قناة الشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري
11.9K subscribers
2.63K photos
2.48K videos
606 files
22K links
ينشر في القناة كل ما يخص الشيخ حفظه الله من فتاوى ومقالات ومحاضرات وخطب ونصائح ودروس وكتب.
للمزيد موقع الشيخ alzoukory.com
Download Telegram
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة، اليمن حرسها الله.

🗓 السبت 07/شوال/ 1441 هجرية

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 30- الذكر _ والإعراض .


⌚️المدة الزمنية : 19:59

https://t.me/A_lzoukory
🔸🔹🔸🔹🔸

🌍 الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى : https://alzoukory.com/

🔗 رابط حساب الشيخ على تويتر : https://twitter.com/A_Alzoukory?s=08

رابط الشيخ على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCK2Lx1fToSQco2hW3tdgzOg

رابط الشيخ على الفيسبوك
https://www.facebook.com/649918028352367

📲 لانضمام إلى مجموعة الصوتيات في واتساب للشيخ حفظه الله : https://chat.whatsapp.com/E0tkgLrFXQxKgePT5PIat5

📱مشرف المجموعة للاستفسار على واتساب : 967771662116+
🔸🔹🔸🔹🔸
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 5_ *السنة والبدعة.*

*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

في اليوم ٦ / من رمضان / لعام ١٤٤١ .

سنتكلم عن أمرين جليلين.
أحدهما يصل به الإنسان إلى الجنة.
والآخر يستحق به الإنسان النار.
وما بين هذا وهذا إلا أن يكون الإنسان مطبقا لأمر الله عز وجل، وأمر رسوله ﷺ، أو بعيدا عن أمر الله عز وجل وأمر رسوله ﷺ.
ألا وهما: السنة والبدعة.
فإن الله عز وجل أرسل رسله، وأنزل كتبه، وأمر باتباعهما، *﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (٣)﴾*.
*﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)﴾*.
*﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (٢١)﴾*.
*﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٣١)﴾*.
*﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٣٢)﴾*.
*﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ۖ﴾*، *﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ﴾*، الحكمة هي السنة.
وقال تعالى: *﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)﴾*.
وقال سبحانه وتعالى: *﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (٤)*.
فقد بعث الله محمداً ﷺ رسولاً ونبياً وأمرنا باتباعه وحذرنا من مخالفته، *﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)﴾*.
*﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٦)﴾*.
والنبي ﷺ قد حث ورغب في هذا السبيل، ففي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: *«كُلُّ أُمَّتِي يدْخُلُونَ الْجنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى»* قِيلَ: وَمَنْ يَأَبى يَا رَسُول اللَه؟ قالَ: *«منْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجنَّةَ، ومنْ عصَانِي فَقَدْ أَبَي»*.
وفي "سنن أبي داود" وغيره، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: *«أُوصِيكُمْ بِتَقْوى الله، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وإِنْ تَأَمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حبشيٌ، وَأَنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيرى اخْتِلافاً كثِيرا، فَعَلَيْكُمْ بسُنَّتي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»*.
وكان في خطبه يكرر *«فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ وخيرَ الهدَى هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»*.
وقد أخبر النبي ﷺ على فضل المتابعين والمتمسكين بسنته وأنهم موعودونا من الله عز وجل بالخير العظيم، وذلك أنهم يحشرون في زمرة النبي ﷺ، وتنالهم شفاعة النبي ﷺ، ويكرمون على كل عمل يعملونهم بأجرين، أجر المتابعة، وأجر الطاعة. نعم فشأن السنة عظيم.
في "الصحيحين" عَنْ أَنَسٍ رضِي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»*.
وقال رسول الله ﷺ مبينا أن القرآن والسنة كلاهما وحي من الله يجب الأخذ بهما: *«أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»*.
وقد وفي عند السلف أن التمسك بالسنة هو نجاة ولذلك أطلقوا عليها "السنة كسفينة نوح من ركبها نجي ومن تركها غرق".
وقال الزهري أدرك كثيرا من علماءنا يقولون التسمك بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا ومن تعاش العلم من تعاش الدنيا والدين.
وكانوا يختبرون الإنسان في صلاحه بالسنة، فمن كان على السنة فهو الصالح وإن لم يكن على السنة وإن صلى وصام حتى وإن مشى في الهواء كانوا يتهمونه في شأنه، فالشأن يعود إلى الامتثال بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ. لأن الله عز وجل فرض ما فرض وشرع ما شرع للاختبار والابتلاء، قال الله عز وجل: *﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ﴾*.
وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: في هذا أحسنه أخلصه وأصوبه.
أي ما كان العبد فيهم مخلصا لله، وما كان فيه م
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 6_ *الكرم والبخل.*

*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فنحن في اليوم ٧ / من شهر رمضان / لعام ١٤٤١.

نتكلم عن خلقين متقابلين أحدهما ممدوح صاحبه،
والآخر مذموم صاحبه
ألا وهما: الكرم والبخل.

واعلم يا عبد الله أن الله عز وجل قد اتصف بصفة الكرم، كما سمى نفسه: الكريم. لأنها صفة مدح وكمال، وهو الأكرم سبحانه وتعالى.

فمن ذلك أنه ينفق على عباده ومخلوقاته، في "صحيح البخاري" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: *«إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ؟، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»*.
وقد نزه الله عز وجل نفسه عما وصفه به اليهود من قولهم بأن يده مغلولة *﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ﴾*.
فهو سبحانه الغني الكريم، في "صحيح مسلم" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: *«لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَته، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ»*.
وهكذا كان نبينا ﷺ، متحليا بهذا الخلق العظيم، وكيف لا وخلقه القرآن، وكيف لا وهو أحسن الناس أخلاقا، بل بلغ من شأنه ﷺ أنه ما سئل شيئا فقال: لا.
وفي غزوة حنين حين منَّ الله عليه بما منَّ من الغنائم ربما أعطى الغنم للرجل الواحد بين جبلين، وأعطى صفوان بن أمية ثلاثة مائة من الإبل، وأعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى مرداس الأسلمي مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مائة من الإبل، فكان ﷺ كريما جوادا.
اجتمع عليه الناس يسألونه ويلحفون له، فقال: *ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم*.
وهكذا تخلق بهذا الخلق العظيم صفوة الناس بعد الأنبياء والمرسلين.
فها هو أبو بكر رضي الله عنه، ينفق ماله أجمع في سبيل الله، وعمر رضي الله عنه ينفق نصف ماله في سبيل الله، وعثمان بن عفان رضي الله عنه يجهز جيش العسرة وغير ذلك من الأمور، كل ذلك في سبيل الله، فكانوا رضوان الله عليهم كرماء يحبون البذل والعطاء، كما يحب أحدنا الجمع والنماء، فلا سواء بيننا وبينهم، إذ أن الله عز وجل أكرمهم لنصرة نبيه لعلمه بأحوالهم، وصفاء أقوالهم، وجميع حالاتهم.
نعم، فالكرم صفة ممدوحة عند جميع الناس، وقد امتدح الناس حاتم الطائي مع كفره، بسبب كرمه ومع ذلك تجد أن بعضهم يقول: أكرم العرب حاتم الطائي. ولقد كذب.
فإن أكرم العرب مطلقا، وأكرم الناس مطلقا هو رسول الله ﷺ، ثم من سار على سيره ممن بذل أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتأسيا برسول الله ﷺ.

عباد الله، إن الكرم قد يكون جبليا، بحيث أن الإنسان ينشأ عليه ويحب البذل والعطاء، وقد يكون مكتسبا، بحيث أنه ينظر إلى الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية في حثها على الإنفاق والبذل في أوجه الخير، فيسارع إلى ذلك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: *«مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»*.
وفي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: *«مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا»*. نعم يا عباد الله.

وأما الصفة الأخرى فهي: البخل.
هذه الصفة الذميمة التي قال عنها الإمام أحمد وغيره: لا يجتمع الصلاح والبخل أبدا.
لا يمكن أن يكون الرجل صالحا وفي نفس الوقت بخيلا. لأن البخل ينشأ عن سوء ظن بالله، وينشأ عن بعد عن امتثال سنة رسول الله ﷺ، عن جابرٍ : أَنَّ رَسُول الله ﷺ قالَ: *«..اتَّقُوا الشُّحَّ»*. وهو شدة البخل.
فإنه أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم، فما ترى مما وقع بالأمة من القتل والقتال، ومنع المواريث ومنع الحقوق سببه البخل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: *«شرُّ ما في الرجلِ شُحٌّ هالِعٌ وجُبنٌ خالِعٌ»*. نعم، وقد قال الله عز وجل: *﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾*. فكثير من الناس يمنعون ما أوجب الله عز وجل عليهم. وكان الواجب أن يتخلقوا بما تخلق
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 7_ *العدل والظلم.*

*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

في هذا اليوم ٩ / من شهر رمضان / لعام ١٤٤١ .

نذكر خلقين متضادين؛ أحدهما سبب للرفعة في الدارين، والآخر سبب لضعف الحالين.
الأول: العدل، فقد أمر الله عز وجل به، وأحث ورغب عليه، بل إن الله عز وجل متصف بهذه الصفة العظيمة، قال عز وجل: *﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)﴾*، *﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (٤٦)﴾*، ومعلوم عند أهل السنة والجماعة أن الصفات السلبية المنفية تتضمن في حق الله عز وجل كمال الضد، فانتفى عنه الظلم لكمال عدله، وهذا معلوم ضرورة، ثم إن النبي ﷺ أيضا على باب عظيم في هذا الباب، وفي جميع أبواب البر، فكان يكره الظلم ويحذر منه، بل أمر المهاجرين ابتداء أن يهاجروا إلى الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أو كما قال ﷺ .
وقد امتدح الله عز وجل أهل العدل وأمر به *﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)﴾*.
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴾*.
وقال الله عز وجل: *﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ ﴾*، وقال سبحانه وتعالى: *﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩)﴾*.
فالعدل مطلوب، به تقوم السماوات والأراضين، ولأجله نصبت يوم القيامة الموازين، لإظهار عدل الله عز وجل.
وقد قال النبي ﷺ : *«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»* وذكر منهم: *«إمامٌ عادلٌ»*.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ : *«إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»*. أخرجه مسلم في "صحيحه".
وقال عمار: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان:
١- بذل السلام للعالم. ٢- والإنصاف من نفسك.
٣- والإنفاق من الأكتار.

