كتابات هناء المداح
3.66K subscribers
42 photos
250 links
{إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
Download Telegram
لا تجعلوا أبناءكم كالإخوة الأعداء

من الآباء والأمهات من يتسببون دون قصد في جعل أبناءهم، يحقدون، ويكرهون، ويعادي بعضهم بعضًا، نظرا للتفريق بينهم في المعاملة وعدم العدل بينهم في الهبات والهدايا، وغير ذلك..
فتفضيل الابن الذكر على الأنثى أو التحيز للابن الصغير وتفضيله على إخوته الكبار أو الاهتمام المبالغ فيه بالابن المريض أو المعاق، وتمييزه على إخوته مراعاة لظروفه، تعد أشكالا للتفريق بين الأبناء، وخلق حالة من العداء، والبغضاء بينهم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إصابة الأبناء المظلومين باضطرابات سلوكية، وآلام وانكسار داخلي يتسبب في كره الأم، أو الأب الظالم، وكره إخوته المُفَضلين عليه، ومن ثم مقاطعتهم في الكبر أو معاداته، ومعاداة نسل هؤلاء الأبناء لبعضهم البعض مستقبلا..

فظلم الأبناء، والتفريق بينهم في المعاملة، والهبات قد يؤدي إلى انحرافهم، وإفسادهم.. وقد سمعنا وقرأنا كثيرا عن الابن الذي يسرق مال أبيه، وذَهَب أمه ليتعاطى المخدرات هروبا من واقع أليم كان فيه يعاني ظلما وجورا لتفضيل إخوته عليه، وقرأنا أيضا عن الأخ الذي يظلم إخوته الإناث في الميراث ويجور عليهن بعد وفاة أبيه الذي كان واهبا إياه الكثير من ممتلكاته ليتصرف فيها كيفما شاء!..
وتؤدي أيضًا هدية بعض الأبناء دون البعض الآخر وإيثارهم بشيء من المال دون إخوانهم، إلى وقوع الشحناء، والكراهية بين الأبناء، كما يورث عقوق الآباء والأمهات..

فعن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: إن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَكُل ولدك نحلته مثل هذا؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأرجعه. رواه البخاري.

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من أهل العلم يرون أن العدل بين الأبناء واجب، وتركه حرام، فالوالد غير العادل بين أبنائه مرتكب لذنبًا وفاعل لمعصية.
وقد سُميَ عدم العدل بين الأبناء جورا، والجور حرام، وفي رواية قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
لذا على الأم، أو الأب الذي كان غير عادل بين أبنائه أن يتوب إلى الله من هذه المعصية، وأن يحسن فيما بقي، وأن يستسمح من ظلمه من أولاده.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
لا تكوني أمًا شتامة

الأم صانعة الرجال، ومربية الأجيال، والمدرسة الأولى التي تحتضن الطفل، وتكسبه القيم، والأخلاق، وتؤثر فيه إيجابا ليكون صالحا، مستقيما؛ فينفع نفسه، ومجتمعه مستقبلا..

وهي التي يقع على كاهلها رعاية الناشئة، وتقويمهم، وإعدادهم إعدادا جيدا ليكونوا أناسا ناجحين تعليميا، وعمليا، واجتماعيا، فتنصلح بهم حال المجتمع، وحال الأمة كلها..
لذا، من غير المعقول، وغير المنطقي أن تكون الأم شتامة، وصاحبة لسان سليط، وبذيء، تنفعل لأتفه الأسباب، ولا تصحح أخطاء أولادها بطرق صحيحة، حكيمة، بل تمطرهم بوابل من الشتائم، والسباب، إضافة إلى الدعاء عليهم، وإسماعهم عبارات توبيخية سيئة؛ ظنًا منها أنها هكذا تعاقبهم لتنصلح حالهم، ويتوقفوا عن سلك السلوكيات الخاطئة!، غير واعية بأنها تتسبب بهذا الأسلوب الشائن، المعيب في تعويدهم سماع تلك الشتائم واستمرائها، والتلفظ بها فيما بينهم، ومع الآخرين بعد ذلك، فضلا عن عدم احترامهم إياها، وتشويه معنى الأمومة لديهم، وإظهار الأم كأنها عدوة لأولادها، تكيل الشتائم لهم، وتدعو عليهم باستمرار، وتتربص بهم، وترصد أخطاءهم، وتعاقبهم بأسلوب منفر، شاذ لا يمت للأمومة الحقيقة بصلة..

تجدر الإشارة إلى أن الشتائم لم تكن يوما أسلوبا ناجعا لعقاب الناشئة، وتصحيح أخطائهم، وإنما تعد من الأساليب التي تؤدي إلى إفسادهم، وانحرافهم؛ لأنها بمثابة قذائف مدمرة لفطرتهم النقية، النظيفة التي لا تقبل الإهانة – حتى لو كانت من قِبَل الأم التي ينبغي لها أن تكون قدوة حسنة لأولادها، ليحترموها، ومن ثم يحترمون أنفسهم، وغيرهم..

فالشتائم لا تصنع هيبة ومكانة للأم في أنفس أولادها، ولا تجعلهم يخشونها، ويخافون عقابها، وغضبها، وانفعالها السريع، المبالغ فيه، وإنما تشوه فطرتهم، وتحطم معاني سامية، ومشاعر نبيلة بداخلهم نحو أمهم؛ لأن العلاقة بين الأم وأولادها علاقة حب، وحنان، ورحمة، وليست صراعا، أو حربا، وتنافرا، وشقاقا..

