منصور الحذيفي
2.44K subscribers
199 photos
22 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
ما دام يفوتك أن تقرأ كلَّ ما تريد، فجوِّد طريقةَ قراءتك ونوعيَّةَ ما تقرأ، وما دام العمر نفيساً محدوداً، فلا تجعله يذهب في غير النفائس، ما استطعتَ إلى ذلك سبيلا.
من أجلى معاني الحياة الطيبة: أن تحيا مع القرآن، وأن تحيا بالقرآن.. ومن كان كذلك كان من أحق الناس بالسكينة والطمأنينة مهما تقلبَت به شؤون الحياة، ثم من أحقِّهم -بإذن الله تعالى- بحسن الختام؛ فإن القرآن لا يضيِّع صاحبه أبداً، والآخرة خيرٌ وأبقى..
من الظلم أن تحكم على إنسانٍ بحالة من حالاته، أو موقفٍ ربما زلَّ فيه، وأنت تعلم أن شأن الإنسان التأثُّر بالظروف والتغير والزلل، وإنما يُحكَم على الإنسان -من ناحية الخير والشر وما بين ذلك- بمجموع حالاته، وبغالب ما يظهر منه..
ثم حذارِ حذارِ من كِذبةِ (الانطباع الأول)، فكثيراً ما يكون ظالماً، وكثيراً ما تؤثِّر فيه قناعاتٌ سابقة لم يُثبتها دليل ولم يعضدها برهان، وعواملُ تعمل في نفس الناظر في خفاء..
وما أكثر ما ترى من الناس من يقول: حدسي لا يكذب، ولا يخطئ.. وهو في الحقيقة أكبر كذّاب وخطّاء!

وما أحسن قولَ القائل (أعقل الناس أعذرُهم للناس).
فإذا عكسناه صار هكذا: أجهل الناس ألْوَمُهم للناس! وأزيد عليه: وأكثرهم تتبُّعاً لزلّاتهم واهتماماً بإصدار الأحكام عليهم وإذاعةِ مَساوئهم.. عافاني الله وإياك.
أمقت جدا المبالغة في تصوّر العالِم أو المثقف لمكانته أو مكانة غيره من أهل الثقافة والعلم.. تلك المبالغة فيما يجب أن يكون عليه العالِم والمثقف التي تُخرجه من كونه إنساناً، وكأن عليه أن يتبنّى طبيعةً أخرى غير طبيعته الإنسانية.
‏ما أبشع هذه المبالغة التي تفرض عليه أن يتعامل مع نفسه ومع الناس وَفقاً لهذا التصور المشوّه البغيض!
القراءة نوعٌ من الحياة في الخيال أو في المثال، فوقَ الحياة العادية التي أنت فيها، فكأنك تختار مكاناً جميلاً لتعيش فيه، أو لتزورَه في الفينة بعد الفينة.. ولذلك تجد الوَلوعَ بالقراءة لا يرضى عما يلقاه فيها من الأنس والسَّلوةِ بدلا، وتراه خالياً مع كتابه في صورةِ المنعزل المستوحِش، وهو في فرحٍ ونعيم، وفي جمعٍ كريم من الحكماء والأدباء، أو بين يدي عالِمٍ يأخذ بيده إلى سبيل الرشاد، ويضيء له المساحات المظلمة التي تكتنفه، وفي الجملة: هو في جنة المعرفة، في رغَدٍ من العيش وسعةٍ من المعاني وعالَمٍ من العجائب.. فالقراءة شُرفةٌ تُطِلُّ على دنيا مبهجة، شُرفة بحجم ورقة، لكنّ من ورائها كوناً فسيحاً لا يُدرى أين منتهاه!
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:

"وأنا كالإنكليز، أشربُ الشّاي في الصّباح وفي الأصيل وفي الليل، لا أنتهي منه حتى أعود إليه".

**

قلت:

لا تُكثِري اللومَ في شايٍ شُغِفتُ بهِ
فإنَّ لي قدوةً فيه ولي سلَفا

وليس يُقصيهِ قَيظٌ في مَفازتِنا
فإنْ أظَلَّ الشِّتا زِدنا بهِ كَلَفا
من السفاهة وضعف العقل وهبوط الهمة أن يركب الإنسان كل موجة، ويعصف به كل جديد، ويُولَع بتقليد الآخرين ومتابعة أخبارهم، خاصةً إذا كانوا من التافهين.
وهذا من أكثر أدواء هذا العصر انتشاراً.
وليكثر الواحد منا من الدعاء النبوي: (اللهم ألهِمني رشدي، وقِنِيْ شرَّ نفسي).
اللهم ارفع هممَنا ووفقنا لما ينفعنا وألهِمنا رشدنا وقِنا شرَّ أنفسنا.
بعض الناس إذا رأى عالماً أو داعيةً في نعمة وخير ورزق من الله استكثرَ ذلك عليه دون غيره.. وراح يطلب عيوبه ويستنقصه ويتساءل عن الزهد ونحو ذلك، فكأن معنى الزهد عنده هو الفقر، فمن لم يكن من العلماء والدعاة فقيراً فليس بزاهد! مع أن كثيراً من الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا من أثرى الناس!
هذا الجهل المركب مع شيء من الحسد الخفي، والبغي على الخلق، كل ذلك قد يزينه الشيطان فيظهره في صورة الغيرة على الدين والعلم أو على أهل الدين والعلم!

(قل من حرَّمَ زينة الله التي أخرجَ لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصةً يومَ القيامة..).
والمعنى: أن هذه الطيبات والأرزاق التي أباحها الله للمؤمن ولغيره في الحياة الدنيا= لا تُعطى يومَ القيامة إلا للمؤمنين، فهي خالصة لهم هناك..

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه:
"(يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً)، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: (يا عمرُو،‍ نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالح)".
في كل حالاتك: فِرّ إلى الله..
ليس الفرار إلى الله محدوداً بحالٍ، ولا زمان ولا مكان..
بل ينبغي أن يكون ملازماً لقلب المؤمن لا ينفك عنه، وإن غفل، وإن نسي، فسرعان ما يعود ويتذكر ويتعلق برحمة الله وينطرح بين يديه مناجياً، وعليه أن يبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته جل وعلا.
ولْنلهَج دائما بالدعاء النبوي العظيم:
(يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عين).
اكتب.. وازرع بكلماتك أملاً في القلوب، أو اجعلها ضِماداً لجريحٍ يائس، وآنِس بها وحشةَ الغريب النائي، وربِّتْ بها على كتفِ الحزين العاثر، المهم ألّا تصمت ما دمتَ قادراً على بذلِ كلمةٍ في سبيل الخير.
الحمد لله..

كلمة عظيمة يلهج بها السعداءُ حقاً..
‏من قالها من قلبه أفاضت عليه: رضاً وطمأنينة وانشراحاً، مع ما فيها من شعور بمنة الله واعتراف بفضله في كل حال.
منصور الحذيفي pinned «الحمد لله.. كلمة عظيمة يلهج بها السعداءُ حقاً.. ‏من قالها من قلبه أفاضت عليه: رضاً وطمأنينة وانشراحاً، مع ما فيها من شعور بمنة الله واعتراف بفضله في كل حال.»
عيون كثيرٍ من العقلاء ترمق طالبَ العلم، وتنتبه إلى جانب الخُلُقِ والأدب فيه قبل علمه، فإذا رأته موفورَ الأدب، زكيَّ الخُلُق أرعَته سمعَها، وأخذَت عنه، وإذا رأته خلافَ ذلك استدبرَته، وربما فضَّلَت عليه قليلَ الأدب من الجهلة، لأنها ترى له عذراً بجهله، وترى الحجةَ قائمةً على هذا بعلمه.
كثير من الخطر يكمن في طريق الشاب المستقيم حين يرى أن عليه أن يصلح كل الناس، ويغيِّر حال الأمة، حين تتقّد عاطفتُه أكثر مما يتّقِد علمُه وبصيرته، حين يتيه عن دائرة تأثيره، ومجال قدرته، ويطلب المُحال، فيَعجز، فتعظُمُ خيباته، فإما أن ينكسر، ويرتكس، وإما أن يكون مع الغُلاة الذين يكفِّرون المسلمين ويحاربونهم..
‏والمعصوم من ذلك من وفقه الله للعلم النافع وصحبة العلماء الربانيين ممن يُحسِن إرشاده، ويدُلُّه على ثغره، ويُبصِّره شرورَ نفسه، وشرورَ شياطين الإنس والجن.
أنا لا أطلب منك ألّا تتأذّى من كل ما يؤذيك، كل ما أرجوه من نفسي ومنك أن نتعافى سريعاً، ومهما بدا لك الأمر صعباً فإني أبشرك أنه مما يُكتسَب بالمِران والتمرُّس، وسيتحسّن أداؤك شيئاً فشيئاً.. المهم ألّا تسمح للإساءة أن تهدمك، أو تُضعِفك، أو يتعمّق أثرها فيك.. العالَم مليء بالمنغصات والمشكلات، لكن الله -جل وعلا- منحنا القدرة والقوة على تجاوزها بعونه ومدده.
ادعوا لإخوانكم في غزة فإنهم في كرب عظيم
نسأل الله أن يفرج عنهم بلطفه ورحمته
مَن تكبَّرَ فإنما أبدى لك حقارةَ نفسه، ولا يكون انتفاخ الطبل وصوته إلا على قدر الفراغ الذي داخله!
من أخطر عيوب الإنسان أنه لا يرى عيوب نفسه!
إذا كتبَ كاتبٌ عن حزنه فاعلم أنه -في الغالب- لا يكتب ليبحث عن تعاطف أحد، أو ليشكوَ إلى أحد.. إنما يكتب لأنه كاتبٌ يجد في البوح سعادته وعزاءه، وقد يمرُّ قارئٌ ما بذات المشاعر، فيجد فيما يكتبه سلوةَ المشاركة وأُنسَها..
وشأن الكاتب أن يتلمس آلامَ البشر فيصفها، وقد يُحسِن وصفَ كثيرٍ من المشاعر برهافةِ حسِّه، ولو لم يكن ذلك الوصف وليدَ المعاناة والتجربة.
يا صديقي داوِ قلبَك بالاستماع إلى كلامِ ربك..
فكثيراً ما نجد من الاستماع ما لا نجده من مجرد التلاوة..
وقد قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه:
(إنِّي أحبُّ أن أسمعَه من غيري..).