نُتف واضحية
2.77K subscribers
33 photos
13 videos
20 files
377 links
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
Download Telegram
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك.

اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وأكرمنا، وبارك لنا، وسدّدنا، وعافنا، وأرشدنا، وارزقنا، وانفعنا، واجبرنا، وارفعنا.

يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم صلّ على محمّد، وعلى آل محمّد، وسلّم تسليما، وزده تشريفا وتكريما.

نُتف واضحية
نُتف واضحية
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك. اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وأكرمنا، وبارك لنا، وسدّدنا، وعافنا، وأرشدنا، وارزقنا، وانفعنا، واجبرنا،…
•|  تهانئ  |•

كلَّ عامٍ أنتم بخير، أحبَّتَنا في الله، عيدكم مباركٌ سعيدٌ، تقبّل الله منّا ومنكم الدّعوات، والصّالحات، وحقّق لنا ولكم الأمنيّات، ولا لقيتم إلّا مسرّاتٍ ومبرّات.

بالبَسَماتِ البادِيَهْ
وبالتّحايا الشّادِيَهْ

وبرَكاتِ ربِّنا
رائحةً وغادِيَهْ

أَشهَدُ عيدي ناضِرًا
مبتهجًا فؤادِيَهْ

ورحمةٍ عميمةٍ
لذي هَواي فادِيَهْ

قد نصَرتْ وليَّهُ
ودمَّرتْ أعاديَهْ

وكان عيدُه ندًى
يسقي له صوادِيَهْ

بنَفَحاتٍ وجدًى
يَملأُ منها واديَهْ

قد شَمِلتْه ريحُها
في حضَرٍ وبادِيَهْ

وذُلِّلتْ قُطوفُها
تخُصُّه منادِيَهْ

عيدٌ سعيدٌ طيِّبٌ
يرُدُّ عنّا العادِيَه


- جوابًا لقولِ الفاضل محمّد بن طوق المرّيّ:

رسالتي أبعثها
لِساكِنِي فُؤادِيَهْ

إليكمُ تهنئتي
يسبقها وِدادِيَهْ

لا زالت النُّعْمى عليـ (م)
ـكمْ حلوةً مُواتِيَهْ

ودمتمُ في رَغَدٍ
يَكسُوه ثوبُ العافِيَهْ


- وأجابها الفاضل أحمد بن مجدي قطب فقال:

يا حبّذا تهنئةٌ
بالبرَكات هامِيَهْ

وافتْ بعيدٍ فوفَتْ
ونِعمَت البُشرى هِيَهْ

تُثبِتُ في قلبِ الفتى
من الودادِ صافِيَهْ

مُنعِشةً لرُوحِهِ
ولِلعناءِ نافِيَهْ

يا ربِّ حقِّق الرَّجا
وزِدْ نعيمًا راجِيَهْ


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Forwarded from بوارق من الكتاب (خبيب الواضحي)
قول الله سبحانه: ﴿ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضُهم بتابعٍ قبلةَ بعضٍ ...﴾

❏ فيه: أنّ مِن شأنِ النّفوسِ التّشبُّثَ بما تعتقدُ، والتّحيُّزَ لما سَبَق إليها، ولا تتركَه لما عليه غيرُها، ولو بُيِّنت معالمُه، وانبسطت حُجَجُه، وسَلِمتْ مآخذُه، وذلك لأنّ في النّفوسِ حبَّ العلوِّ، وكراهةَ التّواضع.

❏ وفيه أنّ العلمَ قد يكونُ غيرَ نافعٍ صاحبَه، فيُؤتَى المرءُ الكتابَ، ثمّ يتّخذه وراءَه ظهريًّا، وإنّ في الكتابِ للحكمَ السَّديد، والرّأيَ الرّشيد.

