محمد عبو : الغايات الكبرى للتربية عند أوليفيي روبول
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبو يؤكد أوليفيي روبول في الفصل الخامس من كتابه" لغة التربية، تحليل الخطاب البيداغوجي" أنه لا يهدف إلى تحديد غاية التربية بقدر ما يهدف إلى التفكير في مفهوم الغاية في التربية، فيما تتضمنه وما تقصيه. فهل التربية غائية؟لكي يجيبنا روبول عن هذا السؤال، يطرح سؤالا آخر: هل من حق المدرس جعل تلاميذه يفلحون بستانه؟ الجواب لا،إلا إذا قام بذلك لغاية تربوية أي ليس من أجل فلح البستان، بل لتعليم التلاميذ وتثقيفهم، وهذا معناه أن النشاط التربوي يتحدد بمرماه الصريح أو الضمني، فالأدوات التربوية والمقررات والمختبرات تأخذ قيمتها وأهميتها في النشاط التربوي انطلاقا من مرماها، إذ لا يمكن القول أن غايات التربية لا شعورية، لأن هذا يناقض مفهوم الغاية ذاته باعتبارها ما ننوي فعله وما نقصد تحقيقه، وهكذا فإذا كانت أم تربي طفلتها لأجل مرمى لاشعوري، كالمحافظة عليها بجانبها، فإن هذه الغاية لا تتوفر على أية صفة تربوية وليس من اختصاص التربية.إن غايات التربية ليست شعورية ولا غير شعورية، إنها ضمنية، وهي غير متناسقة بل تبدو أحيانا متناقضة فيما بينها، فما الغاية من التربية إذن؟هل مرمى التربية هو تكوين الإنسان المتكامل أم الإنسان المتخصص الذي يجهل قيمة الرياصات والفنون؟هل غاية التربية هي الانفتاح الحر للفرد أم تحديد الدروس والبرامج الرئيسية للفرد؟إذا كان المربون غير واضحين خول الغايات التي يبتغونها، فالمؤسسات هي أيضا أقل وضوحا. تجيبنا بيداغوجيا الأهداف عن سؤال غاية التربية، بالاعتقاد الراسخ بأن دمج أهداف مجزأة يمكن من بناء أهداف نهائية مثلما نبني آلة، لذلك فهي لا تعترف بغايات اخرى سوى تلك المصرح بها من طرف المجتمع والسلطات، أي ما يمكن ملاحطته، وهناك بيداغوحيات ترى أنه لا ينبغي أن نفرض على الأطفال والمربين أنفسهم مرامي ليست هي مراميهم، فذاك يعني إدخالهم في مؤسسة لا يفهمونها لأنها بعيدة عنهم مما يعني ترويضهم بدل تربيتهم، وهو ما نجده لدى جون ديوي ووكارل روجيرز، وهو نفس الأمر عنذ روسو في "التربية السلبية" حيث يرى أنه لا يجب التضحية بالطفل من أجل مستقبل بعيد، بل يجب أن نترك الطفل ينضج في الطفل.ماذا عن الفشل في التربية؟تحمل كل مؤسسة الفشل في طياتها، فشل التلميذ، المربي، المدرسة... وهذا الفشل لا معنى له إلا في ارتباطمع غاية أو مرمى، فالفشل هو المرمى الذي لم يتوصل إليه، لذلك فإلغاء المرمى يعني إلغاء الفشل. فمن يتحمل مسؤولية هذا الفشل؟عند تقويم المتعلم باختبارات متعددة، تظهر نتائج موضوع التقويم التي تعتبر في حالة الرسوب علامة على فشل المتعلم الذي يتحمل وحده المسؤولية، فهذه النتائج ليست موضوع احتجاج أو نقد، في حين أن الذي ينبغي أن يكون هو تحمل المدرسة والمدرس والنظام الترلوي لمسؤولية هذا الفشل.باختصار شديد، فإن غاية التربية عند روبول هي تكوين الإنسان في الإنسان، فالإنسان لا يولد إنسانا، بل يصير إنسانا عن طريق التربية التي تجعل منه كائنا قادرا على أن يتواصل ويتحد مع الآثار والبشر، وتحقيق طبيعته في حضن ثقافة ينبغي أن تكون إنسانية حقا. المصادر والمراجع المعتمدة:أوليفي روبول، لغة التربية، تحليل الخطاب البيداغوجي، ترجمة عمر أوكان، أفريقيا النشر، ط، 2002. ص. ص. 175.189الخمار العلمي، أسس التربية والتعلم، الدار العالمية للكتاب، ط2002, ص.ص.65.66الخمار العلمي،مستقبل التربية والثقافة في المغرب، إديسيون بلوس، ط2015، ص. ص. 85.86 ......
