وكالة إسناد الإخبارية
807 subscribers
30.6K photos
1.91K videos
21 files
7.72K links
Download Telegram
في #الانسحاب_الأميركي من #العراق

#شعاع_خاص

قبل السؤال عن حقيقة وجدية الولايات المتحدة الأميركية في سحب قواتها المحتلة من المنطقة عموما ومن العراق على وجه التحديد، ثمة سؤال أكثر إلحاحا ومشروعية، هل دخلت تلك القوات إلى العراق 2003 من أجل الانسحاب لاحقا، وهل الحديث عن حوار ومباحثات بين بغداد وواشنطن في هذا الشأن من شأنه أن يؤتي أكله بشكل عاجل وخلال أيام أو أسابيع أو أشهر؟.
بعيدا عن الحراك وما يصدر من تصريحات، عن تشكيل لجنة حوار بين واشنطن وبغداد، في سبيل دراسة خطوات الانسحاب الأميركي من العراق، والمصالح الأميركية في نفط العراق وحماية المشروع الصهيوني، ثمة دلائل تؤكد نية واشنطن البقاء في المنطقة، وعدم مغادرتها عبر الحوار، حيث طلب "البنتاغون" قبل نحو أسبوع زيادة كلفة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط بـ 1.6 مليار دولار، وإذا ما أقرّ الكونغرس هذه الزيادة سيتم إرسال دفعة إضافية من الجنود الأميركيين إلى العراق وسورية، إضافة إلى ذلك ثمة مؤشر يؤكد عدم نية أميركا مغادرة المنطقة، وهو ارتباط الوجود في سورية بالوجود في العراق، وفي هذا الإطار أعلنت نائب وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، أن بلادها لا تعتزم سحب قواتها المحتلة من سورية، خلافاً لما أوردته العديد من المصادر خلال الأيام الماضية عن خطط لسحب هذه القوات.
في قياس الحاضر بالماضي، فالجميع يتذكر أن اللجنة التي تشكّلت في عهد وزارة عادل عبد المهدي عام 2020 اجتمعت مرّة واحدة، ليؤكد العديد من المراقبين أن اللجنة الحالية في زمن محمد شياع السوداني قد تسلك ذات الطريق رغم جدية الجانب العراقي في إخراج القوات الأميركية، وبأن النقاش لن يتجاوز تغيير صيغة "التحالف" إلى صيغة "شراكة ثنائية بين بغداد وواشنطن، سياسية وأمنية وعسكرية".
من المؤكد أن واشنطن لن تقدم على خطوة الانسحاب من المنطقة بالسهولة التي يتوقعها البعض، وعبر الحوار، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة صراعات كبيرة، سوف تحدد نتائجها طبيعة المنطقة برمتها، وسوف تحدد جغرافيا السيطرة، ومن المؤكد أن واشنطن تعي جيدا أن انسحابها من جغرافيا المنطقة، سوف يفسح بالمجال للهيمنة الروسية والإيرانية، بشكل أو آخر على قرارات المنطقة، الأمر الذي يجعل جميع الأحاديث عن انسحاب أميركي قريب من دول المنطقة مجرد "ثرثرة سياسية".

#شعاع