كنتُ سأكتب لك نصاً ليس لهُ علاقة بي !
نصٌ يتحدث عن الطريق
...عن الأطفال...
عن المارة....
عن لون الحناء في أكُف تلك الفتاة الغريبة التي أراها في الحي كُل مرة أذهبُ فيها إلى الكلية.. وبدلاً من الإنشغال بالإجابات أنشغلُ برسمُ عينيها على الطاولة
....كنت سأكتب لكِ نصاً لا ينتمي إلى تفاصيلي بشيء لو لم أراها
..!كنتُ أريد أن أثبت لك من خلالهُ أنني قوياً جداً .... ج د اً
... ا!وبأن غيابك لا يعنيني
!وبأن صوتك كأي صوت مزعج
....ماعاد يُشعرني بالدفء كعينين تلك الفتاة !
وبأن أصابعي قادرةٍ أن تكتب الحب لها كما كانت تکْتبهُ لك
ِ !ولكنني فشلت جداً في كتابة ذلك!.....الويل لي
... ّفكلما حاولتُ نسيانك
!غرقت ذاكرتي فيك
!وكلما تناءت أقدامي عنك
!عاودتُ إليك اللجوء
!وكلما أوهمتُ الجميع أن قلبي ضاق بك
!وجدته قد اِتٌسع إليك أكثر
!أنني وبطريقة ما أصبحتُ أنتمي إليك
!أنا أشعر أنني في الغياب كمدينةٍ من طين سريعة التداعي...وسريعة التهدم والإنهيار على أسطح الورق الاختيارية
!#Team_Al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
#love_solubility
- السلام عليكم عزيزي تيم ...
- وعليكم السلام والرحمة....
- هل ذاكـــــــرت اليوم شيئاً...؟
- لا... لم أقرأ شيئاً من مقرراتي... لقد أضعت كل يومي في الكيمياء الفراغية... كما أضعت قلبي من قبل
- ههههههه وهل أضعتهُ في فراغاتِها...؟
- لا فهيَ بريئةٌ منهُ
- اذاً أين أضعتهُ...؟؟
- لقد كنت أحمق ذات مرة .... أحمق جدا.. ً فعشقتُ ذرة أورماتية ... كانت رائحة البنزين العطري التي تفوح منها كلما مرت من أمام عيناي تدفعُني إلى الجنون ... ويصيب عقلي نوعاً من الهذيان كلما تمعنتُ النظر في سلاسلها الكحولية. .......
- ههههه كيف لرجلاً مثلك أن يَذوب بهذه السهولة
- لقد فعلت لي surface active agent فتحطم ذاك التوتر السطحي الذي كان بيننا... ثم بعد أن تداخلت أوربتلاتنا معاً وأصبحنا high polar لم يحدث بيننا سوى أرتباط مؤقت.....مؤقت جداً.....فقد كانت روابط مستقبلاتها العاطفية لا تتفق مع روابطي ...
- ومــــــــــاذا حدث بعدها...؟
- بعد رحيلها أصبحتُ أحب الكيمياء الفراغية كثيراً.. وأصبح حالي كحال ذاك الاكترون المُعدم الذي يدور في الفضاء الفراغي بلا أمل بل هدف بلا روح.......
- وكيف رحلت عنك بهذه البساطة ...؟
- عثرت على ذرة ذات سالبية كهربائية عالية..وارتبطت بها...وهي الآن لديها إكترون في المدار الخارجي 😑.. وأكثر إستقراراً كما يقولون..
- هههههه وهل كل هذا الذي تعيشهُ بسبب تلك الذرة الاورماتية ؟؟؟
- نعم.. فكما تعلمين أن المركبات الاورماتية نان بولر....، وهي صعبة الذوبان ٠ ومفعولها طويل الأمد... يعني ما أن تتغلل في أعماق جسدك لن تخرج منهُ بسهولة.
- وماذا ستفعل الآن....؟؟
- لم يعد بوسعي إلا أن أخوض تفاعلي الأخير مع الاكسُجين وأحترق بكل هدوء..
- إنك توتر أعصابي بكلامك هذا ؟؟
- لم أعد هكذا يا عزيزتي..... فلقد أصبحت هاي بولر ولم يعود بإمكاني أن أتجارز حاجز الــــ B. B. B.. والوصول إلى دماغك أو جهازك العصبي!.. بل أصبحت أُذابُ في المعدة وأخرجُ عبر الكلية كأي مشروباً رخيص٠
#Team_Al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
- السلام عليكم عزيزي تيم ...
- وعليكم السلام والرحمة....
- هل ذاكـــــــرت اليوم شيئاً...؟
- لا... لم أقرأ شيئاً من مقرراتي... لقد أضعت كل يومي في الكيمياء الفراغية... كما أضعت قلبي من قبل
- ههههههه وهل أضعتهُ في فراغاتِها...؟
- لا فهيَ بريئةٌ منهُ
- اذاً أين أضعتهُ...؟؟
- لقد كنت أحمق ذات مرة .... أحمق جدا.. ً فعشقتُ ذرة أورماتية ... كانت رائحة البنزين العطري التي تفوح منها كلما مرت من أمام عيناي تدفعُني إلى الجنون ... ويصيب عقلي نوعاً من الهذيان كلما تمعنتُ النظر في سلاسلها الكحولية. .......
- ههههه كيف لرجلاً مثلك أن يَذوب بهذه السهولة
- لقد فعلت لي surface active agent فتحطم ذاك التوتر السطحي الذي كان بيننا... ثم بعد أن تداخلت أوربتلاتنا معاً وأصبحنا high polar لم يحدث بيننا سوى أرتباط مؤقت.....مؤقت جداً.....فقد كانت روابط مستقبلاتها العاطفية لا تتفق مع روابطي ...
- ومــــــــــاذا حدث بعدها...؟
- بعد رحيلها أصبحتُ أحب الكيمياء الفراغية كثيراً.. وأصبح حالي كحال ذاك الاكترون المُعدم الذي يدور في الفضاء الفراغي بلا أمل بل هدف بلا روح.......
- وكيف رحلت عنك بهذه البساطة ...؟
- عثرت على ذرة ذات سالبية كهربائية عالية..وارتبطت بها...وهي الآن لديها إكترون في المدار الخارجي 😑.. وأكثر إستقراراً كما يقولون..
- هههههه وهل كل هذا الذي تعيشهُ بسبب تلك الذرة الاورماتية ؟؟؟
- نعم.. فكما تعلمين أن المركبات الاورماتية نان بولر....، وهي صعبة الذوبان ٠ ومفعولها طويل الأمد... يعني ما أن تتغلل في أعماق جسدك لن تخرج منهُ بسهولة.
- وماذا ستفعل الآن....؟؟
- لم يعد بوسعي إلا أن أخوض تفاعلي الأخير مع الاكسُجين وأحترق بكل هدوء..
- إنك توتر أعصابي بكلامك هذا ؟؟
- لم أعد هكذا يا عزيزتي..... فلقد أصبحت هاي بولر ولم يعود بإمكاني أن أتجارز حاجز الــــ B. B. B.. والوصول إلى دماغك أو جهازك العصبي!.. بل أصبحت أُذابُ في المعدة وأخرجُ عبر الكلية كأي مشروباً رخيص٠
#Team_Al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
الكثيّر من الأيام التي انقضت ولم تُتح ليّ هذه الكلية العفنة فرصة الكتابة َلكِ....
فـأصبحتُ أضع قلبي رهانًا على طاولة القصائد التي كتبها غيري، وأترّقب منها الربحُ أو الخسارة،، أنّ أصلك أو تقتلنا المسافات كعادتها .
كنتُ سأكتُبك.... ِ!..
لكن كيف سأكتُبكِ بطريقة لا تثير أُنوف الفضوليين من دفعتنا😑 ؟.. ولا تُغري اللصوص بسرقة تثاؤبِكِ، وأنتِ تمطين جسدكِ على ملاءات لُغتي.
فتفقد كلماتي لمعتها وتنطفئ مثلي تمامًا.
كنتُ سأكتبكِ!!.. لكنني كنتُ أخشى أنّ أكتُبكِ فـأصل لآخر سطر، لآخر كلمة ولآخر حرف! فتنتهي حروفي قبل أنّ أصلكِ، لذلك قررتُِ أن لا أضع نُقطة نهاية النص بل سأضع عِدّة نقاط كي تكون جِسرًا يحملّكِ إليّ.
#Team_Al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
فـأصبحتُ أضع قلبي رهانًا على طاولة القصائد التي كتبها غيري، وأترّقب منها الربحُ أو الخسارة،، أنّ أصلك أو تقتلنا المسافات كعادتها .
كنتُ سأكتُبك.... ِ!..