❏ وفيه أنّ الثّباتَ على الرّأيِ إنّما يوجبُ المذمّةَ إذا كان في معارَضةِ الآياتِ، وجحْد الحجج البيّنات، وتقليدِ الآباء والأجداد، والأخذ بالكبرياء والعناد، فأمّا إذا كان قائمًا على أساسِ الدّليلِ، جاريًا بمقتضى التّحرّي والنَّظر، أو كان بقاءً على أصل السّلامة، وتوقّيًا لشَيمِ كلّ بارق، وتصديق كلّ شارق، واتّباع كلّ ناعق، دهَشًا بالجديد، وملالًا مِن التّليد، فإنّه يكونُ ممدوحًا، فمِن أجلِ ذلك وجَب على صاحبِ الحقِّ الّذي حقَّق براهينَه، وكان منه على بيِّنةٍ مِن ربِّه، أن يكونَ ثابتًا عليه، مستيقنًا به قلبُه، ساكنةً له نفسُه، ولا ينقلبَ ولا يرتاب، وموضعُ ذلك مِن الآيةِ أن جعَل ربُّنا مِن خبَر نبيِّه أنّه لا يأتي منه أن يتبعَ قبلةَ أهل الكتاب، وقال له في مواضع: ﴿قل إنّي على بيّنة مِن ربّي وكذّبتم به﴾، ﴿اعملوا على مكانتكم إنّا عاملون وانتظروا إنّا منتظرون﴾.

❏ ويخلصُ منه أيضًا أنّ الرّجلَ إذْ يجزمُ بما عنده، ويستيقنُه، ويوسعُ له قلبَه، ويصونه، ولا يسامحُ فيه، يمكنه أن يخاطِبَ مَن يخالفُه، ويعاملَه بمقتضى المساكنة والمعايشة، وأنّه لا يلزمُ مِن اعتقادِ الحقِّ أن يُبغى به على الخلقِ، ويُجعَل الحقُّ غرَضًا للخصوماتِ، بل هو أنفسُ مِن ذلك، يُصانُ، وتعرفُ له كرامتُه. ويؤخذ هذا مِن الآيةِ مِن موضعين:

- مِن قولِه: ﴿ولئن أتيتَ الّذين أوتوا الكتاب بكلِّ آيةٍ﴾، وهو يقضي بمداخلتهم ومناقشتهم وحوارهم ومجادلتهم، أشدَّ المجادلة.

- ومِن قولِه: ﴿وما أنت بتابعٍ قبلتهم﴾، فإنّ تركَ اتّباعها لا يكونُ مدحًا للتّارِكِ إلّا إذا كان يجدُ السّبيلَ إلى اتّباعِها، ولا سبيلَ إلى اتّباعِها إلّا بدعوةِ أهلِها إليها، وقيامهم بها، وذلك إذا داناهم، فإذا وجَد أسبابَها ثمّ ترك اتّباعَها فهو الجازمُ بما عنده الممدوح، وأمّا مَن تركها لأنّه انفرد بنفسِه، ولم يخالطْ، فهذا لا يمدحُ بتركها، والله أعلم.

❏ وفيه أيضًا أنّ أهلَ الباطلِ لا يتّفقون، بل لا يزالون مختلفين، يغلِّطُ بعضُهم بعضًا، ويتولَّى بعضُهم عن بعضٍ، وذلك دأبهم الّذي وصفهم الله به: ﴿ولا يزالون مختلفين إلّا مَن رحم ربُّك﴾.

والله أعلم.

= من القديم.
•|  عظةُ والدٍ مشفق  |•

أبياتٌ وقعتْ لي، ينشدها كلُّ والدٍ مشفقٍ على ولدِه، حَدِبٍ عليه، نقلتُها مِن مخطوطةٍ، يقولُ فيها عبد الحميد بن أحمد بن عبد الصّمد عظةً لابنه العميد أبي القاسم:

