاً، في شأنه.. أمَّا هو، فكان يضحك باستمرار، ويسخر باستمرار مِنْ كلّ شيء. وفي الوقت نفسه، لم يكن يكفّ عن توجيه سهام نقده (وغضبه) إلى مختلف الاتِّجاهات.إنَّه الكاتبَ المسرحيَّ الأميركيَّ الكبير آرثر ميللر (17 تشرين الأوَّل/أكتوبر 1915 – 10 شباط/فبراير 2005)؛ فهو، بالنسبة لكثيرين، مجرَّد شخصٍ كان الزوج السابق (والأخير) لأسطورة السينما الأميركيَّة الراحلة مارلين مونرو. وبالنسبة لآخرين سواهم، هو أكبر مِنْ ذلك بكثير.. إذ أنَّه أحد أبرز رموز المسرح الأميركيّ إلى جانب يوجين أونيل وتنيسي وليمز. أمَّا بالنسبة لبعض أدوات القمع التابعة للأوليغارشيّة الحاكمة الأميركيّة، فهو – كما سنرى لاحقاً – مجرَّد شخص أحمق لا يعرف كيف يتصرَّف.كان ميللر في الرابعة عشرة مِنْ عمره عندما خسر والدُه ثروتَه وانهارت الأحوال الاقتصاديّة لأسرتِه.. بسبب الأزمة الاقتصاديّة الكبرى التي وقعت في العام 1929. وبعد ذلك، اضطرّ للعمل في مهن مختلفة - إلى جانب متابعة دراسته – ليوفِّر لقمة عيشة وينفق على دراسته.. حيث أنَّه عمل، مثلاً، جرسوناً في مطعم، وسائقَ شاحنة، وعاملاً في مصنع، وسائق تراكتور.. وظلّ هكذا إلى أن نجح ككاتب مسرح وسينما وراح يكسب لقمة عيشه مِنْ مردود قلمه.ولقد تأثَّر ميللر كثيراً بالآلام الممضّة والمرارات الكبيرة والمعاناة الشديدة التي تعرَّض لها هو وتعرَّضت لها أسرته بعد الآزمة الاقتصاديّة الكبرى؛ فصَوَّرَ في كتاباته المختلفة ضروب الفاقة والقهر وفقدان الطمأنينة وغياب الشعور بالاستقرار؛ وعبَّر عن العداء الشديد للاستغلال الطبقيّ والقهر الاجتماعيّ والسياسيّ والتمييز العنصريّ والتعصّب الدينيّ.في لقاءٍ أجرته معه صحيفة الباييس الإسبانيّة في أواخر حياته، قال ميللر: «الخراب الكامل الذي حلّ بعالمنا العائليّ في تلك المرحلة قد علَّمني بأنَّه لا شيء يبقى مستقرّاً في هذا العالم، وإنَّ عدم الأمان هو المبدأ الوحيد الصالح، وأُدرِكُ الآن بأنَّه لولا خسارة أبي تلك ما كان لي أن أكون أبداً كاتباً مسرحيّاً. إنَّ مصيره حاضرٌ في كلّ عملٍ مِنْ أعمالي».[1]تحت ضوءٍ ليس له..بالنسبة لكثيرين – كما أسلفنا – فإنَّ زواج ميللر بمارلين مونرو هو الذي سلَّط الكثير من الضوء عليه وليس أعماله الأدبيّة المهمّة. وصف الكاتب المصريّ الكبير يوسف إدريس هذا الحال المؤسي لميللر على النحو التالي.. قال: «وكنت وأنا سائرٌ معه في الشارع الخامس في نيويورك، وهو طويلٌ — أطول ممّا يجب — وجهُهُ ظاهرٌ لأيّ عيان، وبالكاد يتعرَّف عليه أناسٌ قلائل تماماً، ودائماً بعد أن نمضي أقارن (بيني وبين نفسي) وأقول: لو كنتَ سائراً مع مارلين مونرو، ألم يكن الشارع كله قد وقف تماماً عن حركته؟».[2] بل إنَّ يوسف إدريس نفسه، ما إن التقى بميللر في مؤتمرٍ أدبيّ في العام 1988، حتَّى بادره قائلاً: «كلِّمني عن مارلين مونرو لقد شبعنا من الأدب».[3]التقى آرثر ميللر بمارلين مونرو في العام 1951، عن طريق المخرج إيليا كازان الذي كان «صديق العمر» بالنسبة له آنذاك ثمَّ سرعان ما تحوَّل إلى يهوذا الإسخريوطيّ.[4] ويقول دونالد سبوتو، في كتابه «مارلين مونرو – السيرة» (1993): «بدا لها ميلر فارساً مِنْ كُتُب الحكايات، وهكذا كسب تقديرها. في شعورٍ خصبٍ كهذا وُلِدَ الحبُّ بينهما لكنّ وصوله إلى مرحلة الن ......
#عندما
#وُضِعَ
#زوجُ
#الحسناء
#براثن
#الوحش
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679558
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اِعتَبَرَه كثيرون محظوظاً؛ لكنَّ اهتمامهم به كان على هامش غيره؛ في حين اِعتَبره آخرون، للسَّبب نفسه، مظلوماً، وانصبَّ اهتمامهم به على شخصه.. مِنْ دون ربطه بغيره. كما كان للأمن والأوليغارشيّة الحاكمة في بلاده «رأيهما»، هما أيضاً، في شأنه.. أمَّا هو، فكان يضحك باستمرار، ويسخر باستمرار مِنْ كلّ شيء. وفي الوقت نفسه، لم يكن يكفّ عن توجيه سهام نقده (وغضبه) إلى مختلف الاتِّجاهات.إنَّه الكاتبَ المسرحيَّ الأميركيَّ الكبير آرثر ميللر (17 تشرين الأوَّل/أكتوبر 1915 – 10 شباط/فبراير 2005)؛ فهو، بالنسبة لكثيرين، مجرَّد شخصٍ كان الزوج السابق (والأخير) لأسطورة السينما الأميركيَّة الراحلة مارلين مونرو. وبالنسبة لآخرين سواهم، هو أكبر مِنْ ذلك بكثير.. إذ أنَّه أحد أبرز رموز المسرح الأميركيّ إلى جانب يوجين أونيل وتنيسي وليمز. أمَّا بالنسبة لبعض أدوات القمع التابعة للأوليغارشيّة الحاكمة الأميركيّة، فهو – كما سنرى لاحقاً – مجرَّد شخص أحمق لا يعرف كيف يتصرَّف.كان ميللر في الرابعة عشرة مِنْ عمره عندما خسر والدُه ثروتَه وانهارت الأحوال الاقتصاديّة لأسرتِه.. بسبب الأزمة الاقتصاديّة الكبرى التي وقعت في العام 1929. وبعد ذلك، اضطرّ للعمل في مهن مختلفة - إلى جانب متابعة دراسته – ليوفِّر لقمة عيشة وينفق على دراسته.. حيث أنَّه عمل، مثلاً، جرسوناً في مطعم، وسائقَ شاحنة، وعاملاً في مصنع، وسائق تراكتور.. وظلّ هكذا إلى أن نجح ككاتب مسرح وسينما وراح يكسب لقمة عيشه مِنْ مردود قلمه.ولقد تأثَّر ميللر كثيراً بالآلام الممضّة والمرارات الكبيرة والمعاناة الشديدة التي تعرَّض لها هو وتعرَّضت لها أسرته بعد الآزمة الاقتصاديّة الكبرى؛ فصَوَّرَ في كتاباته المختلفة ضروب الفاقة والقهر وفقدان الطمأنينة وغياب الشعور بالاستقرار؛ وعبَّر عن العداء الشديد للاستغلال الطبقيّ والقهر الاجتماعيّ والسياسيّ والتمييز العنصريّ والتعصّب الدينيّ.في لقاءٍ أجرته معه صحيفة الباييس الإسبانيّة في أواخر حياته، قال ميللر: «الخراب الكامل الذي حلّ بعالمنا العائليّ في تلك المرحلة قد علَّمني بأنَّه لا شيء يبقى مستقرّاً في هذا العالم، وإنَّ عدم الأمان هو المبدأ الوحيد الصالح، وأُدرِكُ الآن بأنَّه لولا خسارة أبي تلك ما كان لي أن أكون أبداً كاتباً مسرحيّاً. إنَّ مصيره حاضرٌ في كلّ عملٍ مِنْ أعمالي».[1]تحت ضوءٍ ليس له..بالنسبة لكثيرين – كما أسلفنا – فإنَّ زواج ميللر بمارلين مونرو هو الذي سلَّط الكثير من الضوء عليه وليس أعماله الأدبيّة المهمّة. وصف الكاتب المصريّ الكبير يوسف إدريس هذا الحال المؤسي لميللر على النحو التالي.. قال: «وكنت وأنا سائرٌ معه في الشارع الخامس في نيويورك، وهو طويلٌ — أطول ممّا يجب — وجهُهُ ظاهرٌ لأيّ عيان، وبالكاد يتعرَّف عليه أناسٌ قلائل تماماً، ودائماً بعد أن نمضي أقارن (بيني وبين نفسي) وأقول: لو كنتَ سائراً مع مارلين مونرو، ألم يكن الشارع كله قد وقف تماماً عن حركته؟».[2] بل إنَّ يوسف إدريس نفسه، ما إن التقى بميللر في مؤتمرٍ أدبيّ في العام 1988، حتَّى بادره قائلاً: «كلِّمني عن مارلين مونرو لقد شبعنا من الأدب».[3]التقى آرثر ميللر بمارلين مونرو في العام 1951، عن طريق المخرج إيليا كازان الذي كان «صديق العمر» بالنسبة له آنذاك ثمَّ سرعان ما تحوَّل إلى يهوذا الإسخريوطيّ.[4] ويقول دونالد سبوتو، في كتابه «مارلين مونرو – السيرة» (1993): «بدا لها ميلر فارساً مِنْ كُتُب الحكايات، وهكذا كسب تقديرها. في شعورٍ خصبٍ كهذا وُلِدَ الحبُّ بينهما لكنّ وصوله إلى مرحلة الن ......
#عندما
#وُضِعَ
#زوجُ
#الحسناء
#براثن
#الوحش
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679558
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - عندما وُضِعَ زوجُ الحسناء بين براثن الوحش
سعود قبيلات : 23 يوليو تمّوز انقلاب أم ثورة.. وبعض مفارقات التاريخ
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات مرَّتْ 68 سنة على قيام الثورة النَّاصريّة (ثورة 23 يوليو/تمّوز 1952). ولا يزال خصوم هذه الثورة – وأكثرهم حماساً وحميّةً ضدَّها «الإخوان المسلمون» – يستهدفونها بالمستوى نفسه من الضّراوة والحقد (إنْ لم يكن أكثر)، مِنْ ثلاثة مداخل متهافتة، هي: وصفها بأنَّها مجرّد انقلاب، ووصم نظامها بأنَّه غير ديمقراطيّ، والقول بأنَّها هُزِمَتْ في النِّهاية وأُجهِضَ مشروعها. أوّلاً، في ما يتعلَّق بالانقلاب والثّورة..الانقلاب هو مجرّد وسيلة للوصول إلى السّلطة، وثمَّة وسائل أخرى عديدة غيره تؤدِّي إلى النتيجة نفسها. والانقلاب قد يُنتِج ثورة، وقد يُنتِج ثورة مضادَّة، وقد لا يكون أكثر من «انقلاب قصر». أمَّا الثورة، فهي سيرورة تاريخيّة تقود إلى تحوّلات نوعيّة في النّظام الاجتماعيّ الاقتصاديّ بمجمله، وليست مجرّد اسم لوسيلة مِنْ وسائل الوصول إلى السّلطة. بخلاف ذلك، تكون عمليّة التغيير مجرّد انقلاب داخل قصر الطَّبقة الحاكمة.. حتَّى لو كان الحُكّام الجدد قد وصلوا إلى السلطة على أكتاف ألوف أو ملايين الناس المنتفضين في الشَّوارع وليس على ظهور الدَّبَّابات، وحتَّى لو كان الحاكمون الجدد قد جاءوا مِنْ خارج نادي الحكم وليس مِنْ داخله. فالمهمّ، في هذه الحالة، هو أنَّ جوهر النِّظام يبقى كما هو، وتتغيَّر فقط أسماء طاقم الحكّام والمسؤولين. أمَّا إذا كانت نتيجة هذه الحركة هي إجراء تعديلات فقط على النِّظام القائم، فهي حركة إصلاحيّة وليست ثورة. وأمَّا مَنْ يرتمي في أحضان الدَّوائر الإمبرياليّة ليصنع تغييراً في بلاده، فإنَّه يصنع ثورة مضادّة ولا يصنع ثورة. فالثورة، في هوامش النِّظام الرأسماليّ الدوليّ، ذروةُ سنامِها التَّحرّرُ الوطنيُّ وليس إدامة التبعيّة بما هي بنية اقتصاديّة اجتماعيّة طُفيليَّة رثّة.. كما هو الحال عادةً في الهوامش.أكثر مَنْ يُشهِر تهمة الانقلاب في وجه خصومه الآن هم «الإخوان المسلمون»؛ كأنَّ القوى السياسيَّة تتصارع مِنْ أجل مفاهيم مجرَّدة وليس مِنْ أجل أهداف ومصالح حقيقيَّة! وأيضاً كأنَّ «الإخوان المسلمين»، أنفسهم، قد استنكفوا طوال تاريخهم عن استخدام العنف والانقلابات العسكريَّة كوسيلة للوصول إلى السطلة! فماذا يُسمَّى، إذاً، ما ظلّوا يفعلونه طوال حوالي عشر سنوات في سوريَّة؟ وماذا عن انقلابهم في السودان على حكومة الصَّادق المهدي المنتخبة.. على سبيل المثال؟ وماذا عن دعمهم وتأييدهم لانقلاب النِّظام القائم في بلادنا والدَّوائر الاستعماريّة على حكومة سليمان النَّابلسيّ التي كانت منتخبة مِنْ أغلبيّة شعبيّة كاسحة؟وأكثر مِنْ ذلك، فهم يُغفِلون حقيقة دعمهم لـ«انقلاب» عبد النَّاصر في البداية.. عندما كان مجرَّد انقلاب، وأنَّهم أصبحوا مِنْ أشدِّ خصومه عداوةً عندما تحوَّل إلى ثورة.إنَّهم يحصرون النقاش في شكل الحدث ويتجاهلون مضمونه. في حين أنَّ المهمّ هو ما هي طبيعة السلطة التي تمَّت الإطاحة بها وما هي آفاق التغيير التي انفتحت بعد الإطاحة بها، وما هي الطَّبقات الاجتماعيَّة المرشَّحة للاستفادة بالوضع الجديد، وما مدى انسجام ذلك مع جدول أعمال التَّاريخ في المرحلة المحدَّدة. قبل 23 يوليو/تمّوز 1952، كانت توجد في مصر أحزاب تتنافس في ما بينها وتتداول السُّلطة بوساطة صندوق الاقتراع؛ لكن سقف طموحاتها وحركتها كانا محكومين بوجود الملك فاروق بفساده وتبعيَّته واستهتاره و«حرسه الحديديّ»، وبالنِّظام الملكيّ الإقطاعيّ الكولينياليّ المهترئ، وبسلطة المندوب الساميّ البريطانيّ المطلقة على كلّ شيء في البلاد. وكانت الأحزاب الَّتي تت ......
