وحسبُ قول بخروجه عن قول جميع أهل العلم دلالة على خطئه!

الإمام الطبري (310هـ)

#منهجيات

الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، "أما أخبار الصالحين، وحكايات الزهاد والمتعبدين، ومواعظ البلغاء، وحكم الأدباء فالأسانيد زينة لها، وليست شرطًا في تأديتها"، كما قال الإمام البيهقي.

فالتوقف في كل قصة مروية على تصحيح سندها بشرط المحدثين = تنطع، وتحكيم قواعد علم في علوم أخرى.

#منهجيات

(والكتب التي صارت عليها مناقشات العلماء من مظان التحقيقات، ومن أروع ما يقرأه الطالب، فلأجله احرص في قراءتك على اختيار أمثال هذه الكتب، مثلا كتاب يجتمع عليه الإمام الرازي والمحقق الطوسي، والفاضل القطب المحاكم! أو العلامة التفتازاني والمحقق الشريف الجرجاني، أو القطب الرازي والمحقق الشريف الجرجاني، ....

فإذا لازمتَ مثل هذه الكتب عرفت الكتاب، ونصف الكتاب، والشبيه بالكتاب، واللاشيء، واتضح لك أهمية وثاقة المصدر الذي تستقي منه معلومتك).

سيدي الشيخ عبد الحميد التركماني نفع الله به

#منهجيات

بعض المتصدرين إذا لمس وجود طلاب حوله ينتفعون به ارتاحت نفسه وأوهمته أنه العلّامة الذي قلّ الزمان أن يجود بمثله، فلا يزداد علمًا، ولا يحرر مسألة، ولا يحقق مشكلة علمية، ويدأب يكرر ما لديه حيث جلس أو تكلم.

تمر السنوات وهو مكانه، بل وهو يتراجع كل يوم.. تعرفه بأمارات؛ فأكثر الطلاب حوله من المبتدئين، وتراهم يتجددون باستمرار فلا تجد ملازمًا له ملازمة طويلة إلا نادرًا، ومن علاماته أنه إذا قرأ جديدًا يخالف ما يقرره منذ سنوات- اعترض عليه وأنكره وإن كان صوابًا في نفسه، وأنه يكثر الاعتراض على أقرانه ومن يبرز من طلابه ويحاول انتقاصهم.

لن أقول لك: إن وجدته فلا تلزمه، فإنك فاعل هذا متى حفظت مقالاته وأطروحاته المتكررة!
لكن أقول لك: لا تتوقف يومًا عن طلب العلم مهما بلغت.

#منهجيات

متن أصولي في 20 ورقة مخطوطة تقريبًا يخرجه محققه في مجلد كبير 400 ص!
ويضع عند كل كلمة هامشًا يزينه بتعليقات من كيسه، لا تختص بالمتن، ويعرض عن شروحه المشهورة!
يحسن بمن يتصدر لتحقيق المتون أن يخرجها متونًا!

#منهجيات

بتراجع دور #التصوف_الصحيح، وخفوت ذكر الصالحين بين الناس، وترك التشوف لمراتبهم والتعلق بهمّتهم، سيطرت الحالة المادية على فكر العامة، فانصاعوا لشهواتهم دون أدنى مقاومة لها، وصار الدفاعُ عن رغبات النفس، ونزوات الجسد، وشذوذات الفكر، وإملاءات الغرب حريةً ونضالًا.

#منهجيات

يشعر الدارس الماتريدي أو الأشعري بالغنى والتنوع والاتساع في مذهبه، ويمنحه تسلسل طبقات أئمته دون انقطاع أمانًا؛ إذ يعلم أن هذه الأفكار تتابعت عليها العقول المختلفة، في الأزمنة المتطاولة، وقررتها بطرق متنوعة، حتى تلقاها هو متكاملة ثرية، فلا يطوف في جميع مسائله حول إمام واحد مهما بلغ!

تخيل أن تحذف تراث ابن تيمية وابن القيم وانظر ماذا بقي للسلفية يتكئون عليه، واحذف بمقابلهم من شئت من أئمة الأشاعرة والماتريدية وانظر كم بقي!!

#منهجيات
شوارد الأفكار

ذكر فقهاء #المذهب_الحنفي أنه لا يقرأ الإمام بالقراءات الغريبة عن المصلين العوام _وإن كانت صحيحة فصيحة _ صيانةً لدينهم؛ لأن بعض السفهاء يقولون ما لا يعلمون، ويستسخفون أو يضحكون، فيقعون في الإثم والشقاء، ولا ينبغي للأئمة أن يحملوا العوام على ما فيه نقصان دينهم!!

