أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ
270 subscribers
1.04K photos
9 videos
2 files
84 links
شيءٌ يحتاجُ إرجاعَ البَصَرِ، وإرجاعَ الفهمِ كرّة وكرّتينِ.. كما هو نتاجُ ذلكـ.
Download Telegram
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
وإذا كانَ الحُبُّ همزة وصلِ العالمِ، والقيمة التي لا بُدَّ يمُرُّ بها الجميعُ، فهو حريٌّ بأن يُجعلَ مُوصِلاً لمكارمِ الأخلاقِ والسَّويّ من الشُّعورِ والكريمِ الجليل منهُ.
لا العكس.

وذلك من باب تقديس شعائر الله، والإحسان في الفعل وإلى النفسِ ومن باب الطهارة.

الصورة : صباط دار من دور مدينة تونس

#سنن
#في_استنطاق_الداء
#آية
#سلسلة
#تعلمو_الحب
#أدب
وسط من لا يدري الواحد فيهم ما يطلُب أو ما يريدُ، سوف يبدو ذاك الذي عرف تماما مبتغاه واتجه اليه، وعرف مالا يريد وصد عنه وكأنه تجسيدُ الغرورِ الحيّ.

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
يُعرفُ المعنى بذاتهِ، يكتفي المعنى بذاتهِ.

لذا فعشقٌ فيكَ لا يُحييكَ لا يعوَّلُ عليه، وعشقٌ لك لا يحيي صاحبهُ بكَ لا تُعوِّلْ عليهِ. وحبٌّ لا يرتقي فُلك الإيمانِ ولا يصاحبه ولا يشابهه غيرُ جديرٍ بما كتبهُ الله في الحبِّ من معاني الشرفِ والبهاءِ والولادة والخصوبةِ.

الميْلُ الذي لا يكونُ كالنارِ في صدرك، تحرقُ كل أكوانك وتأتي على كل أفلاكك وتأخذك من مجاميعِ وأشتات ذاتك فيسطعُ منها النور نقيًّا، وتأكل حطب روحكَ أكلا لتخرج منه طيبًا مباركًا ومنافع للناس فلا أنت تعدمُ منهُ طاقةً في سواعدك ولا حيلةً في فكرك ولا اندفاعا في إرادتك، يشتعلُ لهيبها ويشتدُّ دفينًا فتذيبُ معدنك من أقصى داخلك، تصهرهُ وتعيدُ صياغتهُ في قوالب جمال ربانيٍّ يظهرُ فتشخصُ أمام حسنه الأبصار وتسبِّحُ في حضوره الأفئدة.

الحب الذي لا يلهمكَ استقامة صراطك ولا ثباتَ منبتك، ولا جمالَ وجودك ولا قوة مستندك، هذا الذي لا يكون دليلا على نفسه، ونوره ليس منهُ، لا واللّٰه لا يُعوَّلُ عليه.

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
إذا كُنت تُصادِقُ من يقفُ، ولا تقفُ،
فإثم جبنك مضاعفٌ.
وإذا كنتَ وحيدًا ولكنك تقفُ على أي حال،
فأجرُ شجاعتكَ مُضاعفٌ.

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
ستجدُ في مقالةِ الصدقِ كثيرًا من المسكوتِ عنهُ، الممتنِّ لهُ.
والخيرُ الكثيرُ بطبعِهِ يَغمُرُ ولا يُغمَرُ. ويُحيطُ ولا يُحاطُ. ويُدرِكُ ولا تدرِكُهُ الكلماتُ.

#سنن
واليقينُ شيءٌ أثقلُ من الإنسان. أنى يثبّتُ أقدامك شيء أخفّ منك؟
والإيمانُ شيءٌ أعرقُ من الإنسانِ. كيفَ يُحييكَ ما هو أقصرُ من عُمركَ؟
والحُبُّ بينهُما.

#سنن
#لحون_القلب
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
العمقُ لا يطلُبُ اهتماما أجوفًا، ولا ضوءا مُبهرًا. ولا يطلُب حتى إعجابًا بالعُمقِ.
العمقُ لا يطلبُ غير العُمقِ.

#سنن #جدوى #أدب
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
🐚
العمقُ يطلبُ نفسَهُ.
فكما يعِدُك سيرا مُطوَّلاً واستِغراقًا طائعًا وتغلغلا صادقا وسعيًا بصيرًا في بواطنِ الأمور، كذلك ينتظرُ منك أن تردَّ له الجميلَ جميلاً كما استلمتهُ، لا زينةَ فوقهُ، والحَسن حَسَنًا، والصّدقَ صدقًا.