لكن كيف سأكتُبكِ بطريقة لا تثير أُنوف الفضوليين من دفعتنا😑 ؟.. ولا تُغري اللصوص بسرقة تثاؤبِكِ، وأنتِ تمطين جسدكِ على ملاءات لُغتي.
فتفقد كلماتي لمعتها وتنطفئ مثلي تمامًا.
كنتُ سأكتبكِ!!.. لكنني كنتُ أخشى أنّ أكتُبكِ فـأصل لآخر سطر، لآخر كلمة ولآخر حرف! فتنتهي حروفي قبل أنّ أصلكِ، لذلك قررتُِ أن لا أضع نُقطة نهاية النص بل سأضع عِدّة نقاط كي تكون جِسرًا يحملّكِ إليّ.
#Team_Al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
😷 #بائعة_الكمامات_في_زمن_الحرب 🧨
أسيرُ وحيداً في الشارع لا يرافقني سوى ظلّي المُجهد مسحوباً ورائي على الأسفلت، لا أعتقد أنه إخلاصاً منهُ بل قد يكون نوعاً من المجاملة وخشية أن يُتهم بالتخلي عني والخيانة .
الشارع يكاد يخلو من المآرة إلا من قلة قليلة أجبرتهم ظروفهم الحياتية على النزول، معظم المحلات لم تفتح أبوابها بعد أو بالأحرى لن تفتح ، النوافذ مغلقة وكذلك الشرفات، وتكاد تسمع شخير النيام متسللاً عبر جدران المنازل ......
وصلت إلى تقاطع الشارع الآخر.. كان خالياً تماما من كُل مظاهر الحياة... لا شيء يمرُقُ من هناك سوى عويل أصوات الرياح، ونباح الكلاب الضالة.... تتراقص أكياس النفايات فوق أرصفة الشارع مُعلنة حفلة سنفوانية ترحيباً بجثة أضاعت طريقها...
أستمريت بإختراق الشوارع الواحد تلوى الآخر واستمر ظلي بتعقبي بكل صمت وإذعان.. وما أن وطئت قدماي دهاليز الحي القديم الذي أصبح الآن مهجوراً بعد تفشى الفيرس فيه ...سمعت بقايا تردداتٍ صوتية تنتقل بين بنايات الحي وكأن المباني تناجي بعضها... كان ذاك الصوت عائداً لبائعة الكمامات التي ما أن لمحت ظلي حتى ركضت اليّ وهي تصرخ
#كمااااامات ، #كمامات ، #كمامات........
- هيْ أيها السيد أتود كمامات لتحمي نفسك من كورونا ؟
نظرتُ إليها بعينين شبه مغلقتين 😑😑 ثم بدأتُ أتفحص جسدها الذي عبثت به مخالب الفقر.. وقلتُ
- إن كانت تحمي فلماذا لا ترتديها وتحمي نفسكِ من كورونا ؟
فردت عليّ بصوتٍ متحشرج يكادُ يختفي من كثرة الصراخ
- وهل تظن بأن حياةً كحياة فتاة مثلي تستاهل أن يُحافظ عليها أو أن يُرتدى من أجلها كمامة ؟
- هههه ولما كل هذا... مازلتي صغيرةً وفي ريعان شبابك ؟؟
- ربما.. مازلتُ صغيرةً ولكن لم يعُد بمقدوري أن أحافظ على حياتي لكي لا تستمر بتعسفي... أود الخلاص منها بأي طريقة لأرتاح ..
- إن هذا انتحار بأُم عينيه يا فتاة !!! قلتها وأنا أشعرُ بناراً تلسع دواخلي..... فقالت
- أوليس بإنتحار أيضاً أن أجُوب كل هذه الشوارع مُذ أن تشرق الشمس حتى غروبها ولا أبيع سوى كمية محدودة من الكمامات لا تكفي لأخذ قطعة رغيف.!!!
- نعم والله إنهُ لبئس الإنتحار..
- إذا فلا داعي أن نكذب على أنفُسِنا أيها السيد الموقر.. فنحن بكلا الحالتين أموات
- هو كذلك أيتها الصغيرة... نحن مُتنا عندما ولدنا...لقد كانت حياتنا تكتض بالرفاهية والسعادة عندما كُنا في بطون أُمهاتنا..أم الآن فنحن مطالبون بدفع ثمن تلك الأيام السعيدة
- نعم ولكن هذا الثمن قاسياً جداً أيها السيد ..
ثم أومت بيدها بتجاه أحد الشوارع قائلة:
- انظر إلى كُبر هذه الشوارع من حولك ووحشتها لقد نمت ُفي كُل شبرٍ بها... واسئل هذه الحيطان وهذه الارصفة كلها تعرفني.. فقد كانت هي الأم التي تستقبُلني في كل مساء بصدرٍ رحب وحضنٍ يكتض بالدفئ والحنان.....
- وأين أهلكِ...؟
- لقد أُستشهدُوا جراء غارة من غارات العدوان الغاشم.
- أكُلهم استشهُدوا...؟
- نعم.... كلهم لم يبقى أحداً سواي
- وأين كنتِ في تلك اليوم...؟
- كُنت في المدرسة.. وعندما عدتُ ، كانوا سكان الحي مجتمعين على مقربةٍ من سور منزلِنا، وكانت هناك أعمدةً من الدخان تتصاعد من منزلنا ، كنت حينها أرتجف من الرعب، وكلما زاد إقترابي من المنزل أزادت نبضات قلبي،......... كانت أجساد الناس تحجبُ الروية عني لصغر حجمي فصرختُ متوسلةً
- أرجووووووووووكم دعوني أرى 👁
وبعد ما أنقشعت تلك الأجساد البشرية من أمامي...نظرت باحثةً عن منزلنا..... ولكنني لم أجده .... لقد أصبح كومة من الانقاض ... وفجأة هبتْ فرقة من الشباب وبدأوا ينفضون تلك الأنقاض ، ويخرخون أشلاء أخواتي التي تطايرت تحت الأنقاض .... كنتُ أشعرُ بأن قلبي يتمزق من الالم..... ثم صمتت ، واحنت راسِها إلى الأرض ، وبدأ وجُوهها يزداد شحوباً، ..فأسئلتها وأنا أمسِكُ بعضدها الأيسر محاولاً مواساتِها..
- وماذا حدث بعد ذلك ...؟؟
- لا أعلم لقد فقدتُ وعيي ولم أستيقظ الا بعد مرور خمس ساعات ٠وبقية القصة هاهيَ كما تراها بأُم عينيك ....
- وما هو اسمك أيتها الصغيرة...؟؟
- صمــــــــود.
- إذاً يجبُ عليكِ الصمود حتى الأنتصار
- وماذا عنك أيها السيد... أوليس لك اسماً
- يمكنكِ أن تناديني بالسيد تِيم التعزي ٠
- اسمك غريباً نوعاً ما...
- ربما.. ولكن يجب أن نكون تيماً واحداً ليكون وراء صمُودنا إنتصاراً سأحق....
#Team_al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
أسيرُ وحيداً في الشارع لا يرافقني سوى ظلّي المُجهد مسحوباً ورائي على الأسفلت، لا أعتقد أنه إخلاصاً منهُ بل قد يكون نوعاً من المجاملة وخشية أن يُتهم بالتخلي عني والخيانة .
الشارع يكاد يخلو من المآرة إلا من قلة قليلة أجبرتهم ظروفهم الحياتية على النزول، معظم المحلات لم تفتح أبوابها بعد أو بالأحرى لن تفتح ، النوافذ مغلقة وكذلك الشرفات، وتكاد تسمع شخير النيام متسللاً عبر جدران المنازل ......
وصلت إلى تقاطع الشارع الآخر.. كان خالياً تماما من كُل مظاهر الحياة... لا شيء يمرُقُ من هناك سوى عويل أصوات الرياح، ونباح الكلاب الضالة.... تتراقص أكياس النفايات فوق أرصفة الشارع مُعلنة حفلة سنفوانية ترحيباً بجثة أضاعت طريقها...
أستمريت بإختراق الشوارع الواحد تلوى الآخر واستمر ظلي بتعقبي بكل صمت وإذعان.. وما أن وطئت قدماي دهاليز الحي القديم الذي أصبح الآن مهجوراً بعد تفشى الفيرس فيه ...سمعت بقايا تردداتٍ صوتية تنتقل بين بنايات الحي وكأن المباني تناجي بعضها... كان ذاك الصوت عائداً لبائعة الكمامات التي ما أن لمحت ظلي حتى ركضت اليّ وهي تصرخ
#كمااااامات ، #كمامات ، #كمامات........
