كُنَّا كغُصنيْنِ في جُرثومة ٍ بَسَقاَ
حيناً على خيرِ ما ينمى لهُ الشَّجرُ

حتَّى إذا قيلَ قدْ طالتْ عُروقُهما
وطابَ غَرْسُهُما واستَوْسَقَ الثّمَرُ

أخْنى على واحدٍ رَيْبُ الزّمانِ، وما
يُبْقي الزّمانُ على شيءٍ وَلا يَذَرُ

| الخنساء
_____________
الجرثومة: الأصل في كل شيء.
تقول: كنا كغصنين من أصلٍ واحد.
#شكوى

يتحولُ الحزنُ إلى شيطانٍ ضاحكٍ وقِحٍ حينما تكون السعادة أقرب مما كانت يومًا، وتكونُ العافية شيئا ممكنا بسيطا ومع هذا نحن لا نبلغها.

#شكوى

يهونُ عذابُ الجسمِ والروحُ سالِمٌ
فكيف وروحُ المُستهامِ قُروحٌ؟

#شكوى

وأنا، في قلبك، منذُ البداية، لم أكن إلا احتمالاً ما، مجردَ إمكانٍ مُرشّحٍ، أو شيء مُرجّحٍ، أو إختيارًا وُفّقتَ فيه بأُعجوبةٍ.
لم أكن يقينًا، أو شيئا انشقَّ عنهُ الإيمانُ. كالحب مثلا. الحب إيمان. وأنا لم أكن ضرورة. لم أكن عقيدةً. كُنتُ احتمالاً فقط. ولم يكن غير ذلك ليكونَ بحال من الأحوال، كما كنت آمل أو أتوهم.

#شكوى

وكانت تمر أيامي في قالب واحد لا يتغير، لا أرى من النور سوى خيطَ الحنينِ الذي يصِلُني به، ولا أرى منَ النور غيرهُ!
فكان لا بد حتى ترتوي روحي أن أغمض عينيَّ أولا، فتتدفق الأنوار والأفكار والشخصيات إلى عقلي ملونة زاهية جميلة! كان لا بد أن أدخل الظلام أولا، وأنتظر أن تحملني الأحلام لعوالمَ أتمناها. فألتقي فيها بمن تأنس في رفقتهم الروح وتستكين وتنتفي ما بيننا الجغرافيا الفاصلة، ويكتمل أخيرا المعنى.

كان ذاك فخي الجميل، كان يسرق من عمري الأيام،
ويسرق من عيني ضوء الشمسِ، ويحبسني في الظل وما أعيشهُ خلاله في لا وعيي أهم مما عشتهُ في وعيي ويقظتي.

لقد تكونت لدي بالرغم مني تلك الفكرة بأنني لا بد أن أغمس فرشاتي في السواد لأظفر باللونِ، والصوتِ، والصورة. فما ذنب من نأت أحلامه عنه وطوتها المسافات مثلي؟
يا حبذا لي زادا أعيش فيه "حقيقتي" غير الحلم، وليت لي حيلةً غير الزمن أحشوهُ شوْقًا.

#شكوى
#في_استنطاق_الداء

ألا يُنصِفكَ العالم، فذلك طبعُ الأمور ولا ضير في ذلك ولا ضررَ، لكن ألا يُنصفك من يُحبك واستلم منك حبك وروحك كلهما وتدفأ بهما. فيما ترتجفُ أنت على عتباته وجدًا ويأكلك البرد وأنت تنتظر شيئا ما، أي شيءٍ. يفهمك، لكنه يسلمك طائعًا لمن لا يفهمُ عنكَ شيئا، يرى ثباتك معه واستنادك وانتماءك إليه، ولكنه يتركك لموجِ الغرباء وأهواءه تعبثُ بك، ولعيون الاستخفاف والطمع فيك تنهشك، ولا يحرك من أجل استرجاعك وحِفظِك ساكنًا، فالموتُ من هذا والله أهون.

#شكوى

بداخلي طفلٌ كان يتعلق برقبتك، إذا أصابهُ زهوٌ بشيء حدثك بدهشة قلبه، وإذا أصابَ وجعًا فاضت كالنهرِ شكواهُ إليك. بداخلي طفلٌ مايزال يحادثك، فتُبتلع أحاديثه داخل الفراغ، وتغيَّبُ خلجاتُهُ في بطنِ الظلامِ المنسيِّ. يروِّعُهُ شبحُ العدم، فيحاول السّكوت، ولكنهُ، طفلٌ، فأنى يفلحُ؟

#شكوى

يشهد الله أنني لم أشأ بدَلاً، وأنني لمَّا شُرِّعت لدُخولي أبوابُ الأوطانِ لم أشأ فيها إلا السكونَ، ولم أتحرّك حركةً إلا نحوهُ وإليهِ. ولم أسعَ يومًا إلى كثرةٍ بلا بركةٍ. ولا إلى تبديلٍ. ولا داخلني من راحلتي مَللٌ. ويشهدُ اللّٰه أنّهُ كفاني من المعنى فاكتَفيتُ وقرّت عيني. فيا إلهي لم لم تثبُت -لمَّا سكنتُ فيها- الأوطانُ؟

#شكوى

لو لم تكن هذي جهنّمُ يا أبي
فلمَ الجميعُ على الجميعِ زبانية؟

إن كان هذا ما يسمى عيشةً
بالله كيف يكونُ شكلُ الهاوية؟

ماضونَ والماضي على أكتافنا
مستسلمونَ لكلّ ريحٍ عاتية

ما هكذا كنّا نُريدُ حياتنا
لكنّها كُتبت علينا دامية..

ببلادنا.. ونعيشُ أكثرَ غُربةً
من هاربينَ إلى بلادٍ ثانية!

قد لا نُطيقُ البعدَ لكنْ عندما
نَحياهُ في قُربٍ.. فتلكَ القاضيةْ

| حذيفة العرجي
#شكوى

كل الأشياء التي كانت لنا كل المعنى لم تحدث. وكل الأحداث الفارغة، التي لا تاريخ ولا هوية لها، ولا نظام ولا جمال فيها، القائمة على العبث والتهافت، والمنغلقة على اللامعنى، حدثت بالفعل. أي تاريخ هذا الذي يكتبُ في أيامنا، يستهلكُ نفسهُ عبثا قبل حتى أن تشرق عليه شمسُ الغد، أي بلاءٍ نعيشه!
اللهم تولنا بلطفك وبعنايتك التي لا تبلى.

#شكوى

إذا كُنتَ تحملُ بداخلِ عقلِكَ وجَعًا مُنظمًا، وبُحتَ بِهِ لمنْ لا يَفهمُ نظامَ عقلك لن يتحولَ وجعُك لغيرِ فوضى موجِعة.

#نفثة
#شكوى