#يوليو
#تمّوز
#انقلاب
#ثورة..
#وبعض
#مفارقات
#التاريخ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688025
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات مرَّتْ 68 سنة على قيام الثورة النَّاصريّة (ثورة 23 يوليو/تمّوز 1952). ولا يزال خصوم هذه الثورة – وأكثرهم حماساً وحميّةً ضدَّها «الإخوان المسلمون» – يستهدفونها بالمستوى نفسه من الضّراوة والحقد (إنْ لم يكن أكثر)، مِنْ ثلاثة مداخل متهافتة، هي: وصفها بأنَّها مجرّد انقلاب، ووصم نظامها بأنَّه غير ديمقراطيّ، والقول بأنَّها هُزِمَتْ في النِّهاية وأُجهِضَ مشروعها. أوّلاً، في ما يتعلَّق بالانقلاب والثّورة..الانقلاب هو مجرّد وسيلة للوصول إلى السّلطة، وثمَّة وسائل أخرى عديدة غيره تؤدِّي إلى النتيجة نفسها. والانقلاب قد يُنتِج ثورة، وقد يُنتِج ثورة مضادَّة، وقد لا يكون أكثر من «انقلاب قصر». أمَّا الثورة، فهي سيرورة تاريخيّة تقود إلى تحوّلات نوعيّة في النّظام الاجتماعيّ الاقتصاديّ بمجمله، وليست مجرّد اسم لوسيلة مِنْ وسائل الوصول إلى السّلطة. بخلاف ذلك، تكون عمليّة التغيير مجرّد انقلاب داخل قصر الطَّبقة الحاكمة.. حتَّى لو كان الحُكّام الجدد قد وصلوا إلى السلطة على أكتاف ألوف أو ملايين الناس المنتفضين في الشَّوارع وليس على ظهور الدَّبَّابات، وحتَّى لو كان الحاكمون الجدد قد جاءوا مِنْ خارج نادي الحكم وليس مِنْ داخله. فالمهمّ، في هذه الحالة، هو أنَّ جوهر النِّظام يبقى كما هو، وتتغيَّر فقط أسماء طاقم الحكّام والمسؤولين. أمَّا إذا كانت نتيجة هذه الحركة هي إجراء تعديلات فقط على النِّظام القائم، فهي حركة إصلاحيّة وليست ثورة. وأمَّا مَنْ يرتمي في أحضان الدَّوائر الإمبرياليّة ليصنع تغييراً في بلاده، فإنَّه يصنع ثورة مضادّة ولا يصنع ثورة. فالثورة، في هوامش النِّظام الرأسماليّ الدوليّ، ذروةُ سنامِها التَّحرّرُ الوطنيُّ وليس إدامة التبعيّة بما هي بنية اقتصاديّة اجتماعيّة طُفيليَّة رثّة.. كما هو الحال عادةً في الهوامش.أكثر مَنْ يُشهِر تهمة الانقلاب في وجه خصومه الآن هم «الإخوان المسلمون»؛ كأنَّ القوى السياسيَّة تتصارع مِنْ أجل مفاهيم مجرَّدة وليس مِنْ أجل أهداف ومصالح حقيقيَّة! وأيضاً كأنَّ «الإخوان المسلمين»، أنفسهم، قد استنكفوا طوال تاريخهم عن استخدام العنف والانقلابات العسكريَّة كوسيلة للوصول إلى السطلة! فماذا يُسمَّى، إذاً، ما ظلّوا يفعلونه طوال حوالي عشر سنوات في سوريَّة؟ وماذا عن انقلابهم في السودان على حكومة الصَّادق المهدي المنتخبة.. على سبيل المثال؟ وماذا عن دعمهم وتأييدهم لانقلاب النِّظام القائم في بلادنا والدَّوائر الاستعماريّة على حكومة سليمان النَّابلسيّ التي كانت منتخبة مِنْ أغلبيّة شعبيّة كاسحة؟وأكثر مِنْ ذلك، فهم يُغفِلون حقيقة دعمهم لـ«انقلاب» عبد النَّاصر في البداية.. عندما كان مجرَّد انقلاب، وأنَّهم أصبحوا مِنْ أشدِّ خصومه عداوةً عندما تحوَّل إلى ثورة.إنَّهم يحصرون النقاش في شكل الحدث ويتجاهلون مضمونه. في حين أنَّ المهمّ هو ما هي طبيعة السلطة التي تمَّت الإطاحة بها وما هي آفاق التغيير التي انفتحت بعد الإطاحة بها، وما هي الطَّبقات الاجتماعيَّة المرشَّحة للاستفادة بالوضع الجديد، وما مدى انسجام ذلك مع جدول أعمال التَّاريخ في المرحلة المحدَّدة. قبل 23 يوليو/تمّوز 1952، كانت توجد في مصر أحزاب تتنافس في ما بينها وتتداول السُّلطة بوساطة صندوق الاقتراع؛ لكن سقف طموحاتها وحركتها كانا محكومين بوجود الملك فاروق بفساده وتبعيَّته واستهتاره و«حرسه الحديديّ»، وبالنِّظام الملكيّ الإقطاعيّ الكولينياليّ المهترئ، وبسلطة المندوب الساميّ البريطانيّ المطلقة على كلّ شيء في البلاد. وكانت الأحزاب الَّتي تت ......
#يوليو
#تمّوز
#انقلاب
#ثورة..
#وبعض
#مفارقات
#التاريخ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688025
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - 23 يوليو/تمّوز انقلاب أم ثورة.. وبعض مفارقات التاريخ
سعود قبيلات : بعد خراب الحافلة.. مشي حتَّى كهفي
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات بعض مَنْ تبقّوا بعد الكارثة..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ«أسير في شوارع معتمة، فلا أصادف سوى أشباح غامضة تسير برتابة وذهول، ولا يلوي أيٌّ منها عنقه باتِّجاه الآخرين أو تنظر عيناه فـي عيونهم، وأحياناً يتمتم بعضهم بكلماتٍ غامضة، فلا يفهم أيٌّ منهم ما يقول الآخر، ولكأنَّ هذا ليس بالشَّيء المهمّ! يهزُّون رؤوسهم لإعطاء انطباع َّ زائفٍ بالإصغاء ويواصلون المشي..إنَّهم بعض مَنْ تبقَّى بعد الكارثة الكبرى.. تلك الَّتي لا أدري متى وقعتْ ولا ما هي بالضَّبط.. هل كانت طاعوناً؟ أم زلزالاً؟ أم حرباً ً طاحنة؟لا أدري.أشعر أحياناً َّ بأنّهم يتواطؤون جميعاً بالصَّمت على ما جرى لهم وعلى ما ينتظرهم عند هذا المنعطف أو ذاك». (مِنْ كتابي «كهفي» الصَّادر في العام 2012).غريب..ـــــــــــ«لستُ مِنْ هنا..وفي هذه المدينة، لا أعرف أحداً ولا مكاناً..أسير في شوارع أجهلها،فأقابل غرباء؛ أسألهم عمّا لا أدري.غير أنّي لا أسمع إلاّ كلاماً غامضاً.وأفكِّر، حائراً، في ما حدث، فيدهمني الفزع؛كنتُ وأصدقائي نلهو ونمرح ونركض، تكاد لا تلمس الأرضَأرجلُنا.. وتقفز عيوننا من مشهدٍ إلى مشهدٍ..حتّى تكاد لا ترى.ومِنْ دون قصدٍ أو اتِّفاق، وجدنا أنفسنا هنا..قلنا: نجلس قليلاً..ورحنا نحاولُ التقاطَ أنفاسنا.وفجأة، اكتشفنا أنّنا أضعنا شيئاً أثناء ركضنا..وبينما نحن نبحث عنه محمومين، أغمضتُ عينيَّ وفتحتهما..ولكن..يا إلهي! لم أجد أصدقائي!». (مِنْ كتابي «مشي» الصادر في العام 1994).إيقاع!ــــــــ«... ثمَّ جلستُ على حافَّة شرفة المغارة المعلَّقة في وسط الطَّود، ورحتُ أنظر إلى الوادي الجافّ الممتدّ في الأسفل؛ مع أنَّه لم يكن ثمَّة شيء فيه يستحقّ النَّظر. بعد ذلك رحتُ أفكِّر في الإيقاع الهائل الَّذي كان يملأ رأسي قبل زمنٍ طويل؛ كنتُ أسمِّيه، في ما مضى، الإيقاعَ الصَّاخبَ، أحياناً، والإيقاعَ السَّريعَ، أحياناً أخرى. ولكن، في تلك اللحظة بينما أنا أنظر إلى الوادي الجافّ في الأسفل، خطر لي أنْ أسمِّيه الإيقاعَ الحيويَّ.كان الضَّجيج في ذلك الزَّمن القديم، أعني زمنَ الإيقاع، يهزّ أركان رأسي باستمرار، وكنتُ أتوق إلى لحظة هدوء، وفجأة هدأ كلُّ شيء؛ في الواقع لم يهدأ شيء وإنَّما الإيقاع فقط هو الَّذي توقَّف. فجأة لم يعد هناك إيقاع بالمرَّة. فهل كان هذا أفضل؟ لا أدري؛ كلّ ما أدريه هو أنَّني الآن أحنُّ إلى الإيقاع.». (مِنْ كتابي «كهفي»).نافذة..ــــــــ«صحوت، عند منتصف الليل، شاعراً بالاختناق وبثقلٍ يضغط على صدري؛ فمضيت إلى النَّافذة، فتحتها، وعُدْتُ إلى النَّوم.غير أنَّه لم يمضِ وقتٌ طويل عندما اضطررتُ للاستيقاظ، مرَّةً أخرى، للسَّبب نفسه.فارتديت ملابسي، وخرجتُ إلى الشَّارع. ولكن، يا للمفاجأة!المدينة كلُّها (مِنْ فوق ومِنْ كلِّ الجهات) خيَّم عليها ستارٌ كثيف؛ والنَّاس، جميعاً، خرجوا إلى الشَّوارع يبحثون عن نافذة ما». (مِنْ كتابي «مشي»).تداعيات الغياب..ــــــــــــــــــــــــ«... أوقفوني، في نهاية الأمر، أمام جدارٍ بشعٍ ملطِّخٍ بالدِّماء، فأسندتُ ظهري إليه. وعندئذٍ، عاودني الشّعور الباهظ بالظّلم واليأس، ورحتُ أفكِّر في أنَّني بعد قليل لن أكون موجوداً؛ لن أشعر بنفسي وبما حولي، ولن أفكِّر، ولن أعي وجودي ووجود هذا الكون العظيم الَّذي أنا جزءٌ منه. باختصار؛ ......
#خراب
#الحافلة..