- هيْ أيها السيد أتود كمامات لتحمي نفسك من كورونا ؟
نظرتُ إليها بعينين شبه مغلقتين 😑😑 ثم بدأتُ أتفحص جسدها الذي عبثت به مخالب الفقر.. وقلتُ
- إن كانت تحمي فلماذا لا ترتديها وتحمي نفسكِ من كورونا ؟
فردت عليّ بصوتٍ متحشرج يكادُ يختفي من كثرة الصراخ
- وهل تظن بأن حياةً كحياة فتاة مثلي تستاهل أن يُحافظ عليها أو أن يُرتدى من أجلها كمامة ؟
- هههه ولما كل هذا... مازلتي صغيرةً وفي ريعان شبابك ؟؟
- ربما.. مازلتُ صغيرةً ولكن لم يعُد بمقدوري أن أحافظ على حياتي لكي لا تستمر بتعسفي... أود الخلاص منها بأي طريقة لأرتاح ..
- إن هذا انتحار بأُم عينيه يا فتاة !!! قلتها وأنا أشعرُ بناراً تلسع دواخلي..... فقالت
- أوليس بإنتحار أيضاً أن أجُوب كل هذه الشوارع مُذ أن تشرق الشمس حتى غروبها ولا أبيع سوى كمية محدودة من الكمامات لا تكفي لأخذ قطعة رغيف.!!!
- نعم والله إنهُ لبئس الإنتحار..
- إذا فلا داعي أن نكذب على أنفُسِنا أيها السيد الموقر.. فنحن بكلا الحالتين أموات
- هو كذلك أيتها الصغيرة... نحن مُتنا عندما ولدنا...لقد كانت حياتنا تكتض بالرفاهية والسعادة عندما كُنا في بطون أُمهاتنا..أم الآن فنحن مطالبون بدفع ثمن تلك الأيام السعيدة
- نعم ولكن هذا الثمن قاسياً جداً أيها السيد ..
ثم أومت بيدها بتجاه أحد الشوارع قائلة:
- انظر إلى كُبر هذه الشوارع من حولك ووحشتها لقد نمت ُفي كُل شبرٍ بها... واسئل هذه الحيطان وهذه الارصفة كلها تعرفني.. فقد كانت هي الأم التي تستقبُلني في كل مساء بصدرٍ رحب وحضنٍ يكتض بالدفئ والحنان.....
- وأين أهلكِ...؟
- لقد أُستشهدُوا جراء غارة من غارات العدوان الغاشم.
- أكُلهم استشهُدوا...؟
- نعم.... كلهم لم يبقى أحداً سواي
- وأين كنتِ في تلك اليوم...؟
- كُنت في المدرسة.. وعندما عدتُ ، كانوا سكان الحي مجتمعين على مقربةٍ من سور منزلِنا، وكانت هناك أعمدةً من الدخان تتصاعد من منزلنا ، كنت حينها أرتجف من الرعب، وكلما زاد إقترابي من المنزل أزادت نبضات قلبي،......... كانت أجساد الناس تحجبُ الروية عني لصغر حجمي فصرختُ متوسلةً
- أرجووووووووووكم دعوني أرى 👁
وبعد ما أنقشعت تلك الأجساد البشرية من أمامي...نظرت باحثةً عن منزلنا..... ولكنني لم أجده .... لقد أصبح كومة من الانقاض ... وفجأة هبتْ فرقة من الشباب وبدأوا ينفضون تلك الأنقاض ، ويخرخون أشلاء أخواتي التي تطايرت تحت الأنقاض .... كنتُ أشعرُ بأن قلبي يتمزق من الالم..... ثم صمتت ، واحنت راسِها إلى الأرض ، وبدأ وجُوهها يزداد شحوباً، ..فأسئلتها وأنا أمسِكُ بعضدها الأيسر محاولاً مواساتِها..
- وماذا حدث بعد ذلك ...؟؟
- لا أعلم لقد فقدتُ وعيي ولم أستيقظ الا بعد مرور خمس ساعات ٠وبقية القصة هاهيَ كما تراها بأُم عينيك ....
- وما هو اسمك أيتها الصغيرة...؟؟
- صمــــــــود.
- إذاً يجبُ عليكِ الصمود حتى الأنتصار
- وماذا عنك أيها السيد... أوليس لك اسماً
- يمكنكِ أن تناديني بالسيد تِيم التعزي ٠
- اسمك غريباً نوعاً ما...
- ربما.. ولكن يجب أن نكون تيماً واحداً ليكون وراء صمُودنا إنتصاراً سأحق....
#Team_al_taizi
#Sana'a university
👨🔬 tele: @doctor_headache
#صيدلي_نادل
حين دخلت كلية الصيدلة ، كان الأمر أشبه بإنتصار ناقص ، أو بالاحرئ گان نجاحاً مُعاق ، ولكنني كنت أحاول جاهداً إبتكار دواء أو وصفة سحرية تخرجني من هذه الإعاقة.
لم يكن أحد من أصدقائي في الثانوية قد دخل هذه الكلية، الأمر الذي أصابني بالوحدة والإكتأب أكثر . أضف إلى ذلك أنني كنت أقضي معظم أوقاتي في العمل بدلاً من التسكع في ممرات الكلية باحثاً عن زملاء جدد.
***
عدتُ إلى البيت بعد عناء يوم طويل من المحاظرات والمعامل و... و... و...
طرقتُ الباب عدّة طْرقات مع أنني كنتُ أملك نسخة من مفاتيح ألشقّة، أضعها في حقيبتي دائما، فتحت أمي الباب وتحدث بعدّة كلمات لم أحاول حتى أن أفهمها من كثر الإعياء الذي بدأ يتوغل في دماغي ويرفس مراكز الفهم والإستيعاب بقدمية الموحلتين ، قبلتُ يدها بسرعة ثم أنطلقتُ صواب غرفتي
ورميت بجسدي المنهار على السرير، ودخلتُ في سبات نوماً عميق.
أستيقظتُ من نومي العميق على صوت أمي ينادي :
- تيم.... استيقظ يا تيم، لقد تأخرت على عملك، نهضتُ كالمصعوق وأنا أنظر إلى ساعة الحائض التي كانت تقارب الثامنة والنصف صباحاً ، ولم يتبقى سوى نصف ساعة على موعد عملي في مطعم " #التل_الاخضر " ، حيث كنت أعمل نادلاً هناك منذُ بداية عاميّ الجامعي .
بالكاد أستطعت أن أتناول القليل من الطعام الذي أعدته أمي لي وأنا مشوش الذهن تمامأ وكأن صاعقة كهربائية قد أستقرت في رأسي.
كانت أمي جالسةً على الكنبة المقابلة لي وتنظر اليّ بتمعن، ثم سألتني على حين غرة
- ما بك يا تيم ، منذُ أن دخلت المنزل وأنت لست على ما يرام ؟!
- لا شيء يا أمي أنا بأفضل حال والحمد لله
رغم أنها على أتم اليقين أن هناك شيء ما أخفيهِ عليها إلا أنها اردفت، قائلة
- لا تنسى أن تأخذ مظلتك ، فالأجواء ممطرة في الخارج يا بني .
- لا عليك يا أماه ، سآخذها معي .
قبلتُ يد أمي وحملت مظلتي وخرجت مسرعاً تحت قطرات المطر التي بدأت لتوها بالهطول .
وصلت إلى المطعم متأخراً بعض الوقت ، استبدلت ملابسي بثياب العمل الأنيقة بسرعة تداركاً للوقت ، وهبطتُ مسرعا كحبات البرد إلى الصالة الرئيسية ، حيث كنت أعمل على إيصال الوجبات وقائمة أصناف الطعام | menu | إلى الزبائن ثم أعد بالصحون إلى المطبخ.
كان كل شيء عادياً هذا المساء ، عمل اعتيادي لا جديد فيه ، طاولات مليئة بالزبائن ، وصحون ممتلئة بالطعام
تنتظر إيصالها للطاولات، كل ذلك كان إعتياديا حتى تلك اللحظة ، حين طلب مني
المدير ايصال قائمة الوجبات |menu| إلى الطاولة ذات الرقم ١٨، أخذت المانيو ثم أتجهتُ إلى الطاولة رقم ١٨ بخطى تسابق بعضها ، وضعتُ قائمة المانيو بكل أدب على الطاولة ، وغادرت الطاولة سريعاً تاركاً لهم أريحية الاختيار ، حينها قالت السيدة الجالسة هناك لأبنها صاحب الأعوام العشرة
- عليك أن تدرس يابني كي لا يؤول بك الحال وتصبح مثل هذا العامل ، جلَّ نهاره يقضيةِ بالركض خلف كسيرة من الرغيف، وكانت قد أشارت إلًي بطرف يدها بحركة مليئة بالسخرية والاستهزاء.
