Forwarded from انتظار
1️⃣
🔆🌱🔆🌱🔆
🌱بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين🌱
✍المحاضرة السادسة من محاضرات الدعاء
💫لسماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله )
♻️البحث:
✍{فلسفة الدعاء وعلته}:
🔆أشعار للعارف ابن الفارض المصري(قدس):
🔹أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
🔹ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام
🔹فلي ذِكْرُها يَحلو على كلّ صيغةٍ
وإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي بخِصام
🔹كأنّ عَذولي بالوِصالِ مُبَشّرِي
وإن كنتُ لم أطمَعْ بِرَدّ سلام
🔹برُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِي
🔹ومن أجلها طاب افتضاحي ولذّ لي اطْ
طِراحي وذُلّي بعد عزّ مَقامي
🔹وفيها حلا لي بعْدَ نُسْكِي تهتُّكي
وخَلْعُ عِذاري وارتكابُ أثامي
🔹أصَلّي فأشدو حين أتلو بِذِكْرِهَا
وأطْرَبُ في المحراب وهي إمامي
🔹وبالحَج إن أحرَمتُ لبَيّتُ باسْمها
وعنَها أرى الإِمساكَ فِطْرَ صيامي
🔹وشأني بشأني معربٌ وبما جرى
جَرَى وانتحابي مُعرِبٌ بِهَيَامي
🔹أروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ هائمٍ
وأغْدُو بطَرْفٍ بالكآبة هامِ
🔹فقلْبي وطَرْفي ذا بمعنى جَمالِها
مُعَنّىً وذا مُغرىً بِلِينِ قَوام
🔹ونَوميَ مفقود وصُبحي لك البقا
وسُهديَ موجود وشوقيَ نام
🔹وعَقدي وعهدي لم يُحَلّ ولم يَحُل
وَوَجْدِيَ وجْدي والغَرام غرامي
🔹يشِفّ عن الأسرارِ جِسْمي من الضّنى
فيَغْدو بها معنىً نُحولُ عظامي
🔹طريحُ جَوى حبٍّ جريحُ جوانحٍ
قريحُ جفونٍ بالدّوام دَوَامي
🔹صريحُ هوًى جارَيْتُ من لُطْفيَ الهَوا
سُحَيْراً فأنفاسُ النّسيمِ لمامي
🔹صحيحٌ عليلٌ فاطلبوني مِن الصَّبا
ففيها كما شاء النّحولُ مُقامي
✍((محدوديّة عالم المادّة هي سبب التّعارض في تحقيق الطّلبات)):
كان الكلام في حقيقة #الدعاء ، والآن ندرس مسألة الدّعاء من زاوية أخرى وهي: لماذا ندعو؟ وما هي فلسفة الدعاء؟ وعلّته؟ نحنُ نعيش في عالمٍ هذا العالم محدودٌ بحدود ومقيّدٌ بقيود. مليءٌ بالكثافة، والغلظة، والظّلمة، والضّيق، وعدم السّعة. وبطبيعة الحال نحن بوصفنا موجودين في هذا #العالم_المادي نريد نتعايش، ونتفاعل مع هذا العالم، ويتمّ التّفاعل، والتّعايش بتحقيق آمالنا وما يخطر على بالنا، وما يخطر على أفكارنا. ونريد تطبيق هذه #الأفكار في الخارج وفي العالم المادّيّ.
إلّا أنّ العالم المادي ضيقٌ وليس واسعاً، فهنا يقع #التزاحم بين طلباتنا، وآمالنا، وبين آمال الآخرين، وطلبات الآخرين وإراداتهم، أو يقع التّزاحم، والتّنافي، والتّعارض بين طلباتنا، وبين #القوى الطّبيعية المسيطرة على هذا العالم المادّيّ المحدود، فمثلاً: نحن نريد نصل إلى المكان الفلاني بأقرب وقت أو قل بلحظة واحدة كطرفة عين فهل يمكن بالطّيران؟ لو كنّا طيراً لوصلنا إلى ذاك المكان سريعا بالطيران إلّا أنّ قوانين #الجاذبية تمنعنا عن الوصول إلى المكان المقصود عن طريق الطيران؛ لأن عندنا ثقل، ولسنا بخفة الطّير، فلا نستطيع أن نطير، ولا نستطيع أن نحلّق في السّماء، فلابدّ من المشي تارة يكون سيرا بالاقدام وهو يؤخر وتارة يكون المشي بحاجة إلى سيّارة، والسّيّارة بحاجة إلى بنزين، والبنزين بحاجة إلى أموال، وإلى أمور مختلفة، فلا نستطيع نتغلب على كلّ هذه الأمور بلحظة واحدة، فتحول بين طلباتنا، وبين وقوعه في الخارج إرادات أخرى، وقوانين حاكمة ومفروضة على العالم بخلاف #عالم_الآخرة بخلاف عالم #التجرد بخلاف #عالم_الملكوت .
↩يتبع...