وعَنْ عِيَاضِ الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: *«أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ»*.
وأمر الله عز وجل بالعدل بين الزوجات فضلا عن غيرهن، *﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (٣)﴾*. فإذا خشي الإنسان على نفسه عدم العدل بين زوجاته لا يجوز له أن يعدد لما يأدي فيه من الظلم ونحو ذلك. وأمر النبي ﷺ بالعدل بين الأبناء. عن البشير رضي الله عنه أنه أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ عَطِيَّةً وَإِنِّي أُشْهِدُكَ. قَالَ: *«أَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ هَذَا؟»* قَالَ لَا، قَالَ: *«فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ»*.
ثم إن الإسلام دين العدل، دين يدعوا إلى العدل، ويرغب فيه، وهناك فرق بين العدل والمساواة، فالمساواة لا تجوز بين الرجال والنساء، *﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ﴾*، ولا بين العالم والجاهل، *﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩)﴾*. وفي أمور كثيرة، ولكن العدل يلزم الجميع بحيث يعطى كل ذي حق حقه، والعادل يرجى أن تكون دعوته مستجابه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله ﷺ : *«ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»* رواه الترمذي (٢٥٢٥)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٠٥٠).
فدعوته مستجابة، وعمله بإذن اللّٰه تعالى مقبول، وفعله ممدوح عند القاصي والدان، ولذلك أخبر النبي ﷺ عن خيار الأئمة الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وهذا لا يكون إلا في حق من كان عادلا منهم، فإن من لازم العدل عرف به، وشهر به، وكان عفيفا عن المظالم، سواء المظالم المالية، أو المظالم العلمية، أو المظالم العملية، العدل من طبقه على نفسه وعلى غيره استقامة حاله.

عن
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 8_*شكران النعم وكفرانها.*


*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

في يوم ١٠ / من رمضان / لعام ١٤٤١.

نتذاكر أمرا محمودا، وأمرا مذموما في شرعنا، ألا وهما: شكران النعم وكفرانها.

فإن الخلق الأول من أشهر وأظهر سمات المؤمنين، والخلق الثاني من أشهر وأظهر صفات الكافرين. ولذلك قال الله عز وجل: *﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٧)﴾*. وهذا أمر عام في جميع نعم الله، الظاهرة والباطنة. فإن النعمة إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت، ولذلك قيل:

*إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَاِرعَها*
*فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم*
*وَحافِظ عَلَيها بِشكر الإِلَهِ*
*فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم*
والأمثلة على ذلك ظاهرة وجلية، والله عز وجل أمر آل داود وهو أمر لجميع المؤمنين، *﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (١٣)﴾*. وسيقت هذه الآية في سورة سبأ، ذكر الله شكر آل داود، وما وعدهم به من الخير وذكر بسليمان وأعطاه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، بسبب شكره وذكره وطاعته ودعائه ربه. بينما دمدم على قوم سبأ، الذين أعرضوا فكان ما كان، *﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (١٧)﴾*.

فحمد الله وشكره من الأمور المهمة في ديننا وشرعنا، ولذلك افتتح الله كتابه وخلقه بالحمد، *﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾*. *﴿الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١)﴾*. وختمها بالحمد *﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٧٥)﴾*. حين أدخل أهل الجنة الجنة وخلدوا فلا موت، وأدخل أهل النار النار فخلدوا ولا موت، قال: *﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾*. يحمد على عظيم مننه، وكريم نعمه، كما يحمد على عظيم عدله سبحانه وتعالى، ولأهمية الحمد افتتح به اليوم واختتم، *﴿فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)﴾* وربنا عز وجل يرضى عن العبد، يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها، إذا كانت شربة وأكلة يرضى الله عنك إذا حمدته عليها، فكيف إذا حمدته وشكرته على نعمة الإسلام والسنة والاستقامة وغير ذلك من النعم العظيمة، إن حمد الله وشكر الله من أعظم أسباب رضا الله، وإن الله ابتلى العباد بالشكر والكفر، *﴿هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠)﴾*.
أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع، لاختبار الناس من الذي يشكر النعمة فيضاعفها له ويزيدها عليها، ومن يشكر الله يلقى المزيد، ومن يكفر الله يلقى الغار، ومن الذي يكفره فتسلب منه النعمة، *﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ﴾*. نعم يا عباد الله، فعلى الإنسان أن يكون شاكرا لله بلسانه حاله ومقاله، لأن الشكر ليس هو شكر اللسان فقط، كما يظنه جماهير الناس بل الشكر يكون لله بالقلب استكانة وخضوعا ويكون باللسان ذكرا وثناء، ويكون بالجوارح انقيادا واستسلاما، ولذلك كان النبي ﷺ يقوم الليل حتى تتفطر قدماه قيل له، قال: *«أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»*.
فالعبد الشكور هو الذي يسخر جوارحه في طاعة الله، وفي مرضاة الله، ومن أشهر وأظهر طرق الحمد والشكر: اللسان. أن يكون هجيم العبد، الحمد لله والشكر لله *﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١)﴾*.

ومن حمد الله وشكره شكر من أحسن إليك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: *«لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا ﻣَﻦْ ﻟَﺎ ﻳَﺸْﻜُﺮُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ»*.

فيا عباد الله حافظوا على شكر الله، يزدكم الله عز وجل من فضله، فهو الشكور ومن شكره أنه يضعف للعبد الحسنة إلى عشر أمثالها إلى سبعة مائة ضعف، *﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَ
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 9_*الصمت والكلام*

*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فنحن في اليوم ١١ / من رمضان / لعام ١٤٤١.

نتكلم عن أمرين مهمين؛ ألا وهما: الصمت والكلام.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»*. دل الحديث على أن الإنسان ينبغي أن يسخر لسانه بالكلام الممدوح، الكلام المقرب إلى الله عز وجل، إلى الذكر والدعاء وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذل النصيحة، وغير ذلك مما أباحه الله عز وجل.
*«أَوْ لِيَصْمُتْ»*، فإن الصمت سبب للسلامة من معرة اللسان، إذ أن الله عز وجل يقول: *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)﴾*. أمر بملازمة القول السديد، الموافق للقرآن والسنة، ولهذا قال بعضهم:

*إذا لم تجد قولا سديدا تقوله*
*بصمتك عن غير السداد سداد*

والمرئ بأصغريه قلبه ولسانه، فبصلاح القلب صلاح الظاهر والباطن، وبصلاح اللسان استقامة الحال والمئال، وكم من إنسان رفعه الله الدرجات العلى بكلامه، وكم من إنسان كان في الدركات السفلى بسبب كلامه، عن بِلال بنِ الحارثِ المُزنيِّ أنَّ رَسُولَ الله ﷺ قالَ: *«إنَّ الرَّجُلَ ليَتَكَلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ اللهِ تَعالى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ الله لَهُ رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِنْ سَخَطِ الله مَا كَانَ يظُنُّ أنْ تَبْلُغَ يكْتُبُ اللَه لَهُ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ»* وفي بعضها: *«يهِوي بهَا في جَهَنَّم»* أبعد مما بين المشرق والمغرب. وفي قال العامة: "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن أهنته هانك".
وفي الحديث *«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ»* -أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- *«إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ»* رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. 

وكان ﷺ يكره: قيل وقال، لأنه كلام مبني على الحدث والظن، وكلام يتضمن الغيبة والنميمة والبهت، وقد وَسُئِلَ ﷺ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: *«الْفَمُ وَالْفَرْجُ»*. الفم بكلامه فيما لا يعنيه وبكلامه في الباطل، وبأكله للحرام، وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: *«اضْمَنُوا لِى سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ»* وذكر منها: *«اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ»*. فالتكن صادقا في قولك، ومسخرا بقولك في طاعة الله عز وجل، *﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦)﴾*.

*والصمت أليق بالفتى*
*من منطق في غير حينه*

فإذا لم يكن كلامك في ما يأدي إلى مرضاة الله فالصمت أليق، أما إذا كان الكلام حرام فالصمت واجب، ولا يترجح الكلام على الصمت إلا إذا كان في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة والذكر والدعاء وغير ذلك مما يقرب من الله عز وجل، ويحبه الله عز وجل.
وأما إذا كان الكلام على غير ذلك فهو مسطر عليك ومقيد، كله مسطر عليك ومقيد لكن هذا ستحاسب عليه، وما قولك حين تسأل عن كل كلمة صدرت منك، *﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾*. رقيب عن يمينه، وعتيد عن يساره، يرقبان جميع أعماله وأقواله.
نسأل الله السلامة والعافية

فعلى الإنسان أن يراقب الله عز وجل في كلامه وصمته، كما أنك تتعبد لله عز وجل بالصلاة والصيام والقيام والحج وغير ذلك من الفضائل والأركان كذلك تعبد لله عز وجل بكلامك وصمتك. ومن قلَّ كلامه قل خطأه ومن كثر كلامه كثر خطأه. نعم يا عباد الله، والنبي ﷺ كان أحسن الناس في هذا الباب، إذا تكلم تكلم ثلاثا أي بالخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعليم. وكان بعيدا عن فضول الكلام، كما أنه كان بعيدا عن فضول الشراب والطعام، وإنما كان ملازما لأحسن الأحوال والأقوال، فلنتأسى به، ولنقتدي به، لعل الله عز وجل أن يكرمنا أن نحشر في زمرته، وأن نكون على طريقته.
وقد كثر الكلام في هذه الأيام وقلَّ الصمت إلا من رحم الله، لاسيما مع وجود وسائل التواصل، فكل يتكلم لكن قلَّ من يتكلم بالحق وينصر الحق ويدعوا إلى الحق، فلا تتكلم ولا تنشر إلا ما ترجوا خيره، وإلا فالصمت زين، وكما قال المتقدم إذا كان الكلام بالفضة فالسكوت من ذهب.
اذا كان الكلام من فضة وله شأن وقيمة، فالسكوت أغلى منه وهو الذهب. وقيل لي لقمان الحكيم: اذبح شاة وأتيني
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 10_*التواضع والكبر.*

