منصور الحذيفي
3K subscribers
217 photos
24 videos
1 file
35 links
مقالات وخواطر وشعر.

كل ما يُكتب هنا من قولي.

حسابي على تويتر: https://twitter.com/mansour1917?s=21

قناة المختارات: https://t.me/mansour519

قناتي (في أعماق الكتابة): https://t.me/ketaba19
Download Telegram
لا أسوأ من الأخلاق السيئة إلا تبريرها ومحاولة جعلها صوابا.
من أخطر ما قد يفعله الجوال بنا:
تشتيت الفكر والعزم.
أنفعُ العُزلة ما كان بعد خُلطة، وأنفعُ الخُلطة ما كان بعد عُزلة، فكلّ واحدٍ منهما يُكسِبُ الآخرَ قيمتَه، ويُحسِّن أثرَه في النفس.
أوجعُ الهمِّ:
غربةٌ
تملأُ الروحَ..
وعمرٌ..
قضّيتُهُ في الأماني

كلما عَنَّ مطمحٌ
قلتُ مهلاً..
فغداً أقتفيهِ
دونَ توانِ

أغداً؟!
ما غدٌ سوى
قبضِ ريحٍ
وتعاليل مُوثَقِ العزمِ
عانِ !
الكلمة الطيبة التي لا تتعبك تعني لغيرك شيئاً كثيراً، فلا تمنع نفسَك الأجرَ، ولا تحبس عن غيرك الخير والإحسان.
الإخلاص معنى عظيم جداً، وشرط من شروط قبول العبادات، يعينك الله عليه بعبادة الخلوات حيث لا يراك أحد.. فكلما ازددتَ منها ازددتَ من الإخلاص والصدق مع الله تعالى.
الذي يجعل من دأبه الترصُّد للبشر في كل صغيرة وكبيرة، خاصة للمؤثِّرين منهم بالخير، كثيراً ما تنطوي نفسه على كِبرٍ واحتقارٍ للناس، أو حسدٍ وضعَةٍ يدفعانِه إلى الحقد على كل ساعٍ من الناس.. والمطلوب مني ومنك على كل حال: أن نبتعد عن أمثال هؤلاء، وأن نَحذرَ ونُحذِّر الآخرين منهم، فإنهم وباءٌ ووبالٌ على المجتمع والأمة، ونادراً ما ينتفعون بنصحٍ أو يدَّكِرون بوعظٍ؛ وذلك لتلك الصفات التي تملؤهم وتملك عليهم أمرهم، أعاذني الله وإياك منهم ومن طريقتهم.
أتصور أن من براعة القاص المبدع أن ينهي القصة أحياناً على نحو مفاجئ، نهايةً غريبة؛ ذلك أن الحياة نفسها تفاجئنا بمثل تلك النهايات غير المعتادة، وإن كان على الفنان أيضاً -في كثير من الأحيان- أن يجعل المفاجأة صادمة صارخة، فجزءٌ كبير من مهمة الشاعر والفنان يكمن في أن يحاكي بفنه الحياة على نحوٍ مُبالَغٍ فيه، وتلك المبالغة المُسَوَّغة باللغة الأدبية المستورة بستارٍ فنيٍ شفيف هي سرٌّ من أسرار التأثير الفني والشعري، فنحن -في حقيقة الأمر- لا نرغب دائماً في أن نقرأ أدباً واقعياً تماماً، على نمط ما نعيشه كل يوم، وإنما نرغب أن نقرأ أدباً واقعياً مُصاغاً ببراعة فنية إيحائية، ترتفع به عن صرامة الواقع، دون أن تلِج به إلى الخيالِ المحض، وإن كان للأدب الخيالي مجاله الرحب أيضاً وعشاقُه الكثُر.
هكذا أتصور الواقعية الفنية أو ما يسمى (الأدب الواقعي).
الشوق واللهفة

رأيت من يُخطِّئ التعبير عن الشوق باللهفة، كأن تقول: أنا في لهفةٍ إلى رؤيتك.. قالوا: لأن معنى اللهفة: الحسرة.. والشوق بينه وبين الحسرة فرقٌ بيِّن.