بنيِّ، كنتُ ابنَ خمسٍ حين مات أبي
مضَيَّعًا غيرَ ذي جاهٍ وذي نَشَبِ

فاللهُ علَّمني واللهُ أدَّبني
ونلتُ ما نلتُه بالفضلِ والأدَبِ

أتعبتُ نفسيَ في الآدابِ أطلُبُها
فراحتي هٰذه مِن ذٰلك التَّعَبِ

وأنت فِلْذةُ كَبْدي، ليس غيرُك لي
فاجهَد كما جَهَدت نفسي لتَلحَقَ بي

لك الفراغُ وأسبابٌ مهيَّأةٌ
فحَصِّل العلمَ، لا تَركَن إلىٰ لَعِبِ

فإنّما الفضلُ جاهٌ غيرُ منتقِصٍ
للمرءِ والعلمُ مالٌ غيرُ مُستَلَبِ

ماذا تقولُ إذا قصَّرتَ عن عُصَبٍ
ليسوا ذوي حسَبٍ فينا ولا نَسَبِ

ألستَ تأنَفُ إن سادوك في شرفٍ
ولستَ تَسخَطُ إن فاقوك في الرُّتَبِ

فاغضَبْ لنفسِك عن ذلٍّ ومنقصةٍ
واصرفْ إلى العلمِ كلَّ الحرصِ والطَّلَبِ

فبلَّغ اللهُ نفسي فيك مُنيَتَها
وكنتَ بعدي كما قد كنتُ بعد أبي


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
قضية متعلقة بمراتب الكتب..
.
.
يُسأل شيوخ العلم في العادة عن مراتب الكتب الدرسية والمتون العلمية، فيجيبون بما يتهيأ في المعرفة أحيانا وبما يحضر في الخاطر أحيانا، ولما كانت العادة ترتيب الكتب في ثلاث مراتب: مختصرات ومتوسطات ومطولات، فإن كثيرا ممن يجيب في هذه المسألة ينظر إلى أحجام الكتب فيجعل ذلك معيارا. ويثعجِله السائل عن النظر في أسباب الترتيب الأخرى مما هو أهم في التقدير وأولى بالتقديم.
.
والكتب لا ترتب بأحجامها، وإنما بضروبها، فرب كتاب مختصر الحجم، مقتضب العبارة، هو الغاية في بابه، ورب كتاب آخر كثير الأجزاء، أوجب طولَه بسطُ العبارة لا كثرة المسائل، وإسهاب الشرح والتمثيل لا تنوع الصور والقضايا. فإن الكلام كما قال الخليل رحمه الله: يبسط ليفهم، ويوجز ليحفظ. ثم إن لأهل كل زمان عوائد في العبارة والشرح والتفهيم يختلف معها الكتاب طولا واختصارا، فيوصل بالكتاب الطويل المعاصر إلى الكتاب المختصر المتقدم.
.
والقصد أنه لا ينبغي للمسؤول أن يستعجل الإجابة مع العلم، ولا أن يجيب-أصلا!-مع الجهل، فإن ترتيب التحصيل للطالبين محجة أو مزلة، ودلالتهم على الأوفق لهم والأبلغ بهم نصيحة أو خيانة. نسأل الله العظيم أن يجعلنا منارات هدى لا محارات هوى. والله الموفق.
.
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما.

اللهم لا يخز أهلنا وأنت ربهم.

اللهم لا يخزوا بتخلينا عنهم، إنك أنت الولي النصير.

اللهم أنج المستضعين من أهل غزة وأكناف بيت المقدس، وأفرغ على المجاهدين صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم.
•|  الغوص على الحقائق  |•

العالمُ الحاذقُ: «مَن لم يَرضَ مِن المعرفةِ بظاهرِ السِّمةِ دون البحثِ عن باطنِ العِلّةِ، ولم يَقنَعْ في الأمرِ بأوائلِ البرهانِ، حتّىٰ يَستشهِدَ لها دلائلَ الامتحان».

الخطّابيُّ في «بيان إعجاز القرآن» (ص: 25، ط المعارف).

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
•|  تعهّد المصنّف  |•

شيخنا محمّد بن محمّد عبد الله بن محمّد المامي اليعقوبيُّ، حفظه الله، ممّن بسَط اللهُ له الرِّزقَ في النَّظمِ العلميّ، جودةً، وسرعةً، وكثرةً، وهو مع ذلك لا يخرج نظمًا، ولا يرتضيه، ولا يرفعُ عنه اليدَ، إلّا بعد كثيرٍ مِن التّأمّل والتّعهّد والمراجعة والمطالعة، تلك عادتُه الّتي بلغتْني عنه قبل أن أعرفه، والّتي شهدتْها بعد اتّصالي به الاتّصالَ الخاصّ، ومداخلتي له المداخلةَ الشّديدة، وفاوضته مرّةً بعضَ ما نظَم، وطال منّا له التّعهُّدُ والتّصحيحُ والتّنقيحُ، فقال لي عفوًا منه: «أهمُّ شيءٍ في تصنيفِ الكتبِ هو التّنقيحُ، والمراجعةُ بعدَ المراجعةِ بعدَ المراجعةِ، هذا قطعًا هو أهمُّ شيءٍ».