#حتَّى
#كهفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691281
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات بعض مَنْ تبقّوا بعد الكارثة..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ«أسير في شوارع معتمة، فلا أصادف سوى أشباح غامضة تسير برتابة وذهول، ولا يلوي أيٌّ منها عنقه باتِّجاه الآخرين أو تنظر عيناه فـي عيونهم، وأحياناً يتمتم بعضهم بكلماتٍ غامضة، فلا يفهم أيٌّ منهم ما يقول الآخر، ولكأنَّ هذا ليس بالشَّيء المهمّ! يهزُّون رؤوسهم لإعطاء انطباع َّ زائفٍ بالإصغاء ويواصلون المشي..إنَّهم بعض مَنْ تبقَّى بعد الكارثة الكبرى.. تلك الَّتي لا أدري متى وقعتْ ولا ما هي بالضَّبط.. هل كانت طاعوناً؟ أم زلزالاً؟ أم حرباً ً طاحنة؟لا أدري.أشعر أحياناً َّ بأنّهم يتواطؤون جميعاً بالصَّمت على ما جرى لهم وعلى ما ينتظرهم عند هذا المنعطف أو ذاك». (مِنْ كتابي «كهفي» الصَّادر في العام 2012).غريب..ـــــــــــ«لستُ مِنْ هنا..وفي هذه المدينة، لا أعرف أحداً ولا مكاناً..أسير في شوارع أجهلها،فأقابل غرباء؛ أسألهم عمّا لا أدري.غير أنّي لا أسمع إلاّ كلاماً غامضاً.وأفكِّر، حائراً، في ما حدث، فيدهمني الفزع؛كنتُ وأصدقائي نلهو ونمرح ونركض، تكاد لا تلمس الأرضَأرجلُنا.. وتقفز عيوننا من مشهدٍ إلى مشهدٍ..حتّى تكاد لا ترى.ومِنْ دون قصدٍ أو اتِّفاق، وجدنا أنفسنا هنا..قلنا: نجلس قليلاً..ورحنا نحاولُ التقاطَ أنفاسنا.وفجأة، اكتشفنا أنّنا أضعنا شيئاً أثناء ركضنا..وبينما نحن نبحث عنه محمومين، أغمضتُ عينيَّ وفتحتهما..ولكن..يا إلهي! لم أجد أصدقائي!». (مِنْ كتابي «مشي» الصادر في العام 1994).إيقاع!ــــــــ«... ثمَّ جلستُ على حافَّة شرفة المغارة المعلَّقة في وسط الطَّود، ورحتُ أنظر إلى الوادي الجافّ الممتدّ في الأسفل؛ مع أنَّه لم يكن ثمَّة شيء فيه يستحقّ النَّظر. بعد ذلك رحتُ أفكِّر في الإيقاع الهائل الَّذي كان يملأ رأسي قبل زمنٍ طويل؛ كنتُ أسمِّيه، في ما مضى، الإيقاعَ الصَّاخبَ، أحياناً، والإيقاعَ السَّريعَ، أحياناً أخرى. ولكن، في تلك اللحظة بينما أنا أنظر إلى الوادي الجافّ في الأسفل، خطر لي أنْ أسمِّيه الإيقاعَ الحيويَّ.كان الضَّجيج في ذلك الزَّمن القديم، أعني زمنَ الإيقاع، يهزّ أركان رأسي باستمرار، وكنتُ أتوق إلى لحظة هدوء، وفجأة هدأ كلُّ شيء؛ في الواقع لم يهدأ شيء وإنَّما الإيقاع فقط هو الَّذي توقَّف. فجأة لم يعد هناك إيقاع بالمرَّة. فهل كان هذا أفضل؟ لا أدري؛ كلّ ما أدريه هو أنَّني الآن أحنُّ إلى الإيقاع.». (مِنْ كتابي «كهفي»).نافذة..ــــــــ«صحوت، عند منتصف الليل، شاعراً بالاختناق وبثقلٍ يضغط على صدري؛ فمضيت إلى النَّافذة، فتحتها، وعُدْتُ إلى النَّوم.غير أنَّه لم يمضِ وقتٌ طويل عندما اضطررتُ للاستيقاظ، مرَّةً أخرى، للسَّبب نفسه.فارتديت ملابسي، وخرجتُ إلى الشَّارع. ولكن، يا للمفاجأة!المدينة كلُّها (مِنْ فوق ومِنْ كلِّ الجهات) خيَّم عليها ستارٌ كثيف؛ والنَّاس، جميعاً، خرجوا إلى الشَّوارع يبحثون عن نافذة ما». (مِنْ كتابي «مشي»).تداعيات الغياب..ــــــــــــــــــــــــ«... أوقفوني، في نهاية الأمر، أمام جدارٍ بشعٍ ملطِّخٍ بالدِّماء، فأسندتُ ظهري إليه. وعندئذٍ، عاودني الشّعور الباهظ بالظّلم واليأس، ورحتُ أفكِّر في أنَّني بعد قليل لن أكون موجوداً؛ لن أشعر بنفسي وبما حولي، ولن أفكِّر، ولن أعي وجودي ووجود هذا الكون العظيم الَّذي أنا جزءٌ منه. باختصار؛ ......
#خراب
#الحافلة..
#حتَّى
#كهفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691281
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - بعد خراب الحافلة.. مشي حتَّى كهفي
سعود قبيلات : القطنُ في الحقول والنَّخيلُ والغمام.. تهديك السَّلام
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات وقعت بين يديّ، منذ مدّة قريبة، رواية جديدة للأديب المصريّ المعروف صُنع الله إبراهيم، بعنوان «1970»، يتحدَّث فيها عن عام رحيل الرَّئيس جمال عبد النَّاصر. صُنع الله إبراهيم سُجِنَ في عهد عبد النَّاصر، وبعد خروجه من السِّجن كتب روايته «تلك الرَّائحة» الَّتي فازت بجائزة جريدة «النَّهار» اللبنانيّة في العام 1968.. بالتَّشارك مع روايتين للأديبين الأردنيين: تيسير سبول، وأمين شنّار. وقد أشرت إلى «تلك الرَّائحة»، أكثر مِنْ مرّة، لدى كتابتي موضوعاتٍ عن السِّجن. في روايته الجديدة («1970») يسرد صنع الله إبراهيم بعض وقائع العام الأخير مِنْ حياة عبد النّاصر، مستخدماً أسلوب الكولاج (اللصق)، ويسرد وقائع حياة عبد النَّاصر وذكرياته بلغة المخاطَب. والحقيقة أنَّها رواية مؤثِّرة جدّاً.. تنصف اسم عبد النّاصر الكبير ودوره المهمّ في التّاريخ، ولكنَّها لا تخلو مِنْ نقد بعض جوانب تجربته العظيمة بشيء من القسوة أحياناً، كما أنَّها لا تخلو مِنْ بعض الوقائع غير الدَّقيقة في أحيانٍ أخرى. غارة جوّيّة على أربد.. تبدأ الرواية بإيراد خبرٍ عن عدوانٍ جوِّيٍ «إسرائيليّ» على مدينة إربد شمال الأردنّ في مطلع العام 1970، وتنتهي بالمشهد الملحميّ المؤثِّر جدّاً لرحيل الزَّعيم العربيّ الكبير جمال عبد النَّاصر في مساء يوم 28 أيلول/سبتمبر 1970. أتذكَّر تماماً ذلك المساء الحزين الَّذي جثم على الصّدور قبل خمسين عاماً. قطعتْ الإذاعات المصريَّة برامجها المعتادة فجأة وأخذتْ تبثّ القرآن الكريم بشكلٍ متواصل، ثمَّ أذيع النَّبأ الحزين الَّذي فجع الغالبيّة العظمى من العرب وشعوباً أخرى كثيرة. كنتُ، في ذلك المساء، مع بعض أبناء قريتي («مليح») جالسين في بيت أحدهم، وما إنْ سمعنا النَّبأ الفاجع حتَّى سيطر علينا الوجوم ثمَّ لم نلبث أنْ أنهينا جلستنا وعاد كلٌّ منَّا مصدوماً إلى بيته. كانت بلادنا تعيش، آنذاك، مأساة أيلول 1970 الأليمة، لكنّ خبر رحيل عبد النَّاصر غطَّى على كلّ شيء. وسرعان ما رُفِعَتْ رايات الحداد السّوداء على الكثير مِنْ بيوت القرية. ومنذ ذاك ولغاية هذه اللحظة، لم تتوقَّف محاولات تشويه صورة جمال عبد النَّاصر والهجوم الظّالم عليه. لقد عايشتُ بعضاً مِنْ مرحلة عبد النَّاصر وامتداداتها، وأذكر إلى أيّ حدّ هذه التَّشويهات ظالمة وإلى أيّ حدّ كانت مصر في ذلك العهد متألِّقة. برحيل عبد النَّاصر، انقلب كلّ شيء في عالمنا العربيّ وفي العالم. تراجعت حواضر الأمّة (وفي مقدِّمتها القاهرة ودمشق وبغداد) وتقدّمت، بدلاً منها، «مدن الملح»[1] ، والصَّحراء بثقافتها القروسطيّة الجدباء الَّتي هجمت كالجراد على أفضل ما في الأمّة وتركت الحياة العربيّة قاعاً صفصفاً.. وأنا هنا لا أنوي أنْ أقوم بتقديم عرض لرواية صنع الله إبراهيم التي استهللتُ مقالي بالحديث عنها، أو كتابة موضوع نقديّ لها.. بل أنوي أنْ أتحدَّث عن أمرٍ آخر تماماً؛ ألا وهو تلك الظّاهرة النّادرة اللافتة التي ارتبطت بعبد الناصر وثورته؛ حيث مقابل استمرار البعض بالتَّعبير عن عدائه الشَّديد لهما، على مرّ السّنين.. كما لو أنَّ الرَّجل لا يزال حيّاً ولا يزال برنامجه قيد التّنفيذ، نجد أُدباء ومثقَّفين وسياسيين اختلفوا مع بعض الممارسات والسياسات في العهد النّاصريّ، فأضيروا على نحوٍ ما أو سُجِنوا، وبعضهم كان لا يزال في السّجن عندما رحل عبد النَّاصر، لكنَّهم لم ينتهزوا فرصة غيابه والانقلاب على نهجه ليتصرّفوا معه ومع إرثه بروح ثأريّة بدائيّة أنانيّة؛ بل تجاوزوا عن ثاراتهم وعلوا على جراحهم، وأنصفوا الرّجل بعد رحيله ووقفوا ......
#القطنُ
#الحقول
#والنَّخيلُ
#والغمام..
#تهديك
#السَّلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694926
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات وقعت بين يديّ، منذ مدّة قريبة، رواية جديدة للأديب المصريّ المعروف صُنع الله إبراهيم، بعنوان «1970»، يتحدَّث فيها عن عام رحيل الرَّئيس جمال عبد النَّاصر. صُنع الله إبراهيم سُجِنَ في عهد عبد النَّاصر، وبعد خروجه من السِّجن كتب روايته «تلك الرَّائحة» الَّتي فازت بجائزة جريدة «النَّهار» اللبنانيّة في العام 1968.. بالتَّشارك مع روايتين للأديبين الأردنيين: تيسير سبول، وأمين شنّار. وقد أشرت إلى «تلك الرَّائحة»، أكثر مِنْ مرّة، لدى كتابتي موضوعاتٍ عن السِّجن. في روايته الجديدة («1970») يسرد صنع الله إبراهيم بعض وقائع العام الأخير مِنْ حياة عبد النّاصر، مستخدماً أسلوب الكولاج (اللصق)، ويسرد وقائع حياة عبد النَّاصر وذكرياته بلغة المخاطَب. والحقيقة أنَّها رواية مؤثِّرة جدّاً.. تنصف اسم عبد النّاصر الكبير ودوره المهمّ في التّاريخ، ولكنَّها لا تخلو مِنْ نقد بعض جوانب تجربته العظيمة بشيء من القسوة أحياناً، كما أنَّها لا تخلو مِنْ بعض الوقائع غير الدَّقيقة في أحيانٍ أخرى. غارة جوّيّة على أربد.. تبدأ الرواية بإيراد خبرٍ عن عدوانٍ جوِّيٍ «إسرائيليّ» على مدينة إربد شمال الأردنّ في مطلع العام 1970، وتنتهي بالمشهد الملحميّ المؤثِّر جدّاً لرحيل الزَّعيم العربيّ الكبير جمال عبد النَّاصر في مساء يوم 28 أيلول/سبتمبر 1970. أتذكَّر تماماً ذلك المساء الحزين الَّذي جثم على الصّدور قبل خمسين عاماً. قطعتْ الإذاعات المصريَّة برامجها المعتادة فجأة وأخذتْ تبثّ القرآن الكريم بشكلٍ متواصل، ثمَّ أذيع النَّبأ الحزين الَّذي فجع الغالبيّة العظمى من العرب وشعوباً أخرى كثيرة. كنتُ، في ذلك المساء، مع بعض أبناء قريتي («مليح») جالسين في بيت أحدهم، وما إنْ سمعنا النَّبأ الفاجع حتَّى سيطر علينا الوجوم ثمَّ لم نلبث أنْ أنهينا جلستنا وعاد كلٌّ منَّا مصدوماً إلى بيته. كانت بلادنا تعيش، آنذاك، مأساة أيلول 1970 الأليمة، لكنّ خبر رحيل عبد النَّاصر غطَّى على كلّ شيء. وسرعان ما رُفِعَتْ رايات الحداد السّوداء على الكثير مِنْ بيوت القرية. ومنذ ذاك ولغاية هذه اللحظة، لم تتوقَّف محاولات تشويه صورة جمال عبد النَّاصر والهجوم الظّالم عليه. لقد عايشتُ بعضاً مِنْ مرحلة عبد النَّاصر وامتداداتها، وأذكر إلى أيّ حدّ هذه التَّشويهات ظالمة وإلى أيّ حدّ كانت مصر في ذلك العهد متألِّقة. برحيل عبد النَّاصر، انقلب كلّ شيء في عالمنا العربيّ وفي العالم. تراجعت حواضر الأمّة (وفي مقدِّمتها القاهرة ودمشق وبغداد) وتقدّمت، بدلاً منها، «مدن الملح»[1] ، والصَّحراء بثقافتها القروسطيّة الجدباء الَّتي هجمت كالجراد على أفضل ما في الأمّة وتركت الحياة العربيّة قاعاً صفصفاً.. وأنا هنا لا أنوي أنْ أقوم بتقديم عرض لرواية صنع الله إبراهيم التي استهللتُ مقالي بالحديث عنها، أو كتابة موضوع نقديّ لها.. بل أنوي أنْ أتحدَّث عن أمرٍ آخر تماماً؛ ألا وهو تلك الظّاهرة النّادرة اللافتة التي ارتبطت بعبد الناصر وثورته؛ حيث مقابل استمرار البعض بالتَّعبير عن عدائه الشَّديد لهما، على مرّ السّنين.. كما لو أنَّ الرَّجل لا يزال حيّاً ولا يزال برنامجه قيد التّنفيذ، نجد أُدباء ومثقَّفين وسياسيين اختلفوا مع بعض الممارسات والسياسات في العهد النّاصريّ، فأضيروا على نحوٍ ما أو سُجِنوا، وبعضهم كان لا يزال في السّجن عندما رحل عبد النَّاصر، لكنَّهم لم ينتهزوا فرصة غيابه والانقلاب على نهجه ليتصرّفوا معه ومع إرثه بروح ثأريّة بدائيّة أنانيّة؛ بل تجاوزوا عن ثاراتهم وعلوا على جراحهم، وأنصفوا الرّجل بعد رحيله ووقفوا ......
