نُتف واضحية
2.77K subscribers
33 photos
13 videos
20 files
377 links
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Download Telegram
المهذب من الفقه المالكي.pdf
256.4 KB
تنويهٌ بكتابٍ مالكيٍّ نافعٍ، يضيقُ الموضعُ عن بسطِ جوانبِه، جمَعتُه في ملفٍّ واحدٍ. وهو كتابُ «المهذَّب من الفقه المالكيّ وأدلّتِه» لشيخنا محمّد سُكحال المجّاجيّ، حفظه الله ونفع به.

وهذا رابط الكتاب، لمَن أراد احتمالَه:

https://archive.org/details/ElMouhazeb/ElMouhazeb-01/

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

اللهمَّ انصر إخواننا المستضعفين في أرضك، وأيِّدهم بحولك وقوتك، واهزم أعداءك وأعداءهم، إنك على ما تشاء قدير.

اللهمَّ ربَّنا لا إله إلا أنت، ولا مُؤوي إلا أنت، آوِ عبادك المؤمنين، واجعلهم في حفظك ورعايتك.

اللهمَّ استر عورات المسلمين، وآمِن روعاتهم، وأطعِم جائعهم، واشفِ مرضاهم، وارحم موتاهم، وافتح لهم أبواب فضلك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.

اللهمَّ تُبْ علينا توبة نصوحًا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر.
Forwarded from مجالس السلف
[قطعة من رسالة الواسطي لإخوانه من أصحاب شيخ الإسلام| وهي منقولة بتمامها في العقود الدريّة لابن عبد الهادي]

«‌..وليكن ‌لنا جميعًا من الليل والنهار ساعةٌ، نخلو فيها بربِّنا جلَّ اسمه، وتعالى قدسُه، نجمعُ بين يديه في تلك الساعة همومَنا، ونطرحُ أشغال الدنيا عن قلوبنا، فنزهدُ فيما سوى الله ساعةً من نهار، فبذلك يعرفُ الإنسانُ حالَه مع ربِّه، فمن كان له مع ربِّه حالٌ، تحرَّكَت في تلك الساعة عزائمُه، وابتهجَتْ بالمحبَّة والتعظيم سرائرُه، وطارت إلى العُلى زفراتُه وكوامِنُه.

وتلك الساعة أنموذجٌ لحالة العبدِ في قبره، حين خُلُوِّه عن ماله وحِبِّه، فمن لم يُخْلِ قلبَه لله ساعةً من نهار، لِمَا احتوشَه من الهمومِ الدنيويّة وذوات الآصار؛ فلْيَعْلَم أنه ليس له ثَمَّ رابطة علويّة، ولا نصيبٌ من المحبة ولا المحبوبية، فلْيَبْكِ على نفسه، ولا يرضى منها إلا بنصيبٍ من قرب ربِّه وأُنْسِه.فإذا خَلَصَت لله تلك الساعةُ أمكنَ إيقاعُ الصلواتِ الخمس على نمطها من الحضور والخشوع، والهيبة للربِّ العظيم في السجود والركوع.
فلا ينبغي لنا أن نبخل على أنفسِنا في اليوم والليلة من أربعٍ وعشرين ساعة بساعةٍ واحدةٍ لله الواحد القهَّار،
نعبُدُه فيها حقَّ عبادته، ثم نجتهدُ على إيقاع الفرائض والتهجّد على ذلك النَّهْج في رعايته، وذلك طريقٌ لنا جميعًا ــ إن شاء الله تعالى ــ إلى النفوذ؛ فالفقيه إذا لم ينفُذْ في عِلْمه حصل، له الشطر الظاهر، وفاته الشطرُ الباطن؛ لاتصاف قلبه بالجمود، وبُعْدِه في العبادة والتلاوة عن لين القلوب والجلود، كما قال تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.

