رسائل..
6.25K subscribers
141 photos
55 videos
40 files
520 links
السعي طريق الوعي | مقالات * فوائد * صوتيات
موقع يتضمن المواد بطريقة مرتبة: ttangawi.com
Download Telegram
عن فكرة (مراعاة صورة الإسلام عند من كفر به)
كُلُّ شخصٍ يُسيطر عليه فكرة: (كيف ينظرُ إليَّ الآخر) في أي باب من أبواب حياته (دِينه، خُلقه، مجال عملِه، أبنائه، بيتِه، سُمعتِه..) أو غير ذلك
فلابد أنه سيشقَى بقدر ذلك ويقع في أنواع من الغلط، والتكلُّف والتزيُّن، وكتمان حق، ونُطق بباطل
#فرقٌ بين:
- اعتبار نظر الناس إليك (فهذا أمرٌ يشهد له الفطرة والشرع والعقل)
-وبين أن يكون ذلك هو ميزانَ الحق والباطل عندك، وحُكمِك على الأشياء، وعلى نفسك..(فهذا أمرٌ يُنكره الفطرة والشرع والعقل)
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم اعتبرَ نظر الناس إليه وإلى الإسلام الذي جاء به ويدعو له
لكنه لم يجعل ذلك هو الميزان، بل الميزان (فاستقِمْ كما أُمرْتَ)
ولم يُبدِّل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُكمًا شرعيًّا، ولم يكتم حقًا، ولم ينطق بباطل، ولم يُحرِّف معنى أو حُكمًا=مراعاةً ل: (ماذا سيقول الناسُ عنّا، أو حتى لا نُنفّرْ الناس)
ولكنه كان حكيمًا في الدعوة إلى الله، وبيان الإسلام وأحكامه
#وكُل الأحاديث التي راعى فيها تلك المصلحة لم تكن قطُّ في مخالفة أمر شرعي، بل في اختيارٍ بين أمور شرعية،فاختار بتوفيق الله له ثم بحكمته أحسنَها في ذلك الظرف المُعيّن
ولم يثبتُ قطُّ أنّ حُكمًا شرعيًّا وجب وقتُه تركَه، أو حقًا جاءه بالوحي فكتمه أو غيّر معناه : مراعةً ل (نظر الناس إليه) و (ماذا سيقولون عنه، أو أن ذلك سيُنفّرهم.. إلخ) بل العكس هو الواقع
ومنذ أول لحظة من البعثة صدعَ بما يُؤمر
ومعنى الصّدع: ليس مجرد البلاغ بل الجهْر، الإعلان، و التفريق بينه وبين من كفر به
#وبكلمةٍ:فأساس الخطأ/الضلال : هو أن تأتي إلى أمرٍ اعتبرتْه الشريعةُ، ولُوحِظَ في بعض أحكامها فتجعله أنت : سُلطةً وميزانًا ومَردًا وحاكما وفاصلا يَقضي على ما تعلمُ يقينا مخالفتَها للشريعة، وتُقدّمه على كل اعتبار
#ومع ذلك فلن تسلم منهم، وستبقى تُرقِّع وتُزخرف، و تتكلّف، وتلف وتدور، وتُواري، وتلوي أعناق الآيات والأحاديث، وتضع على أحكام الشريعة مساحيق (الآخر/الكافر)، فإذا انتهيتَ من نوعٍ من الأحكام يُغضبُهم عليك وعلى دِينك فزخرفتَه وفصّلتَه بحيث لا يتعارض معهم، فسيفتحون عليك بابا ثانيا وثالثا ورابعا.. وهكذا وأنت مسكين واضعٌ نفسك في قفص الاتهام، ورجاؤك أن يرضوا عنك وأن يرَوْك بصورة حسنة
ولن يرضوا عنك، ولن تكون عندهم بمظهرٍ حسن إلا بأن تكون مثله (فتكونون سواءًا)
#وهذا أخصّ وأظهر ما نُهي عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحُذّر منه ومن عواقبه، وبُيّن له عملُه ورسالتُه أنها : البلاغ المُبين، وليس إرضاء المخالفين له، أو إظهار الإسلام لهم بمظهر حسن بحسب موازينهم
(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
يعني إذا أمرتُك بأمر أو أوحيتُ لك وحيا فبلْغه واعمل به، وامضْ فيه، ولا يصُدّك عنه ما يقولونه في حقّك اذا جهرتَ به.. لأنك نذيرٌ مُبلِّغٌ
والله على كل شيء وكيل
#فاستخراج المعاني الشرعية التي تدل على حُسن الإسلام :إيماناً وشريعة وأخلاقها، وعلى علم الله وحكمته ورحمته ولُطفه وغير ذلك من محامده
وفضل الإسلام على سائر الملل والمذاهب والنظريات=هذا من أشرف الأعمال، وهو مقصد شرعي شريف
#ولكن : يكون ذلك بميزان الشريعة والحق، وليس بميزان الكافر
#ومن عكسَ فجعل ميزان الكافر هو الأصل وحاول أن يُنقِّب في الإسلام عمّا يُوافق، وزخرفةَ أو إخفاءَ ما يُخالف= فهذا لا يدعو إلى الإسلام الذي جاء به رسول الله، بل يُفصِّل إسلامًا على مقاسِ أولئك الكفار.. ولن يكون على مقاسهم الا بأن يكونَ وهم سواءً