أُمَّةُ اقْرَأ📖📚
359 subscribers
2.05K photos
730 videos
689 files
563 links
فَقُوتُ الرُّوحِ أرواحُ المعَانِي
وليسَ بأنْ طَعِمتَ ولا شَرِبتَ💚

ابحثوا في الملفات واقرأوا ما طاب لكم ولا تنسونا من صالح دعواتكم ،صدقة جارية عنّا وعنكم🕊

-ءَايَة البَكرِي 🦋
Download Telegram
كيف أحقق التوازن بين الحياء وقوة الشخصية والثقة بالنفس ! اشعر أن مفهوم الحياء عندي ناقص فما هو الحياء الحسن؟

ج / آه يا مزهرة..! سؤالك شجيّ..

الحياء من قوة الشخصية!

فمن يردع نفسه عما يشينها ويكرهه الله، ويأباه العاقل السويّ، ويحثها إلى فعل ما يزينها ويحبه الله، وكل عقل سوي، فقد ضرب سورًا منيعًا يحصن به نفسه من ضد ذلك..!

المرأة الحيية على وجه الخصوص، عفيفة القلب، عفيفة اللسان، عفيفة النظر، عفيفة الحضور، تستحي أن يعلو صوتها، أو تخضع في جمع من الرجال بقولها في شتى صور الخضوع مزاحًا وضحكًا وغنجًا و و و..، تستحي أن تمر وسط الشارع وعن يمينها رجال وعن يسارها رجال، تأخذ مكانًا قصيًا وتحرص على السير المعتدل، الوقور، الذي لا يلفت الانتباه..

المرأة الحيية، تنهر نفسها عن إظهار ما لا يليق بها، أو كشف ما يليق كشفه في موطن ينبغي لها أن تستره فيه، لا يزيدها الحجاب إلا هيبة وصيانة، فقول رضيّ، وفعل نقيّ، وموقف جليّ، لا ريبة ولا شبهة..

والإنسان الحيي على وجه العموم:
من يستحيي من الله، فلا ينتهك الخلوات بما حرم، ولا يجاهر في الجلوات بما قدّم، يستحيي من الله فيطيب كلامه ويستحضر قوله جل وعلا: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "، يستحيي من الناس، فيوقر الكبير، ويصبر عليه، ويتحمل إن جهل عليه، ويحسن، ويرحم الصغير والضعيف والفقير، ويجل صاحب القرآن فلا يسفهه، ولا يحقره، ولا يؤذيه هو بالذات، لما قام في قلبه من كتاب الله، إجلالًا لكتاب الله، يستحيي من كل وليّ معروف وأعظم أولياء المعروف والجميل أبوه وأمه، فمعاملتهما معلومة ضوابطها في الشريعة، ويستحي من المؤمنين الصالحين، فيحتفي بهم، ويحسن إليهم، ويرحمهم ويساعدهم، ويعينهم..

ونحو ذلك..

كل ما سبق لا شأن له بالخجل، فلا يخجل المرء إلا من سيئاته وما يعيبه، ولا يخجل المرء من إظهار دينه، فهذا ليس بحياء بل هوان وقلة دين، ولا يخجل من المعروف بل يظهره وينصر أهله، ولا يخجل من المبادرة بالإحسان إلى أحد بل يسابق في الخيرات، وهنا تظهر قوة الشخصية، فالدفاع عن المبادئ، وإظهارها في حقولها، والنهي عن أضدادها ما توفرت الاستطاعة، والتقدم بفعل الخير ونصرة الحق، كل هذه علامات لقوة الشخصية، ولا يتعارض ذلك أبدًا مع الحياء..

أعرف حيية، يهابها قومها، وهي بالغة من الرقة والحياء مبلغًا عظيمًا، لكنها في مواقف الحق شاهدة به ولو على نفسها، وما هابها أحد فأنكر حياءها ورقتها، بل شهد بما رأى، وآمن بما وعى..!

وخذيها مختصرة:
من استحيى من الله استحيى منه الناس، ومن وقّر أمر الله وقّره الناس، ومن خشي الله بالغيب، هابه الناس، ولا يعني هوانه على أحد منهم هوانه بالكلية عند كلهم، بل قد يبتلى باجتراء السفهاء عليه، وينال إيذاء السيئين من حياته، لكنه عزيز أبدًا، منصور ولا بد، تكفل الله بنصرته ولو بعد حين..

وهنا يظهر لك، أين يكون الحياء وفيم، وما قوة الشخصية الحقيقية..!

والمقام في هذا يطول..

وفقك الله يا راقية وجعل كتابك في عليين، وأكرمنا بالاستحياء منه حق الحياء.

أفنان الجعر

#تصحيح_مفاهيم #علاقتك_بذاتك

@fiqhal3laqat