لترفق كل أم مسلمة بأولادها، وتتلطف معهم، وتكن صاحبة لسان عف، لا يتلفظ إلا بأطيب الكلام، ولتحسن إليهم، ليحسنوا إليها، ويبروها، ويدعوا لها في حياتها، وبعد مماتها.

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء". رواه الترمذي، والحاكم، وصححه الألباني.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
زواج الأم أو الأب.. لماذا يرفضه الأولاد؟

يضطر الكثير من الأمهات أو الآباء إلى الزواج مرة أخرى بعد فراق رفقاء العمر بسبب الطلاق أو الوفاة، وذلك لأهداف مهمة مختلفة تعود إلى احتياجات، ورغبات، وظروف كل منهم..

وتكمن صعوبة هذا الأمر في رفض غالبية الأولاد هذا الزواج رفضا تاما، والوقوف عقبة كؤودًا لمنع إتمامه، غير مقدرين أهميته القصوى بالنسبة لآبائهم، أو أمهاتهم؛ ليستطيعوا استكمال مشوار حياتهم، وأداء رسالتهم، وواجباتهم نحوهم بنجاح.

ويعلل معظم الأولاد هذا الرفض بأنهم لا يتخيلون أزواجا آخرين مع أمهاتهم، ولا يتصورون، ولا يطيقون زوجات أخريات يأخذن مكان أمهاتهم، وينمن في فُرُشهن، ويطبخن، ويقمن على أمور بيوتهم بدلا من أمهاتهم اللائي ولدنهم، وربينهم، وتعبن من أجلهم كثيرا؛ ووراء هذا التعليل كثيرا ما يختفي سبب حقيقي آخر للرفض، وهو الخوف على الإرث والممتلكات، بأن يشارك زوج الأم أو زوجة الأب في الإرث مستقبلا، أو ينجب الأب طفلا يقتطع من الميراث، وهكذا تأتي حسابات الموت قبل حسابات الحياة، ويضطر الأب أن يعيش وحيدا مراعاة لطمع أولاده.

وقد يصل الأمر إلى خلافات شديدة لإصرار كل طرف على موقفه. فلا الأولاد يقدرون ظروف آبائهم، وأمهاتهم الراغبين في الزواج مرة أخرى، ولا من يريد الزواج من الأمهات، والآباء يستطيع العيش وحيدا، وإخراج فكرة الزواج من رأسه؛ انصياعا لرغبة الأولاد الذين يفكرون بأنانية، لا بموضوعية، ومنطق، وتعقل..

ليدرك كل ابن أو ابنة أن الله – تعالى- شرع الزواج لإعفاف الأنفس، وتحقيق السكن، والستر للرجل والمرأة، وإشباع الشهوات، وصيانة المجتمعات من شر الأمراض الفتاكة، وولادة الذرية لعمارة الأرض. فالزواج سنة الأنبياء والمرسلين، وآية من آيات الله؛ وبالتالي لا يجوز شرعًا الوقوف سدًا منيعا أمام الأم، أو الأب الذي يرغب في الزواج، ويقدر عليه بعد فراق شريك الحياة بأي حال من الأحوال..

فلا يصح البتة تحريم ما أحل الله، ولا وصف الزواج في ظل هذه الظروف القاسية والموحشة بأنه ضار، أو ظالم، أو بأنه دليل دامغ على خيانة، وغدر أحد الوالدين، وعدم وفائه وحبه لمن كان يشاركه الحياة..

إنه لأمر مؤسف أن يقاطع الأولاد أمهم، أو أباهم، ويسيئون معاملتهما – لو تزوجت، أو تزوج بأخرى..

إنه لأمر جد محزن أن يسيء الأولاد معاملة زوجة أبيهم، أو زوج أمهم، ويكيدون لهم كيدا، ويدبرون لهم المؤامرات، أو يهينونهم بأي شكل؛ عقابا على إتمام هذا الزواج الذي يرفضونه، ويحاربونه بكل قوة..

فلو وضع كل من يرفض هذا الزواج نفسه مكان أبيه أو أمه؛ لالتمس له الأعذار، وشعر بما يشعر، وقدر ظروفه، وحاجته الشديدة لذلك؛ وشجعه على الزواج بكل حب ورضا؛ حتى تستقيم حياته، وينعم بالاستقرار، والسلام النفسي، والعاطفي، والاجتماعي؛ ومن ثم يستطيع الصبر على ضغوطات، وأعباء الحياة التي يصعب مواجهتها بمفرده.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
- ترتيب مسؤوليات رعاية وتربية الطفل ذي الإعاقة بين الوالدين والأخوة، وعدم إلقاء العبء كله على الأم وحدها، لأن هذا الطفل بحاجة لمشاركة كل أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا ليشعر بالدمج الكامل.

- يجب على الأسرة التواصل مع المؤسسة التي تقدم خدماتها لذوي الإعاقة، والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها، والحصول على المساندة النفسية والاجتماعية من الأسر الأخرى.

