قاسم المحبشي : أولفين توفلر في الجمعية الفلسفية المصرية
#الحوار_المتمدن
#قاسم_المحبشي بعد أيام سنكون في الجمعية الفلسفية المصرية للحديث عن حضارة الموجة الثالثة عند فيلسوف التاريخ الأمريكي اولفين توفلر (1928 ـ 2016) ويأتي اهتمامي الفكري بتوفلر في سياقي تخصصي الأكاديمي بفلسفة التاريخ والحضارة الغربية. من نافل البيان أن عقيدة التاريخ لم تكن راسخة عند الأمريكيين، كما هي عليه عند الشعوب الأخرى، وذلك بحكم حداثة الولايات المتحدة الأمريكية و عمر العالم الجديد، وربما كانت الروح الأمريكية عموما تتميز بالنزعة المستقبلية، أكثر منها التاريخية، إذ أن الفلسفة البراجماتية التي تشكل الأساس الثقافي للمجتمع الأمريكي – تقوم على أساس النظر إلى المستقبل في كل التصورات، فبدلا من الاهتمام بالماضي و التاريخ والبحث عن أصول الأشياء والظواهر والأفكار والمؤسسات، انصرفت البرجماتية للبحث في النتائج العملية والمفيدة للحياة والتقدم فهي لا تسأل كيف نشأت المعرفة أو ما هي الحقيقة بقدر ما تسأل عن النتائج التي تترتب على هذه الفكرة أو تلك في عالم الخبرة الواقعية والحياة المباشرة في هذه البيئة الثقافية المتحررة من آثار التاريخ و أثقاله والمتجهة بنظرها إلى المستقبل واحتمالاته عاش وفكر توفلر، وكان مشدود إلى المستقبل أكثر من الماضي، وفي جوابه عن سؤال هل أنت مستقبلي؟ أجاب توفلر: “لستُ أرفض كلمة مستقبلي لأنها لا تحمل أي معنى شائن... والنظر إلى المستقبل هو وسيلة لتحسين القرارات التي يجب اتخاذها في الحاضر..فما من أحد في رأيي يستطيع أن يستمر في العيش عشر دقائق دون أن يخصص جزءًا مُهمًّا من نشاطه العقلي لإعداد فرضيات لها صلة بالمستقبل ... وفي مرحلة من الاضطرابات الثورية كالتي نعيشها، فإن الماضي لم يعد دليلاً موثوقا عندما يتعلق الأمر بقرارات مباشرة وبإمكانيات يخبئها المستقبل، بل لا بُد من امتلاك فكرة واضحة عن المستقبل كضرورة جوهرية من أجل البقاء... ولكل ثقافة في نظري موقف خاص تجاه الزمن فمنها ما هو مستقطب حول الماضي إذ حيث يرسخون في أذهان الأطفال الفكرة القائلة بأن الحكمة والحقيقة تكمن في الماضي..ومثل هذه الثقافة تبقى قرونا وآلاف من السنيين حبيسة العش البيئي نفسه" ومنذ منتصف القرن الماضي سادت الثقافة الغربية عامة نظرة تشاؤمية إلى التاريخ بوصفه خبرة الماضي والتقاليد السابقة، إذ سادت عقيدة قوية من الشك والريبة تجاه التاريخ وعلومه، وأخذ كثير من المثقفين يفقدون الثقة بالتاريخ والمعرفة التاريخية ويعلنون عدم جدوى التاريخ، وقد حاول المؤرخ الأمريكي (شارلس أوستن بيرد) أن يفسر (أزمة التاريخ) بقوله: “إن جوهر الأزمة في الفكر التاريخي ينبع من فقدان اليقين. والعلم الحديث الذي انتزع منا اليقين اللاهوتي غدا عاجزا أن يقدم لنا وصفا أو نظاما مماثلاً للسياسة القومية و للسلوك، فنحن محرمون من أي تفسير أو دليل واضح بيّن ومحرومون من الأمل بيقين قادم.. و بات لزاما على البشر أن يسلموا بقابليتهم للخطأ ويرضوا العالم مكانا للمحاولة والخطأ»فهذا المؤرخ الإنجليزي المشهور "جفري باراكلاف" من جامعة اكسفورد يكتب تحت تأثير الإحساس العميق بالأزمة:”إننا مهاجمون بإحساس من عدم الثقة بسبب شعورنا بأننا نقف على عتبة عصر جديد لا تزودنا فيه تجاربنا السابقة بدليل أمين لسلوك دروبه، وأن أحد نتائج هذا الموقف الجديد هو أن التاريخ ذاته يفقد، إن لم يكن قد فقد سلطته التقليدية ولم يعد بمقدوره تزويدنا بخبرات سابقة في مواجهة المشكلات الجديدة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً منذ آدم حتى اليوم».هذا الإحساس المتشائم بعدم جدوى التاريخ سرعان ما سرى كما تسري النار في الهشيم بين قطاعات واسعة من الفئات المثقفة الأورأمريكية وهذا ما ......
