Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
2⃣🌿🌿🌿
▪️الاستمراريّة والإثنينيّة قيدان مأخوذان في مادّة اللقاء.
✨✨✨✨✨✨✨✨
🖊 كان الكلام في لقاء الله تبارك وتعالى، فذكرنا عدّة أمور فوصلنا إلى الأمر الرّابع.
الأمر الرّابع أنّ اللّقاء كما تعرفون مصدرٌ من لاقى، يلاقي، ملاقاةً، ولقاءً. فهذا #اللقاء ، هذه الكلمة تدلّ بالإضافة إلى وقوع المادّة وتحقّقها بين الإثنين، لأنّ اللّقاء بحاجة إلى إثنين. أنت تلاقي وهو أيضًا يلاقيك، لأنّه من الملاقاة، توجد إثنينيّة بينهما. إضافةً إلى #الإثنينية بين الملاقي والمُلاقى، يدلّ على الاستمرار، استمرار المواجهة، لأنّ اللّقاء صار بمعنى المواجهة، والمقابلة، لا بدّ وأن يكون اللّقاء مستمرًّا، وهذا المعنى مناسبٌ جدًّا مع #عالم_الصحو، لا #عالم_المحو .
✨✨✨✨✨✨
▪️ معيّة الحقّ تعالى مع شؤونه في عالم الصّحو أو البقاء تقتضي الإثنينيّة المناسبة مع عالم الأحديّة.
✨✨✨✨✨
🖊 لأنّه كما تقدّم أنّ الحقّ تبارك وتعالى في #عالم_الأحدية ، له محوٌ وهو #الفناء وله صحوٌ وهو #البقاء .
➖ ففي عالم المحو لا توجد إثنينيّة، لأنّ كلّ الموجودات، كلّ الأعيان الثّابتة فانيةٌ في الحقّ. ولكن في #عالم_البقاء توجد إثنينيّة، كيف؟!! إثنينيّة مناسبةٌ مع عالم الأحديّة!!! ليست إثنينيّةً بمعنى يسببّ التّركيب أو أشياء فاسدة. لأنّ كثرة كلّ عالمٍ تناسب ذلك العالم ولا تنافيه، ولكنّ الكثرة للعالم النّازل، هذه الكثرة غير موجودةٍ في العالم الأعلى، ولكنّ كلّ عالمٍ له كثرةٌ مناسبةٌ مع عالمه.
➖ ومن هنا يقال "ما به الامتياز هنا عين ما به الاشتراك"، فهنا الأعيان الثّابتة أصبحت شؤونًا للحقّ تبارك وتعالى. فإذا أصبحت شؤونًا للحقّ تبارك وتعالى، كلّ الموجودات الفانية بعد الفناء - على كلّ تقدير - تصبح شأنًا، وتصير شأنًا، من شؤون الحقّ، فهي شؤونٌ إلهيّة، فإذا كانت شؤونًا إلهيّة، للحقّ تعالى معيّةٌ مع هذه الأشياء، والمعيّة بحاجة إلى الإثنينيّةٍ المناسبة مع عالم الأحديّة.
✨✨✨✨✨
▪️الإثنينيّة المنفيّة عن الحق تعالى تختلف عن تلك الإثنينيّة المأخوذة من معيّة الحقّ مع شؤونه في قوله تعالى ((كلّ يوم هو في شأن)).
✨✨✨✨✨
➖ الإثنينيّة، ليست الإثنينيّة الّتي نحن ننفيها عن الحقّ تبارك وتعالى، لأنّ تلك الإثنينيّة عبارةٌ عن الإثنينيّة الموجودة في #عالم_الجبروت، الإثنينيّة الموجودة في عالم الجبروت مضمحلّةٌ في عالم الأحدية، ولكن عالم الأحديّة له كثرة مناسبةٌ معه، ولا تمنع #الوحدة عن مشاهدة الكثرة، ولا #الكثرة عن مشاهدة الوحدة للحقّ تبارك وتعالى. فالحقّ تبارك وتعالى في محوهِ هو صاحٍ، له الصّحو، وفي صحوه، هو له المحو. (كان اللهُ ولم يكنْ معهُ شيء) هذا مقام المحو والفناء. (والآن كما كان) والآن متى؟! يعني حتّى بعد الخلق. هذا يشير إلى الخلق، نحن نرتفع قليلًا، نرتقي، نصل إلى عالم الأحديّة، ففي عالم الأحديّة الشّؤون موجودة، ففي #عالم_البقاء حتّى هذه الموجودات رغم وجودها غير موجودة، هذا ليس من التّناقض، هذا ليس من الاستحالة الّتي الفيلسوف أو المنطقيّ يرفضه، بل المراد أنّها أصبحت شؤونًا إلهيّةً فباعتبارٍ لا يوجد هناك إلّا الله، وباعتبارٍ آخر لله شؤونٌ إلهيّة:
✨ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)) سورة الرّحمن.
