1⃣☘☘☘

محاضرات الملكوت للشّيخ الأستاذ قاسم الطّهراني....المحاضرة الأولى

بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ والصّلاة
والسّلام عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيّبينَ الطَّاهِرينَ.
🖊المحاضرة الأولى من محاضرات الملكوت
لسماحة الشّيخ الأستاذ قاسم الطّهراني (حفظه الله(
شَهر رمضانَ لِعَام ١٤٣٧هـ في ٢٠١٦م

◾️البحث : فلسفة اعتقاد الموجودات بالواقع الموضوعيّ

🖊أشعار ابن الفارض (قدّس سرّه)

أبرقٌ بدا من جانِبِ الغَور لامعُ
أمِ ارتفَعَتْ عن وجهِ ليلى البراقعُ

أَنَارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتَسَمتْ عمّا حكتهُ المدامعُ

أنْشرُ خُزامى فاح أم عَرْفُ حاجر
بأُمّ القُرَى أم عِطْرُ عَزَّةَ ضائعُ


ألا ليتَ شِعري هل سُلَيْمَى مقيمةٌ
بِوادي الحِمى حيثُ المُتَيَّمُ والعُ


وهل لَعلَعَ الرّعْدُ الهَتونُ بِلَعلَعٍ
وهل جادَها صَوب من المُزنِ هامعُ


وهل أَرِدَنْ ماء العُذَيْب وحاجِر
جِهَاراً وسِرُّ الليلِ بالصّبح شائعُ


وهل قاعةُ الوعساء مخْضَرّةُ الرُّبى
وهل ما مضَى فيها من العيش راجعُ


وهل برُبَى نجْدٍ فتوضحَ مسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حوَتْه الأضالعُ


وهل عَذَبَاتُ الرّنِد يُقْطَفُ نورها
وهل سَلَماتٌ بالحِجاز أيانعُ

وهل عامرٌ من بَعْدِنا شِعبُ عامرٍ
وهل هوَ يوماً للمُحبّينَ جامعُ


وهل أَمَّ بيتَ اللِه يا أُمّ مالِك
عُرَيْبٌ لهُمْ عندي جميعاً صنائعُ

وهل نَزَلَ الرّكبُ العِراقي مُعَرِّفاً
وهل شُرِعَت نحو الخِيام شرائعُ

وهل لي بجمع الشّمل في جمع مُسعِدٌ
وهل لليالي الخَيْف بالعُمْر بائعُ

وهل سَلّمت سُلمَى على الحَجَرِ الّذي
بِه العهدُ والتفّت عليِه الأصابعُ

لعلّ أُصَيْحَابي بمكّة يُبْرِدُوا
بِذِكْرِ سُلَيْمَى ما تُجِنّ الأضالعُ


وعلّ اللُّيَيْلاَتِ الّتي قد تصرّمت
تعودُ لنا يوماً فيَظْفَرَ طامعُ

وَيفْرَحَ محزونٌ ويَحْيَا مُتَيَّمٌ
ويأنَسَ مُشْتَاقٌ ويلتَذّ سامعُ

✨✨✨✨✨
◾️مقدّمة:
نطلب من الله تبارك وتعالى أن يوفّقنا في هذه اللّيالي المباركة أن ندرس الملكوت الّتي ذكرت في القرآن أربع مرّات ندرس #المادّة #والمعنى وكيفيّة هذا العالم يعني #عالم الملكوت وكيفيّة الوصول إلى هذا العالم والتّحقّق بهذا العالم، فبدايةً نذكر مقدّمةً أو عدّة مقدّمات لكي تتبيّن لنا فكرة الملكوت بشكلٍ واضح فنقول مستعينًا بالله ومتّكلًا عليه.
✨
◾️الأدلّة على إدراك الموجودات بالواقع الموضوعيّ الخارج عن ذاتها

□ـ الدّليل الأوّل: الدّليل الفلسفيّ الإلهيّ:
كلُّ موجودٍ يحسُّ بوجوده هو يعرف أنّه يوجد هناك واقعًا موضوعيًّا خارج ذاته يوجد شيء خارج ذاته، وخارج وجوده فمثلًا: #الطّفل عندما يولد أوّل مايولد ممكن ماعنده إحساس، ماعنده عين، ماعنده بصر عين موجودة ما عنده بصر، ماعنده سمع، ماعنده ذوق، ماعنده حسّ ولكن بمجرّد أن أحسّ بالجوع وأحسّ بأنّه يوجد شيء في فمه فبدأ بمصّه بالتّدريج يحسّ بأنّه يوجد هناك شيء غير وجوديّ وهو اللّبن وهو الحليب وبالتّدريج يتبيّن له أنّه يوجد شيء آخر غير وجوده بالحسّ باليد ولكن العين والسّمع يطول قليلًا حتّى يتّضح له حتّى يشتغلا حتّى يعملا مفعولهما ولكن أوّل شيء الذّوق، ومن هنا أيّ شيء يجده يختبره باللّسان يأخذه ويختبره باللّسان هذا في #الإنسان بالتّدريج يكبر ويكبر ويكبر فيرى أنّه يوجد أشخاص مثله أمثاله يوجد عالم، يوجد ماء، يوجد جبل وبالتّدريج يعتقد بأنّ هناك أشياء كثيرة ويوجد هناك عالم غير وجوديّ هذا في الإنسان .
أمّا #الحيوان، الحيوان نفس الشّيء عندما يولد ممكن ما يحسّ بشيء ولكن بالتّدريج بالأكل بالحسّ بالتّدريج يتبيّن للحيوان أنّه يوجد هناك شيء يتأثّر ويؤثّر، يؤثّر في ماذا؟ في شيء غيره، يتأثّر من ماذا؟ يتأثّر من شيء غيره .
أمّا #النّبات أشجار، أشجار حسنًا تختلف ما عندها ذائقة ماعندها عين ماعندها حسّ، ولكن هذا النّبات الّذي نزرعه بالأرض بالتّدريج يبدأ يأخذ من هنا وهنا ويخرج من الأرض فبالتّدريج يفحص عن #الماء يفحص عن الموادّ المعدنيّة لكي يتغذى أكيد هو أيضًا يحسّ بأنّه يوجد هناك شيء غيره .
#وإمّا المعادن، معادن بسبب ابتعاد الحياة عنها نحن بسهولة ما نعرف أنّ المعدن أو التّراب أو الحجر أنّه عنده إحساس وأنّه يعتقد بأنّ هناك عالمًا آخر غيره نحن مانحسّ نحن لانعرف لماذا؟ لأنّنا دائمًا نعرف الأشياء الخارجة عنّا عن طريق ماحصل لنا، لأنّنا نؤثّر ونتأثّر نحسُّ بالواقع الموضوعيّ وأنّ هناك شيء خارج وجودنا .
أمّا #الحجر نحن ما نرى منه تأثير ولا نرى منه تأثّر نحن ما نحسُّ، نحسّ من الحيوان نحسّ من #الشّجر ولكن بالحجر ما نحسّ ولكن هذا ليس بالمهمّ، لأنّه ثبت في #الفلسفة الإلهيّة أنّ كلّ موجودٍ له إدراك إذا ثبت لهذا الشّيء أنّه موجودٌ فإذن كلّ موجودٍ له إدراكٌ، له فهمٌ، له معرفةٌ ولكن بمقتضى وجوده حسب وجوده هذا من النّاحية الفلسفيّة .

يتبع