#أولفين
#توفلر
#الجمعية
#الفلسفية
#المصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755139
#الحوار_المتمدن
#قاسم_المحبشي بعد أيام سنكون في الجمعية الفلسفية المصرية للحديث عن حضارة الموجة الثالثة عند فيلسوف التاريخ الأمريكي اولفين توفلر (1928 ـ 2016) ويأتي اهتمامي الفكري بتوفلر في سياقي تخصصي الأكاديمي بفلسفة التاريخ والحضارة الغربية. من نافل البيان أن عقيدة التاريخ لم تكن راسخة عند الأمريكيين، كما هي عليه عند الشعوب الأخرى، وذلك بحكم حداثة الولايات المتحدة الأمريكية و عمر العالم الجديد، وربما كانت الروح الأمريكية عموما تتميز بالنزعة المستقبلية، أكثر منها التاريخية، إذ أن الفلسفة البراجماتية التي تشكل الأساس الثقافي للمجتمع الأمريكي – تقوم على أساس النظر إلى المستقبل في كل التصورات، فبدلا من الاهتمام بالماضي و التاريخ والبحث عن أصول الأشياء والظواهر والأفكار والمؤسسات، انصرفت البرجماتية للبحث في النتائج العملية والمفيدة للحياة والتقدم فهي لا تسأل كيف نشأت المعرفة أو ما هي الحقيقة بقدر ما تسأل عن النتائج التي تترتب على هذه الفكرة أو تلك في عالم الخبرة الواقعية والحياة المباشرة في هذه البيئة الثقافية المتحررة من آثار التاريخ و أثقاله والمتجهة بنظرها إلى المستقبل واحتمالاته عاش وفكر توفلر، وكان مشدود إلى المستقبل أكثر من الماضي، وفي جوابه عن سؤال هل أنت مستقبلي؟ أجاب توفلر: “لستُ أرفض كلمة مستقبلي لأنها لا تحمل أي معنى شائن... والنظر إلى المستقبل هو وسيلة لتحسين القرارات التي يجب اتخاذها في الحاضر..فما من أحد في رأيي يستطيع أن يستمر في العيش عشر دقائق دون أن يخصص جزءًا مُهمًّا من نشاطه العقلي لإعداد فرضيات لها صلة بالمستقبل ... وفي مرحلة من الاضطرابات الثورية كالتي نعيشها، فإن الماضي لم يعد دليلاً موثوقا عندما يتعلق الأمر بقرارات مباشرة وبإمكانيات يخبئها المستقبل، بل لا بُد من امتلاك فكرة واضحة عن المستقبل كضرورة جوهرية من أجل البقاء... ولكل ثقافة في نظري موقف خاص تجاه الزمن فمنها ما هو مستقطب حول الماضي إذ حيث يرسخون في أذهان الأطفال الفكرة القائلة بأن الحكمة والحقيقة تكمن في الماضي..ومثل هذه الثقافة تبقى قرونا وآلاف من السنيين حبيسة العش البيئي نفسه" ومنذ منتصف القرن الماضي سادت الثقافة الغربية عامة نظرة تشاؤمية إلى التاريخ بوصفه خبرة الماضي والتقاليد السابقة، إذ سادت عقيدة قوية من الشك والريبة تجاه التاريخ وعلومه، وأخذ كثير من المثقفين يفقدون الثقة بالتاريخ والمعرفة التاريخية ويعلنون عدم جدوى التاريخ، وقد حاول المؤرخ الأمريكي (شارلس أوستن بيرد) أن يفسر (أزمة التاريخ) بقوله: “إن جوهر الأزمة في الفكر التاريخي ينبع من فقدان اليقين. والعلم الحديث الذي انتزع منا اليقين اللاهوتي غدا عاجزا أن يقدم لنا وصفا أو نظاما مماثلاً للسياسة القومية و للسلوك، فنحن محرمون من أي تفسير أو دليل واضح بيّن ومحرومون من الأمل بيقين قادم.. و بات لزاما على البشر أن يسلموا بقابليتهم للخطأ ويرضوا العالم مكانا للمحاولة والخطأ»فهذا المؤرخ الإنجليزي المشهور "جفري باراكلاف" من جامعة اكسفورد يكتب تحت تأثير الإحساس العميق بالأزمة:”إننا مهاجمون بإحساس من عدم الثقة بسبب شعورنا بأننا نقف على عتبة عصر جديد لا تزودنا فيه تجاربنا السابقة بدليل أمين لسلوك دروبه، وأن أحد نتائج هذا الموقف الجديد هو أن التاريخ ذاته يفقد، إن لم يكن قد فقد سلطته التقليدية ولم يعد بمقدوره تزويدنا بخبرات سابقة في مواجهة المشكلات الجديدة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً منذ آدم حتى اليوم».هذا الإحساس المتشائم بعدم جدوى التاريخ سرعان ما سرى كما تسري النار في الهشيم بين قطاعات واسعة من الفئات المثقفة الأورأمريكية وهذا ما ......
#أولفين
#توفلر
#الجمعية
#الفلسفية
#المصرية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755139
الحوار المتمدن
قاسم المحبشي - أولفين توفلر في الجمعية الفلسفية المصرية