#المقارنة_في_التربية_مدمرة_من_العيار_الثقيل
كانت أمي تقول لي في النهار وهي تطعمني : " افتح فمك لتكون بطلًا مثل ابن عمك عبدالله "، وفي الليل كانت تقول : " نم مبكرًا مثل خالد "، أما أبي فقد كان يكرّر على أذني بأن أذاكر دروسي مثل علي وأن أذهب معه إلى المسجد مثل صالح.
معلّمي في المدرسة نصحني بأن أجتهد مثل محمد، ومعلمّي الآخر في التحفيظ أشار علي أن أصغي لأحمد لكي أشبهه، بينما طلب منّي مدرّبي أن أسدّد الكرة مثل سالم، وأخي الأكبر أوصاني أن أختبئ جيدًا مثله ونحن نلعب الغمّيضة.
بعد ذلك كنت لا إراديًّا؛ حين أهمّ بالركض أنظر لمن يركض بخفّة أمامي حتّى أقلّد خطواته، وكنت أحدّق بمن يكون على يساري كيف يمدّ يده لمصافحة الآخرين لأفعل مثله.
استطعت أن أكون مثل عبدالله وعلي وخالد ومحمد والبقية، ثمّ كبرت وحاولت أن أرسم مثل نادر، وألعب الكاراتيه مثل معاذ، وأنشد مثل سعيد، وأتحدّث مثل عبدالرحمن، وأتقن الخط مثل ناصر، وتأرجحت مابين النجاح والفشل في محاولاتي.
ثمّ وصلت لمرحلة بعدها احترت فيها أن أختار هل أكون طبيبًا مثل عبدالعزيز أم مهندسًا مثل فيصل، أم تربوياً مثل عبدالسلام؟
فكّرت أيضًا بأن أصبح إعلاميًّا مثل توفيق، لكنّي في اللحظة الأخيرة قرّرت أن أكون محاسبًا مثل ماجد.
تخرّجت مثقلًا بشخصياتٍ عِدّة أردت أن أكونها، ومشتّتًا لا أعلم أي طريق آخر يجب أن أسلكه، كنت أجلس لوحدي دائمًا متبلّدًا لساعات طويلة، ضائعًا أبحث عن نفسي، يمرّ الآخرون بجانبي، ينادون: "عُمر" ولا أجيب.
https://t.me/sameeducation/4777
كانت أمي تقول لي في النهار وهي تطعمني : " افتح فمك لتكون بطلًا مثل ابن عمك عبدالله "، وفي الليل كانت تقول : " نم مبكرًا مثل خالد "، أما أبي فقد كان يكرّر على أذني بأن أذاكر دروسي مثل علي وأن أذهب معه إلى المسجد مثل صالح.
معلّمي في المدرسة نصحني بأن أجتهد مثل محمد، ومعلمّي الآخر في التحفيظ أشار علي أن أصغي لأحمد لكي أشبهه، بينما طلب منّي مدرّبي أن أسدّد الكرة مثل سالم، وأخي الأكبر أوصاني أن أختبئ جيدًا مثله ونحن نلعب الغمّيضة.
بعد ذلك كنت لا إراديًّا؛ حين أهمّ بالركض أنظر لمن يركض بخفّة أمامي حتّى أقلّد خطواته، وكنت أحدّق بمن يكون على يساري كيف يمدّ يده لمصافحة الآخرين لأفعل مثله.
استطعت أن أكون مثل عبدالله وعلي وخالد ومحمد والبقية، ثمّ كبرت وحاولت أن أرسم مثل نادر، وألعب الكاراتيه مثل معاذ، وأنشد مثل سعيد، وأتحدّث مثل عبدالرحمن، وأتقن الخط مثل ناصر، وتأرجحت مابين النجاح والفشل في محاولاتي.
ثمّ وصلت لمرحلة بعدها احترت فيها أن أختار هل أكون طبيبًا مثل عبدالعزيز أم مهندسًا مثل فيصل، أم تربوياً مثل عبدالسلام؟
فكّرت أيضًا بأن أصبح إعلاميًّا مثل توفيق، لكنّي في اللحظة الأخيرة قرّرت أن أكون محاسبًا مثل ماجد.
تخرّجت مثقلًا بشخصياتٍ عِدّة أردت أن أكونها، ومشتّتًا لا أعلم أي طريق آخر يجب أن أسلكه، كنت أجلس لوحدي دائمًا متبلّدًا لساعات طويلة، ضائعًا أبحث عن نفسي، يمرّ الآخرون بجانبي، ينادون: "عُمر" ولا أجيب.
https://t.me/sameeducation/4777