#الغايات
#الكبرى
#للتربية
#أوليفيي
#روبول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696956
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبو يؤكد أوليفيي روبول في الفصل الخامس من كتابه" لغة التربية، تحليل الخطاب البيداغوجي" أنه لا يهدف إلى تحديد غاية التربية بقدر ما يهدف إلى التفكير في مفهوم الغاية في التربية، فيما تتضمنه وما تقصيه. فهل التربية غائية؟لكي يجيبنا روبول عن هذا السؤال، يطرح سؤالا آخر: هل من حق المدرس جعل تلاميذه يفلحون بستانه؟ الجواب لا،إلا إذا قام بذلك لغاية تربوية أي ليس من أجل فلح البستان، بل لتعليم التلاميذ وتثقيفهم، وهذا معناه أن النشاط التربوي يتحدد بمرماه الصريح أو الضمني، فالأدوات التربوية والمقررات والمختبرات تأخذ قيمتها وأهميتها في النشاط التربوي انطلاقا من مرماها، إذ لا يمكن القول أن غايات التربية لا شعورية، لأن هذا يناقض مفهوم الغاية ذاته باعتبارها ما ننوي فعله وما نقصد تحقيقه، وهكذا فإذا كانت أم تربي طفلتها لأجل مرمى لاشعوري، كالمحافظة عليها بجانبها، فإن هذه الغاية لا تتوفر على أية صفة تربوية وليس من اختصاص التربية.إن غايات التربية ليست شعورية ولا غير شعورية، إنها ضمنية، وهي غير متناسقة بل تبدو أحيانا متناقضة فيما بينها، فما الغاية من التربية إذن؟هل مرمى التربية هو تكوين الإنسان المتكامل أم الإنسان المتخصص الذي يجهل قيمة الرياصات والفنون؟هل غاية التربية هي الانفتاح الحر للفرد أم تحديد الدروس والبرامج الرئيسية للفرد؟إذا كان المربون غير واضحين خول الغايات التي يبتغونها، فالمؤسسات هي أيضا أقل وضوحا. تجيبنا بيداغوجيا الأهداف عن سؤال غاية التربية، بالاعتقاد الراسخ بأن دمج أهداف مجزأة يمكن من بناء أهداف نهائية مثلما نبني آلة، لذلك فهي لا تعترف بغايات اخرى سوى تلك المصرح بها من طرف المجتمع والسلطات، أي ما يمكن ملاحطته، وهناك بيداغوحيات ترى أنه لا ينبغي أن نفرض على الأطفال والمربين أنفسهم مرامي ليست هي مراميهم، فذاك يعني إدخالهم في مؤسسة لا يفهمونها لأنها بعيدة عنهم مما يعني ترويضهم بدل تربيتهم، وهو ما نجده لدى جون ديوي ووكارل روجيرز، وهو نفس الأمر عنذ روسو في "التربية السلبية" حيث يرى أنه لا يجب التضحية بالطفل من أجل مستقبل بعيد، بل يجب أن نترك الطفل ينضج في الطفل.ماذا عن الفشل في التربية؟تحمل كل مؤسسة الفشل في طياتها، فشل التلميذ، المربي، المدرسة... وهذا الفشل لا معنى له إلا في ارتباطمع غاية أو مرمى، فالفشل هو المرمى الذي لم يتوصل إليه، لذلك فإلغاء المرمى يعني إلغاء الفشل. فمن يتحمل مسؤولية هذا الفشل؟عند تقويم المتعلم باختبارات متعددة، تظهر نتائج موضوع التقويم التي تعتبر في حالة الرسوب علامة على فشل المتعلم الذي يتحمل وحده المسؤولية، فهذه النتائج ليست موضوع احتجاج أو نقد، في حين أن الذي ينبغي أن يكون هو تحمل المدرسة والمدرس والنظام الترلوي لمسؤولية هذا الفشل.باختصار شديد، فإن غاية التربية عند روبول هي تكوين الإنسان في الإنسان، فالإنسان لا يولد إنسانا، بل يصير إنسانا عن طريق التربية التي تجعل منه كائنا قادرا على أن يتواصل ويتحد مع الآثار والبشر، وتحقيق طبيعته في حضن ثقافة ينبغي أن تكون إنسانية حقا. المصادر والمراجع المعتمدة:أوليفي روبول، لغة التربية، تحليل الخطاب البيداغوجي، ترجمة عمر أوكان، أفريقيا النشر، ط، 2002. ص. ص. 175.189الخمار العلمي، أسس التربية والتعلم، الدار العالمية للكتاب، ط2002, ص.ص.65.66الخمار العلمي،مستقبل التربية والثقافة في المغرب، إديسيون بلوس، ط2015، ص. ص. 85.86 ......
#الغايات
#الكبرى
#للتربية
#أوليفيي
#روبول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696956
الحوار المتمدن
محمد عبو - الغايات الكبرى للتربية عند أوليفيي روبول