نفحات من الشعر الشعبي
3.25K subscribers
177 photos
5 videos
38 files
72 links
نفحات من الشعر الشعبي اليمني / أصالة الكلمة وجودة التعبير ورقي المكان /ألوان تراثية، وأهازيج شعبية، وموروث عريق نجدد حضوره وننقل جديده

للتواصل
@Sh3r_yemenibot
Download Telegram
نفحات من الشعر الشعبي (10)
الشاعر محمد ناصر صبر العنسي
مجلة اقلام عربية
اكتوبر 2019م العدد 36
بقلم وليد المصري



يتميز الشعر الشعبي بلغته البسيطة الدارجة وبتلقائيته غير المتكلفة وسلاسة ألفاظه ووضوح معانيه دون أي تعقيد، محققاً بذلك رقما قياسيا لدى جمهور الأدب، ويعد من أشهر ضروب الشعر وأقربها إلى النفوس، ويمتاز أيضاً برموزه ورواده عبر مراحل الزمن المتعاقبة.

رموز  وأعلام الشعر الشعبي اليمني

برزت أسماء كثيرة منذ القدم في مجال الشعر الشعبي بجميع ألوانه وفنونه وفي هذه النفحة نختار أحد هذه الأسماء؛ ولا أجد تقديما أو تعريفا لشاعر موضوعنا هذا  أجمل مما كتبه الأديب والشاعر أ.د. عبدالعزيز المقالح في مقدمته لديوان الشاعر والمؤرخة في 1989م

الشاعر محمد ناصر صبر العنسي

من قلب الريف ومن عنس القبيلة الباسلة والمشهورة بشعرائها وشاعراتها
أيضاً؛ خرج محمد ناصر العنسي ليكون في البداية صوت قبيلته قبل أن يتسع وعيه ويحاول أن يكون صوت شعبه بكل قبائله وبكل همومه وطموحاته.
ولد في قرية مرام اسبيل عام 1917م وفي مكتب القريه تعلم الشاعر محمد ناصر صبر العنسي في طفولته مايتعلمه المحظوظون أمثاله من أبناء القرى, وفي شبابه المبكر شده بريق الغربة فهاجر إلى السودان , وفي مهجره تفتح وعيه على العصر والناس , ولكن أحاسيسه الوطنيه جعلته يتساءل إلى متى الغربه؟
وقد اختار الشاعر مدينة تعز مكاناَ للإقامة.
بعد إعلان الجمهوريه العربيه اليمنيه بدأ الشعر الشعبي يعزف أغاني البطوله وكان الشاعر/ محمد ناصر صبر العنسي واحداَ من شعراء الثورة الذين حملوا صوت البشارة واستنطقوا الوجدان الشعبي في قصائدهم المواكبة للتغيير والواقفة في وجه القوى المعادية، وقد عرفته الجماهير في تعز من خلال قصائده الثائرة ,فأطلقت عليه لقب (شاعر الثورة)....
ومنذ قيام الثوره المجيدة وهو يتغنى بأمجاد سبتمبر....
وهذه إشارات عابرة وتعريف موجز بالديوان وبصاحب الديوان وخلاصة القول أن بعض قصائده تقدم رؤية فنية متجسدة في شكل فني شعبي أصيل .

إصدارات الشاعر

صدر للشاعر
.ديوان شامل موسوم بـ ديوان العنسي ويحتوي على ديوان السيل والزبد وديوان قصائد للوطن
.ديوان براكين ثورية
.قصائد متعدده انتشرت في أوساط جمهور الشعر ومتذوقيه عبر تسجيلات الكوماني التاريخية وبصوت مجموعة من رموز الفن الشعبي ابرزهم الشاعر عبدالعزيز القعشمي.
منحه المشير عبدالله السلال لقب شاعر الثورة عبر وثيقة موجهه لمحافظ لواء تعز آنذاك الشيخ /صالح بن ناجي الرويشان والذي بدوره حرر وثيقة وأرسلها للشاعر بهذا الخصوص.
كتب عنه وعن إبداعاته مجموعة من الأدباء في مقالات صحفية ومنشورات وبحوث مختصة بالأدب الشعبي

وقد وافته المنية بتاريخ 2مارس 1992م رحمة الله تغشاه



نماذج من قصائده

ديوان الشاعر بديع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. واختيار نماذج معينة ليس بالأمر السهل كون ما يحتويه الديوان من الشعر الشعبي بجميع خصائصه الموضوعية والفنية فرائد جزال وكلمات تلامس شغاف القلب. والمتأمل لكل قصائد الديوان سيجد أن الشاعر  عاش قضايا المجتمع العامة وأولاها اهتماما كبيرا وتحدث عنها بكل تفاصيلها ببراعة وإتقان.. وسأختار بإيجاز أبيات محدودة من بعض الصفحات

(الأدب والورع)

قال ابن الاعنوس ناموس النفوس القناعه
والموعظه والحكم
والتأنيه والتمسك بالأدب والشجاعه
والصبر عند الألم
وميزة الشعب في الطاعه وحب الوراعه
والعفو قبل الندم
وفي الزراعه وتعليم الحرف والصناعه
والتحليه بالقيم
ذي ما يراعي ولا يرعى حقوق الجماعه
يصبح وجوده عدم
يامن زرعتم حقول المنزله والجراعه
قيتان من ذي حكم
الرعويه والعمل في الارض ضد المجاعه
يقيك من كل هم
ياشعب ياذي بمجهودك شرخت اليراعه
واسويت منها قلم
تكونت من برايتها حروف الطباعه
والساريه والعلم

(المدرسة تصنع الطيار والدكتور)
وهو يتحدث عن ثورة 26سبتمبر

قال ابن ناصر جميع الناس في راحه
من بعدما الشعب جمهر واعلن الدستور
خرج من السجن يتمشى على الساحه
من بعدما كان في زنزانته محصور
ثورة بنا صادقه في شمس وضاحه
واوضاعنا مستقره طاب عهد النور
نصنع ونزرع وريح المجد نفاحه
مادام جد اليماني تبع المشهور
نستبدل القات بليمونه وتفاحه
ووادي الجنتين والمسك والكافور
يا صاحبي لا تظن الجد ممزاحه
ولا تصدق كلام التائه المغرور
ماوجدت النعمة الا بعد مصياحه
احنا وذي كان في حلق اليمن شنظور
قد الذهب في سواعد كل فلاحه
وبيتها منتزه والمانيه بلور
واولادها كالنجوم الزهر لماحه
يتلالأوا والصبايا من بنات الحور
والعلم مجان بسم الله مفتاحه
والمدرسه تصنع الطيار والدكتور
والعقل ما ينضج الا بعد لقاحه
ياشعب علم عيالك ماانتشي مخسور


(الوحدة)

قال اليمن كم صبر صبري وطال انتظاري
حتى لقيت الفرج
وحدة ودولة يمانيه توحد شعاري
ومن هرج له هرج
غنى ترابي من الفرحة ورنت حجاري
والنور من كل فج
بعد التشرذم بمقداري صنعت اعتباري
راقت جميع المهج
والشعب هلل وكبر وانتظم في مداري
حتى انصهر واندمج
في بعض
ه البعض متوحد على الدرب جاري
نحو الحقيقة نهج
يحمي ربوعه  من  انياب الوحوش الضواري
وفي يديه الحجج

(بدي من الرزق بعضه والشرف كله)

يا مستجيب الدعاء ياغافر  الزله
اسدل حجابك على الناموس الانساني
أما من الرزق كُثره مثلما قله
يانفس لا تطمعي  رزق الطمع فاني
مآحد من اهل الغنى با يسلم العله
ولا ولد له بمليونه عمر ثاني
بدي من الرزق بعضه والشرف كله
بصون عرضي تصان اعراض جيراني
اسلك طريق التقى في الحل والرحله
تحيا وعينك قريره بين الاجفاني
والحر لا يصحب الا الحر ذي مثله
وعشرة الحر تبقى طول الازماني
نفحات من الشعر الشعبي11

الشعر هو لغة العاطفة وموسيقى الغناء وهو أيضاً غناء الروح، وكل هذا يؤكد على توأمة الشعر والغناء وارتباطهما ببعض، لأن كل واحد منهما يستدعي الآخر في تناغم الكلمة باللحن وفي كل المواقف المتداخلة بينهما..
وفي هذه النفحة سنتحدث عن شاعر جمع بينهما بأسلوب راق ومشاعر صادقة وصوت عذب

الشاعر عبدالعزيز علي القعشمي

-من مواليد عام 1950م في مديرية الحدأ محافظة ذمار(1)، وقبيلة الحدأ من أشهر القبائل اليمنية عراقة وأصالة، وهي موطن للأدب والشعر ومنها خرج الأديب العربي الكبير الأستاذ عبدالله البردوني.