🌱🔆🌱🔆
🔆🌱🔆🌱🔆
🌱بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين🌱
✍المحاضرة السادسة من محاضرات الدعاء
💫لسماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله )
♻️البحث:
✍{فلسفة الدعاء وعلته}:
🔆أشعار للعارف ابن الفارض المصري(قدس):
🔹أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
🔹ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام
🔹فلي ذِكْرُها يَحلو على كلّ صيغةٍ
وإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي بخِصام
🔹كأنّ عَذولي بالوِصالِ مُبَشّرِي
وإن كنتُ لم أطمَعْ بِرَدّ سلام
🔹برُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِي
🔹ومن أجلها طاب افتضاحي ولذّ لي اطْ
طِراحي وذُلّي بعد عزّ مَقامي
🔹وفيها حلا لي بعْدَ نُسْكِي تهتُّكي
وخَلْعُ عِذاري وارتكابُ أثامي
🔹أصَلّي فأشدو حين أتلو بِذِكْرِهَا
وأطْرَبُ في المحراب وهي إمامي
🔹وبالحَج إن أحرَمتُ لبَيّتُ باسْمها
وعنَها أرى الإِمساكَ فِطْرَ صيامي
🔹وشأني بشأني معربٌ وبما جرى
جَرَى وانتحابي مُعرِبٌ بِهَيَامي
🔹أروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ هائمٍ
وأغْدُو بطَرْفٍ بالكآبة هامِ
🔹فقلْبي وطَرْفي ذا بمعنى جَمالِها
مُعَنّىً وذا مُغرىً بِلِينِ قَوام
🔹ونَوميَ مفقود وصُبحي لك البقا
وسُهديَ موجود وشوقيَ نام
🔹وعَقدي وعهدي لم يُحَلّ ولم يَحُل
وَوَجْدِيَ وجْدي والغَرام غرامي
🔹يشِفّ عن الأسرارِ جِسْمي من الضّنى
فيَغْدو بها معنىً نُحولُ عظامي
🔹طريحُ جَوى حبٍّ جريحُ جوانحٍ
قريحُ جفونٍ بالدّوام دَوَامي
🔹صريحُ هوًى جارَيْتُ من لُطْفيَ الهَوا
سُحَيْراً فأنفاسُ النّسيمِ لمامي
🔹صحيحٌ عليلٌ فاطلبوني مِن الصَّبا
ففيها كما شاء النّحولُ مُقامي
✍((محدوديّة عالم المادّة هي سبب التّعارض في تحقيق الطّلبات)):
كان الكلام في حقيقة #الدعاء ، والآن ندرس مسألة الدّعاء من زاوية أخرى وهي: لماذا ندعو؟ وما هي فلسفة الدعاء؟ وعلّته؟ نحنُ نعيش في عالمٍ هذا العالم محدودٌ بحدود ومقيّدٌ بقيود. مليءٌ بالكثافة، والغلظة، والظّلمة، والضّيق، وعدم السّعة. وبطبيعة الحال نحن بوصفنا موجودين في هذا #العالم_المادي نريد نتعايش، ونتفاعل مع هذا العالم، ويتمّ التّفاعل، والتّعايش بتحقيق آمالنا وما يخطر على بالنا، وما يخطر على أفكارنا. ونريد تطبيق هذه #الأفكار في الخارج وفي العالم المادّيّ.
إلّا أنّ العالم المادي ضيقٌ وليس واسعاً، فهنا يقع #التزاحم بين طلباتنا، وآمالنا، وبين آمال الآخرين، وطلبات الآخرين وإراداتهم، أو يقع التّزاحم، والتّنافي، والتّعارض بين طلباتنا، وبين #القوى الطّبيعية المسيطرة على هذا العالم المادّيّ المحدود، فمثلاً: نحن نريد نصل إلى المكان الفلاني بأقرب وقت أو قل بلحظة واحدة كطرفة عين فهل يمكن بالطّيران؟ لو كنّا طيراً لوصلنا إلى ذاك المكان سريعا بالطيران إلّا أنّ قوانين #الجاذبية تمنعنا عن الوصول إلى المكان المقصود عن طريق الطيران؛ لأن عندنا ثقل، ولسنا بخفة الطّير، فلا نستطيع أن نطير، ولا نستطيع أن نحلّق في السّماء، فلابدّ من المشي تارة يكون سيرا بالاقدام وهو يؤخر وتارة يكون المشي بحاجة إلى سيّارة، والسّيّارة بحاجة إلى بنزين، والبنزين بحاجة إلى أموال، وإلى أمور مختلفة، فلا نستطيع نتغلب على كلّ هذه الأمور بلحظة واحدة، فتحول بين طلباتنا، وبين وقوعه في الخارج إرادات أخرى، وقوانين حاكمة ومفروضة على العالم بخلاف #عالم_الآخرة بخلاف عالم #التجرد بخلاف #عالم_الملكوت .
↩يتبع...
🌱🔆🌱🔆