- "هو"، لا "الله"، "هو"، يعني الأحديّة في شأن، على كلّ تقدير.
✨✨✨✨✨
▪️السبب في التعبير بـ ((لقاء الله)) دون الاقتصار على كلمات قرآنية أخرى تؤدي نفس المطلب ظاهرًا كالفناء والهلاك والخضوع.
✨✨✨✨✨
هذا اللّقاء تقدّم منّا، لماذا الله تبارك وتعالى عبّر عنه تارةً -عن هذا الأمر- بالفناء، والهلاك، وخضوع الأشياء في الآية المباركة:
✨ (وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (١١١)) سورة طه.
- "وَعَنَتِ" بمعنى فَنَت، في الحقيقة "وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ" وكذلك.. لماذا عبّر مرّةً بالفناء والهلاك والاندكاك؟ ومرّة يعبّر عن اللّقاء؟ اللّقاء قلنا ناشئٌ من مقام البقاء بالله. وحيث أنّ هذا العالم، عالم الأحديّة ليس مركّبًا من الصّحو والمحو، وليس مركبًّا من الفناء والبقاء، ففي نفس الفناء هو باقٍ، وفي نفس البقاء هو فانٍ. ومن هنا يقال أنّ وحدته لا تمنع عن كثرته، وكثرته لا تمنع عن وحدته، فهو يرى... والعارف نفس الشّيء، العارف الواصل إلى مقام الأحديّة لا تشغله الوحدة عن مشاهدة الكثرة، ولا تشغله الكثرة عن مشاهدة الوحدة. بوحدة الوجود الّتي يقولون، الوحدة الحقيقة للوجود هذا هو، في نفس الوقت هو له المحو وله الصّحو، ولا يشغله الواحد عن الآخر.
- كلام أحد الحضور: لقاء الله هذا لا يتحقّق في عالم القيامة، لأنّ لقاء ....
(يتبع) ٢
▪️الاستمراريّة والإثنينيّة قيدان مأخوذان في مادّة اللقاء.
✨✨✨✨✨✨✨✨
🖊 كان الكلام في لقاء الله تبارك وتعالى، فذكرنا عدّة أمور فوصلنا إلى الأمر الرّابع.
الأمر الرّابع أنّ اللّقاء كما تعرفون مصدرٌ من لاقى، يلاقي، ملاقاةً، ولقاءً. فهذا #اللقاء ، هذه الكلمة تدلّ بالإضافة إلى وقوع المادّة وتحقّقها بين الإثنين، لأنّ اللّقاء بحاجة إلى إثنين. أنت تلاقي وهو أيضًا يلاقيك، لأنّه من الملاقاة، توجد إثنينيّة بينهما. إضافةً إلى #الإثنينية بين الملاقي والمُلاقى، يدلّ على الاستمرار، استمرار المواجهة، لأنّ اللّقاء صار بمعنى المواجهة، والمقابلة، لا بدّ وأن يكون اللّقاء مستمرًّا، وهذا المعنى مناسبٌ جدًّا مع #عالم_الصحو، لا #عالم_المحو .
✨✨✨✨✨✨
▪️ معيّة الحقّ تعالى مع شؤونه في عالم الصّحو أو البقاء تقتضي الإثنينيّة المناسبة مع عالم الأحديّة.
✨✨✨✨✨
🖊 لأنّه كما تقدّم أنّ الحقّ تبارك وتعالى في #عالم_الأحدية ، له محوٌ وهو #الفناء وله صحوٌ وهو #البقاء .
➖ ففي عالم المحو لا توجد إثنينيّة، لأنّ كلّ الموجودات، كلّ الأعيان الثّابتة فانيةٌ في الحقّ. ولكن في #عالم_البقاء توجد إثنينيّة، كيف؟!! إثنينيّة مناسبةٌ مع عالم الأحديّة!!! ليست إثنينيّةً بمعنى يسببّ التّركيب أو أشياء فاسدة. لأنّ كثرة كلّ عالمٍ تناسب ذلك العالم ولا تنافيه، ولكنّ الكثرة للعالم النّازل، هذه الكثرة غير موجودةٍ في العالم الأعلى، ولكنّ كلّ عالمٍ له كثرةٌ مناسبةٌ مع عالمه.