*بسم اللّٰه الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فقد وصف الله عز وجل نفسه بقوله: *﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾* وذكر منها: *﴿الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾*، فهو الجبار ذو الجبروت، والمتكبر ذو الكبرياء، ولذلك قال سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ: *«قَالَ الله عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه»* رواه مسلم.
وحق له أن يتكبر سبحانه وتعالى، فهو الكامل في ذاته، والكامل في صفاته، لا يقهر ولا يغلب، والملك ملكه، والأمر أمره. بينما كان الكبر في حق الإنسان ضعه ضعف وسوء الخلق، لأن الإنسان ضعيف في طبعه، ومحتاج إلى غيره، فكان المتعين أن يتواضع، عن أبي هُريرة: أَنَّ رسولَ الله ﷺ قَالَ: *«ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»* رواه مسلم.
قيل معنى الحديث: رفعه في الدنيا بثناء الناس عليه، ورفعه في الآخرة الدرجات جزاء عمله. وعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«إِنَّ اللهَ تعالى أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، ولَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ»*. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
فالتواضع يحملك على لين الجانب، وحسن الحديث مع الغير، والإحسان إليهم والتجاوز عنهم، فهو خلق عظيم سبب لكثير من الأخلاق العظيمة الجليلة الجميلة، ولهذا كان النبي ﷺ يحلب شاته ويفلي ثوبه ويخسف نعله، وهذا يدل على عظيم تواضعه، خير البرية وأفضل البشرية، يصلح نعله إذا انقطع، ويحلب شاته إذا أحتاج إلى اللبن، ويخيط ثوبه إذا أحتاج إلى الخياطه، وربما جاءت الجارية الصغيرة فتأخذ بيده ﷺ وتشكو عليه حتى يكمل حاجتها. وكان لا يأنف أن يجلس مع الضعيف و المسكين وكانوا عند قريش عبيد ومع ذلك كان يجالس صهيب الرومي، وبلال الحبشي وعبد الله بن مسعود الهذلي وفي المدينة من أمثال سلمان الفارسي، وكلهم عنده في المقام المعلى، لأنهم أصحاب العمل الصالح، وأصحاب الإيمان، وكان ﷺ ربما دعي إلى ذراع أو كراع فيجيب وربما دعي إلى ورقة فيجيب وهذا من عظيم تواضعه، وربما جلس على الأرض ويركب على الحمار والبغلة البعير بل كان يعتقب في غزوة بدر على بعير واحد هو وعلي بن أبي طالب وأبو لبابة ﷺ، قالوا يا رسول الله: اركب فأنت أحق قال ما أنتم بأقوى مني ولا بأحرص على الأجر مني .. أو كما قال ﷺ. كل هذا تواضع.
الآن إذا رأيت مسؤول ربما مدير مدرسة أو ربما مسؤول على كتيبة أو على دون ذلك وإذا به فين، ما أحد يصل إليه. وذاك خير البشرية رسول ومع ذلك كان في غاية التواضع لله، والتواضع مع عباد الله. وهكذا أصحابه، أبو بكر رضي الله عنه لما قال لي بلال وصهيب وسلمان: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟ قال له النبي ﷺ: *«يَا أَبا بَكْر، لَعلَّكَ أَغْضَبْتَهُم؟ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ»*، وما أخذه الكبر ويقول كيف أنا أبو بكر أنا الذي ناصرك أنا الذي بذلت مالي أنا الذي فعلت، أبدا. وإنما ذهب إليهم: يَا إِخْوتَاهُ، آغْضَبْتُكُمْ؟ قالوا: لا يغفر الله لك يا أخي. ما بينهم شيئا انظروا إلى تواضعه يذهب ويعتذر من خطإه، ومما حدث منه، وهكذا كانوا يتواضعون لأنفسهم فقلّت خلافاتهم وعظمت محبتهم وزادت مكروماتهم، فمن أقتر على أخيه إعتذر، ومن كان ذا سعة أنفق وبذل وشكر، ورباهم النبي ﷺ وعلمهم وأدبهم على هذا الخلق العظيم، يجتمعون في المساجد الغني والفقير والجميع فيجتمعون في الحج بلباس واحد يجتمعون في العيد لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى، *﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾*.
وأهل الجنة هم أهل التواضع كل ضعيف متضعف، ضعيف في نفسه ويتضعف للمسلمين، وما أحسن تلك الأبيات التي ربما قد سُمعت لأكثركم:

*تواضع تكن كالنجم*
*لاح لناظرٍ على صفحات الماء وهو رفيع*.
يظهر كأنه في البركة، وهو في أعالي السماء.
*ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه*
*إلى طبقات الجو وهو وضيع*
دخان يسبب الأذى للأنف والأذى للعين، ومع ذلك يطلع إلى الأعالي، فتواضع بارك الله فيك، وأعظمه التواضع لله، بالتوحيد وإفراد الله بما يجب له، فإن إبليس أصل كفره الكبر، *﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤)﴾*.
*﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا﴾*، فأعظم أسباب كفر الكافرين الكبر، الكبر على دين الله، الكبر على رسل الله، الكبر على المستضعفين من عباد الله. انظر إلى قوم صالح ح
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 11_*الحياء والجفاء*.


*بسم الله الرحمن الرحيم*


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد:

فنحن في اليوم ١٣ / من رمضان / لعام ١٤٤١.

وسنتكلم عن خلقين أحدهما من صفات أهل الإيمان، والآخر من صفات أهل النفاق والإجرام، ألا وهما: *الحياء والجفاء*.
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ ﷺ قال: *«الحياء مِن الإيمان، والإيمان في الجنَّة، والبَذَاء مِن الجَفَاء، والجَفَاء في النَّار»*. فالحياء يا عباد الله صفة عظيمة، من اتصف بها رجي خيره وقلة معاصيه وشروره، ومن حرمها لم يبالي ما صدر منه، وكان في حديث عقبة بن عمرو رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: *«إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ، إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ»*. والعامة يقولون: إذا لم تستحي فاصنع ما تشتهي. وهذا ليس على الإباحة، وإنما هو على الإنكار والتهديد والذم، فإذا قل حياء المرئ يصدر منه كل الشر، وإذا عظم حياءه كانت أعماله على الخير والصلاح. ولهذا قال النبي ﷺ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عند "مسلم": *«الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ»*. أتفق عليه في هذه اللفظة.
وفي حديث عمران بن حصين قال النبي ﷺ: *«الحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ»*. وفي لفظ: *«الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ»*. وفي لفظ: *«الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»*. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه مر النبي ﷺ برجل يعظ أخاه بالحياء قال: *«دَعْهُ فَإِنَّ الحَيَاءُ لَا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ»*.
وأخبر النبي ﷺ أن الحياء والإيمان مقرونان فإذا رفع أحدهما رفع الآخر.
الحياء من الله عز وجل مطلوب وسبب للضفر، سأل رجل النبي ﷺ عما يظهر من عورته فأمره أن يحفظ عورته، فسأله عن التعري إذا كان وحده، قال: *«فاللهُ أحَقُّ أن يُستَحْيا مِنه»*. والنبي ﷺ رأى شبابا يلعبون وهم عراة فقال ﷺ: *«لَا مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا، وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا»*.
وقد كانت نسائهم لا سيما ذات الخدر ذات حياء وعفة، وحشمة فقلة عندهم الشرور وكثرة عندهم أفعال الخير. ومن أعظم من اتصف بالحياء من المخلوقين النبي ﷺ. قيل في وصفه: *"كَانَ أشدَّ حياءً من عذراءَ في خِدْرِها"*.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يستحيون منه، حتى لربما لم يرفعوا وجوههم إلى وجهه، كما قال عمرو بن العاص رضي الله عنه ولو سئلت أن أصنف النبي ﷺ ما استطعت. لأنه كان يستحي أن يرفع وجهه إليه.
شاهدنا ما جاء في الحديث
*«إنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ»*.

فيا أيها المسلم، ينبغي أن تغلب في قلبك هذه الصفة، فإن منها الجبلي الذي جبل الله عز وجل الناس عليه، ومنها المكتسب حيث تعلم أن الله عز وجل يراك، وتستحي أن تلقى الله بذنوبك وتستحي أن ترى لي في أماكن التهم والريب والفساد، فإنك إذا فعلت ذلك كنت في خير وصرت إلى خير حتى ولو كنت وحدك، في ليلة مظلمة وغرفة موصدة، تستحي من الله أن ترى ما لم يأذن به، أو أن تفعل ما لم يشرعه، بل ربما ما يكون قدحا رماه سبحانه وتعالى. فعلى الإنسان أن يتقي الله عز وجل في خلواته وجلواته، من قبل أن يقف بين يدي الله فما يكون جوابه، حين يحاسب على أعماله.
فعلى الإنسان أن يلازم الحياء، ويعلم الأبناء به، وتعلم النساء. بينما كثير من الناس إذا رأى ولده على حياء أو رأى وليته على حياء وإذا بهم يجرهم إلى الشر، ربما زجر الولد عن الحياء وربما دعا وليته إلى نزع الحياء بدعوة التحضر وأن الاختلاط رجعية، وأن الناس على حال سواء، كلنا إخوة، أو كلنا كذا، والنبي ﷺ يقول: *«الْحَمْوُ الْمَوْتُ»*. فعلينا أن نعود أنفسنا الحياء مع الله أولا، ثم مع سنة رسول الله ﷺ ثانيا، فنبتعد عن البدع والمنكرات والمحدثات، ثم مع العباد ثالثا فلا يصدر منا إليهم ما يسيئ ولا تظهر من أعمالنا القبيحة ما يشيم مع وجوب التوبة في السراء والضراء لكن بعض الناس قد يجاهر لقلة الحياء الذي في قلبه، قال النبي ﷺ *«أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَاهرةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا»*. فيكشف ستر الله عليه.

وأما الجفاء، والبذاءة فهي من أخلاق أهل النفاق، جفاءة في أخلاقهم، وبذاءة في أقوالهم، وهذه مخالفة لطريق أهل الإيمان والإحسان، فمن تقدم سبيلهم الحياء في كلامهم مع غيرهم في معاملاتهم مع غيرهم، وهؤلاء سبيلهم الجفاء غلظه القول وشده الفعل وبغض في القلب إلى غير
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 12_ *الغيرة وعدمها*


*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

في يوم ١٤ / من رمضان / لعام ١٤٤١ .

نتكلم عن أمر اتصف الله عز وجل به، واتصف به رسوله ﷺ، ويتصف به خلص المؤمنين في كل زمن وحين، والآخر إنما هو خلق الفاسقين، ومن ضعف عندهم التمسك بالدين، ألا وهو الغيرة على محارم الله، وعدم ذلك.

وقد جاء في الصحيح عن عائشة وغيرها أن النبي ﷺ، قال: *«يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ»*. فحرم الله عز وجل الزنى واللواط، وغير ذلك من الفواحش التي يتعاطاها الإنسان الجاهل، الجهول. غيرة منه سبحانه وتعالى. وهي صفة تليق بجلاله *﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)﴾*.
وفي الحديث أن سعد بن عبادة رضي الله عنه، قال: "يا رسول الله والله لو وجدت رجلا عند امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح". أي يضربه ضربة قاتلة ويبادره بها. فالتفت النبي ﷺ إلى أصحابه وقال لهم: *«أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ فَوَاللهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْه وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي»*. فهو خلق يتصف به كل إنسان عنده كرم وشجاعة ومروءة وعفة يغار على زوجه، وعلى محارمه، أن يقع أو يتعرض لهم بالسوء.
عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: *«دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ»*.فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ أَوَ عَلَيْكَ يُغَارُ.

شاهدنا أن غيرة عمر قد علمت عند رسول الله ﷺ وعند غيره من المسلمين وهكذا كان رجالهم،
وفي "الصحيح" عن أبي سعيد أن شابا تزوج امرأة، ثم استأذن النبي ﷺ، ورجع إلى بيته فوجدها على باب البيت، فاختلط سيفه، فقالت له لا تعجل، فلما قرب رأى الحية العظيمة في البيت، فقالت له: هذا الذي أخرجني، فدخل وبادرها بطعنه فاهتز قالوا: ما ندري أيهما أسرع موتا الحية أم الشاب. ثم قال النيي ﷺ: *«إن هذه البيوت فيها جنان»* أي: حيات *«من الجن فانذروهن ثلاثا»*
الشاهد غيره هذا الشاب حيث رأى امرأته على باب الدار.
وهكذا تزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنها وعن أبيها، واشترطت عليه أن تخرج للصلاة في المسجد فكان يخرجها على مضمن ويقول: قال النبي ﷺ: *«لا تَمْنَعوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ»*.
واشتهر الزبير بن العوام بالغيرة، على زوجه، ولما تزوج عاتكة بعد موت عمر رضي الله عنه اشترطت عليه أن تخرج إلى المسجد، فأذن لها مع كراهته لخروجها، وففي ليلة من الليالي عمل حيلة واختبأ لها في مكان فلما خرجت من عنده ضربها على عجزتها فرجعت تجري إلى بيتها، ثم قال: رأيتك لم تشهدي الصلاة. قالت: كنا نخرج للصلاة إذ صلح الناس، فلما فسد الناس بقينا في بيوتنا. أو بمعنى ما قالت.
فالشاهد أن غيرة الرجال على نسائهم ومن إليهم وغيرة النساء على أنفسهن يعتبر من أعلى وأحسن الصفات المبعدة لهذا الإنسان عن أسباب الشهوات المفضلة إلى ضياع الدنيا والدين نسأل الله السلامة والعافية.
كن النساء في عهد النبي ﷺ يشهدن الصلاة متلفعات بمروطهن لا يعلمهن أحد من الغلس، يخرجن متلفعات متجلببات، وأمر الله عز وجل بالحجاب، وأمر الله عز وجل بقرار المرأة في بيتها، ونهى الله عز وجل عن التبرج، تبرج الجاهلية، كل ذلك غيرة أن تنتهك حرمة المسلم.
والغيرة، غيرتان:
غيرة ممدوحة؛ يحبها الله.
وغيرة مذمومة؛ يبغضها الله.

فالممدوحة: هي التي تكون عن ريبة، إذا رأى ما يريبه في أهل بيته أو من يليه زجرهم وعطرهم عما هم فيه.
والمذمومة: أن تكون على غير ريبة، والناس في هذه الصفة، ثلاث أقسام صفة الغيرة:
منهم من يغار في الحق والباطل، وربما شدد على نفسه وعلى زوجه، ودخل في باب الوساوس وتَعِب وأَتْعَب.
ومنهم من لا يبالي من خرج ومن دخل ومن ذهب ومن أتى، وعلى أي حال.
ومنهم الوسط وهم الذين يعلمون أنفسهم وأهاليهم طاعة الله عز وجل وإذا رأى ما يحتاج إلى تقويم قوم ونحو ذلك.
فاستقامة الأسرة المسلمة قائمة على الغيرة، الغيرة على المحارم، الغيرة على حرمات الله أن تنتهك.
والأمر الثاني المستقبح: *الدياثة*.
وهو أن يرضى في أهله الفساد، ولا يلزم الفاحشة المستقبحة العظيمة، ولكن من رضي حتى ما دون ذلك.
وفي الحديث *«لا يدخلُ الجنَّةَ دَيُّوثٌ»*. فكثير من الناس لا يلتفت إلى أهل بيته وما يقع منهم، يا أخي المرأة مسكينة ضعيفة العقل ضعيفة الدين، سريعة التأثر.
*خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ*
*وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ*
والنبي ﷺ يق
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 13_ *البر والعقوق*.


*بسم الله الرحمن الرحيم*

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ﷺ.

أما بعد:

في يومنا هذا ١٦ / من رمضان / لعام ١٤٤١.

نتكلم عن أمرين عظيمين أحدهما من أسباب خيري الدنيا والآخرة، والثاني من أسباب شر الدنيا والآخرة. نسأل الله السلامة والعافية. ألا وهما: البر والعقوق للوالدين. وتعلمون أن الله عز وجل قد قرن حق الوالدين بحقه في مواطن من كتابه، فقال: *﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾*، وقال: *﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ﴾*، وقال: *﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ﴾*، وأيضا يقول الله عز وجل: *﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾*.
*﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (١٦) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧)﴾*. ضرب الله مثلين لرجلين أحدهما بار بأبويه والآخر عاقل لأبويه فذكر من شأن البار أن أعماله متقبلا وأنه مرفوع الدرجات في الجنان بينما ذكر في شأن العاق أنه خاسر في الدارين. نسأل الله السلامة والعافية.
وقد أخبر النبي ﷺ عن فضيلة البر بالوالدين حتى قال ﷺ: *«إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ»*. رواه مسلم. فإذا كان وصل حب أبيك وحب أمك من البر فكيف ببر أبيك وأمك وقد سئل النبي ﷺ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: *«أُمُّكَ»* قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: *«ثُمَّ أُمُّكَ»* قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: *«ثُمَّ أُمُّكَ»* قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: *«ثُمَّ أَبُوك»*. وفي رواية: «أمك وأباك ثم أدناك أدناك».
وقد سلك السلف رضوان الله عليهم أعلى درجات البر، فها هو ابن عمر يجد أعرابيا فيسأله عن أبيه فيعرفه أنه كان صديقا لعمر فيعطيه عمامته ويعطيهم متاعه فقيل له: يا ابن عمر إنه من الأعراب وإنهم يرضون بالقليل. قال: إن هذا كان أبوه صديقا لعمر وقد سمعت النبي ﷺ يقول: *«إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ»*.
عباد الله حق الوالدين عظيم سواء أحسن إليك أم أساء، فيجب عليك أن تحسن إليهم لأننا نجد كثيرا من الناس يستحلون عقوق الآباء والأمهات بدعوى أنهم لم يحسنوا إليهم. إذا كان أحسانك إلى أبيك وأمك إنما هو جزاء لإحسانهم فهذا ليس من الإحسان "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" فيجب عليك أن تكون بارا لأبويك وأنت صغير عندهما مهما كبرت وهذه حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها لأننا قد نجد العتاب من آبائنا وأمهاتنا وقد شابت لحانا وحده أثبتت ظهورنا لأن الأب والأم يرون ابنهم في موطن الطفل وحُق لهم ذلك فهم الذين ربو قاموا عليه وهم السبب في وجوده فلذلك ينبغي لك أن تكون متحرزا في برهم والإحسان إليهم في جميع الأحوال إلا إذا أمروك بمعصية فلا سمع ولا طاعة، فالطاعة لله عز وجل لرسوله ﷺ. ومع ذلك *﴿قُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)﴾*. إذا كان مسلمين تدعون لهما بالرحمة، ولا تقل لهما أف وهو أدنى الكلمات. ولا تنهرهما فكيف بمن يضربهما ويسيء إليهما نعوذ بالله من الخذلان. قال النبي ﷺ: *«مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ»*. قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ: هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ. قَالَ: *«نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ»*. وذكر النبي ﷺ الكبائر كما في حديث أنس وعبدالله بن عمرو بن العاص وأبي بكرة، فقال: *«الك
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 14_ الغلو والجفاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
في هذا اليوم السابع عشر من رمضان لعام 1441 هـ نذكر امرين حصل بهما الضرر الديني والدنيوي ويحصل بهما الضرر في الدنيا و الأخرة وقل من يسلم منهما ألا وهما:
[ الغــلو والجـفاء ]
الإفراط والتفريط ، التشدد والتساهل وغير ذلك من المسميات فهذان المرضان أَثَّرَا على اكثر الناس وافسَدَا معايشهما كما فسدت أديانهما ولذلك حذر الله عز وجل وحذر رسوله صلى الله عليه وسلم منهما لان دين الله عز وجل وسط بين الغالي والجافي ، بين المتنطع والمتساهل.
قال الله عز وجل: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة : 143] أي عدلاً خيارا في جميع شؤونهم القولية والفعلية والاعتقادية.
أهل الإسلام المتابعون للنبي عليه الصلاة والسلام هم العدل الخيار وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على المتشددين والمتنطعين ثلاثاً فقال كما في حديث ابن مسعود عند مسلم : «هَلَكَ المُتنَطِّعونَ ، هَلَكَ المُتنَطِّعونَ ، هَلَكَ المُتنَطِّعونَ ».
فإن قلنا بأن هذا خبر فخبر النبي صلى الله عليه وسلم واقعٌ وإن قلنا بأنه دعاء فأكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم مستجابة.
وكذلك حذر الله عز وجل أهل الكتاب وهو تحذيرٌ لنا ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ ﴾ [النساء :171] ، ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة:77].
في موطنين حذرهم من الغلو والجفاء فقد غلا النصارى في عيسى حتى عبدوه وألَّهوه ودعوه ورجوه من دون الله عز وجل وزعموا أنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة وغير ذلك من الأقوال البائرة وجفاه اليهود حتى زعموا أنه ولد زنية ومكروا لقتله لولا أن الله عزوجل رفعه إليه وهكذا في باب العبادات ابتدعت النصارى كثيراً من العبادات وترك اليهود كثيراً من الأعمال الصالحات.
فالفاسد من هذه الأمة بالغلو أو بالجفاء له حظٌ من متابعة اليهود و النصارى والسالم هو المتابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعلى المسلم أن يحتاط لدينه وأن يكون عاملاً بما يرضي الله رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمار ثم اخذ مثل حصى الخذف ثم قال:« بهذا فارْموا، وإيَّاكم والغُلُوَّ ، فإنَّما أهلَكَ مَن كان قبلَكمُ الغُلُوُّ » أي في الدين.
وما من عملٍ من أعمال الإسلام إلا وللشيطان فيه نزغتان نزغةٌ إلى الغلو ونزغةٌ إلى الجفاء لان الشيطان ينظر إلى كيفية إغواء الإنسان فإن رآه من الحريصين على العمل بالدين أتاه من باب الغلو وإن رآه من باب المفرطين جاءه من باب الجفاء.
فأغلق على الشيطان المداخل وإياك أن تكون في حبائله فإنه سيُرديك والنبي صلى الله عليه وسلم دخل بيته فاخبر عن ثلاثة نفر ؛ ثلاثة من أهل الصلاح ؛ ثلاثة من أهل الخير ؛ثلاثة من أهل المحبة جاءوا إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يسألهن كيف يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ؛ كيف يصلي؛ كيف يصوم؛ كيف ينام؛ كيف يقوم فلما أخبروا بأعمال النبي صلى الله عليه وسلم من صلاةٍ وصيامٍ وقيامٍ وذكرٍ ودعاءٍ كأنهم تَقَالُّوهَا يعني رأوها قليلة ؛ ما السبب قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه فله أن يعمل هذه الأعمال ثم قال احدهم أما أنا فلا أتزوج النساء أبدا يريد أن يتبتل ويتفرغ للعبادة وقال الثاني وأما أنا لا انأم الليل أبدا يريد أن يحيي الليل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وقال الثالث وانا لا افطر أبدا يريد أن يصوم الدهر متقرباً به إلى الله عز وجل فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك هل قال هؤلاء أرادوا الخير يتركون .
لا بل قام خطيباً مغضباً فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا قالوا نعم يا رسول الله قال أما اني أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي.
البعد عن السنة مهلكة للعبد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبدالله بن عمرو « لكلِّ عملٍ شِرَّةٌ »نشاط وقوة وإقبال « و لكلَّ شِرَّةٍ فترةٌ » كسل وبُعد وتساهل « فمَن كانَت فترتُهُ إلى سنَّتي فقد رشد ومَن كانَت فترتُهُ إلى غيرِ ذلكَ فقَد ظل» أو « هلَكَ » كما جاء في بعض الروايات.
نعم عباد الله ولو تأملنا الساحة الإسلامية لوجدنا أن الفساد الحاصل في الأمة إما بسبب الغلو أو الجفاء سواءً في المسائل العقدية أو المسائل العملية أو المسائل الفقهية أو غير ذلك من المسائل.
فنجد أن الرافضة والصوفية والباطنية ومن اليهم غلوا في تعظيم الأموات حتى بنوا على قبورهم القباب وصرفوا لها الندور وزاروها مع زهدهم في زيارة البيت الحرام واسبلوا
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 15_ السماحة والتشديد والمشـاحـة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

في يومنا هذا الثامن عشر من رمضان لعام 1441هـ نتكلم عن خلقٍ عظيم ألا وهو
[السماحة ويضاده التشديد والمشاحة].
وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة كما في حديث ابن عباس لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية بل هو دينٌ قائمٌ على السماحة والتيسير في العبادات والاعتقادات والأخلاق والمعاملات.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:« إنَّ هذا الدِّينَ يُسرٌ ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا».