ولا ريبَ في صدقِ ما قال، وأنّه ينزعُ بمعنى النّصيحةِ للعلم، ولأهلِه، وللنّفسِ، وشيوخُنا الموريتانيّون يُنشِدون في هذا ما عقَده العلويُّ في «طلعةِ الأنوار»، يذكر شيئًا مِن أدب التّصنيفِ الّذي قرَّره المحدّثون:

ويُكرَهُ التّصنيفُ مِن مقصِّرِ
كذاك إبرازُ سِوى المُحرَّرِ


وحرَّكتْني كلمةُ الشّيخِ أن ارتجلتُ له هذه المزدوِجات مناغيًا:

أجلُّ ما يَلزَمُه المصنِّفُ
تدقيقُه وأن تجودَ الصُّحُفُ

وأن يكونَ دائمَ المراجَعهْ
تلوَ المراجعةِ والمطالَعهْ

ينصحُ للأنامِ في ما خاطا
ويصلحُ الأوهامَ والأغلاطا


•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
•|  حكاية المذاهب الكثيرة  |•

حكايةُ الأقوالِ في المسائلِ تحتاجُ إلىٰ كثيرٍ مِن التّريُّثِ، والتّأمُّلِ، والتّفكيرِ، وملاحظةِ مخارجِ المذاهبِ، واعتبارِ أدلّتِها، وصحّةِ نقلِها، ليحسُنَ فيها الانتخابُ، ثمّ الاعتبارُ، ثمّ بناءُ المعاني ...

والأصلُ أن يحكيَ المرءُ ما يذهبُ هو إليه، ممّا قام دليلُه عنده، واتّضح نقلُه، وصحَّت وِجهتُه، وسَلِم مِن المعارِضِ، فهو الّذي يشُقُّ به طريقَ العلم، ويذهبُ في الدَّلالةِ عليه، والاستدلالِ به. وأمّا غيرُ ذٰلك مِن الأقوالِ فإذا قرُب أمرُه، ولاحتْ عليه أماراتُ الاستقامةِ، أو كثُر قائلُوه وانتشَر، ولو لم يكن مِن البيِّن في النَّظَر ... فحكايتُه لها وجهٌ. وأمّا الأقوالُ المتهافتةُ الّتي لا تستندُ إلىٰ شيءٍ، ولا خِطامَ لها ولا زِمامَ، وإنّما تُحشىٰ بها الأوعيةُ حشوًا، ويَلغىٰ بها القاصرون لَغوًا، وحقُّها الإخمالُ والإهمالُ ... فالاحتفالُ بها مِن الأمراضِ المستعصية!

وقد عُلِم أنّ خلافَ العقلاءِ قليلٌ، وأنّ عامّةَ ما كثَّر المذاهبَ ونهَج السُّبُلَ المتضاربةَ هو نقصُ النَّظرِ، والوهمُ، والتّعويلُ علىٰ ما ليس معوَّلًا، وقد فحُش ذٰلك اليومَ جدًّا، وانتهىٰ إلىٰ شيءٍ لو تابعه المتابعُ لَأَفسَد بهجةَ العلمِ، وأَذهَب محيّاه، وضيَّع أكبرَ حظِّه منه، ولا يرضىٰ بذٰلك رجلٌ يمحِّصُ الكلمةَ قبل أن يلقيَها، ويعنيه أن يكونَ صحيحَ النّظر، مستقيمَ النَّهج.

