حل اللغز هي النقطة التي توضع على الحرف.

ديوان بن لحول

وصلني الكتاب الموسوم ديوان بن لحول للشاعر عبد الله علي بن لحول المصعبي.
إعداد وتقديم الأستاذ/ عبدربه هشله ناصر الشخصية الاجتماعية المعروفة في محافظة شبوة وأحد أعلامها البارزين، وهو أيضاً باحث في الشعر والتراث الثقافي، وبجهود كبيرة ومتابعة مستمرة منه استطاع هذا الإصدار التاريخي أن يرى النور، ويكون في متناول القارئ.

انتظرت وصول الكتاب بعد إعلان اصداره بشوق كبير لعلمي المسبق بما سيحتويه الكتاب من إبداع راق لشاعر بدأ مسيرته الشعرية من أواخر الخمسينيات حتى توفاه الأجل عام 2015م رحمة الله تغشاه.
وبمبادرة أخوية وصلني عبر الصديق الغالي/ عبدالرحمن اليوبي .

إطلالة على ديوان (بن لحول)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر ديوان العرب كما هي تسميته منذ القدم، وهو التعبير الأمثل عن المشاعر الإنسانية، وهو حديث النفس ولسان حال الشعوب والأداة المعبرة عن مشاعرهم وأفراحهم وأتراحهم، ويعتبر سجلاً لتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم بمختلف ألوانه وضروبه سواء كان فصيحا أو شعبيا.
وعند الحديث عن الشعر الشعبي لا بد أن نعود إلى الموطن الأساسي للإنسان، وهو البادية ذلك المكان الذي يعيش في وجدان الأحفاد بمآثر الأجداد وإن ابتعدوا عنه، والباديو هي التي تمثل العرب في صورتهم الأصلية، وهي كما يصفها أحد الأدباء هي "تلك الينبوع المتدفق الذي يرتوي منه كل ظامئ للحياة، وهي الرحب الخصب الذي ينبع منه الإبداع"، والشاعر المتمكن هو من يسخر موهبته وشاعريته للتعبير عن تفاصيل الحياة في الموطن الذي عاش فيه وشرب من معارفه ونشأ على تقاليده وسلوكه، والشاعر بن لحول وبلهجته البدويه استطاع وبجدارة أن أن يجعل لكلماته صدى ومكانة في عموم الوطن وتعدا حدود الوطن أيضاً، لقد كانت أبياته سفيراً للبادية التي عاش بين أحضانها وتفتحت عيناه على وديانها وسهولها ومراعيها وسكانها وهو من ابناءها الأصليين، ورغم تنقله وهجرته إلا أن حنينه إليها لم ينقطع وملامحها لا تغيب عن باله وكذلك عاداتها وتقاليدها، ومن خلال أشعاره نجده دائما يحلق بمعانيه من سفوح الجبال العالية، ويتنقل بتعابيره بين الغصون العاطرة، ويرسل حروفه مع هبوب النسائم، ويطوف على غدران المياة، ويضاحك الظبى في مراعيها، ونختار لمحات من أشعاره ترجمة لما أشرنا إليه:

((١))

أنــــا عــادنــا بـــدوي ولــسـاع مـــا اتـرقـيـت
ولا عــــل مــــن عــنــده بــصــر بـــا يـرقـيـني
دخــلــت الـمـديـنـه لـلـتـرقـي وســيـنـا بــيــت
ولـــكــن طـــبــوع الــبــاديـه عــادهــا فــيـنـي
ولا فــــاد مــدخــال الـمـديـنـه ولــــو حـلـيـت
إذا مــــا حــصــل مــرشــد وقـــاري يـقـريـني
ولا لـــي بــهـا خــاطـر ولا وسـطـهـا اتـربـيـت
ولــكـن طـمـوح الـنـفس فــي الــرزق تـغـريني
فـــــي الــبــاديـة داري ولا غــيــرهـا حــبـيـت
ولا غــيــرهـا يــعـجـب فــــؤادي ويـرضـيـنـي