أبتسمت على اثرها إبتسامة خفيفة، وأخذت قدماي طريقها في إتجاه المطبخ وفجأة استيقظ ذلك الشيطان العنجهي الذي يسكن رأسي، فقررت العودة إلى طاولتها ، من ثم وأخرجت بطاقتي الجامعية بكل أدب وكبرياء ، وقد كتب عليها " #كلية_الصيدلة - #جامعة_صنعاء - #نظام_عام " ووضعتها بلطف أمام عيني زبونتي المحترمة التي ثعثر فمها من الدهشة، وبدأ الشحوب يكسو وجهها الاسمر، فانسحبتْ برزانة إلى المحاسب وبراكين من الغضب تضرب في رأسها، ثم تمتمت من بين شفتيها الئمتين قائلة
- عاملكم هذا قليل أدب. وأشارت بسبابتها اليّ
فصرخت بها ضاخكاً
- لا تقلقي، فمازال هناك الكثير من الوظائف الشاغرة. 😑
#Team Al_taizi
#Sana'a University
🧑🔬 Tele: @Doctor_Headache
حين دخلت كلية الصيدلة ، كان الأمر أشبه بإنتصار ناقص ، أو بالاحرئ گان نجاحاً مُعاق ، ولكنني كنت أحاول جاهداً إبتكار دواء أو وصفة سحرية تخرجني من هذه الإعاقة.
لم يكن أحد من أصدقائي في الثانوية قد دخل هذه الكلية، الأمر الذي أصابني بالوحدة والإكتأب أكثر . أضف إلى ذلك أنني كنت أقضي معظم أوقاتي في العمل بدلاً من التسكع في ممرات الكلية باحثاً عن زملاء جدد.
***
عدتُ إلى البيت بعد عناء يوم طويل من المحاظرات والمعامل و... و... و...
طرقتُ الباب عدّة طْرقات مع أنني كنتُ أملك نسخة من مفاتيح ألشقّة، أضعها في حقيبتي دائما، فتحت أمي الباب وتحدث بعدّة كلمات لم أحاول حتى أن أفهمها من كثر الإعياء الذي بدأ يتوغل في دماغي ويرفس مراكز الفهم والإستيعاب بقدمية الموحلتين ، قبلتُ يدها بسرعة ثم أنطلقتُ صواب غرفتي
ورميت بجسدي المنهار على السرير، ودخلتُ في سبات نوماً عميق.
أستيقظتُ من نومي العميق على صوت أمي ينادي :
- تيم.... استيقظ يا تيم، لقد تأخرت على عملك، نهضتُ كالمصعوق وأنا أنظر إلى ساعة الحائض التي كانت تقارب الثامنة والنصف صباحاً ، ولم يتبقى سوى نصف ساعة على موعد عملي في مطعم " #التل_الاخضر " ، حيث كنت أعمل نادلاً هناك منذُ بداية عاميّ الجامعي .
بالكاد أستطعت أن أتناول القليل من الطعام الذي أعدته أمي لي وأنا مشوش الذهن تمامأ وكأن صاعقة كهربائية قد أستقرت في رأسي.
كانت أمي جالسةً على الكنبة المقابلة لي وتنظر اليّ بتمعن، ثم سألتني على حين غرة
- ما بك يا تيم ، منذُ أن دخلت المنزل وأنت لست على ما يرام ؟!
- لا شيء يا أمي أنا بأفضل حال والحمد لله
رغم أنها على أتم اليقين أن هناك شيء ما أخفيهِ عليها إلا أنها اردفت، قائلة
- لا تنسى أن تأخذ مظلتك ، فالأجواء ممطرة في الخارج يا بني .
- لا عليك يا أماه ، سآخذها معي .
قبلتُ يد أمي وحملت مظلتي وخرجت مسرعاً تحت قطرات المطر التي بدأت لتوها بالهطول .
وصلت إلى المطعم متأخراً بعض الوقت ، استبدلت ملابسي بثياب العمل الأنيقة بسرعة تداركاً للوقت ، وهبطتُ مسرعا كحبات البرد إلى الصالة الرئيسية ، حيث كنت أعمل على إيصال الوجبات وقائمة أصناف الطعام | menu | إلى الزبائن ثم أعد بالصحون إلى المطبخ.
كان كل شيء عادياً هذا المساء ، عمل اعتيادي لا جديد فيه ، طاولات مليئة بالزبائن ، وصحون ممتلئة بالطعام
تنتظر إيصالها للطاولات، كل ذلك كان إعتياديا حتى تلك اللحظة ، حين طلب مني
المدير ايصال قائمة الوجبات |menu| إلى الطاولة ذات الرقم ١٨، أخذت المانيو ثم أتجهتُ إلى الطاولة رقم ١٨ بخطى تسابق بعضها ، وضعتُ قائمة المانيو بكل أدب على الطاولة ، وغادرت الطاولة سريعاً تاركاً لهم أريحية الاختيار ، حينها قالت السيدة الجالسة هناك لأبنها صاحب الأعوام العشرة
- عليك أن تدرس يابني كي لا يؤول بك الحال وتصبح مثل هذا العامل ، جلَّ نهاره يقضيةِ بالركض خلف كسيرة من الرغيف، وكانت قد أشارت إلًي بطرف يدها بحركة مليئة بالسخرية والاستهزاء.
أبتسمت على اثرها إبتسامة خفيفة، وأخذت قدماي طريقها في إتجاه المطبخ وفجأة استيقظ ذلك الشيطان العنجهي الذي يسكن رأسي، فقررت العودة إلى طاولتها ، من ثم وأخرجت بطاقتي الجامعية بكل أدب وكبرياء ، وقد كتب عليها " #كلية_الصيدلة - #جامعة_صنعاء - #نظام_عام " ووضعتها بلطف أمام عيني زبونتي المحترمة التي ثعثر فمها من الدهشة، وبدأ الشحوب يكسو وجهها الاسمر، فانسحبتْ برزانة إلى المحاسب وبراكين من الغضب تضرب في رأسها، ثم تمتمت من بين شفتيها الئمتين قائلة
- عاملكم هذا قليل أدب. وأشارت بسبابتها اليّ
فصرخت بها ضاخكاً
- لا تقلقي، فمازال هناك الكثير من الوظائف الشاغرة. 😑
#Team Al_taizi
#Sana'a University
🧑🔬 Tele: @Doctor_Headache
🧪 #فوضئ_التفاعلات
1⃣ #البارت_الأول
ولا زلت أنعم بالدفء رغم برودة الشتاء وصقيع العمر ووحشة البعاد....
يشعلني الحنين دفئاً ويجرفني دوما إلى واحة ظليلة في جنبات قلبي لم يدخلها أحداً سواكي، هنالك أستظل بأشجار حبك من أمطار لا تتوقف ... وأحتمي بعبير أنفاسك من قسوة رياح لا ترحم....وأستجير بحرارة ذكرياتك وسحر كلمات من عواصف ثلجية لا تعرف سوى قلبي موطنا......هنالك حيث لا يوجد أحداً سوانا..
هنالك حيث لا نخشي سيول الألم ولا إنزلاق منحدرات الفراق....هنالك حيث لا أوجاع تغمرنا ولا وولا محاضرات صيدلانيات تنخر في عظام رؤوسنا كالخلايا السرطانية ........
بينما كنتُ غارقاً في شرودي انتشلني صوت أسامة المزعج
- تيم أيها المدوخ الدكتور مختار الغرافي سيأتي بعد قليل إلى المدرج فل نسرع ونبسط على مقعدين.
- نظرت اليه وأنا أتصبب غضباً من طقوس هذه الحركات البهلاونية التي يمارسها بشكل شبة دائم عليّ ، والتي سبق وأن حذرتهُ أن لا يكررها عندما أكون أسبح في شواطي أفكاري .
- فلتذهب أنت والمحاضرة إلى الجحيم ، قلتها هكذا، بدون أن اجري اي جهد عقلي في ابتكار هذه الجملة المعقدة والتافة ، حتى أنني لم أدرك مدلولها اللغوي إلا عندما قهقه بضحكته المستفزة قائلاً .
_ دعنا الآن ندخل إلى المدرج، ثم بعدها سنذهب إلى الجحيم معاً
****
تهللت وجوهنا بالرضى وهو يدخل عتبة باب المدرج بإطلالته الزاهية، القى نظرة إستطلاعية على سرب الطالبات ثم أخذ يتفحص شكل الطلاب الذي كان يتنافى مع تعاليم وزارة الصحة الاحترازية من كوفيد-١٩ . وقف لبرهة من الوقت على منصة المحاضرات ينظر بعينيه العسليتين بشيء من الفتور تارة الي الطلاب وتارةً إلى البروجكتر المصلوب فوق رؤوسنا، ثم قال باسماً وهو يختال ببدلته الجديدة وكأنه كتليست #Catalyst في وسط كيميائي خامل.
