الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الرازق أحمد الشاعر : ضمير بين فردتي حذاء
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرازق_أحمد_الشاعر كان يوما مرهقا للغاية، استقبل فيه إريك عشرة وفود من دول مختلفة، ولم يستطع أن يأخذ قسطا من الراحة إلا في غرفة الحمام الملحقة بمكتبه. ولما انتهى دوام صاحبنا الصباحي، كان ظهره ينز عرقا ورائحة إبطيه لا تطاق. ركب إريك سيارته الفارهة وشغل المكيف واستمع إلى موسيقاه المحببة، لكنه قبل أن يستغرق في ذكرياته الوردية، تعطل محرك السيارة فجأة، فتحولت إلى كهف مهجور يتوسط المسافة بين المكتب والمنزل. ولأن رجل الأعمال الوسيم لم يجد فراغا ذات يوم ليتعلم ميكانيكا السيارات، فقد وجد أن أسلم طريقة لتجنب المزيد من المتاعب أن يشير بيمناه إلى أي حافلة عابرة. بعد خمس عشرة دقيقة من انتظار ممض، توقفت حافلة على جانب الطريق، حشر فيها إريك جسده المنهك، ليجد نفسه وسط كوكتيل من الروائح العطنة. استطاع إريك أن يجلس بعد عشر دقائق من التمايل والتشبث. حرك صاحبنا ساقيه ليحجز ما استطاع من فراغ، وحرك قدميه في الحذاء ليسمح للدم بالتدفق إلى أصابعه. وفجأة، تحركت محفظة جلدية بين فردتي الحذاء، فانحنى رجل الأعمال في غفلة من جاره السمين، والتقط المحفظة ودسها في جيبه الأيسر. كان أول شيء فعله إريك بعد عودته إلى منزله أن أخرج المحفظة، وقلب أوراقها النقدية. لم يكن مبلغ الألف دولار المحشور داخل المحفظة يعني الكثير بالنسبه له، لكن وجود بطاقة هوية لم يكن سببا مقنعا لإعادة المبلغ إلى صاحبه. حشر إريك الأوراق العشرة في محفظته، وألقى المحفظة بهويتها داخل خزانة ملابسه، ومارس قيلولته كالمعتاد دون ذرة تأنيب واحدة.وبعد أن تناول قسطا كافيا من النوم، طلب خادمه ليعهد إليه بالذهاب إلى أقرب مرآب للسيارات لاصطحاب ميكانيكي لإصلاح سيارته. لكنه الدهشة عقدت لسانه حين دخل عليه الخادم وفي يده ورقة من فئة المئة دولار يمدها إليه: "وجدت هذا المبلغ عند مدخل البيت يا سيدي، وأحسب أنه سقط منك هناك." لم يدر صاحبنا أيأخذ الورقة التي ليست له من خادم ربما يحتاجها أكثر منه ومن صاحبها، أم يتركها لزنجي فقير لم يبرر له فقره المدقع أن يمد يده إلى مال ليس له.كان أول شيء فعله صاحبنا بعد عودة سيارته سالمة أمام منزله، أن التقط بثبات تلك المحفظة الجلدية من بين طيات ثيابه، ليقرأ تفاصيل عنوان صاحبها. بعد نصف ساعة من القيادة المتهورة، وصل إريك إلى بيت صاحب البطاقة، وأعطاه المبلغ كاملا غير منقوص. فلما أراد الرجل أن يشكره، نظر إليه بعينين مذنبتين وكأنه يتوسل منه الصفح قائلا: "لا تشكرني، بل اشكر خادمي."لم يكتف إريك يوما بالسيارة والنزل الفاره في أرقى ضواحي المدينة، ولم يقنع أبدا بوظيفته ولا بدخله ولا بحسابه البنكي الذي كان يتضخم كل شهر. لم يقتنع إريك يوما بأنه غني رغم امتلاكه لأصول عقارية بملايين الدولارات وأسهم في البورصة بمئات الآلاف، لهذا لم يجد غضاضة في دس ألف دولار ليست له في محفظته المكتظة بالبنكنوت دون أن يفكر بالبحث عن صاحبها.أما الخادم، فلم يكدره سواد بشرته وخلو بيته من الفاكهة الطازجة طوال الأسبوع، ولم يزعجه عدم تناول أبنائه للحوم ولو مرة كل شهر. ولم يخمن يوما محتويات حقيبة سيدة الجلدية الثقيلة، أو يلتفت إلى الأكياس الملونة التي كان يحملها من السيارة إلى الثلاجة كل يوم. ولم يحلم يوما بسيارة أو بدراجة، فقط كان يحمد الله على الكفاف الذي يحميه من السرقة والعوز. ورغم أنه لم يكن في جيبه أو في حقيبة زوجته وسترات أبنائه جميعا مبلغا كبيرا كهذا، إلا أن فقره لم يقنعه بأحقيته في الاستيلاء على ورقة نقدية سقطت من جيب سيدة عند المدخل دون أن يدري بفقدها. لم تكن الحاجة إلى المال هي الدافع لأن يستحل إريك مال غيره، ولم يكن خ ......
#ضمير
#فردتي
#حذاء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693354