إلى أن قال -رحمه الله-:
وليكن شأنُ أحدنا اليوم: التعديل بين المصالح الدنيوية، والفضائل العلمية، والتوجُّهات القلبية، ولا يقنع أحدُنا بأحدِ هذه الثلاثة عن الآخَرَين، فيفوته المطلوب. ومتى اجتهد في التعديل فإنه إن شاء الله تعالى بقَدْر ما يحصِّل العبدُ جزءًا من أحدهم، حصَّل جزءًا من الآخر، ثم بالصبر على ذلك تجتمع الأجزاءُ المحصَّلة، فتصيرُ مرتبةً عاليةً عند النهاية إن شاء الله تعالى.

هذا وإن كنتم ــ أيّدكم الله تعالى ــ بذلك عالمين، لكنّ الذِّكْرى تنفعُ المؤمنين».

#عشر_ذي_الحجة
ما استطعت لا تجعل مشروعك في حياتك صداميا مع أحد من المسلمين، فإن لكل أحد حسناته وسيئاته، والانغلاق في قمقم مصارعة أحد يؤول بك إلى تصغير حسناته أو جحدها، وربما دفعتك الأحداث إلى الفجور في الخصومة، وهو من خصال النفاق ومواطن المأثم والمغرم.

كل المسلمين محل لدعوتك، تؤيد من أصاب في إصابته، وتصحح لمن أخطأ خطأه، بل والكفار أيضا هم محل لدعوتك، فإن الغرض دلالة الخلق على طريق الهدى والنجاة، وذودهم عن موارد الهلكة على اختلاف مشاربها.

ربما احتجت لصدام مؤقت مع بعض إخوانك، فاقدر له قدره، وزمانه ومكانه، مستحضرا رباط الإسلام الذي يجمعك بهم، منفذا ما أردت من خير بمشرط جراح ماهر، في أقصر زمن ممكن، ولا بأس ببعض التخدير إن أمكن، ثم لتكن العودة إلى مسلك خطاب الكل بالمحكمات، والدلالة على الهدى بلطف في مواطن الاشتباه.

أعداؤك هم أعداء الله ورسوله ﷺ، لا غيرهم، من لم يكن كذلك فخصومتك معه جزئية، لا يبلغ حاله أن يكون عدوك، ووصالك وهجرانك له بحسب ما هو أدعى وأقرب لهدايته وهداية غيره، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل.

إن كنت تحب المجالدة والإغلاظ، وترى ذلك أنسب لطبعك، فدونك أعداء الله ورسله المحاربين لدينه قد ماجت بهم الدنيا، ارصد من شئت منهم ممن تَقدر على كبت باطله، وممن اشتد خطره على الإسلام وأهله، فكن على باطله حربا، مستحضرا قصد إعلاء كلمة الله، لا علوك أنت، راجيا لهم ولغيرهم الهداية، ولله ورسوله ودينه النصرة، ولأعدائه الأبديين الخزي والهلكة، ذلك خير لك من تفريغ شحنتك في بعض إخوانك.

إن كنت لا تفقه سبيل الدعوة، ولا تعرف كيف تكون، فاسكت عن الإفساد، واشتغل بإصلاح نفسك، وكف شرك عن الناس، فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك.

اللهم اجعلنا سِلما لأوليائك، حربا على أعدائك.

«ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم»
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله:

"التحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء: أن يقال: مجموع العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من مجموع العشر الأواخر من رمضان ...".

وقال الإمام الغزالي رحمه الله: " الله سبحانه إذا أحبَّ عبدًا استعملَه في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال، وإذا مَقتَه استعملَه في الأوقات الفاضلة بسيّئ الأعمال، ليكون ذلك أوجَع في عقابه وأشدَّ لمقتِه؛ لحرمانِه بركةَ الوقت وانتهاكِه حرمةَ الوقت ".

وقد وافَتنا - والحمد لله- أيام عظيمة هي شامَة في جَبين العُمر، وغُرَّة في تاريخ الإسلام، وإنها لَفُرصةٌ عظيمة يستدرك فيها مَن قَصّر في رمضان أو فَرَّط، فإنَّ منزلة هذه العَشر الأوائل كتلك العشر الأواخر، في الخير والبركة ونزول الرحمات والعتق من النار، ولئن كانت ليلةُ القدر مغمورةً في ضمن الليالي العشر ومستورة فيها = فإنَّ يومَ عرفة معلوم ومعروف ومُعيَّن، فَطُوبَى لِمَن شَمَّر واجتَهَد وأرَى رَبَّه من نفسِه خيرا.