((٢))

يــــــا الله عـــلـــى دار الـــبــداوة بــالامــطـار
هـــلـــي عــلـيـهـم يـــــا ســـحــب بــالـمـطـاره
انــــا مــنـهـم بــــدوي ولــــي مــعـهـم اســـرار
وقــلــبــي مـــســـي دار الـــبـــوادي شـــعــاره

((٣))

يـقول لـحول شفت عادات العرب في الباديه
حــيــت بــنــا واسـتـقـبلتنا لـلـضـيافه راعــيـه
في خبت ما شاهدت فيه إلا المواشي ضاويه
واسـتـر حـالـي مــن مـنازلهم وشـفت الـعافيه
فـتـيانهم تـسـمر عـلى ضـوء الـنجوم الـساريه
نـسـمـاته الـعـاطـر تـغـذيـهم بـصـحـه شـافـيه
بـيـن الـغـنم والـبـل قـضـينا نــوم لـيله هـاديه
واصـواتها احـلى من مسجلنا وصوت الراديه

((٤))

يـقول ابـن لـحول خـاطري فـي الـمدينه ضاق
ولا لــــــي بـجـلـسـتـهـا مــحــبــه ولا فـــاقـــه
ولا لـــي هـــوى بـاهـل الـمـدينه ولا الاســواق
ولا عــنــد قــــارئ لا جــلــس قــلــب أوراقـــه
هــوى خـاطـري مــن حـيث مـا شـاهد الـبراق
وانـــا مـــن هـــواة الــبـر واعــجـب بـعـشـاقه
فـرّق فـي الـمدن وأهـل الـبوادي كـثير افـراق
تــقـولـه عــيـونـي ذي فــــي الــبــر مـشـتـاقـه

القصائد العاطفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد اشتهر الشاعر في هذا الجانب ولعل ذلك يعود لإنتشار القصايد التي تغنى بها بعض رموز الفن وابرزهم الفنان الكبير محمد أبونصار الذي تغنى بأجمل الحروف العاطفية للشاعر ووصلت إلى كل الأرجاء كون تلك الكلمات لا مست شغاف القلوب وعبرت عن مشاعر العشاق باسلوب راق وحصيف لا تكلف فيه ولا تصنع وهذا ما تميزت به أشعار بن لحول،
وقد استحوذ هذا الجانب في الكتاب المطبوع على النصف تقريباً وهو استحقاق منصف واختيار موفق.

المساجلات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو اللون الأكثر شهرة في الوطن اليمني حيث إن لهذا الفن أهمية كبيرة في حياة كل شاعر كونه يناقش القضايا والأحداث ويعبر عن وجهات النظر بين الشعراء المتساجلين، وفي ديوان بن لحول طالعنا مساجلات رائعة عن فترات زمنية متعددة مع عدد من الشعراء من مختلف المناطق اليمنية.

القصائد الاجتماعية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجانب الإجتماعي في سجل أي شاعر له أهمية كبيرة كونه يدون علاقة الشاعر بمن حوله وينقل للقارئ والمستمع تجربة الشاعر وحكمته في تناول القضايا بكل صورها والشاعر باسلوبه يؤثر بمن حوله ويتأثر به أجيال وصلاح الشاعر أمر مهم لإن ذلك ينعكس على المجتمع، وفي هذا الجانب من ديوان بن لحول أروع واجمل القصائد الهادفه وراق لي نص اخترت منه:

قــــال بـــن لــحـول زمــانـه والـبـعـاد أعـيـتـه
هـــــذا تــغــيـر عـــلــي طــبــعـه وذا عـــادتــه
وش غــيـر الــنـاس والـخـالـق بــسـط نـعـمته
ويــش الـسـبب مــن يـكون الـذنب فـي ذمـته
الله مـــنــعــم عــلــيــنـا نـــســألــه رحـــمــتــه
رحــمــه بــهــا نــدخـل الـجـنـات فـــي جـنـتـه
شــفـت الـفـتن والـحـسد فـيـها وصــل قـمـته
والــحــب مــعــدوم فــيـهـا والــشـيـم خــلـتـه
هـــذه الـحـقـيقه وكــلـن شـافـها فــي اخـوتـه
كــلــن يــبــا الــفـايـده لــــه والــعـمـد كـلـمـته
والــغـش مـوجـود والـكـذب امـتـلت سـاحـته
والــصـدق مــعـدوم حـتـى الـعـارفين اخـفـته