-من رموز وأعلام الشعر الشعبي اليمني.
-كان عضو الهيئة الاستشارية العليا لجمعية شعراء اليمن الشعبيين.
-له مشاركات متعددة في فعاليات أدبية وثقافية في مناسبات وطنية بثها التلفزيون اليمني.
-كان أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في محافظة ذمار.
-كان فنانا رائعا، يملك موهبة صوتية متفردة أجاد من خلالها التغني بقصائده الشعبية الهادفة التي كان يتشوق لها جمهور الشعر، ويستعذب غناءها، وغنى ايضاً لرموز الشعر الشعبي في ذلك الوقت امثال محمد ناصر صبر، ومحمد الهروجي، وحسين القاضي وغيرهم. وكان يتفاعل مع كل الشعراء ويشجع المواهب الصاعدة
-زادت شهرته بسبب صدق ما ينقله للسامع، فكان الجمهور يعايش القصيدة، ويتعايش معها وهي مغناه بصوته؛ كأنها بلسان كل مواطن يمني، فيشعر المستمع أنها كتبت له ومن أجله، وعبرت عنه.
-أكثر القصائد انتشاراً وخلودا إلى حاضرنا اليوم وباقية للمستقبل كانت التي تعبر عن القيم الإنسانية وصون العلاقات ونبذ الخلافات ومحاربة العادات الدخيلة على المجتمع.
وقد كان لتسجيلات الكوماني التاريخية دور كبير في إيصال صوت الشاعر وقصائده هو وغيره كثير من المبدعين لجمهور الشعر من خلال الإصدارات الفنية المتواصلة، ولازالت هذه الإصدارات محفوظة لليوم حسب تسلسلها وأرقامها التي تأرشفت بها، وتمتلك تسجيلات الكوماني أرشيفا متكاملا لكل القصائد التي تغنى بها رموز الفن وأبرزهم الشاعر القعشمي وغيره وهي محفوظة حتى اليوم وتولي التسجيلات هذا الجانب اهتماما خاصا بإشراف مباشر من الأستاذ محمد أحمد صلاح الكوماني.

وقد وافت الشاعر القعشمي المنية في 27 /7 / 2003 م



نماذج من قصائد الشاعر القعشمي

أغلب القصائد التي كتبها الشاعر كانت معانيها تحلق في سماء الوطن ترسم معاني الاحتفال بثورة سبتمر وأكتوبر ونوفمبر

( ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه )

بمناسبة حلول العيد الرابع والعشرين لثورة 26 سبتمبر الخالدة .


أنشدت ذا القول وأنا أقول في مطلعه
من فكر لا يمكن الماده تغير طباعه

حيا بتسعه وتسعه وأربعه وأربعه
سته وعشرين ذي نور بلادي شعاعه

ما أعظم اليوم هذا وأجمله وأروعه
فيه أنتصر شعبنا الباسل بقوة ذراعه

فيه أشرق النور والظالم لقي مصرعه
على أيدي أبطال سبتمبر رموز الشجاعه

الى ان يقول في وصاياه التي تحدثت عنها القصيدة وهو يخاطب ابن اليمن

الاوله شق درب الحرية وإجزعه
وواقع الشعب في شتى المجالات راعه

والثانية ناصر التوحيد وإتوقعه
في ظل ميثاق مابش فرد يغلب جماعه

والثانية صون حقلك وأحرثه وأزرعه
وإحمه بلادك وشجع منتجات الصناعه

لا تعتمد شي على غيرك وتتضرعه
خل إعتمادك على نفسك تنال المناعه

ذي ما معه حق حق الناس ما ينفعه
إلا جهوده ومحصوله ولذة متاعه


مارد الثورة(2)
وفي نفس المناسبة وفي العيد الثاني عشر يقول :-

شَامخْ نُقمْ رحَّبْ بستمبر وبارك وافتخر
وكل قمة في بلادي رحبت ترحيب حار

باليوم ذي فيه استجاب الشعب لاحكام القدر
واعلن بدوره مارد مارد الثوره وفجرها بنار

حطم عروش الظلم والطغيانْ عدوان البشر
وكسر القيد المزمجر واشرقت شمس النهار

لله در الفكر ذي دبر وخطط وانتصر
وعاد للإنسان مجده بعد طول الانتظار

بلادي بلادي ياطموحي وغايتي(3)
قصيدة القاها الشاعر في مهرجان بمحافظة ذمار عام 1985م نختار منها

لعين السعيدة سعد قلبي وراحتي
اردد نشيد الشعر واطعم حلاوته

بلادي بلادي ياطموحي وغايتي
وآمال قلب القلب واسعد سعادته

لش الوعد مني والقسم ياحبيبتي
ومن ها هنا الجمهور يطرح شهادته

بإنك مفاهيمي وديني وملتي
اشاء الدهر والا واجهتني قساوته

يا أرض بلقيس
قصيدة في احدى المناسبات الوطنية في عام 1985م نختار منها

ياوحدة الشعب يالساني الناطق
ياكل حبي وآمالي واخلاقي

يا أرض بلقيس عاشق تربتك عاشق
يا منيت النفس يا قلبي ومعلاقي

انتي ضميري ومجرى دمي الرائق
وانتي حياتي مماتي مصدر ارزاقي


القصائد التي وصلتنا عبر عدة مصادر للشاعر كثيرة ومتعددة وجميعها دلت الدلالة الواضحة على رقي فكر الشاعر واهتمامه بالقضايا العامة للمجتمع والإنسان اليمني وعايشها بما جادت به قريحته بشعور صادق ورؤية صائبة لكل ما عبر عنه ونقله بأبياته الرائعة.
له في المساجلات مجال واسع يسع لعدة دواوين وكذلك الزوامل وأيضاً القصائد المتنوعة في أغراضها ومجموعة من الأهازيج الشعبية وكلها قد تجتمع في دواوين. و
كم نتمنى أن نجد هذه الأعمال منشورة ومدونه بكتاب يضم جزءا من مسيرته الأدبية الحافلة بالعطاء.

الهوامش
ــــــــــــــــ
1- قصائد وبيانات خاصة بالشاعر وافانا بها ابن أخيه الأستاذ علي صالح القعشمي رئيس جمعية شعراء اليمن الشعبيين- ذمار
2-من كتاب الزامل في الحرب والمناسبات لـ صالح أحمد الحارثي -مطبعة الكاتب العربي.دمشق 1990م

3-من كتاب واحة الحدأ الجزء الثاني لـ عبدالرحمن محمد البخيتي صنعاء 2016م
???????????????
من ديوان الشاعر الكبير احمد عبده بيضان


??????????????