_ صباح الخير يا سنة اولى
ثم أدركها قائلا دون أن يترك لنا مجالا للرد
_ محاضرتنا اليوم ستكون عن
stability and Resonanse of organic compounds
ثم أشرع في كتابة تلك الطلاسم على وجهة السبورة العاجية
****
ترأى الينا وقع أقدام ثقيلة اتياً من الممر ، دخل رجلاً طويل القامة، نحيل الجسد، مصبوب في كتلة قوية وكأنة برميل صلب ، غليظ الرأس والوجة والنعق ، ومن عينيه الغابرتين تنبعث نظرة حائرة... كان يرتدي ثياب قديمة جداً وحذاء تركت الصحراء عليه ملامح العناء.
صرختْ في عينيه نظرة ذاهلة وهو ينظر إلى الدكتور ببلاهه، وعدم اكتراث، واستغراب تملئهُ الحيرة.
- من أنت ؟؟
قالها الدكتور مختار دون أن يلتفت اليهِ
لم يجب الرجل ، وكأنه لم يسمع ؟ بل أكتفى بالحملقة به بشكل هستيري، فعاد الدكتور لطرح السؤال بصيغةً أخرى
- هل أنت طالب معنا؟؟؟
اصر الرجل على الصمت، فنهض الطالب شوقي أو كما يسمونهُ بالون الدفعة واعاد طرح السؤال بصوته الجهوري.
- من أنت أيها الاشعث ؟
نظر الرجل إلى شوقي ملياً قبل أن يجيب، ثم تمم بهدوء بارد وكأنه لا يكترث بحملقات الطلاب إليه.
- أنا هوكل
فصرخ به الدكتور مختار بغير عادتهِ وكأنه قد ذاق ذرعاً بحركاته الاستقراطية.
- ومن أذن لك بالدخول إلى المحاضرة؟؟
لف الرجل راسه الضخم بإتجاه الدكتور واخذ يحملق فيه بشكل غريب وكانة يبحث عن إجابة لهذا السؤال هو أيضاً ..... ثم قال بلغة ركيكة، تفتقر إلى البلاغة والسجع العربي.
- لا أعلم كيف وصلت إلى هنا ؟
#يتبع
#البقية ستجدونها هنا @qlqlo
#Team_Al_taizi
1⃣ #البارت_الأول
ولا زلت أنعم بالدفء رغم برودة الشتاء وصقيع العمر ووحشة البعاد....
يشعلني الحنين دفئاً ويجرفني دوما إلى واحة ظليلة في جنبات قلبي لم يدخلها أحداً سواكي، هنالك أستظل بأشجار حبك من أمطار لا تتوقف ... وأحتمي بعبير أنفاسك من قسوة رياح لا ترحم....وأستجير بحرارة ذكرياتك وسحر كلمات من عواصف ثلجية لا تعرف سوى قلبي موطنا......هنالك حيث لا يوجد أحداً سوانا..
هنالك حيث لا نخشي سيول الألم ولا إنزلاق منحدرات الفراق....هنالك حيث لا أوجاع تغمرنا ولا وولا محاضرات صيدلانيات تنخر في عظام رؤوسنا كالخلايا السرطانية ........
بينما كنتُ غارقاً في شرودي انتشلني صوت أسامة المزعج
- تيم أيها المدوخ الدكتور مختار الغرافي سيأتي بعد قليل إلى المدرج فل نسرع ونبسط على مقعدين.
- نظرت اليه وأنا أتصبب غضباً من طقوس هذه الحركات البهلاونية التي يمارسها بشكل شبة دائم عليّ ، والتي سبق وأن حذرتهُ أن لا يكررها عندما أكون أسبح في شواطي أفكاري .
- فلتذهب أنت والمحاضرة إلى الجحيم ، قلتها هكذا، بدون أن اجري اي جهد عقلي في ابتكار هذه الجملة المعقدة والتافة ، حتى أنني لم أدرك مدلولها اللغوي إلا عندما قهقه بضحكته المستفزة قائلاً .
_ دعنا الآن ندخل إلى المدرج، ثم بعدها سنذهب إلى الجحيم معاً
****
تهللت وجوهنا بالرضى وهو يدخل عتبة باب المدرج بإطلالته الزاهية، القى نظرة إستطلاعية على سرب الطالبات ثم أخذ يتفحص شكل الطلاب الذي كان يتنافى مع تعاليم وزارة الصحة الاحترازية من كوفيد-١٩ . وقف لبرهة من الوقت على منصة المحاضرات ينظر بعينيه العسليتين بشيء من الفتور تارة الي الطلاب وتارةً إلى البروجكتر المصلوب فوق رؤوسنا، ثم قال باسماً وهو يختال ببدلته الجديدة وكأنه كتليست #Catalyst في وسط كيميائي خامل.
_ صباح الخير يا سنة اولى
ثم أدركها قائلا دون أن يترك لنا مجالا للرد
_ محاضرتنا اليوم ستكون عن
stability and Resonanse of organic compounds
ثم أشرع في كتابة تلك الطلاسم على وجهة السبورة العاجية
****
ترأى الينا وقع أقدام ثقيلة اتياً من الممر ، دخل رجلاً طويل القامة، نحيل الجسد، مصبوب في كتلة قوية وكأنة برميل صلب ، غليظ الرأس والوجة والنعق ، ومن عينيه الغابرتين تنبعث نظرة حائرة... كان يرتدي ثياب قديمة جداً وحذاء تركت الصحراء عليه ملامح العناء.
صرختْ في عينيه نظرة ذاهلة وهو ينظر إلى الدكتور ببلاهه، وعدم اكتراث، واستغراب تملئهُ الحيرة.
- من أنت ؟؟
قالها الدكتور مختار دون أن يلتفت اليهِ
لم يجب الرجل ، وكأنه لم يسمع ؟ بل أكتفى بالحملقة به بشكل هستيري، فعاد الدكتور لطرح السؤال بصيغةً أخرى
- هل أنت طالب معنا؟؟؟
اصر الرجل على الصمت، فنهض الطالب شوقي أو كما يسمونهُ بالون الدفعة واعاد طرح السؤال بصوته الجهوري.
- من أنت أيها الاشعث ؟
نظر الرجل إلى شوقي ملياً قبل أن يجيب، ثم تمم بهدوء بارد وكأنه لا يكترث بحملقات الطلاب إليه.
- أنا هوكل
فصرخ به الدكتور مختار بغير عادتهِ وكأنه قد ذاق ذرعاً بحركاته الاستقراطية.
- ومن أذن لك بالدخول إلى المحاضرة؟؟
لف الرجل راسه الضخم بإتجاه الدكتور واخذ يحملق فيه بشكل غريب وكانة يبحث عن إجابة لهذا السؤال هو أيضاً ..... ثم قال بلغة ركيكة، تفتقر إلى البلاغة والسجع العربي.
- لا أعلم كيف وصلت إلى هنا ؟
#يتبع
#البقية ستجدونها هنا @qlqlo
#Team_Al_taizi
#فاجعة_البقدونس
خلال ثورتي الطويلة على أسلافي، أمضيت حياتي وأنا أرغب في أن أكون شخصاً غير ما أنا عليه ألان كأن أصبح: إسبانياً، أو روسياً، أو أحد أفراد قبيلة افريقية، أي شيء كنتُ أرغب أن أكون غير ما أنا عليه الآن.
***
ذات مرة سألت صبي من أقاربنا يسكن في الحي الذي يقع جوار السفارة الأمريكية.
_ في أي كلية يَدرسُ اخوك ...؟..فقال :
_ كلية الصيطلة ..!!!...
ضحكتُ حتى أنهمرت دموعي من الضحك...فالكلية اسمها " صيدلة " بالدال وليست بالطاء !!...ولكن سكان هذه المدينة يُبدّلون حرفاً مكان حرف، وكان من سوء حظ حرف " الدال " أن يستبدلوه بحرف " الطاء "...فتصبح " صيطلة "
توقفت عن الضحك فجأةً، عندماً هاجتْ بي الذكريات إلى ذلك الزمن القديم ، يوم كنتُ بعمر هذا الصبي هه ...
فأنا عندما كنتُ بعمره كنت أسكن في منطقة ريفية، تذكرتُ كم كنتُ أكره حياة الريف، وأكره الابقار، والبساتين، وبيوت الطين، والحقول الممتدة بالقات،، وتنور الخبز الطيني، ونباح الكلاب ليلاً، وضوء الفانوس....كل شيئ تقريبا كنتُ أكرهه وأمقته جداً ...
