اللهم موالاة الخير والمسرّات، وحياة طيّبة وصفاء عيش.

أنعم بأسماء وبغصنٍ أطلعها، زين البنات وأكرم ما أنجبت سوريّا، مبارك لهما عقد قرانهما.

وليجتنب «ألا» و «خليلي» و «قد» فلا يستكثر منها في ابتدائه؛ فإنها من علامات الضعف والتُّكلان، إلَّا للقدماء الذين جروا على عِرْق، وعملوا على شاكلة، وليجعلْه حلوًا سهلًا، وفخمًا جزلًا، فقد اختار الناس كثيرًا من الابتداءات أذكر منها هاهنا ما أمكن ليستدل به، نحو قول امرئ القيس:
قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ

وهو عندهم أفضل ابتداء صنعه شاعر؛ لأنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في مصراع واحد، وقوله:
ألاعِمْ صباحًا أيها الطللُ البالي

ومثله قول القطامي واسمه عمير بن شييم التغلبي:
إنا محيوكَ فاسلم أيها الطلَلُ

وكقول النابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمةَ ناصبِ
وليلٍ أقاسيهِ بطيءِ الكواكبِ
وقوله:
كتمتكَ ليلًا بالجمومينِ ساهرًا
وهمينِ همًّا مستكنًّا وظاهرا

وهذا بعض ما اختير للقدماء، ومما اختير لهم في الرثاء قول أوس بن حجر:
أيتها النفسُ أجملي جزعا
إنَّ الذي تحذرينَ قد وقعا

ومما اختير للمحدثين قول بشار بن برد:
أَبى طلَلٌ بالجِزْعِ أن يتكلما

وهو عندهم أفضل ابتداء صنعه محدث، وقول أبي نواس:
لمن دِمَنٌ تزدادُ طيبَ نسيمِ
على طولِ ما أقوت وحُسنِ رسومِ
وقوله:
رَسْمُ الكرى بين الجفونِ مُحِيلُ
عَفَّى عليهِ بُكًى عليكَ طويلُ
وقوله:
أعطتكَ ريحانها العُقارُ
وحانَ من ليلنا انْسِفارُ
وقوله:
دع عنكَ لومي فإنَّ اللوم إغراءُ
وداوني بالتي كانتْ هيَ الداءُ

وما أشبه ذلك مما لو تقصيته لطال وكثر.


#العمدة لابن رشيق.

وإنّي لَأَدعو اللهَ والأمرُ ضيّقٌ
عليَّ، فما يَنفَكُّ أن يَتفرَّجَا

ورُبَّ فتًى سُدَّتْ عليه وُجوهُهُ
أصابَ لها في دعوة اللهِ مَخْرَجَا

أبو إسحاق الثعلبي المفسِّر

الأَرَج في الفَرَج للسيوطي ص٤٠، المكتبة العربية في دمشق

سُئل ذو الرمة: كيف تعمل إذا انقفل دونك الشّعر، فقال: فكيف ينقفل دوني وعندي مفتاحه؟ قيل له: وعنه سألناك، ماهو؟ قال: الخلوة بذكر الأحباب.

قال ابن رشيق: فهذا لأنه عاشق، ولعمري إنه إذا انفتح للشاعر نسيب القصيدة فقد ولجَ من الباب، ووضعَ رجلَه في الركاب.

العشق؛ فتّاقُ معانٍ.

لضيغم العابد:
المودّةُ التي يفسدها تراخي اللقاء؛ مودّةٌ مدخولة.

"فَلمّا وَرَدنَ الماء زُرقًا جِمَامَهُ •• وَضَعنَ عِصيَّ الحاضِرِ المُتخيِّمِ" - زهير بن أبي سُلمى.

"كنز لغويّ زاخر لكل أديب وشاعر، للمفاهيم التي تستغلق دونها اللغة ويتمخّض البيان".

‏"تقلُّبُ المواسم يذكّرنا بتقلّب أحوالِ القلوبِ كلّما انساحت في دُنياها وتصرّمت عليها الأيّام، ومن التوفيق أن تُحدث الحوادثُ في القلب يقظةً وإيمانًا..!".

‏سلسلة لـ⁩ https://t.me/rewaa_0⁩ بعنوان (رواء الشتاء) "زاد شتويّ مع تأملات ريّانة".




★ من شتاءات السيرة | الشيخ فهد الجريوي:
‏https://youtu.be/SyaarvreX9k


★ تعاقب الليل والنهار | د.أحمد عبدالمنعم:
‏https://youtu.be/_vji3pTJZ40


★ حوادث السماء في الشتاء | د.عبدالرحمن السعدي:
‏https://youtu.be/Gkl0OCyxATg


★ تأملات في الرحلات الشتوية | الشيخ فهد المنصور:
‏https://youtu.be/A5rYnKedfTM


مرّروها يا أفاضل لينتفع بها الناس، بتحويل الرسالة أو بنسخها ولصقها.

من التَّحيُّرات المليحة، قول الأقرع بن معاذ:

فما الشَّمسُ وافتْ يومَ دَجنٍ فأشرقَتْ
ولا البدرُ مَسْعودًا بدا ليلةَ البَدْرِ
بِأحْسنَ منها أو تَزيدُ مَلاحةً
على ذاكَ، أو رأيُ المُحِبِّ، فلا أدريِ

ما شاء الله ولا قوة إلا بالله! والحمد لله.

هذا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب في طلعته البهيَّة وسحنته السنيَّة، الشيخ أيوب الجهني:
https://youtu.be/yLd77cTkN-w?feature=shared

أحثكم على الاستماع إليه.