همسي وشعري والبياضة والقلم
تسأل عن الصحبه وكيف أحوالها

في وقت خلى النذل من فوق القمم
والمرجله صارت لغير أبطالها

واهل الفسالة صاروا اصحاب القيم
واهل القيم مايملكوا مثقالها

والجود صابح رمز معدوم الكرم
واهل الكرامة نقصوا مكيالها

حتى الجمايل والمروة والشيم
صارت لقب للإسم ذي ماهولها

والمعرفة للشيخ ذي مثل الصنم
ذي مابيعرف عمها من خالها

والصدق كلمة من نطقها متهم
والكذب كلمة يمدحوا من قالها

وأصبح طويل القوم يتسمى قزم
والناقة العرجاء عصت جمالها

والنعجة اليوم أصبحت تيس الغنم
ترقص الراعي على موالها

ياصاحبي راجع حسابك والرقم
حرك مفاتيحك وفك أقفالها

شوف الرجوله تاج راسك والعلم
ماهي رجوله لا اخفقت بفعالها

والقبيله محراب عرشك والحرم
فوتح عليها لا انتهوا عقالها

والجود هو دارك وعزك والعشم
لا غاب غابت جبهتك من شالها

والصدق مصباح القبيلي والهرم
لا ضاع ضاعت هيبتك وإجلالها

إسلك طريق المرجله وادعس لغم
واترك طريق المنذله لنذالها

الكفو دايم لا سرج خيله عزم
تجي له الصولات والا جالها

إن قال للخيل اعزمي قالت نعم
وان قال ردي تستمع خيالها

والناس مثل الناس من لحمة ودم
ماحد يقايسها بحسب أشكالها

أهل الجمايل يصنعوها من عدم
واهل الفساله هي تحب أمثالها

واصحاب تشفي جرح قلبك والألم
واصحاب جرحك ماخطر في بالها

الكبر يطرح صاحبه تحت القدم
لاجاته الجودة ولاهو نالها

ومن تواضع عاش عمره محترم
وله مكانه كالقمم وأطوالها

وسلعة الدلال لا فيها عثم
عيوبها ترجع على دلالها

واطماع بقعاء ليست الشيء الأهم
ومن عشقها تجوره بااحمالها

كرامتك عزك وعدلك والحكم
أغلى من الدنيا وكل أموالها

وإعرف بأن الله يقهر من ظلم
والناس تتجازى بقدر أعمالها
"والرابعة" لاتُفَرِّط في الصَّحَب
======== احْذَر خُصُوْمَة رِفَاقَك والصِحَاب
فَمُعْظَم النار مِن أصْغَر لَهَب
======== ورُب أمْرَاض يجلبها الذُباب
والمُسْتَرِيْح مَن غُلِبْ لا مَن غَلَب
======== وَمَن صَبَرْ حِيْن يِشْتَد العِتَاب
كان الجُدُوْد في صَحَبْهُم والنَسَب
======== يُوْفُوا ولَو هو على قَطْع الرِقَاب
مَن قال يصْدُق وَمَن عاهَد وثَب
======== يُوْفِي بِعَهدَه ووَجْهَه مايِخَاب
واليوم قالوا قد الوَقْت انقلب
======== جَتْنَا وجِيْه هي فِدَا وجْه الغُرَاب
مَن أوْعَد أخْلَف وَمَن حَدَّث كَذَب
======== وَمَن تِعَهَّد نَكَث عَهْدَه وخَاب

شاعر الثورة صالح احمد سحلول رحمة الله عليه
من قصيدة ( مراحل العمر )
مطهر الإرياني.. مثل سيلاً عرماً في شاعريته الغنية

> عبدالباري طاهر



مطهر علي الإرياني..إنسان محض وعالم كامل ،عندما يجتمع العلم والمثل العليا،والقدوة الحسنة فذلكم نموذج الإنسان المحض،والعالم الكامل.. في شاعر مبدع وعالم آثاري..ومؤرخ من ألمع المؤرخين..وفقيه لغوي .

ومختص في المسند الحميري.. خبير في الفلك ومواسم الزراعة وجغرافية اليمن وتراثها وتاريخها وآدابها العربية والقديمة،ولهجاتها وعاداتها وتقاليد تراثها الحضاري.. إن هذه المعرفة الموسوعية تتضافر بصورة داهشة مع مسلك أنموذجي في التواضع والسلوك مما يؤكد عمق المعرفة،وحصافة العالم، إن تنوع وتعدد منابع وروافد معارف مطهر قد مثل سيلاً عرماً في شاعريته الغنية عن ثقافته الواسعة واطلاعه العميق وخبرته المؤزرة بعاطفة صادقة وإخلاص جم.
كشاعر

أتقن شروط قصيدة العمود، وألم إلماماً واسعاً بالأدب الشعبي:المواويل والمهاجل والزوامل والدان والزجل والموشح والبالة والحميني،ورث تقاليد وقيم القصيدة الشعبية ككنز من الوجدان الشعبي الحي والطازج ،

وامتلأت مشاعره بهذا اللون من فاكهة الإبداع الشعبي ـ ومكنه اتقان اللهجات الشعبية والقيم والتقاليد الضاربة الجذور في عمق التربة اليمنية الثرية والفواحة بعبق التاريخ والحياة.تمتزج فيه روح الشاعر ووعي عميق بالتراث العربي اليمني وحس عميق بالحياة الشعبية والعادات والتقاليد والأتراح والأفراح ومواسم الزراعة ومهاجل الحصاد والرقصات الشعبية،

والأغاني العامية والفصيحة الملحونة «الحميني» وأوزانها ومفرداتها وتراكيبها فيقدم تجديداً ابداعياً في القصيدة العامية والأغنية الشعبية بألوان زاهية من الصور والأخيلة والنغم المعبأ بالحزن والناضح بالفرح والحياة.

إن الغوص عميقاً في حياة الناس العاديين وإدراك سر موروثهم الإنساني والقدرة الفائقة على التعبير الابداعي عن هذه الروح الممتدة في التاريخ آلاف السنين هو ماجعل من أغاني مطهر الإرياني زاداً يومياً ولحظياً للفلاح في الحقل والراعية في الوادي ،والمسافر ،ونشيد الأعراس وزامل المحارب ،

وسلاحاً بيد المقاومة الوطنية في مقارعة الاستعمار والاستبداد،كانت وظلت تعويذة العروسة في زفتها الزاهية وموالاً لعمال البحار للهاربين من الفناء في أزمنة الطاعون والهلاك الجماعي في ساعة لاتعرف الشاطئ وليس لهاسارية.


والليلة البال بالنسمة السارية
هبت من الشرق فيها نفحة الكاذية
فيها شذى البن فيها الهمسة الحانية
والليلة العيد وأنا من بلادي بعيد
مافي فؤادي لطوفان الأسى من مزيد
قلبي بوادي بنا وابين ووادي زبيد
هايم وجسمي أسير الغربة القاسية


غنى للحب والبن،عشق قران الثريا،وبشر حارس البن بطيب الجنى،غنى للطيور،وغنى للشجر،وغنى للحياة والحب والجمال راشفاً رحيقاً عذيب اللمى.


غنى لغصن القنا،للصبايا يردن مع الوادي وادي بنا.


تتوحد في شعره الغنائي الأشجار وخصوبة الأرض،تتفجر فيه الينابيع الطبيعية وقلب الزراع والعشاق وخفر العذارى طالباً الأمان. رتل آيات حزن الوداع وحول مطر عيونه سيولاً تسقي الوديان وتغمر الأرض وتنبت الأكل ولن يبكي أحد من العشاق مثله!