#القطنُ
#الحقول
#والنَّخيلُ
#والغمام..
#تهديك
#السَّلام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694926
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - القطنُ في الحقول والنَّخيلُ والغمام.. تهديك السَّلام
سعود قبيلات : ولن يستبينوا الرُّشدَ إلا ضُحى الغدِ[1]
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اعتاد أصدقاء الشَّهيد ناهض حتَّر ومحبّوه، أن يزوروا ضريحه، في ذكرى استشهاده (25 أيلول/سبتمبر) مِنْ كلّ عام، ليحيوا ذكراه وينوّهوا بمواقفه المشرّفة ويضيئوا على مبادئه النبيلة. هذا العام (2020) عطَّلتْ جائحة كورونا كلَّ شيء. بدلاً من التَّجمّع عند ضريح ناهض، سنحيي ذكراه على مواقع التَّواصل الاجتماعي.. وتالياً مساهمتي:الشَّخص الَّذي اعتدى على نجيب محفوظ وحاول اغتياله، قال في المحكمة إنَّه لم يقرأ له شيئاً. مَنْ لم يقرأ لكاتب، فهو لا يعرفه مطلقاً. فبأيّ حقّ وبأيّ منطق يسمح لنفسه بأنْ يحاكمه ويُصدر عليه حكماً نهائيّاً بالموت؟!في الواقع، فاقدوا الضَّمير مِنْ مفتي الفتنة ومسيِّسي الدّين والمتاجرين به هم مَنْ يتحمَّل المسؤوليّة الأولى عن اقتراف مثل هذه الجريمة. وفي ما يتعلَّق بالشَّخص الَّذي اغتال الشَّهيد ناهض حتَّر، فلا أعرف ماذا قال في المحكمة؛ لكن من المؤكَّد أنَّه لم يقرأ له شيئاً ولم يعرف عنه أيّ شيءٍ ذا قيمة. هو يعرف فقط ما جاء في حملة التَّحريض الظَّالمة وغير النَّزيهة والمفبركة بشكل مفضوح الَّتي شنَّتها جريدة «الإخوان المسلمين» («السَّبيل») على ناهض وما بثَّه جيشهم الإلكترونيّ ضدّه على نطاقٍ واسع، وكذلك الكلام التَّحريضيّ غير المسؤول الَّذي أدلى به مسؤولون رسميّون كبار. فهل كان القاتل – وهو يطلق النَّار «دفاعاً عن الدِّين» – يعرف، مثلاً، أنَّه قتل الكاتب والمثقَّف والمناضل السّياسيّ الَّذي كان قبل وقتٍ غير بعيد قد كتب أعمق وأجمل مرافعة للدِّفاع عن الرَّسول الكريم ضدَّ الرَّسوم الدّنماركيّة المسيئة؟أشكّ في ذلك؛ فقد كان مجرَّد مسدَّسٍ تمَّت تعبئته وتوجيهه نحو الهدف المطلوب، وفي اللحظة المناسبة، ضغط المجرمون الحقيقيّون على زناده فانطلقت الرَّصاصة. أكثر مِنْ مرَّة، سمعتُ، بتأثّر شديد، والدة الشَّهيد ناهض وهي تتحدَّث عن منفِّذ جريمة القتل بنبرة تشي بالتعاطف، مدركةً بعمق أنَّه مجرّد ضحيّة. على أيّة حال، ليس القاتل وحده مَنْ لم يقرأ.. أنا أتحدَّى أن يكون أيّ واحد من الَّذين شنّوا حملة التَّحريض الإجراميّة ضدّ ناهض حتَّر وتسبَّبوا بإزهاق روحه قد قرأ له لو كتاباً واحداً أو يعرف شيئاً عن مقدار أهمّيّة كتابته. بالنّسبة لهم كان مجرّد خصم سياسيّ خطير وقد حانت لحظة التَّخلّص منه.مِنْ هنا، قلنا ونقول دائماً، إنَّ السَّماح بتوظيف الدِّين لأغراض سياسيّة مِنْ أيّ طرفٍ كان هو أمرٌ خطير.. بل خطير جدّاً. والشّواهد على ذلك حولنا وفي أيّامنا أكثر مِنْ أنْ تُعدّ أو تُحصى، ولا تقتصر على جريمة اغتيال ناهض حتَّر وحدها. كان ناهض، بالنّسبة لمخالفيه، خصماً سياسيّاً عنيداً، وثابتاً، وواضح الرّؤى والمواقف، وعميقاً، وجريئاً، ومِنْ أفضل من امتلكوا ناصية فنّ المقالة السياسيّة عربيّاً، وبما أنَّهم لم يمتلكوا ما كان يمتلكه مِنْ سعة الثَّقافة وعمق الفكر وقوّة الحجّة والابداع الفنّيّ في الكتابة السِّياسيّة، نقلوا المعركة بينهم وبينه مِنْ ميدان السِّياسة والثقافة والإبداع، إلى ميدان الدِّين، ونصَّبوا أنفسهم هناك ناطقين باسم ربّ العباد، وباسم ربّ العباد أصدروا حكمهم المبرم بالإعدام على خصمهم السِّياسيّ الخطير ذاك.وإذا كانوا قد اغتالوا ناهض حتَّر بذريعة دينيّة مفتعلة، فما هي، إذاً، الحجج والذّرائع التي اغتالوا بها: الشَّهيد شكري بلعيد، والشَّهيد الحاج محمّد البراهميّ.. وسواهما؟ولكن ما لم ينتبهوا له، بل أعماهم حقدهم عن رؤيته، هو البديهيّة التَّالية: تستطيع أنْ تتخلَّص مِنْ جسد خصمك السِّياسيّ ......
#يستبينوا
#الرُّشدَ
#ضُحى
#الغدِ[1]
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695080
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اعتاد أصدقاء الشَّهيد ناهض حتَّر ومحبّوه، أن يزوروا ضريحه، في ذكرى استشهاده (25 أيلول/سبتمبر) مِنْ كلّ عام، ليحيوا ذكراه وينوّهوا بمواقفه المشرّفة ويضيئوا على مبادئه النبيلة. هذا العام (2020) عطَّلتْ جائحة كورونا كلَّ شيء. بدلاً من التَّجمّع عند ضريح ناهض، سنحيي ذكراه على مواقع التَّواصل الاجتماعي.. وتالياً مساهمتي:الشَّخص الَّذي اعتدى على نجيب محفوظ وحاول اغتياله، قال في المحكمة إنَّه لم يقرأ له شيئاً. مَنْ لم يقرأ لكاتب، فهو لا يعرفه مطلقاً. فبأيّ حقّ وبأيّ منطق يسمح لنفسه بأنْ يحاكمه ويُصدر عليه حكماً نهائيّاً بالموت؟!في الواقع، فاقدوا الضَّمير مِنْ مفتي الفتنة ومسيِّسي الدّين والمتاجرين به هم مَنْ يتحمَّل المسؤوليّة الأولى عن اقتراف مثل هذه الجريمة. وفي ما يتعلَّق بالشَّخص الَّذي اغتال الشَّهيد ناهض حتَّر، فلا أعرف ماذا قال في المحكمة؛ لكن من المؤكَّد أنَّه لم يقرأ له شيئاً ولم يعرف عنه أيّ شيءٍ ذا قيمة. هو يعرف فقط ما جاء في حملة التَّحريض الظَّالمة وغير النَّزيهة والمفبركة بشكل مفضوح الَّتي شنَّتها جريدة «الإخوان المسلمين» («السَّبيل») على ناهض وما بثَّه جيشهم الإلكترونيّ ضدّه على نطاقٍ واسع، وكذلك الكلام التَّحريضيّ غير المسؤول الَّذي أدلى به مسؤولون رسميّون كبار. فهل كان القاتل – وهو يطلق النَّار «دفاعاً عن الدِّين» – يعرف، مثلاً، أنَّه قتل الكاتب والمثقَّف والمناضل السّياسيّ الَّذي كان قبل وقتٍ غير بعيد قد كتب أعمق وأجمل مرافعة للدِّفاع عن الرَّسول الكريم ضدَّ الرَّسوم الدّنماركيّة المسيئة؟أشكّ في ذلك؛ فقد كان مجرَّد مسدَّسٍ تمَّت تعبئته وتوجيهه نحو الهدف المطلوب، وفي اللحظة المناسبة، ضغط المجرمون الحقيقيّون على زناده فانطلقت الرَّصاصة. أكثر مِنْ مرَّة، سمعتُ، بتأثّر شديد، والدة الشَّهيد ناهض وهي تتحدَّث عن منفِّذ جريمة القتل بنبرة تشي بالتعاطف، مدركةً بعمق أنَّه مجرّد ضحيّة. على أيّة حال، ليس القاتل وحده مَنْ لم يقرأ.. أنا أتحدَّى أن يكون أيّ واحد من الَّذين شنّوا حملة التَّحريض الإجراميّة ضدّ ناهض حتَّر وتسبَّبوا بإزهاق روحه قد قرأ له لو كتاباً واحداً أو يعرف شيئاً عن مقدار أهمّيّة كتابته. بالنّسبة لهم كان مجرّد خصم سياسيّ خطير وقد حانت لحظة التَّخلّص منه.مِنْ هنا، قلنا ونقول دائماً، إنَّ السَّماح بتوظيف الدِّين لأغراض سياسيّة مِنْ أيّ طرفٍ كان هو أمرٌ خطير.. بل خطير جدّاً. والشّواهد على ذلك حولنا وفي أيّامنا أكثر مِنْ أنْ تُعدّ أو تُحصى، ولا تقتصر على جريمة اغتيال ناهض حتَّر وحدها. كان ناهض، بالنّسبة لمخالفيه، خصماً سياسيّاً عنيداً، وثابتاً، وواضح الرّؤى والمواقف، وعميقاً، وجريئاً، ومِنْ أفضل من امتلكوا ناصية فنّ المقالة السياسيّة عربيّاً، وبما أنَّهم لم يمتلكوا ما كان يمتلكه مِنْ سعة الثَّقافة وعمق الفكر وقوّة الحجّة والابداع الفنّيّ في الكتابة السِّياسيّة، نقلوا المعركة بينهم وبينه مِنْ ميدان السِّياسة والثقافة والإبداع، إلى ميدان الدِّين، ونصَّبوا أنفسهم هناك ناطقين باسم ربّ العباد، وباسم ربّ العباد أصدروا حكمهم المبرم بالإعدام على خصمهم السِّياسيّ الخطير ذاك.وإذا كانوا قد اغتالوا ناهض حتَّر بذريعة دينيّة مفتعلة، فما هي، إذاً، الحجج والذّرائع التي اغتالوا بها: الشَّهيد شكري بلعيد، والشَّهيد الحاج محمّد البراهميّ.. وسواهما؟ولكن ما لم ينتبهوا له، بل أعماهم حقدهم عن رؤيته، هو البديهيّة التَّالية: تستطيع أنْ تتخلَّص مِنْ جسد خصمك السِّياسيّ ......