- الإيمان بقدرات الشخص ذي الإعاقة وتقبله كما هو، والأمل بإمكانية تطور قدراته على أن تبقى التوقعات ضمن حدود الواقع وليست خارقة للعادة، وعدم اللجوء إلى أي وسائل غير علمية من أجل العلاج.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
📌تجدون كتابي "التربية الصحيحة" في صالة 1 جناح a21 في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم بإذن الله.

الكتاب صادر عن دار "مبدعون للنشر والتوزيع" ويشمل 3 فصول، وهي: "طفلك أمانة، المراهقون والمراهقات، رسائل إلى الأمهات والآباء".

ويُسلِّط الكتاب الضوء على أسباب بعض المشكلات التي يواجهها الآباء والأمهات عند تربية أبنائهم وبناتهم.

كما يحاول الكتاب طرح حلول وطرق مناسبة للتعامل مع الصغار والمراهقين، تسهيلًا على المربين ولإعانتهم على فهم أمور كثيرة متعلقة بالناشئة وكيفية التعامل معهم
وتربيتهم تربيةً سليمة.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
- ربوا أولادكم على الثقة في الله، ثم الثقة في أنفسهم البعيدة عن الغرور؛ حتى لا يرهقوا من يتعاملون معهم بشعورهم بالنقص، وكثرة شكوكهم وظنونهم السيئة.

- وأنتم تربون أولادكم على التسامح، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس؛ ربوهم أيضًا على دفع الظلم عن أنفسهم، والاعتداء على من يعتدي عليهم بالطريقة نفسها (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، وعلموهم أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

- وأنتم تعلمون أولادكم كيف يتكلمون، علموهم أيضًا متى يصمتون.

- ربوا أولادكم على الاعتماد على النفس، وعدم التواكل، أو تحميل المحيطين بهم ما لا يطيقون؛ فالحاضر بجانبهم الآن، قد يغيب غدا، ومن يعينهم اليوم قد يحتاج إلى عونهم مستقبلا، لأن دوام الحال من المحال.

- وأنتم تحدثون أولادكم عن معنى وقيمة ومظاهر الحلال وجدواه في الدنيا والآخرة، حدثوهم أيضًا عن الحرام وآثاره، ومخاطره، والشر الذي يجلبه للفرد والمجتمع.

فالتعليم بالمقارنة، والحديث عن المتناقضات وآثارها جد مهم لتثبيت الفكرة وتأصيل المعنى في عقول الصغار.

- علموا صغاركم أن السعادة تكون في العطاء وليس الأخذ فحسب، وأن السعيد حقا هو من يستطيع إسعاد الآخرين، لا من يسعده الآخرون؛ حتى يبعدوا عن الأنانية وحب الذات،وانتظار الخير والسعادة من الآخرين دون أن يأخذوا بأسبابها، ويسعوا إلى تحقيقها لأنفسهم وللناس.

- ربوا أولادكم على احترام أنفسهم أولًا؛ حتى يحظوا باحترام الآخرين؛ فمن لا يحترم نفسه لا يحترمه أحد.

- ربوا أولادكم على الحرص على رضا الله حتى إن سخط الناس جميعهم، وألا يسجنوا أنفسهم في عيون الناس لنيل رضاهم؛ كي لا يخسروا دنياهم وآخرتهم.

- ربوا أولادكم على الاعتذار والاعتراف بالخطأ، وعدم التكبر والتعنت والعناد غير المبرر. فالاعتذار من شيم الأنبياء والصالحين، ويطفئ نار الخلافات سريعًا، ويريح ويهدئ النفس، ويؤكد بشرية المخطئ وإنسانيته وسلامة نفسه وأخلاقه.

لقد اختفت ثقافة الاعتذار -ومن كل أسف- في معظم بيوت المسلمين والعرب، وترتب على ذلك خراب الكثير من تلك البيوت ووقوع الطلاق وانهيار الأسر.

فهذا أبو الأنبياء -بل أبو البشرية كلها- آدم عليه السلام، اعترف بذنبه لما أخطأ، ولم يُحاول تبرير ما وقع منهُ بمخالفتهِ لأمر الله، والأكل من الشجرة المحرمة

هو وزوجه حواء عليهما السلام، لم يتكبر ولكنه جاء مُعترفًا بخطئه ومُقرًا به: { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

وهذا موسى عليه السلام: أخطأ عندما وكز الرجل بعصاه فقتلهُ، فماذا فعل؟ إنه لم يبرر قتلهُ، بل اعترف ابتداءً أن ما فعلهُ هو من عمل الشيطان {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ }. فقدم الاعتذار وطلب العفو والصفح والمغفرة {قال رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إنه هو الغفور الرحيم}.

📌سطور من كتابي "التربية الصحيحة" تجدونه في معرض القاهرة الدولي للكتاب صالة 1 جناح a21


#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
كتاب #التربية_الصحيحة موجود في صالة 1 جناح a21 وسعره 50 جنيها في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
الكتاب صادر عن دار "مبدعون للنشر والتوزيع" ويشمل 3 فصول، وهي: "طفلك أمانة، المراهقون والمراهقات، رسائل إلى الأمهات والآباء".

ويُسلِّط الكتاب الضوء على أسباب بعض المشكلات التي يواجهها الآباء والأمهات عند تربية أبنائهم وبناتهم.