القصايد الوطنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت مسك الختام للديوان قصائد عن عدة أحداث هامة في تاريخ اليمن وكل النصوص راقية برقي فكر الشاعر رحمة الله تغشاه، وللوطن في حروفة مكانة مهمة في كل النصوص بمختلف اغراضها فهو لم يغفل عن موطنه في أي تعبير سواء كان عاطفي أو إجتماعي أو غير ذلك.

وقد كان للقصايد الدينية حضور عاطر ومبهج في الديوان بأبيات روحانية عذبه تطرب النفوس.

ولقصائد الرثاء مجال في الديوان عكست مشاعر الشاعر النبيله ومشاركته للأصدقاء احزانهم وكل هذه التنويعات نقلت لنا تجربة حقيقة لشاعر امتلك موهبة عالية المستوى أجاد في استثمارها في كل جوانب الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب بين دفتيه 290صفحة وتحتوي الصفحات على 236 نص تقريباً شملهم التنويع حسب ألوانهم الشعرية ، والخصائص الموضوعية، وهي نصوص راقية لا يسهل الإنتقاء منها أو الاجتزاء كونها اكتملت في وحدتها الموضوعية وقوة بناءها وما تم الإستدال به كان عبارة عن جواهر تم تزيين موضوعنا هذا بها.

ومثل هذا الإصدار لابد من إشهاره والاحتفاء به كونه إنصاف كبير لشاعر يمني يعد من رموز الشعر الشعبي وممن لهم بصمة في تاريخ الأدب والشعر، وكل هذا بجهود الأستاذ عبد ربه هشله ومن تعاون معه ونتمنى أن نجد هذا الإنصاف لكل من يستحقه من المبدعين والموهوبين في كل محافظات الوطن.

وليد بن زيد المصري

طلبتك يا صمد وانته بي ادرى
تخارجني ولا بينت خبري

لأنك قلت بعد العسر يسرا
نبا منك فرج والطاف تسري

الشيخ علي ناصر القردعي

بدا كالبدر تُوِّجَ بالثريَّا
غزالٌ في الحمى باهي المحيا
رماني باللحاظِ فصرتُ ميتاً
وحَيَّا بالسلامِ فعدتُ حيّا

-موسى بن يحيى بهران

قريباً

سيتم موافاتكم بالتفاصيل لمن له رغبه بالمشاركة أو متابعة المسابقة..

إن ارتباط الشاعر بوطنه لا يتحقق معناه إلا من خلال ما تتضمنه أشعاره ونتاج أفكاره وعناوين إبداعه، والشعر ليس كما يطلق عليه مسمى ديوان العرب فحسب، لكنه منبع المعرفة والحكمة والقيم والأخلاق وارتقاء النفوس بفكرها وسلوكها، وهو للتاريخ سجلاً حافلاً بكل الأحداث، واليمن أرض شامخة بتاريخها العريق، وحضارتها الأصيلة منذ القدم، وعند حضور الشعر الحقيقي مفتخراً بهذا الوطن يكون الشاعر قد امتطى صهوة الكلمة الصادقة النابعة من عراقة الأرض وجدارة الإنسان ومآثره التي لا تُمحى، وفي هذه المساحة الأدبية أقدم للقارئ الكريم قصيدة مطرزة بجواهر القول ومأطرة بحروف لامعة بمبناها وثرية بمعناها حروف ناطقة عن اليمن أرضاً وإنساناً كتبها وأجاد بهندسة كلماتها الشاعر الكبير أبو ماجد صالح محمد بن كاروت رمز الأدب والشعر في الوطن اليمني وهو غني عن التعريف.
ــــــــ
«العِقد الفريد»
أنَــا الـيماني وَعـندِي فِـي حِـسابي رصـيد
رصـيد وَافِـر مَـعِي فِـي كُلِّ مَصرف عَمُود