وقال النبي صلى الله عليه وسلم داعياً لأهل السماحة: « رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى » أخرجه البخاري عن جابر عنده سماحة وسعة صدر وسهولة في بيعه وشرائه وأخذه وعطائه.

وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الإيمان فقال الصبر والسماحة كما في حديث عمرو بن عبسة وهو ثابت وله شواهد افضل الإيمان الصبر على طاعة الله وعلى أقدار الله وعن معصية الله.
والسماحة سماحة النفس في جميع معاملاتها في بيته ؛ مع جيرانه ؛ مع أرحامه بل مع أعدائه فهي خلقٌ عظيم تميز به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وامر به وحث عليه ورغب فيه ولذلك قال :
« أَقِيلوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهِم » وهذا من السماحة اذا اخطأ عليك رجلٌ من ذوي الهيئات ربما غلبته نفسه أو أزه شيطانه وفي الأصل انه ليس من أهل هذا الشأن فعاجله بالإقالة والعفو والمسامحة والجزاء من العمل اذا كنت من أهل السماحة جاءتك السماحة وان كنت من أهل المشاحة حصلت عليك المشاحة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم كان رجل يبايع الناس وكان يقول لغلمانه انظروا المُعسِرِ وتجاوزوا عن المُوسِرِ لعلَّ اللهَ أن يتجاوَزَ عنَّا فلما لقي الله عز وجل بكثير عملٍ غير صالح إلا انه كان متميزاً بهذا الخلق العظيم وهذه الصفة الجليلة قال الله عز وجل :« نحنُ أحقُّ بذلِك منه تجاوَزوا عن عبدي».

انظروا إلى هذا الفعل القليل كيف كان جزائه هذا العفو الكثير من الله عز وجل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« اللَّهُمَّ، مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ ».

السماحة سببٌ لرفق الله بك وعون الله لك ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« واللهُ في عَونِ العَبدِ ما كان العَبدُ في عَونِ أخيهِ » ؛ « ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ ».

فتخلق بهذا الخلق ومنه المكتسب الذي يحتاج إلى ترويض النفس عليه ابتغاء الأجر والمثوبة ومنه الجبلي إذ يكون هذه النفس طبيعتها السخاء والسماحة والتجاوز والعفو والصفح وما رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم امرٌ إلا امر فيه بالعفو ؛ بسماحة نفسه بل جاءه الرجل يقول يا رسول الله اني زنيت فأعرض عنه؛ اني زنيت فأعرض عنه ؛ اني زنيت فأعرض عنه حتى قالها الرابعة لم يكن معاجلاً صلى الله عليه وسلم بالعقوبة ولكنه كان يستأني ويعفو ويصفح.

ولا اعظم مما حصل له من كفار قريش من الأذى ومن كفار الطائف من الأذى ومع ذلك يأتيه ملك الجبال وجبريل فيقول له هذا ملك الجبال مره بما شئت فيقول:
«إني لأرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا » أي درجة من السماحة انه يُرجم حتى تُدمى رجلاه ولشدة ما نزل به لم يفق إلا بقرن الثعالب يمشي من الطائف إلى قرن الثعالب قريب من عشرين كيلومتر ولا يدري مشى أم لم يمشي فأفاق بقرن الثعالب حين جاءه جبريل ومع ذلك بادر بالدعاء لهم والاستئناء بهم لعل الله عز وجل أن يجعل فيهم من يكون عابداً موحداً لله عز وجل فكان.

وهكذا في معاملتك مع زوجتك استأني ولا تستعجل واسمح ولا تفضح وفي معاملتك مع ولدك استطعت إلى ذلك سبيلا استأني ولا تستعجل وغلب جانب السماحة مع الأخذ بالحزم ؛ في معاملتك مع جارك استئن ولا تستعجل ؛ فلا بد من أذى لخلطة النساء والأبناء ولكن عالج ذلك بالسماحة.
وأعظم من ذلك في عبادتك كن سمحاً؛ إياك والشركيات ؛ إياك والبدع والخرافات ؛ إياك ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلال وهي سببٌ لخزي الدنيا والآخرة نسأل الله السلامة والعافية.

والسماحة ناتجةٌ عن كرم النفس وسلامة الصدر وحسن الخلق فإنه تنتج منه السماحة فصاحب الخلق الحسن تجد عنده العفو والكرم والشجاعة والصفح والتجاوز والإحسان والبذل.
وهكذا الكريم لا يتخلق بأخلاق اللُؤماءُ الذين اذا تمكن من الإنسان لا يقيل له عثرة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لابن الأكوع:« يا ابْنَ الأكْوَعِ: مَلَكْتَ، فأسْجِحْ » يعني اذا مكنك الله من امر فتعامل م
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 16_ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ‏.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد:

في يومنا هذا التاسع عشر من رمضان لعام 1441هـ نتكلم عن خلقين ما أحوج الناس إلى الاعتناء بأحدهما والبعد عن الثاني ألا وهما
[الأناة و العجلة].

النبي صلى الله عليه وسلم أمتدح اشج عبد قيس وقال: « إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يحبُّهُما اللهُ : الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ‏».

الحلم: الصفح و الصبر و التجاوز.
والأناة: عدم العجلة.

قال: يارسول الله جبلت عليهما؛ قال: نعم ؛ فحمد الله.

وفي الحديث « التَّأَنِّي من اللهِ ، و العَجَلةُ من الشيطانِ».

أي في كثير من الأمور لاسيما الغير شرعية التي ينبغي أن يبادر اليها كما سياتي إن شاء الله.

فالتأني سبب من أسباب التفكر في العواقب ومن تفكر في العاقبة غالباً يسلم فلو أن رجلاً اذا غضب على آخر تأنى في سبه ؛في ضربه ؛ في قتله ما حصل عليه ضرر بعد ساعة أو ساعتين يذهب ما في قلبه من الغضب ويعلم أن المسألة كانت أقل مما وقع فيه بل من عجيب شأن الطلاق الذي يقع فيه كثير من الناس بسبب عدم التأني والتزام الأمر النبوي فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الطلاق في طهرٍ جامعها فيه ونهى عن الطلاق في الحيض فلو أن رجلاً غاضب امرأته ثم وقع في نفسه أن يطلقها فكانت في حيضٍ فاستئنى ربما بعد الحيض عادت الأمور إلى مجاريها و ذهب ما في نفسه وإن كانت في طهر قد جامعها فيه يحتاج أن ينتظر حتى ينتهي ذلك الطهر ثم يكون بعده الحيض فيحرم عليه الطلاق في الحيض فلا يأتي الطهر الثاني إلا وقد ذهب ما في نفسه وربما كان الصلح بينهما فأغلب ما يقع بين الناس بسبب العجلة في اكثر ما يتعاملون به بينما لو أن كلٍ يستنئني بفكره ويستئني في تنفيده و يستئني في النظر إلى العواقب لحصل الخير العظيم.
التأني من الله ولذلك قال الله عزوجل: ﴿ خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ ﴾ [الأنبياء:37].

الإنسان بطبيعته عجول في جميع شأنه لأنه لا يفكر في العواقب فلنعود انفسنا بارك الله فيكم التأني في معاملاتنا حتى لا يقع منا الندامة على ما يصدر منا من أفعال ولأن الشيطان حريصٌ على إدخال الحزن على الإنسان فإنه يعاجله في اكثر شؤونه.

بينما المسارعة الممدوحة والعجلة الممدوحة هي ما تكون في فعل الخيرات فهنا التأني لا يصلح بل التعجل والمسارعة هي الممدوحة.

﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة :148]؛ ﴿ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾[ آل عمران:133] ؛ « بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا ».

فكل هذه أوامر من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وسلم على المسارعة والمبادرة إلى ما يؤدي إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى وربما كان النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله فإذا سمع النداء بالصلاة خرج كأنه لا يعرفهم.

وتقدم معنا قبل ليال حديث
« تَعجَّلوا الحَجَّ، فإنَّ أحَدَكم لا يَدْري ما يَعرِضُ له»

فإن الإنسان لا يدري لعله أن ينقطع يعجز ببدنه أو يعجز بماله أو يعجز لتخلف الأمن أو يعجز لما يحدث من الأمور التي قد تحول بينه وبين الطاعة والله عز وجل أمرنا أمراً جازماً بقوله:

﴿ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾[آل عمران:133].
وقال: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾[الحديد:21].

فأمر بالمسارعة وأمر بالمسابقة إلى الخيرات؛ إلى المبرات لأن الإنسان يسابق ما يطرأ عليه من الشواغل التي قد تحول بينه وبين طاعة الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»

فلا اغتنام لهذه الأمور إنما يكون بالمسارعة والمبادرة إلى اغتنام الأوقات والإكثار من الطاعات والقربات ففي شأن الدين المسابقة المسابقة وفي شأن الأمور الدنيوية على الإنسان أن يكون متأنياً غير مستعجل انظر إلى شأن النبي صلى الله عليه وسلم مع اسرى بدر أسر سبعين وكان قد قتل من المشركين سبعين فكان رأي عمر رضي الله عنه أن يقتلوا أسوة بمن سبقهم ورأيه كان صائباً بالنسبة لتأديب الكافرين والمشركين وكان رأي أبي بكر الاستئناء بهم لعل الله عز وجل أن يهديهم واخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر نعم قد عرض عليهم العذاب لكن قد عفا الله وكانت العاقبة للاستئناء حيث صار اكثر هؤلاء السبعين من أهل الإسلام انقذهم الله عز وجل من النار وصاروا نصرة لدين الإسلام.
فالاستئناء عاقبته طيبة؛ عاقبته حميدة سببٌ للنظر إلى العواقب بينم
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 17_ القوة و الضعــف.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فها نحن في يوم العشرين من رمضان لعام 1441هـ
وهو المتمم للعشر الوسطى من هذا الشهر المبارك الكريم فينبغي للإنسان أن يكون مجتهداً فيما يأتي مستغفراً ونادماً على ما قصر فيما مضى.
ونتكلم اليوم عن امرين مختلفين احدهم ممدوحٌ ومحبوب والآخر مذموم ومبغوض ألا وهما

*[ القوة والضعف ]*
فالقوة من صفات الكمال ولهذا سمى الله عز وجل نفسه بالقوي أي ذي القوة فلا يعجزه شيء ولا يكرثه شيء

﴿ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[البقرة:255].