وإدراك الأزمان الفاضلة نعمة عظيمة تستوجب الشكر، والموفَّق من وفّقه الله فيها إلى حُسن العمل، وجدَّد فيها العهد مع الله.
محاضرةٌ عن أيّام العشر الأولى مِن ذي الحجّة وأعمالِها، شاملة نافعة، للفاضل الموفَّق الكريم محمّدٍ الأسطل، صانه الله وإخوانه.

https://www.youtube.com/watch?v=r0NP34FrNsQ
أم الناس العالق بالجسم واللباس.pdf
1.4 MB
نظامٌ في فنونِ البلاغةِ هنيءٌ مريءٌ، عقَد به شيخُنا الأديبُ محمّد فال بن عبد اللّطيف الدَّيمانيُّ ثمّ الأَبهُمِيُّ فصولَ موجز علم البلاغة للطّاهر بن عاشور.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
نُتف واضحية
أم الناس العالق بالجسم واللباس.pdf
اقتضى بعض الأفاضل أن يعقد لقاء لروايته، صبيحة الخميس أو عشيته ...

إن شاء الله.

فاقترحوا متى يناسبكم بالضبط، لنعمل على ذلك ...
نُتف واضحية
أم الناس العالق بالجسم واللباس.pdf
نجتمع ـ إن شاء الله ـ على روايتِه، ليلةَ الجمعة، عند العاشرة والنّصف، بتوقيتِ مكّةَ المكرَّمة.
•|  آلعبرةُ في صيام يوم عرَفة بالرّؤية أم بموقفِ الحجّاج؟  |•


أنشدني شيخي محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي لنفسِه:

أَرى التَّعريفَ مَوقِفَ يومِ تسعٍ
تَعلَّقَ بالزَّمانِ وبالمَكانِ

ومَن يَغضُضْ عن الحُجّاجِ طَرْفًا
ولم يَربِطْه إلّا بالزَّمانِ

وراعىٰ فيه رؤيةَ كلِّ قومٍ
وقاس على الصّلاةِ أو الأذانِ

أذكِّرُْهُ بفرقٍ واقعيٍّ
عليه أتىٰ لجَحْدَرَ شاهدانِ

(أليس اللّيلُ يَجمَعُ أمَّ عمرٍو
وإيّانا، فذاك لنا تَدانِي

نعمْ، وتَرى الهِلالَ كما أراهُ
ويعلوها النّهارُ كما عَلاني
)

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Forwarded from قناة / عبدالله القرني (عبدالله القرني)
الذين يكثرون من مطالعة الشبهات دون أن تكون عندهم بصيرة بما هو الحق في المسائل التي طرأت فيها تلك الشبهات يخشى عليهم أن تدخل عليهم إشكالات لا يجدون لها جوابا ، فيكون أقل ما يقعون فيه في بادئ أمرهم الحيرة والتباس الحق بالباطل ، هذا إذا لم تتخطفهم الشبهات فيصبحون من أصحابها والداعين إليها .

والواجب على المؤمن الحرص على ترسيخ اليقين في قلبه ومعرفة البراهين على أصول اعتقاده والسعي في تحقيق ما ينجيه عند لقاء ربه ، ثم إذا تحقق له ذلك وأمكنه أن يدفع الصائلين على دين الله فليشارك في جهادهم وإظهار بطلان شبهاتم حسب استطاعته ، وهو بذلك في أعلى الدرجات وأرفع المقامات ، وإن لم يمكنه كشف شبهاتهم والرد عليها فما كلفه الله فوق طاقته ، وليس له أن يسعى لتحصيل ربح قد يضيع معه رأس ماله .
نُتف واضحية
•|  آلعبرةُ في صيام يوم عرَفة بالرّؤية أم بموقفِ الحجّاج؟  |• أنشدني شيخي محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي لنفسِه: أَرى التَّعريفَ مَوقِفَ يومِ تسعٍ تَعلَّقَ بالزَّمانِ وبالمَكانِ ومَن يَغضُضْ عن الحُجّاجِ طَرْفًا ولم يَربِطْه إلّا بالزَّمانِ وراعىٰ…
•|  شرح مختَصر  |•