#يستبينوا
#الرُّشدَ
#ضُحى
#الغدِ[1]
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695080
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - ولن يستبينوا الرُّشدَ إلا ضُحى الغدِ[1]
سعود قبيلات : غيفارا كأيقونة.. هل هذا يلغي نموذجَه الثَّوريّ؟
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اِنتشرتْ، خلال العقود الأخيرة، الرّموزُ المرتبطةُ بالثَّائر اللاتينيّ الأمميّ آرنستو تشي غيفارا (طاقيَّته الشَّهيرة «البيريه» وبالكيفيَّة الَّتي كان يلبسها بها، والنَّجمة الخماسيَّة، والملابس الكاكيَّة، واللحيَّة غير المحدَّدة الحوافّ)، لدى أوساط مختلفة في مختلف أنحاء العالم، سواء أكانوا فنَّانين مشهورين أم أفراداً مغمورين أم مقاتلين ثوريّين. وفي هذا المناخ نفسه، أُنتِج فيلمٌ بعنوان «يوميّات درّاجة ناريّة» بالاستناد إلى كتابٍ لغيفارا بالاسم نفسه دوَّن فيه وقائع رحلته الشَّهيرة الَّتي قام بها في مطلع شبابه مع صديقٍ له، حيث طافا خلال تلك الرّحلة على مختلف أنحاء أميركا اللاتينيّة. والفيلم إنتاجٌ مشتركٌ لمؤسَّساتٍ سينمائيّة مستقلّة تنتمي إلى عددٍ مِنْ الدّول (الأرجنتين، والولايات المتَّحدة، والمملكة المتَّحدة، وألمانيا، وفرنسا، والبرازيل، وبيرو، وتشيلي).[1] هذا الزَّخم الكبير في عودة غيفارا إلى الحضور، دفع المعترضين على نموذجه إلى رفع أصواتهم في محاولة منهم لإبعاد شبحه عن مسرح التَّاريخ. وأذكر، مِنْ بين هؤلاء، على سبيل المثال، الأديبين الشَّهيرين: أدونيس، في مقالٍ له بعنوان «غاندي، لا غيفارا»، وماريو فارغاس يوسا، في مقالٍ له بعنوان «غيفارا أسطورة أكثر ومصداقيّة أقلّ كلَّ يوم». بالنِّسبة لأدونيس، يمكن النَّظر إلى موقفه مِنْ غيفارا وغاندي على أنَّه ينسجم مع توجّهه الفكريّ والسياسيّ في عمومه؛ لكن يجدر بنا القول هنا إنَّ هذا الموقف مبنيٌّ على منطق ميتافيزيّقيّ قاصر؛ حيث أنَّه ينظر إلى أسلوب غاندي في الكفاح باعتباره الأسلوب الوحيد المناسب والصَّحيح بالمطلق للوصول إلى الحرّيّة والديمقراطيّة والتَّحرّر الوطنيّ.. مع أنَّ غاندي اُغتيل في الآخر وقُسِّمَتْ بلاده. وينظر، مِنْ ناحية أخرى، إلى أسلوب غيفارا باعتباره غير صالح بالمطلق، مع أنَّه حقَّق إنجازاً باهراً في كوبا. والوجه الآخر لهذا المنطق الميتافيزيقيّ، هو نظر بعض محبِّي غيفارا إلى أسلوبه على أنَّه هو أيضاً الأسلوب الوحيد المناسب والصَّحيح بالمطلق (والصَّالح لكلّ زمانٍ ومكان) للوصول إلى الحرّيّة والديمقراطيّة والتَّحرّر الوطنيّة والاشتراكيّة. لقد نجح هذا الأسلوب في كوبا، لكنّه لم ينجح في الكونغو وفي بوليفيا.. المحطَّتين الأخيرتين لكفاح غيفارا. غيفارا وغاندي ليسا نموذجين متضادّين، بل هما نموذجان مختلفان في بلدين مختلفين وفي ظروف تاريخيّة مختلفة. وحدودهما التَّاريخيّة هذه لا تقلِّل مِنْ قيمتهما، بل تجعلهما أكثر قابليّة للإلهام والدَّفع لاستنباط أساليب جديدة تستند إلى التَّعامل مع الواقع العيانيّ الملموس – بحسب تعبير لينين – وإلى الحياة في ثرائها الشَّديد وعدم اقتصارها على اللونين الأبيض والأسود. في هذه المحاكمات الميتافيزيقيّة، غاب نموذج نيلسون مانديلا و«المؤتمر الوطنيّ الإفريقيّ»، على سبيل المثال، الَّذي تلازم فيه الكفاح المسلَّح مع الكفاح المدنيّ السِّلميّ. وكذلك نموذج ثورة تشرين الأوَّل/أكتوبر السّوفييتيّة. وسوى ذلك الكثير من النَّماذج المختلفة الَّتي تؤكِّد أنَّه لكلّ بلد، ولكلّ مرحلة تاريخيّة، أسلوب كفاحٍ ملائم لهما ويختلف عن نماذج الكفاح الأخرى.أمَّا في ما يخصّ ماريو فارغاس يوسا، فيبدو كشخص يصفِّي حساباته مع نفسه ومع تاريخه قبل كلّ شيء ثمّ مع غيفارا وكاسترو واليسار عموماً؛ حيث تطغى في مقاله مفردات المحاكمة الشَّخصيّة على مفردات المحاكمة الفكريّة والسياسيّة. يوسا كان في شبابه يساريّاً ومحبّاً لغيفارا وكاسترو وصديقاً لغابرييل غارسيا ماركيز، ثمَّ انقل ......
#غيفارا
#كأيقونة..
#يلغي
#نموذجَه
#الثَّوريّ؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696991
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات اِنتشرتْ، خلال العقود الأخيرة، الرّموزُ المرتبطةُ بالثَّائر اللاتينيّ الأمميّ آرنستو تشي غيفارا (طاقيَّته الشَّهيرة «البيريه» وبالكيفيَّة الَّتي كان يلبسها بها، والنَّجمة الخماسيَّة، والملابس الكاكيَّة، واللحيَّة غير المحدَّدة الحوافّ)، لدى أوساط مختلفة في مختلف أنحاء العالم، سواء أكانوا فنَّانين مشهورين أم أفراداً مغمورين أم مقاتلين ثوريّين. وفي هذا المناخ نفسه، أُنتِج فيلمٌ بعنوان «يوميّات درّاجة ناريّة» بالاستناد إلى كتابٍ لغيفارا بالاسم نفسه دوَّن فيه وقائع رحلته الشَّهيرة الَّتي قام بها في مطلع شبابه مع صديقٍ له، حيث طافا خلال تلك الرّحلة على مختلف أنحاء أميركا اللاتينيّة. والفيلم إنتاجٌ مشتركٌ لمؤسَّساتٍ سينمائيّة مستقلّة تنتمي إلى عددٍ مِنْ الدّول (الأرجنتين، والولايات المتَّحدة، والمملكة المتَّحدة، وألمانيا، وفرنسا، والبرازيل، وبيرو، وتشيلي).[1] هذا الزَّخم الكبير في عودة غيفارا إلى الحضور، دفع المعترضين على نموذجه إلى رفع أصواتهم في محاولة منهم لإبعاد شبحه عن مسرح التَّاريخ. وأذكر، مِنْ بين هؤلاء، على سبيل المثال، الأديبين الشَّهيرين: أدونيس، في مقالٍ له بعنوان «غاندي، لا غيفارا»، وماريو فارغاس يوسا، في مقالٍ له بعنوان «غيفارا أسطورة أكثر ومصداقيّة أقلّ كلَّ يوم». بالنِّسبة لأدونيس، يمكن النَّظر إلى موقفه مِنْ غيفارا وغاندي على أنَّه ينسجم مع توجّهه الفكريّ والسياسيّ في عمومه؛ لكن يجدر بنا القول هنا إنَّ هذا الموقف مبنيٌّ على منطق ميتافيزيّقيّ قاصر؛ حيث أنَّه ينظر إلى أسلوب غاندي في الكفاح باعتباره الأسلوب الوحيد المناسب والصَّحيح بالمطلق للوصول إلى الحرّيّة والديمقراطيّة والتَّحرّر الوطنيّ.. مع أنَّ غاندي اُغتيل في الآخر وقُسِّمَتْ بلاده. وينظر، مِنْ ناحية أخرى، إلى أسلوب غيفارا باعتباره غير صالح بالمطلق، مع أنَّه حقَّق إنجازاً باهراً في كوبا. والوجه الآخر لهذا المنطق الميتافيزيقيّ، هو نظر بعض محبِّي غيفارا إلى أسلوبه على أنَّه هو أيضاً الأسلوب الوحيد المناسب والصَّحيح بالمطلق (والصَّالح لكلّ زمانٍ ومكان) للوصول إلى الحرّيّة والديمقراطيّة والتَّحرّر الوطنيّة والاشتراكيّة. لقد نجح هذا الأسلوب في كوبا، لكنّه لم ينجح في الكونغو وفي بوليفيا.. المحطَّتين الأخيرتين لكفاح غيفارا. غيفارا وغاندي ليسا نموذجين متضادّين، بل هما نموذجان مختلفان في بلدين مختلفين وفي ظروف تاريخيّة مختلفة. وحدودهما التَّاريخيّة هذه لا تقلِّل مِنْ قيمتهما، بل تجعلهما أكثر قابليّة للإلهام والدَّفع لاستنباط أساليب جديدة تستند إلى التَّعامل مع الواقع العيانيّ الملموس – بحسب تعبير لينين – وإلى الحياة في ثرائها الشَّديد وعدم اقتصارها على اللونين الأبيض والأسود. في هذه المحاكمات الميتافيزيقيّة، غاب نموذج نيلسون مانديلا و«المؤتمر الوطنيّ الإفريقيّ»، على سبيل المثال، الَّذي تلازم فيه الكفاح المسلَّح مع الكفاح المدنيّ السِّلميّ. وكذلك نموذج ثورة تشرين الأوَّل/أكتوبر السّوفييتيّة. وسوى ذلك الكثير من النَّماذج المختلفة الَّتي تؤكِّد أنَّه لكلّ بلد، ولكلّ مرحلة تاريخيّة، أسلوب كفاحٍ ملائم لهما ويختلف عن نماذج الكفاح الأخرى.أمَّا في ما يخصّ ماريو فارغاس يوسا، فيبدو كشخص يصفِّي حساباته مع نفسه ومع تاريخه قبل كلّ شيء ثمّ مع غيفارا وكاسترو واليسار عموماً؛ حيث تطغى في مقاله مفردات المحاكمة الشَّخصيّة على مفردات المحاكمة الفكريّة والسياسيّة. يوسا كان في شبابه يساريّاً ومحبّاً لغيفارا وكاسترو وصديقاً لغابرييل غارسيا ماركيز، ثمَّ انقل ......
#غيفارا
#كأيقونة..
#يلغي
#نموذجَه
#الثَّوريّ؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696991
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - غيفارا كأيقونة.. هل هذا يلغي نموذجَه الثَّوريّ؟
سعود قبيلات : الحيّ والميِّت والفراشة الَّتي تحلمُ بأنَّها إنسان
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات «حَلُمَ أنَّني موجود؛ فوُجِدتُ. وطالما هو يحلُم، كُنتُ.. إلى أن استيقظ.. وعندئذٍ، لم أعد موجوداً، بل إنِّي ما كنتُ». («حُلُم» مِنْ كتابي «كهفي» الصَّادر في العام 2012) «نِمْتُ فحَلمتُ.. لا، بل حَلمتُ بأنَّني نِمْتُ وحَلمتُ. ***أَفَقْتُ فحَلمتُ.. لا، بل حَلمتُ بأنَّني أَفَقْتُ وحَلمتُ.*** حَلمتُ بأنَّني نِمْتُ وحَلمتُ وبانَّني بعد ذلك أَفَقْتُ وحَلمتُ. لا، بل هل نمتُ؟هل حلمتُ؟هل أفقتُ؟لا، بل..لا، بل...».(«لا.. بل..» مِنْ كتابي «ذهول الشَّخص» قيد الإعداد) والآن، سأتكلَّم بطريقة أخرى.. لقد كنتُ، منذ فترة مبكِّرة مِنْ حياتي (ولا أزال)، أحبُّ مشاهدة الأفلام.. السِّينمائيَّة منها والتّلفزيونيَّة. وكان لهذه المشاهدات دورٌ مهمّ في إطلاق خيالي وصياغة وجداني. وفي هذا المقال، أرغب في ترك الكلمات تتداعى لأنبش بها بعض الانطباعات والأفكار الَّتي ترسَّبتْ في نفسي مِنْ مشاهداتي لأفلامٍ لم أعد أتذكَّر أسماء معظمها ولا أسماء ممثِّليها أو مخرجيها. لقد قلت: «الَّتي ترسَّبت في نفسي». وهنا، أريد أنْ أستدرك: استخدامي لصيغة الماضي هذه ليس إلّا على سبيل المجاز؛ فهذه الانطباعات والأفكار «الَّتي ترسَّبت» لن تكون مطلقاً بمنأى عن التَّأثّر باللحظة الَّتي أعيشها الآن. وبما أنَّ التَّركيز هنا سيكون على الانطباعات، فإنَّ بعض التَّفاصيل التي سأعرضها قد لا يتَّسم بالدّقة، كما أنَّ انطباعاتي قد لا تتَّفق مع انطباعات سواي عن الأفلام نفسها. وبالتَّأكيد، فإنَّ ما أقوم به هنا ليس نقداً فنيّاً أو عرضاً أصوليّاً.. ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال. الغجر يصعدون إلى السَّماءمِنْ هذا الفيلم السّوفييتيّ الجميل، وهو عن قصَّة للكاتب السّوفييتيّ الشَّهير مكسيم غوركي، أتذكَّر مشهداً في بداية الفيلم لاحتفالٍ صاخبٍ بمناسبة رأس السَّنة. ولكن، عندما ينتصف الليل، يشرب القوم ليس نخب السَّنة الجديدة وحدها كما هو معتاد بل أيضاً نخب قرنٍ جديد هو القرن العشرون. القرن الذي وُلدتُ فيه ووُلد فيه أبناء جيلي (بيتنا الزَّمنيّ القديم)، وصُنع ذلك الفيلم السّوفييتيّ الجميل فيه، بل ووٌلد الاتِّحاد السّوفييتيّ نفسه فيه وانتهى مع نهاياته.. في ما وصفه الرَّئيس الرّوسيّ الحاليّ فلاديمير بوتين بأنَّه «أكبر كارثة جيوسياسيّة في التَّاريخ». وتمرّ، في ذهني، الآن، صورٌ متلاحقة لبعض الأحداث والمشاهد الهامَّة (غير الموجودة في الفيلم) التي تلت ذلك الاحتفال في أزمانٍ متفاوتة من القرن العشرين: حربان عالميَّتان حصدتا أرواح عشرات الملايين من البشر، وأوقعتا عشرات الملايين جرحى ومحطَّمين، وأورثتا المآسي والكوارث لمئات الملايين؛ ومشاهد البوارج الحربيَّة والجيوش المدجَّجة بأشدّ أنواع الأسلحة فتكاً وهي تجوب أنحاء العالم الَّذي سمِّي بالثَّالث في ما بعد، لتفرض إملاءات العواصم الإمبرياليَّة على شعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينيَّة. ثمَّ تنتقل الكاميرا، الَّتي في رأسي، لتركِّز عدستها السِّحريَّة على مشهدٍ يصوِّر القفزات الهائلة الَّتي شهدتها الاكتشافات العلميَّة والاختراعات وتطوُّر التكنولوجيا ووسائل الاتِّصال وعلوم الطِّب والوقاية الصِّحيَّة. وهنا، أعود فأتذكَّر، على سبيل المثال، أنَّ انطون تشيخوف، الكاتب الرّوسيّ العظيم، ورائد القصَّة الحقيقيّ، والطَّبيب أيضاً، مات وهو في الرَّابعة والأربعين من عمره بالسّلّ، بعد أر ......
