انتقد الحريري لفظة (يستأهل) وقال أن الصواب: "هو له أهل" ، كما في اختصار درة الغواص للامام المعلمي،
وفي الحاشية: قال الإمام الأزهري في تهذيب اللغة (6/ 418): "وخطأ بعض الناس قول القائل: فلان يستأهل الكرم ... ثم قال: وأما أنا فلا أنكره ولا أخطئ من قاله لأني سمعته ... ثم ذكر الأدلة على هذا. وانظر حواشي ابن بري (ص 736).

استأذن على المأمون بعض شيوخ الفقهاء، فأذن له، فلما دخل عليه رأى بين يديه رجلا يهوديا كاتبا، كانت له منزلة وقربه لقيامه بما يصرفه فيه ويتولاه من خدمته، فلما رآه الفقيه قال - وقد كان المأمون أومأ إليه بالجلوس -: أتأذن لي يا أمير المؤمنين في إنشاد بيت حضر قبل أن أجلس قال: نعم، فأنشده:
إن الذي شرفت من أجله ... يزعم هذا أنه كاذب

وأشار إلى اليهودي، فخجل المأمون ووجم، ثم أمر حاجبه بإخراج اليهودي مسحوبا على وجهه، وأنفذ عهدا باطراحه وإبعاده، وألا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أعماله. اهـ [بهجة المجالس]

هذه من حسنات المأمون غفر الله له .

كل ما نسيت الذكر تتلبس الظلمة بالقلب، يا سمك الماء لا ترض بالخروج ستختنق وأخافك تموت…

عن ابن المبارك؛ قال: سمعت حبيب بن حجر يقول: كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم! وما أحسن العلم يزينه العمل! وما أحسن العمل يزينه الرفق! وما أضيف شيء إلى شيء أزين من علم إلى حلم.

المجالسة للدينوري

عن عبد الله بن بكر المزني؛ قال: جاء رجل إلى الأحنف بن قيس، فشتمه، فسكت عنه، فأعاد عليه ولح والأحنف ساكت، فقال الرجل: وا لهفاه! ما يمنعه من الرد علي إلا هواني عليه.

المجالسة للدينوري

عن الأصمعي؛ قال: بلغني أن رجلا قال لآخر: والله! لئن قلت واحدة؛ لتسمعن عشرا. فقال له الرجل: لكن لو قلت عشرا لم تسمع واحدة. (المجالسة للدينوري)

الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء وأبا سفيان بن العلاء يقولان: -

- قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، لقد اختلفنا إليه في الحلم كما نختلف إلى الفقهاء في الفقه. بينما نحن عند قيس بن عاصم وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه؛ أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف، فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك. فوالله! ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المحشد، فقال: قم؛ فأطلق عن ابن عمك، وواري أخاك، واحمل إلى أمه مئة من الإبل؛ فإنها غريبة. وأنشأ يقول:
(إني امرؤ لا شائن حسبي ... دنس يعيره ولا أفن)
(من منقر في بيت مكرمة ... والغصن ينبت حوله الغصن)
(خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه أعفة لسن)
(لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم بحسن جواره فطن)


وقال الشاعر فيه بعد موته:
(عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما)
(تحية من ألبسته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلما)
(فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما)

المجالسة وجواهر العلم

عن أبي عبيدة؛ أنه أنشده لبعض الشعراء:
(وليس الرزق عن طلب حثيث ... ولكن ألق دلوك في الدلاء)
(تجيء بملئها طورا وطورا ... تجيء بحمأة وقليل ماء)

المجالسة للدينوري

أرسل مروان بن الحكم إلى أبي هريرة أن يكتب في داره شيئا يتبرك به، فلما دخل الدار؛ قال: يا غلام! اكتب: "تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تبلغون" ، والله! لا أزيدك.

المجالسة للدينوري

عن أبي حذيفة موسى بن مسعود: كنا إذا جلسنا إلى الثوري كأن النار قد أحاطت بنا؛ لما نرى من خوفه وجزعه للموت. (المجالسة وجواهر العلم)

عن الأصمعي؛ قال أكثم بن صيفي: الحزم في الأمور: حفظ ما كلفت، وترك ما كفيت. ((المجالسة للدينوري))

أنشد الكريزي :

كذبت ومن يكذب فإن جزاءه ... إذا ما أتى بالصدق أن لا يصدقا
إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل ... لدى الناس كذابا وإن كان صادقا

روضة العقلاء

قال نصر بن علي الجهضمي : "إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان".

وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي :

إذا ما المرء أخطأه ثلاث ... فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه ... وكتمان السرائر في الفؤاد

-ابن حبان في روضة العقلاء-

قال الزهري : "لو رأيت طاووسا لعلمت أنه لا يكذب". «روضة العقلاء»

في القرآن (يحرفون الكلم عن مواضعه) و (من بعد مواضعه) ، ثلاث مواضع:
النساء:{عن مواضعه ويقولون سمعنا} الآية،
المائدة 1- (عن مواضعه ونسوا حظا)
المائدة 2- {من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم}

والأنفة في الأبناء في مقابلة الإشفاق في الآباء. وقد لحظ أبو تمام الطائي هذا المعنى في شعره فقال:
فأصبحت يلقاني الزمان لأجله ... بإعظام مولود وإشفاق والد

أدب الدنيا للماوردي

قال مسلمة بن عبد الملك: العيش في ثلاث: سعة المنزل، وكثرة الخدم، وموافقة الأهل. اهـ [أدب الدنيا والدين]

وأضيف: "التفرغ لطلب العلم".

وقال بعض الحكماء: البعيد قريب بمودته، والقريب بعيد بعداوته.

أدب الدنيا للماوردي

في أدب الدنيا للماوردي هذا الأثر الجميل ولم أر من ذكره بسند مع صحة معناه ولطفه:

بُشّر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بمولود فقال: "ريحانة أشمها ! ثم هو عن قريب ولد بار أو عدو ضار".

وقال بعض الحكماء: ابنك ريحانك سبعا، وخادمك سبعا ووزيرك سبعا، ثم هو صديق أو عدو.

أدب الدنيا للماوردي