طلب منّي بعضُ الإخوةِ شرحَ القطعةِ الّتي أنشدْنا آنفًا، فهذا هو مختَصَرًا:

يقولُ الشّيخ:

- أعتقد أنّ التّعريفَ ـ نزولَ عرفةَ ـ في الموقفِ العظيم الّذي يكونُ في اليومِ التّاسعِ مِن ذي الحجّةِ، يتعلَّقُ بالزّمانِ، الّذي هو التّاسعُ، والمكانِ الّذي هو عرفةُ، فالمعوَّلُ عليه ما رآه أهلُ الموقفِ، فما عدّوه تاسعًا فهو التّاسع، وهو الّذي ينبغي صيامُه، والنّاسُ تَبَعٌ لهم فيه.

- ومَن ترَك مِن الفقهاءِ شأنَ أهلِ الموقفِ، فلم يبالِ بما رأَوه، ولم يراعِ في تعيينِ اليومِ التّاسعِ إلّا الزّمانَ.

- ثمّ ذهَب إلى أنّ لكلِّ قومٍ رؤيةً، وأنّه يجوزُ أن تختلفَ المطالعُ، وأن يكونَ بعضُ النّاسِ في اليومِ التّاسع، وبعضُهم في غيره. وقاسَ ذلك على اختلافِ الصّلواتِ والأذان باختلافِ البلادِ، وقال: إنّه كما يؤذِّن أهلُ كلُّ محلّةٍ، ويصلّون، بحسَبِ ما عندهم، ولا يصلّون بصلاةِ غيرِهم، ولا يؤذّنون بأذانِ غيرِهم، فكما لا يقتدون بأهلِ الموقفِ في في دخولِ الوقتِ، وفي الصّلاة، وفي الأذان، لا يقتدون بهم في تعيينِ اليومِ التّاسع.

- فمَن قال ذلك فإنّي أقولُ له: قد قِستَ مع الفارق، فإنّ الصّومَ ليس كالصّلاةِ. وأنصبُ له دليلًا واقعيًّا على أنّ اليومَ في الصّيامِ واحدٌ، لا يختلفُ باختلافِ المحالِّ، ولا يقاسُ على الصّلاة.

وهذا الفرقُ قد صيغ في بيتين مِن الشّعر ينشدهما المعلّمون شاهدين على بعضِ المسائلِ، وهما مِن كلمةٍ لجَحْدَرِ بنِ مالكٍ الحنفيِّ اللّصِّ، إذ حبَسه الحجّاجُ، وجعَل نجاتَه أن يسلم مِن الأسدِ الضّاري الجائع:

أليس اللّيلُ يجمعُ أمَّ عمرٍو ... البيتين.

وموضعُ الاستشهاد به أنّ جَحْدَرًا اكتفى مِن وصلِ حبيبتِه أمّ عمرٍو، ورضي منها، مع اختلافِ ما بينهما مِن البلادِ، بأنّه يشاركُها في ثلاثٍ: أنّه يجمعُ بينهما ليلٌ واحدٌ، ونهارٌ واحدٌ، ويطلُعُ عليهما هلالٌ واحدٌ ...، وجعَل ذلك غايةَ ما يلقاها فيه.

فنأخُذ مِن هذا دليلًا عن العربِ على أنْ لا اختلافَ في المطالع، وعلى أنّ ما قضى به الحَجِيجُ مِن أهلِ الموقفِ يلزمُ النّاسَ، لأنّ النّاسَ تبعٌ لهم في تلك الثّلاثِ: في دخولِ هلالِ الشّهر، وفي نهارِ عرَفة، وفي ليلِه، فلم يبقَ بعد ذلك مِن متمسَّكٍ يتمسّك به المخالفُ يخرُجُ به مِن حكمِ الاقتداءِ بأهل الموقفِ.

هذا المراد، والله أعلم.