كما يحاول الكتاب طرح حلول وطرق مناسبة للتعامل مع الصغار والمراهقين، تسهيلًا على المربين ولإعانتهم على فهم أمور كثيرة متعلقة بالناشئة وكيفية التعامل معهم وتربيتهم تربيةً سليمة.

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
أدعوكم إلى شراء كتب الأستاذة هناء المداح الكاتبة في الشأن الاجتماعي، الكتب موجودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب حاليا..
كتاب الزواج الصح"وكتاب "تزوج عليها ولكن" سعر كل منهما 50 جنيها وموجود في صالة 1 جناح c25
كتاب "التربية الصحيحة" سعره 50 جنيها وموجود في صالة 1 جناح a21

#الزواج_الصح
#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
تربية بلا حوار.. نقش على الماء

مما لا شك فيه أن فتح باب الحوار مع الأبناء لا يقل أهمية عن أفعال الوالدين، وتؤثر الأبناء بها سلبا أو إيجابا، إذ يعطي الحوار فرصة أفضل لتبادل وجهات النظر، والوقوف على نقاط الضعف والقوة، وإجراء نقاش حولها، وحول ما يتعرض الأبناء ويواجهون في حياتهم من مشكلات، وصعاب سواء كانوا صغارا، أو كبارا..

فلا يمكن أبدا أن تنجح التربية الصامتة أو القائمة على التلقين، والأمر والنهي من دون ذكر السبب في تحقيق أهدافها المرجوة لتقويم الأبناء، وتهذيبهم، وإصلاح ما بهم من خلل، وعيوب، بل ربما تؤدي إلى نتائج عكسية غير محمودة العواقب – إذا ما بحث الأبناء خارج البيت عمن يعوضونهم خيرا بالإنصات إليهم، والتحاور والفضفضة معهم والبوح بأسرارهم وكل ما يضايقهم، الأمر الذي غالبا ما يوقعهم في براثن أناس لا يتقون الله فيهم، فيضلونهم، ويستغلونهم أسوأ استغلالا، وربما تسببوا بضمائرهم الميتة، وذممهم الخربة في انحرافهم، وإفسادهم بأي شكل!..

جدير بالذكر أن هذا الجيل الذي يعيش في ظل طفرة تكنولوجية هائلة جعلت العالم كله بين أيديهم في أي وقت عن طريق الشبكة العنكبوتية التي تتيح لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فرصة تكوين صداقات جديدة من مختلف دول العالم، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجدي معهم أساليب التربية القديمة القائمة على الضرب مثلا أو العنف والقسوة، أو حتى الصمت من جانب الوالدين، أو التربية التقليدية التي يلبي فيها الوالدان حاجيات أبنائهم المادية ولا يبالون بإشباع رغباتهم المعنوية بالحب والتقدير، وفتح قناة للحوار والتواصل معهم حول كل أمور حياتهم..

لذا من المهم جدا أن يعي كل أب وكل أم أن زمنهم يختلف كل الاختلاف عن زمن أبنائهم، وأن الأساليب التي تربوا بها، من الصعب اتباعها في تربية أبنائهم، فما كان ينفع في السابق، صار يضر حاليا، وإن لم يدرك المربون هذا الفارق الكبير ستكون هناك فجوة عميقة وطريق مليئا بالأشواك بين الجيلين، وعليه يكون ضروريا مواكبة العصر، وتفهم ما يريد الأبناء، وما يجدي معهم من أساليب جديدة في التنشئة؛ حتى يحدث التلاقي والتناغم بين الجلين الذي يحقق للجميع ما يتمنون.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
يتيم.. أبواه على قيد الحياة

ليس اليتيم فحسب هو كل طفل فقد أحد والديه أو كليهما، وإنما اليتيم أيضًا من كان له أب مع وقف التنفيذ، أو كانت له أم خارج نطاق خدمته ورعايته والقيام على أموره!
وهذا النوع من اليتم صار شائعًا جدًا –ومن كل أسف- في زماننا هذا، ويعد -في رأيي- أشد صعوبة وقسوة من اليتم المتعارف عليه، لأن اليتيم الذي مات أبواه أو أحدهما غالبًا ما ينعم باهتمام وحب ورعاية زائدة من المحيطين به سواء من داخل العائلة أو خارجها، فيتمه واضح ومبرر، والإحسان إليه من الأقربين والأبعدين وتقديم يد العون المادي والمعنوي له، يعتبر واجبًا شرعيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا، لسد فجوة غياب أبيه أو أمه، وإنقاذه من الوقوع في أسر الشعور بالوحدة والألم والفقد الموحش المحزن، لإعانته على الصبر ومواصلة حياته بشكل طبيعي، فيتعلم ثم يعمل ثم يتزوج ويؤثر في أسرته ومجتمعه إيجابًا.