متوسلاً إلى الطيور أن تنوح معه:
يا خل بعدك أنا شبكي وشلقى الويل
ياأحباب ياأحباب لاجاكم مطر بالليل
لاتحسبونه مطر هو دمع عيني سيل
ياعين جودي بدمعك واسقي الوديان


غنى المطهر للمواسم غنى للسهول وأوبت معه الجبال والطير،وردد صدى أغانيه الليل والنهار،سما بالوطن حد العشق فمواسم الزراعة ومواسم الحصاد وأقران الكواكب تكتسي معنىً حياتياً وإيحاءات بشرية لها رائحة الأنوثة وجنون الاشتهاء ويتحول موسم الزراعة إلى عرس كوني تسير في موكبه الحور والنبيون والأفلاك والملائكة في زفة الهلال إلى عروسه الثريا.ومطهر المتبتل بالتراب المسكون

بحب الوطن الناسك في محراب الأرض العاشق حد الوله والعبادة.
من سلف الأرض حبه تمنحه من وفاها مقضى ومكسب وريع
منابت الأرض خصبة من غرسها جناها والأرض نعم الوديع
ماتعرف الأرض كذبة أو تخيب رجاها من حبها ما يضيع
إنه العالم بأسرار كنوز الأرض؛ بخيراتها وعطائها وحبها وفيوضها.


يعلم مطهر الإرياني أن جن سليمان الذين يأتون بعرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه هم الزراع الموشون بأناملهم رؤوس الجبال الرواسي لإبداع قوافي المدرجات وآيات المحافد وإعجاز المصانع والقلاع والسدود والنحت والتماثيل.


فمطهر الإرياني العارف بمواسم الزراعة والمطلع على أسرار المحاتم والمجدد في الاغنية الشعبية،الخبير الماهر بأوزانها وقوافيها ونغمها وتراكيبها قد أضاف إليها كمجدد أخيلة عصرية وتراكيب وصوراً شعرية استمدها من موهبته كشاعر كبير ومن التجربة الشعربة الحديثة التي يمتلكها في بناء قصيدته الأقرب للحداثة:


يابلادي.. نجم الظما حل والزرع بثوب النضير الرطيب
النباتات غضة العود لاتقوى على قيضه البخيل الجديب
إنها الآن ظامئات على أوراقها الخصر مسحة من شحوب
مثل صبيان الريف يذوون أطفالاً كما في حياتهم من نضوب


إن أشعارالإرياني
تمثل ملاحم ابداعية لاتقل روعة وغنى عن ملاحم «هوميروس» الأوديسة والألياذة وإن كانت ملاحم الإرياني لاتمجد الحرب والانتفاخ بالبطولات الزائفة ولكنها تمجد الزراع وتؤله الإبداع وتناجي بابتهال وحب حراثة الأرض والذود عن الأوطان.والإرياني كوارث حضارة وتراث وابداع وتاريخ يتمثل الإبداع الشعبي ابتداءً من المزاح وابن فليته وابن شرف الدين والقارة والعنسي والآنسي الأب والابن والقمندان ،ويجدد حكم ابن زايد وابن منصور وابو عامر والشبثي،وعندما تهدد الذئاب العاوية "الأمل الواعد"في الثورة والحرية يعزف المبدع نشيد الإنشاد:

فوق الجبل حيث وكر النسر فوق الجبل
واقف بطل محتزم للنصر واقف بطل
يزرع قبل في صميم الصخر يزرع قبل
يحرس أمل شعب فوق القمة العالية


ليس هناك شاعر يمني قد احتفى بالزراع مثله،وليست اليمن إلا هؤلاء الفلاحين بناة الحضارة وبناة الخير،فابن الإرياني يرصد حياة الفلاحين :قيمهم وعاداتهم،ووديانها ومهاجلهم والرقصات الشعبية، وأغاني القحط والمطر والبذار والسلق ، والحصاد، ومختلف أوقات العمل،والبكور،وأغاني الغربة،وشجن الفلاحات ويسجل ديوان «فوق الجبل» روائع من الشعر المسرحي وحواريات رفيعة الإبداع والصدق الجمالي والفني والموضوعي ، إن أشعار «فوق الجبل» تمجيد ــ أي تمجيد لقيم العمل والجمال والحب والحياة،وقيم الوطنية والذود عن الكرامة والمثل:


ياالله رضاك يامعين للصبح ماقال واصل
إلا انطلق للعمل باني وفلاح وعامل
مانسمع إلا المطارق أو هدير المعامل
وفي الحقول والجبال تسمع صرير المعاول
لكل عامل وباني اليوم تحلى الأغاني


وعندما بدأت «رياح» أحداث اغسطس المشؤومة تلوح نذرها غانى الإنسان الحكيم:
ياقافلة بين امسهول وامجبال
الله معش حامي وحارس
ياقافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس
ياقافلة صفي صفوف الرجال
واستنفري كل الفوارس
قولي لهم عاد الخطر مايزال
لاتأمنوا شر الدسايس


ولعل هذه الرائعة اصدق وأعمق تعبير عن روح الشعب والحقيقة الثورية التي غامت في عيون كثير من القيادات السياسية والحزبية ضيقة الأفق ومحدودة الرؤية،فالقصيدة على فنيتها وقيمتها الجمالية تعتبر بالقدر نفسه بياناً ــ ثورياً ـ لايزال يمثل صدق النبوءة واستشراف الآفاق المستقبلية،وعظمة هذا البيان الابداعي إنه مايزال يمثل حتى اليوم رؤية عميقة أكثر وهجاً وصدقاً عن تحليلات أحزابنا الغارقة في اليوم،والبعيدة عن الهجس بالآتي أو التطلع إليه.
هيا شباب أتوحدوا للنضال
وانسوا خلافات المسامر
وبعد نيل النصر تصبح حلال
كل الموارد والمصادر
كلين وفكره ينصره بالمقال
ولو يراشق بالمحابر
وشعره سجل حافل وأمين للهجات اليمنية، وللمفردات العامية ذات الجذر الحميري والفصيح،وقد أكسبه عمق معرفته بخط المسند وبفقه اللغة،إضافة إلى الانغماس في حياة الريف من تصوير حياة القرية بإعجاب وحب شديدين.
استيقظ الكون كني به
تململ وجمع لما تمطى قواه
ياالله رضاك يامعين استيقظ
الريف وأسرع يطلب من الله رضاه


فهو كفلاح ينغمس في الحياة الريفية ويصور تفاصيل حياة زراع الحياة والثمار والخيرات ،يهب معهم إلى الحقل ويعايش تفاصيل عملهم في النهار وقلقهم الدائم من تأخر المطر وفرحتهم العارمة بانبجاس انوار الفجر،يعشق الطبيعة،وهو مؤمن عميق الإيمان،فهو يرى في الصبح وأنواره وابتسام الطبيعة وتمايل النسايم وابتسام الزهور شاهد صنع الإله العظيم.
من يشهد الكائنات في الفجر
يبصر ويسمع بديع صنع الإله
يشاهد اليقظة الكبرى مع
الفجر تصنع ليوم حادث رؤاه


وقد تملى الشاعر مهاجل الفلاحين وحكم الزراع ،وأعاد صياغتها لتصبح أغاني لكل اليمنيين،وقد خلدها في ألحان تثري الوجدان وتغمر المشاعر.وتوقظ الضمائر وتملؤها زهواً وفرحاً إنسانياً سامقاً.
بلادنا ياسهول
اتوسعي للمعاول
بلادنا ياحقول
اتموجي بالسنابل
يادايم الخير دايم
على الجبال والتهايم
شنت عليها الغمائم
بالجود رايح وغادي


وتقديس مطهر للفلاح واهب الحياة ومحيي الأرض بعد موتها ومجدد دورتها الدموية ليس مصدره تأملاً أو قراءة أو تثاقفاً ،فالشاعر قد انغمس إلى مافوق الأذن ومهر في تطريز الأرض بالسلام كمهارته في تدبيج القصيد، ورسم الصور الشعرية المعبأة بنسائم الحب وأشواق النماء ، ويقين الانتصار.
نيسان والنجم الأحمر والثريا ومبكر
وفي الخريف التعب فالخير مازال ينظر


لقد غدت أناشيد المبدع مطهر الإرياني أهازيج شعبية يرتلها الصغار والكبار في اليمن كلها ،ومثلت هذه الأناشيد الثورية سلاح المدافعين عن الثورة،ووجداناً عميقاً للمؤمنين بالتغيير ،ووعياً بانتصار الحرية والعدل.