#سنن
الشّيءُ لا يطلُبُ إلاّ شيئًا من نَفسِهِ.

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (أرأيت ثم رأيت)
لا تُفتَعلُ الحقيقةُ. لا تُصنعُ وليْست شيئًا ينتجه البشر، لهذا فإنه لا معنى في أن يحمل أحدُنا همّ الحقيقةِ صِناعةً، أو أن يسعى إليها خلقًا، فيكون فِعلُهُ عنها اختلاقًا، لا معنى لكل ذلك.

كلُّ المعنى في أن تنظُرَ إليها نظركَ إلى شيءٍ قائم بذاتهِ، قويٍّ، واضحٍ بنفسهِ، أقدمُ منك وأرسخُ، وإن كان غائبًا أو غَيْبًا أو ضيفًا مجهولاً.. أن تراها كما هي، شيءٌ متحرك بذاته، يقبل ويُدبرُ بمزاجٍ خاص به، أو هو مقبلٌ مُدبر معا، بحيلة من داخل المقبل المدبر، فيكفيكَ معها وعندها أن تكون مُسلِّمًا. أن تسلم قيادك وتقبل الحقيقة، وتحمل هما واحدا: هو همُّ قَبولها متى أتتكَ!

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
والفهمُ: صناعةٌ للمعنى. لكنها ليست صناعةً مستقلة بذاتها: تحكمها الرغبة في انتاج أيما كان الصانع يرغب باستهلاكه. بل هي صناعة تتصل ذاتها بذواتِ الأشياء. ومثلُ هذا الإتصال وحدهُ ما يكونُ حبّا. فهي عملُ عقلٍ مهتدٍ وفؤاد مبصرٍ في خامات الوجودِ، وخواصها وطبائعها، للسمو بها وتحسينها والارتقاء بها. والمعنى المستخرج هو المعنى الموجود فعلا، الساري حقًّا، المكتفي بذاته. هو دائما المعنى الحقيقيّ لا المعنى المُسقط أو المُتوهم.

#سنن
#أدب
#أرأيت
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
أنى كان ديدنُ المكانِ ظُهورًا:
كل ظاهرٍ فيه سُلطان متوجٌ، وكلُّ ظُهورٍ عرشٌ ينتظرُ جالسا. لم يكن للروحِ فيه -وهي من بواطنِ الأمور- مقامُ بيانٍ إلا من وراءِ حجابٍ، فإن لم تَحتجب لم تُرَ. وإن لم تجعل لها غشاءً يلفها لم تُقصدْ. وهذه سُننُ الرؤية تتقلب ما بين الظاهر والباطن منذ الأزل.

#أرأيت
#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
وإلى ربِّكَ فارغبْ!

" بقدرِ ما يتاح لك من فراغ، ومن حرية، ومع حلولِهما لا بد من قدرٍ مناسبٍ تبذلهُ ويوازنهما من تعبٍ ونصبٍ ومسؤولية"
تلك مواقيتك وعلاماتك وما أجلها من مواقيت وعلامات، سبحانه يقصر اللفظ عن إحكام صنعه وإتقانه، وجلال أمرهِ وجماله!

#سنن
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
في مرحلةِ النُّضوجِ وخِلالهُ، تطرأُ تحوُّلاتٌ حاسمةٌ على الإنسان. تنمو العظامُ وتشتدُّ، يتفرعُ طولُ الأطرافِ، تعيشُ الخلايَا وتتجددُ، تتفجرُ الطاقاتُ وتتوزعُ، يتناسقُ العملُ في انتظامٍ وإذعانٍ عجيبينِ. يهيِّئُ الجسدُ نفسه دائما للآتي، وتتوافقُ كل الأطرافِ في نموه وتتحاورُ فيما بينها، وتقبلُ راضيةً تدافعها وتزاحمها وتبادلها. توقرُ جديدها، وتتصالحُ مع نسخها المتعاقبةِ المختلفة عن سابق أمرها. وتسجلُ تجاربها في دفترِ حمضها بعنايةٍ مذهلةٍ وتحفظُ تاريخها أتمَّ الحفظِ، وتحدد بدقة ما هو منها وما هو غريبٌ عنها، ويعانقُ الكلُّ منها أجزاءهُ جميعا بحفاوةٍ تبلغُ من الدّفئ مبلغا ينسُجُ الحياة!