أَرقَــام مُـتـواترة فِــي كُــلِّ لَـحـظَة تـزيـد
رَصـيدِي الـطَّيِّب مِـن غَيْر الذَّهب والنُّقود

وَلِــي حـضـارَات مُـنْـذُ عَـصْـر غَـابِـر بـعيد
مِــن قَـبْل فَـارِس وبـيزنْطَا وَقـبِل الـيهود

تَـارِيخ مَـنقُوش قـد يُـوزِن قَـوالِب حـديد
مِـن عَهْد سام أَبتَدئ فِي كَسْر تِلْك اَلقُيود

أَوَّل حـضـارَات سـطْرهَا الـكتَاب اَلـمجِيد
جَـنَّـة إِرم شـيَّـدتْهَا عــاد فِــي عَـهْـد هُـود

وبـعْد ذَلِـك سـطع نَـجْم الـيمن مِـن جديد
دَامَــت حـضـارَات للأحفاد بعـد اَلـجُدود

مُـلُـوك ذَوُو قُــوَّةٍ عُـظـمَى وبــأْسٍ شـديد
وخـيْـر شَـاهِـد عـلـى ذَلِــك بِـنَـاء الـسُّدود

كـمَّ شَـيدُوا مِـن جَـنائِن بل وقصْرٍ مُشيَّد
تِــلْـك الـعـجـائب أقـامـوهَا بِـعَـزم الـزنـود

وهـيَّئوا الأرْض لِـلْخضْرة وَحَـبّ اَلـحصِيد
ولـلْـفـواكـه ، ولـلـزِّيـنـة زُهُــــور اَلــــوُرود

والْـبـاسقات اَلـتِي تُـوصَف بِـطَلع اَلـنضِيد
صَــارَت رُبُــوع الـيـمن وَاحَـة نـدية وَلُـود

وَنَـــال بِـالْـفَخْر تَـسـمِية الـيـمن بِـالـسَّعيد
وسـوْف يَـرجع سـعيدًا رَغْم أَنْف الحسود

فـنـحْـنُ الأصْــل والـتَّـاريخ نَـفـسه يُـعـيد
قُــرُون نَـحْـنُ حَـكـمنا كُــل مَــن بِـالْـوجود

إِذَا فـتـحْنَا الـمـراجع شــابَّ رَأْس اَلـولِـيد
بِـالْفِعْل مَـورُوث مُـدْهِش والْمراجع شُهُود

كَـعـرْش بِـلْقيس فِـي صِـرْوَاح مَـالُه نـديد
مـعـلِّم حَـضـارِي يـزوره وَفْـد تِـلْو اَلـوُفود

تـوفـد إِلَـيـه الـقـوافل بِـالـسَجع والـنَّـشيد
تــفــرغ ثِـقْـلـهَـا وتـتـحَـمَّـل وَثُــــمَّ تَــعُـود

والْـحـكْم شُـورَى مُـتوَّج بِـالنِّظام اَلـرشِيد
وحـوْلـه أَجـنَـاد مـايخشوا هـزيم الـرعود

وَحـصن غمْدَان فِي صَنْعاء مُنَافِس وحيد
ومــجْـد حـمـير وأقـيـاله تَـعـدَّى اَلـحُـدود

أَجـتَـاز خَـيـبَر وأخْـضع كُـلٌّ طَـاغِي عـنيد
مــا كــان تُـبـع عــن الأمْــر الإلَـهـيِّ كَـنُـود

بـشـر بِـطه وَأُكـسَى الـبيْتُ فِـي كُـلِّ عِـيد
هَــذِه حَـقِـيقَة ونـكْـرَان الـحـقيقة جـحُود

