Forwarded from اقْــــرأْ
° ليسَ العبيدُ هم الذين وُضِعوا في الأغلال. بل هم الذين لانوا لها، وبَشُّوا للحياة وهُم فيها °
خواط الطاهر الحداد | ص63
#الطاهر_الحداد #كتب_تونسية
خواط الطاهر الحداد | ص63
#الطاهر_الحداد #كتب_تونسية
Forwarded from اقْــــرأْ
كتاب جليل له عظيم الأثر
..
تعلمنا في المدارس أن الحقوق مكتسبٌ مفروغ منه. وأنها من الأشياء التي ولد الإنسانُ بها طبيعيا تماما كما ولد بعينين ولسان وشفتينِ.
وعليهِ فإننا نرى أنفسنا أهلاً لهَا، ما دامت الواجباتُ توازن الكفة وتكمِّلُ الصيغة. ولكن ماذا عن الوعيِ؟
نحنُ نجهلُ الحقيقة الدمويَّة وراء لفظ الاكتسابِ. وننسى المعاني الأولية للأشياء في انشغالنا بمعاني الامتلاك الحالية.
وتاريخ الإنسانية شاهدٌ قائم أن ما نولدُ بهِ اليومَ من حقوقٍ، دَيْنٌ نُدانُ بهِ. وعِقدٌ ثمينٌ غليظ يعلق في رقابنا.
وأنّهُ، في زمن سابقٍ، صوتٌ كتمته الحناجرُ، خوفا من القمعِ.
وأنهُ في زمنٍ يلحقُ السابق صوتٌ صدحت به الحناجر فطالها الموتُ.
عندما تتعلق القراءةُ بالتاريخِ وبالواقع دونا عن الخيالِ، وعندما يكون هذا التاريخُ حملك والواقع سربالك، فإن فعل القراءة يركبُ صهوةَ الغضبِ والحماسِ وينصهر مع النبضِ في العروقِ ويستمدُّ وقوده من شعورنا بثقلِ الإرثِ على ضهورنا وبهمومنا واهتمامنا بكل ما هو حولنا ولنا وعلينا..
عندما تتعلق القراءة بما وقع ويقع فعلا، لا بما كان يتمنى أحدهم أن يقع،
فإن الفضول الذي يدفعنا أن نقلب الصفحات حتى النهاية فضولُ الباحث عن حقيقة الأمر. وعليه فهو فضول فاضلٌ، متصل بسنن البناءِ والتعمير والخلافة.
ما يحدثنا عنه هذا الكتاب، جزء من محمول ثقيلٍ ووثاق غليظ، على كل فردٍ منا احتمالهُ. نولدُ لتصيبنا عدواهُ تنقلها إلينا رياحُ الزمنِ والجغرافيا، لكنه داءٌ خفيٌ لا يفضح نفسهُ، ولا يكشفها إلى حامله إلا بعد تدقيقِ هذا الأخير فيه واعترافٍ منه بنقاط ضعفه.
عنصر يتداخل في تكوينك، ويعجن طينك، وينتجك كما يحلو له ثم كما يحلو لك. هو محيطك الواسع وأنت قطرةٌ.
تتحركُ أمواجه بسلطة الرياحِ وسطوتها.
وتموجُ تياراته محكومة بتضاريس أرضها. وأنت الجُزيئة داخل الكلية، تتشاركُ مجموع القطرات نفس البيئة والنسيجِ: تسيرُ فتقتلعك من ثباتك، وتركدُ فتغرسكَ في موقعك. تورثك القوة كما تورثك الضعف.
تُراك تسير أم تخير. تسبح مع التيار أم تثورُ عكسهُ؟
قادني الحداد بشكل ما إلى هذا الكتاب، إلى الجزء المغمورِ من التاريخِ، إلى برمودا تونسيِّ الملامح، وكأنما يقودني لمن قد حمل عنه مشعل الهمِّ. فروحه تنطفئ في الفترة الظرفية التي تخيب فيها محاولاته مع حماس النضال الحزبي الدستوريّ، ليعيد الاشتعال بقوة بعد سنوات قليلة جدا مع صالح بن يوسف وبورڨيبة. والذين سيشكلان وجهي العملة للخلاف القادم على قيمِ الدولة والاستمرارية المستقلة.
وهو خلافٌ أكبر من الشخصيتين، وصدعٌ في أرض الفكر تمخض عنه اصطدام حضارتينِ في صيغةٍ حتمية هي الاستعمار. وأجد نفسي أتسائل، في سياقِ التدرج،
لو بقي الطاهر الحداد حيًّا أي الصفين تُراهُ يُذيِّلُ؟ لا سيما وأنه من القلائل الذين حملوا ترسانة المبادئ والأفكار المجددة والخارجة عن التقليدي في تلك الفترة؟
هو كتاب يغطي مراحلا من حياة شخصية صالح بن يوسف بداية من نشأته ووصولا إلى ظروفِ خروجه من تونس قبيل الاستقلال، بربط وثيقٍ مع كواليس العالم والحرب العالمية الثانية والتنظيم السياسي لفرنسا. هذه الشخصية التي اغتيلت تاريخيا فلم تحظ بحقها من الاعترافِ وتمت تصفيتها جسديا باكرا جدا في مرحلة ما بعد الاستقلال. فبترت معها أطرافٌ من وعينا بالمسار والمصير. لنسترجعها فيما بعد في الأثر الأحفوريِّ والحرف.
#مراجعة صالح بن يوسف حياة كفاح
#كتب_تونسية #goodreads
____________________________
رابط المراجعة على جودريدز؛
https://www.goodreads.com/review/show/3221697585
..