وعندما أنتقلت إلى صنعاء أحببت كل ما فيها، الشوارع الكبيرة، والازدحام الدائم، والضجيج العشوائي، والملابس الجاهزة، والمدارس المكتضة بالفتيات الجميلات هه، والمصابيح المنيرة، والمنازل الحديثة. أحببت كل شيئ فيها، حتى تلك الفتاة التي كانتْ تقول لي دائماً #ماعه، دليلاً على الرفض، ولكن بسبب الطابع الريفي الذي كان مخيم على دماغي أنذاك، كنتُ أظنها نوعاً من الأصوات التي تصدرها ماشية الأغنام .
بعد فترة وجيزة ، قررتُ أن أكون " ابن هذه المدينة " وأنسى أنني رجلاً قروي!! أستعطت أن أستوعب مفاهيم واليات المدينة كلغظ "بيعة" بدلا عن "الكرث"، ولفظ" الجُباء" بدلا عن السطح، وسابر بدلا عن تمام.
أنسجمت مع هذه الألفاظ المخترعة بسهولة، ووضبطت مخارج الحروف حسب ما يقتضيه النطق ، واتقنتُ الأداب العامة هه ، كنتُ أقول لنفسي احيانا :
_جلم وليس قلم..!!..(فلم يكن أهل هذه على صلح مع حرف _ق_ وإلى اليوم مازال الخصام )، وأقول : چبن وليس جبن .!!....الخ..
وهكذا مع كثير من حركات الفتح والضم والكسر...وقد تفوقتُ ببراعة هائلة ولم يشعر أحد بأنني ولدتُ في الريف التعزي وأن لهجتي هي التعزية.
كنت أشعر بالعار من الريف فأردت أن أكون جزءاً من هذه المدينة، وأنتمي إليها ..أردت أن أكون شخصاً أخر، أي شيء عدا أن أكون قَروي.
لولا " البقدونس " اللعين...!!!.الذي يلفظونه هنا بالبجدونس لمَا كُشف أمري .
فمهما حاولنا أن نخفي ما نخاف منه فلا بد أن تَفضَحُنا إحدى هذه الأشياء التي نخفيها..وكأنها قاعدة عامة....
فسكان الريف التعزي يلفضون الكلمةل بالقاف " بقدونس" ، أما أهل هذه المدينة فليفظونها بالجيم!! بجدونس.
فعندما يكون الحديث مع أصدقائي منساب، وسلس، وجميل، أخرج عن إطار النص وتغلب لهجتي الام عن تلك اللهجة التي اصبحتُ ارتديها كثيراً ، فقد قلتُ ذات مرة، بقدونس، فصاح أحدهم بإستغراب!!
_ماذا...؟ ماذا قُلت.؟ بقدونس؟!
- هه لقد انتهى أمري وأصبحت مجالا للسخرية !! قلتها في نفسي وشعور القرف يعتريني، حينها ادركتُ أن أسوء شعور هو عدم الإحساس بالإنسجام مع المجتمع أو محاولة الهرب من وضع معين ، إنها كانت كانهاية العالم بالنسبة لي ...
في وقتها كُنّا انا والرئيس الأمريكي "باراك اُباما" لا ننام من كثر الهم، هو بإنتظار طَرده من الرئاسة بسبب تحيزها للأفارقة، وأنا لا أنام بسبب " البقدونس " !!.
فمن قال أن هناك هماً كبير وهما صغير..؟؟؟..الهموم كلها كبيرة، فمراهقة تجاهلها حبيبها تعيش في هم حجمه بمقدار هم هتلر وهو محاصر من قِبل الحُلفاء بعد سقوط برلين.
ومن قال بأنه لا يوجد شخص بدون بقندوس؟! بل كل شخص لديه بقدونس خاص به ولا يريد الآخرون أن يتطّلعوا عليه، كالفقر ، و البشرة السوداء ،والشعر المُجعد و...و...و
ولكن يوما ما سيفضَحُنا " البقدونس " المختبئ في أعماقنا 😑.
#Team_al_taizi
#Sana'a university
🧑🔬 Tele: @Doctor_headache
خلال ثورتي الطويلة على أسلافي، أمضيت حياتي وأنا أرغب في أن أكون شخصاً غير ما أنا عليه ألان كأن أصبح: إسبانياً، أو روسياً، أو أحد أفراد قبيلة افريقية، أي شيء كنتُ أرغب أن أكون غير ما أنا عليه الآن.
***
ذات مرة سألت صبي من أقاربنا يسكن في الحي الذي يقع جوار السفارة الأمريكية.
_ في أي كلية يَدرسُ اخوك ...؟..فقال :
_ كلية الصيطلة ..!!!...
ضحكتُ حتى أنهمرت دموعي من الضحك...فالكلية اسمها " صيدلة " بالدال وليست بالطاء !!...ولكن سكان هذه المدينة يُبدّلون حرفاً مكان حرف، وكان من سوء حظ حرف " الدال " أن يستبدلوه بحرف " الطاء "...فتصبح " صيطلة "
توقفت عن الضحك فجأةً، عندماً هاجتْ بي الذكريات إلى ذلك الزمن القديم ، يوم كنتُ بعمر هذا الصبي هه ...
فأنا عندما كنتُ بعمره كنت أسكن في منطقة ريفية، تذكرتُ كم كنتُ أكره حياة الريف، وأكره الابقار، والبساتين، وبيوت الطين، والحقول الممتدة بالقات،، وتنور الخبز الطيني، ونباح الكلاب ليلاً، وضوء الفانوس....كل شيئ تقريبا كنتُ أكرهه وأمقته جداً ...
وعندما أنتقلت إلى صنعاء أحببت كل ما فيها، الشوارع الكبيرة، والازدحام الدائم، والضجيج العشوائي، والملابس الجاهزة، والمدارس المكتضة بالفتيات الجميلات هه، والمصابيح المنيرة، والمنازل الحديثة. أحببت كل شيئ فيها، حتى تلك الفتاة التي كانتْ تقول لي دائماً #ماعه، دليلاً على الرفض، ولكن بسبب الطابع الريفي الذي كان مخيم على دماغي أنذاك، كنتُ أظنها نوعاً من الأصوات التي تصدرها ماشية الأغنام .
بعد فترة وجيزة ، قررتُ أن أكون " ابن هذه المدينة " وأنسى أنني رجلاً قروي!! أستعطت أن أستوعب مفاهيم واليات المدينة كلغظ "بيعة" بدلا عن "الكرث"، ولفظ" الجُباء" بدلا عن السطح، وسابر بدلا عن تمام.
أنسجمت مع هذه الألفاظ المخترعة بسهولة، ووضبطت مخارج الحروف حسب ما يقتضيه النطق ، واتقنتُ الأداب العامة هه ، كنتُ أقول لنفسي احيانا :
_جلم وليس قلم..!!..(فلم يكن أهل هذه على صلح مع حرف _ق_ وإلى اليوم مازال الخصام )، وأقول : چبن وليس جبن .!!....الخ..
وهكذا مع كثير من حركات الفتح والضم والكسر...وقد تفوقتُ ببراعة هائلة ولم يشعر أحد بأنني ولدتُ في الريف التعزي وأن لهجتي هي التعزية.
كنت أشعر بالعار من الريف فأردت أن أكون جزءاً من هذه المدينة، وأنتمي إليها ..أردت أن أكون شخصاً أخر، أي شيء عدا أن أكون قَروي.
لولا " البقدونس " اللعين...!!!.الذي يلفظونه هنا بالبجدونس لمَا كُشف أمري .
فمهما حاولنا أن نخفي ما نخاف منه فلا بد أن تَفضَحُنا إحدى هذه الأشياء التي نخفيها..وكأنها قاعدة عامة....
فسكان الريف التعزي يلفضون الكلمةل بالقاف " بقدونس" ، أما أهل هذه المدينة فليفظونها بالجيم!! بجدونس.
فعندما يكون الحديث مع أصدقائي منساب، وسلس، وجميل، أخرج عن إطار النص وتغلب لهجتي الام عن تلك اللهجة التي اصبحتُ ارتديها كثيراً ، فقد قلتُ ذات مرة، بقدونس، فصاح أحدهم بإستغراب!!
_ماذا...؟ ماذا قُلت.؟ بقدونس؟!
- هه لقد انتهى أمري وأصبحت مجالا للسخرية !! قلتها في نفسي وشعور القرف يعتريني، حينها ادركتُ أن أسوء شعور هو عدم الإحساس بالإنسجام مع المجتمع أو محاولة الهرب من وضع معين ، إنها كانت كانهاية العالم بالنسبة لي ...
في وقتها كُنّا انا والرئيس الأمريكي "باراك اُباما" لا ننام من كثر الهم، هو بإنتظار طَرده من الرئاسة بسبب تحيزها للأفارقة، وأنا لا أنام بسبب " البقدونس " !!.
