الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
2⃣🌿🌿🌿

▪️طريق إثبات اتّحاد المَظهَر والمُظهِر عند كلٍّ من الفلاسفة والعرفاء والفرق بينهما.



🖊 كان الكلام في اتّحاد المَظهَر والمُظهِر. هناك طريقان لإثبات الاتّحاد بين #المظهر والمُظهِر؛ أحد الطّريقين: طريقة الفلاسفة الإلهيّين، والآخر طريقة العرفاء الكاملين.

أمّا تقرير الفلاسفة المتألّهين لإثبات الاتّحاد بين المَظهَر والمُظهِر، هذا التّقرير يتلخّص في أمرين:
- الأوّل: أنّ #العوالم_النازلة في الحقيقة مرتبةٌ نازلةٌ مِن #العوالم_العالية الفوقانيّة، يقول العارف الفيلسوف #الميرفندرسكي ، في أبياتهِ المعروفة:

🔹 چرخ با این اختران ، نغز و خوش و زیباستی 
صورتی در زیر دارد آنچه در بالاستی 
صورت زیرین اگر با نردبان معرفت 
بررود بالا همان بااصل خود یکتاستی 

- هذا اتّحاد المَظهَر والمُظهِر.

إذن؛ العوالم النّازلة في الحقيقة، مرتبةٌ نازلةٌ مِن العوالم الفوقانيّة العالية، وهذه العوالم النّازلة بمنزلة المعلول بالنّسبة إلى العلّة، فكأنّ العوالم الفوقانيّة علّةٌ والعوالم النّازلة معلولٌ، هذا أوّلًا.
ثانيًا: #المعلول دائمًا هو نفس #العلة ، يعني أنّ المعلول مـوُجودٌ في العلّة إجمالًا ومختفٍ في العلّة، ولكنّ العلّة... وكذلك العلّة مختفيةٌ في المعلول عند ظهور المعلول. إذن المعلول هو نفس العلّة، ولكن في الحقيقة بمرتبةٍ نازلةٍ عنهُ، إذن هما شيءٌ واحد؛ الاختلاف في الظّهور وعدم الظّهور. المعلول هو نفس العلّة، العلّة التّامّة.
🖊 بالجمع بين هذين المطلبين:
الأوّل: أنّ العوالم... أنّ هناك عوالم نازلة؛ هذه العوالم النّازلة مرتبةٌ نازلةٌ عن العوالم الفوقانيّة.
والثّاني: أنّ نسبة هذه العوالم النّازلة إلى العوالم العالية الفوقانيّة نسبة المعلول إلى العلّة. وحيث أنّ المعلول عبارةٌ عن نفس العلّة، ولكن مع ضعفٍ، مع شيءٍ مِن الضّعف، مِن الفقر، مِن العدم، أو ما شئت فسمِّه، إذن المعلول هو نفس العلّة، والعلّة مختفيةٌ في صميم المعلول، عند ظهور المعلول، مختفيةٌ، أنتم لا تستطيعون أن تشيروا إلى العلّة بشكلٍ مباشرٍ. كذلك في عالم العِلَل، المعاليل موجودة في العِلَل ولكن مختفيةٌ، بحيث لا تستطيعون أن تشيروا إلى هذه المعاليل بإصبعكم بشكل مباشر، فهما شيءٌ واحد. فإذا كانا شيئًا واحدًا يتمّ اتّحاد المَظهر والمُظهر، لأنّ المعلول مظهرٌ للعلّة، ولكن ليس مظهرًا تامًّا، والعلّة مظهرٌ للمعلول، إذن يتمُّ الاتّحاد بين المعلول والعلّة. هذه طريقة #الفلاسفة . نستفيد مِن هذه الطّريقة لإثبات اتّحاد المَظهر والمُظهر. وبشكلٍ عامٍّ الفلاسفة يُعبّرون عن تلك الحقائق بالعلّة والمعلول.

🖊 ولكنّ #العرفاء يُعبّرون عن تلك الحقائق ب #الظاهر و #الباطن .
( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)) سورة الحديد.
- ومن هنا نفنّد كلام بعض المنتسبين إلى العلم، حيثُ أنّهم يستشكلون بعدم وُرُود كلمة العلّة في الرّوايات، أو في الآيات، لا توجد روايةٌ ولا آيةٌ تقول "اللهُ" علّةٌ أو النّاس معلول. العلّة والمعلول غير مذكورٍ في الرّوايات، أو إذا ذُكر، ذُكر بشيءٍ، بنحوٍ ضئيلٍ جدًّا.
- الجواب أنّ؛ حبيبي!! هذه بيانات لحقيقة واحدة، صحّ بالآيات.. في الآيات غير مذكورة كلمة العلّة والمعلول، ولكن مـوجـود
( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِن )
- "هُوَ" ظاهرٌ، يعني معلولٌ (الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) .
- الخلق مذكور عند الفلاسفة، وفي الرّوايات، وفي الآيات، ولكن في التّعبير العرفاني الأصيل لا يقال الخلق، يقال "ظهور"، ظَهَرَ، لأنّ الله تبارك وتعالى، هنا أيضاً بالقرآن يذكُر
( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ )
- "هو"، هي #الأحدية، يصف هذا الموجود الأحديّ بأنّهُ هو (الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) "الآخر" يعني الفلاسفة يسمّونه بالمعلول و "الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ". على كلّ تقدير.

(يتبع) ٢