ويزاوج ابن الارياني بين مواسم الزراعة ومواسم الكفاح الوطني، وانتصار الإنسان على الجدب ومقاومة الاعشاب الضارة،يتمازج مع إرادة واحدة تتوج في النهاية بانتصار الإرادة الخيرة على قوى الشر في المجتمع كانتصارها على القحط والأوبئة والجراد:
واليوم والعلان بالخير قادم
نسأل الله لطفه والسلايم
أن يصرف الآفات والضر دايم
لاابتلاءا بآفة في الخواتم
الله يكفينا البرد وال
عواصف
أو مخمن وطايف أو مثمر
في المجارد والعسال رب لاطف
وكشفه كل كاشف ربنا استر
والبن في الوديان ظفر بعد ما ازهر
بعد حين يصبح أحمر في عقوده
وإذا كانت مقاومة الفلاح ضد قوى الطبيعة:الآفات والكوارث غير مفصومة عن كفاحه ضد الآفات البشرية والطغيان والقهر فإن حبه أيضاً كل لايتجزأ.
يتخذ الشاعر الحب عقيدة ، فيغمر حبه الأرض والإنسان ،ويفيض حبه على اليمن سهولاً وجبالاً وودياناً،والحب مصدر من مصادر الإبداع والإلهام وقد ربطه الحب برباط مع الناس والحياة والأتراح والأفراح.
جينا نحييكم ونسمر معاكم
أسعد الله مساكم ياجماعة
يالله بانسمر سوى في حماكم
ليت واحنا معاكم كل ساعة
وتمثل قصائد مغناة سبا وملحمة الريف،وهيا نغني للمواسم ،تمثل مسرحاً شعرياً راقياً لم يكتب له أن يرى خشبة المسرح، وقد غنى بعض منه ولكن تحويله إلى خشبة المسرح هو الأهم ،وسيمثل مادة ثقافية وأدبية وفنية للتلفزيون.


إن تجلي قيم العامل والفلاح والبحار والجندي ــ حارس البن ـ ليست ترفاً إبداعياً ولا موقفاً تأملياً ولاتقمصاً واهناً ـ لعيشة الفلاح ما أحلاها ـ وإنما هي ممارسة واقعية لفلاح حقيقي خبر حراثة الأرض،وترويض المدرجات ومكابدة المعايشة الواقعية للنزاع منذ البذار وحتى الحصاد ،وهو إلى جانب ذلك موقف اخلاقي،وانتماء فكري،ترفده الممارسة اليومية والالتزام السياسي،وقاموس الشاعر قاموس الحياة اليمنية بالمعنى الواسع للحكمة.

لقد ربط المفردة «العامية» بجذرها الحضاري اليمني وسندها الحميري وميز بينها وبين المفردة ذات البيئة المالحة ،القاسية،فالمفردة عنده شاهدة ازدهار الفن المعماري والبناء الهندسي المتطور ومعطى من معطيات الخصب الزراعي والتطور التجاري ،والبنيان المعرفي.

والقارئ لقصائد الشاعر يدرك التجديد في القصيدة العامية ،والحفاظ على تقاليدها في الوزن والعروض وتخليد المفردة«الحميرية» التي أهملتها المعاجم العربية التي حصلت من البداوة والتبدي سندها الوحيد وشرعيتها الاحتجاجية.

اللافت أن عمق معارف الإرياني لم تشكل عائقاً أو عقبة إزاء ابداعه الشعري المتعارف عليه بين النقاد،إن المتعمق في التعقيد والالتزام الدقيق بالتقاليد المتوارثة للشعر غالباً ما يكون على حساب الابداع والتجديد وقد استطاع الشاعر توظيف خبرته بالقواعد،ومهارته بتقاليد القصيدة العربية الفصحى والعامية المزج بين اساليب وتراكيب القصيدة ليخرج بفاكهة من الابداع مختلفة الألوان والأكل.

مطهر الإرياني عالم آثاري لغوي

درس الاستاذ/مطهر خط المسند الحميري على يد مفكر وعالم جليل من أفضل المؤرخين اليمنيين وعلماء اللغات، إذ كان يتقن خمس لغات حية وعدداً من اللغات الميتة ومنها خط المسند الحميري والعبرية وغيرهما ألا وهو العلامة الدكتور /فضل الله الهمداني ،كما أن اهتمامه الرفيع بالآثار ومواقعها وتتبع كل ما اكتشف منها والقيام بزيارات متكررة للمواقع الاثرية والكشف عن كنوزها،والقيام بقراءات علمية وتاريخية ولغوية لخط المسند وتدوين ما اكتشف من هذه الكنوز على يد المستشرقين والمنقبين والباحثين أمثال «ألبرت جام» ووليم فولبرايت وكونتيني روسيني وأحمد فخري وريكمانس وأحمد شرف الدين والكهالي ،إضافة إلى النقوش التي اكتشفها بداية حبه،منذ الطفولة وإبان زيارته لألمانيا بنصف العام 70وتتبع قوائم الدارسين لملوك اليمن القدماء: أمثال فون فيسمان دريكمانس وهوبل وفلبي وغيرهم.


لقد قام الباحث والعالم اللغوي والمؤرخ بقراءة العشرات من هذه النقوش،وقد مكنه تخصصه واحترافه وحبه للتاريخ اليمني من تكوين رؤية عميقة عن التاريخ اليمني القديم معززاً ومسنوداً بأدلة وشواهد علمية صادقة.لقد قام الإرياني بالترحال عشرات ومئات الكيلو مترات في أنحاء شاسعة من الأرض اليمنية وطوف بالبلاد ماشياً وراكباً مختلف وسائل الركوب ابتداءً من الحمير والبغال والسيارات، وقرأ التاريخ اليمني بعمق ليضيف إلى عمره الذي لايتجاوز السبعين عاماً أزمنة وأحقاباً متطاولة تمتد من القرن الواحد والعشرين إلى بواكير فجر الحضارة والتاريخ اليمني.وتتسم قراءات الإرياني للنقوش بالإطلاع الواسع ومعرفة عميقة بمختلف مراحل خط المسند،وبالسياسات التي تمثل جذور العربية،ويستعين الشاعر بموهبته الشعرية،والدينية واللغوية في إضاءة النصوص والآثار التي يستقرئها بحصافة ودقة.

لقد تابعت منذ كنت في اليمن الجديد مطلع السبعينات جهود عالمنا في قراءة هذه الاكتشافات التي تعيد الاعتبار لحضارة سامقة رفدت الحضارة العربية الإسلامية، ولايزال عطاؤها غزيراً تنتظر الكشف والقراءة والبحث ويقدم كتابه«نقوش المسند وتعليقات» جهداً علمياً ومبحثاً للدارسين عن اليمن: حضارةً وفكراً وتاريخاً،ويحتفظ الاستاذ/مطهر الإرياني بروائع من هذه الكنوز لكن نتمنى أن يتمكن من نشرها لإثراء المكتبة اليمنية والفكر والتاريخ اليمني بهذا الزاد المعرفي.

الإرياني والمعجم اليمني


تتميز جهود الإرياني المعرفية بالغنى والتنوع ،فهو كما أسلفنا عالم آثاري وعليم بحرف المسند ،خبير بالترا
ث الشعبي «الفلكلور» ومطلع على مواسم الزراعة وكل مايتعلق بها.كما أنه متمكن من العروض والقوافي؛ بل هو منظر لبناء القصيدة الشعبية،إضافة إلى أنه شاعر من ألمع شعراء العامية اليمنية ،وقد تتبع اللهجة العامية في منطقته بصورة خاصة وفي اليمن بصورة أعم،وقد أصدر المعجم اليمني في اللغة والتراث «حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية» وفي مقدمة الكتاب «القيم» والريادي يؤكد اللغوي أن اهتمامه بالنقوش المسندية وتاريخ اليمن القديم قد بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً،وأثناء تدارس هذه النقوش مع المستشرق الألماني الكبير البروفيسور «فالترو» وكان توافقاً بين آراء الباحث ورغبة المستشرق في تدوين المفردات اليمنية التي أهملتها المعاجم والقواميس العربية.

وكعالم رائد في المعجم اليمني يحدد بمهارة ودقة الظواهر السلبية التي اعتورت عملية تدوين البنية التراثية العربية منذ البداية ويحددها بالانحصار والاجتذاذ والانقطاع والبدونة.

ويقيناً فإن الجهد اللغوي الذي قام به فقيهنا لايكشف عن كل الكنوز التي أغفلها عصر التدوين للأسباب التي أشار إليها،ولكنه وهذا هو الأهم يفتح ثغرة في الجدار السميك الذي أقامته عصور من القهر والتخلف والاستبداد والبدونة.



لايتصدى فقيهنا المبجل لعميد الأدب العربي طه حسين الذي اتكأ على قول عمرو بن العلا«مالسان حمير بلساننا،ولالغتهم بلغتنا»وإنما يتصدى لما هو أكبر من هذه المقالة،إنه يتصدى لعصر التدوين كله،وعصر الاحتجاج الذي حصر الحجية «اللغوية» في المناطق الأكثر بداوة وتصحراً،أو بالأحرى في القبائل المبرأة من اقتراف خطيئة التحضر والتمدن ،لذا فهو يرى بمجهر أبعد وأغزر وأعمق،وهذه القصة التي يحجم حتى اليوم فقهاء اللغة والنقاد من إعادة قراءتها ونقدها لأنها حرمت الأمة العربية والإسلامية من كنوز معرفية هي بأمس الاحتياج إليها.


وتتجلى القراءة الأعمق في إدراك هذا الفقيه المعاصر لوظيفة عالم اللغويات الذي يغوص في الأعماق الروحية والنفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيعيد صياغة هذه البنى التي تمثل جوهر الإنسان وكنهه الحضاري.

ويمثل تحقيقه إلى جانب زملائه د.حسين العمري والدكتور يوسف محمد عبدالله لمعجم«شمس العلوم ودواء ك
مساجلة تاريخية
البدع:-
من الشاعر قايد احمد الراجحي العواضي
الجوب:-
من الشاعر الشيخ أحمد عبدربه المعمري

الراجحي قـايـد احـمـد قــال لـن ابـرح
مــن مـوقـعي طـالما قـرني قـوي نـطاح

وعــادي الامــر عـنـدي شــل ولا اطــرح
لـوبـطرح اسـبـيل والا هـل نـجد الـجاح

حتى اظهر الفرق مابين الخطاء والصح
والـمـعـمري يـعـتمد تـرشـيح ابـووضـاح

لان ثــابـت عـــوض لـــه حــق يـتـرشح
بـحـكمه اعــلا رقـم بـعد الـرقم ذي راح

وفــارق الـمـستوى مــن واقـعـه يـسمح
يــؤهـلـه لـلـخـلافـه والــبــدل يــاصــاح

يـاهاجسي مـن ظـروف الوقت لاتضبح
ولاتــحــاول تـضـايـقـني وانـــا مــرتـاح

يـوم انـت داهـل زمـان اول مـعي تمزح
كـنت الـمشارك مـعي الاحـزان والافراح

شـهـريـن ضـابـح ولـيـله واحــده تـفـرح
ولاتــهـم الــعـدل مـهـمـا تـكـون اقــداح

واحـيان نـيأس وسـاعه والفرص تسنح
وســاع وانــه بـعـيد الـماء عـلى الـمتاح

خـلـك عـلى الـخط لادقـيت رقـم افـتح
فــي يــدي الـقفل وانـته بـيدك الـمفتاح

واستعرض احلى برامج ناجحه واشرح
لــعـل ذي مـافـهـم يـفـهم بـكـل ايـضـاح

والـزيـنه ارجــع مـثـلها والـقـبيح اقـبـح
مـهـما تـكـون الـنـهايه خـسر والا اربـاح

والـليله اكـملت بـدعي والـصباح اصـبح
قــم يـادويـدار مـثـل الـطـير ابـواجـناح

مــن الـرياض الـرغيده يـالرسول اسـرح
لـلـمعمري شــل بـدعـي فـصـحه فـصاح

وقــلـه انــي انــا اول شـاعـر اتـسـتفتح
مـوضوع تـرشيح ثـابت صدق ياتمساح

وانــا الــذي قـلـت ثـابـت بـارقـه يـلـمح
اذا اخـتفى بـرق شـايف بـرق ثابت لاح

وادلـيت صوتي لكم من رأس حيد ابلح
قـبل اسـمعك وانـت تتشرح مع الشراح

وصـاحبي ذي وقـف مـولا رجـب شجح
الـشـيـخ ابـوقـاسي الـدكـتور والـجـراح

قال ان ثابت عوض افضل على الارجح
واحـنـا اعـتـمدنا كـلام اسـتاذنا الـنصاح

والـصـنـبحي ذي قــراره كـسـر الـصـمح
ذي حـمـل الـهـيج لـمـا اتـمـايلت لـلـواح

كـبـيـرنـا والــــذي لاشـــد بـــان نـشـبـح
واحــنـا مــعـه لانـــوى لـلـشد والـشـبّاح

مـاقـال قـلـنا وجـب لـه نـخسر او نـربح
لـومـابـقي فـــي شـكـكـنا لـلـعدو قــراح

الـحق لـه بـاختيار الـشخص ذي يـصلح
هــوذي قــده زاهـد الـمسراح والـمرواح

امـا انـت يـالمعمري مـا يـحق لـك تـمنح
ولاتــرشـح تـــرا هـــذا الــزمـن فــضـاح

يـكفي مـلامات انـالي مـنع ابـوك استح
لارحــت نـفـسك ولاخـلـيت حـد يـرتاح

شـفـه خــزاء مـن بـهرج الـكذب يـتمدح
والا هــتـك جــيـد واتــرمـا بـلامـطـراح

سـويـت يـالـمعمري غـيـبت جـراد امـلح
وذه هـــديـــة غــيــابــك آح مـــنــك آح

كــــلام يـاصـاحـبـي والله كــــلام ادوح
يـاذي تبا البحر وانته ما انت شي سباح

والــسـب مـاهـو لـثـابت لاتـقـع تـشـطح
ولاتــحـاول تــزيـد لـــي وجــع وجــراح

مـاهـو لــذي قـلـتوا اتـرشح لـذي رشـح
الـقـصد مـعـروف وانـته دلـوحه دلـواح

مـاعـاد حـاجـه ولاداعــي حــدا يـفضح
حـتـى ولاعـلـمها مـن خـلف طـور الـباح

مـاهل قـد الراجحي من ثابت استسمح
قـدمت لـك في طلب عاجل بلستسماح

وانـت اعـتذر من كلامك والغلط يمسح
وبــاتـقـول ان كــذبــك شــلـتـه لــريـاح

شـف ماحدا غير ثابت ذي على المسرح
ذي لـوتـطـيح الـشـوامـخ كـلـها مـاطـاح

وبـوعـصـام افـتـخاري بــه ولــه نـمـدح
ولا اعـترض انـما قصدي اشوف اصلاح

هــــذا ولاعــــاد ود الـمـعـمـري يــقــدح
حـمّـا عـلـى لـحـيته ذي داهـل الـدرماح