#الحيّ
#والميِّت
#والفراشة
#الَّتي
#تحلمُ
#بأنَّها
#إنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698319
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات «حَلُمَ أنَّني موجود؛ فوُجِدتُ. وطالما هو يحلُم، كُنتُ.. إلى أن استيقظ.. وعندئذٍ، لم أعد موجوداً، بل إنِّي ما كنتُ». («حُلُم» مِنْ كتابي «كهفي» الصَّادر في العام 2012) «نِمْتُ فحَلمتُ.. لا، بل حَلمتُ بأنَّني نِمْتُ وحَلمتُ. ***أَفَقْتُ فحَلمتُ.. لا، بل حَلمتُ بأنَّني أَفَقْتُ وحَلمتُ.*** حَلمتُ بأنَّني نِمْتُ وحَلمتُ وبانَّني بعد ذلك أَفَقْتُ وحَلمتُ. لا، بل هل نمتُ؟هل حلمتُ؟هل أفقتُ؟لا، بل..لا، بل...».(«لا.. بل..» مِنْ كتابي «ذهول الشَّخص» قيد الإعداد) والآن، سأتكلَّم بطريقة أخرى.. لقد كنتُ، منذ فترة مبكِّرة مِنْ حياتي (ولا أزال)، أحبُّ مشاهدة الأفلام.. السِّينمائيَّة منها والتّلفزيونيَّة. وكان لهذه المشاهدات دورٌ مهمّ في إطلاق خيالي وصياغة وجداني. وفي هذا المقال، أرغب في ترك الكلمات تتداعى لأنبش بها بعض الانطباعات والأفكار الَّتي ترسَّبتْ في نفسي مِنْ مشاهداتي لأفلامٍ لم أعد أتذكَّر أسماء معظمها ولا أسماء ممثِّليها أو مخرجيها. لقد قلت: «الَّتي ترسَّبت في نفسي». وهنا، أريد أنْ أستدرك: استخدامي لصيغة الماضي هذه ليس إلّا على سبيل المجاز؛ فهذه الانطباعات والأفكار «الَّتي ترسَّبت» لن تكون مطلقاً بمنأى عن التَّأثّر باللحظة الَّتي أعيشها الآن. وبما أنَّ التَّركيز هنا سيكون على الانطباعات، فإنَّ بعض التَّفاصيل التي سأعرضها قد لا يتَّسم بالدّقة، كما أنَّ انطباعاتي قد لا تتَّفق مع انطباعات سواي عن الأفلام نفسها. وبالتَّأكيد، فإنَّ ما أقوم به هنا ليس نقداً فنيّاً أو عرضاً أصوليّاً.. ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال. الغجر يصعدون إلى السَّماءمِنْ هذا الفيلم السّوفييتيّ الجميل، وهو عن قصَّة للكاتب السّوفييتيّ الشَّهير مكسيم غوركي، أتذكَّر مشهداً في بداية الفيلم لاحتفالٍ صاخبٍ بمناسبة رأس السَّنة. ولكن، عندما ينتصف الليل، يشرب القوم ليس نخب السَّنة الجديدة وحدها كما هو معتاد بل أيضاً نخب قرنٍ جديد هو القرن العشرون. القرن الذي وُلدتُ فيه ووُلد فيه أبناء جيلي (بيتنا الزَّمنيّ القديم)، وصُنع ذلك الفيلم السّوفييتيّ الجميل فيه، بل ووٌلد الاتِّحاد السّوفييتيّ نفسه فيه وانتهى مع نهاياته.. في ما وصفه الرَّئيس الرّوسيّ الحاليّ فلاديمير بوتين بأنَّه «أكبر كارثة جيوسياسيّة في التَّاريخ». وتمرّ، في ذهني، الآن، صورٌ متلاحقة لبعض الأحداث والمشاهد الهامَّة (غير الموجودة في الفيلم) التي تلت ذلك الاحتفال في أزمانٍ متفاوتة من القرن العشرين: حربان عالميَّتان حصدتا أرواح عشرات الملايين من البشر، وأوقعتا عشرات الملايين جرحى ومحطَّمين، وأورثتا المآسي والكوارث لمئات الملايين؛ ومشاهد البوارج الحربيَّة والجيوش المدجَّجة بأشدّ أنواع الأسلحة فتكاً وهي تجوب أنحاء العالم الَّذي سمِّي بالثَّالث في ما بعد، لتفرض إملاءات العواصم الإمبرياليَّة على شعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينيَّة. ثمَّ تنتقل الكاميرا، الَّتي في رأسي، لتركِّز عدستها السِّحريَّة على مشهدٍ يصوِّر القفزات الهائلة الَّتي شهدتها الاكتشافات العلميَّة والاختراعات وتطوُّر التكنولوجيا ووسائل الاتِّصال وعلوم الطِّب والوقاية الصِّحيَّة. وهنا، أعود فأتذكَّر، على سبيل المثال، أنَّ انطون تشيخوف، الكاتب الرّوسيّ العظيم، ورائد القصَّة الحقيقيّ، والطَّبيب أيضاً، مات وهو في الرَّابعة والأربعين من عمره بالسّلّ، بعد أر ......
#الحيّ
#والميِّت
#والفراشة
#الَّتي
#تحلمُ
#بأنَّها
#إنسان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698319
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - الحيّ والميِّت والفراشة الَّتي تحلمُ بأنَّها إنسان
سعود قبيلات : رأيُ مُقاطِعٍ للانتخابات..
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات لم أشارك في الانتخابات النيابيَّة، بأيِّ شكلٍ من الأشكال، منذ العام 1993. ومنذ ذاك، تعاملتُ مع يوم الانتخابات كيوم عطلةٍ إضافيّ يمكن استغلاله بما هو نافع وممتع.بالطَّبع، لم يكن لمقاطعتي أيّ تأثير على سير العمليّة الانتخابيّة؛ لكن المقاطعة تجعلني منسجماً مع نفسي وراضياً عن موقفي. وبالمقابل، فما الدَّور الَّذي يحصل عليه الَّذين يشاركون في الانتخابات.. سوى مساهمتهم في منح هذه العمليّة الزَّائفة نوعاً من الغطاء والصّدقيّة؟.. وهذه المرَّة أيضاً لم يتغيَّر شيء سوى تراكم المزيد من الأسباب الَّتي تدفع المرء إلى عدم المشاركة..بعد مائة عام من التَّزوير المنتظم والممنهج لإرادة الشَّعب، هل على المرء أنْ يجرِّب المشاركة مرَّةً أخرى إضافيّة.. لعلَّ وعسى أنْ يكون الحال مختلفاً هذه المرَّة؟!يرى البعض أنَّ المشاركة فعل إيجابيّ! ولكن، بأيّ معنى وكيف وفي ماذا؟! وهل ثمَّة مَنْ يصدِّق، حقّاً، أنَّ صوته يصنع فرقاً؟!نظام الحكم المتحكِّم ببلادنا هو نظام حكم أوتوقراطيّ (فرديّ مطلق) مزمن (بل ومعاكس للزَّمن).. لا جديد في ذلك، وقد تفاقمت طبيعته الأوتوقراطيّة بعد التَّعديلات الدّستوريّة الأخيرة على نحوٍ مريع. وفي ظلّ مثل هذا النِّظام، فما الدَّور الَّذي يمكن أنْ يكون للمجلس النيابيّ.. مهما كانت تركيبته (بل وللحكومة أيضاً)، سوى تمرير القرارات والسِّياسات الفرديَّة المطلقة؟!وعلى سيرة «تمرير القرارات والسِّياسات»، فثمَّة مخاوف جدّيّة الآن مِنْ أن يكون الإصرار على إجراء الانتخابات النِّيابيّة رغم انتشار وباء كورونا في البلاد إنَّما هو لتنفيذ أجندة خطيرة ستنعكس بشكلٍ سلبيٍّ كبير على مصير البلاد والشَّعب. وتنفيذ هذه الأجندة قد يتطلَّب – مثلما حدث في العام 1989.. تمهيداً لوادي عربة – إيصال بعض الأسماء المحسوبة على المعارضة إلى المجلس النِّيابيّ، ليكونوا بمثابة «شاهد ما شافش حاجة» و«ليتوزَّع دم الضَّحيّة على القبائل».. حسب الوصفة «التّراثيّة» القديمة المعروفة.. فهل هذا هو دور المعارَضة؟! وهل فصائل المعارضة في غيبوبة عن إدراك ما يُرتَّب لهذا البلد وشعبه؟! هل غابت عنهم طبيعة الواجهة الَّتي أُريدَ للحكومة الجديدة أن تمثّلها (باعتبار أنَّ الحكومات مجرّد واجهات)، وكذلك مجلس الأعيان الجديد، في تركيبتهما اللافتة؟!هل هذه مجرَّد مصادفة؟!وبالمناسبة، هل سيُفاجأ أحد إذا ما جاءت تركيبة مجلس النّواب الجديد مماثلة؟!ومِنْ ناحية أخرى..في ظلّ تفشِّي وباء كورونا في البلاد، هل يستحقّ استخراج طبعة جديدة قديمة (تتكرَّر منذ مائة سنة) من المجلس النِّيابيّ، المخاطرة بأرواح ألوف النّاس؟! ومَنْ سيتحمَّل المسؤوليّة عن معاناة كلّ مواطن أردنيّ أُصيب أو سيُصاب بالوباء (وربّما يفقد حياته) بسبب المشاركة في هذه العمليّة الانتخابيّة الصوريّة؟!إنَّ الدعوة للمشاركة في الانتخابات، في هذا الظَّرف الخطير، هي دعوة للانتحار الجماعيّ.. فمِنْ أجل ماذا؟!على أيَّة حال..عندما يُصبح لمجلس النّوّاب دور حقيقيّ.. كحال المجالس النِّيابيّة في كلّ البلدان الدِّيمقراطيّة، وعندما تنبثق الحكومات من الأغلبيّة النِّيابيّة المنتخبة وتمتلك حقَّها في الولاية العامّة كاملاً، ويصبح النِّظام ديمقراطيّاً وعصريّاً – حينئذٍ تكون المشاركة في الانتخابات النِّيابيّة مجدية.. بل وواجبة أيضاً، ويكون المشارِك فيها إيجابيّاً، والمقاطِع لها سلبيّاً.. وإلى ذلك الحين، فإنَّ المقاطعة (ليس للانتخابات النِّيابيّة وحدها، بل أيضاً لتبوُّء ......
