تأملات قرآنية 😷
12.3K subscribers
3.19K photos
4 files
2.96K links
قناة تختص بنشر التأملات القرآنية لزيادة ثقافة الوعي القرآني
Download Telegram
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

تصف بعضُ المرويات التقوى - بالمعنى الاصطلاحي - ( أن يراك الله حيث أمرك وأن لا يجدك الله حيث نهاك ) ، ووفق ذلك فالمتقي يلتزم حتى بالأمر الإلهي الإرشادي ( المستحب تنفيذه ) والنهي الإلهي الإرشادي ( المكروه ارتكابه ) ، وعليه تكون التقوى سبباً رئيساً للرحمة ، وكيف لا تكون كذلك وهي شرط قبول الأعمال ( أنما يتقبل الله من المتقين ) ، وكيف لا تكون كذلك وأن المتقي سيرى ثمار تقواه في الدنيا قبل الآخرة ، فالمتقي يكون ذا هيبة واحترام ونور ووقار ، إضافة الى أنه سيكون غير مشوش فكرياً ولا مضطرب نفسياً لأن هدفه واحد وواضح وهو رضا الله سبحانه ، وبالتالي فالتقوى حُجة على من لا يتقي ، وهذا يحفّز غير المتقين على سلوك طريق التقوى ، وعندما يُجرّبونه فمن الصعب أن يتركونه ، وإن لم يتقدموا فعلى الأقل لا يتراجعون عنه عدم التراجع عنه ، وبالنتيجة ستشمل الرحمة المتقي وغير المتقي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

يكون تركيز كثير من المؤمنين في أغلب الأحيان على التقوى السلوكية، والتي تتعلق بسلوك المؤمن كالالتزام بالصدق والأمانة وتجنب المعاصي وأداء بالواجبات، وقد يكون الاهتمام أيضاً بالسلوكيات التي بين أيدينا فقط ولا نهتم بالسلوكيات التي لا نراها بسبب جهلنا وغفلتنا أو ربما بسبب عدم تركيز الدعاة والوعاظ عليها، فمثلاً يكون الاهتمام واضحاً بالصلاة والصيام والحج والزكاة وما شابه ولا يسلط أحد الضوء على فرائض ربما تكون أهم كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو يكون التركيز على المستحبات أكثر من الواجبات، وكأننا ختمنا الواجبات بأدق تفاصيلها .
أما التقوى غير السلوكية - إن صحت التسمية - فكأنما تكون خلفنا ، فلا نراها ولا نركز عليها ، كالتقوى العقائدية التي يجب أن يراقبها المؤمن بدقة ، فما قيمة التقوى السلوكية بدون تقوى عقائدية ؟! إذ يجب أن تكون الأولى وفق قواعد وأطر الثانية وليس كما يشاء البعض ، كالذين ينادون بحقوق الإنسان وفق أسس منحرفة وغيرهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

إن المسير في طريق التقوى ليس بالهيّن ، لأن النفس الأمارة بالسوء ترفض مثل هذا الطريق ، إذ تبحث عن الراحة والدعة وتلبية غرائزها وشهواتها بطرق مختصرة وسهلة ، ويدعمها في ذلك الشيطان اللعين الذي يوسوس للإنسان كي يخدعه في إتباع ما تريده هذه النفس .
إضافة الى ذلك فإن أبواب التقوى كثيرة ، وكل باب ينفتح منه ألف باب ، فمهما وصل الإنسان المؤمن مرحلة من التقوى لا يظن أنه بلغ المستوى الأعلى فيها ، لأن التفكير والانخداع بهذا الوهم سيجعل الإنسان في تراجع بسبب العجب الذي أصابه ، وسيحرمه ذلك من نيل الرحمة المرجوة ، بينما قد ينال السالكُ طريق التقوى الرحمةَ لاقتناعه بأنه ما زال طالباً لها ولم يبلغها ، وفي كل الأحوال يبقى نيل الرحمة بيد الله عز وجل ليزداد المؤمن جِدّاً واجتهاداً .
فإذا كان المتقي يرجو رحمة الله ولا يضمنها ، فكيف يضمنها من لم يبتدئ بطريق التقوى ؟!

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

ربما يعاني أغلبنا من تحقيق مستويات متقدمة في التقوى ، لأن صور التقوى التي بين أيدينا رغم قلتها وبساطتها نسبياً إلا أنها كثيرة وصعبة ، أما التي خلفنا والتي تخفى علينا فنحتاج الى توسعة مداركنا لفهمها واستيعابها نظرياً ومن ثم تطبيقها ، وهذا يفوق قدراتنا التي لا تتمكن من إيتاء ما هو أبسط من أشكال التقوى .
لذا وكَحلٍّ يُنقذنا من الوقوع في اليأس من بلوغ التقوى ونيل ثمارها ، والرحمة إحداها ، علينا أن نسعى مقدار جهدنا وفي الوقت نفسه نرجو أن تشملنا الرحمة الإلهية رغم عدم تمكننا من بلوغ مراتب عالية في التقوى ، فالوصول الى درجات التقوى البسيطة مع الاعتراف بالتقصير والرجاء بأن تسعنا الرحمة الإلهية أفضل من تحقيق مستويات عليا من التقوى مع الاعتماد عليها في شمول الرحمة من دون إعتراف بتقصير أو رجاء لرحمة الرب عز وجل .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

لا بد أن يتعرّف المؤمن الراغب بتلبية نداء ربه عز وجل للتقوى عن ما لا يعرفه من صور وأشكال التقوى وأن لا يدعها خلف ظهره وأن لا يكتفي بما بين يديه ، لعله يكون من المرحومين ، فالتقوى تضم حالات يكتشفها المؤمن خلال مسيره في هذا الطريق المبارك ، فترك المعاصي لا يكفي ، إذ لا بد من الابتعاد عن مسببات هذه المعاصي أيضاً، وسيشعر بأن الآثار الوضعية الناجمة عن بعض التصرفات المباحة تعرقل مسير المتقين فينبغي له تركها ، فالأكل المباح مثلاً كثير ، ولكن عندما تكون هناك شكوك بخصوص بعض الأنواع من حيث حِلّيته أو مصدره فتركها أسلم للسائر على درب التقوى ، أو أن النظر يكون مباحاً ، ولكن إن شَعَر أن النظر الى مكان معين يُحتمل أن يتواجد فيه ما هو مُحرّم - كما في مواقع التواصل - فعليه أن يتجنب هذه الأماكن .
ويبقى هذا المستوى متطور لكثير من المؤمنين ، فلا ينبغي أن يسلكه من لا يتحمله ، لأن سلوكه سيُعقّد عليه طريق التكامل وسيجبره على التراجع .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

إن المؤمن الراجي رحمة ربه عز وجل يكون أكثر من غَيره سعياً لنيل التقوى باعتبارها من أهم أبواب الرحمة الإلهية ، وليس كما يتصور البعض بأن رجاء رحمة الله يقلل الهمّة ، وكلما كان أكثر رجاءاً لهذه الرحمة كلما كان أكثر بحثاً عن صور التقوى ، خصوصاً التي تناسب مستوى إيمانه .
ومثل هذا المؤمن لا يتقي الذنوب المباشرة أو المعاصي التي تكون سيئاتها مباشرة فقط ، بل يتجنب حتى تلك التي تدرّ عليه بالسيئات حتى مع تركه للعمل السيء، فمثلاً الذي يشوّه صورة مؤمن ظلماً فحتى لو ترك هذا التشويه فسيبقى يتحمل مسؤولية تبعات كل إساءة لهذا المؤمن بسبب تشويه صورته ، أو الذي يزيد من مشاهدات مقطع مُحرّم فإن نتيجة هذه الزيادة في المشاهدات ستتحول الى سيئات تُغذّي صحيفته حتى مع تركه لمشاهدة هذه المقاطع ، وهذا سيُقلّل من فرصة الرحمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

من الأدعية المذكورة في القرآن الكريم والتي تحمل معاني تتجاوز حدود الدعاء نفسه ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ، ومن المعاني التي قد لا نجدها بين أيدينا بسهولة هو الاهتمام بالدنيا والآخرة ، فالإسلام لا يركّز على الدنيا فقط ولا يهتم بالآخرة فقط ، ولكن يشترط أن لا تكون الدنيا غاية وإنما وسيلة للآخرة كما في المرويات ( الدنيا مزرعة الآخرة ) .
وهذا يَجرُّنا الى أن التقوى المطلوبة منا ليس فقط في الآخرة ، بل لا بد أن تكون تقوانا في الدنيا من الدنيا باعتبارها بين أيدينا وجزء من تقوى الآخرة ، بمعنى أن نتقي زخارف الدنيا من المنصب والمال والجاه والشهرة وما شابه إلا أن تكون لكسب الآخرة عسى أن يرحمنا ربنا جل وعلا ويقينا عذاب النار ، إضافة الى أن نتقي أعداء الدين وخططهم ومكرهم وخُدَعِهم ، وعلى رأسهم إبليس وجنوده الملعونين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