﴿ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾[الزمر:67].

فهو القوي في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات:58].

ثم إن الله عز وجل جعل النبوة والرسالة في الأنبياء والمرسلين وهما اقوى الناس عزيمة و أقواهم عملاً و أقواهم إخلاصاً و أقواهم شجاعة وأقواهم بذل وأقواهم عطاء
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كان في حديث أبي هريرة عند مسلم:

« المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ »

مؤمنان كلاهما موحد لله ومصلي وصائم وحاج ومعتمر وغير ذلك من أبواب الخير إلا أن احدهما أقوى في استقامته؛ أقوى في علمه؛ أقوى في عمله؛ أقوى في تبليغه فهذا احب إلى الله لكثرة ما يتقرب به من الطاعات والقربات والمؤمن الضعيف وان كان فيه خير إلا انه دون ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول مرشداً للمؤمنين جميعاً في آخر الحديث
« احْرِصْ على ما يَنفعُكَ»

إياك أن تبقى على حالٍ واحد من الضعف والفتور والكسل ولكن احرص على ما ينفعك واستعن بالله على العمل لان الله عز وجل هو الذي يعين العبد فإذا أعانه قواه والهمه رشده وهداه.

ولذلك كان من المفروض علينا أن نقول في كل ركعة ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً:

« اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»

عباد الله إن القوة الإيمانية مطلوبة من الرجال والنساء على حدٍ سواء؛ مطلوبة من جميع المكلفين في جميع سنوات تكليفهم ولذلك حين انزل الله عز وجل الكتاب على رسله أمرهم بالأخذ بقوة

﴿ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾[مريم:12]
﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا﴾[الأعراف:145]

فأمرهم الله عز وجل بالتمسك بهذا الدين بقوة لأن المتمسك بضعف يوشك أن يفتر وان يترك التمسك ؛ فعلى الإنسان أن يكون قوياً في أخذه بالدين.
ومن أمثلة ذلك الصلاة تظهر القوة فيها بالمحافظة عليها في أوقاتها ؛ بالإتيان بها على أوجه كمالها ؛بالمبادرة لها قبل كل عملٍ يحول بينك وبينها ؛ بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وعليها فقس.

فإذا أردت أن تكون قريباً من الله فكن قوياً في التمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على أن يكون أصحابه من الأقوياء في جميع شؤونهم ولذلك قال لعبد الله بن عمرو بن العاص:

« يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ»

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سفره
« وأعوذُ بكَ مِن الحَوْرِ بَعدَ الكَوْرِ »
يدعو الله عز وجل الثبات والتمسك بالدين بقوة والا يرجع إلى القهقرة لان الشيطان إنما يحرص على ضعيف الدين أما القوي فقد يحاط منه بتوفيق الله له وبكثرة أذكاره وصلواته وغير ذلك مما لا يجعل للشيطان عليه سبيلا
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾[الحجر:42]

بينما الضعيف يحرص عليه الشيطان جدا؛ الضعيف في العلم يأتيه بالبدع والخرافات؛ يأتيه بالشركيات؛ يأتيه بالبليات الضعيف في العمل ربما تسلط عليه الشيطان فاتاه بالشهوات والشبهات فيفسد عليه دينه ودنياه وأولاه وأخراه والناس في القيامة على قدر أعمالهم في الدنيا وعلى قدر قوتهم الإيمانية فبعضهم لا سيما على الصراط يمر كلمح البصر وبعضهم كشد الخيل وبعضهم كشد الرجال وبعضهم يجري جريا وبعضهم يمشي مشيا وبعضهم يزحف زحفا وبعضهم يكردس على وجه في نار جهنم.

فإياك أن تكون ضعيفاً في دينك ومن رحمة الله عز وجل بعباده انه لم يعلق الدين بالقوة البدنية وان كانت القوة البدنية مفيدة في جهاد الأعداء؛ مفيدة في أداء الفرائض والواجبات ؛ مفيدة في كثيرٍ من الأمور لان الصحة نعمة من الله يستطيع الإنسان بها أن يصل إلى كثير
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 18 ـ الدلالة على الخير والإرشاد إليه والتحذير من الشر والبعد عنه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد:

ها نحن في يوم الواحد والعشرين من شهر رمضان لعام 1441هـ
تمر بنا الأيام تترى وإنما ... نساق إلى الآجال والعين تنظر.
فأنظروا كيف تمضي الأيام والليال والشهور والأعوام لكن من الذي يستفيد إلا من وفقه الله عز وجل لذلك

﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾[الفرقان:62]

ونذكر في هذا المجلس امرين مهمين احدهما بالفعل والثاني بالترك ألا وهو

[الدلالة على الخير والإرشاد إليه وعدم ترك ذلك]

لأن الدال على الخير متأسي بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعامل بأمر الله عز وجل ومفتاح للخير ومغلاق للشر ولذلك قال الله عز وجل في وصف هذه الأمة:
﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ؛لماذا؟
﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾[آل عمران:110]

ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل الإيمان بالله مع أن الإيمان بالله هو المقدم رتبةً وحقاً لكن لان من اظهر علامات هذه الأمة هو الدلالة على الخير والإرشاد إليه والبعد عن الشر والتحذير منه ولذلك قال الله عز وجل:

﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[آل عمران:104].

اذاً الفلاح منوطٌ بهذا الأمر أن تكون عاملاً بالخير دالاً ومرشداً إليه وان تكون مبتعداً عن الشر محذراً ومنذراً منه بحيث يكون نفعك لنفسك ونفعك لغيرك.

قال الله عز وجل:
﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ أقسم بالعصر الذي هو الدهر
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ كل إنسان في خسارة إلا من اتصف بالصفات المذكورة في هذه السورة
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ في نفسه أمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً وعمل الصالحات التي امر الله عز وجل بها على قدر المستطاع ومع غيره.
﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ اذاً لا يكفي أن تقيم نفسك إياك إياك أن يتسلط عليك الشيطان بهذا الأمر نفسي نفسي ؛ديني لنفسي ودين الناس للناس ؛ لا الفوز في التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

وهنيئاً لمن حقق هذا الأمر قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« الدالُّ على الخَيرِ له مِثلُ أجرِ فاعِلِهِ»

سبحان الله اذا كنت ترشد إلى الصلاة وتعلم الناس إياها وتحثهم عليها كيف اذا صلى بسبب نصحك وتوجيهك عشرة أو عشرون أو خمسون أو اقل أو اكثر يكون لك كأجرهم حافظت على الصدقة؛ على الصيام ؛ على التوحيد ؛ على الإسلام ؛ على جميع أنواع البر لك كأجر فاعله من غير أن ينقص من أجره شيء.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا» في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فانظر إلى هذا الفضل العظيم تدعو إلى هدى لك اجر العمل بالهدى واجر الدعوة إلى الهدى واجر مثل أجور من تبعك على هذا الهدى ولو كان بعد موتك ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الناس أجورا لكثرة من اتبعه واخذ بما بلغه من دين الله عز وجل.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث جرير رضي الله عنه:
« مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ»

وقد قال الله عز وجل في شأن ذلك:
﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾[النحل:25].

فهذا امرٌ جلل امرٌ عظيم أن تكون دالاً إلى الخير مرشداً إليه فتؤجر ويهدي الله بك من شاء من عباده وأن تكون مبتعداً عن الشر محذراً منه فتؤجر ويهدي الله بك من شاء من عباده إذ أن مدار الدين على فعل المأمور وترك المحظور

ولذلك قال الله عز وجل:
﴿ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾[البقرة:124]
قال العلماء ابتلاه بالأمر والنهي فأتى بالمأمور وترك المحظور حتى انه عليه الصلاة والسلام أراد أن يذبح ولده الوحيد حين أراه الله تلك
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 19ــ حسن الظن بالمسلمين و النهي عن التجسس على المسلمين

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
نحن في يوم الثالث والعشرين من شهر رمضان لعام 1441هـ ونتكلم عن امرين جليلين الأمر الأول حسن الظن بالمؤمنين والأمر الثاني النهي عن التجسس على المسلمين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ »

وقال الله عز وجل قبل ذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾[الحجرات:12].

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ.

هذه الأدلة تدل على أهمية حسن الظن بالمسلم وانه يعامل بما ظهر منه فإن كان ظاهره الخير يحمل عليه في بيعه وشرائه ونكاحه وجميع ما يتعلق به فالأصل في المسلم انه مستقيم على شرع الله مبادر إلى مرضاة الله ولذلك جاز لك أن تأكل من ذبائح المسلمين علمت انهم سموا أو لم تعلم أما اذا علمت انهم لم يسموا لا يجوز وهكذا الأصل في عقودهم الإباحة والحل.

وينبغي للمسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم ويحمله على السلامة إلا اذا ظهر منه خلاف السلامة فعند ذلك يعامله بما ظهر منه من أسباب الذل والمهانة لان الناس اذا فشى بينهم سوء الظن ساءت أحوالهم وانقطعت أمالهم واشتد بلاؤهم اذا أساء الظن الزوج بزوجته ساءت العشرة واذا أساء الظن الولد بابنه ساءت المعاملة واذا أساء الظن الحاكم بالمحكوم والمحكوم بالحاكم حصل الفساد العريض.

اذاً علينا جميعاً أن نجاهد انفسنا ونعامل كل إنسان بما ظهر منه والقلوب إلى الله
أسامة بن زيد رضي الله عنه ادرك رجلاً وهو في معركة فلما رفع عليه السيف قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن رسول الله فضربه أسامة بالسيف حتى قتله ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره الخبر فقال يا أسامة: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؛ قال: يا رسول الله إنما قالها متعوذاً قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها متعوذاً فما زال يكررها حتى قال أسامة: وددت أني لم اسلم إلا ذلك اليوم.

نعم فالأمر جلل أن يكون الإنسان أمامك على حال وأنت تحمله على غير ذلك الحال ومن كان في قلبه مرض فضحه الله لا تستعجله قال الله عز وجل:

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾[محمد]

وقد جاء في الأثر
« مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إِلَّا أَبداها اللَّهُ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ»

فما عليك إلا أن تحسن معاملتك إلى الناس وأما إساءة الناس فهي مردودة عليهم وكما قيل في المثل السائد عامل المحسن بإحسانه وأما المسيء فستكفيكه إساءته
ستكفى من المسيء بإساءته اليك لكن الذي ينبغي عليك أن تعامل المحسن بإحسانه فمن احسن اليك في القول أو في الفعل فجازه فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:

« وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ »

نعم فإحسان الظن بالمسلمين والمعاملة معهم المعاملة الشرعية من المتعينات ومن الأمور المهمات التي تتآلف بها القلوب وتنشرح بها الصدور وتترابط بها المجتمعات وتزداد بها الأخوة ويزداد بها الإيمان ويحصل البذل والإحسان أما اذا كان الأمر خلاف ذلك فما هو إلا التنافر و التباغض والتقاطع والتدابر والتهاجر ومن أسباب مفسدات الأخوة.