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
•|  حصَل حُصُولًا  |•

ممّا يجري في اللّهجةِ الجزائريّة، قولُ أحدِهم: «حصَل الشَّوكُ في ثوبي»، يريدون أنّه عَلِق به الشَّوكُ، وبَقِي فيه، وثبَت، فلم يَنزِعْه ولم يتخلَّصْ منه. ومثلُه: «حصَلتْ يدي في الفَتحةِ، وأنا حاصلٌ في العملِ، وحصَلتْ فيَّ التُّهمةُ»، كلُّها علىٰ ذٰلك السَّنن، ويستعملون وزنَ المرّةِ يقولون: «حصَلتِ السّيّارةُ في الرَّملِ حَصْلةً شَيْنةً ...»، ومثلَ ذٰلك. وإذا أردوا التّعديةَ ضعَّفوا فقالوا: «حصَّلها فيَّ فلانٌ»، إذا جعَلها تحصُلُ فيك، وتثبُتُ عندك، وتَلصَق بك. وهي هٰكذا مِن الألفاظِ الدَّوّارةِ في لسانهم الشّائعةِ.

وهٰذا مِن فصيحِ العربيّة، وفي «العين»: «حَصَلَ الشّيءُ يحصُلُ حُصُولًا، أي: بَقِيَ وثَبَتَ وذَهَبَ ما سِواهُ، مِن حِسابٍ أو عَمَلٍ ونحوِه، فهو حاصلٌ، والتّحصيلُ: تمييزُ ما يَحصُلُ، والاسمُ: الحصيلةُ» انتهىٰ. وفي «مجمل اللّغة» لابن فارس: «وأصلُ التّحصيلِ: استخراجُ الذّهبِ مِن حجرِ المَعدِنِ، وفاعلُه محصِّلٌ».

وقد توارد الأيمّةُ علىٰ أنّ «التّحصيلَ» بمعنى التّمييزِ والكشفِ، وممّن ذكَر ذٰلك أيضًا الفرّاءُ، وأبو عبيدةَ، والباهليُّ، وذكَره المفسّرون. وجعَله ابنُ فارسٍ في «المقاييس» مِن معنى الجمعِ، وجعَل منه «حوصلةَ الطّائرِ»، ثمّ تردَّد فيه، وتبعه في معنى الجمعِ صاحبُ «الكشّاف».

والجزائريّون جرَوا في «التّحصيلِ» علىٰ قانونِ التّعديةِ، كما أعلمتُك، فسَلَكوا وجهًا، و«التّحصيلُ» الّذي هو تمييزُ ما يحصُلُ ليس منه ببعيدٍ.

ومِن صروفِ هٰذا اللّفظِ عند العرَبِ: «حاصلُ الشّيءِ ومحصولُه: بقيّتُه»، كما في «الصّحاح» عن «الدّيوان»، وهو الّذي يتكلَّم النّاسُ به اليومَ إذ يقولون: «محصولُ الزّراعة»، و«حاصلُ المالِ»، وهو الباقي بعد الحساب.

وتكلّمت العربُ بـ«المَحاصِلِ» أيضًا، فإمّا أنّه جمعُ «محصولٍ» حُذِف منه تخفيفًا، كما قالوا: مِعْراجٌ ومَعارِجُ، والقياسُ: محاصيلُ ومَعاريجُ، وإمّا أنّه جمعُ «مِحصَلٍ»، للآلةِ، فهو قياسٌ.

❏ ومِن شواهدِ العربيّةِ علىٰ «حصَل»:

- قولُ عثمان بن عفّان رضي الله عنه: «هٰذا شهرُ زكاتِكم، فمَن كان عليه دَينٌ فليُؤَدِّ دَينَه، حتّىٰ تَحصُلَ أموالُكم فتُؤدُّون منها الزّكاةَ»، أخرجه مالكٌ في «الموطّإ».

- وقولُ بَشامة بن الغدير، يذمُّ أخوّةَ أهلِ زمانِه، وكلمتُه في «المفضَّليّات»:
أم هل تَرَون اليومَ مِن أحدٍ
حصَلتْ حَصاةُ أخٍ له يُرعي


الحَصاةُ: العقلُ والرّزانة، والإرعاءُ: الإبقاءُ والمحافظةُ، يعني أنّ الإخوانَ ذٰلك اليومَ لم تبقَ لهم رزانةٌ ولا عقلٌ يحافظون بها علىٰ مَن يؤاخون، قد ذهَبت حصاتُهم مع ما ذهَب عنهم مِن خصالِ المروءةِ.