فتأمل هذا الفهم الدقيق، والمراعاة الحسنة للحفاظ على دين العامة، وقارنه بهواة ذكر الغرائب والتنقيب عنها وضرب وجوه الناس بها، حتى يستغربها عقلاؤهم ويهزأ بها جهّالهم، وتدبر الفرق بين مقامي التعليم والدعوة، وبين ما لا يقال إلا في جلسات العلم وما يُطرح للعامة!

#منهجيات

يقرأ عن التفاضل بين طلب العلم وقيام الليل، وعن حكم الرواتب والنوافل في حق المفتي والقاضي؛ فيحمل هذا على نفسه ويتركها بحجة كونه طالبًا مشتغلًا.. ونسي أنه يقضي من وقته ساعات على وسائل التواصل بحجة العلم أيضًا.

طالب العلم إذا لم يكن له زاد من الذكر والنافلة والصالحات فبأي شيء يتقوى!

#منهجيات

يستعمل العلامة العطار أساليب إغراء لطيفة في حواشيه ليلفت نظر الطالب لأهمية ما يحققه، يقول مثلًا:

(وقد أطلنا الكلام في هذا المقام حرصًا على تلك الفوائد التي قلَّ أن توجد هكذا في كتاب، فاحرص عليها إن كنتَ من أذكياء الطلاب).

ويقول: (كلام.. إن ضممته إلى ما هنا وقعت على حقيقة الحال، وسبقت غيرك في هذا المجال).

فمن شفقة الشيخ واهتمامه أن يحل الصعوبات، ويختصر المراجع، ويطوي المسافات لتلميذه، فمَنْ رُزق شيخًا كهذا فليعض عليه بالنواجذ!

#منهجيات

كما يُكسب المعلّمُ تلاميذَه الفكرَ والعلمَ والمنهجَ فإنه يتأثر بهم، حتى كانوا يرون أن معلم الصبيان يكتسب من بلادتهم وضيق أفقهم بطول تعامله معهم.

وكان من ميزات مجلس #الإمام_الأعظم ما ضمَّه من الأئمة، ومن أسباب قوته ما اجتمع له من أصحابه المجتهدين حتى قيل: كيف يقدر أبو حنيفة يخطئ ومعه مثل أبي يوسف وزفر في قياسهما، ومثل يحيى بن أبي زائدة وحفص بن غياث وحبان ومندل في حفظهم الحديث، والقاسم بن معن في معرفته باللغة والعربية، وداود الطائي وفضيل بن عياض في زهدهما وورعهما، من كان هؤلاء جلساؤه لم يكد يخطئ!

وذكر الشيخ العلامة السراج قارئ الهداية في إجازة ابن الهمام أنه أفاد أكثر مما استفاد!

فتنبُّهُ الشيخ لمستوى طلابه، وحرصه على الأذكياء النابهين منه، واختصاصهم بالمباحثة= ينفعه هو قبلهم، ولأجله فإن كثيرًا من المشايخ الذين قصروا تدريسهم على المبتدئين ينتقلون تدريجيًا من التأصيل والتدقيق والتحقيق إلى التصوير والتلقين، فإذا أقبلوا على شرح كتاب عالٍ درّسوه كما يدرّسون المبتدي، فأفسدوه.

ولأجله فإن كثيرًا من المتفرغين لدعوة العامة يخسرون صنعة العلم، ويتحولون لقُصّاص، ويضيع عليهم ما بذلوا له أعمارهم في الحفظ والإتقان!

#منهجيات

في إلزام النفس ابتداءً ببرنامج علمي وحثها على تطبيقه، وعدم الانصراف عنه_ غاية أبعد من المعلومة والمتن...؛ هي أن يتحول العلم للطالب إلى ما يشبه الطعام والشراب، فكما لا يحتاج لمن يذكّره بهما، وكما يسعى لهما مهما كانت ظروفه وانشغالاته، ويصرف ذهنه وماله ووقته لتحصيلهما، فكذا العلم!

ففي كل يوم يمر يتعلم، سواء تهيأت أسبابه وأفضل ظروفه، أو اكتفى بالقليل وحصل على القوت، لكنه لا يتركه في يوم!

#منهجيات