كـان الـيماني نـصير المصْطفى والْعضيد
وكَـان مِـقدَام مَـا يَخشَى العدد والْحشود

خـاض الـفتوحات والْـمقْصود مِـنهَا يُـريد
ثَــــوَاب رَبِّــــه ومــرْضـاتـه وَدَار اَلـخُـلـود

يَــا نَـاهِـب الإرْث والـتَّـاريخ خـلك زهـيد
إِيَّــاك إِيَّــاك تُـقـرب مِــن عـريـن الأسْــود

مَــا يَـنـتَقِص مِــن حُـقُـوق الـغيْر إِلَّا بـليد
أَنـظُـر تُـرَاثـك تَـجِـد مـاضـيك أَيَّـام سُـود

مَــا بَـالُـك أَقـبَـلت تَـتَـبجَّح وَتـرعِـد رعـيد
وَتَـنـكَّر اَلـحَـق يــا جـاحـد وقـلْـبك حَـقُود

تـاريخيٌّ أَبـلَج وَلِـي فِـي كُلِّ مَتحَف رفيد
وَلِــي سُـهَـيل الـيـماني دائـمًا فِـي صُـعُود

وَلِــي فِــي الـكـعْبة الـغـرَاء رُبــع أو يـزيـد
وَلِــي فـنـارَات فِــي الـقلْزم وبـحْر اَلـهُنود

وَلِـي فِـي اَلقُدس والْأقْصى مساحة أكيد
مِـن إِرْث بِـلْقيس مَـثبُوته مَـعِي فِي عُقُود

عِـنْـدِي صَـنـادِيد قُـطَّـاع الـنَّفْس والْـوريد
كُـفْـو طـمَّـعكم وَيـكـفِي كَـذبُكم والْـوعود

أَلَـيْـسَ فِـيـكم رَجُـل عَـاقِل ورأْيـه سـديد
أم إِنَّـــه الـحـاكـم اَلـفـعْلِي وأنْـتـم جُـنُـود

لََا تـفْـرحـوا لَــو تَـعَـرضنَا لِـمـوْقف شـديـد
لََا بُـــدَّ مِـــن اِنْـفـراجـة والـرَّخـاء بـايـعود

حَـتَّى وَإِن فِـي شِـلَلْ صَـارُوا مَعاكُم عبيد
خَـانُـوا وَطـنُـهم وصـاروا نَـاكثِين اَلـعُهود

خـلَاصَة الـقوْل مَا نَحسُب حِسَاب اَلوعِيد
نَـحْـنُ بِــلا فَـخْـر كُـتـلَة نــار ذات الـوقـود

هــذَا كـفـى يَــا جَـماهِير الأدب والْـقصيد
رَغْم إِنَّ هَاجُوس شِعْرِي مِن بُحوره يَجُود

واتـقـبلْوَا مِــن أخـيـكم عِـقْـد لُـؤلُـؤ فـريد
مـع الـتَّحايَا لَـكُم مِـن قَـلْب مُخْلِص وَدُود

الشاعر/صالح محمد بن كاروت

ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة
الشيخ الشاعر أحمد علوي المجربي ابوفؤاد المجربي الشخصية الاجتماعية المعروفه والأديب اليمني الكبير، عرفناه عن قرب وعرفه الجميع بحكمته وعرفه وسجاياه الطيبه..
نبأ وفاته أصاب القلب بحزن عميق ولكنها اقدار الرحمن ومشيئته..
تعازينا لأولاده فؤاد وصلاح وماهر وكل آل مجرب ولرداع خاصة واليمن عامه.
إنا لله وإنا إليه راجعون