والأمر الذي يليه التجسس لان التجسس على المسلم إنما ينتج عن إساءة الظن و الله يقول: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا »

ويقول صلى الله عليه وسلم: « يا مَعشَرَ من أسلمَ بلِسانِه ، ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قلبِه ! لا تُؤذُوا المسلِمينَ ، ولا تَتَّبِعوا عوراتِهم ؛
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 20 ــ مجلس ذكر الله والقرب منه ومجلس الزور و البعد عن الله .

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:

عباد الله في يومنا هذا الرابع والعشرين من رمضان لعام 1441 هـ نتذاكر حال مجلسين مجلس خير ومجلس شر مجلس هدى ومجلس ضلال ألا وهما:
الجلوس لذكر الله ومع من يذكر بالله والجلوس للزور ومع من يبعد عن الله عز وجل
فهذان المجلسان احدهما يرفع العبد إلى أعالي الدرجات والآخر يضع العبد وربما انزله الدركات والنبي صلى الله عليه وسلم مأمورٌ من ربه كما هو أمرٌ لنا أن تكون المجالسة لأهل الصلاح قال الله عز وجل:

﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾[الكهف:28].

وفي المقابل حذر الله من مجالسة أهل الشر والريب والبدع والضلالات فقال سبحانه وتعالى:
﴿ وَإِذا رَأَيتَ الَّذينَ يَخوضونَ في آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم حَتّى يَخوضوا في حَديثٍ غَيرِهِ وَإِمّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيطانُ فَلا تَقعُد بَعدَ الذِّكرى مَعَ القَومِ الظّالِمينَ ﴾[الأنعام:68].

وامر الله عز وجل بشهود الخير وحذر من شهود الزور
﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾[الفرقان:]

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
« مثَلُ الجلِيس الصَّالِـحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ . كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ »
فأنت حين تجالس أهل الصلاح سينالك من طيب حالهم وحين تجالس أهل الطلاح سينالك من سوء حالهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»

ومن جالس جانس فاجعل مجالسك مع أهل الخير التي تزداد بها إيماناً ورفعةً وفي المأثور عن معاذ انه قال: « اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً ».

كانوا يحبون مجالس الصلاح والمجالس التي تذكر بالله عز وجل ويبغضون مجالس الزور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من جلس مجلساً لم يذكر الله ولم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قام عَنْ مِثلِ جيفَةِ حِمَارٍ وفي رواية إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ وحَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

فمن الآن يا أخي ليكن جلوسك على الوجه الذي ترفع به عند الله ويقبل عند الله فإن الله يباهي الملائكة بمن يجلس لطاعته لاسيما اذا كان جلوسهم مع الذكر والدعاء والرجاء.

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح:
إن لله ملائكة سيارة فضلاء يتتبعون حلق الذكر فاذا وجدوا حلقةً تنادوا هلموا إلى بغيتكم فيحف بعضهم بعضا ثم يرجعون إلى ربهم وهو اعلم فيسألهم من أين جئتم؟ قالوا: يا رب جئنا من عند عباد لك يحمدونك ويسبحونك ويقدسونك ؛قال: وهل رأوني ؛ قالوا :لا يا رب ما رأوك ؛ قال: كيف لو رأوني ؛ قالوا: يكونون اشد لك تحميداً وتسبيحاً ومخافة ؛ قال: وماذا يسألوني ؟ قالوا: يسألونك الجنة قال: وهل رأوها ؛ قالوا: لا يا رب ما رأوها؛ قال: كيف لو رأوها? قال: يكونون اشد لها طلباً واعظم عليها حرصاً قال: وما يستعيذونني? قالوا يستعيذونك من النار؛ قال: كيف لو رأوها؛ قالوا: يكونون اشد منها هرباً ومخافة الحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله قد غفرت لهم ؛ قالوا يا رب فيهم فلان إنما جاء لحاجة قال الله عز وجل الكريم العظيم الواسع هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
« إِنَّ للَّهِ مَلائِكَةً سَيَّارةً فُضًلاءَ يتَتَبَّعُونَ مجالِس الذِّكرِ ، فَإِذا وجدُوا مَجلِساً فِيهِ ذِكْرٌ ، قَعدُوا معهُم ، وحفَّ بعْضُهُم بعْضاً بِأَجْنِحَتِهِم حتَّى يَمْلأُوا ما بيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيَا ، فَإِذا تَفَرَّقُوا عَرجُوا وصعِدوا إِلى السَّماءِ ، فَيسْأَلهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ وهُوَ أَعْلَمُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُون: جِئْنَا مِنْ عِندِ عِبادٍ لَكَ في الأَرْضِ : يُسبحُونَكَ، ويُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ . قال : وماذا يسْأَلُوني ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جنَّتَكَ . قال : وهَلْ رَأَوْا جنَّتي ؟ قالُوا : لا ، أَيْ ربِّ : قال : فكَيْفَ لو رأَوْا جنَّتي ؟ قالُوا : ويسْتَجِيرُونَكَ قال : ومِمَّ يسْتَجِيرُوني ؟ قالوا : منْ نَارِكَ ياربِّ . قال : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قالوا : لا ، قال : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟، قالُوا
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 22ــ الصبر والعجز والتسخط .

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه ومجتباه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:

في يومنا السادس والعشرين من رمضان 1441هـ نتكلم عن خلقين عظيمين احدهما يتصف به خلص المؤمنين والآخر دليلٌ على ضعف الإيمان بالقدر ويلحق صاحبه من الخور والضرر بقدر ما عنده منه ألا وهما:

الصبر و العجــز و التســــخط

أما الصبر فهو وصية الله لعبادة ولا احد أصبر على أذى يسمعه من الله يرزقهم ويعافيهم ثم يجعلون له الصاحبة والولد وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره الله بالصبر لاسيما في بدء الدعوة وكثرة المخالفة والأذى والتكذيب قال الله عز وجل:

﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾[المزمل:10] ؛ ﴿ وَاصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بِاللَّـهِ ﴾[النحل:127] ؛ ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾[الطور:48].
وقد قال الله عز وجل:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾[الزمر:10]

اجرٌ عظيم للصابرين على طاعة الله عز وجل ؛ للصابرين عن نواهي الله عز وجل ؛ للصابرين على أقدار الله عز وجل لان الصبر عند العلماء ينقسم إلى ما تقدم:
🍃 صبرٌ على طاعة الله.
🍃 وصبرٌ عن معصية الله
🍃 وصبرٌ على أقدار الله

وقد قال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[آل عمران:200]

فالصبر من أوسع أبواب الفلاح فلا فلاح للمرء في الدارين إلا بملازمة الصبر والا لحقه الخسارة بقدر تفريطه في هذه الشعيرة العظيمة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« وَما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِن عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ »

سبحان الله ما اعظم أعطية الله عز وجل للعباد وما اكثر ما ينعم الله عز وجل به على العباد ومع ذلك ما أعطي مثل الصبر نعم لان الصبر دليلٌ على الكرم والشجاعة ورباطة الجأش والإيمان بالقدر وغير ذلك.

فطلبك للعلم يحتاج إلى صبر ولابد والا أتتك السآمة وعملك بالعلم يحتاج إلى صبر ولابد والا لحقتك السآمة ودعوتك إلى العلم يحتاج إلى صبر والا لحقك الفتور لا سيما اذا كان المدعوون من المخالفين الذين تقل استجابتهم ولهذا قال الله عز وجل:

وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾.

الصبر عون بعد عون الله عز وجل للفتى قال الله عز وجل:

﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾[البقرة:45]

انظر إلى موسى عليه السلام حين اشتد الأمر على بني إسرائيل أوصاهم بالصبر

﴿ قالَ موسى لِقَومِهِ استَعينوا بِاللَّـهِ وَاصبِروا إِنَّ الأَرضَ لِلَّـهِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ ﴾[الأعراف:128].

فالأمر إلى الله ما عليك إلا أن تتصبر وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأةٍ تبكي على صبيٍ لها قال لها : اتَّقِي اللَّهَ، واصْبِرِي، قالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي، ولَمْ تَعْرِفْهُ، فقِيلَ لَهَا: إنَّه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَتْ بَابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.

فعلى المسلم أن يحقق هذه الشعيرة العظيمة في جميع شأنه فالنصر مع الصبر والفرج يأتي بعد الصبر وعجباً لشأن المسلم والمؤمن في حياته كما في حديث صهيب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:

« عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَر وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبَر وكان خيرًا له وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ »

حياة المؤمن على اكمل الحياة لأنه طائعٌ لله عز وجل في حال رخائه وشدته في حال سرائه وضرائه ؛ في حال غناه وفقره ؛ في جميع أحواله لهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الحال عجب لأن الناس على غير ذلك اذا أعطي لم يشكر واذا منع لم يصبر

﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ﴿٦﴾ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ﴿٧﴾[العلق]
كثير من الناس يقع منهم الطغيان اذا أعطاهم الله عز وجل وكثير من الناس اذا أبتلي بالقلة ونحو ذلك لحقه ذلك.

﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴾[الفجر:15]
ويقع منه البطر والأشر و الكبر و البغي و العناد و يدعي المكربات
﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾[الفجر:16]

اذا ضيق عليه في
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹

📒#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الحجوري الزُّعكري حفظه الله.

📒فتح الخلاق ببيان جمل من محاسن ومساوئ الأخلاق.

♻️ الفائدة 21 ـ حسن الخلق وسوء الخلق.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:

في يوم الخامس والعشرين من رمضان لعام 1441 هــ نتكلم عن خلقين دعا النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بأحدهما واستعاذ من الآخر كما في حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في قيام الليل ومن جملته:

« اللَّهُمَّ اهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأَحسَنِها إلَّا أنتَ، واصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يَصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ»

والنبي صلى الله عليه وسلم بُعث ليتم صالح الأخلاق كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم كان اكمل الناس خلقاً خلقه القرآن.

قال الله عز وجل:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[القلم:4]
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
« إِنَّ مِن خِيارِكُم أَحْسَنَكُم أَخْلاقاً »
وقال صلى الله عليه وسلم:
« ما من شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة من حُسْنِ الخُلُقِ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».
وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا»
وقال صلى الله عليه وسلم:
«وانا زعيمٌ "ضمينٌ" ببيتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
«« أَكْمَلُ المُؤْمنين إِيمَاناً أَحْسنُهُمْ خُلُقاً ، وَخِياركُمْ خيارُكم لِنِسَائِهِم »

والآيات والاحاديث في هذه الفضيلة عظيمة إذ أن الأنسان بخلقه ؛ قيمته في هذه الحياة الدنيا بما يتخلق به إن كانت أخلاقه حسنة وحميدة يتحلى بالكرم والجود والشجاعة وصدق الحديث وحسن المعاملة وقبل ذلك عبادة الله عز وجل ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو الممدوح والمحبوب والموعود وان كان غير ذلك فالبعد عن مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كما انه سوء العشرة والملكة في الدنيا.

