إن تلك الأشياء التي تأتيك متأخرة، بعد أن شعرتَ بأنهُ قد خفتَ فيك وهَجُك، وتوجَّعت قدماك، كانت على كل حالٍ قد سمحت لك بمرافقة طويلة وجميلة للإنسان المكافح المثابر الطيِّب فيك. الذي كان يجتهد باحثًا عن الطريق، والذي كان يلومُ نفسه أكثر مما يلوم العالم، والذي كان يقرأ وجوه المساكين أكثر مما يقرأ أخبار اللهو والثرثرة، والذي كان يريد الصلح مع الأيام أكثر مما يريد أن يهزم الآخرين. وكل الأشياء الجميلة والمتلألئة التي تطاردها في هذا العالم، وتبحث عنها ليلًا ونهارًا، لا تساوي يا صاحبي أن تعتاد وتتقبل تلك النسخة الأجملَ منك.
| محمود توفيق
#مقتبس #هدهدة
| محمود توفيق
#مقتبس #هدهدة