الــصـقـر يــفـهـم لــشـاره لاحـــدا لـــوح
والـثـور مـاهـل يـضـلوا واح بـعـده واح

هـذا خـرج فصل والفصل الاخير اشرح
اشـــرح لــنـا عـــن مـحـمد آدم الـسـفاح

سـفـاح صـنـعاء الــذي بـالـجامعه يـذبح
ومــاهـو الـفـرق بـيـن الـذبـح والـشـراح

ومـــن هـــو الـمـتـهم فـيـها وذي شــرح
ومــن هــو صـاحـب الـسـكين والـذبـاح

هـل آدم الـمتهم قـل لـي خـطاء اوصـح
وان الاجـابـه خـطـاء بـالصوت يـاصياح

صـــرح بـهـا لاتـبـالي مــن قــرح يـقـرح
مـاعـاد مــن بـعد ذا نـفسي عـليها شـاح

والــخـتـم صــلـيـت مـاهـلـل ومـاسـبـح
عـلى رسـولي مـحمد بـالعشي واصـباح

جواب الشيخ احمد عبدربه المعمري

الـمـعـمري قـــال مـــا اكـــذب ولا اوقـــح
مـــن العواضي وثـابـت تـربـيت فـتـاح

تـخـرس لـسـان الــذي بـالـكذب يـتسلح
وهـــو ســـلاح الـجـبـان لـصـاحبه ذبــاح

واي كــــذاب مــاعـمـره نــجــح وافــلـح
يـصبح ضـحيه ويـرمى من على مضياح

ويـــوم نــحـس الـــذي بـالـبوم يـتـصبح
مـامن وراه خـير صـوت الـبوم لاقـد ناح

وبــعــد بــــا اتـخـيـر الـكـلـمات واتـنـقـح
لـلـراجحي ذي يـقـول قـرنه قـوي نـطاح

وانـــا اعــرفـه جـــم لايـــردع ولايـنـطح
بـتـول ثـابـت عـوض ذي صـار لـه مـداح

جـانـي كـتـابه وشـفـت الـبـدع واتـصفح
ذي الـدبـأنـي حـسـن جـابـه مــع طـمـاح

مـاكـان مـفـروض مـنـك يـاغـبي تـجـرح
وانـتـه بـعـيد مــن مـياه الـبحر والـقداح

ومـــن تـ
شـدق بـهـرج الـكـذب مـايـنجح
ولايـحـقق هــدف مـهـما كــذب اوصــاح

والـمـعمري لاشـطـح هـي عـادته يـشطح
مـاهو مـن الـيوم لـكن مـن زمـان شطاح

وفـي كـل مـيدان اقـول الـشعر واتـشرح
ايـــام مــكـان نــجـم الـشـعر والـمـصباح

ذي طــول مـاعـاش مـاواحد قـدر يـكبح
جــمــاح ابــولــوزه الــبــداع او يـجـتـاح

أهــن مـن الـموت لـولا الـموت مـاتزحزح
مــن بـقـعته ذي بـقـي فـيـها لـحـتى راح

وبـعـدمـا راح مـعـقـود الـلـسـان افــصـح
ذي كــان بـالامس خـلف الـسور مـايلتاح

ذي مـاسـمـعـنـاه لاعـــــارض ولاصــيّــح
وآيــن كـان مـخبي نـهار الـروس يـاذلاح

مــاقــال كــلـمـه ولامـــن بـنـدقـه قـــرح
والـيـوم عـنـد الـعـوافي قـلـت بـرقه لاح

مــن قــال لــك ان حـقك ثـابت الاصـلح
وانـــه خـلـيـفه لاســتـاذ الادب يــاصـاح

لـويـوزنـوا مـثـل ثـابـت الــف مــا رجــح
والــــف الــفـيـن وزن الـخـالـدي رجـــاح

ذي قـلت لـي مـاحدا غـيره على المسرح
نــســيـت غــــوار يــاقـايـد وابــوصـيـاح

خـليك الـى جـانبه واسـرح مـعه وامـرح
مـــــع الـصـعـالـيـك لـلـطـبـال والــوقــاح

يــاتـوك بـافـكـار هــوجـا بـيـنـها تـسـبـح
مــن بـعد شـرب الـعسل والـليم والـتفاح

والـصـنـبحي لـويـقـول مـاقـال اوصــرح
لاحـمد غـلط فـالغلط يـحتاج لـه صحاح

رشــحـت ثـابـت ومــن لاجـانـبك رشــح
وهـــل بــهـذه الـسـهوله يـمـكن الـرشـاح

مـاقـل عـقـل الــذي لـلـمستحيل يـطـمح
مـابـايـحقق ربـــع مــن شـهـرة الـشـنواح

مـالـخالدي مـايـصل عـنده كـسير اكـسح
اوكـــــوز مــركــوز ولادوح بــيــن ادواح

مــن يـسـمعك قــال ذامـجـنون اويـمزح
قـلنا غـشيم والـغشيم قـلبه نـقي سـماح

خـلـيـفـتك لـوتـحـبـه راجــعــه وانــصـح
لـوتـستحي انــت والـمخدوع ابـووضاح

كــفــا الـحـلـيـم الاشـــاره لاحـــدا لــمـح
والـــثــور مــايـفـهـم الاشــــار والــلـمـاح

ولــكـن الامـــر عـــادي بـامـسكه واذبــح
وارمـيه طعام للكلاب ذي في خلا سباح

والـمـشـرحه بـــن عــرب وزيـرنـا وضــح
وضــح عـن اشـياء واشـياء عـنها مـاباح

ومــثـل تــلـك الـجـرائـم مـانـريد تـطـفح
مــن اجـل سـمعة بـلدنا والـقضاء مـنزاح

لايـمـكـن الــعـدل والـقـانـون ان يـصـفح
عــن كـل مـجرم يـكون مـسئول اوفـلاح

هل تحسب الوضع فوضه من ذبح يذبح
وهـــل بــهـذه الـبـسـاطه تـزهـق الارواح

كــم نــاس فـيكم اذا شـي حـادثه يـفرح
وزاد فــــي الـبـلـبله والــهـرج والـصـيـاح

يـكـفي وراجــع حـسـابك قـبـل تـتدرمح
مـا انـت الـعواضي ابـوياسر ولا الـجراح

انــــا ذي اخــتــار يــاقـايـد وذي امــنــح
وعـــاد لاجـانـبـي مــن لـحـج لاصــرواح

ومـثـلـك انــتـه وثــابـت عـيـب يـتـبجح
ذي قـلـت لــه نـعـتذر يـالـسارق الـمـزاح

لـلـقـبيله نـــاس والــجـوده لــهـا مـطـرح
والـذكـر يـبـقى وغـيـره كـل شـي نـجاح

وقـــل لـثـابـت عــوض لـوطـار او جـنـح
بـايأتي الـيوم ذي فـيه قـصقصت لجناح

وآخـر كـلامي رصـاص من جانبي تشوح
هـديـتي لــك فــي الـمـسراح والـمـرواح

صـلـوا عـلـى مـن عـليه نـزل الـم نـشرح
ذي قـبل كـل الـرًسل اسـمه عـلى الالواح
من روائع الشيخ احمد عبدربه المعمري

