كما يُكسب المعلّمُ تلاميذَه الفكرَ والعلمَ والمنهجَ فإنه يتأثر بهم، حتى كانوا يرون أن معلم الصبيان يكتسب من بلادتهم وضيق أفقهم بطول تعامله معهم.

وكان من ميزات مجلس #الإمام_الأعظم ما ضمَّه من الأئمة، ومن أسباب قوته ما اجتمع له من أصحابه المجتهدين حتى قيل: كيف يقدر أبو حنيفة يخطئ ومعه مثل أبي يوسف وزفر في قياسهما، ومثل يحيى بن أبي زائدة وحفص بن غياث وحبان ومندل في حفظهم الحديث، والقاسم بن معن في معرفته باللغة والعربية، وداود الطائي وفضيل بن عياض في زهدهما وورعهما، من كان هؤلاء جلساؤه لم يكد يخطئ!

وذكر الشيخ العلامة السراج قارئ الهداية في إجازة ابن الهمام أنه أفاد أكثر مما استفاد!

فتنبُّهُ الشيخ لمستوى طلابه، وحرصه على الأذكياء النابهين منه، واختصاصهم بالمباحثة= ينفعه هو قبلهم، ولأجله فإن كثيرًا من المشايخ الذين قصروا تدريسهم على المبتدئين ينتقلون تدريجيًا من التأصيل والتدقيق والتحقيق إلى التصوير والتلقين، فإذا أقبلوا على شرح كتاب عالٍ درّسوه كما يدرّسون المبتدي، فأفسدوه.

ولأجله فإن كثيرًا من المتفرغين لدعوة العامة يخسرون صنعة العلم، ويتحولون لقُصّاص، ويضيع عليهم ما بذلوا له أعمارهم في الحفظ والإتقان!

#منهجيات

مولانا العلامة الشيخ عبدالكريم المدرس رحمه الله و رضي عنه
حديث لطيف عن شيوخه ، ثم حول من لم يجد شيخا مربيا و أخيرا عن ضرورة الصحبة الصالحة

" واعلم أن الصورة الحاصلة في العقل من حيث إنها تقصد باللفظ سميت معنى ، ومن حيث إنها تحصل من اللفظ سميت مفهومًا ، ومن حيث إنها مقولة في جواب ما هو تسمى ماهية ، ومن حيث إنها ثابتة في الخارج تسمى حقيقة ، ومن حيث امتيازها عن الأغيار تسمى هوية ، ومن حيث حمل اللوازم لها تسمى ذاتًا "

ما أجمل أن تستشكل إشكالا في الكتب القديمة ، فيقول ذهنك يوجد شيء هنا والمسألة ما ينبغي أن تكون هكذا ، ثم يأتي المحشي موافقا لك قائلا: وهذا لا يصح أن قرينة لما ادعاه.

يعني تحس أنك صار عندك شوية عقل وبديت تتعلم تجلس مع الكبار 😅😅.

لا يعرف طعم هذا إلا أصحاب الحواشي.

وضع العلامة حافظ الدين الكردري البزازي (٨٢٧هـ) ما يحفظه كتابًا فوق كتاب، وهو واقف على قدميه، فوصلت الكتب إلى محاذاة أذنيه، وكان منها القدوري والكنز والوافي والهداية!

#همة
#المذهب_الحنفي

الإمام الشعراني رحمه الله:

(إياك أن تردّ كلام أحد من الأئمة أو تضعّفه بفهمك، فإن فهمك إذا قرن بفهم أحد من الأئمة المجتهدين كان كالهباء.)

لئنْ كنتَ في الدُّنيا بصيرًا فإنّما
بلاغُكَ منهَا مثلُ زادِ المسافِرِ

إذَا أبقتِ الدّنيا علىٰ المرءِ دينهُ
فمَا فاتَهُ منهَا فليسَ بضائِرِ!

- أبو العتاهِية.

