عمر بن أعمارة : واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان
#الحوار_المتمدن
#عمر_بن_أعمارة هكذا حال المحبّ والمحبوب.كل الطرق تؤدي إلى روما، ولا طريق واحدة تؤدي إلى واحة فڭ-;-يڭ-;- غير طريق القلب. هناك خيط ناظم رفيع يجمع بين البهاء والبساطة والكبرياء،هذا المثلث متساوي الأضلاع لا يستقم في غياب إحدى أضلعه الثلاث، فبهاء المكان في بساطته وبساطته في كبريائه وكبرياؤه هو حين يتمنّع ويصير غير متاح لأي كان حيث يلبس هبته ويصبح عصيا عن البوح والإفصاح. لواحة فڭ-;-يڭ-;- عناوين ودروب، لكن أنّى أن يتأتى لأي كان ولوجها ؟ ففي بساطتها يكمن كبرياءها وفي عزلتها ونائيتها يحضر المكان متمنّعا وعصيّا عن أي إمكانات التفاوض، إذ قد تسعى بجميع الطرق المتاحة لك لمطاوعته ومراوضته لكن لن يستجيب لعروضك ما لم تعمل على تفكيك شفرات رموزه لاستجلاء الغموض القابع تحت جلد بساطته، فالمكان مدجج بكل ما يوحي بالغموض والتكتم وكل الأسرار فيه تلبس رداء التمنع. لقد إلتقطت الواحة من الصحراء سفورها وعُريها وحولت الجبال الشامخة إلى أدرع وأحجبة فأثمرت الحياة، هكذا صارت لا تفصح عن شيء بل تخفي كل ما يبدو متجلّيا. في الواحة بنايات خجولة لا تكشف سوى عن كبريائها: نوافذ مفتوحة على فناءات بيوتها، أزقة ودروب ضيقة مسقوفة تغمرها الظلمة ولو في واضحة النهار حيث الشمس الساطعة تتوسط السماء، وبساتين محيطة بأسوار تحجب الرؤى.للواحة نبضات روحية وللمكان هناك تجاعيد فإن أجدت محاورتها أفصحت لك عن أسرارها، قد تغوص في ثناياها باحثا عن الخيوط والتلافيف الدقيقة الرابطة بين البساطة والكبرياء فيعترضك هناك جمال تلقائي مفرط وقد تصادفه أينما وليت نظرك. الزمن الواحي منفرد، رتابة مفرطة وسكون مترامي الأطراف، قد يتمدد الزمان هناك حد الضجر ويمنحك يومين أو ثلاثة في يوم واحد، ولا تَناهي المكان هناك في تَناهيه، فالمكان هناك ملاذ آمن بعيدا عن ضجيج وصخب العالم، بل دعوة لمعانقة النفس وقد تختلي بنفسك في خلوات متعددة ومتكررة مما يجعلك تحس بأنك تنفرد بالكون وهو أيضا ينفرد بك، فالواحة تجعلك تتدرب على كل أشكال التضرع والمناجاة والتأمل مما يضفي عليها جاذبية خاصة.في الواحة، المكان ليس مجرد جغرافيا أو مساحات للعبور أو حتى للسكن، بل هو مقام والمقام دعوة للحضور المكتمل والزمان هناك ليس مجرد وقت بل ذاكرة تنبض بالحياة. الواحة هي تلك التركيبة الطبيعية الخالصة بين السهل الممتنع والبسيط الممتع حيث البهاء يتدفق من كل مفاصلها وعليها تدلّى رداء الصمت والخجل لفّها، والحياء سبغ أماكنها بالهدوء والسكينة، والنسيان المخاتل يتسلل إلى حيث تنبض الحياة قصد وأدها.هناك في الواحة كل شيء يتنازل عن غموضه ويلبس وضوحا مبهرا والبساطة هي نداء إلى الإنتماء للروح و لبواطن الذات. هناك من اعتبر الماء روحا للواحة وأنا أزعم غير ذلك فللواحة روحا لا ينتبه لها أي كان، إنه "الصمت" ففي صمتها الخاص يكمن جوهر ووجودها. هناك الكون وهناك الصمت وللصمت أسرار وبهاء لن يستوعبها ولن يتذوقها إلا من كان خارج كل الصخابات حتى التي تكمن بدواخله.كلما طال الأمد ازداد تشوقي وحنيني للمكان، فما سرّ هذا الشيء الذي يوقظ في هذا الكم من المشاعر والأحاسيس ويجعل كل ما مضى من زمان الواحة يطفو على ذاكرتي ؟ لقد صرت كما لو أنني كلب بافلوف، فإن كان هو يطلق لعابه عند سماعه الجرس إيذانا بوقت الأكل، فأنا تلبسني كل أحاسيس الحنين ويكتسحني الشوق الجارف إلى واحتي كلما اقترب فصل الصيف، هكذا يتدفق من روحي ويطفو كل ما هو من صُلْبِ الواحة إيذانا بقرب موسم الهجرة. أتوجه إلى واحتي كي أعيد تشكيل نفسي العميقة ورؤية العالم على نحو مغاير، أقصد واحتي كي أبتعد عن كل ما يبعدني عن نفسي التي م ......
#واحة
#فڭيڭ..