فمن قال أن هناك هماً كبير وهما صغير..؟؟؟..الهموم كلها كبيرة، فمراهقة تجاهلها حبيبها تعيش في هم حجمه بمقدار هم هتلر وهو محاصر من قِبل الحُلفاء بعد سقوط برلين.
ومن قال بأنه لا يوجد شخص بدون بقندوس؟! بل كل شخص لديه بقدونس خاص به ولا يريد الآخرون أن يتطّلعوا عليه، كالفقر ، و البشرة السوداء ،والشعر المُجعد و...و...و
ولكن يوما ما سيفضَحُنا " البقدونس " المختبئ في أعماقنا 😑.
#Team_al_taizi
#Sana'a university
🧑🔬 Tele: @Doctor_headache
Forwarded from ضجيج | noise
الهزيمة الحزينة ،والانتصار الباهت ،والأمان المخيف في صوت محمد عبده عندما قال:
"حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء.."
هل تعلمين بمدى حضوركِ في رأسي الفارغ وبتلك الكثافة المريعة التي تشتت كل نيفروناتي العصبية وتشكلها مرة أخرى بهيئة نجمة خماسية الزوايا اسمونها العلماء البذخ من بعدكِ ''الخلايا النجمية'' ؟؟ . في كل مرة أسمع فيها صوتي أتذكرُ صوتك فيتوقف الغمد الميليني عن نقل الإشارات العصبية ،وأفقدُ قدرتي على التحكم بهرمون إدرار البول وتحلُ الفيضانات والتُسونامي في سروالي الداخلي ، في كل مرةٍ أجدُ صوتكِ في دهاليز اُذناي ،وفي حبالي الصوتية المتحشرجة ، يصاحبُني حينها الشعور مرارًا بأن صوتكِ وتفاصيلكِ الصغيرة بقتْ عاقلة في أطرأفي العلوية ،صوتكِ أنتِ مازال يلتف حول صوان أُذناي ،ومازالت حشرجاتكِ تُدغدغ أوتاري الصوتية التي ما كانتْ ستُسمى أوتارًا لولا دندناتك عليها ، فعندما أخبرتكِ وبصوتكِ أنتِ لا بصوتي :
- إنكِ قريبة مني كإقتراب شفّتي العلوية من السُفلى فعارضتيني حينها وتحججتي معاتبةً بأنكِ أشد قرباً منهما وأن شفتاي لا تلتقيان إلا عندما أفرغ فمي من الحمولةِ الخضراء هه.
#Team_Al_taizi
"حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء.."
هل تعلمين بمدى حضوركِ في رأسي الفارغ وبتلك الكثافة المريعة التي تشتت كل نيفروناتي العصبية وتشكلها مرة أخرى بهيئة نجمة خماسية الزوايا اسمونها العلماء البذخ من بعدكِ ''الخلايا النجمية'' ؟؟ . في كل مرة أسمع فيها صوتي أتذكرُ صوتك فيتوقف الغمد الميليني عن نقل الإشارات العصبية ،وأفقدُ قدرتي على التحكم بهرمون إدرار البول وتحلُ الفيضانات والتُسونامي في سروالي الداخلي ، في كل مرةٍ أجدُ صوتكِ في دهاليز اُذناي ،وفي حبالي الصوتية المتحشرجة ، يصاحبُني حينها الشعور مرارًا بأن صوتكِ وتفاصيلكِ الصغيرة بقتْ عاقلة في أطرأفي العلوية ،صوتكِ أنتِ مازال يلتف حول صوان أُذناي ،ومازالت حشرجاتكِ تُدغدغ أوتاري الصوتية التي ما كانتْ ستُسمى أوتارًا لولا دندناتك عليها ، فعندما أخبرتكِ وبصوتكِ أنتِ لا بصوتي :
- إنكِ قريبة مني كإقتراب شفّتي العلوية من السُفلى فعارضتيني حينها وتحججتي معاتبةً بأنكِ أشد قرباً منهما وأن شفتاي لا تلتقيان إلا عندما أفرغ فمي من الحمولةِ الخضراء هه.
#Team_Al_taizi
Forwarded from ضجيج | noise
أخذُ نفس عميق ، فاشفط 1818181818+ جزيء من الأُكسيجين شفطة وأحدة فتتمدد رئتاي كالبالون ، لا أعلم كيف سأكتب لكِ هذه الزفرة ،والشهقة ،والشفطة، التي تغمرُني للتو، والتي أعتدتُ أن اشفطها من فمكِ العذب ، فَلُغَتي مُعاقة كإعاقة رجل فقدَ عضوه التناسلي في الحرب ومازال مُصرًا على أن يتزوج من جارته الستينية شديدة الرغبة التناسلية ، أو كإعاقة التكنولوجيا التي أستطاعت بتقنيتها الفتاكة أن تنقل الصوت والصورة من أعتى بقاع العالم وعجزت عن نقل الرائحة نعم رائحة البخور يا عقوم .
تبًا لسخرية القدر ، فكيف لي أن أنقل لكم الآن هذه الرائحة الروحانية التي تذكرني بأن هناك ليلة خميس في تقويمي الديناصوري تنتظرني في حقبة مجهولة المصير من عصري الحجري الذي تكدست عليه أتربة العزوبية البشعة .
سحقاً لهذه الرائحة التي تفوح من منزل جارتنا الموقرة،وتذكرني بأنني مازلت مخلوق بشري ، يمتلك دماغ بحجم خصيتي بغل، وأعضاء جسمانية أخرى تؤهلُه للتفريخ كأي مخلوق على هذه البرية الموحشة يتحرك على أثنتين أو أربع أو زحفًا .
إنها تذكرني بهيئتي الانسانية التي أكاد أن أنسيها في أغلب أوقاتي فليلة البارحة استيقطت ومعدتي تفرض إعتصام سلمي مع أمعائي الغليظة والدقيقة ، وتندد ، وتطالب بحقها من الحرية الجسمانية في مضغ الطعام والحشيش والقات ومماراسة العلاقة الحميمية هه متى شاءتْ وكيفما تشاء ،ومع من تشاء ، هرعتُ حينها زحفًا على بطني إلى المطبخ ، وبينما كدتُ أن أجتاز عتبة الباب ، أوقفني صوت أمي الموقر :
- لماذا تزحف على بطنك أيها الرجعي ؟؟
أستقمت حينها كالمصعوق، ثم رمقتها شزرا ،وكأنني أراها للولهة ألاولى ، ! ثم أسعفتني قدماي إلى ارضية المطبخ تاركاً لها حبل مشنقة السؤال الذي كان يتمايل حول عنقي للتو .
في المطبخ نسيتُ أنني جائع ونستُ لماذا أنا هنا في هذا الوقت المتاخر من الليل ومالذي أيقضني هذه الساعة بالذات ؟؟ فكل الذي كان يمرغ دماغي الصغير برمال الشك هو لماذا كنت أزحف ؟
هل حقا نسيت هيئتي الأنسانية ؟ وأصبحت حيوان زاحف كألافعى مثلاً ؟ نعم كتلك التي في شعار كلية الصيدلة !! هل يعقل بأنني تحورت إلى أفعى صغيرة لأنني طالب في هذه الكلية ولكي أعبر عن إنتمائي إلى هذه الكلية ؟
طغى الصمت على أرجاء المطبخ وخيم السكون بهالتهِ السوداوية عليّ ثم سألتُ الله في سري ، هل كنتَ حقًا عازما على أن تخلقي بهيئة إنسان ؟؟
#Team_Al-taizi
تبًا لسخرية القدر ، فكيف لي أن أنقل لكم الآن هذه الرائحة الروحانية التي تذكرني بأن هناك ليلة خميس في تقويمي الديناصوري تنتظرني في حقبة مجهولة المصير من عصري الحجري الذي تكدست عليه أتربة العزوبية البشعة .
سحقاً لهذه الرائحة التي تفوح من منزل جارتنا الموقرة،وتذكرني بأنني مازلت مخلوق بشري ، يمتلك دماغ بحجم خصيتي بغل، وأعضاء جسمانية أخرى تؤهلُه للتفريخ كأي مخلوق على هذه البرية الموحشة يتحرك على أثنتين أو أربع أو زحفًا .