تعلمنا في المدارس أن الحقوق مكتسبٌ مفروغ منه. وأنها من الأشياء التي ولد الإنسانُ بها طبيعيا تماما كما ولد بعينين ولسان وشفتينِ.
وعليهِ فإننا نرى أنفسنا أهلاً لهَا، ما دامت الواجباتُ توازن الكفة وتكمِّلُ الصيغة. ولكن ماذا عن الوعيِ؟
نحنُ نجهلُ الحقيقة الدمويَّة وراء لفظ الاكتسابِ. وننسى المعاني الأولية للأشياء في انشغالنا بمعاني الامتلاك الحالية.
وتاريخ الإنسانية شاهدٌ قائم أن ما نولدُ بهِ اليومَ من حقوقٍ، دَيْنٌ نُدانُ بهِ. وعِقدٌ ثمينٌ غليظ يعلق في رقابنا.
وأنّهُ، في زمن سابقٍ، صوتٌ كتمته الحناجرُ، خوفا من القمعِ.
وأنهُ في زمنٍ يلحقُ السابق صوتٌ صدحت به الحناجر فطالها الموتُ.
عندما تتعلق القراءةُ بالتاريخِ وبالواقع دونا عن الخيالِ، وعندما يكون هذا التاريخُ حملك والواقع سربالك، فإن فعل القراءة يركبُ صهوةَ الغضبِ والحماسِ وينصهر مع النبضِ في العروقِ ويستمدُّ وقوده من شعورنا بثقلِ الإرثِ على ضهورنا وبهمومنا واهتمامنا بكل ما هو حولنا ولنا وعلينا..
عندما تتعلق القراءة بما وقع ويقع فعلا، لا بما كان يتمنى أحدهم أن يقع،
فإن الفضول الذي يدفعنا أن نقلب الصفحات حتى النهاية فضولُ الباحث عن حقيقة الأمر. وعليه فهو فضول فاضلٌ، متصل بسنن البناءِ والتعمير والخلافة.
ما يحدثنا عنه هذا الكتاب، جزء من محمول ثقيلٍ ووثاق غليظ، على كل فردٍ منا احتمالهُ. نولدُ لتصيبنا عدواهُ تنقلها إلينا رياحُ الزمنِ والجغرافيا، لكنه داءٌ خفيٌ لا يفضح نفسهُ، ولا يكشفها إلى حامله إلا بعد تدقيقِ هذا الأخير فيه واعترافٍ منه بنقاط ضعفه.
عنصر يتداخل في تكوينك، ويعجن طينك، وينتجك كما يحلو له ثم كما يحلو لك. هو محيطك الواسع وأنت قطرةٌ.
تتحركُ أمواجه بسلطة الرياحِ وسطوتها.
وتموجُ تياراته محكومة بتضاريس أرضها. وأنت الجُزيئة داخل الكلية، تتشاركُ مجموع القطرات نفس البيئة والنسيجِ: تسيرُ فتقتلعك من ثباتك، وتركدُ فتغرسكَ في موقعك. تورثك القوة كما تورثك الضعف.
تُراك تسير أم تخير. تسبح مع التيار أم تثورُ عكسهُ؟
قادني الحداد بشكل ما إلى هذا الكتاب، إلى الجزء المغمورِ من التاريخِ، إلى برمودا تونسيِّ الملامح، وكأنما يقودني لمن قد حمل عنه مشعل الهمِّ. فروحه تنطفئ في الفترة الظرفية التي تخيب فيها محاولاته مع حماس النضال الحزبي الدستوريّ، ليعيد الاشتعال بقوة بعد سنوات قليلة جدا مع صالح بن يوسف وبورڨيبة. والذين سيشكلان وجهي العملة للخلاف القادم على قيمِ الدولة والاستمرارية المستقلة.
وهو خلافٌ أكبر من الشخصيتين، وصدعٌ في أرض الفكر تمخض عنه اصطدام حضارتينِ في صيغةٍ حتمية هي الاستعمار. وأجد نفسي أتسائل، في سياقِ التدرج،
لو بقي الطاهر الحداد حيًّا أي الصفين تُراهُ يُذيِّلُ؟ لا سيما وأنه من القلائل الذين حملوا ترسانة المبادئ والأفكار المجددة والخارجة عن التقليدي في تلك الفترة؟
هو كتاب يغطي مراحلا من حياة شخصية صالح بن يوسف بداية من نشأته ووصولا إلى ظروفِ خروجه من تونس قبيل الاستقلال، بربط وثيقٍ مع كواليس العالم والحرب العالمية الثانية والتنظيم السياسي لفرنسا. هذه الشخصية التي اغتيلت تاريخيا فلم تحظ بحقها من الاعترافِ وتمت تصفيتها جسديا باكرا جدا في مرحلة ما بعد الاستقلال. فبترت معها أطرافٌ من وعينا بالمسار والمصير. لنسترجعها فيما بعد في الأثر الأحفوريِّ والحرف.
#مراجعة صالح بن يوسف حياة كفاح
#كتب_تونسية #goodreads
____________________________
رابط المراجعة على جودريدز؛
https://www.goodreads.com/review/show/3221697585
Goodreads
منال (Tunisia)’s review of صالح بن يوسف حياة كفاح
كتاب جليل له عظيم الأثر .. تعلمنا في المدارس أن الحقوق مكتسبٌ مفروغ منه. وأنها من الأشياء التي ولد بها الإنسانُ طبيعيا تماما كما ولد بعينين ولسان وشفتينِ. وعليهِ فإننا نرى أنفسنا أهلاً لهَا، ما دامت الواجباتُ توازن الكفة وتكمِّلُ الصيغة. ولكن ماذا عن الوعيِ؟…