Forwarded from قناة الأسئلة والأجوبة (2)
#المنشور٥٨٨
🌹التفات الذات التفصيلي والإجمالي إلى نفسها 🌹
السائل : 🌹
وَفقاً لما تفضل سماحتكم سابقاً لا يوجد أي نوع من التعيين في الأحدية، إنني لا أفهم التعيين الأحدي ؟
سماحة الشيخ قاسم حفظه الله تعالى🌹
لَمّا يلتفت إلى نفسه التفاتاً إجمالياً، يكون في الواقع قد أشار حينئذ إلى نفسه، فيصبح (أنا)، وقلنا بأنه لا يلتفت في مقام الذات إلى نفسه، وبالتالي لا يوجد لا (أنا) ولا (هو)، أما (أنا) غير موجود؛ فلأن (أنا) للإشارة إلى النفس، وأما (هو) غير موجود؛ فلأن (هو) إنما يكون موجوداً في ظرف الالتفات، بينما أنه غير ملتفت إلى ذاته العظيمة تلك، ونحن أيضاً لا نستطيع الإشارة إليه بكلمة (هو)، وتمخض عن ذلك أن في مقام الذات لا يوجد لا (أنا) ولا (هو).
في المرحلة اللاحقة تتوجه ذات الحق إلى نفسها، وحينما التفتت إلى نفسها تشير إلى نفسها بـ(أنا)، أو بـ(ياء) النسبة في (نفسي). فهذا الكلام اختلف عن سابقه، حيث لم يكن في المقام الأول يجري حديث عن الإشارة والالتفات، وبالتالي لم يكن يوجد هناك أي نوع من الحد والقيد، كان هو هو، من دون الالتفات إلى نفسه. ولكن هنا في المرحلة الثانية يوجد لديه التفات وتوجه إلى نفسه.
والآن بعد أن تنزّل عن مقام الذات البحتة والصِّرفة وأشار إلى نفسه، فيكون هذا الالتفات ناشئاً من ذاته ونفسه؛ ذلك لأن الالتفات إلى الذات ذاتيّ للموجود ولا ينفك ولا ينخلع عنه، وهذا ما يسمى بأحدية كل موجود، ذاتيّ كل موجود.
وحينئذ نقول بأن التفات الذات إلى نفسها إما التفات إجمالي وإما التفات تفصيلي:
۱. الالتفات الإجمالي يُسمى بالأحدية، والأحدية هي الذات نفسها، الألوهية هي اللـه، الصفات والأسماء تظهر في مقام الألوهية.
۲. وفي مقام الالتفات التفصيلي إلى نفسها يتحقق الالتفات إلى الذات المستجمِعة لجميع الصفات الكمالية.
إن (اللـه) ذاتٌ جامعٌ لجميع الأسماء والصفات إجمالاً.
وهذا الالتفات إلى الكمالات لم تكن موجودة في الأحدية، وإن كانت موجودة كلها في الأحدية، لكن لم يكن يرافق ذلك الالتفاتُ إليها.
الأسماء والصفات من عالم الخلق، والأحدية من عالم الأمر، والألوهية برزخ وواسطة بين الأمر والخلق، كما أن الأحدية أيضاً برزخ بين الذات البحتة لغيب الغيوب، وبين الخلق.
#الأحدیة #الذات #الالتفات #الألوهية
و الحمد لله رب العالمین 🌺🌸
🌹التفات الذات التفصيلي والإجمالي إلى نفسها 🌹
السائل : 🌹
وَفقاً لما تفضل سماحتكم سابقاً لا يوجد أي نوع من التعيين في الأحدية، إنني لا أفهم التعيين الأحدي ؟
سماحة الشيخ قاسم حفظه الله تعالى🌹
لَمّا يلتفت إلى نفسه التفاتاً إجمالياً، يكون في الواقع قد أشار حينئذ إلى نفسه، فيصبح (أنا)، وقلنا بأنه لا يلتفت في مقام الذات إلى نفسه، وبالتالي لا يوجد لا (أنا) ولا (هو)، أما (أنا) غير موجود؛ فلأن (أنا) للإشارة إلى النفس، وأما (هو) غير موجود؛ فلأن (هو) إنما يكون موجوداً في ظرف الالتفات، بينما أنه غير ملتفت إلى ذاته العظيمة تلك، ونحن أيضاً لا نستطيع الإشارة إليه بكلمة (هو)، وتمخض عن ذلك أن في مقام الذات لا يوجد لا (أنا) ولا (هو).
في المرحلة اللاحقة تتوجه ذات الحق إلى نفسها، وحينما التفتت إلى نفسها تشير إلى نفسها بـ(أنا)، أو بـ(ياء) النسبة في (نفسي). فهذا الكلام اختلف عن سابقه، حيث لم يكن في المقام الأول يجري حديث عن الإشارة والالتفات، وبالتالي لم يكن يوجد هناك أي نوع من الحد والقيد، كان هو هو، من دون الالتفات إلى نفسه. ولكن هنا في المرحلة الثانية يوجد لديه التفات وتوجه إلى نفسه.
والآن بعد أن تنزّل عن مقام الذات البحتة والصِّرفة وأشار إلى نفسه، فيكون هذا الالتفات ناشئاً من ذاته ونفسه؛ ذلك لأن الالتفات إلى الذات ذاتيّ للموجود ولا ينفك ولا ينخلع عنه، وهذا ما يسمى بأحدية كل موجود، ذاتيّ كل موجود.
وحينئذ نقول بأن التفات الذات إلى نفسها إما التفات إجمالي وإما التفات تفصيلي:
۱. الالتفات الإجمالي يُسمى بالأحدية، والأحدية هي الذات نفسها، الألوهية هي اللـه، الصفات والأسماء تظهر في مقام الألوهية.
۲. وفي مقام الالتفات التفصيلي إلى نفسها يتحقق الالتفات إلى الذات المستجمِعة لجميع الصفات الكمالية.
إن (اللـه) ذاتٌ جامعٌ لجميع الأسماء والصفات إجمالاً.
وهذا الالتفات إلى الكمالات لم تكن موجودة في الأحدية، وإن كانت موجودة كلها في الأحدية، لكن لم يكن يرافق ذلك الالتفاتُ إليها.
الأسماء والصفات من عالم الخلق، والأحدية من عالم الأمر، والألوهية برزخ وواسطة بين الأمر والخلق، كما أن الأحدية أيضاً برزخ بين الذات البحتة لغيب الغيوب، وبين الخلق.
#الأحدیة #الذات #الالتفات #الألوهية
و الحمد لله رب العالمین 🌺🌸