- وقال الحُطَيئةُ:
حتّىٰ إذا حصَل الأمو
رُ وصار للحَسَبِ المَصايِرْ

أنشأتَ تطلُبُ ما تَغَيْـ
ـيَرَ بعدما نَشِبَ الأظافِرْ


كأنّ المعنىٰ: ثبَتت الأمورُ، ووجَبت أحكامُها.

❏ ومِن «حَصَّل» المضعَّفِ:

- قولُ اللهِ: ﴿وحُصِّل ما في الصُّدور﴾، أي مُيِّز وبيِّن، هٰكذا فسَّروه، وعن ابنِ عبّاسٍ: «أُبرِز»، وهو أثرٌ عن التّمييز. وقد يفسَّر بجُمِع، وهو لازمٌ أيضًا.

- وما في حديثِ أبي سعيدٍ الخدريّ المتَّفقِ عليه: «بعَث عليُّ بنُ أبي طالبٍ إلىٰ رسولِ الله ﷺ مِن اليمنِ بذُهَيبةٍ في أديمٍ مقروظٍ لم تُحَصَّل مِن تُرابِها، فقسَمها بين أربعةِ نفرٍ» [البخاريّ (4351) ومسلم (1064)].

- وقال أبو طالبٍ في قصيدتِه المشهورة في السِّيَر:
فإن حُصِّلت أشرافُ عبدِ منافِها
ففي هاشمٍ أشرافُها وقديمُها

- وقال ذو الرُّمّة يخاطب صَيدَحَ ناقتَه يمدحُ بلالَ بنَ أبي بُردة:
تُناخي عند خيرِ فتًى يَمانٍ
إذا النَّكْباءُ ناوحت الشَّمالا

ندًى وتكرُّمًا ولُبابَ لُبٍّ
إذا الأشياءُ حَصَّلت الرِّجالا


قال الباهليُّ: «حصّلت: ميّزت الشّريفَ مِن الوضيع».

❏ ومِن: «المحاصل»:

- قول المخبَّل، في «الاختيارين»:
ويومُ أبي يكسومَ والنّاسُ حُضَّرٌ
علىٰ حَلَبانٍ إذ تَقَضَّىٰ مَحاصِلُه


قال الأخفش الأصغر: «تقضّىٰ مَحاصلُه: ما يُجمَعُ منه» انتهىٰ.

- وقال لبيدٌ:
وكلُّ امرئٍ يومًا سيعلمُ سعيَه
إذا حُصِّلت عند الإلٰهِ الحصائلُ


هٰكذا أنشده في «العين»، وتبعه أهلُ اللّغة، و«الحصائلُ» علىٰ هٰذا: جمعُ حَصِيلةٍ، وفي الدّيوان: «إذا كُشِّفت»، وهو تفسيرٌ، وفيه: «المَحاصِلُ».

- وقال الفرزدق:
ولا شيءَ شرٌّ مِن شريرةِ خائنٍ
يجيءُ بها يومَ ابتلاءِ المَحاصِلِ


* * *

وإذا ميَّزتَ هٰذا، نظَرتَ في استعمالِنا له، نعبِّرُ به عن معنىٰ وجودِ الشّيءِ، ووقوعِه، وإصابتِه، ونقولُ: «حصَل علىٰ كذا، وحصَّله، وهو الحاصلُ»، أي: ظَفِر به، وجمَعه، وهو الجامعُ، و«حصَل بينهم كذا» أي وقَع. وكأنّ هٰذا أثرٌ عمّا تقدَّم، لأنّ الشّيءَ إذا بقي عندك فقد ظَفِرتَ به وأحرزتَه، ولأنّك لا تميِّزُه عن غيرِه حتّىٰ تجمعَه إليك، والوقوعُ كأنّه الثّبوتُ، وهو يكونُ بمعنى البقاء.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Live stream started
Live stream finished (1 hour)
أم الناس
نُتف واضحية
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
أدعية مقترحة

غدًا يوم عرفة، أفضل موسم للدعاء على مدار العام بالنص النبوي، وأدعية عرفة مرفوعة مسموعة، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة من بعد الظهر حتى غروب الشمس، فيمكن أن تدعو بما يتيسر لك خاصة بين العصر والمغرب.