(فل تحزن البيضاء واليمن عامه على رحيلك)
ننام على مضض وصعوبة بالغه جراء ما يجري وما يدور من المآسي والأحزان في كل ارجاء الوطن.
وما ان نصحوا ونفتح أعيننا حتى نرى اخباراً مزعجه ونفجع بفقدان خيرة من عرفنا.
غادرنا بلا سابق إنذار وبصورة مفاجئه وفي يومنا هذا المبارك الأول من ذي الحجه الاديب والشخصية الاجتماعية فارس الكلمة وعنوان الوفاء البار والمحب لوطنه ومجتمعه وكل من عرفه عن قرب الوالد الشيخ/
احمد علوي المجربي
(ابوفؤاد المجربي) رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته.
برحيله فقدت البيضاء ومخلاف مديرية العرش وقبائلها واليمن عامه هامه وطنيه ومناظل صادق عاش مصلحاً اجتماعيا لا يكل ولا يمل من القيام بواجباته في وعلى كافة الاصعده دون منةً او أذى.
عرفته عن قرب منذ ٣٢ عاماً وتواصلنا مع بعض لا ينقطع وشاركنا في كل الفعاليات الاجتماعية والسياسية والوطنية.
آخر تواصل لنا يوم الجمعه الماضيه ٢٤ يونيو الساعه ٧وربع مساء بتوقيت القاهرة الثامنه والربع بتوقيت العرش عبر الماسنجر والواتس اب ولا زالت المقاطع الصوتيه والرسائل في جهازي.
لا يمر اسبوع دون تواصل بيننا ولولا سوء النت لما انقطعنا عن التواصل يوما واحدا.
كان يردد دائما ما يهواه قلبه من الكلمات الجميله التي تتغنى بالوحده وبحب الوطن وبانتمائه إلى اليمن الكبير لا اليمن الصغير الذي يسعى البعض إلى تقزيمه وتفريخه كيف لا وهو يردد هذه الأبيات الجميله:-
احنا اليمن من صلاله لا قفا كسمه
ومن جزيرة سقطره لا حجور الشام
لانا استرالي ولا انا جيت من برمه
ولا فرنسي ولانا من امستردام
انا يماني وجدي ما نسيت اسمه
من ذي يزن من سبأ حمير انا من سام
شعب اليمن شعب واحد أيسره وايمن
واحد موحد على حب الوطن اخوان
فلا الشمالي شرايينه من الأرمن
ولا الجنوبي عروقه من أذر ببجان.
عزائي لنفسي فيك أيها الشيخ والأب الكريم
وخالص العزاء للأخوة الأعزاء الشيخ/
فؤاد احمد علوي المجربي وصلاح وماهر وكافة اخوانهم واسرتهم الكريمة والعزاء موصول لكافة مشائخ واعيان وعقال وافراد بيت مجرب خاصه ومشائخ العرش وقبائلها والبيضاء واليمن عامه ولكل محبيه.
اسكنك الله فسيح الجنان والهم كل فاقديك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
#حسن_السوادي.

رحل أحمد علوي المجربي..
جابر الخواطر و صمام المخاطر

مديرية العرش اليوم تودع عموداً من أعمدة العرش ، و رداع بأكملها ، و ستواريه الثرى غداً لكنها ستدفن ربعه فقط ، فالعمود لا يُدفن منه سوى الربع ، سندفن جسده و ستبقى مواقفه و فكره و أدبه ، رحل عن دنيانا الشيخ الشاعر أحمد علوي المجربي ، سليم الصدر ، متخففاً من حقوق الناس ، رحل عنا بصفحةٍ ناصعة ، و أبقى لنا طيب ذكراه و عبق قوافيه ..

أبو فؤاد ، كان ممن أتاه المشيخ و أناخ ناقته ببابه فتخفف و تعفف ، و ممن عشقه الأدب ففرخ عنده و باض ، و ممن تَمَلّك العُرف حتى أصبح من شُرّاحِه . تراه في المواقف شيخاً ذو هيبة ووقار و صاحب رأي حكيم ، فإذا انتهى وقت الجد وجدت مزاحه و حديثه الجميل ، ضحكاته تجعل جلساته مهوى للقلوب ، و حديثه و أدبه تسريةً عن الأرواح ، و لست أبالغ حين أقول أنه كان واحداً ممن يرد الله بهم سوء الأقدار و يبعد بمواقفهم الأخطار ، كان يمسك العصا من المنتصف دائماً فأحبه الجميع ..