أما اليتيم الذي ما زال والداه على قيد الحياة، لكن أحدهما أو كليهما مقصران في أداء واجباتهما نحوه، ولا يتقيان الله فيه ويحرمانه الحب والاهتمام وتلبية احتياجاته وتفقد أحواله ولا يحرصان على تعليمه أو تربيته على الإيمان وقيم وأخلاق الإسلام الحميدة ويعيشان لنفسيهما فقط، كل منهما في وادٍ، تاركين إياه في مهب الريح، يعاني ويلات الوحدة والإهمال والشعور بالنقص، لا سيما لو كان هذان الأبوان منفصلين بالطلاق، أو الهجر لأي سبب، فلا شك أن حال هذا اليتيم المكلوم بالغة الصعوبة والتعقيد ويعتبر بلاؤه أشد قسوة، ولا يكاد أحد يعرف عن معاناته شيئًا إلا أقرب الأقربين، ومن ثم لا يلقى دعمًا ولا عونًا من الآخرين، لأنه -في نظر الناس- ينعم بوجود أبويه في حياته حتى لو كان هناك بعد في المسافات بينهما لسبب أو لآخر.

الأسئلة التي تطرح نفسها: كيف لأي أم، أو أب أن يترك ابنه فلذة كبده يعاني فقده، رغم أنه ما زال حيًا، تخرج أنفاسه وينبض قلبه؟! ولماذا يُعاقَب الابن البريء على شيء لم يرتكبه ويحرم أبسط حقوقه في الرعاية والخدمة وتوفير العيش الكريم الآمن له لمجرد أن خلافًا حدث أو طلاقًا تم بين والديه؟ ومن يسد الفراغ القاتل في حياة هذا الابن اليتيم الضائع شعوره بالأمان والاستقرار؟

أرى أن من لا يستطيع تحمل أعباء الزواج وتبعاته ومسؤولياته الجسام، لا يقبل من الأساس على اتخاذ قرار الزواج المترتب عليه ولادة أطفال أبرياء، من الحرام ومن الظلم البين أن يدفعوا ثمن خلافات طائشة وطلاق مدمر وتفكك أسري يهدد حاضرهم ومستقبلهم ويجعلهم يعانون يُتمًًا خفيًا نادرًا ما يشعر به أحد.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
من أراد الحصول على نسخة ورقية من كتاب "التربية الصحيحة للأستاذة هناء المداح داخل مصر عن طريق الشحن يمكنه مراسلة هذا الرقم عبر الواتساب :
01102609996

يشمل الكتاب 3 فصول، وهي: "طفلك أمانة، المراهقون والمراهقات، رسائل إلى الأمهات والآباء".

ويُسلِّط الكتاب الضوء على أسباب بعض المشكلات التي يواجهها الآباء والأمهات عند تربية أبنائهم وبناتهم.

كما يحاول الكتاب طرح حلول وطرق مناسبة للتعامل مع الصغار والمراهقين، تسهيلًا على المربين ولإعانتهم على فهم أمور كثيرة متعلقة بالناشئة وكيفية التعامل معهم
وتربيتهم تربيةً سليمة.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
أمكِ.. أتعبتِها في الصغر؛ فأريحيها في الكبر

حملتك أمكِ وهنًا على وهن، وأرضعتك مع لبنها حبًا وحنانًا ورحمة، وأطعمتكِ وأشربتكِ وألبستكِ ونظفتكِ بيديها، وسهرت لترعاكِ حال مرضك، وقضت معك أوقاتًا تلاعبكِ وتساعدك في استذكار دروسك وكتابة الواجبات المنزلية، وكثيرًا ما شكوتِ فأحسنت الإنصات إليك، وساعدتك في حل مشكلاتك وتوضيح ما التبس عليك فهمه من الأمور المحيرة، ووقفت إلى جوارك في جميع مراحل التعليم تشجعك وتدعمك إلى أن أتممت تعليمك وحصلت على أعلى الشهادات.

وبعد أن كبرتِ وبدأ الخطاب يتوافدون إلى بيتك، كانت إلى جانبك أمًا صديقة، تسدي إليك النصائح، وتقدم لك خير مشورة، لأنها أحرص الناس عليك، وأكثرهم حبا لكِ، ولم تدخر وسعًا في شراء ما يلزمك لتأسيس بيت الزوجية وتكوين أسرة تفرغين فيها كل طاقاتك وقدراتك التي اكتسبتِها من خلال نشأتك الصالحة، وتعليمك في المدارس والجامعة، إضافة إلى نصائح وخبرات أمكِ التي زرعتها فيك على مدار سنوات..

فهل من المعقول أن تظل متعبة ومثقلة بهمومك ومستمرة في خدمتك وخدمة أسرتك الجديدة بعد زواجك، بتركك أبناءكِ الصغار ترعاهم، وتقوم على خدمتهم -رغم كبرها ووهن صحتها– وأنتِ في العمل، أو اعتمادك عليها في الطبخ وتنظيف بيتك لو كانت مقيمة معك في البيت نفسه، أو كان بيتها بجوارك؟

أليس من القسوة أن تستمر الأم في تحمل المسؤولية عن ابنتها التي صارت زوجة ومسؤولة عن زوج وأبناء؟ أما تعد أنانية أن ترتاح الابنة المتزوجة على حساب تعب أمها، وحرمانها الراحة والاستقرار ما تبقى لها من عمر بعد أداء رسالتها على أكمل وجه، وتحملها لسنوات طوال أعباء جسام تنوء بحملها الجبال؟

ألم يقل الله عز وجل في كتابه العزيز: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} الإسراء: ٢٤

لنضع أنفسنا مكان أمهاتنا ونرحمهن ونرفق بهن حسبة لله، وحبا فيهن، ولا نحملهن ما لا طاقة لهن به، لا سيما بعد أن كبر سنهن وضعفت صحتهن وصرن محتاجات إلى الراحة بعد طول عناء وكبد في هذه الحياة الصعبة.