فإن يقل قائلٌ: قد يكونُ القولُ عندك علىٰ ما تصفُ، ويكون له وجهٌ مِن العلمِ خفي عليك، ولم يذهَب إليه الذّاهبُ إلّا وهو قويٌّ عنده، وله عليه الشّواهدُ! فتركُك له نقصٌ في النّصيحة، يفوت به استتمامُ النّظر.

فقل له: وهٰذا مِن الوهمِ أيضًا. ليس مِن شرطِ العالمِ أن لا يعزُبَ عنه مثقالُ ذرّةٍ، وأن يطّلعَ علىٰ ما ليس له به علمٌ، ولا ذٰلك في طَوقِه. وإنّما شرطُه أن يبلغَ الجهدَ في ما يحاولُ، ويعملَ علىٰ مبلغِ فهمِه، وأن لا يكونَ مرتابًا يلتفتُ إلىٰ كلِّ نداءٍ، ويعارضُ يقينَه البرقُ الخُلَّبُ! والعاقلُ يقولُ:

وما كلُّ برقٍ لاح لي يستفزّني
ولا كلُّ مَن لاقيتُ أرضاه مُنعِما


فإن يكن القولُ عند صاحبِه علىٰ ما وصَفتَ فليقلْ به، وليتَّسع له، ولا يلزمُ مَن لم يرَ فيه ما رأىٰ صاحبُه أن يتركَ يقينَه لمحتمَلٍ عنده موهومٍ.

وأمرُ الاختلافِ قد استَشرَى استشراءً عجيبًا، حتّىٰ إنّه يكادُ يكونُ كلُّ شيءٍ مختلَفًا فيه، ومتى استَروَح النّاشئُ لذٰلك، وأخَذ به، وشرَح له صدرًا، وجعَل تعويلَه في التّلقّي عليه، لم يَذهَب في بناءِ المعرفةِ مذهبًا، ولم يرُم فيها نظرًا، ولم يجاوز في علمِه مَقامَ الجَدَل إلىٰ مَقامِ العملِ، والعلمُ إنّما يرادُ به ما بعده مِن وجوهِ الإصلاحِ، والفلاحِ، يميزُها، ويقفُ عليها، فإذا شغَلتْ ذا العلمِ هٰذه الأمورُ فلم يتخلَّصْ مِن تحصيلِه وتحريرِه فأنّىٰ يعملُ به ويقيم عليه شأنَ الدّين والدُّنيا؟!

وشواهدُ ما ذكَرنا مِن كلامِ الأيمّةِ وتصرُّفهم كثير، وحسبُنا الدَّلالةُ.

والله أعلم.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
لا تجد إنسانا أسرف في صرف طاقة البغض والعداء والبراء والمجالدة الكامنة عنده تجاه طائفة من المسلمين إلا وجدت قِبالها خفوتا وسكونا وغموضا لديه في صرفها تجاه الكافرين، وهم أولى وأحق بها وأهلها، ثم تجد التبريرات جاهزة لديه تنظيرا، لكن واقعه العملي في النهاية: مهادن للكافرين، هجّام على بعض المسلمين.

ولا تجد إنسانا أسرف في صرفها على أمر دنيوي، أو قضية تافهة، إلا وجدت النقص عنده في صرفها على أمر الدين، وعلى إحقاق الحق والقيام به.

ولا تجد إنسانا يزعم أنه لا يبغض أحدا مطلقا، ولا يعادي أحدا مطلقا، إلا علمت أنه دعيٌّ كاذب، أو ناقص البشرية بل الحيوانية، ملحق بعالَم الجمادات.

لا بد من حب وبغض، وولاء وبراء، ومسالمة ومحاربة، ففتش في نفسك عن جهاتها، لمَن؟ وعلام؟ ولماذا؟ وإلى متى؟ وكيف؟

«كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»
دعامة المصرف.pdf
483.6 KB
اقتضى نشرَها بعضُ الأصحاب، نفع الله بها وبارك لمَن قرأها وحفظها وسعى فيها. آمين.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