#رأيُ
#مُقاطِعٍ
#للانتخابات..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698684
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات لم أشارك في الانتخابات النيابيَّة، بأيِّ شكلٍ من الأشكال، منذ العام 1993. ومنذ ذاك، تعاملتُ مع يوم الانتخابات كيوم عطلةٍ إضافيّ يمكن استغلاله بما هو نافع وممتع.بالطَّبع، لم يكن لمقاطعتي أيّ تأثير على سير العمليّة الانتخابيّة؛ لكن المقاطعة تجعلني منسجماً مع نفسي وراضياً عن موقفي. وبالمقابل، فما الدَّور الَّذي يحصل عليه الَّذين يشاركون في الانتخابات.. سوى مساهمتهم في منح هذه العمليّة الزَّائفة نوعاً من الغطاء والصّدقيّة؟.. وهذه المرَّة أيضاً لم يتغيَّر شيء سوى تراكم المزيد من الأسباب الَّتي تدفع المرء إلى عدم المشاركة..بعد مائة عام من التَّزوير المنتظم والممنهج لإرادة الشَّعب، هل على المرء أنْ يجرِّب المشاركة مرَّةً أخرى إضافيّة.. لعلَّ وعسى أنْ يكون الحال مختلفاً هذه المرَّة؟!يرى البعض أنَّ المشاركة فعل إيجابيّ! ولكن، بأيّ معنى وكيف وفي ماذا؟! وهل ثمَّة مَنْ يصدِّق، حقّاً، أنَّ صوته يصنع فرقاً؟!نظام الحكم المتحكِّم ببلادنا هو نظام حكم أوتوقراطيّ (فرديّ مطلق) مزمن (بل ومعاكس للزَّمن).. لا جديد في ذلك، وقد تفاقمت طبيعته الأوتوقراطيّة بعد التَّعديلات الدّستوريّة الأخيرة على نحوٍ مريع. وفي ظلّ مثل هذا النِّظام، فما الدَّور الَّذي يمكن أنْ يكون للمجلس النيابيّ.. مهما كانت تركيبته (بل وللحكومة أيضاً)، سوى تمرير القرارات والسِّياسات الفرديَّة المطلقة؟!وعلى سيرة «تمرير القرارات والسِّياسات»، فثمَّة مخاوف جدّيّة الآن مِنْ أن يكون الإصرار على إجراء الانتخابات النِّيابيّة رغم انتشار وباء كورونا في البلاد إنَّما هو لتنفيذ أجندة خطيرة ستنعكس بشكلٍ سلبيٍّ كبير على مصير البلاد والشَّعب. وتنفيذ هذه الأجندة قد يتطلَّب – مثلما حدث في العام 1989.. تمهيداً لوادي عربة – إيصال بعض الأسماء المحسوبة على المعارضة إلى المجلس النِّيابيّ، ليكونوا بمثابة «شاهد ما شافش حاجة» و«ليتوزَّع دم الضَّحيّة على القبائل».. حسب الوصفة «التّراثيّة» القديمة المعروفة.. فهل هذا هو دور المعارَضة؟! وهل فصائل المعارضة في غيبوبة عن إدراك ما يُرتَّب لهذا البلد وشعبه؟! هل غابت عنهم طبيعة الواجهة الَّتي أُريدَ للحكومة الجديدة أن تمثّلها (باعتبار أنَّ الحكومات مجرّد واجهات)، وكذلك مجلس الأعيان الجديد، في تركيبتهما اللافتة؟!هل هذه مجرَّد مصادفة؟!وبالمناسبة، هل سيُفاجأ أحد إذا ما جاءت تركيبة مجلس النّواب الجديد مماثلة؟!ومِنْ ناحية أخرى..في ظلّ تفشِّي وباء كورونا في البلاد، هل يستحقّ استخراج طبعة جديدة قديمة (تتكرَّر منذ مائة سنة) من المجلس النِّيابيّ، المخاطرة بأرواح ألوف النّاس؟! ومَنْ سيتحمَّل المسؤوليّة عن معاناة كلّ مواطن أردنيّ أُصيب أو سيُصاب بالوباء (وربّما يفقد حياته) بسبب المشاركة في هذه العمليّة الانتخابيّة الصوريّة؟!إنَّ الدعوة للمشاركة في الانتخابات، في هذا الظَّرف الخطير، هي دعوة للانتحار الجماعيّ.. فمِنْ أجل ماذا؟!على أيَّة حال..عندما يُصبح لمجلس النّوّاب دور حقيقيّ.. كحال المجالس النِّيابيّة في كلّ البلدان الدِّيمقراطيّة، وعندما تنبثق الحكومات من الأغلبيّة النِّيابيّة المنتخبة وتمتلك حقَّها في الولاية العامّة كاملاً، ويصبح النِّظام ديمقراطيّاً وعصريّاً – حينئذٍ تكون المشاركة في الانتخابات النِّيابيّة مجدية.. بل وواجبة أيضاً، ويكون المشارِك فيها إيجابيّاً، والمقاطِع لها سلبيّاً.. وإلى ذلك الحين، فإنَّ المقاطعة (ليس للانتخابات النِّيابيّة وحدها، بل أيضاً لتبوُّء ......
#رأيُ
#مُقاطِعٍ
#للانتخابات..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698684
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - رأيُ مُقاطِعٍ للانتخابات..
سعود قبيلات : .. وبراءةُ الأطفالِ في عينيه
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات الانتخابات النِّيابيّة الأخيرة – حتَّى بالنِّسب الَّتي أعلنها النِّظام – هي الأقلّ إقبالاً عليها ومشاركةً فيها بين جميع الانتخابات السَّابقة. ونحن نعرف أنَّ نسبة المشاركة قد تكون أقلّ مِنْ ذلك. وقد رأينا ليلة الانتخابات نداءات استغاثة يائسة عديدة وُجِّهتْ إلى النّاس مِنْ أجل الإقبال على الانتخاب، في المحافظات تحديداً، وقد استُخدِمَتْ فيها الرّموز الدّينيّة أحياناً، والخطاب العشائريّ في أحيانٍ أخرى. وفي بعض الدَّوائر، لم ينقذ الموقف سوى مشاركة «الإخوان المسلمين»، الَّتي جاءت – كالعادة – بناء على صفقة جرتْ بينهم وبين النِّظام.قد يقول قائل إنَّ سبب تدنِّي نسبة الاقتراع هو الخوف مِنْ وباء كورونا. لا أُجادل في ذلك؛ بيد أنَّ هذا التَّحليل يتجاهل حقيقة أساسيّة مهمّة، وهي أنَّ نسبة المشاركة في الاقتراع تواصل التَّراجع منذ عدّة دورات سابقة بوتيرة كبيرة، ولم يكن ذلك حكراً على الدَّورة الأخيرة. النَّاس ملَّتْ مِنْ هذه العمليّة الزَّائفة الَّتي لم تعد تجد فيها أيّ جدوى. وإذا كان النِّظام يصرّ على متابعة إجراء انتخاباته المستهلكة باسم مزاعم «الاستحقاق الدَّستوريّ».. وكأنَّ الزَّمن مستنقعٌ راكد لا سبيل إلى تحريكه، فإنَّ النَّاس مهتمة الآن أكثر بالاستحقاق الدِّيمقراطيّ الَّذي يواصل النِّظام التَّهرَّب منه والتَّغافل عنه. فإلى متى؟!على أيَّة حال، كان واضحاً أنَّ هذه النِّسبة المتدنِّية من المشاركة لا تمنح المجلس النِّيابيّ الحاليّ حقَّ تمثيل الشَّعب ليمرِّر باسمه المخطَّطات الخطيرة، الَّتي جرى انتخابه أصلاً بهذه التّركيبة اللافتة (الَّتي سبق أنْ توقّعناها) مِنْ أجل تمريرها. ويُضاف إلى هذا أنَّه أُثير الكثير من اللغط حول صحّة إجراءات الانتخاب وكَثُرَ الطَّعن العلنيّ فيها.وفجأة، رأينا مشاهد إطلاق النَّار الكثيف مِنْ أشخاصٍ كثيرين، واحتشاداً كبيراً ومريعاً للنَّاس لم تشهده مراكز الاقتراع. وبطبيعة الحال، لا أحد ينكر أنَّ السِّلاح موجود ومنتشر. فهذه ثقافة قديمة وراسخة؛ لكن الكثير مِنْ هذه الأسلحة، الَّتي ظهرتْ في الفيديوهات، باهظ الثَّمن وفوق القدرة الماليّة للغالبيّة العظمى من النَّاس، كما أنَّ امتلاك السِّلاح شيء والقدرة على استخدامه لإطلاق النَّار بهذا البذخ شيء آخر. ونحن «نعرف البير وغطاه» لدى الغالبيّة السَّاحقة من شعبنا. وإذاً، فمَنْ هم هؤلاء الَّذين أهدروا كلَّ هذه الكلفة الماليّة الهائلة في عنان السَّماء مِنْ دون أن يحسبوا لذلك حساباً؟ وبالأحرى، مَن الَّذي تحمَّل عنهم كلفة تلك العمليّة الباهظة؟! بسرعة، بعد هذا المشهد، الَّذي أثار استنكاراً واسعاً، تمَّ تحويل الأنظار عن النِّسبة المئويّة المتدنِّية لمشاركة النَّاس في الانتخابات لتتَّجه إلى مشهد الإطلاق الكثيف للرَّصاص والاختلاط المريع.وبسرعة أيضاً، بادر النِّظام إلى تقديم نفسه بصورة المتفاجئ بهذا المشهد المرفوض (وبراءة الأطفال في عينيّه). لقد أراد أن يقول إنَّ ذلك لم يكن في حسبانه، وإنَّه لا يد له فيه، وإنَّه بريءٌ مِنْ عواقبه (براءة الذِّئب مِنْ دم يعقوب)! وهكذا، إذا ما ظهر بعد أيَّام أنَّ وباء كورونا قد تفشَّى في البلاد بشكلٍ خطير (كما سبق أن حذَّرنا)، فالنَّاس هم المسؤولون عن ذلك.. لا الدَّعوة للانتخابات والإصرار على إجرائها مع المعرفة المسبقة بأنَّ ذلك سيقود حتماً إلى الاختلاط على أوسع نطاقٍ ممكن.ويُضاف إلى هذا أنَّ النِّظام استخدم ذلك المشهد المرفوض كذريعة لإجراء مناورةً حيَّة لإخضاع النَّاس وترهيبهم بمظاهر القوّة العسكريّة المفرطة، وفي خلفيّة ذه ......
#وبراءةُ
#الأطفالِ
#عينيه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698926
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات الانتخابات النِّيابيّة الأخيرة – حتَّى بالنِّسب الَّتي أعلنها النِّظام – هي الأقلّ إقبالاً عليها ومشاركةً فيها بين جميع الانتخابات السَّابقة. ونحن نعرف أنَّ نسبة المشاركة قد تكون أقلّ مِنْ ذلك. وقد رأينا ليلة الانتخابات نداءات استغاثة يائسة عديدة وُجِّهتْ إلى النّاس مِنْ أجل الإقبال على الانتخاب، في المحافظات تحديداً، وقد استُخدِمَتْ فيها الرّموز الدّينيّة أحياناً، والخطاب العشائريّ في أحيانٍ أخرى. وفي بعض الدَّوائر، لم ينقذ الموقف سوى مشاركة «الإخوان المسلمين»، الَّتي جاءت – كالعادة – بناء على صفقة جرتْ بينهم وبين النِّظام.قد يقول قائل إنَّ سبب تدنِّي نسبة الاقتراع هو الخوف مِنْ وباء كورونا. لا أُجادل في ذلك؛ بيد أنَّ هذا التَّحليل يتجاهل حقيقة أساسيّة مهمّة، وهي أنَّ نسبة المشاركة في الاقتراع تواصل التَّراجع منذ عدّة دورات سابقة بوتيرة كبيرة، ولم يكن ذلك حكراً على الدَّورة الأخيرة. النَّاس ملَّتْ مِنْ هذه العمليّة الزَّائفة الَّتي لم تعد تجد فيها أيّ جدوى. وإذا كان النِّظام يصرّ على متابعة إجراء انتخاباته المستهلكة باسم مزاعم «الاستحقاق الدَّستوريّ».. وكأنَّ الزَّمن مستنقعٌ راكد لا سبيل إلى تحريكه، فإنَّ النَّاس مهتمة الآن أكثر بالاستحقاق الدِّيمقراطيّ الَّذي يواصل النِّظام التَّهرَّب منه والتَّغافل عنه. فإلى متى؟!على أيَّة حال، كان واضحاً أنَّ هذه النِّسبة المتدنِّية من المشاركة لا تمنح المجلس النِّيابيّ الحاليّ حقَّ تمثيل الشَّعب ليمرِّر باسمه المخطَّطات الخطيرة، الَّتي جرى انتخابه أصلاً بهذه التّركيبة اللافتة (الَّتي سبق أنْ توقّعناها) مِنْ أجل تمريرها. ويُضاف إلى هذا أنَّه أُثير الكثير من اللغط حول صحّة إجراءات الانتخاب وكَثُرَ الطَّعن العلنيّ فيها.وفجأة، رأينا مشاهد إطلاق النَّار الكثيف مِنْ أشخاصٍ كثيرين، واحتشاداً كبيراً ومريعاً للنَّاس لم تشهده مراكز الاقتراع. وبطبيعة الحال، لا أحد ينكر أنَّ السِّلاح موجود ومنتشر. فهذه ثقافة قديمة وراسخة؛ لكن الكثير مِنْ هذه الأسلحة، الَّتي ظهرتْ في الفيديوهات، باهظ الثَّمن وفوق القدرة الماليّة للغالبيّة العظمى من النَّاس، كما أنَّ امتلاك السِّلاح شيء والقدرة على استخدامه لإطلاق النَّار بهذا البذخ شيء آخر. ونحن «نعرف البير وغطاه» لدى الغالبيّة السَّاحقة من شعبنا. وإذاً، فمَنْ هم هؤلاء الَّذين أهدروا كلَّ هذه الكلفة الماليّة الهائلة في عنان السَّماء مِنْ دون أن يحسبوا لذلك حساباً؟ وبالأحرى، مَن الَّذي تحمَّل عنهم كلفة تلك العمليّة الباهظة؟! بسرعة، بعد هذا المشهد، الَّذي أثار استنكاراً واسعاً، تمَّ تحويل الأنظار عن النِّسبة المئويّة المتدنِّية لمشاركة النَّاس في الانتخابات لتتَّجه إلى مشهد الإطلاق الكثيف للرَّصاص والاختلاط المريع.وبسرعة أيضاً، بادر النِّظام إلى تقديم نفسه بصورة المتفاجئ بهذا المشهد المرفوض (وبراءة الأطفال في عينيّه). لقد أراد أن يقول إنَّ ذلك لم يكن في حسبانه، وإنَّه لا يد له فيه، وإنَّه بريءٌ مِنْ عواقبه (براءة الذِّئب مِنْ دم يعقوب)! وهكذا، إذا ما ظهر بعد أيَّام أنَّ وباء كورونا قد تفشَّى في البلاد بشكلٍ خطير (كما سبق أن حذَّرنا)، فالنَّاس هم المسؤولون عن ذلك.. لا الدَّعوة للانتخابات والإصرار على إجرائها مع المعرفة المسبقة بأنَّ ذلك سيقود حتماً إلى الاختلاط على أوسع نطاقٍ ممكن.ويُضاف إلى هذا أنَّ النِّظام استخدم ذلك المشهد المرفوض كذريعة لإجراء مناورةً حيَّة لإخضاع النَّاس وترهيبهم بمظاهر القوّة العسكريّة المفرطة، وفي خلفيّة ذه ......