فنادرًا ما تُشعِر الأم ابنتها بأنها متذمرة أو مثقلة بأي عبء تتحمله من أجلها أو أجل أحفادها، نادرًا ما ترفض أي دور أو مهمة تُطلَب منها، وكثيرًا ما تتحمل الأم ضغوطًا عدة وآلامًا مرهقة عند إنجاز أي عمل يُسنَد إليها، ومع ذلك تصبر وتصمت ولا تتأفف، لأنها بطبيعتها حنون، مضحية، صبورة، لا يعنيها سوى راحة وسعادة فلذات كبدها وأحفادها، لكن ينبغي ألا تستغل أي ابنة هذه السمات الجليلة في أمها، وتتعبها بأعباء إضافية لا تتفق وطبيعة عمرها وصحتها.

#التربية_الصحيحة


💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
لا شك أن الكلمة تؤدي دورًا كبيرًا لدى كل منا، فإما أن ترفعنا إلى عنان السماء وإما أن تهبط بنا إلى أسفل سافلين، الكلمة كالشمعة من الممكن أن تضيء وتنير حتى لا نضل الطريق ومن الممكن أن تصيبنا وتحرقنا بالنار التي تنبعث منها!

للأسف الشديد.. يوجد الكثير من الآباء والأمهات والمدرسين والأصدقاء الذين يساعدون بشكل مباشر أو غير مباشر في إحباط وقتل طموح وإبداع ونجاح من حولهم من الصغار الذين هم في أمس الحاجة إلى من يدعمهم ويمد لهم يد العون بشتى الطرق، حيث يطلقون عليهم بعض الأوصاف غير اللائقة التي تلتصق بهم طيلة حياتهم، كما يقللون من شأنهم ويرسمون لهم مستقبلًا مظلمًا غير مشرف ويتنبأون لهم بما هو سيئ، دون أن يلتفتوا إلى خطورة ذلك على تكوينهم النفسي والاجتماعي وما لهذا الأمر من تأثير سلبي في استكمال مسيرة حياتهم بشكل طبيعي!

وعلى صعيد الآباء والأمهات، فحدث ولا حرج..فالكثير منهم يطلقون بعض الأوصاف السيئة والكلمات البذيئة على أولادهم ويحكمون عليهم بالفشل مسبقًا لمجرد التقصير أو ارتكاب خطأ ما، يمكن علاجه بسهولة! فكم من الأبناء من صاروا يسمون أنفسهم بوصف سيئ كان مصدره أحد والديهم أو كليهما حتى عرفوا بهذا الوصف! حيث اشتهروا به بين إخوانهم بل وأقاربهم وجيرانهم!
فاقتنع هؤلاء الأبناء أن هذا هو الوصف المناسب لهم، فتدهورت حياتهم وصاروا يعيشون بلا طموح أو حلم يسعون في تحقيقه..

وكذلك على مستوى الأصدقاء..كم من صديق أوهم صديقه بأنه غير مناسب لأن يكون في صفوف الناجحين والمبدعين..فصدق هذا الوهم فماتت عزيمته وقُتِلَت رغبته في النجاح والصعود بسبب غيرة صديقه أو نفسه المريضة وقلبه العليل بالحقد والغل وكره الخير للآخرين!!

لا أجد أروع من كلام الله عز وجل في سورة إبراهيم لأختم به كلامي..

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)}.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
أخطاء الآباء.. يدفع ثمنها الأبناء

عندما يسيء المقبل على الزواج اختيار من ستشاركه حياته، وستكون أمًا لأبنائه، ويركز – عند اختيارها - على المال، أو الجمال فقط؛ لتحقيق أهداف دنيوية سطحية معينة،  ويغفل أهمية الاستقامة على الدين، وتحليها  بعقل سليم، وأخلاق حسنة تعينها على تكوين أسرة ناجحة، ومستقرة؛ فهو بذلك يبلي نفسه، وأولاده مستقبلا بأم  تافهة،  ليس لديها  قيم،  ولا مبادئ، ولا أسس سليمة  في شخصيتها، وتفكيرها لتستطيع العيش مع زوجها في سلام، واستقرار، وتحسن تنشئة أولادها على التمسك بتعاليم الدين الحنيف، والحميد من الأخلاق؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه..

وحين يسلم الأب عقله لرفقاء السوء، وينحرف، وينزلق في هاوية المخدرات، ويدمن عليها، ليغيب  عقله،     ويشعر   بنشوة خادعة مؤقتة عواقبها وخيمة، ويبدأ في سلك سلوكيات شائنة للاستمرار في إدمانها كأن يحرم أولاده وزوجته النفقة، ليقدر على شراء المخدرات، أو يضطر إلى السرقة، وغير ذلك؛ فهو بذلك يحكم على أسرته بالدمار، والهلاك..

وعندما يكون الأب أنانيا، يعيش لنفسه ولرغباته فقط،  ويدخل مع نساء وفتيات في علاقات شرعية، أو غير شرعية،  ويقصر في حق أولاده  ماديا، ومعنويا، ولا يطبق شرط العدل في النفقة والمبيت، ويظلم زوجاته، وأولاده ظلما بينا، ولا يكترث إلا بإشباع شهوته الجنسية فقط؛ فيكون بذلك  آثما، ومضيعا للأمانة، وظالما لمن يعول، ولن يفلت من عقاب الله في الدارين – إن لم يتب، ويستغفر، ويؤدي الحقوق  والواجبات تجاه رعيته.

تجدر الإشارة إلى أن الله تعالى لم يشرع الزواج للمتعة الجنسية فقط، وإنما شرعه  سبحانه   لتحقيق الفطرة الإنسانية، وإعفاف الأنفس، وولادة الذرية وإشباع غريزتي الأمومة والأبوة وتحقيق السكن  النفسي والروحي وتحقيق الستر للرجل والمرأة، وصيانة الأعراض، وحفظ الأنساب أيضا؛ إذ  يقوم على أساس العدل في الحقوق والواجبات، وعلى السمو في الأهداف والغايات، والسكن في العلاقات الاجتماعية..

وأي تقصير، أو انحراف، أو ظلم تجاه الزوجة أو الأولاد يؤدي إلى مشكلات نفسية، واجتماعية كثيرة من شأنها تعكير صفو الحياة، وتعطيلهم عن أداء واجباتهم، وتدمير حالتهم النفسية،  وربما تعرضهم إلى الوقوع في براثن الفتن المهلكة في الدنيا والآخرة..

فالزواج مسؤولية كبيرة، ورسالة سامية لا يقدر على القيام بها إلا أصحاب  الإيمان، والتقوى، والأخلاق الحسنة، والعقول الرشيدة، والأنفس السوية، والضمائر اليقظة؛ فهذه المقومات هي ما تعين من سيتزوج على النجاح في أداء واجبات، ومسؤوليات الزواج الذي  يترتب عليه ولادة أبرياء لا ينبغي البتة ظلمهم، والإساءة إليهم، والتقاعس عن أداء الواجبات تجاههم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله عز وجل على رعية، يموت يوم يموت غاشًا لرعيته، إلا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة"، رواه البخاري ومسلم.

وعن عبد اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». [أخرجه البخاري].

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
أحبوهن قبل فوات الأوان

لا أحد من البشر يولد منحرفًا بفطرته، وإنما هناك عوامل وأسباب للانحراف تؤدي بدورها إلى انتكاس الفطرة واعوجاج سلوك الشخص وابتعاده عن طريق الاستقامة والثبات على الدين، وعادةً ما يكون سوء تربية الفرد نتيجة جهل والديه أو أحدهما بأساليب التنشئة الصحيحة أو انشغالهما بالعمل أو أي أمور أخرى سببا رئيسًا في انحراف الشخص وسلكه مسلك الضلال والفساد ، لعدم وجود رقيب أو ناصح أو راعٍ للأمانة التي استرعاه الله عليها وسيسأله عنها يوم الدين..

وتكون الطامة الكبرى والبلاء الشديد حينما تصبح الأنثى هي المنحرفة والسالكة طريق الضلال والضياع- لاسيما إذا وصل انحرافها إلى حد إقامة علاقة غير شرعية مع شاب فاسد مستهتر مخادع لا دين ولا خلاق له..

لقد جرت العادة في مجتمعاتنا العربية أن يتم عِقاب أي فتاة مراهقة تنحرف عن الطريق الصحيح بقسوة، وتوجيه اللوم والاتهامات الكثيرة إليها، فضلًا عن ازدراء واحتقار الجميع لها وتحميلها المسؤولية كاملة عما آلت إليه أحوالها، دون التفكر والتأمل في الأسباب الحقيقية وراء ذلك، والمتسببين الحقيقيين الذين كانوا بتصرفاتهم وإهمالهم لها دافعا أساسيا للانحراف والبحث خارج البيت عن الحب والأمان والتقدير المفقودين في كنف أسرتها!..

لذا يقع على عاتق كل راعٍ ومسؤول سواء كان أبًا أو أمًا أو أخًا الجانب الأكبر من المسؤولية عن حماية رعاياهم الإناث من الانزلاق في براثن الانحراف ذي الويلات المهلكة في الدنيا والآخرة، وذلك باتباع النصائح التالية:

- الحرص على تربية الإناث منذ الصغر على الاستقامة والتمسك بتعاليم الإسلام الداعية إلى القيم النبيلة والأخلاق الحميدة السامية كالحياء والعِفة والستر وتقوى الله في كل صغيرة وكبيرة ومراقبته سبحانه في السر والعلن..

فلا يجوز تربية الإناث على الاختلاط بالذكور وارتداء الملابس الكاشفة الفاضحة، وسماع الموسيقى والأغاني ، وقراءة القصص الغرامية ومشاهدة الأفلام الخليعة التي تزين وتبرر الفواحش والمحرمات، حتى لا يتأثرن بها ويقلدنها تقليدًا أعمى في سن المراهقة.

- من المهم جدا أن يظهر الوالدان حبهما وتقديرهما لابنتهما أو بناتهما وذلك بالتقبيل والضم والاحتواء الدائم وإسماعهن حلو الكلام المعبر عن أهميتهن في حياتهما، وتخصيص وقت للحديث معهن في شتى الأمور وإسداء النصائح لهن بحب وتقدير بعيدًا عن التوجيهات القاسية والعبارات الجارحة والعقاب المبالغ فيه.