وفي هذا الملف المرفق عددٌ جيدٌ من الأدعية اجتهدت أن تكون شاملةً لأغلب حوائج الإنسان من أمر دينه ودنياه، ويمكنك أن تستعين بها، وكنت قد نشرتها غير مرةٍ من قبل وأعيد نشرها الآن لمناسبة حلول يوم عرفة.

فأحسن سؤال الله والافتقار بين يديه وأسأل الله أن يفتح لك ما انغلق وييسر لك ما تعسر ويفتح لك من خزائن فضله فتحًا لا إغلاق بعده.
قال تعالى:"أمن يجيب المضطر إذا دعاه"
فهذان وصفان يقتضيان الإجابة إذا اجتمعا: الاضطرار، والدعاء.

فكم من مسلم مضطر يتأخر كشف ضره بغفلته عن الدعاء أصلاً، أو عن تصحيحه إخلاصاً لله وتأدباً معه فيه بما يحب.

ومن أهم آدابه: التضرع والخشوع، ومن أكبر ما يبعث عليه: الرغبة أو الطمع فيه أو الرهبة والخوف منه، ولذا أمر الله تعالى الداعي أن يستصحب ذلك فقال سبحانه: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية"، قال تعالى:"وادعوه خوفاً وطمعاً"، ووصف بذلك خير الداعين الذين استجاب لهم فقال: "إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين".

والخشوع والتضرع والخوف والرهبة من آثار شهود عظمة الرب تعالى وكماله وجلاله، والرغبة والطمع والرجاء من آثار شهود جلاله، ويتضمن ذلك أنه تعالى مالك النفع والضر وبيده العطاء والمنع، وإليه مرجع الأمور، ولذا كان تقديم الثناء على الله تعالى بين يدي الدعاء من أهم آدابه المفضية لاستجابته، لإعانته على هذا الاستحضار، وكذا الدعاء في الصلاة ولاسيما حال السجود، وبعد قراءة القرآن العظيم والذكر.
فالدعاء يحتاج إلى استعداد قلبي بهذه الأمور التي تجعل العبد في حال تستنزل الإجابة وربما قوي الاستعداد حتى تسبق الإجابة النطق بالسؤال.


وهذا الاستعداد من أهم العمل الصالح الذي يرفع الدعاء
قال تعالى: "إليه يصعد الكلمُ الطيب، والعملُ الصالح يرفعه"
من الكلم الطيب: الدعاء.
قال وهب بن منبه:"مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتَر"
ومن أهم مقتضيات إجابة الدعاء: السلامة من موانعها.
ومجمع موانع الدعاء: الاعتداء فيه، وصوره كثيرة.
أغلظها ما يتعلق بالمدعو: كعدم إخلاص الدعاء له؛ بالشرك كبيره وصغيره، جليه وخفيه.
ومنها ما يتعلق بحال الداعي: كالغفلة، وعدم الحضور والخشوع والتضرع.
ومنها ما يتعلق بمضمون الدعاء نفسه: كالدعاء بما لا يليق، وهذا يقتضي فقهاً في الدين وتعلماً، فإن الداعي قد يأثم بدل أن يؤجر.
بعض الأدعية تكون إجابتها شراً على صاحبها، فإن الدعاء سلاح قوي فليحذر الداعي أن يستعمله فيما يضر به نفسه ومن يحب، ومن لا يجوز إلحاق الضرر به
***
قال الإمام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: "كم من عبد دعا دعاءً غيرَ مباح، فقُضيت حاجتُه في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة"
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (2: 214)
وقال: "قد يغلب على أحدهم ما يجده من حب أو بغض لأشخاص؛ فيدعو لأقوام وعلى أقوام بما لا يصلح، فيستجاب له، ويستحق العقوبة على ذلك الدعاء"
الاقتضاء (2: 220)
https://t.me/arrewayahalthkafh