كان بسيطاً بساطة العظماء ، حضورة ذو جلالة و مهابه ، لكنه كان واحداً من أوساط الناس ، يجبر بخاطر الصغير و الكبير ، و لا يرد دعوةً لغنيٍ أو فقير ، لا يكل و لا يمل ، فقد يحضر في اليوم ثلاثة أعراس أو أكثر و يشاركهم كلهم بحضوره و أشعاره .. قبل يوم واحد فقط من وفاته أنزل صورة لصديقة الشهم الكريم ، ملك القلوب المرحوم محمد العرقبي رحمة الله تغشاه ، و كأن الأرواح لها حكاية أخرى ، لسان حاله كأنه يقول له : وسِّع لي ، أنا قادمٌ إليك .. غادرنا و ترك جرحاً عميق ، و مكاناً لن يُسد ، فرحمة الله تغشاه ، و التعزية و المواساة لابنائه فؤاد و صلاح و ماهر ..

#د.عمارالتام

فقيدالوطن ،، الشاعر الشيخ / أحمد علوي المجربي
احتشدت لفصاحته الحروف مهابة ، ولحبه القلوب مودة
=====================================
رحل إلى ضيافة الرحمن ، الشاعر الأديب ، الخطيب اللبيب ،
الشيخ الفاضل / أحمد علوي سعيد المجربي ،،، رحمه الله
رجل العرف والسلف والشهامة ، وبحر الثقافة والفصاحة والبلاغة ، ومنهل الجود والمعرفة والكرم ، صاحب القلب الكبير بحكمتة وحنكتة ، كان رحمه الله رفيعا بتواضعه ، شامخا بأخلاقه النبيلة ،
و مثالا يحتذى بصفاته الحميده ، مخلص و متفاني في بذل
الخير ، كالغيث اينما وقع نفع ، ما ان كان يحل بمكان
إلا وحلت المهابة والبشاشه .

امتلك القلوب بشعره وشعوره ، وشارك الناس في عموم الوطن مختلف مناسباتهم ، فربما لن تجد قرية في رداع ومديرياتها السبع خصوصا ومحافظة البيضاء عموما ، بل والكثير من مناطق اليمن ، إلا وكان لشاعرنا مساهمة فاعلة وحضورا مشرفا ، إما مهنئا بعرس ، أو معزيا بوفاة ، أو ساعيا لحل خلاف وإخماد فتنة ، أو مساهما في فعالية جماهيرية ، أو زائرا ملبيا لدعوة صديق ، أو مرسلا روائع حروفه الذهبية عبر وسائل التواصل لكافة الأحباب والأصدقاء داخل الوطن وخارجه .

كان حاضرا ونشطا على مواقع الانترنت منذ وقت مبكر ،، قبل رواج وسائل التواصل الإجتماعي الحديثه ، خصوصا على موقع المجلس اليمني الذي كان من ابرز المواقع الرائدة الذي يضم كوكبة من السياسيين والاكاديميين والشعراء والأدباء والمثقفين والمبدعين وغيرهم من المهتمين داخل الوطن وخارجه ،
فكان أشهر من نار على علم ، وذاع صيته أكثر وأكثر ،
ثم بعد ذلك استمر في وهجه الأدبي وصارت صفحتة
على الفيسبوك هي ميدانه الثاني الذي ينثر فيه ابداعاته ومساجلاته ومساهماته الشعرية بكافة المناسبات ومثلت
ملتقى لكافة أحبابه ومحبيه ، وواحة نظيرة يستريح
بها كل مريدي روائع الشعر والبلاغة .

فكما كان من أبرز مرجعيات مديرية العرش خاصة
والبيضاء واليمن عامة في القضايا الإجتماعية والقبلية ،
كان كذلك مرجعية في الشعر والأدب وحاز عدد من الجوائز
على مستوى الجمهورية في الشعر الشعبي في عدة مناسبات .