يامن لـذنـبي والـمـعاصي غـافـر
مــن ذاك غـيـرك نـرتـجي غـفـرانه

انـت الـكريم انـت الـرحيم الـساتر
الــواحـد الـفـرد الـصـمد سـبـحانه

عـبدك عـلى مااعطيت حامدشاكر
مـولـى الـعـطاء مـن يـدك الـمليانه

والـحـاكـم انــتـه ســيـدي والآمــر
ذي مـاعـلا سـلطان عـلى سـلطانه

بـالـنـور والـتـوبـه وهــود وفـاطـر
تـغـفر ذنـوب الـعبد واصـلح شـأنه

بـخـاتـم الــرسـل الـكـريم الـطـاهر
مـؤسـس الـديـن الـقـويم واركـانه

مــن كـذبـوه قـريش قـالوا سـاحر
ومـــن جــاه قــرآن واتـبـع قـرآنـه

ومـضـى لـدعـوته الـشـريفه نـاشر
ونـــور الــكـون الـوسـيـع بـرهـانـه

يـاليل شـفني فـي سـكونك سـاهر
تـنـظر نـجـومك عـيـني الـسـهرانه

حـتـي تـغـيب أبــات مـعـها سـامـر
لـلـنـوم مـثـلـي مـاارتـوت أجـفـانه

طــال انـتـظاري لـلـصباح الـسـافر
مــن بـعـد لـيـلاً ضـمـني بـاحضانه

وكـــل مــا هــب الـنـسيم الـعـاطر
عــلـى الـمـتـيم هـيـجت أشـجـانه

مــــاذا يــعـبـر بـالـقـوافـي شــاعـر
ضـاعت حروف الشعرفي وجدانه

ورفـيـقـه الـحـظ الـتـعيس الـعـاثر
صــابـه ســهـام الـدنـيـاء الـخـوانه

عــلــى مــعـانـات الـلـيـالي صــابـر
وقـسـوة الـزمـن الــردي واحـزانـه

أسـيـر مـاضـيه الـشـقي بـالـحاضر
تُـرهـق مـن الـحمل الـثقيل أمـتانه

أصـبـح وحـيـد بـلا مـعين ونـاصر
كـالـطير ذي قـص الـزمن جـنحانه

بـالأمـس حــراً فــي فـضاها طـاير
يــردد الـصـوت الـشـجي والـحانه

ومــع هـمـومه كــل يــوم مـسـافر
فــي درب مـجـهول الـنكد عـنوانه

اشـبـه بـتـايه عــن طـريـقه حـايـر
او كــا الـغـريب مـفـارقي اوطـانـه

وعــــن مـحـبـيـنه بـعـيـد مـهـاجـر
والـشـوق اشـعـل بـالحشاء بـركانه

زادت مـعـانـاته جــريـح الـخـاطـر
جــرح الـفـراق والـبعد عـن خـلانه

لـوضـاق صــدر الـيوم تـفرج بـاكر
صـبـر الـفـتى مــن قـوتـه وايـمانه

مـهـمـا يـكـن ضــده زمـانـه جـايـر
أو لــم يـكـن هــذا الـزمـان زمـانـه

والـوقت فـي وجـهه لـسيفه شاهر
وخــاب ظـنـه بـاصـدقاه واخـوانه

جـربـتـهم والـبـعض مـنـهم حــاذر
مـهـما حـلف واقـسم لـعهده خـانه

مـــن بـالـمـبادئ والـقـيـم بـيـتاجر
ينسى وفاء راعي الوفاء واحسانه

والـــود ذي بـيـنـك وبـيـنـه عـامـر
تـشـيـد بــنـاه وهــو هــدم بـنـيانه

لــئـيـم لـلـمـعـروف جــاحـد نــاكـر
عـــن الـنـمـيمه مـــا يـكـف لـسـانه

يـنـهش بـلـحمك دون مـاهو فـاكر
مــن اجـل يـرضي نـفسه الـتعبانه

يـــرد عـيـبـه بــك وعـيـبه ضـاهـر
والــسـر مـــا يـقـدر عـلـى كـتـمانه

يـقـول لــك مــا قـال كـاذب فـاجر
نــجـاك مـــن زوره ومـــن بـهـتـانه

والـجـار مــن هــون بـجاره خـاسر
حـقـه عـلـيك مـن هـانه الله هـانه

إحـسـن الـيـه واذا مـرض لـه زاور
واعـمل كـما اوصـى ربـنا سـبحانه

ولا تــبــوح ســــره لــواحـد آخـــر
اعـــتــاد يــفـتـح لــلـكـلام آذانــــه

لايــفـلـح الــجــار الـلـئـيم الـمـاكـر
مـــن لــم يـؤمـن بـوائـقه جـيـرانه

والـصـبـر والـصـابر أكـيـد الـظـافر
تـعيش فـي حـفظ الـكريم وامـانه

وخـتـمـهـا بـالـمـصـطفى الــطـاهـر
مـــن شــرفـه ربــه وعـظـم شـآنـه
Forwarded from عشـــــآق💞آلـشــــ؏ـر (الشاعر وليد المصري)
المجلس اليمني
14/12/2019م

صدر الديوان الأول للشاعر حمود عبدربه السعدي اليافعي بعنوان(عاشق الحرف) والديوان من الشعر الشعبي اليمني حيث احتوى الديوان على (170قصيدة) اتحدت في جودتها وتنوعت فب اغراضها والحانها واوزانها وقوافيها وخصائصها الفنية والموضوعية وكذلك مناظر رائعة من قبيلة يافع ونبذة مختصرة عنها وقد كان الديوان من إعداد وتقديم الشاعر وليد زيد المصري باحث في الشعر الشعبي اليمني وأحد المهتمين في تدوين الادب الشعبي وقد صدر الديوان عن مطابع دمشق- الجمهورية اليمنية-إب برقم ايداع من مكتب الثقافة والديوان حالياً متوفر في مكتبة المعرفة في إب والحديدة وقريباً سيصل الى المكتبات العامة والخاصة بالجمهورية اليمنية وهو متوفر ايضاً بصيغة pdf لكل المهتمين ومتذوقي الشعر
*ساعة*

*الباهوت هلال المرادي*
ـــًــــَـــــــــــــــــــــــــــــ

ساعة على كورنيش بحر الهوى
فيها لقي قلبي متاعه

معاك يـ اللي فيك قلبي هوى
وطاح من طول ارتفاعه

ساعة معك يا علتي والدواء
يا من شرى قلبه وباعه

واحرق فوادي في لهيب الجوى
ونار هجره وانقطاعه

ساعة سجل البعد فيها انطوى
وحبنا سقى يراعه

وامسى يسجل ذكريات الغوى
ليلة توسدنا ذراعه

ليلة ولا كل الليالي سواء
ساعة ولا مليون ساعة

والعمر ساعة جي نعيشة سواء
يا خل لا ترضى ضياعه
.
.
الكرم

الجود وصفه عالجت كل موجوع
والجيـد تتنفس هــواهــا ريــاتــه

والخير عن دار الكرم غير مقطوع
يــارب حــقــق للــسـخـي أمنياته

بعض السجايانابتةتحت الاضلوع
تفخر بــراعــيــهــا وتشمــخ بذاته

واهل الكرم هم أمنوا كل مفـزوع
وهم رجال العرف وايضاً حماتـــه

وليد المصري