حدّثني أحد مشايخي رحمه الله أنه حينما التحق بالابتدائية الأزهرية في أوائل الخمسينيات كان يوجد مدرّس في المعهد لتحفيظ ألفية ابن مالك، للتحفيظ فقط من غير شرح، كل وظيفته أن يحفّظهم كل عام مائتي بيت من الألفية، وبعد إنهاء النظم كاملا يشرعون في شرحه في السنوات اللاحقة، وأما بقية المتون فكانوا يحفظونها بالتوازي مع تلقّي الشرح، وكان مدرّسو المعاهد آنذاك علماء بحق وأهل إتقان وإمعان، وحدّثني عن شيخه عبد اللطيف أنه كان مكتبة متحركة في سائر العلوم، وأنه كان يقول لهم: لو مُحِيَ ابن عقيل والأشموني وابن هشام وكتب الحنفية من الوجود لأمليتُها من ذهني، رحمهم الله ورضي عنهم.

أما الخيام فإنها كخيامهم
وأرى نساء الحيّ غير نسائها.

أيا سائلي تفسير مَيْتٍ ومَيِّتٍ
فدونك قد فسّرت ما عنه تسألُ

فما كان ذا روحٍ فذلك ميِّتٌ
وما المَيْتُ إلا من إلى القبر يُحملُ

كتاب الله البيانُ الذي يُشفى به من العمى

- الإمام المطلبي

في إلزام النفس ابتداءً ببرنامج علمي وحثها على تطبيقه، وعدم الانصراف عنه_ غاية أبعد من المعلومة والمتن...؛ هي أن يتحول العلم للطالب إلى ما يشبه الطعام والشراب، فكما لا يحتاج لمن يذكّره بهما، وكما يسعى لهما مهما كانت ظروفه وانشغالاته، ويصرف ذهنه وماله ووقته لتحصيلهما، فكذا العلم!

ففي كل يوم يمر يتعلم، سواء تهيأت أسبابه وأفضل ظروفه، أو اكتفى بالقليل وحصل على القوت، لكنه لا يتركه في يوم!

#منهجيات

" ولا ينبغي أن يكون حظُّك من ممارسة الفقه أنْ يتميَّزَ لك السُّنّة عن الفرضِ فلا يَعْلَقُ بفهمك من أوصافِ السُّنّة إلا أنه يجوز تركُها فتتركُها، فإن ذلك يضاهي قولَ الطبيب : إن فَقء العين لا يُبطل وجود الإنسان ... فهكذا ينبغي أن تَفْهم مراتبَ السُّنن والهيئات والآداب .... ".

[ الإمام الغزالي ]

[وَإنِّي أَبْغِضُ فِي اللّهِ مَنْ يَتَعَمَّد أَو يَتَكَاسَل عَِن التَرَحُم أَو التَرَضِي أَو الدُعَاء عِندَ ذِكْرِ الأيمَّة أَو يُجَرِّدَهُم مِن أَلقَابِهِم وَكُنَاهُم أَو يَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ بَعْضِهِم دُونَ البَعْضِ تَحْتَ أَيِّ غِطَاء نِيَّةٍ كَانَ ]

✍️عمر السلطاني .

يقول الشيخ الطنطاوي رحمه الله :
وأنا أعجب ممن يشكو ضيق الوقت ، وهل يضيِّق الوقت إلا الغفلة أو الفوضى ؟! انظروا إلى الطالب ليلة الامتحان ، تروا أنه لو قرأ مثله - لا أقول كل ليلة - بل كل أسبوع مرة ، لكان علَّامة الدنيا ، بل انظروا إلى هؤلاء الذين ألَّفوا مئات الكتب كابن الجوزي والطبري والسيوطي والجاحظ ، بل خذوا كتابًا واحدًا كنهاية الأرب ، أو لسان العرب ، وانظروا ؛ هل يستطيع واحد منكم أن يصبر على قراءته كله ونسخه مرة واحدة بخطِّه ، فضلًا عن تأليف مثله من عنده ؟

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ❤️
تجاوزت مرحلة البكالوريوس بتقدير ممتاز بفضل الله
دعواتكم 🌸

ليس من السداد حين تسمع عن حكم فقهي أو توجيه شرعي = أن تنظر هل يطبقه الناس أو تركوه ، أو باحثا عن موقف الناس منه ؛ بل انظر للحكم في نفسه ، فالتزام الناس أو عدمه ليس دليلا على شيء ، ولا مانعا من شيء .. ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ).