قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_العشرون
#قصة_يوسف(٢)
#يوسف_وامرأة_العزيز

وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما أقنعوا أبوهم يعقوب أنهم يأخذوا يوسف معاهم وهم خارجين في نزهة،
تاني يوم فعلا إخوة يوسف عليه السلام أخدوه لمكان البئر
ومسكوه عشان يرموه
فقال لهم: أنا أخوكم إزاي هتعملوا فيَّ كده😥!
قالوا له: إنت ملكش ذنب، الذنب ذنب أبوك
وقلّعوه القميص ورموا أخوهم يوسف فعلا في البئر😶!
"فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ "
الموقف صعب...
شباب بالغين يرموا طفل صغير عمره حوالي عشر سنين في بئر وكمان أخوهم!!
تخيل ابنك ولا أخوك ولا أي طفل بتحبه في الموقف ده😳
والطفل ده كانت مشاعره إيه في موقف زي كده؟؟، طيب فين عقلهم ؟؟!!..
فين خوفهم من ربنا ...؟؟! ما هم مؤمنين بالله خدوا بالكم مش كفار😅
وأبناء نبي...يعني تربيتهم مش زي أي تربية👌

لكن سبحان الله هم في النهاية بشر خطاؤون.. بيغويهم الشيطان وبتغويهم أنفسهم وشهواتهم زي أي بشر،
الغيرة والحسد عموا قلوبهم والشيطان مش سايبهم😑
في اللحظة دي ربنا أوحى ليوسف عشان يهوِّن عليه خوفه وألمه إنه في يوم من الأيام انت هتحكي لاخواتك الموقف ده وهم مش عارفينك،
"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"
وده من لطف ربنا بالعباد...بيبتليهم لكن في نفس الوقت يبعتلهم رسايل تطمنهم وتهدي من حرقة قلبهم،
وإن كان المُوَفَّق هو إللي ربنا يخليه يشوف اللُّطف ده، فالمُوَفق أكثر هو إللي ربنا يخليه يشكره على لطفه وسط محنته، وما يبقاش عبد كفور وساخط بسبب الألم ومش شايف اللّطف والرحمة والعافية في باقي الأمر👌

بعد كده إخوة يوسف عليه السلام أخدوا قميصه وغرّقوه دم خروف كانوا دبحوه،
ورجعوا بالليل لأبوهم ودخلوا عليه يقولوا له وهمّ بيعيطوا قال يعني بقى قلبهم حزين وكده🙄
احنا رحنا نتسابق وسيبنا يوسف ياخد باله من الحاجات بتاعتنا فالذئب هجم عليه وأكله😭😭
وطبعا انت مش هتصدقنا...انت دايما بتتهمنا بالكذب😤

☆فكإنهم بيحرجوا أبوهم عشان يصدقهم يعني😏

"وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ *قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"

◇طيب اشمعنى قالوا الذئب ومقالوش حاجة تانية🤔
لإن يعقوب عليه السلام كان خايف من الذئب أصلا فكإنه إدالهم حجة مقنعة ،
يعني إللي انت كنت خايف منه حصل، ما بنقولش كلام مستحيل يتصدق يعني😅
فقالوا له لو عايز دليل؟ شوف الدليل أهه👈
مش ده قميص يوسف😤؟
قالهم: أيوة قميص يوسف!
قالوا: شوف القميص مليان دم أهه إزاي😤
"وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ "
قال لهم انتم كذابين ...انتم عملتم حاجة في يوسف...هو يعني الذئب أكل يوسف وغَرَّق قميصه دم من غير ما القميص يتقطع نهائي كده😐

☆ودي من ضمن نعم ربنا علينا في الدنيا الحمد لله👌
إن مفيش جريمة كاملة 💁‍♂️
كل مجرم لازم يسيب وراه حاجة تفضح جريمته، ولو بعد حين مهما طال الزمن وسواء حد اكتشفها أو لأ 👌

المهم،
يعقوب عليه السلام واجههم بكذبهم وبالدليل عليه .. وقال لهم أنا هصبر على البلاء ده وهستعين بالله يُصبّر قلبي على الألم إللي أنا حاسس بيه وعلى الخذلان والإيذاء إللي شوفته منكم 😔
"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"

☆تخيل أحب الناس إليك: ابنك ..زوجك.. أمك... أبوك..
فجأة اختفى ومش عارف عنه حاجة...!
قلبك هيكون عامل إزاي ومفيش في إيدك حاجة تعملها فعلا إلا الدعاء والصبر؟
لكن يكفيك ساعتها إن الله يعلم، ويلطف ويرحم ويستجيب.. وقريب من الصابرين والمؤمنين...
يكفيك إنك تعرف إنه بحكمته وعلمه الواسع هيدبر أمره وأمرك وهيرضيك، طالما انت راضي وحامد وصابر،
هو إللي قدّر كده وأَذِن إن ده يحصل بقدرته وحكمته وعلمه...يعلم كل شيء سبحانه...
هو فيه حاجة بتحصل في الكون إلا بقدره وعلمه وحكمته،؟!
يبقى لما ينزل بيك أي بلاء تعمل إييييه؟
تروح لربنا إللي قدَّره عليك،
وتدعوه وتتقرب له بكل يقين وإخلاص وبدون ملل أو كلل أو يأس وهو عز وجل يرفعه عنك حتى لو كنت صاحب معاصي ...
حتى لو كنت بعيد عنه عز وجل كل البعد 👌
مانت مالكش غيره.. وهو ابتلاك أصلا عشان تنتبه وتفوق وترجع ...
عشان تصلح...
عشان يفكرك إنه عز وجل موجود وبيغفر الذنب
وانك حتى لو مَلِيت الأرض كلها خطايا ، بس رجعت له في الآخر واستغفرت هيغفر لك،
ربنا مش يبتلي عشان يعذب...
"ما يفعلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ "
"ما يريدمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
ابتلاءك مهما طال فهو إما تكفير سيئات أو رفع درجات أو اختبار،
وكلهم تزكية ليك في كل ال
حالات، وتقوية لإيمانك واعتصامك بالله، بالذات لو نجحت في الاختبار وصبرت على الضراء وشكرت في السراء،
ومعروف إن يوم القيامة أصحاب الإبتلاءات ربنا بيَصُب عليهم الأجر صبا،
ثم إزاي بقى هتحقق الصبر في حاجة عكس إللي انت بتحبها ومتعلق بيها💁‍♂️
يعقوب عليه السلام كان حابب يوسف وحابب قُرْبه منه وكاره فراقه بشكل عظيم جدا،
فربنا ابتلاه واختبر صبره بعكس إللي هو عايزه،
وهو إن يوسف بقى بعيد عنه ويعقوب مايعرفش عنه حاجة إلا ما كان من وحي أو إلهام من الله،
لكن بشكل عام: غايب عن عينه وقلبه ملهوف عليه وقلقان وحزين بدرجة شديدة،
فهنا الصبر أجره أعظم لإن الصبر عن إللي انت بتحبه أشد من الصبر عن إللي انت مش بتحبه 😊
مثال:
لما مثلا بنت تصبر على لبس النقاب وهي مش عايزة تلبسه بالفعل لكنها لابساه حبا في الستر إللي ربنا بيحبه وأمر النساء بيه، لابساه رغم التعب والمشقة حبا لله،
دي أجرها أعظم من إللي بتلبسه وهي بالفعل حباه ومش بتعاني منه في شيء،
ليه🤔
لأنها بتاخد أجر مجاهدة نفسها على الطاعة وكمان أجر طاعة لبس النقاب👌

مثال كمان:
لما بتقوم الليل وانت مش قادر ونفسك وهواك ومزاجك ميّال أكتر إنك تكمل نوم، لكنك بتقوم من نومك مخصوص وتقاوم كل شيء عشان تقف تناجي ربنا والناس نايمة،
أكيد هنا أجرك أعظم من لما بتقوم الليل وإنت كده كده سهران ومش تعبان ومفيش شيء بتقاومه ونايم كويس ومزاجك وهواك ميال للقيام كمان مش تقيل على نفسك وبتجاهدها.
عشان ما حدش يشت مننا في حتت تانية ويفهم الكلام غلط:
احنا هنا تحديدا بنتكلم في نقطة المجاهدة والصبر فقط👌

◇ ممكن بقى ناس تسأل وتقول :
هو ليه يعقوب عليه السلام سكت على جريمة أولاده لما رجعوا له بقميص يوسف وعليه دم كذب🤔
وخصوصا إنه مصدقهمش لما شاف القميص سليم مش متقطع، وقال لهم:
"بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا"
وليه مراحش لموقع الجريمة عشان يدوّر عليه زي ما أي أب ممكن يعمل في موقف زي ده🤨
لأ وكمان ليه مأجبرهمش إنهم يعترفوا عملوا إيه في أخوهم،
واختار إنه يصبر 😕
"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ"

إللي يجاوبنا على السؤال ده هو كلام يعقوب عليه السلام نفسه لما قال:
"قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
الجملة دي بتبين إن ربنا أوحى له إنه لا يبحث في المسألة وإنه يسكت ويصبر،
فعرف إن ورا إللي حصل ده حكمة إلهية هو مش عارفها، وإن هييجي يوم وهيقابل فيه يوسف مرة تانية، لكن لازم يستنى ويصبر لحد ما حكمة ربنا تتحقق👌
وهنشوف مع بعض حكمة ربنا في الأحداث الجاية وهنشوف إزاي يوسف رجع ليعقوب مرة تانية😊

زي ما شوفنا كده، يعقوب عليه السلام استعان بالله إللي قَدَّر عليه بُعد يوسف وفراقه عنه،
فصبر عليه السلام على فراق يوسف الصبر الجميل إللي من غير شكوى أو سَخط أو سوء أدب مع الله ورضِي بقضاء ربنا وتعبَّد لله بانتظار الفرج👌

في الوقت ده جت مجموعة من المسافرين في مكان البئر إللي يوسف مرمي فيه،
بعتوا واحد منهم عشان يجيب لهم مية من البئر،
"وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ "
وده بيدل على إن إخوة يوسف رغم الشر إللي كانوا فيه إلا إنهم كان فيهم شوية خير...
لإنهم لو كانوا عايزين يقتلوه زي قابيل ما قتل هابيل كانوا حطوه في بئر مافيهوش مية ومفيش ناس بتعدي عليه،
لإنهم بعد ما رموه في البئر على طول المسافرين جم ووقفوا يجيبوا مية،

فلما نَزِّل الرجل الدّلْو بتاعه في البئر عشان يسحب المية،
راح يوسف عليه السلام مِسك في الدلو،
رفع الراجل الدلو وفجأة لقى طفل متعلق فيه...!!
قال يا سلاااام لقيت طفل 😍
"قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ "..
وفي اللحظات دي
كان إخوة يوسف بيراقبوا الوضع من بعيد، عشان كانوا خايفين أحسن حد يلاقيه ويرجّعه ليعقوب عليه السلام ويوسف يحكي له إللي حصل وتبقى كارثة😱

☆ممكن حد يسأل ويقول:
مش يعقوب عليه السلام عارف أصلا إنهم عملوا فعل سيء بيوسف، بدليل القميص بتاعه إللي كله دم ومع ذلك سليم🤔

أيوة عارف ومخمن وشبه متأكد إنهم عملوا سوء، لكن أكيد الظن ومجرد المعرفة مهما ترجحت، مش هيكون زي اليقين القاطع لما يوسف يحكي بنفسه إيه اللي حصل،
ومش هيكون زي ما يعرف التفاصيل المؤلمة كلها بشكل واضح من يوسف نفسه.. ده غير إنهم كانوا خايفين إن يوسف يرجع ليعقوب تاني ويبقوا كإنهم ما عملوش حاجة ويفضلوا عايشين في نكد الغيرة للأبد😶

فلما الراجل نزّل الدلو وطلّع يوسف من البئر جه إخوة يوسف للراجل وقالوا له:
نبيعك الولد ده...ده عبد عندنا واحنا مش عايزينه،
فباعوه في السر للرجل إللي طلعه من البئر، وخبوه وسط البضاعة،
"وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ"
يوسف عليه السلام مش قادر يتكلم 🤐
خايف أحسن إخواته ياخدوه ويرموه في بئر تانية مرة تانية أو يقتلوه بقى المرة دي،
لكن ربنا عز وجل يسمع ويرى ويعلم كل الجرائم بتاعتهم دي وإللي
ختموها بالجريمة الأخيرة دي،
فمعروف إن ربنا لا يقبل بده لإن بيع الحر من أكبر الجرائم عنده عز وجل👌
ربنا بيقول في حديث قُدسِي:
ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة ومنهم:
"ورجلٌ باع حُرّا فأكل ثمنه"
وللأسف.. دي مش بس جريمة بيع إنسان حر بريء، لكن ده أخوهم وأخوهم الصغير كمان الضعيف مش أي أخ،
وباعوه لناس مايعرفوش هيعاملوه إزاي..
هم مش بيفكروا في أي حاجة إلا مصلحتهم فقط وهواهم في الخلاص من يوسف ...
باعوا يوسف عليه السلام بفلوس قليلة جدا والسبب في كده :
إن الفلوس مش همهم أصلا، فخافوا لو زوّدوا في السعر الراجل ميرضاش يشتريه😬
وده كان تفسير :
"وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ"

فيه تفسير تاني للآيتين دول 👆:
وهو إن الرجل إللي طَلّع يوسف من البئر هو إللي أخده في السر مع أصحابه وباعوه بعدين من غير ما باقي القافلة يعرفوا بالموضوع،
وهو كبائع كده كده مش خسران حاجة حتى لو باعوه بفلوس قليلة، لإن هو لاقيه أصلا في الطريق ومشتراهوش ولا كلّفه شيء يحاول يعوضه بالمكسب مثلا😅
فأيًّا كان إللي حصل بالظبط كان إيه،
دلوقتي يوسف عليه السلام راح مع القافلة، والقافلة كانت رايحة مصر...

دخل يوسف عليه السلام مصر واشتراه رجل من أهل مصر، وراح بيه لبيته،
وقال لزوجته خدي بالك من الولد ده وأكرميه يمكن ينفعنا بعمل أو على الأقل نتبناه ويبقى ابننا،
"وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا "
وخصوصا إنه شاف جمال يوسف عليه السلام وشاف سمته الطيب وعلامات الصلاح عليه،
والظاهر من الكلام إن الرجل والمرأة دول ماكنش عندهم أبناء،
وده يُسمى التبني، والتبني محرم عندنا في الإسلام...
لكن التبني بمعنى الرعاية والعناية والعطف والكفالة...وووإلخ، فده مافيهوش حاجة
الحرمانية بس في إن الطفل يتكتب على اسم أب مش أبوه أو إنه يرث حق مش حقه.

المهم...
زي ما ربنا أنقذ يوسف عليه السلام من إخواته بتدبيره الحكيم،
فهو سبحانه كمان مكّن ليوسف عليه السلام بإنه خلّاه عند رجل يُحسن إليه ويكرمه وكمان رجل عنده منصب،
وبعدين هيتعلم تفسير الرؤى..
فكل حاجة ربنا بيقدّرها بتكون لحكم عظيمة لكن معظم الناس مايعرفوش الحكم دي ومش بيتدبروا فيها ، وحتى لو تدبروا فيها فمحدش هيحيط بحكمته عز وجل أبدا 👌
"وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

استقرت الأمور ليوسف عليه السلام في البيت ده والدنيا ماشية تمام...لكن الشيطان مش بيهدأ له بال ولا وسواس😑
دايما موجود وواخد العهد إنه يضل بني آدم،
مش وراه غير الهدف ده...
مستني أي فرصة بس ولو كانت بسيطة عشان يستغلها، فلعب المرة دي على مييين😶
على إمرأة العزيز... المرأة إللي المفروض في مقام أمه👌

يوسف عليه السلام ربنا أعطى له نصف جمال الكرة الأرضية زي ما قلنا، فبدأ يكبر ووصل لمرحلة الشباب والفتوة،
الجسد القوي...الشكل الجميل ...كامل من كل النواحي...
يعني البنات لما بتوصل لسن الزواج بيبقى فارس أحلامها مثلا وزوج المستقبل إللي بتتمنى ترتبط بيه بيكون جزء من مواصفاته مثلا إنه يكون شاب وسيم نوعا ما وبقدر ولو معقول من جمال الشكل،
سيدنا يوسف بقى وصل لدرجة من الجمال مهما حاولنا نتخيل مش هنتصورها إطلاقا،
شوف أجمل إنسان شوفته، بردو يوسف عليه السلام أجمل منه بمئاااات المراحل،
ومع ذلك لما ربنا تكلم عن فضائله في القرآن تكلم عن الحكمة والعلم ومهارة التأويل،
ما اتكلمش عن جماله الشديد ده، لأن المرء بعقله فعلا وقلبه ونفسه وروحه، مش بشكله ولا جسمه ولا لبسه👌
"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"

فلكم أن تتخيلوا شاب بالجمال ده مع امرأة طول اليوم في مكان واحد، والنساء والرجال بطبيعتهم وفطرتهم إللي ربنا فطرهم عليها بيميلوا لبعض،
فهي صبرت...صبرت... صبرت..
وخلاص مابقاش في مجال تصبر أكتر من كده،
وفي يوم من الأيام قفّلت الأبواب بإحكام شديد...
واتأكدت إن زوجها مش موجود واتزينت..
وكانت أصلا امرأة جميلة،
وراودت يوسف عن نفسه في فعل الفاحشة المُحرمة والعياذ بالله، وناسية إن ربنا شايفها وسامعها،
يعني الأمر مش بس خيانة لزوجها لأ ، ده كمان خيانة لله عز وجل👌
"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ "
لكن يا ترى هل يوسف خاين لله زيها، وخاين لسيده إللي أحسن إليه وآواه في بيته وأكّله وشرّبه؟
خدوا بالكم، دي فتنة ما بعدها فتنة👌
يعني المرأة جميلة ونقطة ضعف الرجال في النساء، وهو شاب وهي إللي طالبة، وكمان هو مملوك ليها،
يعني فيه ناس بتعصي ربنا وتتحجج بإن المدير بتاعهم قال لهم كده،
يوسف عليه السلام بقى مملوك ليها، يعني ملوش حق يتصرف زي الأ
حرار،
وكمان قفّلت الأبواب جامد يعني محدش هيعرف بأي حاجة...
ومع ذلك قال لها 《معاذ الله》 ومرضيش أبدا إنه يعصي الله أو إنه يخون الرجل إللي أحسن إليه👌
"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"

يعني أعوذ وألوذ وألجأ لله عز وجل عشان يعصمني ويحفظني من المعصية دي،
لإني مقدرش أعتمد على نفسي وقوتي ومجاهدتي لوحدي من غير إعانته عز وجل..
لو ربنا مساعدنيش هضيع ومش هقدر أعمل أي طاعة ولا أبعد عن أي معصية،

☆المرأة هنا ذات منصب وجمال،
منصب يعني هتقدر تمنع عنه أي ضرر وكمان جميلة، والرجال ضعاف قصاد النساء بصفة عامة فما بالكم لما تكون جميلة،
ومع ذلك يرفض ويقول معاذ الله،
عشان كده ربنا وعد إللي يعمل زي يوسف عليه السلام إنه يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة،
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظل عرشه عز وجل،
وطبعا الجزاء ده للرجال والنساء على السواء،
يعني لو امرأة دعاها رجل ذو منصب وجمال وقوة وجاذبية،
وقالت له معاذ الله إني أخاف الله رب العالمين، هيكون لها نفس الأجر 😊

هنا يوسف عليه السلام ملقاش غير حل واحد بس وهو إنه يهرب...
وفعلا جري ناحية الباب وهي طلعت تجري وراه طبعا عشان تمنعه يفتح الباب أو يهرب،
فلما وصلت له شدت قميصه في إيديها وراحت قاطعاه بالطول وأول ما وصل ناحية الباب حصلت المفاجأة😳
لقوا الباب بيتفتح وزوجها داخل😱
"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ"
وهنا راحت بسرعة قالت لزوجها: شايف يوسف عمل إيه😥
مفيش جزاء للي عايز يتعدى على مراتك إلا إنه يتسجن أو يتعذب😠😤
"قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
☆يا واد يا مؤمن🤓 !!
فعلا على رأي المثل الساخر: ضربني وبكى وسبقني واشتكى 😏!!
هنا يوسف عليه السلام بدأ يدافع عن نفسه وقال :
ده هي إللي راودتني عن نفسي وأنا إللي مارضتش😰
"قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي"
فكان مع زوجها في الوقت ده واحد من أقارب زوجته يُقال إنه ابن خالتها،
◇وبالمناسبة قريب امرأة العزيز كان رجل بالغ مش طفل رضيع زي ما هو مشهور بين الناس،
لأنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى عليه السلام، وطفل جُريج، وطفل المرأة إللي شافت ملك وفتاة مظلومة،
هنعرف قصصهم لما ييجي وقتها إن شاء الله 😊

المهم،
الرجل ده عرف إن القميص بتاع يوسف اتقطع فقال خلاص احنا نشوف القميص،
لو كان اتقطع من قدام يبقى هي الصادقة وهو إللي كذاب،
"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "
ولو القميص كان مقطوع من ورا يبقى هي الكذابة وهو إللي صادق ،
"وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ "
فلما شافوا إن القميص مقطوع من الظهر...زوجها قال :
ده من تدبيرك وكيدك إنتي مش هو😒
إن كيدهن عظيم فعلا😑
"فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ "

☆ودي حقيقة فعلا، النساء عندهم كيد عظيم،
لكن لو المرأة تقيّة وعندها دين وبتخاف ربنا مش هيكون عندها كيد إلا في الخير والحق👌
يعني مثلا تقدر تحصل على حقوق تخصها مثلا لو أصحاب القوة قهروها بقوتهم ومنعوا حقوقها فتقهرهم بكيدها ،
أو مثلا لو فيه مشاكل هتؤذيها وهي ولا ليها دعوة بيها، فتعرف بذكاءها تخرج منها من غير ضرر،
تعرف تراضي زوجها وتسَايس ولادها في الحوارات إللي مبتنتهيش، إلخ.
وربنا أعطى النساء الكيد بصفة عامة لإن ربنا خلق المرأة ضعيفة والرجل أقوى منها، فالكيد والذكاء والحيلة إللي ربنا أودعها فيها بيجبر أحيانا الضعف ده لما تحتاج له👌
ورسول الله ﷺ بيقول إيه عن النساء😁:
"مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ"

المهم،
زوجها بقى عمل إيه بعد ما عرف الحقيقة😅
قالها استغفري وتوبي ...!
بس كده😳
وإنت يا يوسف خلاص اقفل على الموضوع ده وماتجبش سيرة ...انسى الموضوع كأن شيئا لم يكن😤
وطبعا احنا شايفين هنا قوة شخصية المرأة وسرعة تفكيرها ...وإن الراجل ماقدرش يعمل لها حاجة من ضعفه طبعا للأسف 😅
"يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ"

طب سؤال مهم:
☆هو إزاي زوجها قال لها استغفري وتوبي وهم كفار🤨

عشان هم كانوا مؤمنين بتوحيد الربوبية يعني إن في رب خالق للكون بس كانوا بيشركوا معاه في العبادة آلهة أخرى، زي مشركي مكة بالظبط كده، بس باختلاف المعبودات إللي بيشركوها في كل زمان يعني،
ده غير إنه قال:
استغفري لذنبك مش استغفري 《لربك》ودي جملة ممكن واحد كافر بالله أصلا يقولها في أي زمان،
يعني مهما كان الإنسان دينه كفر، ففي أمور مُتفق عليها بين البشر تخص الأخلاق والقِيَم لما الشخص بيتخطاها بيقى معر
وف إنه مُخطيء ولابد يعتذر ويظهر الندم على الخطأ👌 ومن ضمن القيم الإنسانية المشتركة بيننا كلنا دي إللي ربنا أودعها فينا وتُعتبر من أدلة إن الخالق واحد بالفعل:
《هي قيمة الوفاء وعدم خيانة الزوج وعدم فعل الفاحشة》

طيب مين بقى إللي سمع بالقصة دي كلها😈
نساء عِلية القوم إللي في المدينة🤭 وأجاركم الله من لسان النساء لما يمسكوا عيب في واحدة😅
إلا من رحم الله طبعا👌
النساء قالوا إيه ؟
ورد إمرأة العزيز كان إيه؟
ده إللي هنعرفه المرة الجاية إن شاء الله.

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊



#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الحادية_والعشرون
#قصة_يوسف(٣)
#دخول_السجن

قبل ما نكمل باقي القصة، فيه نقطة مهمة لازم نعرفها في تفسير آية:
"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ "
لأن في ناس ومنهم أهل الكتاب اتّهمت يوسف عليه السلام وقالوا كان هيعمل الفاحشة مع امرأة العزيز وكلام كتير كده😑
معنى الآية إن امرأة العزيز أرادت فعل الفاحشة لما ربنا قال: "وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ"
ولكن يوسف عليه السلام مجاش في باله حتى إنه يطاوع امرأة العزيز، يعني حتى نفسه ما اشتهتش الفاحشة كطبيعة بشرية ،
يعني هو كرجل أعزب وهي كامرأة ذات منصب وجمال وتدعوه لفعل الفاحشة،
فكأي نفس بشرية على الأقل يفكر ولو للحظة في الموضوع
ومع ذلك يوسف عليه السلام مجاش في باله أصلا إنه يستحيب لفعل الفاحشة، بسبب برهان ربه👌
والبرهان ده حاجة ربنا خلّاه يشوفها، ومفيش فيها نص واضح هي عبارة عن إيه،
وورد فيها كلام كتير من أهل الكتاب،
وفي مفسرين قالوا إن البرهان ده هو الإيمان إللي ربنا ألقاه في قلب يوسف عليه السلام وكان سبب في عصمته من الوقوع في الفاحشة، والله أعلم..
وقالوا إن ربنا أوحى ليوسف عليه السلام إنه يهرب، لإن مفيش قصاده حل تاني 👌
ففي الآية ربنا بيقول:
"وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ"
فلولا برهان ربه -إللي هو الإيمان- موجود في قلبه،
أو الوحي إللي جاله ،
كان زمانه على الأقل نفسه الأمارة بالسوء هتدعوه لفعل الفاحشة وهو يقاومها مثلا ويجاهدها حتى لا تَغلبه مثلا،
لكن يوسف عليه السلام مجاش أصلا على باله ولو ثانية حتى إنه يفعل الفاحشة👌
زي مثلا لما تقول: كان زماني متلج من البرد لولا إني لبست هدوم تقيلة،
فانت مش متلج ولا حاجة؛ لإنك لابس هدوم تقيلة بالفعل ولولاها إنت كنت تلّجت💁‍♂️

نرجع بقى لنسوة المدينة إللي سمعوا باللي عملته امرأة العزيز مع يوسف قالوا إيه😈
قالت النساء : إلحقوا 🤭
مرات العزيز تراوِد العبد بتاعها عن نفسه لفعل الفاحشة وهو مش راضي😏
معقولة حبها ليه وصل للدرجة دي🤭
ده إيه الضلال إللي هي فيه ده😏
وبقت هي حديث النساء في المدينة بالمنظر ده،
"وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"

طب كان رد فعل امرأة العزيز إيه ؟
ربنا بيقول:
"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ" مقلش فلما سمعت قولهن،
مع إن ظاهر كلام النساء إنه كلام وأقوال عادية😕

لكن ركزوا معايا كده شوفوا كمية المكر إللي في السطرين دول😮
أول حاجة قالوا (امرأة العزيز) يعني :
يا شيخة اتكسفي على دمك انتِ مكانتك مش زي مكانة أي حد😏
وكمان انتِ امرأة متزوجة...يعني لو واحدة مش متزوجة كنا إلتمسنالك العذر🙄
وكمان بتراود مين ؟ فتاها.. عبد يعني ..مش حر ... وإللي زيك تراود واحد من مستواها...ملك ...وزير.. واحد من الطبقة الراقية ..مش عبد😑!
وكمان هي إللي بتراوده عن نفسه مش هو!!...
يعني لو هو إللي بيراود وهي قَبِلت كان ممكن نعديها لكن هي إللي بتراود،
وقالوا تراود فعل مضارع يدل على الإستمرار يعني هي لسه مستمرة مش راودت وخلاص مرة وتابت،
يعني كإنهم بيعايروها وبيقولوا عنها:
"إيه المهانة إللي هي حطت نفسها فيها دي، للدرجة دي هي ضعيفة قدامه؟!😏
احنا مستحيل نوصل للضلال إللي هي فيه ده😤
وكمان من المكر إنهم قالوا الكلام ده من ورا ضهرها.. غيبة يعني😅
وطبعا هم عارفين إن الكلام هيوصل لإمرأة العزيز،
وهم عايزين يشوفوا يوسف عليه السلام وهم كانوا سمعوا عنه بس، وده برده من مكرهن ،
يعني قالوا الكلام ده عشان امرأة العزيز تغضب وتخليهم يشوفوه عشان تدافع عن نفسها👌

☆متخيلين إن العلماء قعدوا يفسروا ويتدبروا عشان يطلعوا التفسير ده من خلال السطرين دول وامرأة العزيز مجرد ما سمعت كلامهم فهمت على طول مكرهم، والأعجب بقى إللي هي هتعمله فيهم😈

كان إيه رد فعل امرأة العزيز بقى💁‍♂️
امرأة العزيز بعتت لهم دعوة عشان ييجوا يزوروها 😊
وفعلا جاءوا وحضّرت مجلس يكونوا فيه قاعدين ومرتاحين وآخر انبساط،
ظاهر الموضوع إنها بتكرمهم😏
"أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً.. وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا.."
يعني كمان قدمت لهم أكل محتاج استعمال سكاكين و أعطت كل واحدة سكينة🔪 ...
يعني ماحطتش شوية سكاكين وكل كام واحدة تستعمل سكينتها شوية وتديها للي جنبها بعدها، لأ...
كل واحدة ليها سكينة خاصة بيها،
هي عاوزة تحقق غرض معين، وبالفعل حققته بعد تخطيط ومكر ودهاء..
فهي قابلت المكر القولي بمكر عملي👌
واستعملت عنصر المفاجأة ،
فأول ما لقيتهم قاعدين مرتاحين ومش مديين خوانة وولا على بالهم أي شيء،
أمرت يوسف إنه يدخل عليهم ..
" وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ "!
طبعا النساء ضيوفها انتبهوا فجأة كلهم للشخص إللي داخل وفضلوا مدهوشين ومبرّقين عنيهم مش قادرين يلتفتوا عن يوسف بنظرهم إطلاقا كإنهم اتسحروا 😳
وبدأوا يقطعوا في إيديهم وهم مش حاسين بأيّ ألم من كتر الذهول إللي هم فيه من جمال يوسف عليه السلام😲
"فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ "

زي لما بتكون مركّز في حاجة في الموبايل مثلا وحد يكلمك وانت مش سامع بتبقى حاسّة السمع كإنها ملغية مؤقتا بسبب تركيز حاسة البصر في شيء قوي جدا وطاغي،
هم بقى كانوا مركزين مع يوسف عليه السلام لدرجة إنهم مش حاسين إنهم بيحركوا السكين بإيد وبيقطعوا بيها الإيد التانية بدل ما يقطعوا الأكل.. متخيلين جمال يوسف عليه السلام😶

◇والمؤمنين لما هيدخلوا الجنة هيكونوا في جمال يوسف عليه السلام وأجمل👌
والنساء المؤمنات الصالحات، هتكون أجمل من الحور العين بشكل يفوق الوصف.

فالنساء شافوا بنفسهم جماله، ومن شدة جماله قطعوا إيديهم، ومش بس كده،
قالوا كمان دة مش ممكن يكون ده بشر 😮
ده أكيد مَلَك 😳
"وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ "

☆طب سؤال:
وهمّ شافوا الملائكة فين🤨
هو غالبا بيكون تعبير مجازي ...يعني انطبع في قلوب الناس إن أي شيء شكله جميل بيُشبه بالملائكة،
مش احنا ساعات بنشوف أطفال صغيرين ومن جمالهم ونقائهم بنقول:
ده شبه الملائكة اللهم بارك♡
وممكن يكون تعبير على سبيل الحقيقة مش مجازي،
يعني ممكن من شدة جماله إللي عمرهم ما شافوا زيه في البشر،
يكونوا قالوا كده ظنا منهم إن فعلا ممكن فيه احتمال إنه يكون ملك مش بشر،
أهه أي كائن جميل ما شافوهوش قبل كده، وهم ميعرفوش كائنات جميلة غير البشر، إلا الملايكة،
وعلى الناحية التانية، أي شيء قبيح بيُشبه بالشياطين
ربنا بيوصف لنا شجرة الزقزم وبيقول عنها:
"طلْعُها كأنه رؤوس الشياطين"
وهو احنا شفنا الشياطين😅
لأ...بس دلالة على إن شكلها كأقبح شيئ شافته عيوننا، وهيطلع يوم القيامة فعلا شبه الشياطين لما نشوفهم رأي العين 👌
حتى فيه قصة في الأدب العربي، عن أديب معروف اسمه الجاحظ وكان شكله قبيح جدا عافانا الله،
كان ماشي في السوق مرة فلقى بنت صغيرة بتشدّه ..فمشي معاها وراحت بيه لصائغ الذهب،
ووقفت قدامه وقالت له: "زي ده"
وسابت المحل ومشيت،
والجاحظ واقف مش فاهم حاجة والصائغ عمّال يضحك ، فسأله الجاحظ: في إيه🤨
الصائغ قاله : إنت إيه إللي جابك؟ قاله: ماعرفش🤔!
فقاله الصائغ: البنت إللي مشيت دي قالت لي اعمل لي عقد يكون في نُصه "رأس شيطان"،
فالصائغ قالها: أنا ماشفتش رأس شيطان قبل كده🤨
فراحت وجابتك وقالت لي "مثل هذا" 😄😄
وطبعا دي قصة بنثبت بيها إن الناس معتادة على تشبيه القبيح بالشيطان، وتشبيه الجميل بالملائكة،

وطبعا مننساش نقول إن المسلم ما ينفعش يوصف حد مسلم زيه بوصف قبيح ويضايقه ولا يسخر من خلقة ربنا، ومنوصفش حاجة كده إلا لو فيه ضرورة تستدعي ده أو حاجة معينة هتؤدي لمصلحة متحققة ومعتبرة شرعًا👌

◇طيب سؤال تاني منطقي:
بيقولوا حاش لله إزاي وهمّ مش مؤمنين أصلا🤔
والجواب:
لإن احنا قبل كده قلنا إنهم مشركين بالله، يعني مش بينكروا وجود الله، لكنهم بيشركوا معاه آلهة تانية في معتقدهم الفاسد، وعند عظائم الأمور إللي بيتعرضوا لها بيفتكروا ربنا بقوة أكتر من أي إله مزعوم عندهم غيره،
والكلام ده موجود في القرآن ربنا اتكلم عنه في أكتر من آية، منها:
"فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"

نرجع للنسوة ونشوف حصل معاهم إيه👌
لما النساء قالت عن يوسف عليه السلام إنه ملَك مش بشر لشدة جماله؛
هنا بقى امرأة العزيز طلّعت إللي جواها :
شوفتم ...أهه ده إللي قعدتم تلوموني فيه وتعايروني بيه وبضعفي قدامه...
إنتم شوفتوه مرة واحدة وقطعتم إيديكم ...أنا بقى أعمل إيه إللي عايشة معاه في بيت واحد سنين😤!!
"قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم"
وأنا إللي راودته عن نفسه وهو امتنع ولم يقبل أبدا 😡
وبدأت تتوعد يوسف عليه السلام وهو سامع، وتقول لهم:
ولو معملش إللي أنا بطلبه منه.. هسجنه وأعاقبه وأذله وأخليه يندم👌
" وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ "

☆المرة الأولى لما زوجها شافها، قالت عن عقاب يوسف "السجن وعذاب أليم"
والمرة دي مع نسوة المدينة قالت "السجن" بس، من غير عذاب ... طب ليه😁
لأن المرة الأولى لما رفضها يوسف عليه السلام جرح كبريائها وكرامتها واتسبب في فضحها عند زوجها
فعقلها كان مُغيّب بسبب إنها كانت غضبانة فكانت عايزة تنتقم، فقالت سجن وعذاب..
لكن المرة دي لأ ..هي واعية لهدفها، والأمل جواها اتجدد بشراسة أكتر لمّا لقت النسوة كمان مبهورين بجماله،
فإصرارها على مراودته عن نفسه بقى أشد وأقوى، فمش عايزاه يتأذى👌

هنا بقى يوسف عليه السلام أدرك أد إيه هو بقى في ورطة أكبر بالفعل...
الأول كانت امرأة العزيز بس ...دلوقتي النساء كلهم بيراودو
ه عن نفسه😥
فتنة عظيمة جدا...
شاب أعزب ونساء جميلات وعندهم منصب وهو مملوك وفيه ترغيب وفيه وعيد....شدة وابتلاء وورطة شديدة😶

مين إللي يقدر يطلعه من الورطة دي؟😐
ربنا👌
القوي المتين الذي يتولى الصالحين.. سبحانه عز وجل.

قال يوسف عليه السلام:
يا رب السجن أحسن وأحب ليّا من إني أتورط معاهم في طلبهم ده لإنه معصية ليك وأنا لا يمكن أخون عهدي معاك تباركت وتعاليت🤲
ولو انت يارب مابعدتهمش عني وعصمتني منهم وحميتني من الفتنة،
هضعف وهسمع كلامهم وأميل لتنفيذ طلبهم ولغوايتهم، لإني بشر لا حول لي ولا قوة إلا بك😔
"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ"

☆وهو ده حال المؤمن دايما، أي بلاء ينزل بيه لااازم يلجأ لربنا على طول
لإن محدش هيقدر يخلصه من البلاء ده غير إللي قَدَّره عليه وأَذِن بوقوعه من الأول،
هم النساء دول عملوا حاجة بغير علم ربنا أو بدون ما ربنا يقدرها ويأذن بحدوثها في مُلكه؟
أكيد لأ 👌
ربنا يعلم كل شيء حصل وهيحصل وبيحصل.. وهو إللي بيده ملكوت كل شيء والأقدار كلها،
يبقى مين القادر إنه يصرف البلاء ويحوّل القلوب غيره سبحانه وتعالى،؟
فالعباد آلة... زي ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فنشوف مين إللي سلّطهم علينا أو أَذن بتسلطهم علينا،
ونطلب منه إنه يكفينا شرهم:
{ولو شاء ربك ما فعلوه}🤷‍♂️
فيوسف عليه السلام نبي صالح تقيّ نقيّ مُستجاب الدعوة
وفي ابتلاء شديد،
وواقع عليه ظلم وقهر وترهيب في دينه وكاره للمعصية فعلا وراغب في رضا ربنا أكتر من أي شيء تاني،
وفي حكم المُضطر إللي انقطعت بيه الأسباب ومالوش إلا الدعاء...
فكل ده جمع له كل أسباب إجابة الدعاء،
لإن ربنا بيستجيب دعوة المضطر والمظلوم، حتى لو كان إللي بيدعي ده كافر 👌
فربنا استجاب ليوسف عليه السلام مباشرة وحقق طلبه وعصمه من النساء وصرفهم عنه ونجّاه منهم.
"فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
والناس بدأت تتكلم عن امرأة العزيز والنسوة..
وهتبقى فضيحة لكبراء القوم، طب يعملوا إيه؟ يسَكِّتوا الناس دي كلها إزاي😶
هل يضَحّوا بزوجاتهم ويضحوا بسمعتهم؟ ولاّ يضحوا بيوسف العبد؟
هم عارفين إن يوسف عليه السلام بريء وثبتت براءته ...بس محتارين يخرجوا من الورطة دي إزاي من غير ما يتعرضوا همّ للإهانة أو الخسارة😕
فعملوا إيه 🤔
اختاروا يضحوا بيوسف عليه السلام ..
ودخلوه السجن😞 أهه نخفيه عن العيون حبة كده لحد ما الأمور تهدأ والناس تنسى..
"ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ"

وهو داخل السجن دخل معاه شابين تانيين،
"وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ"
قصتهم إيه؟
قصتهم من الإسرائيليات إللي ينفع نحكيها، فهقولها لكم عشان تفهموا القصة ماشية إزاي👌
ملك مصر ساعتها يُقال إنه كان من الهكسوس، فكان في ناس بتكرهه،
فطلبوا من ساقي الملك إنه يحط سم للملك في الشراب بتاعه إللي بيشربه وهيدوله فلوس ومنصب ويكافئوه.
فرفض..
فطلبوا من طباخ الملك إنه يحط السم في الأكل وهيكافئوه فوافق، فلما حطوا الأكل والشراب عند الملك ...
الساقي قال الأكل فيه سم، فراح الطباخ قال الشراب فيه سم، فالملك دلوقتي عرف إن في سم بس فين مش متأكد، فأمر إنهم يجيبوا له حيوانات وفصلهم،
قسم ياكل من الأكل وقسم يشرب الشراب، ويشوف النتيجة،
ولحد ما النتيجة تطلع..
أمر إن الساقي والطباخ يدخلوا السجن،
فلما كانوا داخلين السجن دخل معاهم يوسف عليه السلام👌
"وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ "
قعدوا كام يوم في السجن، فشافوا أخلاق يوسف عليه السلام وعبادته وصلاحه،
وبقدر ربنا كل واحد فيهم شاف رؤيا، وكل واحد جه يحكيها ليوسف عليه السلام.

☆تقدير ربنا عجيب فعلا سبحانه😮
في الوقت إللي كان مقدّر على يوسف عليه السلام ابتلاؤه، كان بيقدّر له الفرج من أوسع أبوابه من ناحية تانية وهو مايعرفش😊
وعلى فكرة ده بيحصل معانا برده،
بنقع في ابتلاء وربنا بيدبر لنا وبيهيأ لنا أسباب الفرج والعافية واحنا مانعرفش ولا حاسين بيها
وصدق إللي قال عن ربنا عز وجل:
"لُطفه يجري وعبدُه لا يدري"
وعشان كده ربنا حكى لنا قصص الأنبياء، لأنهم بشر زينا وبيحصل معانا إللي حصل معاهم،
فكإن ربنا بيقول لنا:
أهه مثال قصادكم،
في نفس الوقت إللي كان يوسف متعرض فيه لابتلاء، كنت بدبر له الفرج من حيث لا يشعر،
فلما تكونوا في ابتلاء وكرب وضيق، ارضوا واصبروا على الطاعة وعن المعاصي وعلى الابتلاء، واعرفوا بيقين إن في فرج بيتمهد لكم وجاي في الطريق، فاصبروا، وربنا هيرضيكم في النهاية👌

المهم،
شاب من الشابين إللي هو الساقي قال ليوسف عليه السلام : أنا شفت إني بعصر خمر، يعني بيعصر العنب وبيحوله لخمر،
والتاني إللي هو الطباخ قال :
وأنا شفت إن فيه طيور بتاكل عيش من على راسي،
فإيه تفسير الرؤيا دي؟ إحنا سألناك لأ
ننا شفنا عليك علامات الصلاح.
"قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "

☆وهنا فايدة مهمة جدا👌
وهي إننا دعاة إلى الله بأفعالنا، وأخلاقنا...ممكن واحد يكرّه الناس في الدين بسبب أخلاقه السيئة...بسبب إنه قدوة سيئة،
وفي نفس الوقت ممكن واحد تاني يحب الدين ويستجيب لأوامر ربنا بسبب إنه شاف قدوة حسنة قصاده وشخص أخلاقه عالية..
فإللي مش بيعرف يدعو لربنا بالكلام بكل بساطة يدعو لربنا بأخلاقه وسَمتُه الطيب وخفض الجناح ولين الجانب والتقوى في السر والعلن وحسن السير والسلوك والسمعة الطيبة، زي يوسف كده عليه السلام.

فيوسف عليه السلام استغل الفرصة وبدأ يدعوهم ،
فعرَّفهم بنفسه الأول وعرّفهم بالسبب إللي ورا كلامهم الطيب ده عنه وشعورهم بصلاحه وإنه من المحسنين،
فقال لهم مفيش أكل هيجيلكم إلا وهقولكم عليه قبل ما ييجي،
هقولكم هييجي أكل كذا وكذا
بيقول لهم الغيب يعني، من إللي ربنا أطلعه عليه طبعا،
" قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا"

طيب أنا كيوسف بعرف الكلام ده إزاي💁‍♂️
ربنا علمهولي،
"ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ"
لإني آمنت بالله واتبعت دين آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، طيب إيه ديننا ده؟ دين التوحيد لله رب العالمين..
" وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ "

الدين إللي بيدعو لعبادة رب واحد فقط لا شريك له،
طب أنهو الأحسن في عقلكم؟ قولولي كده يا صاحبي السجن: أرباب متفرقة متنازعة متشاكسة، ولّا رب واحد بس يعلو ولا يُعلَى عليه؟
" يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ"
انتم بتعبدوا مجرد أسماء فقط انتم إللي سميتوها أنتم وأباؤكم وإديتوها حق مش بتاعها ولا هي طلبته أصلا لنفسها ولا قالت لكم اعبدوني، في حين إن ربنا أمر إنكم تعبدوه هو وماتعبدوش غيره ،
" مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ
وهو ده الدين الصحيح القويم إللي تنصلح بيه أمورنا في الدنيا والآخرة بإذن الله،
ولكن غالبية الناس مش راضيين يفهموا ده.. عشان كده هم مشركين..
" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

☆الناس في عهد يوسف عليه السلام كانوا بيؤمنوا بتوحيد الربوبية يعني إن في رب خالق ..رازق ..مُحيي.. مميت، لكن مش مؤمنين بتوحيد الألوهية وهو توحيد العبادة لله فقط،
فكانوا بيعبدوا مع الله آلهة أخرى،
عشان كده العزيز قال لزوجته استغفري لذنبك، يعني هم مؤمنين بوجود رب لكن بيشركوا بيه وبيعبدوا معاه آلهة مزعومة تانية.

فيوسف عليه السلام بعد ما استغل الفرصة دعويا بشكل رائع،
بدأ بقى يفسّر لهم الرؤى بتاعتهم،
فقال:
واحد فيكم هيسقي الملك خمر، والتاني هيتصلب والطيور هتاكل من رأسه،
"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ"
فحاولوا إنهم يغيروا كلامهم فقال لهم خلاص وقع حكم الله وانتهى الأمر👌
"قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"
يوسف عليه السلام دخل السجن ظلم،
من وزير المالية إللي هو العزيز، بسبب زوجته وبعض نساء المدينة،
فحب إنه ياخد بالأسباب ويشوف رتبة أعلى من الوزير تطلعه من السجن،
فطلب من اللي عبّر له الرؤيا وقال له:
لما تطلع من السجن زي ما الرؤية اتنبأت ليك بده، ابقى اذكرني عند الملك بتاعك، وقل له إن فيه شخص مظلوم في السجن،يمكن يشوف قضيتي ويطلعني،
وفعلا طلع الساقي من السجن لكنه نِسي موضوع يوسف عليه السلام.
"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ
"فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فلبثَ في السجن بِضعَ سنين
ياترى إيه حكمة ربنا إن الساقي ينسى ويستمر يوسف مدة أطول في السجن بدون ذنب؟
ويا ترى يوسف عليه السلام هيطلع من السجن إمتي وإزاي؟
ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله👌

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊



#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثانية_والعشرون
#قصة_يوسف(٤)
#الخروج_من_السجن

وقفنا المرة إللي فاتت عند يوسف عليه السلام لما طلب من الساقي إللي فسّر له الرؤيا إنه يحكي قصته عند الملك،
لكن الساقي نسي موضوع يوسف عليه السلام بتقدير من ربنا، وقعد يوسف في السجن حوالي من ثلاثة إلى سبع سنين، المدة بالضبط مكنتش معروفة🤷‍♂️
"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ"

في يوم من الأيام الملك رأى رؤيا، رأى إن فيه سبع بقرات ضعاف هزلانين بياكلوا سبع بقرات سِمان وطخان كده وحلوين😅
فقام من النوم مفزوع😳
ليه🤨
لأن الطبيعي إن القوي السمين هو إللي ياكل الضعيف مش العكس🙃
فنام تاني ورأى سبع سنبلات يابسة بيتلفّوا على سبع سنبلات خضراء وبيخلوهم يابسين زيهم، فقال باااس كده الموضوع فيه حاجة😨
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ"
جمع السحرة والكهان والوزراء وحكى لهم الرؤيا...وسألهم إيه رأيكم ؟ أنا عاوز حد يفسرلي الرؤيا دي😥
فقالوا له كلهم : رؤيا إيه بس🙄
دي أضغاث أحلام ...أوهام ....واحنا مش اختصاصنا تفسير الأحلام🤷‍♂️
احنا بنفسر الرؤى بس، لو دي رؤيا كنا فسرناها على طول😊
"قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ"

☆يعني مش بس جهلة؛ لأ ده بيفتوا بغير علم😑
وكمان إيه، بيجزموا بكده بكل ثقة😏
يعني حتى مش شايفين احتمال إنهم ممكن يكونوا غلط🙄 لأ ده كمان ادّعوا الفضل لنفسهم:
لو كانت رؤيا كنا عرفناها😤
أمّال يعني تضيع هيبِتهم كده قدام الملك والحاشية ويبان إنهم مش عارفين😏
فالأسهل والأحسن لشكلهم إيه؟ إنهم ينكروا الموضوع كله وخلاص، وبكل ثقة كده😐
ده حتى مقالوش طب خلينا نبحث المسألة وندور، لأ ده قالوها خبط لزق كده ...دي أضغاث أحلام 😤

☆ولو أخدتم بالكم هتلاقوا النوعية دي في حياتنا
تيجي تقول له معلومة انت سمعتها من دكتور مثلا ولّا حد على علم بيها،
تلاقيه يقولك لا لا لا.. الكلام ده مش مظبوط ده كلام فارغ، الصح كذا وكذا😤
وخدوا بقى من ده كتير في الدين تلاقوا أحلى جهل وأحلى فتي🤓
تقول لواحد على حكم حاجة ولّا معلومة، يقوم يضرب بعرض الحائط العلم والأدلة ويتكلم برأيه ويقول لك لأ مش صح🙄
أصل بالعقل كده إزاي دي تيجي يعني 🤔
ده الصح كذا ..طيب يابني ابحث ودور واتأكد، ولا الهوا😶
طيب يافلان والحديث الصحيح الفلاني؟ طب الآية الصريحة الفلانية 😅
يقولك: لالا تفسيرها مش كده احنا أصلا لازم نعيد قراءة النصوص دي كلها ونحط لها تفسير عصري يناسب الناس، انتم بتفسروا الدين على مزاجكم وديننا بريء من الخرافات بتاعتكم دي😑
طيب يا سيدي كلام العلماء والأئمة الفلانية وتفسيرهم كذا كذا ده مش كلامي !
يقولك : لا العلماء دول متشددين وما وصلهمش الأحاديث إللي وصلت للي جم بعدهم😒
عمال يقاوح معاك ويفتي بالباطل في دين الله، وهو أصلا مابيعرفش يفرق بين الفاعل من المفعول أو يقرأ حتى القرآن صح 🤦‍♂️
مش فاهم إن العلماء دول بيرجعوا للصحابة والتابعين وتابعي التابعين إللي رسول الله ﷺ قال عنهم إنهم أفضل القرون على الإطلاق وبيشوفوهم فسروا الآيات والأحاديث وطبقوها إزاي في حياة النبي ﷺ وبعد وفاته وعلى الأساس ده بينقلوا عنهم،
يعني مش بيخترعوا دين جديد ولا حاجة🙄
لكن هنقول إيه😞

المهم،
مين بقى إللي كان موجود في اللحظة دي وسمع الحواااار 🤭
ساقي الملك إللي طلع من السجن ونسِي خااالص موضوع يوسف 💁‍♂️
وفي وسط القصر والملأ قاعدين والسحرة والكهنة والملك قاعد محتار،
إذ فجأةً يطلع صوت حد بيقول: أنا هقول لكم تأويل الرؤيا دي إيه🙋‍♂️
"وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ "
طبعا الكل بص مين إللي بيتكلم ده! لقوه ساقي الملك🤨
وكإن نظراتهم ليه ساعتها بتقول : يعني إنت إللي هتجيب التايهة يا فالح😏
راح على طول قال لهم: ابعتوني بس للسجن.. فيه واحد هناك هو إللي هيفسر كل حاجة 👌
"فَأَرْسِلُونِ"
في اللحظة دي بس افتكر يوسف عليه السلام، وقال بكل ثقة إنه هيجيب لهم خُلاصة الموضوع، وده بسبب ثقته الشديدة في يوسف عليه السلام😊
وعلى رأي المثل: اسأل مجرب..
هو جرب بنفسه صدق تأويل يوسف للرؤى.. ده غير إنه قعد معاه فترة في السجن وعاشره بنفسه وشاف صلاحه وحسن خلقه وتقواه،
وفعلا بعتوا الساقي للسجن ودخل على يوسف عليه السلام
وأول ما بدأ كلامه مدحه وأثنى عليه، لإنه مش ناسي فعلا أد إيه يوسف كان إنسان صالح ومحترم ومن المحسنين.

فحكى له الرؤيا، وقال له إيه تفسيرها لعلي أرجع وأقول للناس عشان يعرفوا يتصرفوا إزاي وكمان عشان يعرفوا عنك وعن مكانتك وقدرك وفضلك فيكون ده سبب مُحتمل في إنك تخرج من السجن.
"يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ"
الساقي بيحاول يغري يوسف ويقنعه إنه يفسر الرؤى لإنه خاف إن يوسف عليه السلام ميرضاش يقولهم على التأويل😅
يعني أي حد مكانه هيقول أنا واحد سجنتوه ظلم وكمان نسيتوه فطالت مدة ظلمه أكتر وبعدين في الآخر عايزيني أساعدكم وأحقق طلبكم🙄
لكن يوسف عليه السلام المُحسن الكريم ما عملش كده،
فسّر لهم الرؤيا وحتى ماشترطش إنه يطلع من السجن الأول في مقابل إنه يفسّر لهم الرؤيا،
قالهم: تزرعوا الأرض سبع سنين مستمرة وإللي تحصدوه خلوه في السنابل بتاعته حتى لا يَيبس ولا يفسد،
بس خدوا منه إللي إنتم محتاجين تاكلوه فقط،
"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ"
لإن هييجي بعد كده سبع سنين شداد، فيهم جدْب وقحط ومفيش مطر فمش هتلاقوا حاجة تاكلوها إلا إللي انتم خزّنتوه،
"ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ"
وبعد كده هييجي عام هينزل فيه المطر والأوضاع تتحسن.
فوضح لهم الموضوع كله بكل أمانة 👌
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ "

☆طيب إزاي هو نبي يساعد ناس كفار😶
لأن المستشار مؤتمن ، زي ما النبي ﷺ قال،
حتى لو إللي بيستشيرني كافر لإن دي أخلاق المسلم بأيّ حال، مادام حد استأمنك على نصيحة يبقى لازم تؤدي الأمانة،
رسول الله ﷺ يقول: "أدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك"
لإن كل واحد هيتحاسب على أفعاله، فلو أنا حد خانني ماينفعش أخونه ..يعني مش دي قصاد دي😅
فهو هيتحاسب على خيانته وأنا هتحاسب على خيانتي👌
فالمسلم مش إمّعة إذا أحسن الناس أحسن وإذا أساؤوا أساء
لأ.... إذا أحسَن أحسَنوا.. وإذا أساؤوا لا يظلمهم.. وعدم أداء الاستشارة بأمانة ظلم وإضرار،
ولو مسلم بيشتغل عند كافر لا يجوز له إنه يغش الكافر ولا يخونه وطبعا لا يخون المسلمَ من باب أولى💁‍♂️

فلما الساقي رجع وقال للملك تفسير الرؤيا والناس كلها قاعدة بتسمع معاه، استغرب طبعا جدا!!
محدش عرف يفسر الرؤيا في مصر كلها غير يوسف ده😮
الراجل ده أمره عجيب وأكيد وراه حاجة👌

فالملك قالهم هاتوا لي السجين ده عايز أسمع كلامه بنفسي..
عايز يشوف مين الشخص ده،
"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ"
فلما بعتوا له حد عشان يجيبه يوسف عليه السلام رفض يطلع من السجن وقال للراجل إللي جاله إرجع للملك بتاعك واسأله الأول عن قصة النساء إللي قطعوا إيدهم،
وكانت القصة اشتهرت ساعتها في المدينة زي ما قلنا، لكن واضح إن الملك كان آخر من يعلم😅
"فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ"

فالملك سأل إيه الموضوع... هاتوا النساء...سأل إيه حكايتكم ، إيه إللي حصل يوم الضيافة لما راودتن يوسف عن نفسه؟
"قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ "
فالنساء قالوا بصراحة الراجل ماعملش حاجة وحشة وعمرنا ما عرفنا عنه إلا كل خير،
"قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ "
مين كان موجود وسط النساء دووول😅
امرأة العزيز ...وخدوا بالكم إن يوسف عليه السلام ماجابش سيرتها خالص مع إنها السبب أصلا في كل إللي حصل😑

لكنه اتكلم بشكل عام عن جماعة النسوة على بعضهم
فامرأة العزيز مابقاش قصادها غير إنها تعترف بفضل يوسف وكرمه وأخلاقه وبراءته، فهو حفظ الود والعشرة ومقبلش أبدا إنه يخون ولي نعمته، عزيز مصر إللي اتربى في بيته وأكرمه، ورفض إنه يقابل الإكرام ده بحاجة سيئة وفيها خيانة شديدة له ولعرضه،
مع إنهم ظلموه وسجنوه رغم براءته، وما أشفقوش عليه ولا رحموا سنين عمره إللي بتضيع بدون ذنب،
لكن كل إنسان بيتعامل بأصله ومفيش حاجة بتضيع عند ربنا😊
فمش هو إللي جاب سيرتها واسمها، دي هي امرأة العزيز إللي أعلنت براءة يوسف عليه السلام على الناس كلها وأقرت إنها هي اللي راودته عن نفسه وإنه صادق وبريء ،
"قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ"
ده كان قصاد الملك والنساء والملأ و باقي الناس في القصر كلهم،
فظهرت براءة يوسف عليه السلام للجميع،
وقالت امرأة العزيز إنها اعترفت بالحقيقة أخيرا عشان يوسف يعرف إنها لما جه وقت الكلام والشهادة قالت الحق، ومخانتهوش باتهامه بالفاحشة ظلما وزورا،
لأ، دي اعترفت إنه بريء وإن هي اللي أجرمت،
وقالت ده رغم إنه غايب عن مجلس الملك أصلا ومش سامعها ومايعرفش حاجة عن الموقف ده لإنه لسه في السجن مستني رد الملك على سؤاله عن النسوة قبل ما يخرج،
"ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا
يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"
وأنا مش ببرأ نفسي لإن النفس أمارة بالسوء إلا إللي يعصمهم ربنا.
"وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي"
فالملك قال لأ ده مش انسان عادي أبدا😳
ده عنده علم وفضل مش عند الناس كلها،
ولما عرَضَت عليه إنه يطلع مارضيش غير لما يبرّأ نفسه وسمعته لإن دي تهمة تمس الشرف،
وكمان إنسان عفيف، وعنده أخلاق ومش بيعامل إللي ظلموه بالإساءة او بالمثل!😮
هاتوهولي ...ده هيبقى من أهل مشورتي ومن الخواص عندي👌
"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي "

☆طيب ليه يوسف عليه السلام رفض إنه يخرج من السجن على طول🤔
لأن لو مكنش عمل كده الناس كانت هتفكر إنه طلع من السجن عشان فسّر الرؤيا للملك مش عشان هو كان مظلوم💁‍♂️
وكمان عشان ميكونش في قلب الملك حاجة من ناحيته،
ما هو ممكن بعدين بطانة السوء تيجي توقع بين يوسف وبين الملك بسبب الموضوع ده ويخلوا في قلب الملك شك من ناحيته😕
فلما الملك شاف يوسف عليه السلام انبهر بجماله وبهيبته، لإن النبوة بتدي للإنسان هيبة وجلال، فالملك قاله من النهاردة إنت ليك مكانة عظيمة عندنا،
"فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ"
فيوسف عليه السلام قاله اجعلني وزير المالية وأنا خازن أمين وعندي علم وبصيرة بالأحداث إللي هتيجي.
"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"

☆وهنا يجوز للإنسان إنه يمدح نفسه في موقف زي ده ويزكي قدراته الشخصية ومهاراته في تولي المسؤولية لو كان يعلم من نفسه فعلا إنه أدها عشان يعرّف الشخص إللي قصاده مكانته وقدره وإمكانياته،
وكمان يجوز إنه يطلب الإمارة لو شاف إنه هو فعلا أهل ليها ..وخصوصا لو مفيش حد عنده نفس قدراته فلازم يتولى المسؤولية👌

♡ نقف هنا بقى وقفة كده عشان نشوف حكمة ربنا في الأحداث دي😊
تخيلوا كده لو كان الساقي حكى للملك عن يوسف عليه السلام أول ما طلع من السجن وطلب منه يخرّج يوسف لإنه بريء، هل كان الملك هيهتم أصلا بالموضوع؟!
وحتى لو كان اهتم كان ممكن يقول لأي وزير ولّا أي مسؤول عنده يشوف الموضوع،
ولو طلع يوسف فعلا كانت الناس هتفضل بصّاله بعين الشك والريبة وهو بقى بدل ما يستهلك طاقته في الدعوة إلى الله هيستهلكها في تبرئة نفسه، ده إذا كان طلع أساسا 🙄
ماهو العزيز كان ممكن يعرف بالموضوع ويعالج الموضوع بشكل لئيم مع الوزراء ولا أي مسؤول بحيث إن يوسف يفضل في السجن ده أو يتحط في سجن منفرد لوحده حتى عشان يضمنوا إن الفضيحة خلاص متسيطر عليها تمام،
ده إذا ما حاولوش يقتلوه ولّا حاجة عشان يخلصوا منه تماما ويطمنوا أكتر😑
فربنا أراد ليوسف عليه السلام إنه يخرجه من السجن والناس كلها تعرف براءته بشكل مذهل وما حدش ينساه،
وخدوا بالكم إن إللي شاف الرؤيا كان الملك مش أي حد،
لأن الملك لما بينشغل بحاجة بتلاقي كل إللي حواليه مشغولين بنفس الحاجة ويتكلموا فيها، فلما الملك يعطي ليوسف عليه السلام المكانة كل الناس هتعرف💁‍♂️
وكمان حكمة ربنا إنه خلى الملك حكى الرؤيا قصاد الملأ كلهم والسحرة والكهنة وبان جدا إنهم عاجزين😈
هو مش كان ممكن الملك يحكي الرؤيا دي للساقي وهم لوحدهم والساقي يقوله إن في واحد كذا وكذا وابعت هاته وهو هيقولك التأويل و...و...إلخ؟
وبعدين ينادي الملأ ويقول لهم الراجل ده عرف يفسر الرؤيا وعنده علم بالتأويل،
كانوا هيقولوا إيه ساعتها؟
كانوا هيقولوا طيب ماحنا عارفين زيه😒
لو كنت سألتنا كنا هنقولك نفس الإجابة بس إنت مسألتناش😏
فربنا أظهر عجزهم الأول عشان يبان فضل يوسف عليه السلام👌
ومن حكم ربنا برده إللي كلنا محتاجين ناخد بالنا منها وهي إن الإنسان ممكن يتخيل إن خروجه من البلاء هيكون عن طريق معين ويحاول فيه ويركز أوي عليه لدرجة إن قلبه يتعلق بالسبب ده وميتعلقش بخالق السبب فتلاقي ربنا سد الباب ده في وشنا عشان يعلمنا إن مش الأسباب هي إللي بتنجي ، لأ ده ربنا 😊
ولو ربنا أراد... السبب مش هيكون له أي لازمة، زي النار التي لم تحرق إبراهيم عليه السلام، وزي السكين التي لم تقتل إسماعيل عليه السلام 👌
فربنا بيورينا إن ممكن السبب الوحيد إللي إحنا شايفين فيه النجاة ...ممكن يكون فيه الهلاك، وكمان بيورينا إن ممكن أعظم البلاء 《زي السجن》 يتفك بأبسط الأسباب
《زي الرؤيا 》إللي ممكن ماتخطرش على بالنا😁
عشان يقولنا بطريقة عملية إن الأمر كله بيده سبحانه فماتقلقوش💁‍♂️

☆يعني ده معناه إن يوسف عليه السلام تعلق قلبه بالسبب وتوكل على حد غير ربنا عشان كده ربنا عاقبه بإنه يفضل في السجن😳
لأ طبعا😤
لإن الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله👌
فاحنا لازم ناخد بالأسباب الدنيوية دايما، وبعدها ننسى خالص إننا أخدنا بالأسباب ونتعلق فقط بالله عز وجل من بيده كل شيئ.
وده إللي يوسف عليه السلام عمله، لأنه متهم ظُلم والإنسان لازم يبرأ نفسه وخصوصا الأنبياء، وكمان يوسف عليه السلام عنده رسالة لازم يبلغها
للناس، فإزاي هيؤدي رسالته في الدعوة إلى الله وهو متهم في عرضه؟
ده غير إن الأنبياء معصومين أصلا فالتوكل الكامل أصل في قلوبهم،
فاستمرار وجود يوسف عليه السلام في السجن كان لمصلحته، عشان لما يخرج يكون عزيز، وكمان هو اتعلم في السجن أمور ماكنش هيتعلمها إلا في المكان ده👌
فلو ربنا قدر عليك أي بلاء وبتاخد بالأسباب ومش لاقي نتيجة فإنت في إحتمال من ثلاثة:
◇إما إنك اتعلقت بالأسباب فربنا بينبهك عشان تثق وتوقن فيه هو بس 100%،
◇أو إن ربنا يريد إنه يعلمك حاجات عمرك ماكنت هتتعلمها إلا وإنت في الإبتلاء ده 👌
◇أو إن ربنا يريد إنه لما يفرَّج عنك البلاء يفرَّجه من وسَعَه أوي، زي ما هنشوف مع يوسف عليه السلام😊
فبيبقى الفرج طعمه أحلى من الشهد ساعتها، وحلاوته بتبقى متساويش الدنيا وإللي فيها،
وهنشوف القاعدة إللي يوسف عليه السلام هيحطها لنا في الآخر عشان نقدر نعدي من كل بلاء👌

بعد الأحداث دي كلها الأمور استقرت ليوسف عليه السلام وبدأ يُشرف على زراعة الأراضي ويدير الأموال والمزروعات لحد ما عدت أول سبع سنين،
وكان يوسف عليه السلام خزّن طعام كتير وبقى عندهم فائض يكفيهم ويكفي غيرهم،
وانتشر في كل مكان إن مفيش أكل غير في مصر،
فكل الناس بقوا ييجوا مصر عشان يشتروا الأكل، وكان مين إللي جه لمصر من ضمن الناس إللي جم😈
إخوة يوسف عليه السلام 😮
جت لحظة الإنتقام والمواجهة 🙊
يا ترى عمل معاهم إيه بقى 🤭
ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله.

ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين

وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بُيشرِف على أمور البيع والشراء، فَجاء إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا،
فلما شافهم، هو عرفهم وهم ماعرفوهوش، متخيلين الموقف 🙊
هنا يوسف عليه السلام اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...
وأكيد بقى قلبه بيدق وبقى فيه فوران مشاعر مختلطة،
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر وتركه بلا أمان ولا أنيس..
افتكر بيعه بتمن رخيص.. وبلاؤه مع امرأة العزيز ثم مع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...
وفجأة يلاقي السبب في كل إللي حصله ده واقف بشحمه ولحمه قصاد عينه دلوقتي، ويفصل بينه وبين الثأر منهم لنفسه لحظات👌
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"

لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، متخيلين الثبات الانفعالي والحِلم إللي عند يوسف عليه السلام 😮
يوسف عليه السلام مسك نفسه من إنه يقول لهم انتم مش عارفيني،؟!
أنا يوسف، أنا إللي عملتم فيه كذا وكذا ودلوقتي أقدر أنتقم منكم، لكن يوسف عليه السلام معملش كده ومسك نفسه،
إحساس كبح زمام النفس ده عن إحراج الناس بالمثل، إحساس صعب فعلا وشديد وفظيع الصراحة😅
عشان كده الصفتين دول من الصفات إللي ربنا عز وجل بيحبها،
والصفتين دول لما بيكونوا في شخص بيكون فعلا رزق طيب ومهم وبتبقى من البُشْريات للعبد👌
حتى رسول الله ﷺ قال لواحد من الصحابة اسمه الأَشَج العصري:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلمُ والأَنَاةُ"
ربنا يجعلنا منهم ويوفقنا لكل خير يرضيه عز وجل 🤲

يوسف عليه السلام بقى عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس بالخلق الكريم والإحسان👌
وكان من عادة يوسف في الإشراف على البيع والشراء، إنه يبيع لكل مُشتري حمولة جمل واحد فقط،
عشان يقطع الطريق على التجار إنهم ميشتروش كميات كبيرة بغرض احتكار البضاعة في السوق عشان يعلوا الأسعار على الناس بعد كده،
فإخوة يوسف كمشترين زي باقي المشترين، طلبوا منه نصيب لأبوهم وأخوهم إللي مش معاهم دلوقتي في القافلة،
فبدأ يوسف يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار بلهجة أهل مصر عشان مايعرفوهوش من لهجة بلده الأصلية إللي هي بلدهم عند يعقوب،
وسألهم عن بلدهم وأحوالهم من باب تلطيف الجو وتبادل الحوار بحيث إنهم يطمنوا له وكده😅
وقبل ما يسيبهم يمشوا قال لهم:
السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين ومش واخدين نصيب نفر زيادة من غير حق😤
وقال لهم عشان يحمسهم أكتر إنهم مينسوش يجيبوه معاهم المرة الجاية:
مش إنتوا شايفين بنفسكم إزاي أنا بملا المكيال لحد آخره من غير ما بنقّص منه أو بطفّف في المكيال زي التجار الغشاشين؟
مش شفتوا بنفسكم إزاي بنحب نكرم زبايننا💁‍♂️
فاحنا في انتظاركم بقى السنة الجاية بالنفر الزيادة ده تيجوا كلكم و تاخدوا البضاعة إللي تعجبكم إن شاء الله..
وده الحوار إللي ربنا اختصره في القرآن بكل بلاغة وفصاحة ودقة وقال:
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"

لكن يوسف في نفس الوقت خوّفهم وقال لهم:
بس لو ماجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هَدِّيكم حاجة خالص😤
"فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ"

فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"

☆ثواني كده🤨
هو إزاي يوسف عليه السلام عِرفهم وهم ماعرفهوش😳
لإن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار،
وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف
《من ساعة مافترق عنهم》، فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت من ملامح الطفولة لملامح الشباب،
وكمان همّ لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة المُلك فهيبة المُلك ولبسه وهيئته ماخلتهمش يتعرفوا عليه بسهولة ويمكن مخلتهمش كمان يبصوا له بتأمل دقيق أو يتمعّنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا عن إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان بكل خير بسبب عبقريته الاقتصادية وحسن إدارته لخزائن مصر في زمن القحط 😶
وكمان يوسف كان مترقّب ومستني وصول إخواته من بلد أبيه يعقوب في أي وقت زيهم زي أي ناس رايحة جاية على مصر الفترة دي؛
لإن هو عارف إن القحط إللي كان في كل البلاد ده هيخليهم ييجوا عندهم لإنهم البلد الوحيد إللي عرف يوفر أكل،
فكان متوقع إنهم هييجوا، وكمان إخواته كانوا عشرة فلو ماعرفش واحد هيعرف التاني ويتأكد إنهم همّ إخوته،
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي كلهم مرة واحدة😅

رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له:
احنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية لإنهم اشترطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا عشان يتأكدوا
إننا بناخد بضاعة فعلا لنفر زيادة موجود ومش بنكذب عليهم،
فيا أبونا الكريم ابعت معانا أخونا السنة الجاية عشان يرضوا في مصر يدونا الكيل المعتاد بتاعنا ،وما تقلقش احنا هناخد بالنا منه ونحطه في عنينا😤
"فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

طبعا يعقوب عليه السلام قال لهم:
عايزيني استأمنكم عليه زي ما استأمنتكم على أخوه يوسف قبل كده😳
فطبعا همّ ماقدروش يردوا..
هيقولوا إيه، وفعلا المشهد ده يعقوب عليه السلام شافه منهم قبل كده وكانوا قالوا له نفس الكلام لما أخذوا يوسف عليه السلام ثم خانوا العهد😶
"قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

فمردّوش طبعا.. وراحوا ينزلوا الغلة إللي اشتروها من على الجمال، قاموا لقوا الحاجات إللي دفعوها مقابل الأكل -زي فلوس كده- موجودة عندهم في الحمولة هي كمان 😮

يوسف عليه السلام قبل ما إخواته يسيبوا مصر كان أمر العمال بتوعه إنهم يحطوا البضاعة دي معاهم تاني؛ عشان خاف أحسن ميكونش عندهم غيرها فميجوش السنة إللي بعدها وهو عاوزهم ييجوا تاني،
فكإنه بيُغريهم بالقدوم بكل الطرق، فخلى عماله يعملوا كده وكمان من غير ما يعرفوا عشان مايحرجهمش قصاد الناس عشان ميظهرش إنه بيتصدق عليهم مثلا ولّا حاجة،
وكمان يوسف عليه السلام شاف إن من العيب وسوء الخلق إنه ياخد فلوس من أبوه وإخوته فرجعها لهم،
ده غير إنه أراد إنه يرد الإساءة بالإحسان عشان كده بالغ في إكرامهم👌

☆وده من تأديب الإنسان لنفسه، النفس بتبقى عايزة تتشفى وتنتقم أول ما تجيلها الفرصة، لكن يوسف عليه السلام عمل عكس كده بأسلوب عملي،
يعني كأنه بيقول:
مش انتم أسأتم لي وأنا أقدر انتقم لنفسي ومش عايز أشوفكم تاني😈
لأ بقى أنا هعطيكم عشان أكسر نفسي وابعدها عن الإنتقام ومتركش لها أي مجال،
وده فعلا بنشوفه مثال واقع من بعض الناس فما بالكم بيوسف عليه السلام،
فهو زي ما بنقول كده بيحرجهم بإحسانه،
بمعنى إنه مش هيكون عندهم أي مجال إنهم يمسكوا عليه فيما بعد أي إساءة منه ليهم، وإنه بكده أسر قلوبهم بإحسانه، وخصوصا في الموقف ده، وهو أول مرة يتقابلوا فيها بعد إللي عملوه معاه،
فهو بعد ده كله أحسن إليهم ورد لهم البضاعة👌
"وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

والنتيجة فعلا كانت إن إخوة يوسف لما شافوا الحاجة زي ما هي اندهشوا من حجم كرم يوسف عليه السلام،
"وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ"

فرجعوا ليعقوب عليه السلام وقالوا له يا أبانا احنا مش ناويين شر والدليل أهه، الناس رجّعوا لنا البضاعة بتاعتنا مع البضاعة إللي أخدناها منهم،
خلاص بقى.. هناخد أخونا معانا نجيب المؤونة ونضاعف نصيبنا بنفر زيادة ونرجع لك... الموضوع بسيط🤷‍♂️
"قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"

فيعقوب عليه السلام حسّ المرة دي إنهم صادقين، وخصوصا إنه خلال السنين إللي فاتت مشفش منهم حاجة وحشة وانصلح حالهم وكانوا بارين بيه فقرر إنه يستأمنهم بشرط،
قال لهم عايزيني أبعته معاكم يبقى تدوني ميثاق ..يعني تحلفوا بالله العظيم إنكم هترجعوه ليا تاني؛
إلا لو اتزنقتم أوي ومفيش أي مجال إنكم ترجعوه زي مثلا إن يصيبكم هلاك عظيم يشملكم كلكم مسابش منكم حد وما قدرتوش تدفعوه عنكم ولا قدرتوا ترجعوا عندي تاني.. ساعتها أعفيكم من الميثاق الغليظ دة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها،
"قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ"
ففعلا وافقوا وادوله الميثاق إللي طلبه وأشهَدوا ربنا عز وجل على العهد ده وهما مطمنين، لأنهم صادقين ومش ناويين شر فعلا😅
"فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ"

عدت السنة وراح الـ11 أخ لمصر، وكان لمصر ساعتها أربع أبواب الناس بيدخلوا منها،
فيعقوب عليه السلام قال لولاده متدخلوش كلكم من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة،
لأنهم كان عليهم هيبة وجَمال ملفت للنظر،
يعني إحدى عشر أخ بالمنظر ده ممكن تصيبهم العين والعين حق،
"وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ "
فيعقوب عليه السلام بيحاول ياخد بالأسباب، وفي النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. حتى هو نفسه لما قال كده قال بعدها :
"وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ"
وفعلا سمعوا كلامه وعملوا كده ودخلوا من كذا باب متف
رقين، وراحوا عشان يشتروا المؤونة،
فلما دخلوا على يوسف أكرمهم وأحسن إليهم وأخد أخوه الصغير بنيامين على انفراد،
يعني بنيامين لما دخل على يوسف مع إخوته، معرفش يوسف أصلا،
معرفوش غير لما يوسف انفرد بيه وقاله إن هو أخوه يوسف، وساعتها طبعا أظهروا مشاعرهم لبعض وهم لوحدهم من غير ما حد يعرف..
"وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
والأخ مأوى ووطن.. خصوصا لو قريب منك ومن قلبك ومفيش بينكم أي عداوات أو صراعات على الدنيا،
فأكيد لقاءهم ببعض بعد كل المدة دي كان غير عادي👌

بعد ما سلموا على بعض، يوسف طمّنه وحكى له على إللي حصل معاه كله وقال له إنه هيعمل حيلة عشان ياخده معاه في مصر ويكون مُعزز مكرم، بس مايقولهمش حاجة لحد ما الخطة تتم بنجاح 🤫

لما خلاص يوسف عليه السلام جهّز إخواته بالمؤونة بتاعتهم عشان يمشوا ...
فجأة لقوا حد بينادي🙋‍♂️
وجاي عليهم وبيقولهم:
إنتم سارقين😡
اتفزعوا جدا وسألوا باندهاش:
إيه إللي ضاع منكم!. ماهو مش لازم يكون حاجة اتسرقت منكم، ما يمكن ضاعت فقط😐

لكن إللي همّ ميعرفوهوش، إن دي هي الحيلة إللي كان يوسف مخططها عشان ياخد أخوه بيها،
فهو إللي حط في رحال أخوه شقيقه بنيامين، صاع الملك إللي بيكيل بيه البضاعة بالفعل، ومن غير ما حد يعرف أو يشوفه:
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ"

العمال بقى ردوا عليهم وقالوا: مش لاقيين مكيال الملك إللي بنكيل بيه..
وإللي هيجيبه هنديله مكافأة جَمَل متحَمّل بالطعام،
يعني رصدوا مكافأة عظيمة عشان يوروهم أد إيه الصواع ده مهم، ويُقال إنه كان من الفضة أو من الذهب.

فبدأ إخوة يوسف يدافعوا عن نفسهم بقوة وقالوا:
انتم شفتم من خلال معاملتنا إننا مش جايين نفسد في الأرض وعمرنا ما كنا سارقين😥
"قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ"
فقالوا لهم طيب إيه الجزاء لو كنتم كاذبين ولقينا حد فيكم معاه الصوّاع؟
فقالوا لهم جزاؤه هو إنكم تاخدوه عبد عندكم مقابل السرقة،
وكان في شريعة يعقوب عليه السلام إن إللي يسرق عقابه بيكون إنه يبقى عبد للي سرق منه،
لكن شريعة ملك مصر إن السارق يتجلد ويتسجن وبعدين يرجع لأهله،
فخلاهم هم إللي يقولوا العقوبة عشان هو عايز ياخد بنيامين 👌
"قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "
وفعلا بدأ يوسف يفتش في أمتعتهم واحد واحد وخلى متاع بنيامين في الآخر عشان إخواته ميشكوش في الحيلة،
وكانوا واقفين أثناء التفتيش عمالين يدافعوا عن نفسهم ويقولوا احنا ماسرقناش،
لحد ما وصلوا لمتاع بنيامين وطلّعوا منه الصواع😶
"فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ"
فهنا بقى اتصدموا 😳
وطلعت منهم كلمة وجعت يوسف أوي:
"قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ "
يعني قالوا إن بنيامين ده سرق لإن أخوه التاني شقيقه سرق هو كمان قبل كده -قصدهم يوسف طبعا-
وهمّ الاتنين اخواتنا آه بس من أم تانية مش من نفس أمنا،
فهُم هنا كإنهم عاوزين يبرأوا نفسهم من صلتهم بجريمة السرقة إللي حصلت دي،
كإنهم بيقولوا إن الاتنين دول ناس سارقين مش تبعنا دول تبع بعض، همّ شبه بعض ومش شبهنا، إحنا زي الفل😤
فيوسف طبعا غضب وحزن في نفسه لإن هو عمره ما سرق، وهمّ بيفتروا عليه👌
وقال في نفسه:
والله إنتم شر الناس مكانة، بعد ده كله كمان بتتبلوا عليَّ🤦‍♂️
"فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ"

☆ملحوظة
في قصص كتير عن موضوع سرقة يوسف عليه السلام إللي اخواته اتهموه بيها دي، لكن كلها روايات بني إسرائيل معلهاش أي دليل من عندنا،
يعني قالوا إن يوسف سرق صنم كان جده بيعبده، ورواية تانية إنه سرق الشال بتاع عمته،
لكن كل ده روايات بني إسرائيل إللي مناخدش بيها؛ لأن الأصح والأظهر عندنا في القرآن إن مكنش في سرقة من الأساس، و همّ اتهموه ظلما وعدوانا بحاجة محصلتش أصلا
ودي حاجة مش مُستبعدة منهم خالص على فكرة😒
يعني إللي يخليهم يفكروا في قتل أخوهم ويتهموا نبي من الأنبياء بالضلال ويحكموا عليه بظنهم السيء إنه بيحب أخوهم أكثر منهم وبعدين يرموا أخوهم في البئر،
وبعدين يرجعوا لأبوهم ويكذبوا عليه ويقولوا إن يوسف أكله الذئب،
فاللي يعمل كل ده مش بعيد عليه يكذب كمان كذبة بحاجة محصلتش أصلا عشان يبرأ نفسه، ويبعد التهمة عنه🤷‍♂️
عشان كده يوسف عليه السلام غضب في نفسه لأن اخوته اتهموه بحاجة محصلتش أصلا وهم إللي عملوا حاجات أسوأ من السرقة بكتير،
ومع كل ده يوسف عليه السلام كظم غيظه وأخفى الموضوع في نفسه👌

المهم بقى دلوقتي هم
ّ فعلا في ورطة حقيقية🙊
إزاي هيرجعوا لأبوهم من غير بنيامين بعد الميثاق الجديد، وهم قبل كده كانوا فرطوا في يوسف رغم وعودهم بإرجاعه برده😬
فكلموا يوسف عليه السلام باحترام عشان يستعطفوه،
قالوا أيها العزيز ده أبوه شيخ كبير في السن وهو بيحبه جدا
فخد حد فينا بداله إحنا شافينك من المحسنين السّبّاقين للخير😥
"قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"

فقال لهم يوسف عليه السلام: أهه إنتم قلتم إني من المحسنين فإزاي آخد واحد بريء مكان واحد مذنب🤷‍♂️
أنا كده هكون ظالم😤
"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ"

☆سؤال بقى، هو ليه يوسف عليه السلام أصلا مقلهمش عن نفسه من الأول إن هو يوسف، وكان ولازم يستعمل معاهم الحيلة🤔
◇أولا:
كل ده من تقدير وتدبير ربنا،
يعني يوسف عليه السلام اتعرّض لظلم وابتلاء كبير بسبب إخوته،
فربنا لما بيفرج البلاء وبينصر المظلوم بيكون نصره وفرجه كبير مش حاجة عادية، فعشان ربنا يحقق النصر والفرج ليوسف عليه السلام ألهمه بإنه ميقلش لأخوته إنه هو يوسف👌
◇ثانيا:
تخيلوا كده لو يوسف قال لأخوته إنه هو يوسف، مكنوش هيعترفوا بغلطهم معاه وهيفضلوا شايلين منه،
ومش هيعترفوا بفضله وهيخافوا منه ومش هيرجعوا له مرة تانية، وبالتالي يوسف مش هيقدر يجتمع بأبويه مرة🤷‍♂️
ويوسف عليه السلام مش هيقدر يسيب مسؤولياته في مصر ويروح هو لمكان أبوه،
فهو كان عايز يجيبهم يعيشوا معاه في مصر، لكن الموضوع مش هييجي بالسهولة دي،
لازم الأول يطهّر نفوسهم وميبقاش في نفوسهم شيء عشان متحصلش مكائد تانية في المستقبل،
وانتم شوفتم أهه، بعد كل إللي عملوه في يوسف افتروا عليه كذبا إنه سرق، فده معناه إنهم لسه عندهم مشكلة لازم تتعالج👌

إخوة يوسف لما لقوا إن مفيش فايدة راحوا في جنب لوحدهم كده بعيد عن الناس وقعدوا يتكلموا مع بعض،
فكبيرهم إللي كان اقترح زمان إنهم مايقتلوش يوسف ويرموه في البئر قال:
إنتم متخيلين الورطة إللي احنا فيها😬
أبونا يعقوب أخد علينا العهد والميثاق إننا نرجع ببنيامين، ناسيين عملنا إيه معاه قبل كده كمان مع يوسف..هنتصرف إزاي دلوقتي😞
"فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ"
أنا عن نفسي مش همشي من البلد دي غير لما أبي يأذن لي إني أرجع وهو راضي عني ومتفهم الوضع ومتنازل عن العهد زي ما قال إلا أن يُحاط بكم،
واحنا فعلا مالناش ذنب في اللي حصل ومغلوبين على أمرنا، فأنا هستنى هنا لحد ما يأذَن لي بالرجوع أو ربنا يمكّنني من إني أخد أخويا يرجع معايا😤
"فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"

ارجعوا لأبوكم واحكوا له إللي حصل بكل وضوح و قولوا له ابنك سرق، واحنا مكناش نعرف إنه سرق وسألونا إيه جزاء السارق فجاوبناهم، وحاولنا نبدله بحد فينا منفعش،
فهموه الأمر كله لعله يعذركم،
وخلوه يسأل الناس إللي في مصر ويسأل الناس إللي كانوا معانا في القافلة واحنا صادقين في كلامنا😔
"ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ "

فنفذوا كلامه.. ولما سمع يعقوب إللي حصل، قال لهم: لأ ..إنتم أكيد عملتم حاجة في بنيامين زي المرة إللي فاتت لما عملتم في يوسف،
"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا"

☆وده من نتائج الكذب، الشخص إللي اتعرف عنه كذب لما يقول الصدق بعد كده محدش هيصدقه🤷‍♂️
عشان كده أهل الحديث لا ينقلوا عن أحد كذاب من الرّوَاة حتى لو تاب👌

كمّل يعقوب كلامه وقال:
أنا برده هصبر الصبر الجميل إللي من غير شكوى أو سخط ، وظني إن ربنا هيرجع لي الثلاثة بسلام👌
وأعرض عن أبناؤه وهو حزين متألم حزن شديد،
وافتكر حزنه الأول على يوسف فبكى من تاني بكاء مرير..
لحد ما عميَت عيناه،
"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "
فقد أبناؤه الإثنين والمتهم فيهم إخواتهم... بلاء في أبناؤه كلهم😞
وبعد ما جاب سيرة يوسف من شدة الحزن، قالوا له:
إنت هتفضل تفتكر في يوسف كده على طول لحد ما المرض هيشتد عليك ولو الوضع استمر على كده هتهلك نفسك تماما وتموت😥
فقال لهم أنا مش بشتكي لكم أنا بكلم ربنا وبنقل له همي وحزني وبثي وألمي،
وأنا عارف كويس أوي إن قدر ربنا كله خير لكن بطلب الصبر والتحمل، وعارف إن الفرج هييجي👌
"قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

¤طيب إزاي يعقوب عليه السلام يحزن الحزن الشديد ده ؟ مش ده كده ع