ولكن بشيء من التأمل تستطيع أن تربط بين الشوق واللهفة، فما أكثر ما يستحيل الشوق إلى شوق عنيف مرهق، خاصةً حين يهدده اليأس، أو تتضاءل كثيراً آمال اللقاء.. فينطوي على شيء من الحسرة والألم من هذا الجانب، ففي هذه الحالة أتفهّم التعبير عن الشوق باللهفة، ولستُ من أهل اللغة حتى أقرر صحة هذا التعبير من عدمها، ولكني كما ذكرت أتفهّمه في هذا السياق.
هل جربتَ سعادةَ أن يشتاق إليك صديق، أن نفساً ما في هذا الكون الفسيح تتوق إلى لقائك وتهفو إلى حديثك، لا من أجل مالٍ ولا مصلحةٍ دنيوية، وإنما من أجلك أنت، من أجل انسجامه وتناغمه معك، من أجل روحك وما تنطوي عليه من قيمةٍ وخلُقٍ ومعنى؟!
لعلك لو تأملتَ حالك وتذكرتَ ما أنت فيه من الخير والعافية والستر وغير ذلك من النِّعَم= لخررتَ لله ساجداً شكراً واغتباطاً واعترافاً بآلائه الجليلة التي لا تُحصى..

‏(فاذكُروا آلاءَ الله لعلكم تفلحون).
بعضُ من نعزهم ونحاذر غضبهم ولهم قدرٌ كبير في نفوسنا ينطبق عليهم قولُ جرير:

‏(إذا غضبت عليك بنو تميمٍ
‏حسِبتَ الناسَ كلَّهمُ غِضابا).
في زمن سهولة الحصول على المعلومة أصبح أثر العلم على كثيرٍ من طلابه وقيمته في نفوسهم أقل بكثير مما كان عليه سابقاً، وكل شيء قرُبَ مأخذه وسهُل تناوله زهِدَ فيه الناس إلا من وفقه الله وأنار بصيرته.
‏ومن ظن أن العلم هو: مجرد جمع المعلومات والاستكثار منها ولفت أنظار الناس بها= فقد ضلَّ سواءَ السبيل..
‏إنما يكون العلم بتحقق أثره، وبصده عن أخلاق الجهالة، وبتزكيته وتهذيبه للنفوس.
إذا ضعُفَت همتُك في القراءة زُر مكتبةً، أو جالِس قارئاً، فما أسرع ما تتحرك أشواقك عندها وتُقبل نفسك على القراءة!
إذا كنت لا تُقبل على ما ينفعك إلا وأنت على أحسن حال، فما أقلَّ ما تُحصِّل من الخير..
‏لا بد من حَملِ النفس على ما ينفعها، ومقاومة أهوائها، ومُدافعة تقلُّباتها.
من الحكمة قبل أن تدخل في أمر أن تعرف كيف تخرج منه، وألّا تدخل في نفقٍ مسدود.. وقد رُويَ أثرٌ بنحو هذا عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهذا مما يُعرَف بتأمل نصوص الشرع وبالتجربة والحزم في الأمور وإحكام النظر في العواقب ونحو ذلك.
فكيف إذا تعلّق الأمر بك وبمن أنت مسؤول عنه من رعيّتك؟!
قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
لا تُحدِّث لئيماً عن شرف الخصومة وأدب المحاورة؛ فإنه يفقد أبجديات الأخلاق، ولا يردعه إلا القوة المادية، ولا يحركه إلا المكاسب الدنيوية.
في ظروفك الصعبة لا تفكر إلا بالقدر الذي يخرجك من الأزمة بخير، لا تجهد تفكيرك في غير ذلك، ولا تدع السوداوية والتشاؤم يسيطران عليك، وفي المقابل أنعِش روحك بالتفاؤل وبتفويض الأمر كله لله تعالى وبدعم نفسك ورفع معنوياتها بكل ما تستطيع.
أسوأ الطرق في التعامل مع ما نقرؤه لغيرنا أو نسمعه هو أن نتلقّاه أولَ ما نتلَقّاه بروح الأستاذية، لا بنية الاستفادة والإضافة إلى وعينا أو تأكيد معارفنا.. وأسعد الناس بما يقرؤون ويسمعون وأكثرهم انتفاعاً بذلك هم أصحاب النفوس المتواضعة، التي لا ترى أن أحداً أقلّ من أن تتلقّى عنه وتستفيد منه.
من أدَلِّ الأمور على عقل الإنسان وقلبه: اختياراته.. كما قيل: (اختيارُ المرء قطعةٌ من عقله).
قد تجد إنساناً يلُفُّه الغموض من كل صَوب، حتى إذا طرقتَ موضوعاً معيناً أو استشهدتَ بأبياتٍ في أمرٍ من الأمور طربَ كلَّ الطرب وتَهلَّلَ وجهه، هنا تدرك أنك -غالباً- قد امتلكتَ مفتاحاً من مفاتيح نفسه المُغلَقة بإحكام 😁