مُتَنفّس
25 subscribers
89 photos
18 videos
4 files
6 links
فراغ
Download Telegram
لي صديقة، في منتصف العشرينات، في وجهها طلاقه، ويرتسم في عينيها الحكمة وعمق التفكير، شجُاعة، أقدمت على ما أرادته في الحياة وألهمتني في حياتي كثيرًا، شهدت سنوات تدفقي الأولى في دروب القراءة، وشغفي بالمعرفة، تعرفت فيها على كثير مما أباهي به الآن، وأشمخ بمعرفته، قدمت إليها وأنا أتشمم رائحة الكتب والثقافة، أنارت لي عقلي و بصيرتي. اذكرها حين اقرأ شيء يشبه تلك الفلسفة الغير مفهومة التي كانت تفضلها. تمكث في قلبي بطريقة تبعث السلام.
أفتقد الصباح مع رؤيتها.. حينما كانت أشعة الشمس تقتبس ضيائها منها. أفتقد إبتسامتها، أشتاق إلى إنسانيتها، إلى محاولاتها لقبول اختلافاتنا ومحاولة صنع نقطة إلتقاء.. أعود بذاكرتي لتفاصيل حياتي فأجدها، لا أرضى بحصرها في دائرة معينة فلطالما كانت تفضل المشي بلا وجهة. نعود كل فترة لإستئناف مابيننا في محطات حياتنا. إن أعزّ وأفضل ما يمسح على قلبي رسائلها لي في كل حين.
أضعها في رف بذاكرتي و أنظر لها من فترة لأخرى أزيل الغبار لكنني لا أغير مكانها، إنه مكانها فكيف لي تغييره؟ تذوقت معها المعرفة، أعطتني لحظات دافئة و رقيقة، كل شكري وأمتناني لها، لوجودها، لعطاياها ولمزاياها التي قد تغيب حتى عن أنظارها. معها كنت أنهمر بالمعاني دون أن أشعر. تملك القدرة على جعلي أتصرف على سجيتي. آمنت بأنها الشيء الوحيد الذي عرفته في حياتي جيدًا بدون أي شكوك أو تكهنات، بصورة عبثية و عشوائية نبقى معًا.
قائمة إمتناني لفضل الحياة التي عشتها بشكل مختلف بسببك لن تنتهي..لم أنسى وجهك لا زالت صورك تريني وجهك المبتهج فأطمئن لكنني أتوق لرؤيته مجددًا في الحياة الواقعية. لعل الحياة تجمعنا معًا من جديد في شوارع برمنغهام يومًا ما.