نُتف واضحية
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
وهذه حكايةٌ، أنشدها بعض الأصحاب الخِيَرة، تولّاه الله.
‏من أقوال الحكماء
‏[ كن مع الحق بالصدق
‏ومع الخلق بالإنصاف
‏ومع النفس بالقهر
‏ومع الكبير بالخدمة
‏ومع الصغير بالشفقة
‏ومع الصديق بالنصيحة
‏ومع العدو بالحلم
‏ومع العالم بالتواضع
‏ومع الجاهل بالصمت
. تم]
فنون في تلقي العلم وحفظه وتحصيله.
الطوفان لم يكن جريمة ولا كارثة، بل الجريمة والكارثة هي خذلان الطوفان وأهله، من قبل الطوفان ومن بعد الطوفان، وهذا الخذلان هو السبب في استحرار القتل في المسلمين في مدة متقاربة، وإلا فالعدو لم يكن مسالما، بل كان يجمع ويرصد ويحارب ويحاصر ويقتل ويأسر منذ عشرات السنين، وعلى هذا قامت دولته اللقيطة، وبه وبالخيانات والجبن والخذلان استمرت وصمدت حتى تهيأت لمثل هذا التسلط والإجرام، أفلَمَّا كشف الأبطال ظهر العدو، وفجَّروا خراريجه ودماميله النجسة ليرى النائمون الغافلون قبح ما تحتها من وسخ، وخطر ما تجمع وراءها من قيح وقذر صاروا هم المجرمين!

أيصير الصامد في وجه عدوه، الصارخ بأمّته لتصحو من نومها مجرما، ويصير النائم والداعي للنوم هو الحكيم! إن كانوا -بحسب زعمكم- هاجموا العدو ولمّا يُعدُّوا له، فالعدو قابع في دياركم ماكر بكم وبأهلكم وبمستقبل أولادكم وأحفادكم، عابث بدينكم ودمائكم وكرامتكم ودنياكم وأموالكم منذ عشرات السنين، فأين إعدادكم أنتم ومن توالونهم له؟

يا قومنا، من كان صادقا مشفقا في العزم والنصح فليوجه سهامه للعدو ولأوليائه من العرب والعجم، ثم للخاذلين لأهل الطوفان، أما هم فحريٌّ بنا إن لم نكن معهم في الساحات، أن نتوارى خجلا من حالنا، ثم نشكرهم ونقبِّل رؤوسهم وأيديهم على بذلهم وصبرهم وقيامهم بالحق نيابة عنا في وجه عدو خسيس، وعالَم ظالم متناقض متغطرس!

«ولينصرن الله مَن ينصره، إن الله لقوي عزيز»
«فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون»
Forwarded from نبع العلوم
نصيحة:
اتّخاذُ المسلم وِردًا مِن الأذكار والأدعية يداوم عليه أَنفعُ له مِن تنقّله بين أذكارٍ وأدعية مِن غير مُواظَبَةٍ عليها، قال الشيخ #أحمد_زروق الفاسي المالكي في وظيفته المسمّاة: #سفينة_النجا لمن إلى الله التجا:
"وينبغي للإنسان أن يكون له ذِكر واحد مع الصلاة عليه ﷺ يُطلِق لسانَه فيهما، فإنّ الحافِر في مَحَلٍّ واحِدٍ قد يعثر على الماء، بخلاف مَن يُكثِر الحفائر ولا يُنهِيها".

وقال -رحمه الله- فيمَن خَلَط، وأكثر على نفسه مِن الأوراد ثم فرّط، ولم يُعطِ كلّ وِردٍ حَقّه:
"ومن خَلَط في طريقته لم ينتفع بنفسه، ومن كَثّر عَدَدَ الأذكار والعبادات -غير ما صحّ في السُّنَّة- بَعُد عليه الفَتح؛ لأنّه كمَن يُرِيد حَفرَ بئرٍ يُرِيد ماءها ويَحفِر في كلّ مَوضِعٍ شِبرًا".