#بهاء
#وكبرياء
#المكان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688678
#الحوار_المتمدن
#عمر_بن_أعمارة هكذا حال المحبّ والمحبوب.كل الطرق تؤدي إلى روما، ولا طريق واحدة تؤدي إلى واحة فڭ-;-يڭ-;- غير طريق القلب. هناك خيط ناظم رفيع يجمع بين البهاء والبساطة والكبرياء،هذا المثلث متساوي الأضلاع لا يستقم في غياب إحدى أضلعه الثلاث، فبهاء المكان في بساطته وبساطته في كبريائه وكبرياؤه هو حين يتمنّع ويصير غير متاح لأي كان حيث يلبس هبته ويصبح عصيا عن البوح والإفصاح. لواحة فڭ-;-يڭ-;- عناوين ودروب، لكن أنّى أن يتأتى لأي كان ولوجها ؟ ففي بساطتها يكمن كبرياءها وفي عزلتها ونائيتها يحضر المكان متمنّعا وعصيّا عن أي إمكانات التفاوض، إذ قد تسعى بجميع الطرق المتاحة لك لمطاوعته ومراوضته لكن لن يستجيب لعروضك ما لم تعمل على تفكيك شفرات رموزه لاستجلاء الغموض القابع تحت جلد بساطته، فالمكان مدجج بكل ما يوحي بالغموض والتكتم وكل الأسرار فيه تلبس رداء التمنع. لقد إلتقطت الواحة من الصحراء سفورها وعُريها وحولت الجبال الشامخة إلى أدرع وأحجبة فأثمرت الحياة، هكذا صارت لا تفصح عن شيء بل تخفي كل ما يبدو متجلّيا. في الواحة بنايات خجولة لا تكشف سوى عن كبريائها: نوافذ مفتوحة على فناءات بيوتها، أزقة ودروب ضيقة مسقوفة تغمرها الظلمة ولو في واضحة النهار حيث الشمس الساطعة تتوسط السماء، وبساتين محيطة بأسوار تحجب الرؤى.للواحة نبضات روحية وللمكان هناك تجاعيد فإن أجدت محاورتها أفصحت لك عن أسرارها، قد تغوص في ثناياها باحثا عن الخيوط والتلافيف الدقيقة الرابطة بين البساطة والكبرياء فيعترضك هناك جمال تلقائي مفرط وقد تصادفه أينما وليت نظرك. الزمن الواحي منفرد، رتابة مفرطة وسكون مترامي الأطراف، قد يتمدد الزمان هناك حد الضجر ويمنحك يومين أو ثلاثة في يوم واحد، ولا تَناهي المكان هناك في تَناهيه، فالمكان هناك ملاذ آمن بعيدا عن ضجيج وصخب العالم، بل دعوة لمعانقة النفس وقد تختلي بنفسك في خلوات متعددة ومتكررة مما يجعلك تحس بأنك تنفرد بالكون وهو أيضا ينفرد بك، فالواحة تجعلك تتدرب على كل أشكال التضرع والمناجاة والتأمل مما يضفي عليها جاذبية خاصة.في الواحة، المكان ليس مجرد جغرافيا أو مساحات للعبور أو حتى للسكن، بل هو مقام والمقام دعوة للحضور المكتمل والزمان هناك ليس مجرد وقت بل ذاكرة تنبض بالحياة. الواحة هي تلك التركيبة الطبيعية الخالصة بين السهل الممتنع والبسيط الممتع حيث البهاء يتدفق من كل مفاصلها وعليها تدلّى رداء الصمت والخجل لفّها، والحياء سبغ أماكنها بالهدوء والسكينة، والنسيان المخاتل يتسلل إلى حيث تنبض الحياة قصد وأدها.هناك في الواحة كل شيء يتنازل عن غموضه ويلبس وضوحا مبهرا والبساطة هي نداء إلى الإنتماء للروح و لبواطن الذات. هناك من اعتبر الماء روحا للواحة وأنا أزعم غير ذلك فللواحة روحا لا ينتبه لها أي كان، إنه "الصمت" ففي صمتها الخاص يكمن جوهر ووجودها. هناك الكون وهناك الصمت وللصمت أسرار وبهاء لن يستوعبها ولن يتذوقها إلا من كان خارج كل الصخابات حتى التي تكمن بدواخله.كلما طال الأمد ازداد تشوقي وحنيني للمكان، فما سرّ هذا الشيء الذي يوقظ في هذا الكم من المشاعر والأحاسيس ويجعل كل ما مضى من زمان الواحة يطفو على ذاكرتي ؟ لقد صرت كما لو أنني كلب بافلوف، فإن كان هو يطلق لعابه عند سماعه الجرس إيذانا بوقت الأكل، فأنا تلبسني كل أحاسيس الحنين ويكتسحني الشوق الجارف إلى واحتي كلما اقترب فصل الصيف، هكذا يتدفق من روحي ويطفو كل ما هو من صُلْبِ الواحة إيذانا بقرب موسم الهجرة. أتوجه إلى واحتي كي أعيد تشكيل نفسي العميقة ورؤية العالم على نحو مغاير، أقصد واحتي كي أبتعد عن كل ما يبعدني عن نفسي التي م ......
#واحة
#فڭيڭ..
#بهاء
#وكبرياء
#المكان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688678
الحوار المتمدن
عمر بن أعمارة - واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان