أبو محمد الحنبلي
2.93K subscribers
371 photos
87 videos
72 files
527 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
🔴 ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا ﴾

🔹 قال الإمام الطبري رحمه الله :
وقوله ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا﴾
يقول تعالى ذكره: وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل، وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم.
كما:-
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا﴾ : إن الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبرا، أو يأتيه من الله بيِّنة، وليس معذّبا أحدا إلا بذنبه.

⁕ حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن أبي هريرة، قال: إذا كان يوم القيامة، جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصمّ والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولا أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول، وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل؛ قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا﴾ .
⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة نحوه.


🔹 قال ابن كثير رحمه الله :

وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا﴾ إِخْبَارٌ عَنْ عَدْلِهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِإِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نزلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ﴾ ، وَكَذَا قَوْلُهُ [تَعَالَى] : ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُدْخِلُ أَحَدًا النَّارَ إِلَّا بَعْدَ إِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْهِ.

🔹 قال البغوي :
﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ إِقَامَةً لِلْحُجَّةِ وَقَطْعًا لِلْعُذْرِ


🔹 قال السمعاني : وقَوله: ﴿وما كُنّا معذبين حَتّى نبعث رَسُولا﴾ هَذا دَلِيل على أن ما وجب وجب بِالسَّمْعِ لا بِالعقلِ، فَإن الله تَعالى نَص أنه لا يعذب أحدا حَتّى يبْعَث الرَّسُول.
وفِي بعض المسانيد عَن أبي هُرَيْرَة أنه قالَ: إن الله تَعالى يبْعَث يَوْم القِيامَة أهل الفترة و[المَعْتُوه] والأصم والأبكم والأخرس والشيوخ الَّذين لم يدركوا الإسْلام (فيؤجج) لَهُم نارا، فَيَقُول: ادخلوها، فَيَقُولُونَ: كَيفَ ندْخلها، ولم تبْعَث إلَيْنا رَسُولا؟ ! ولَو دخلوها لكانَتْ عَلَيْهِم بردا وسلامًا، فَيُرْسل الله إلَيْهِم رَسُولا، فيطيعه من علم الله أنه يطيعه، ويعصيه من علم الله أنه يعصيه، فيفصل بَينهم على ذَلِك.

#عقيدة
ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير في تعليقه على شرح الطحاوية :

أن من أدلة بطلان قول ابن كلاب والأشعري في كلام الله، أن ورقة بن نوفل كان يكتب من الإنجيل بالعربية، فهل كان هناك قرآن قبل أن يبعث رسول الله ﷺ ؟!

#عقيدة #الأسماء_والصفات
• وأمّا اسْتِدْلالُ المُعْتَزِلَةِ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿قالَ لَنْ تَرانِي﴾ ، وبِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ﴾. فالآيَتانِ دَلِيلٌ عَلَيْهِمْ:

•أمّا الآيَةُ الأُولى: فالاسْتِدْلالُ مِنها عَلى ثُبُوتِ رُؤْيَتِهِ مِن وُجُوهٍ:

• أحَدُها: أنَّهُ لا يُظَنُّ بِكَلِيمِ اللَّهِ ورَسُولِهِ الكَرِيمِ وأعْلَمِ النّاسِ بِرَبِّهِ فِي وقْتِهِ - أنْ يَسْألَ ما لا يَجُوزُ عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ عِنْدَهُمْ مِن أعْظَمِ المُحالِ.

• الثّانِي: أنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ سُؤالَهُ، ولَمّا سَألَ نُوحٌ رَبَّهُ نَجاةَ ابْنِهِ أنْكَرَ سُؤالَهُ، وقالَ: ﴿إنِّي أعِظُكَ أنْ تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ﴾.

• الثّالِثُ: أنَّهُ تَعالى قالَ: ﴿لَنْ تَرانِي﴾، ولَمْ يَقُلْ: إنِّي لا أُرى، أوْ لا تَجُوزُ رُؤْيَتِي، أوْ لَسْتُ بِمَرْئِيٍّ. والفَرْقُ بَيْنَ الجَوابَيْنِ ظاهِرٌ. ألا تَرى أنَّ مَن كانَ فِي كُمِّهِ حَجَرٌ فَظَنَّهُ رَجُلٌ طَعامًا فَقالَ: أطْعِمْنِيهِ، فالجَوابُ الصَّحِيحُ: أنَّهُ لا يُؤْكَلُ، أمّا إذا كانَ طَعامًا صَحَّ أنْ يُقالَ: إنَّكَ لَنْ تَأْكُلَهُ. وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّهُ سُبْحانَهُ مَرْئِيٌّ، ولَكِنَّ مُوسى لا تَحْتَمِلُ قُواهُ رُؤْيَتَهُ فِي هَذِهِ الدّارِ، لِضَعْفِ قُوى البَشَرِ فِيها عَنْ رُؤْيَتِهِ تَعالى. يُوَضِّحُهُ:

• الوَجْهُ الرّابِعُ: وهُوَ قَوْلُهُ: ﴿ولَكِنِ انْظُرْ إلى الجَبَلِ فَإنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي﴾. فَأعْلَمَهُ أنَّ الجَبَلَ مَعَ قُوَّتِهِ وصَلابَتِهِ لا يَثْبُتُ لِلتَّجَلِّي فِي هَذِهِ الدّارِ، فَكَيْفَ بِالبَشَرِ الَّذِي خُلِقَ مِن ضَعْفٍ؟
• الخامِسُ: أنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ قادِرٌ عَلى أنْ يَجْعَلَ الجَبَلَ مُسْتَقِرًّا، وذَلِكَ مُمْكِنٌ، وقَدْ عَلَّقَ بِهِ الرُّؤْيَةَ، ولَوْ كانَتْ مُحالًا لَكانَ نَظِيرُ أنْ يَقُولَ: إنِ اسْتَقَرَّ الجَبَلُ فَسَوْفَ آكُلُ وأشْرَبُ وأنامُ. والكُلُّ عِنْدَهُمْ سَواءٌ.

• السّادِسُ: قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾ ، فَإذا جازَ أنْ يَتَجَلّى لِلْجَبَلِ الَّذِي هُوَ جَمادٌ لا ثَوابَ لَهُ ولا عِقابَ، فَكَيْفَ يَمْتَنِعُ أنْ يَتَجَلّى لِرُسُلِهِ وأوْلِيائِهِ فِي دارِ كَرامَتِهِ؟ ولَكِنَّ اللَّهَ تَعالى أعْلَمَ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ أنَّ الجَبَلَ إذا لَمْ يَثْبُتْ لِرُؤْيَتِهِ فِي هَذِهِ الدّارِ، فالبَشَرُ أضْعَفُ.

• السّابِعُ: أنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسى وناداهُ وناجاهُ، ومَن جازَ عَلَيْهِ التَّكَلُّمُ والتَّكْلِيمُ وأنْ يُسْمِعَ مُخاطِبَهُ كَلامَهُ بِغَيْرِ واسِطَةٍ - فَرُؤْيَتُهُ أوْلى بِالجَوازِ. ولِهَذا لا يَتِمُّ إنْكارُ رُؤْيَتِهِ إلّا بِإنْكارِ كَلامِهِ، وقَدْ جَمَعُوا بَيْنَهُما. وأمّا دَعْواهُمْ تَأْيِيدُ النَّفْيِ بِـ «لَنْ» وأنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلى نَفْيِ الرُّؤْيَةِ فِي الآخِرَةِ، فَفاسِدٌ، فَإنَّها لَوْ قُيِّدَتْ بِالتَّأْبِيدِ لا يَدُلُّ عَلى دَوامِ النَّفْيِ فِي الآخِرَةِ، فَكَيْفَ إذا أُطْلِقَتْ؟ قالَ تَعالى: ﴿ولَنْ يَتَمَنَّوْهُ أبَدًا﴾ ، مَعَ قَوْلِهِ: ﴿ونادَوْا يامالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ﴾. ولِأنَّها لَوْ كانَتْ لِلتَّأْبِيدِ المُطْلَقِ لَما جازَ تَحْدِيدُ الفِعْلِ بَعْدَها، وقَدْ جاءَ ذَلِكَ، قالَ تَعالى: ﴿فَلَنْ أبْرَحَ الأرْضَ حَتّى يَأْذَنَ لِي أبِي﴾. فَثَبَتَ أنَّ «لَنْ» لا تَقْتَضِي النَّفْيَ المُؤَبَّدَ.

• قالَ الشَّيْخُ جَمالُ الدِّينِ بْنُ مالِكٍ :
ومَن رَأى النَّفْيَ بِلَنْ مُؤَبَّدًا
فَقَوْلُهُ ارْدُدْ وسِواهُ فاعْضُدا

- [شرح العقيدة الطحاوية📚 | ابن أبي العز الدمشقي]

#عقيدة #الأسماء_والصفات
فالتَّأْوِيلُ فِي كِتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ: هُوَ الحَقِيقَةُ الَّتِي يَئُولُ إلَيْها الكَلامُ.

فَتَأْوِيلُ الخَبَرِ: هُوَ عَيْنُ المُخْبَرِ بِهِ، وتَأْوِيلُ الأمْرِ نَفْسُ الفِعْلِ المَأْمُورِ بِهِ.

كَما قالَتْ عائِشَةُ : «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» يَتَأوَّلُ القُرْآنَ».

وقالَ تَعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إلّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ﴾، ومِنهُ تَأْوِيلُ الرُّؤْيا، وتَأْوِيلُ العَمَلِ، كَقَوْلِهِ: ﴿هَذا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِن قَبْلُ﴾ [...........]، فَمَن يُنْكِرُ وُقُوعَ مِثْلِ هَذا التَّأْوِيلِ، والعِلْمَ بِما تَعَلَّقَ بِالأمْرِ والنَّهْيِ مِنهُ؟ وأمّا ما كانَ خَبَرًا، كالإخْبارِ عَنِ اللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ، فَهَذا قَدْ لا يُعْلَمُ تَأْوِيلُهُ، الَّذِي هُوَ حَقِيقَتُهُ، إذْ كانَتْ لا تُعْلَمُ بِمُجَرَّدِ الإخْبارِ، فَإنَّ المُخْبَرَ إنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَصَوَّرَ المُخْبَرَ بِهِ، أوْ ما يَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، لَمْ يَعْرِفْ حَقِيقَتَهُ، الَّتِي هِيَ تَأْوِيلُهُ، بِمُجَرَّدِ الإخْبارِ.

وهَذا هُوَ التَّأْوِيلُ الَّذِي لا يَعْلَمُهُ إلّا اللَّهُ. لَكِنْ لا يَلْزَمُ مِن نَفْيِ العِلْمِ بِالتَّأْوِيلِ نَفْيُ العِلْمِ بِالمَعْنى الَّذِي قَصَدَ المُخاطِبُ إفْهامَ المُخاطَبِ إيّاهُ، فَما فِي القُرْآنِ آيَةٌ إلّا وقَدْ أمَرَ اللَّهُ بِتَدَبُّرِها، وما أنْزَلَ آيَةً إلّا وهُوَ يُحِبُّ أنْ يُعْلَمَ ما عَنى بِها، وإنْ كانَ مِن تَأْوِيلِهِ ما لا يَعْلَمُهُ إلّا اللَّهُ.

فَهَذا مَعْنى التَّأْوِيلِ فِي الكِتابِ والسُّنَّةِ وكَلامِ السَّلَفِ، وسَواءٌ كانَ هَذا التَّأْوِيلُ مُوافِقًا لِلظّاهِرِ أوْ مُخالِفًا لَهُ.


والتَّأْوِيلُ فِي كَلامِ كَثِيرٍ مِنَ المُفَسِّرِينَ، كابْنِ جَرِيرٍ ونَحْوِهِ، يُرِيدُونَ بِهِ تَفْسِيرَ الكَلامِ وبَيانَ مَعْناهُ، سَواءٌ وافَقَ ظاهِرَهُ أوْ خالَفَ، وهَذا اصْطِلاحٌ مَعْرُوفٌ. وهَذا التَّأْوِيلُ كالتَّفْسِيرِ، يُحْمَدُ حَقُّهُ، ويُرَدُّ باطِلُهُ - وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللَّهُ والرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ﴾، الآيَةَ - فِيها قِراءَتانِ. قِراءَةُ مَن يَقِفُ عَلى قَوْلِهِ ﴿إلّا اللَّهُ﴾، وقِراءَةُ مَن لا يَقِفُ عِنْدَها، وكِلْتا القِراءَتَيْنِ حَقٌّ. ويُرادُ بِالأُولى المُتَشابِهُ فِي نَفْسِهِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِ تَأْوِيلِهِ. ويُرادُ بِالثّانِيَةِ المُتَشابِهُ الإضافِيُّ الَّذِي يَعْرِفُ الرّاسِخُونَ تَفْسِيرَهُ، وهُوَ تَأْوِيلُهُ. ولا يُرِيدُ مَن وقَفَ عَلى قَوْلِهِ ﴿إلّا اللَّهُ﴾ أنْ يَكُونَ التَّأْوِيلُ بِمَعْنى التَّفْسِيرِ لِلْمَعْنى، فَإنَّ لازِمَ هَذا أنْ يَكُونَ اللَّهُ أنْزَلَ عَلى رَسُولِهِ كَلامًا لا يَعْلَمُ مَعْناهُ جَمِيعُ الأُمَّةِ ولا الرَّسُولُ، ويَكُونُ الرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ لا حَظَّ لَهُمْ فِي مَعْرِفَةِ مَعْناها سِوى قَوْلِهِمْ: ﴿آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِنْدِ رَبِّنا﴾.

وهَذا القَدْرُ يَقُولُهُ غَيْرُ الرّاسِخِ فِي العِلْمِ مِنَ المُؤْمِنِينَ، والرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَجِبُ امْتِيازُهُمْ عَنْ عَوامِّ المُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ.

وقَدْ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ : أنا مِنَ الرّاسِخِينَ فِي العِلْمِ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَه(¹). ولَقَدْ صَدَقَ، فَإنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَعا لَهُ وقالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ»، ودُعاؤُهُ ﷺ لا يُرَدُّ.

قالَ مُجاهِدٌ: عَرَضْتُ المُصْحَفَ عَلى ابْنِ عَبّاسٍ، مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ، أقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ وأسْألُهُ عَنْها.

وقَدْ تَواتَرَتِ النُّقُولُ عَنْهُ أنَّهُ تَكَلَّمَ فِي جَمِيعِ مَعانِي القُرْآنِ، ولَمْ يَقُلْ عَنْ آيَةٍ: إنَّها مِنَ المُتَشابِهِ الَّذِي لا يَعْلَمُ أحَدٌ تَأْوِيلَهُ إلّا اللَّهُ.

- [شرح العقيدة الطحاوية📚 | ابن ابي العز الدمشقي]

(١).أثر ابن عباس صححه الشيخ أبو جعفر الخليفي في الصحيح المسند من آثار ابن عباس رضي الله عنه.

#عقيدة #التأويل
ويَجِبُ أنْ يُعْلَمَ أنَّ المَعْنى الفاسِدَ الكُفْرِيَّ لَيْسَ هُوَ ظاهِرَ النَّصِّ ولا مُقْتَضاهُ، وأنَّ مَن فَهِمَ ذَلِكَ مِنهُ فَهُوَ لِقُصُورِ فَهْمِهِ ونَقْصِ عِلْمِهِ، وإذا كانَ قَدْ قِيلَ فِي قَوْلِ بَعْضِ النّاسِ:

وكَمْ مِن عائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا...
وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيم

وقِيلَ:

عَلَيَّ نَحْتُ القَوافِي مِن أماكِنها
وما عَلَيَّ إذا لَمْ تَفْهَمِ البَقَرُ

فَكَيْفَ يُقالُ فِي قَوْلِ اللَّهِ، الَّذِي هُوَ أصْدَقُ الكَلامِ وأحْسَنُ الحَدِيثِ، وهُوَ الكِتابُ الَّذِي ﴿أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ إنَّ حَقِيقَةَ قَوْلِهِمْ إنَّ ظاهِرَ القُرْآنِ والحَدِيثِ هُوَ الكُفْرُ والضَّلالُ، وإنَّهُ لَيْسَ فِيهِ بَيانٌ لِما يَصْلُحُ مِنَ الاعْتِقادِ، ولا فِيهِ بَيانُ التَّوْحِيدِ والتَّنْزِيهِ؟! هذا حَقِيقَةُ قَوْلِ المُتَأوِّلِينَ.

- ابن أبي العز الدمشقي

أقول : قوله "حقيقة قولهم" لأن بعضهم لا يصرح بهذا، وكثير منهم صرح، كالرازي وابن العربي المالكي، وغيرهم.

#الجهمية #عقيدة
• || قال محمد خليل هراس :

«فقد سميتم عرش الرحمن تحيزا، ولم تفرقوا بين ما كان من الأحياز وجوديًا داخل هذا العالم، وما كان منها عدميًا خارجه، ولو أنكم فصلتم هذا التفصيل لهداكم إلى أن ما فوق العرش إنما هو حيزٌ عدمي، لأنه خلاء صرف؛ إذ ليس وراء العرش جسم آخر، وأن وجود الله سبحانه في حيز بهذا المعنى ليس مستحيلًا، وإنما المستحيل أن يكون في حيز من هذه الأحياز الوجودية داخل هذا العالم، لما يلزم عليه من كونه محصوراً في خلقه، وكون الحوادث ظرفًا له محيطة به.

وكذلك سميتم الاستواء على العرش تحيزًا في المكان، ولم تفرقوا كذلك بين الأمكنة الوجودية داخل هذا العالم، فهذه التي لا يجوز حلول الله في شيء منها، وأما الاستواء على العرش فهو تحيز في مكان عدمي، ليس فيه شيء من الموجودات غيره سبحانه، فلا يكون مستحيلًا ولا ممتنعًا، لأنه لا يقتضي إحاطة الحوادث(يقصد المُحدَثات-المخلوقات-) به، ولا حلوله فيها، وسميتم ما فوق السماوات والعرش جهة، ثم سقتم نفيكم للجهة عليه، وجعلتموه مساويًا لما يجب نفيه من الجهات».

#عقيدة #الأسماء_والصفات #الجهمية #الأشعرية
« قال ابو عيسى :

"٨٣٢ [......] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُوَ يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ هِيَ حَلاَلٌ. فَقَالَ الشَّامِيُّ إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :

أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي نَهَى عَنْهَا

وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَأَمْرَ أَبِي نَتَّبِعُ أَمْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

فَقَالَ الرَّجُلُ بَلْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ لَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ».

(جامع الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، ح٨٣٢)

#عقيدة #السلف #تنبيهات
أصول_الإشكالات_والشبهات_التي_thread_by_fahadalgofaily_أبريل_٥،_٢٣.pdf
140.1 KB
أصول الإشكالات والشبهات التي دخلت على النساء في زماننا || الشيخ فهد الغفيلي

المقال في غاية الأهمية خصوصاً لمن عنده/ها شيء من شبهات النسوية.

وهذه خاطرة نافعة للشيخ نواف الشمري 👇:
https://t.me/ggfhfyvyvhg/2301

#المرأة #عقيدة #مقتطف
قَاعِدةٌ.pdf
279.2 KB
قاعدة في إثبات قطعية عدالة الصحابة
مقالة لأبي جعفر الخليفي👆 :

#عقيدة #الصحابة #السلف
- [شرح عقيدة أهل السنة والجماعة (١١٠-١٠٩) | صالح سندي📚]

#عقيدة
نصيحة.mp3
<unknown>
نصيحة الإمام ابن القيم رحمه الله من الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، من قوله :

١٨٨ - يَأَيُّهَا الرجلُ المُريدُ نَجَاتَهُ ... اِسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ
١٨٩ - كُنْ في أمورِك كلِّها متمسّكًا ... بالوَحْي لَا بزخَارفِ الهَذَيانِ
١٩٠ - وَانْصُرْ كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتي ... جَاءتْ عَنِ المبْعُوثِ بالفُرْقَانِ

#ابن_القيم #عقيدة
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

فصلٌ في قدومِ رَكب آخر :

٣٢٢ - وأتى فريقٌ ثمّ قاربَ وَصفُه ... هذا ولكنْ جدَّ في الكفرانِ

٣٢٣ - فَأَسرَّ قَولَ مُعطِّلٍ ومكذِّبٍ ... في قالَبِ التَّنْزِيهِ للرَّحْمنِ

٣٢٤ - إذ قالَ ليس بدَاخلٍ فينا ولا ... هوَ خارجٌ عنْ جُملةِ الأكوانِ

٣٢٥ - بل قال لَيسَ ببائنٍ عنها ولا ... فيها ولا هو عيْنُها بِبَيانِ

٣٢٦ - كلَّا ولا فوْقَ السمواتِ العُلى ... والعرشِ من ربٍّ ولا رَحمنِ

٣٢٧ - والعرشُ ليس عليه معبودٌ سِوَى الْـ ... ـعَدَمِ الذِي لا شيءَ فِي الأَعيانِ

٣٢٩ - لو كَانَ فَوْقَ العَرْشِ كَانَ كَهَذِهِ الْـ ... أَجْسَامِ سُبحَانَ العَظيم الشّانِ

قال الشيخ محمد خليل الهراس رحمه الله :

«هذا بيان لمذهب الجهمية المعطلة الذين حكى الشيخ مقالتهم فيما سبق، وهو مقارب لمذهب الحلول السّابق؛ لكنه أوغل منه في الكفر».

الآن الشيخ وصف مقالة الأشاعرة بأنها أشد كفرا من قول الجهمية الأولى!

ولا يقال أنه يقصد الغير متأولين

لأن الامام ابن القيم يتحدث عن مذاهب المعطلة ممن انتسب للاسلام، وأول من أظهر هذه المقالة ممن انتسب للإسلام وتبناها هم الأشاعرة، ويتأولون كلهم، فلماذا توصف بالكفر إذن؟

على أن التأويل ليس عذرا لأسباب لا تعد منها أن الجهمية الأولى تأولوا.

ثم قال ابن القيم رحمه الله :

٣٣٠ - ولقد وجدتُ لِفاضلٍ مِنْهُمْ مَقَا ... مًا قَامَهُ فِي النَّاسِ مُنْذُ زَمَانِ

٣٣١ - قَالَ اسْمَعُوا يَا قَوْمِ إنَّ نَبِيَّكُمْ ... قَدْ قَالَ قَوْلًا وَاضِحَ البُرْهَانِ

٣٣٢ - لَا تحْكُمُوا بالفَضْلِ لِي أَصْلًا عَلَى ... ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضْبَانِ

٣٣٣ - هَذَا يَرُدُّ عَلَى المجَسِّمِ قَوْلَهُ ... أللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ والأكْوَانِ

وهذا المقصود هو الجويني!

قال الشيخ محمد خليل الهراس:

«أورد الشيخ هنا هذه الحكاية التي تدل على جهل ذلك الجهمي»

وهذه القصة فيها تاويل لأنه يضرب النصوص ببعضها بكل بساطة ليبرر تأويلاته، ودليل هذا ان ابن القيم قال :

٣٤٥ - فاحْمَدْ إلهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ إِذْ ... عَافَاكَ مِنْ تَحْرِيفِ ذِي بُهْتَانِ

٣٤٦ - واللهِ مَا يَرْضَى بهَذا خَائِفٌ ... مِنْ رَبِّهِ أَمسَى عَلَى الإِيمَانِ

٣٤٧ - هَذَا هُوَ الإلْحَادُ حقًا بَلْ هُوَ الـ ... ـتَّحْرِيفُ محْضًا أبردُ الهذَيَانِ

مع ذلك وصفه الشيخ محمد خليل الهراس بالتجهم! وابن القيم اورد هذه الحكاية بعد أن قال أن هؤلاء جدوا في الكفر!

وأساسا لو فرضنا أن التأويل عذر في كل شيء، لن يكون عذرا في إنكار علو الله عز وجل ؛ فقد حكى ابن القيم ما كان قد قاله ابن رشد ردا على الغزالي حين كفر الفلاسفة أن الاشاعرة يخالفون شيء تأويله أشد من كل التأويلات فقال :

١٨٧٠ - واللهِ تَأْوِيلُ العُلُوِّ أَشدُّ مِنْ ... تَأوِيلِنَا لِقيَامَةِ الأبْدَانِ
١٨٧١ - وأشَدُّ مِنْ تَأويِلِنَا لِحدُوثِ هَـ ... ـذا العَالَمِ المَحْسُوسِ بالإمْكَانِ
١٨٧٢ - وَأشَدُّ مِنْ تأويلِنَا لِحَيَاتِهِ ... ولِعِلْمِهِ وَمَشِيئَةِ الأكْوَانِ
١٨٧٣ - وأَشَدُّ مِنْ تأويلِنَا بَعْضَ الشَّرَا ... ئِعِ عِنْدَ ذِي الإنْصَافِ والميزَانِ
١٨٧٤ - وأشدُّ مِنْ تأوِيلنَا لِكَلَامِهِ ... بالفَيضِ مِنْ فَعَّالِ ذِي الأَكْوَانِ
١٨٧٥ - وَأشدُّ منْ تأويلِ أهْلِ الرَّفْضِ أَخْـ ... ـبارَ الفَضَائِلِ حَازَهَا الشَّيْخَانِ
١٨٧٦ - وَأشَدُّ مِنْ تَأْوِيلِ كُلِّ مؤَوِّلٍ ... نَصًّا أبَانَ مرادَهُ الوَحْيَانِ
١٨٧٧ - إذ صرَّحَ الوحْيَانِ مَعْ كُتُبِ الإلـ ... ـه جَمِيعِهَا بالفَوْقِ للرَّحْمنِ

ولا أدري هل تأويل من ينكر المعاد الخاص بالابدان هل هو معذور؟ لا أظن هذا البتة!

بل من السخف هذا

أم هل الباطنية يعذرون بتأويلهم للشرائع؟!

#عقيدة #الأسماء_والصفات #ابن_القيم #الجهمية #تكفير_المعين
"ابن القيم ونقض عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى"


وكانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سُخْطِكَ، وأعُوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنكَ».

فَتَأمَّلْ ذِكْرَ اسْتِعاذَتِهِ ﷺ بِصِفَةِ الرِّضا مِن صِفَةِ السُّخْطِ وبِفِعْلِ المُعافاةِ مِن فِعْلِ العُقُوبَةِ، فالأوَّلُ لِلصِّفَةِ، والثّانِي لِأثَرِها المُتَرَتِّبِ عَلَيْها، ثُمَّ رَبَطَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِذاتِهِ سُبْحانَهُ، وأنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ راجِعٌ إلَيْهِ وحْدَهُ، لا إلى غَيْرِهِ، فَما أعُوذُ مِنهُ واقِعٌ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، وما أعُوذُ بِهِ مِن رِضاكَ وُمُعافاتِكَ هُوَ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ تَرْضى عَنْ عَبْدِكَ وتُعافِيَهُ، وإنْ شِئْتَ أنْ تَغْضَبَ عَلَيْهِ وتُعاقِبَهُ، فَإعاذَتِي مِمّا أكْرَهُ وأحْذَرُ، ومَنعُهُ أنْ يَحِلَّ بِي هُوَ بِمَشِيئَتِكَ أيْضًا، فالمَحْبُوبُ والمَكْرُوهُ كُلُّهُ بِقَضائِكَ ومَشِيئَتِكَ، فَعِياذِي بِكَ مِنكَ عِياذِي بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ ورَحْمَتِكَ وإحْسانِكَ مِمّا يَكُونُ بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ وعَدْلِكَ وحِكْمَتِكَ، فَلا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن غَيْرِكَ، ولا أسْتَعِيذُ إلّا بِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وخَلْقِكَ، بَلْ هُوَ مِنكَ، ولا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وقَضائِكَ، بَلْ أنْتَ الَّذِي تُعِيذُنِي بِمَشِيئَتِكَ مِمّا هُوَ كائِنٌ بِمَشِيئَتِكَ، فَأعُوذُ بِكَ مِنكَ.

ولا يَعْلَمُ ما فِي هَذِهِ الكَلِماتِ - مِنَ التَّوْحِيدِ والمَعارِفِ والعُبُودِيَّةِ - إلّا الرّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ بِاللَّهِ ومَعْرِفَتِهِ، ومَعْرِفَةِ عُبُودِيَّتِهِ.
وأشَرْنا إلى شَيْءٍ يَسِيرٍ مِن مَعْناها، ولَوِ اسْتَقْصَيْنا شَرْحَها لَقامَ مِنهُ سِفْرٌ ضَخْمٌ، ولَكِنْ قَدْ فُتِحَ لَكَ البابُ، فَإنْ دَخَلْتَ رَأيْتَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ.اه‍

- مدارج السالكين


ما هي عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى؟

https://t.me/AboObadaShami/1507

https://t.me/AboObadaShami/4254

https://t.me/AboObadaShami/4261


#ابن_القيم #عقيدة #القدر
#الأسماء_والأحكام #عقيدة

توضيح إجماع حرب الكرماني في تكفير من لم يكفر الجهمية بأصنافها.


وفيه رد على من يزعم أنه جاء بإلزامات "لا انفكاك عنها" على حد تعبيره. والمقال قديم من قرابة 10 سنوات، ومع ذلك يقوم البعض بتكرار نفس الكلام المردود عليه! وبثقة تامة!

ولم يزد على أن كرر كلام أحدهم من قبل، ولم يأت بجديد غير آخر بحثه الذي جاء فيه بما لم يُسبق له.

وفي هذه الصوتية وهذه تتمة لبيان الأمر.
#عقيدة #ردود #الأسماء_والصفات

بين الإمام ابن القيم والبيهقي

قال البيهقي في الأسماء والصفات عن حديث الاستلقاء (٢٠٠/٢-١٩٩):

ثُمَّ إِنْ صَحَّ طَرِيقُهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ ﷺ حَدَّثَ بِهِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى طَرِيقِ الْإِنْكَارِ فَلَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ إِنْكَارَهُ.

قال الإمام ابن القيم في «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» وهو يرد على هذا الكلام:

كل واحدٍ من هذين الأمرين -أعني: المنع والمعارضة - ينقسم إلى درجات متعددة. فأمَّا المنع فهو على ثلاث درجاتٍ:
أحدها: منع كون الرسول جاء بذلك أو قاله.
الدرجة الثانية: منع دلالته على ذلك المعنى، وهذه الدرجة بعد التنزل إلى الاعتراف بكونه قاله.
الدرجة الثالثة: منع كون قوله حجةً في هذه المسائل.
والدرجات الثلاث قد استعملها المعطلة النُّفاة:
فأمَّا الأولى: فاستعملوها في الأحاديث المخالفة لأقوالهم وقواعدهم، ونسبوا رواتها إلى الكذب والغلط والخطأ في السمع، واعتقاد أن كثيرًا منها من كلام الكفار والمشركين كان النبي ﷺ يحكيه عنهم، فربما أدركه الواحد في أثناء كلامه بعد تصديره بالحكاية فيسمع المحكي فيعتقده قائلًا له، لا حاكيًا، فيقول: قال رسول الله ﷺ. كما قاله بعضهم في حديث قتادة بن النعمان في الاستلقاء. (قلت: وهو عينه كلام البيهقي)
قال: يحتمل أن يكون النبي ﷺ حدَّث به عن بعض أهل الكتاب على طريق الإنكار عليهم، فلم يفهم عنه قتادة بن النعمان إنكاره، فقال: قال رسول الله ﷺ.

وعضد هذا الاحتمال بما رواه من حديث ابن أبي أُويس، حدثني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن عبد الله بن عروة بن الزبير، أن الزبير بن العوَّام سمع رجلًا يُحدِّث حديثًا عن النبي ﷺ فاستمع الزبير له حتى إذا قضى الرجل حديثه قال له الزبير: أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟ فقال له الرجل: نعم. قال هذا وأشباهه ممَّا يمنعنا أن نتحدث عن النبي ﷺ. قد لعمري سمعتَ هذا من رسول الله ﷺ وأنا يومئذٍ حاضرٌ، ولكن رسول الله ﷺ ابتدأ هذا الحديث فحدَّثنا به عن رجلٍ من أهل الكتاب حدَّثه إيَّاه، فجئتَ أنتَ يومئذٍ بعد أن قضى صدر الحديث وذكر الرجل الذي من أهل الكتاب، فظننت أنه من حديث رسول الله ﷺ.
قالوا: فلهذا الاحتمال تركنا الاحتجاج بأخبار الآحاد في صفات الله.
فتأمَّل ما في هذا الوجه من الأمر العظيم أن يشتبه على أعلم الناس بالله وصفاته وكلامه وكلام رسوله كلام الرسول الحق الذي قاله مدحًا وثناءً على الله بكلام الكفار المشركين الذي هو تنقصٌ وعيبٌ، فلا يُميِّز بين هذا وهذا ويقول: «قال رسول الله ﷺ» لما يكون من كلام ذلك المشرك الكافر. فأي نسبة جهلٍ واستجهالٍ لأصحاب رسول الله ﷺ [ق ١٣١ ب] فوق هذا أنه لا يميز أحدهم بين كلام رسول الله ﷺ وكلام الكفار والمشركين، ويميز بينهما أفراخ الجهمية والمعطلة؟ وكيف يستجيز من للصحابة في قلبه وقارٌ وحرمةٌ أن ينسب إليهم مثل ذلك؟! ويا لله العجب! هل بلغ بهم الجهل المفرط إلى ألَّا يُفرِّقوا بين الكلام الذي يقوله رسول الله ﷺ حاكيًا عن المشركين والكفار، والذي يقوله حاكيًا له عن جبريل عن رب العالمين، ولا بين الوصف بما هو مدح وثناء وتمجيد لله ووصفه بما هو ضد ذلك؟ فتأمَّل جناية هذه المعرفة على النصوص!

ومن تأمَّل أحاديث الصِّفات وطُرقها وتعدد مخارجها ومن رواها من الصحابة علم بالضرورة بطلان هذا الاحتمال، وأنه من أبين الكذب والمحال. فوالله، لو قاله صاحب رسول الله ﷺ من عند نفسه لكان أولى بقبوله واعتقاده من قول الجهمي المعطل النافي، فكيف إذا نسبه إلى رسول الله ﷺ؟!
والمقصود أن هذه الدرجات الثلاث قد وضعت الجهمية أرجلهم فيها. فهذه درجة منع كون الرسول قاله. وأكدوا أمر هذه الدرجة بأن أخبار الآحاد يتطرق إليها الكذب والخطأ والغلط، فلا يجوز أن يُحتج بها في باب معرفة الله وما يجب له ويمتنع عليه. وسيمر بك إن شاء الله تعالى ما يقلع هذه الدرجة من أصلها.اه‍

والنقلان من حاشية الشيخ عادل آل حمدان وفقه الله على نقض الدارمي.
#عقيدة #الإيمان #الاستثناء_في_الإيمان

- وجوه الاستثناء عند أهل السنة في الإيمان:

1. يستثني لئلا يزكي نفسه ويمدحها ويشهد لها بما لا يعلم أنه جاء به من الإيمان المطلق المتضمن فعل جميع ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه.

2. أن يستثني لأنه لا يدري أتقبّلَ الله عز وجل منه عمله أم لا؟ فيستثني شكا في القبول.

3. أن يستثني خوفا من سوء الخاتمة، وعدم علمه بالعاقبة.

4. أن يستثني فيما يعلم وجوده ويتيقنه ولا يشك فيه من باب تعليق الأمور بمشيئة الله.

- مستفاد من حاشية الشيخ عادل آل حمدان وفقه الله على الشريعة للآجري.

قلت: وقد ورد في آثار السلف التعليل بالوجه الأول والثاني والرابع، وقال شيخ الإسلام أنه لم يجد من السلف من علل بالوجه الثالث، لكنه قول بعض أهل الحديث من المتأخرين، وقال الأشاعرة به وحده، لكن الأشاعرة عندهم الاستثناء هو في الموافاة على التصديق، لأن الإيمان عندهم التصديق وحده.

*توضيح لبعض ما سبق:

الاستثناء في الإيمان: هو أن لا تقول (أنا مؤمن) هكذا مجردة، بل تقرنها بمشيئة الله (أنا مؤمن إن شاء الله). وليس الاستثناء بشك، فقد قال الله عز وجل (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) مع أنهم لا شك داخلوه، ورغم هذا قرن الله هذا الخبر بمشيئته.