قال #ابن_القيم رحمه الله في #مدارج_السالكين:
"ومن تَجرِيبات السالِكين التي جَرَّبُوها فأَلفَوها صحيحةً: أنّ مَن أَدمَنَ قَولَ: يا حَيُّ يا قَيُّوم! لا إله إلا أنت؛ أورثه ذلك حَياةَ القَلبِ والعَقلِ.
وكان شيخ الإسلام #ابن_تيمية -قَدّس اللهُ رُوحَه- شَدِيدَ اللَّهَج بها جِدًّا، وقال لي يومًا: لهذين الاسمين -وهما: الحيّ القيّوم- تَأثِيرٌ عظيمٌ في حياة القلب.
وكان يُشِير إلى أنّهما الاسم الأعظم، وسمعتُه يقول: مَن واظَب على أربعين مَرّةً كلّ يومٍ بين سُنّةِ الفجر وصلاة الفجر: يا حَيّ يا قيّوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث؛ حَصَلَت له حَياةُ القلب، ولم يَمُت قَلبُه".

وقال أيضًا:
"وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: مَن واظَب على: يا حَيُّ يا قَيّوم، لا إله إلا أنت، كلّ يومٍ، بين سُنَّةِ الفجر وصلاة الفجر، أربعين مَرّةً؛ أَحيا اللهُ بها قَلبَه".

وممّن رُوي عنهم ملازمتهم لهذا الذكر شيخ الصالحية #أبوعمر_ابن_قدامة أخو الموفّق الأكبر، ذكره عنه #ابن_رجب في #ذيل_طبقات_الحنابلة، فلعلّه كان مستفيضًا بين حنابلة الصالحية فأخذه عنهم شيخُ الإسلام ابن تيمية.

‏فمَن أخذ بأخذهم، وتدرّج في تكثير أوراده وأذكاره صارَت له قُوّةً لجِسمه، وحياةً لرُوحه، ومتى تركها أحسّ بالوهن والضعف، قال ابن القيم -رحمه الله- في #الوابل_الصيب:
"وحضرتُ شيخَ الإسلام ابن تيمية مرّةً، صلّى الفجر، ثم جَلس يذكر الله تعالى إلى قَرِيبٍ مِن انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غَدوَتي، ولو لم أتغدَّ هذا الغَداء لَسَقَطَت قُوَّتي، أو كلامًا قريبًا من هذا".

#علم_السلوك
#نبع_السالكين

نبع | http://t.me/nbao_n7
صلوا على رسول الله..
.
.
أخرج الشيخان عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَةٌ ‌يُظِلُّهُمُ ‌اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».

صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار وصحابة الأبرار ومن تبعهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

فيه أن الجزاء من جنس العمل، فإن هؤلاء السبعة نالوا أجر الإظلال يوم القيامة بأعمالهم التي اشتملت على معنى يناسب ما في إظلال الله إياهم من دفع حرّ القيامة وكربها عنهم، ومن تشريف قدرهم والتنويه بأمرهم، فأما دفع حرّ القيامة عنهم فهو جزاء ما دفعوا من حرارة القلب الناشئة عن طلب الشهوة واللذة والسلطان والجاه، فإن لهذه الأمور في قلب العبد حرارة يعلمها من ابتلي بشيء منها، كما يبتلى السلطان بحرارة التجبّر وداعي القهر والبطش، وكما يبتلى الشاب بحرارة اللهو واللعب وداعي الانغماس في الشهوات والملذات: حلالها وحرامها، فجزاهم الله عن ذلك بدفع حرّ اليوم الأعظم وعطشه عنهم تحقيقا لإحسانه إلى المحسنين، وحفظه أجر العاملين. وأما تشريفهم والتنويه بأمرهم فهو جزاء حبسهم أنفسهم عن جواذب الذكر في الدنيا، ومجاهدتهم لها عن إجابة داعي الرياء والسمعة، كما حبس المتصدق نفسه عن تعريف صدقته، وكما حبس الذاكر نفسه عن إظهار خشوعه، فكان من جزاء إخلاصهما العمل لله وصونهما أنفسهما عن أن يكون لها حظ في سعيهما أن ظللهما الله تحت فسطاط التشريف والتعريف على رؤوس الخلائق في يوم يوفى فيه العاملون أعمالهم والصادقون أجورهم، نسأل الله أن يجعلنا منهم ويحشرنا في زمرتهم.