كذلك، ففي هذهِ المرحلة ذاتها، يُمتحنُ العبدُ في ثباتهِ ورجاحتهِ ويحتكُّ جلدُه الغضُّ الأملسُ بخشونة التجاربِ.. تكتملُ تجربةُ العقلِ ويكتمل وعيُهُ بالوجودِ بمُصاحبةِ الظلامِ بعدَ مُصاحبة النُّورِ ومُلامسة الأذى بعدَ ملامسة اللُّطفِ.. فتتشعب أسئلتهُ وعنها إجاباتها الممكنة وتتكاثرُ تحت قدميهِ السُّبلُ والمسالكُ.

آنذاك، يكونُ من سنن النُّموّ ذاتها وتراتيبِ الكونِ المُطَّردةِ المتقنةِ أنَّ الفضيلةَ في الإنسانِ تُغادرُ منزِلَ فطرتهِ لتستقِرّ في مقامِ عقله. [ لكي يعلمَ يقينًا ماذا وكيفَ وأنى ومتى].. ومن مستقرِّها الذي بوءته تكون وظيفتها الجديدة الذودَ عن الفطرةِ فتصونُ سلامتها وبقائها، أو تنتبه لخللٍ حاصلٍ فيها فتعملَ بتمكينِها من آلياتِ المُقاربة على تقويمهِ وتفاضِلَ بينَ أحوالها.

وبذلك تصبحُ فضيلتهُ أخيرًا نتاجَ وعيهِ وينبوعَ بصيرتهِ، ويغدو هو فردا مكلّفا مسؤولاً، لهُ ما له وعليهِ ما عليهِ. فرد حرٌّ يختارُ سُبُله، تامةٌ فيهِ شروطُ خلافتهِ.

وإذا كانَ نموُّهُ البُنيويُّ مُحكمًا لا إراديًّا، لا يتدخلُ فيه المرءُ بوعيهِ بحال من الأحوالِ. فإن نضوجهُ الروحيَّ محتكمٌ إلى الوعي مرتبط به، فهو ميزانهُ ومحركهُ أو هو دائهُ وسبب تأخرهِ! وقد يتمثَّلُ الداءُ في رفضِ انتقالِ الفضيلةِ من الفطرة إلى العقلِ ومقاومةِ حدوث ذلك. إما خوفا من عقلنةِ ما كان ينسابُ طبيعيًّا طيِّبًا دونَ جُهدٍ أو تفكيرٍ فتطربُ لجودةِ أصلهِ الروحُ وتطمأن لوجودِ خيرٍ فيها النفسُ. وهو خوفٌ واهمٌ يُعاكس تياراتِ الحياة ويصادمها. أو كسلاً عن التأمل والتفكر واستنباط المنطق السليمِ الذي يترجم الفطرة السليمة، أو خشية أن يلتاثَ النقاءُ السابقُ بالشوائب والسّوءِ المُكتشفِ! أو هو شيء من هذه الأسبابِ مُجتمعة.

لا ينقدحُ الوعيُ قويًّا مضيئا إلا إذا كانت الهنات والهفوات والعيوبُ والأخطاءُ جميعُها لهُ وَقودا، ينتبه إليها ويفهمها ويعالجها ويستهلك شرها احتراقا ويستخرج خيرها نورا.

"بل الإنسان على نفسه بصيرة!"

لا يصح أن يبصر عقلك شيئا، وتلتقط فطنتك علامةً، فتتظاهر بالعُمي ونورُ بصيرتك يكادُ بشدَّةِ انقداحهِ يحرقكَ، بل هو يحرقك فعلاً! فإذا بك تنهرهُ فزعا وتستقبحُ فعلهُ وإدراكهُ الذي خلق فيهِ فتنكرُ عليهِ نفسهُ وتقول له غض بصرك عن السوء! ما هذا بغض بصر وما تلكَ بفتنةٍ! أنت تبصرُ أصلا لأن اللّٰه جعلك مبصرا واعيا، لماذا تهابون أنفسكم؟ وتعطلونَ ملكاتكم؟ كيف سبيل الإصلاح دونما وعيٍ ينيرُ بذاتهِ بقع الظلام!

#في_استنطاق_الداء
#سنن