كان رحمه الله ، شاعر متمكن لا يشق له غبار ، غزير القريحة الشعرية عميق بصورة البلاغية الفريده ، مبهر باسلوبه الساحر
غني عن مدح أمثالي ، فلست شاعرا حتى أقيم أشعاره ،
ولست أديبا حتى أعقب على روعة وبلاغة أفكاره ،
لكني كعامة الناس البسطاء الذين يستعذبون سحر البيان ، المندهشون بفصاحة وبلاغة شاعرنا رحمه الله

عرفت شعره الفريد قبل أن أعرفه رحمه الله ،
وحين عرفته ، كان الأب الحنون ، والشيخ المتواضع
فقبل 20 عام تقريبا اصدر ديوانه الشعري الرائع والمتميز ( وحدويات المجربي ) الذي يجسد نزرا يسيرا من بحار اشعاره الوافره ، وأهدى حينها لوالدي حفظه الله نسخة من ذلك
الديوان ، فقرأته كاملا بشعف وانبهار ،
وحفظت وأنا في الصف الثامن مقطوعة من قصيدته
الفريده ( الهدف العظيم ) التي كنت أقتبس منها أحيانا اثناء
تقديم الاذاعة المدرسية ، لما لها من تأثير يدهش الالباب
خصوصا عند سماعها في المناسبات الوطنية .

وذات صباح ، أيام دراستي بكلية الصيدلة واثناء مساهمتي في تقديم حفل تكريم الاوائل بالكليات الطبية بجامعة صنعاء ،
تبعثرث أفكاري وأوراقي اثناء التقديم فارتبكت حينها ،،
لكن اسعفتي ذاكرتي ببعض الأبيات الخالده التي
كانت مناسبة لتقديم الفقرة التالية من الحفل
والتي حفظتها ذات يوم من قصيدة (الهدف العظيم )
والتي قال فيها شاعرنا المجربي رحمة الله تغشاه :
1
انا ياموطني في كل بقعه فيك عنواني
يمن وانا اليماني منبع الإيمان إيماني
يمن مغروس حبه في شراييني ووجداني
بحبه كم انا غنيت من عزفي وألحاني
بحبه كم انا القيت من شعري وقيفاني
لذيذ العيش من دون اليمن ماعاد يهناني
تسافر حيثما تشتي تسافر سوف تلقاني
2
انا كوني رداعي انتمي في الأصل من يافع
تجدني من تهامه من عبيده أسكن الضالع
تجدني عولقي من وائله من قوم بن شاجع
عسيري حضرمي في وسط وادي دغر بن نافع
تلاقيني وانا موجود في هذا الوطن واقع
وهذا الموطن الرائع
يسعنا صدره الواسع
ويجمعنا توحدنا ولا بايمنعه مانع
وبالوحده علمنا دايما بين الامم رافع
لذيذ العيش من دون اليمن ما عاد يهناني
تسافر حثما تشتي تسافر سوف تلقاني
3
تراني كنيتي في داخل البيضاء بيضاني
وتلقاني وانا في العاصمه صنعاء صنعاني
وتلقاني وانا ساكن عدن صيري وشمساني
وتلقاني كثيري حل في سيئون همداني
وتوجدني وانا داخل مدينة لحج غيماني
انا في حوف خولاني
وفي الغيضه سليماني
وفي سنحان سيحوتي وفي عمران بيحاني
وانا في آخر الصحراء في الخرخير ذبحاني
لذيذ العيش من دون اليمن ما عاد يهناني
تسافر حثما تشتي تسافر سوف تلقاني .

عظيم العزاء والمواساة لأبناء الفقيد : فؤاد ، صلاح ، ماهر
ولأخواننا وانسابنا ال المجربي الكرام خاصة ، ولمديرية العرش ومديريات رداع والبيضاء واليمن عامة ، برحيل الشيخ المجربي ، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه ، وأن يسكنة رفيع الجنات وعالي الدرجات ، مع الانبياء والشهداء والصالحين ،
ان العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك
يا شيخ أحمد لمحزونون ، البقاء لله وحده

أبو مشعل المفلحي