الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ساطع هاشم : حاسة السمع وانفجارات العراق
#الحوار_المتمدن
#ساطع_هاشم شاهدت مرة لقاءاً على احدى القنوات التلفزيونية مع رجلاً عراقياً أصم أصيب بالصمم عندما كان في العشرين من عمره بسبب احد الانفجارات في بغداد ولم يتعلم أبدًا استخدام لغة الإشارة ولكنه كان قادرًا على قراءة الشفاه.وفكرت بالاحياء لا بالموتى بعد هذه الانفجارات وكم عددهم ياترى؟ الاحياء المعوقين جسديًا او نفسيا وبمعاناتهم الهائلة، باولئك الاشخاص الذين فقدوا حاسة السمع تحديداً، الذين فقدوا طبلة الأذن الداخلية، تلك التي لا يمكن إصلاحها والتي لن يعيدها شيء إلى الحياة مرة أخرى ابداً.وفكرت بمن قبلهم من الذين تعرضوا للتعذيب الوحشي في اقبية وزنزايين البعثين وسجونهم الرهيبة، وبالذين قُطعت آذانهم، كيف عاشوا سنوات عمرهم بعد ذلك؟وفكرت بالجيل الجديد بعدهم، وبثلاثين الف شابة وشاب تم اختطافهم واعتقالهم وتعذيبهم في سجون الميليشيات الدينية الاسلامية الحاكمة بالعراق خلال ستة اشهر فقط من الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2019 وحتى شهر نيسان 2020 وكم واحد منهم فقد احدى حواسه الخمسة او اكثر، كيف سيستمر هؤلاء بالحياة؟تبادرت الى ذهني هذه الوقائع التي غالباً ما يتحدثون عنها بالاذاعات والصحف وذكرتني بتقرير صحفي قديم عن عدد الانفجارات التي هزت ودمرت العراق في السنوات السبعة الأولى فقط من الاستعمار الأمريكي/ البريطاني/الايراني للعراق، وعلى ما أتذكر فقد بلغت حوالي الخمسة والستين الف انفجار، هل تصدق؟ خمسة وستين الف قنبلة تنفجر على مدى سبعة أعوام يعني بمعدل خمسة وعشرين انفجار باليوم، اما القتلى فقرابة النصف مليون، ولا استطيع التأكد من الأرقام التي جائت بعد هذا التقرير وحتى يومنا هذا لاني لم اعثر على مصدر توثيقي واحد قد جمعها.يقال إن الصمم هو أكثر أنواع الحرمان الحسي إثارة للصدمة، إنه يحبس الضحية داخل قفص، لا يمكنه من التواصل مع الاخرين لغوياً ، وهذا النقص قادر على ان يهدد حياته ويحولها الى جحيم والى الشعور بانه صارغبي أحمق او ما هو اسوء، ومع اختفاء أحد الحواس ، فينبغي على بقية الحواس ان تبذل قصارى جهدها للتعويض عن الخسارة، وفي هذه الحالة سيجهد الجسم كله لالتقاط الأصوات التي حُرمت منها الأذنين.ولكن كيف لي أن أعرف ما يعنيه ألصمم وما يعانيه الاصم؟هل يحلمون بصوت اندفاع وحفيف الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ؟ هل يحلمون بنبح الكلاب أو عزف الموسيقى وقرع الطبول ؟ هل يستمعون إلى الأصوات التي تتحدث إليهم ويستيقظون مع الاعتقاد بأن قوة السمع قد عادت اليهم بأعجوبة؟ أم أنهم يستيقظون ثم يبكون ويعودون ليحلموا مرة أخرى؟هل يمكن أن تشعر باطن القدمين عندهم بدل الاذنين بصوت قذائف المدفعية وهي ترتد على احياء المدينة ، اوصوت حشد هائل من الناس بصوت واحد او بصوت الرعد، هل يمكنهم الاستماع إلى حشرجة رجل مشنوق على يد رجل دين مؤمن باليوم الاخر ، وطفل مرعوب ، ومعتقل يحبس أنفاسه.هل يمكن للعينين التعويض عن الاذن وتسمع الحركة الجميلة لطائر يطير ، وامرأة تبتسم ، وتناثر أوراق الشجر في النسيم.تصبح كل صورة اراها هنا وانا اتقمص شخصية الأطرش مشبعة بالرنين مثل انغام لحن يأتي من بعيد، فأغمض عينيّ وأصاب بالعمى ، لكن عندما أخلد إلى النوم أستطيع أن أبصر مجددًا، وأغمض عيني مرة أخرى وأنا أعمى ، واترك أفكاري تتجول في وجوه الأشخاص الذين عرفتهم او زرت منازلهم او التي عشت فيها معهم ، فتظهر المناظر الطبيعية التي مررت بها أمام عيني زاهية مثل ضوء النهار او لحن جميل، وهذا يعني ان عليك أن تستخدم عينيك مثل المصباح في الظلام، وأن تتعلم قراءة الحقيقة مما تراه وليس مما يُقال لك سمعياً أن تر ......
#حاسة
#السمع
#وانفجارات
#العراق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733425