لا بد أن يكون للمؤمنين السائرين في طريق التقوى وسائل وأدوات لبلوغ غايتهم في هذا الطريق ، وهي التقوى ، وإلا سيتأخر وصولهم الى هدفهم وقد لا يتحقق ، فلكل طريق وسائله وآلياته ، ومن الوسائل المستخدمة لنيل التقوى هو الدعاء ، باعتبار الدعاء سلاح المؤمن ، وأن الله تعالى هو الموفق لكل خير ، والتقوى أحد أشكال هذا الخير .
وقد دلّنا الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام - باعتباره إمام المتقين - جوهرة ثمينة تساعدنا في الارتقاء نحو التقوى ، ألا وهي دعاء كميل ، والذي تُستحَب قرائته ليلة الجمعة ، وإن لم يواضب المؤمن على هذا الدعاء فليتعرف على معانيه ومعارفه ، ومن هذه المعاني والمعارف التي تناسب موضوعنا أن الداعي يطلب من ربه ( ارحم من رأس ماله الرجاء ) ، فالمتقون لا يرجون الرحمة الإلهية فقط بل يجعلون هذا الرجاء أساس حياتهم المعنوية لعلهم يرحمون .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

إن النظرة الفردية للأمور هي السائدة عند الكثيرين ، وبالتالي فإن هؤلاء لا يهتمون بالنظرة الجماعية ( أو الاجتماعية ) لذا يجعلونها خلف ظهورهم ، وهذا يشمل المؤمنين أيضاً ، وعليه فإن تقواهم يكون وفق النظرة الفردية أيضاً لا وفق النظرة الاجتماعية ، بمعنى أن التعامل مع المجتمع يكون كمجموعة أفراد لا ككيان واحد ، بحيث يكون مؤمناً صالحاً تقياً فيُرحَم أو فاسقاً فاسداً منحرفاً فيُعاَقب ، وأن الكثيرين ينظرون الى صلاح المجتمع وإيمانه وتقواه بأنه صلاح أفراده وإيمانهم وتقواهم فقط ، وهذا غير صحيح ، لأن صلاح المجتمع يتطلب تشريعات صالحة تحكم العلاقة بين أفراد المجتمع ، ومن دونها لا يصلح المجتمع ولا يكون تقياً حتى مع صلاح أفراده وتقواهم ، وأحياناً يكون المجتمع صالحاً - بسبب قيادته الصالحة وتشريع القوانين الصالحة - وأفراده غير صالحين لأنهم لا يرغبون بتطبيق هذه القوانين الصالحة ، ولكن بمرور الزمن يتحول هؤلاء الأفراد الى صالحين بل ومتقين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

إن الإنسان في طريق تكامله يتعامل في البداية مع ما بين يديه ، لأن ما خلفه يكون مخفياً بطبيعة الحال ، لذا يكون اهتمامه بظواهر الأمور أكثر من بواطنها ، فإن لم يهتم بتلك البواطن فيبقى في بداية الطريق مهما طالت فترة سلوكه لطريق التكامل ، وسوف تكون فرصته من الرحمة الإلهية أقل، وقد تكون معدومة وذلك إعتماداً على إهتمامه.
وعندما يتقدم خطوات في التكامل فسيرى نفسه بحاجة الى الاهتمام بالأمور الباطنية ( أو المعنوية ) أيضاً وحمايتها والحفاظ عليها بالتقوى ، وعند التقدم اكثر سيجد أن اهتمامه بالأمور الظاهرية ( أو المادية ) ينبغي أن يكون بمقدار حاجته للعيش في هذه الدنيا ، ويركّز جهده ووقته على القضايا الباطنية والمعنوية ، عندها لا يرى لوجوده الدنيوي معنى ويرغب بالانتقال الى مصدر الرحمة المطلق جل وعلا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views