إنها تذكرني بهيئتي الانسانية التي أكاد أن أنسيها في أغلب أوقاتي فليلة البارحة استيقطت ومعدتي تفرض إعتصام سلمي مع أمعائي الغليظة والدقيقة ، وتندد ، وتطالب بحقها من الحرية الجسمانية في مضغ الطعام والحشيش والقات ومماراسة العلاقة الحميمية هه متى شاءتْ وكيفما تشاء ،ومع من تشاء ، هرعتُ حينها زحفًا على بطني إلى المطبخ ، وبينما كدتُ أن أجتاز عتبة الباب ، أوقفني صوت أمي الموقر :
- لماذا تزحف على بطنك أيها الرجعي ؟؟
أستقمت حينها كالمصعوق، ثم رمقتها شزرا ،وكأنني أراها للولهة ألاولى ، ! ثم أسعفتني قدماي إلى ارضية المطبخ تاركاً لها حبل مشنقة السؤال الذي كان يتمايل حول عنقي للتو .
في المطبخ نسيتُ أنني جائع ونستُ لماذا أنا هنا في هذا الوقت المتاخر من الليل ومالذي أيقضني هذه الساعة بالذات ؟؟ فكل الذي كان يمرغ دماغي الصغير برمال الشك هو لماذا كنت أزحف ؟
هل حقا نسيت هيئتي الأنسانية ؟ وأصبحت حيوان زاحف كألافعى مثلاً ؟ نعم كتلك التي في شعار كلية الصيدلة !! هل يعقل بأنني تحورت إلى أفعى صغيرة لأنني طالب في هذه الكلية ولكي أعبر عن إنتمائي إلى هذه الكلية ؟
طغى الصمت على أرجاء المطبخ وخيم السكون بهالتهِ السوداوية عليّ ثم سألتُ الله في سري ، هل كنتَ حقًا عازما على أن تخلقي بهيئة إنسان ؟؟
#Team_Al-taizi
Forwarded from ضجيج | noise
منذُ سفركِ إلى صعدة وتركيَّ وحيدًا أُصارِع قسوة هذه المدينةَ الموحشة ؛ لم أذهب إلى حي الجِراف إلا ليلة البارحة .
تحت مبنىً قديمٍ من طابقين، جلستُ ـ وبعد مرورِ سبعة عشر دقيقة كانتْ إحداهُّن تسيرُ ببطيءٍ مُستعارٍ حتى توقفتْ بجانبي، جلسَّتْ على حجرٍ أملسٍ دائريٍ لآمِعٍ قربي،
وبدأتْ الحديث بعد أن تغيرتْ ملامح وجهها قائلةً:
لقد رأيتك وفتاةٌ أُخرى تجلسانِ هنا في العديد من المرات، لقد لأحظت مدى إرتباطكما ببعضكما البعض، رأيت الفرح والحزن والكئآبةِ والبكاء، وفي كل مرةٍ كنت أتمنى أن أُجالسكُما !! .
أرَّدتُ مقاطعتها لكنها أسكتتني وقالت: لا أُريد سوى أن أُخرج ما أكبته بداخلي منذ فترةٍ طويلة، أُريدك أن تستمع إليَّ وحسب، أتفقنا؟
قلت نعم لا بأس تحدثي..
فنظرَّتْ بعيدًا وكأنها تستحضِرُ ملامحًا لِحادثِةٍ قديمةٍ حدثت،
وقبل أن تنطق بكلمةٍ أخرى ـ إختفت ـ تناثر جسدها كريشِ حمامةٍ إفترستها إحدى قِططَ هذه المدينةِ الصّماء.
عدتُ إلى المنزل ناكس الرأس ،كسير الطرف ، حزين المُحيا ، حزمتُ أحزاني في حقائب سفري ، ورتديتُ ثياب الكئآبة ، ثم غادرتُ المنزل بتجاه باب اليمن قاصدًا الرحيل إلى مسقط رأسي تعز ، صعدتُ بأول حافلة صادفتها ... ، كانتْ ممتلئة بالنازلين ، أنطلق سائق الحافلة يشق طريق الحزن إلى فؤادي بتجاه تعز ، كانتْ الحافلة تتجاوز الاميال بسرعة فائقة مغادرة مدينة صنعاء القاتمة كالهاربة من الجحيم ، كان جسدي يتلاشىء من الحنين إليكِ كلما ازداتْ سرعة الحافلة ، ويزاد إحساسي بالفراغ الداخلي كلما أبتعدتُ عن المدينة أكثر ، الحزن كان واقفًا حول عيناي والكأبة تعزف سنفونيا الفراق بأوتاري الحسية .
لقد قضيتُ عامين كاملين في هذه المدينة ولم المحكِ حتى في الخيال البصري ، ولكن بقتْ هذه المدينة تعني لي الكثير والكثير ، فأنا أجدك في بناياتها الطينية ، وفي الوشاح الأحمر الخاص بالصنعانيات ، أجدك على الارصفة تنتظريني وأنتِ فاغرة الثغر بكل عنفوان . كنتُ أجدك أيضًا في اللهجة الصنعانية ، وخصوصًا في لفظ ماعة ، كنتُ أجدك في كل مكان في هذه المدينة ،وكأنك جزء من تراثها العتيق.
لكنني الأن أكبتُ لكِ هذه الرسالة وأنا أمتطي تابوت الجحيم الذي سيقُلني إلى جحيمي الأبدي - تعز - حيث لا صوت ولا لكنة ، ولا شال أحمر يدغدغ مشاعري في ذكرياتك ، حيث لا رصيف يتسع إليّ ، ولا عمارة أسند عليها عاتقي المُثقل بالاشتياق إليكِ.
#Team_Al_taizi
Tele : @QlQlO
تحت مبنىً قديمٍ من طابقين، جلستُ ـ وبعد مرورِ سبعة عشر دقيقة كانتْ إحداهُّن تسيرُ ببطيءٍ مُستعارٍ حتى توقفتْ بجانبي، جلسَّتْ على حجرٍ أملسٍ دائريٍ لآمِعٍ قربي،
وبدأتْ الحديث بعد أن تغيرتْ ملامح وجهها قائلةً:
لقد رأيتك وفتاةٌ أُخرى تجلسانِ هنا في العديد من المرات، لقد لأحظت مدى إرتباطكما ببعضكما البعض، رأيت الفرح والحزن والكئآبةِ والبكاء، وفي كل مرةٍ كنت أتمنى أن أُجالسكُما !! .
أرَّدتُ مقاطعتها لكنها أسكتتني وقالت: لا أُريد سوى أن أُخرج ما أكبته بداخلي منذ فترةٍ طويلة، أُريدك أن تستمع إليَّ وحسب، أتفقنا؟
قلت نعم لا بأس تحدثي..
فنظرَّتْ بعيدًا وكأنها تستحضِرُ ملامحًا لِحادثِةٍ قديمةٍ حدثت،
وقبل أن تنطق بكلمةٍ أخرى ـ إختفت ـ تناثر جسدها كريشِ حمامةٍ إفترستها إحدى قِططَ هذه المدينةِ الصّماء.
عدتُ إلى المنزل ناكس الرأس ،كسير الطرف ، حزين المُحيا ، حزمتُ أحزاني في حقائب سفري ، ورتديتُ ثياب الكئآبة ، ثم غادرتُ المنزل بتجاه باب اليمن قاصدًا الرحيل إلى مسقط رأسي تعز ، صعدتُ بأول حافلة صادفتها ... ، كانتْ ممتلئة بالنازلين ، أنطلق سائق الحافلة يشق طريق الحزن إلى فؤادي بتجاه تعز ، كانتْ الحافلة تتجاوز الاميال بسرعة فائقة مغادرة مدينة صنعاء القاتمة كالهاربة من الجحيم ، كان جسدي يتلاشىء من الحنين إليكِ كلما ازداتْ سرعة الحافلة ، ويزاد إحساسي بالفراغ الداخلي كلما أبتعدتُ عن المدينة أكثر ، الحزن كان واقفًا حول عيناي والكأبة تعزف سنفونيا الفراق بأوتاري الحسية .
لقد قضيتُ عامين كاملين في هذه المدينة ولم المحكِ حتى في الخيال البصري ، ولكن بقتْ هذه المدينة تعني لي الكثير والكثير ، فأنا أجدك في بناياتها الطينية ، وفي الوشاح الأحمر الخاص بالصنعانيات ، أجدك على الارصفة تنتظريني وأنتِ فاغرة الثغر بكل عنفوان . كنتُ أجدك أيضًا في اللهجة الصنعانية ، وخصوصًا في لفظ ماعة ، كنتُ أجدك في كل مكان في هذه المدينة ،وكأنك جزء من تراثها العتيق.
لكنني الأن أكبتُ لكِ هذه الرسالة وأنا أمتطي تابوت الجحيم الذي سيقُلني إلى جحيمي الأبدي - تعز - حيث لا صوت ولا لكنة ، ولا شال أحمر يدغدغ مشاعري في ذكرياتك ، حيث لا رصيف يتسع إليّ ، ولا عمارة أسند عليها عاتقي المُثقل بالاشتياق إليكِ.
#Team_Al_taizi
Tele : @QlQlO