فصاحب الأخلاق الحسنة محبوبٌ عند الناس ؛ مرغوبٌ في القرب منه ؛ مثنيٌ عليه من عباد الله وصاحب الأخلاق السيئة مبغوضٌ عند الله ؛ مبغوضٌ عند الناس مرفوضٌ في المجتمع

ولذلك قال النبي صلى الله وسلم:
« بالْمُؤْمِنِ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ »
وقال صلى الله عليه وسلم:
« خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ »

فصاحب الأخلاق الحسنة يرجى خيره ويؤمن شره وصاحب الأخلاق السيئة لا يرجى خيره ولا يؤمن شره فعلى الإنسان أن يتخلق بخلق القرآن وبخلق النبي عليه الصلاة والسلام وبخلق الأئمة الأعلام الذين حرصوا على طاعة الملك العلام وإياه والتشبه بأخلاق المتشبهين بالشيطان فإن هذا من المذمة بمكان والله عز وجل يحب الأخلاق الحسنة وأهلها ولهذا امر بها ورغب فيها وحظ عليها.

والقاعدة عند أهل السنة أن ما امر الله عز وجل به فهو محبوب عنده وهو المسمى بالإرادة الشرعية وما نهى الله عز وجل عنه فهو مبغوض عنده فينبغي للمسلم أن يلازم محاب الله عز وجل ثم إن اعظم الخلق الحسن مع الله الذي خلقك ورزقك وأعطاك وأمدك

﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾[الانفطار]

ولهذا كان اكمل الخلق معه سبحانه وتعالى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في بيان ركن الإحسان
﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٢١٨﴾ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴿٢١٩﴾ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٢٢٠﴾[الشعراء]

فعلى الإنسان أن يحقق التوحيد والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم إن رغب أن يكون حسن الأخلاق مهدياً اليها ملازماً لها مرفوعاً بها في الدارين انظر إن صاحب الخلق الحسن ليبلغ درجة الصائم القائم سبحان الله رجلٌ يصوم بالنهار ويقوم بالليل اذهب جسمه الجوع والعطش تقرباً إلى الله عز وجل وآخر اذهب جسمه قيام الليل تقرباً إلى الله عز وجل وهذا بحسن خلقه يبلغ درجة الصائم القائم أي فضيلةٍ هذه إنها فضيلة العمل بالقرآن والسنة.

وأما حسن الخلق بين الناس فكما عرفها ابن المبارك وتتابع عليه العلماء بأنه
(كف الأذى) فلا تؤذي أحداً من المسلمين
و(بذل الندى) أن تكون يدك منطلقة بالبذل والعطاء إما صدقة وإما زكاة وإما هبة أو غير ذلك من الصدقات المعنوية كالإصلاح بين الناس والدعوة إلى مكارم الأخلاق
و(طلاقة الوجه) قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«وَلا تَحقِرنَّ مِنَ المعروفِ شَيْئاً ، وأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاك وأَنتَ مُنْبسِطٌ إِليهِ وجهُكَ ، إِنَّ ذلك مِنَ المعرُوفِ»

وقال صلى الله عليه وسلم:
« تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ »
وكان صلى الله عليه وسلم له المثل في هذا الباب قال
🔹🔸🔹
🔸🔸
🔹
🎙روابط في قناة التليقرام لصوتيات الشيخ أبي محمد عبد الحميد الحجوري الزعكري في مركز السنة في مسجد الصحابة :

#الأصول_الثلاثة

#نواقض_الإسلام

#مسائل_الجاهلية

#المبادئ_المفيدة_في_التوحيد_والفقه_والعقيدة

#نواقض_الإسلام

#الأصول_الستة

#ستة_مواضع_من_السيرة

#كتاب_التوحيد_الذي_هو_حق_الله_على_العبيد

#كتاب_التوحيد_للإمام_محمد_بن_عبد_الوهاب_النجدي_رحمه_الله

#التعليقات_الحسان_على_اللامية_المنسوبة_لشيخ_الإسلام

#عون_المعبود_على_حائية_أبي_بكر_بن_أبي_داود

#سلامة_الخلف_في_طريقة_السلف

#الفوائد_الذهبية_على_العقيدة_الواسطية_لشيخ_الإسلام_بن_تيمية

#تطهير_الإعتقاد_عن_أدران_الإلحاد

#شروط_الصلاة_وأركانها_وواجباتها

#آداب_المشي_إلى_الصلاة

#المنظومة_البيقونية_في_مصطلح_الحديث

#التذكرة_في_علوم_الحديث

#نخبة_الفكر_في_مصطلح_أهل_الأثر

#قصب_السكر_نظم_نخبة_الفكر

#اﻹلمام_ببعض_آيات_اﻷحكام_للإمام_ابن_عثيمين_رحمه_الله

#تفسير_البغوي_المسمى_معالم_التنزيل

#عمدة_الأحكام_من_كلام_خير_الأنام_صلى_الله_عليه_وسلم

#بلوغ_المرام_من_أدلة_الأحكام

#منظومة_التبيان_لما_يحل_ويحرم_من_الحيوان

#تذكرة_السامع_والمتكلم_في_آداب_العالم_والمتعلم

#رفع_اللثام_عن_بعض_فوائد_دروس_الوادعي_الإمام

#صحيح_البخاري_رحمه_الله

#صفة_صلاة_النبي_صلى_الله_عليه_وسلم_للأخ_أبي_بشير_الحجوري_رحمه_الله

#مقدمة_المجموع_للحافظ_أبي_زكريا_يحيى_النووي_رحمه_الله

#الفوائد_المنيفة_من_صحيح_السيرة_وبيان_حادثات_البعثة_الشريفة

#أحاديث_معلة_ظاهرها_الصحة

#الوابل_الصيب_من_كلم_الطيب

#كتاب_الدراري_المضية_شرح_الدرر_البهية_للإمام_الشوكاني_رحمه_الله

#كتاب_الأذكار_للإمام_النووي_رحمه_الله_تعالى

#كتاب_سنن_أبي_داود_رحمه_الله_تعالى

#القواعد_الحسان_المتعلقة_بتفسير_القرآن

#شرح_أصول_اعتقاد_أهل_السنة_والجماعة

#سلسلة_الفوائد_القيمة_

#تفسير_سور_قصار_المفصل

#الأحاديث_الحسان_في_مجالس_رمضان

#سلسلة_فوائد_ومسائل_الحج_والعمرة

#فوائد_ومسائل_الحج_والعمرة

#فوائد_ومسائل_نوازل_الحج

#فوائد_ومسائل_النساء_في_الحج_والعمرة

#تقريب_أحكام_الحج

#شرح_أشهر_الآثار_عن_السلف_الأخيار

#بذل_النصائح_للاستمرار_بالعمل_الصالح

#نصيحة_شعرية

#أذان_الشيخ

#قراءة_القرآن

#الفتاوى

#سلسلة_الفتاوى_الصوتية_المفردة

#أسئلة_الرحلة_الدعوية_إلى_حضرموت

#مجموعة_من_الأسئلة_من_مسجد_الأنصار

#أسئلة_الأخ_أبي_المنذر_الضالعي_من_الأردن

#أسئلة_من_النساء

#خطبة_الجمعة

#سلسلة_خطبة_الجمعة_إرشاد_العوام_كيف_نكون_إذا_عملنا_بالإسلام

#كلمات

#محاضرات

#سلسلة_المحاضرات

#الردود_العلمية

#سلسلة_الردود_على_عدنان_إبراهيم

#كتب_ومؤلفات

#إفادة_ذوي_الأفهام_بشرح_عمدة_الأحكام_من_كلام_خير_الأنام

#إعلانات_الدروس_والمحاضرات_والاجتماعات

#رياض_الصالحين_من_حديث_سيد_المرسلين

#خطبة_الكسوف

#سلسلة_الفتاوى_الصوتية_المفردة_بصيغة_فيديو

#تحفة_الفالحين_بشرح_رياض_الصالحين

#الدر_النضيد_في_إخلاص_كلمة_التوحيد

#شرح_ذكرى_الحج_ومنافعه

#العرف_الشذي_شرح_أبواب_الأضاحي_من_سنن_الترمذي

#أسئلة_في_منطقة_رخوت

#خطبة_العيدين

#كتاب_الفتوى_الحموية_الكبرى_للشيخ_الإسلام_ابن_تيمية_رحمه_الله

#فتح_المجيد_شرح_كتاب_التوحيد

#التعليق_المختصر_على_لامية_شيخ_الإسلام_ابن_تيمية_

#سلسلة_الـمـذاكـراة_العلمية_القيمة

#تقريب_التدمرية

#التعليق_المختصر_على_متن_حائية_بن_أبي_داود

#منظومة_القواعد_الفقهية

#التبيان_في_آداب_حملة_القرآن

#فتح_الباري_على_شرح_السنة_للبربهاري

#تعليم_الأذكار_النبوية

#شرح_العقيدة_الطحاوية

#كشف_الشبهات

#التعليق_المختصر_على_المنظومة_البيقونية

#محاولات_شعرية

#الواجبات_المتحتمات

#فوائد_رمضانية_لعام_1441_هـ

#رمضانيات_التعليق_على_بعض_الأحاديث_النبوية

#تفسير_جزء_تبارك

#حقيقة_الصيام_لشيخ_الإسلام_ابن_تيمية_رحمه_الله

#تفسير_جزء_المجادلة

#تفسير_سورة_ق_وجزء_الذاريات

#فتح_الوهاب_شرح_كتاب_التوحيد

#الإبهاج_شرح_صحيح_مسلم_بن_الحجاج

#الرحلة_في_طلب_الحديث

#فتح_رب_البرية_بتلخيص_الحموي

#_سلسلة_دروس_متون_التوحيد_لعام_1442هـ

#دفع_إيهام_الإضطراب_عن_ءايات_الكتاب

#أدب_الطلب_ومنتهى_الأرب

#الصحيح_المسند_مما_ليس_في_الصحيحين

#التعليق_المختصر_على_لامية_ابن_الوردي

#سلسلة_النصائح_والفوائد_المفرغة_PDF

#البيان_لآيات_الدعاء_في_القرءان

#تحذير_أهل_الثبات_من_أهم_المنهيات

#القول_الأسنى_في_بيان_معاني_الأسماء_الحسنى

#أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال

#سنن_الترمذي_رحمه_الله

#اعرف_عقيدتك

#رفع_الإشتباه_عن_معنى_العبادة_والإله

#مهمات_التجويد


#الدرة_الفريدة_شرح_المبادئ_المفيدة_في_التوحيد_والفقه_والعقيدة

#سلسلة_المصطلح_في_علم_الحديث_1444هـ

#_زاد_المعاد_في_هدي_خير_العباد

#سنن_الترمذي_رحمه_الله

#متن_الورقات

#رفع_الإشتباه_عن_معنى_العبادة_والإله