- على كل أم أن تحرص على أن تكون لابنتها صديقة لا أمًّا فحسب، وذلك باحتوائها ومحاورتها دومًا وسماع شكواها وما يواجهها من مشكلات أو مواقف لا تستطيع التعامل معها، فلا تهملها أو تبتعد عنها لأي سبب كان، حتى لا تقع فريسة سهلة لرفيقات السوء اللائي يضللنها ويفسدن أخلاقها ويدمرن حاضرها ومستقبلها.

- الحذر كل الحذر من ترديد عبارة: "أنا كنت" عند تربية الناشئة خاصة الإناث.. لأنها ليست واقعية، وتدل على عدم إدراك لتغيير واختلاف الأجيال، فعجلة الزمن تدور، والجيل يتغير كل عشرين أو ثلاثين عاما، فلا ينبغي أن تقيس الأم نفسها على ابنتها، أو يقيس الأب نفسه على ابنه..

فلكل جيل ما يناسبه ولا يناسب غيره، وما كان يحدث سابقا لا يحدث حاليا، والحاصل حاليا لن يحدث لاحقا..

ففي السابق كانت الحياة أكثر هدوءًا وبساطة في كل شيء، ولم يكن الفساد مستشريا بهذا الشكل، فنادرًا ما كانت تخرج الفتيات من بيوتهن، وكن يتزوجن في سن صغيرة، أما الآن فيخرجن للتعليم والعمل ويختلطن بالرجال ، ولصعوبة وقسوة ظروف الحياة وارتفاع الأسعار صار الزواج صعبا، لذا على الوالدين أن ينتقلا من عالم الماضي إلى الواقع، ويحاولا تفهم المشكلات والعقبات التي تعترض طريق أبنائهما التي لم تكن موجودة في عهدهما.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
ما أحوج الناس إلى الحب وكل المشاعر الطيبة السامية في هذا الزمان الصعب الذي كثرت فيه الضغوط والمآسي على المستويات كافة..

بالحب سنستطيع الصبر على ما نعاني ونواجه من صعاب، بالحب ستقل وربما تنعدم الجرائم التي باتت تهدد سلامة مجتمعنا..

بالحب سنكون قادرين على العبادة والعمل والتأثير في من حولنا إيجابًا.

حب الله ورسوله وحب أقداره وجنته -عز وجل- والخوف من غضبه وعذابه هو أفضل وأهم حب، فبه يعلو الإيمان وتنضبط السلوكيات ويأتي الخير ويختفي الشر، ثم يأتي حب الوالدين وبرهما والإحسان إليهما ثم حب الزوجين لبعضهما وحب الأولاد والأصدقاء وحب الخير لإخواننا في الدين أينما كانوا، فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، كما أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهذا يعني أن إيمان الإنسان مقرون ومرتبط بحب الخير للآخرين.

أحيوا الحب على صفحاتكم وأحيوا كل المشاعر الطيبة والنبيلة التي بها يستقيم الفرد وينصلح المجتمع ويعم الخير ويسلم ويستقر البشر جميعهم.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
لما تكوني بتتكلمي في التليفون سواء عن زوجك أو عن صديقاتك أو قريباتك أو عن أي مشكلة تخصك أبعدي أطفالك عن المكان اللي بتتكلمي فيه، الأطفال بيسجلوا كل كلامك في ذاكرتهم حتى لو مش بيفهموه كله، لكن بيشوفوا انفعالاتك وبيسمعوا ألفاظك وأوصافك للآخرين، هيقلدوكي أو لو بيقدروا يعبروا وينقلوا اللي سمعوه هيروحوا يقولوا لأي حد سواء والدهم أو جدتهم أو أي قريب أو قريبة لهم عن اللي قلتيه في التليفون..

نحاول نحمي براءة أطفالنا وما نسمعهمش كلام ما يصحش يسمعوه، نحاول نحافظ على نفسيتهم من التوتر والاكتئاب، صوتك الكئيب والحزين اللي بيسمعه طفلك لمدة ساعة أو أكثر وأنتِ بتشكي وبتحكي عن آلامك لأي حد بيؤثر على طفلك سلبا وبيوتره وبيحزنه.

ما تكبروش أطفالكم قبل الأوان اتركوهم يعيشوا سنهم لسه اللي جاي أصعب.. "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه" كما أخبرنا رسولنا الكريم.

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah
لو اكترثنا بمعرفة آراء الناس فينا، ولو ظللنا نرد على كل اتهام يُوجَّه إلينا وكل أذى لفظي يصل إلينا بشكل مباشر أو غير مباشر، لن نجد وقتًا لعبادة الله ولن نهدأ ونستقر ونلتفت إلى مصالحنا الشخصية والاجتماعية ودورنا الحقيقي الذي خُلِقنا من أجله.

كن واثقًا بأن ذمك واتهامك بما ليس فيك لن يأتي إلا من شخص ناقص يراك أفضل منه، لذا يحقد عليك أو يحسدك أو يشوهك في أعين الناس!

#التربية_الصحيحة

💌https://t.me/Hanaa_Elmadah