➖ ومن هنا يقال "ما به الامتياز هنا عين ما به الاشتراك"، فهنا الأعيان الثّابتة أصبحت شؤونًا للحقّ تبارك وتعالى. فإذا أصبحت شؤونًا للحقّ تبارك وتعالى، كلّ الموجودات الفانية بعد الفناء - على كلّ تقدير - تصبح شأنًا، وتصير شأنًا، من شؤون الحقّ، فهي شؤونٌ إلهيّة، فإذا كانت شؤونًا إلهيّة، للحقّ تعالى معيّةٌ مع هذه الأشياء، والمعيّة بحاجة إلى الإثنينيّةٍ المناسبة مع عالم الأحديّة.
✨✨✨✨✨
▪️الإثنينيّة المنفيّة عن الحق تعالى تختلف عن تلك الإثنينيّة المأخوذة من معيّة الحقّ مع شؤونه في قوله تعالى ((كلّ يوم هو في شأن)).
✨✨✨✨✨
➖ الإثنينيّة، ليست الإثنينيّة الّتي نحن ننفيها عن الحقّ تبارك وتعالى، لأنّ تلك الإثنينيّة عبارةٌ عن الإثنينيّة الموجودة في #عالم_الجبروت، الإثنينيّة الموجودة في عالم الجبروت مضمحلّةٌ في عالم الأحدية، ولكن عالم الأحديّة له كثرة مناسبةٌ معه، ولا تمنع #الوحدة عن مشاهدة الكثرة، ولا #الكثرة عن مشاهدة الوحدة للحقّ تبارك وتعالى. فالحقّ تبارك وتعالى في محوهِ هو صاحٍ، له الصّحو، وفي صحوه، هو له المحو. (كان اللهُ ولم يكنْ معهُ شيء) هذا مقام المحو والفناء. (والآن كما كان) والآن متى؟! يعني حتّى بعد الخلق. هذا يشير إلى الخلق، نحن نرتفع قليلًا، نرتقي، نصل إلى عالم الأحديّة، ففي عالم الأحديّة الشّؤون موجودة، ففي #عالم_البقاء حتّى هذه الموجودات رغم وجودها غير موجودة، هذا ليس من التّناقض، هذا ليس من الاستحالة الّتي الفيلسوف أو المنطقيّ يرفضه، بل المراد أنّها أصبحت شؤونًا إلهيّةً فباعتبارٍ لا يوجد هناك إلّا الله، وباعتبارٍ آخر لله شؤونٌ إلهيّة:
✨ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)) سورة الرّحمن.
- "هو"، لا "الله"، "هو"، يعني الأحديّة في شأن، على كلّ تقدير.
✨✨✨✨✨
▪️السبب في التعبير بـ ((لقاء الله)) دون الاقتصار على كلمات قرآنية أخرى تؤدي نفس المطلب ظاهرًا كالفناء والهلاك والخضوع.
✨✨✨✨✨
هذا اللّقاء تقدّم منّا، لماذا الله تبارك وتعالى عبّر عنه تارةً -عن هذا الأمر- بالفناء، والهلاك، وخضوع الأشياء في الآية المباركة:
✨ (وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (١١١)) سورة طه.
- "وَعَنَتِ" بمعنى فَنَت، في الحقيقة "وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ" وكذلك.. لماذا عبّر مرّةً بالفناء والهلاك والاندكاك؟ ومرّة يعبّر عن اللّقاء؟ اللّقاء قلنا ناشئٌ من مقام البقاء بالله. وحيث أنّ هذا العالم، عالم الأحديّة ليس مركّبًا من الصّحو والمحو، وليس مركبًّا من الفناء والبقاء، ففي نفس الفناء هو باقٍ، وفي نفس البقاء هو فانٍ. ومن هنا يقال أنّ وحدته لا تمنع عن كثرته، وكثرته لا تمنع عن وحدته، فهو يرى... والعارف نفس الشّيء، العارف الواصل إلى مقام الأحديّة لا تشغله الوحدة عن مشاهدة الكثرة، ولا تشغله الكثرة عن مشاهدة الوحدة. بوحدة الوجود الّتي يقولون، الوحدة الحقيقة للوجود هذا هو، في نفس الوقت هو له المحو وله الصّحو، ولا يشغله الواحد عن الآخر.
- كلام أحد الحضور: لقاء الله هذا لا يتحقّق في عالم القيامة، لأنّ لقاء ....
(يتبع) ٢