#وبراءةُ
#الأطفالِ
#عينيه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698926
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - .. وبراءةُ الأطفالِ في عينيه!
سعود قبيلات : جوزيف صقر.. تجربة فنيَّة غنيَّة ومختلفة
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات كنتُ (ولا أزال) أحبُّ غناء جوزيف صقر؛ ففي صوته بحَّة حنونة تدخل القلب مباشرة، وفيه عمق وصفاء. كما أنَّ أداءه يتميَّز بطاقة تعبيريَّة قويَّة، وهو، بالإضافة إلى هذا كلِّه، يجمع، في مثالٍ نادر، بين الجديَّة والهزل؛ بين العمق والبساطة؛ بين القوَّة والمرونة؛ المرونة الَّتي تبدو أحياناً كنوع من الوهن الخادع؛ الوهن الموظَّف فنيّا بصورة احترافيَّة عالية؛ حتَّى لَيبدو لك لأوَّل وهلة أنَّ عقد النَّغم على وشك أنْ ينفرط ويتحوَّل إلى نشاز، لكنَّك لا تلبث أنْ تدرك أنَّ هذه الفوضى المتوهَّمة إنَّما هي جزءٌ أصيل ومتقن مِنْ بنية النَّغم نفسه؛ بل هي ذروة فنيَّة خاصَّة فيه.ولقد كان لقاء جوزيف صقر بزياد الرَّحبانيّ لقاء الضَّرورة بالصُّدفة؛ لأنَّه حرَّر الطَّاقة الإبداعيَّة الكامنة في كلٍّ منهما، أو بالأحرى فيهما كليهما معاً. وكانا كلاهما يسعيان للاقتراب بالفنّ من النَّاس البسطاء، ويسعيان لتطويره وتجديده، وإلى التَّمرُّد على القديم، وركوب صهوة المغامرة. كانا كلاهما ينتسبان في الأصل إلى مدرسة الرحابنة؛ حيث كان جوزيف صقر عضواً في فرقة فيروز؛ يردِّد وراءها مع المجموعة (الكورس)، ويشارك بالتَّمثيل في أفلام ومسرحيَّات الرَّحابنة. وسمع زياد (ابن فيروز وعاصي الرَّحباني، كما هو معروف) صوت جوزيف ذات مرَّة، فأعجب به، ومنذ ذاك راحا يشقَّان معاً طريقهما الفنِّيّ الخاصّ المختلف؛ المستند إلى تراث الرَّحابنة نفسه والمنفصل عنه في الوقت نفسه. كان زياد قبل ذلك رحبانيّاً تماماً؛ كما هو حاله، مثلاً، في أغنية «سألوني النَّاس» الَّتي كتبها ولحَّنها لفيروز وهو في السَّابعة عشرة مِنْ عمره. وفي ما بعد بدا كما لو أنَّه على وشك أنْ يسير في ركاب فيلمون وهبي، كما هو في أغنية «أنا عندي حنين» الَّتي لحَّنها أيضاً لفيروز، إلا أنَّه لم يكفّ خلال فترة المراوحة تلك عن محاولاته لرسم طريقه الفنِّيّ الخاصّ بالتَّعاون مع جوزيف صقر، بشكل خاصّ، ومع آخرين أيضاَ مِنْ أبرزهم سامي حوَّاط.لقد قامت مدرسة الرَّحابنة، أساساً، بالاستناد إلى تراث سيِّد درويش الفنِّيّ التَّجديديّ وبالاستناد إلى التّراث الفنِّيّ الشَّامي بعمومه (سيِّد درويش نفسه كان قد درس التّراث الفنِّيّ الشَّاميّ واستفاد به). إلا أنَّ الرَّحابنة عملوا على «تشذيب» و«تهذيب» فنّ سيِّد درويش من النَّزعات والملامح الشَّعبيَّة، ليكون أكثر ملاءمة وقبولاً مِن الطَّبقة الوسطى الَّتي كانت تصعد بقوَّة آنذاك إلى واجهة الحياة الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والثَّقافيَّة العربيَّة.أمَّا زياد (وجوزيف) فقد جاءا في مرحلة أخرى مختلفة؛ إذ كانت الطَّبقة الوسطى قد تلقَّت العديد من الضَّربات القويَّة المتتاليَّة؛ في هزيمة حزيران 1967، وفي انقلاب السَّادات على سلطة ثورة 23 تمّوز/يوليو 1952، وفي الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة ابتداءً من العام 1975، وفي كامب ديفيد 1979، وفي اجتياح «إسرائيل» للبنان واحتلالها لبيروت في العام 1982.. الخ. وهكذا فقد بَهُتَ بريق هذه الطَّبقة الَّتي كانت رائدة وذات حيويَّة مميَّزة، وراحت سلطتها تترنَّح ونفوذها يتراجع، وأصبحتْ انجازاتها موضع نقدٍ ومراجعة، عن حق وعن باطل، مِنْ كثيرين، ومِنْ ضمنهم ممثِّلو بعض أجنحتها هي نفسها. ولذلك، فقد كان مطروحاً بقوُّة، آنذاك، في أوساط حركة التَّحرُّر الوطنيّ العربيَّة، موضوع الأزمة الَّتي تمرّ بها الحركة وضرورة البحث عن حلٍّ لها. وفي هذه الأجواء، جاء زياد وجوزيف ليقدِّما بديلهما على المستوى الفنِّيّ. وقد اختارا أنْ يديرا ظهريهما للطَّبقة الوسطى الآخذة في الانهيار، واتَّجه ......
#جوزيف
#صقر..
#تجربة
#فنيَّة
#غنيَّة
#ومختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706631
#الحوار_المتمدن
#سعود_قبيلات كنتُ (ولا أزال) أحبُّ غناء جوزيف صقر؛ ففي صوته بحَّة حنونة تدخل القلب مباشرة، وفيه عمق وصفاء. كما أنَّ أداءه يتميَّز بطاقة تعبيريَّة قويَّة، وهو، بالإضافة إلى هذا كلِّه، يجمع، في مثالٍ نادر، بين الجديَّة والهزل؛ بين العمق والبساطة؛ بين القوَّة والمرونة؛ المرونة الَّتي تبدو أحياناً كنوع من الوهن الخادع؛ الوهن الموظَّف فنيّا بصورة احترافيَّة عالية؛ حتَّى لَيبدو لك لأوَّل وهلة أنَّ عقد النَّغم على وشك أنْ ينفرط ويتحوَّل إلى نشاز، لكنَّك لا تلبث أنْ تدرك أنَّ هذه الفوضى المتوهَّمة إنَّما هي جزءٌ أصيل ومتقن مِنْ بنية النَّغم نفسه؛ بل هي ذروة فنيَّة خاصَّة فيه.ولقد كان لقاء جوزيف صقر بزياد الرَّحبانيّ لقاء الضَّرورة بالصُّدفة؛ لأنَّه حرَّر الطَّاقة الإبداعيَّة الكامنة في كلٍّ منهما، أو بالأحرى فيهما كليهما معاً. وكانا كلاهما يسعيان للاقتراب بالفنّ من النَّاس البسطاء، ويسعيان لتطويره وتجديده، وإلى التَّمرُّد على القديم، وركوب صهوة المغامرة. كانا كلاهما ينتسبان في الأصل إلى مدرسة الرحابنة؛ حيث كان جوزيف صقر عضواً في فرقة فيروز؛ يردِّد وراءها مع المجموعة (الكورس)، ويشارك بالتَّمثيل في أفلام ومسرحيَّات الرَّحابنة. وسمع زياد (ابن فيروز وعاصي الرَّحباني، كما هو معروف) صوت جوزيف ذات مرَّة، فأعجب به، ومنذ ذاك راحا يشقَّان معاً طريقهما الفنِّيّ الخاصّ المختلف؛ المستند إلى تراث الرَّحابنة نفسه والمنفصل عنه في الوقت نفسه. كان زياد قبل ذلك رحبانيّاً تماماً؛ كما هو حاله، مثلاً، في أغنية «سألوني النَّاس» الَّتي كتبها ولحَّنها لفيروز وهو في السَّابعة عشرة مِنْ عمره. وفي ما بعد بدا كما لو أنَّه على وشك أنْ يسير في ركاب فيلمون وهبي، كما هو في أغنية «أنا عندي حنين» الَّتي لحَّنها أيضاً لفيروز، إلا أنَّه لم يكفّ خلال فترة المراوحة تلك عن محاولاته لرسم طريقه الفنِّيّ الخاصّ بالتَّعاون مع جوزيف صقر، بشكل خاصّ، ومع آخرين أيضاَ مِنْ أبرزهم سامي حوَّاط.لقد قامت مدرسة الرَّحابنة، أساساً، بالاستناد إلى تراث سيِّد درويش الفنِّيّ التَّجديديّ وبالاستناد إلى التّراث الفنِّيّ الشَّامي بعمومه (سيِّد درويش نفسه كان قد درس التّراث الفنِّيّ الشَّاميّ واستفاد به). إلا أنَّ الرَّحابنة عملوا على «تشذيب» و«تهذيب» فنّ سيِّد درويش من النَّزعات والملامح الشَّعبيَّة، ليكون أكثر ملاءمة وقبولاً مِن الطَّبقة الوسطى الَّتي كانت تصعد بقوَّة آنذاك إلى واجهة الحياة الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة والثَّقافيَّة العربيَّة.أمَّا زياد (وجوزيف) فقد جاءا في مرحلة أخرى مختلفة؛ إذ كانت الطَّبقة الوسطى قد تلقَّت العديد من الضَّربات القويَّة المتتاليَّة؛ في هزيمة حزيران 1967، وفي انقلاب السَّادات على سلطة ثورة 23 تمّوز/يوليو 1952، وفي الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة ابتداءً من العام 1975، وفي كامب ديفيد 1979، وفي اجتياح «إسرائيل» للبنان واحتلالها لبيروت في العام 1982.. الخ. وهكذا فقد بَهُتَ بريق هذه الطَّبقة الَّتي كانت رائدة وذات حيويَّة مميَّزة، وراحت سلطتها تترنَّح ونفوذها يتراجع، وأصبحتْ انجازاتها موضع نقدٍ ومراجعة، عن حق وعن باطل، مِنْ كثيرين، ومِنْ ضمنهم ممثِّلو بعض أجنحتها هي نفسها. ولذلك، فقد كان مطروحاً بقوُّة، آنذاك، في أوساط حركة التَّحرُّر الوطنيّ العربيَّة، موضوع الأزمة الَّتي تمرّ بها الحركة وضرورة البحث عن حلٍّ لها. وفي هذه الأجواء، جاء زياد وجوزيف ليقدِّما بديلهما على المستوى الفنِّيّ. وقد اختارا أنْ يديرا ظهريهما للطَّبقة الوسطى الآخذة في الانهيار، واتَّجه ......
#جوزيف
#صقر..
#تجربة
#فنيَّة
#غنيَّة
#ومختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706631
الحوار المتمدن
سعود قبيلات - جوزيف صقر.. تجربة فنيَّة غنيَّة ومختلفة