الحجابُ لا ينحصِرُ في كونه قطعة قماشٍ.
هو سماءٌ زاخرة بأنجم المعاني، وأفقٌ واسعٌ جميل بادٍ لكل عين تجيلُ البصرَ بحثا عن البصيرة.
أن يكون الحجابُ اصطفاءً دينيا وشيئا منَ الدِّينِ يحملُ الكثيرَ من المعاني والجزيلَ من الدلالة..
أن يكون الحجابُ "عبادة" في منظومة قيمية متكاملة المقاصد مترابطة الأطراف.
ما من جديد في هذا. هي عناوينٌ ترددت علينا مرارا ونعلمها جميعا جيدا.

إلا أن ما كان دينًا للمرءِ، فهو فِكرٌ كأحسنِ ما يكونُ الفكرُ وهو جدوى وتقوى، وهو بمثابةِ فلسفة حياة كاملة. ليست فلسفةَ لباسٍ، أو معاييرا لاختيار اللباس وحسب..

إن مبدأ "الحجْبِ" في فرض الحجابِ له خُصوصِيَّةٌ مُميّزة وهي أن تحجُب مادية الشيءِ -ما استطعت!- وتُطلِقَ روحهُ: لأنك إذا ما استغرقت في مادّيته اشتكت روحهُ!

هو أن تحجب عنك ما تعلمُ أنه يجذبك، أو كان ذا سلطة على حواسك وإدراكك، ولا تمْلِكُهُ. والحالُ أنه إذا ما تبدى لك كان بمثابة حقلٍ من فخاخ الحسرةِ لعقلك، وأن عقلك عاجلا أم آجلا واقعٌ في إحداها، عالق بين تلافيفها وتفاصيلها فيختل بذلك توازنه وتعتل صحته ويعجز أن يحسن فيها وفي نفسه.

ولهذا السبب قابلَ فرضُ الاحتجاب عند المرأة فرض غضّ النظر عند الرجل. والأصل واحدٌ والمقصدُ الربانيُّ نفسه.

قد يكون المحجوب فكرة.
قد يكونُ كلماتً.
قد يكون شخصا.
أو مساحة من البدن.
أو صورة، أو نصًّا، أو شعورًا، أو أمنية!

قد يكون ذكرى بعيدة المنال، أو طللا من الأطلال..

أن يكون الحجابُ عبادةً بمقاصد العبادة، يفترضُ أن يكون المحجوب هو الذي "إن رأيت في حجبه عافية للنفس وطمأنينة في الصدرِ وتقربا إلى الحقِّ، فعلتهُ."
فإن كان لك في فعل الحجبِ مثقالُ ذرة خيرٍ جازَ لك أن تعبد به الله.
إذ أنهُ وجَبَ عليك: وُجُوب ما أوجبهُ اللّٰه من باب العبادة "بمجرّد أن يكونَ فيهِ تزكية للنفس".

#أرأيت #جدوى #أدب

وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلِهِ
حتى شكا كَفِّي عن الشكوى!

قد هامَ وجدًا باكتِراثي لهُ
وقد أبَتْ نفسي ما يهوى.

| ابن الرومي
#شعر
#أدب

وأوصيكَ قبل أن يطويني الغياب،

ألا تذَر مُحبًّا لكَ يفقِد اتزانه وجميلَ عَقلهِ في حُبِّك.

واسمَحْ أن يهيمَ بك عشقا وهو في نورِ عقلِهِ ووَضَحِ يقظته.. بل واذكر لهُ أسبابَ حبك إياهُ بتفصيلِ عبدٍ صابرٍ محِبٍّ للحبِّ، عارفٍ بجلال فنونه، ولمّح للإتقانِ الذي فيها فيضيئك كما يضيئه، وصُغْ بوْحَك تسبيحك وتسبيحهُ لخالقِ الحبّ، ولا تغرِه بلاسببية الشعورِ فيُحْجَب من أن يرى حكمةَ اللّٰه في اجتماعكما معجِزة مُفصَّلة مُيسَّرة لحسّهِ، مُثبِّتةً لقلبهِ؛ فلأن يحب المرءُ في كامل قوته وادراكه لما هو فيهِ من الحُبِّ فهذا يعززُ الرباط ويمتنه، ويزيدُه صدقا فوق صدقهِ ونورا على نورِهِ ويكفيه ويُغنيهِ التلون بألوان الباطلِ الخادعة ذات الأطياف المتضاربة والمواقف السينمائية المكررة، والتقليد الأعمى والفانتازيا المستهلكة والإغراء الشائن والحيل الفكرية الركيكة. وهو ضمان أن يكون حبه ذاك منيرا دائما في ذاكرته، ولو غابَ، أو كُتِمَ، أو حُبِسَ وكُنَّ.

كذا فالقلبُ إذا أحبَّ عبدَ، وإذا عبدَ اتقى وإذا اتَّقى عظَّم عبادته فعظُم الحبُّ فيهِ. واقتبس نورهُ إلا من نور الحقِّ، باقيًا من بقاءه، ساطعا من سُطوعهِ، بيِّنًا من بيانهِ، في ظواهر الأمور وبواطنها.

ثم إياكَ والعبثَ بقلبه: تضخم فيه الشوق تارة وتغلب عليه أمرهُ أخرى لتملأ نقصًا في نفسك. تأدب في حبك.

وخاطب عقله، واطرقهُ -بابا- ثم اُدخلهُ لدارِ قلبه حتى يكون المُقامُ ثابتا لا يتحولُ.

#أدب
#جدوى

ولعل أكرَهَ الأشياءِ حُصولاً في هذه الدنيا وأخبثها نبوتا في دواخلِ البشرِ أن كل أحدٍ رآك أو عرفك، من قريب أو من بعيد، بتدخل منك أو بدونه، صلُحت نفسه أم فسُدت، قد لا يرى حرجًا من استخدامك في سِرّهِ دون اذنك، ولا يستنكِفُ أن يجعلك جُزءًا من خيالاته وأوهامه، يفرغك لأجلها مما حَوَتهُ نفسُك حقّا، ويملؤك بما حوته نفسُهُ هو، ليعبثَ بك بعدها كما يُعبثُ بالدمى. وأكرَهُ ما في الأمرِ وأعتاهُ شؤما أن من فعلَ هذا هو غالبًا صاحب النفسِ الفاسدةِ والوهمِ المريضِ الخرِبِ.

كل نفسٍ خُلِقت جعلَ اللّٰه دونها حدًّا، ولها على الآخرينَ حُرمةً، واحترامك للآخر -وفي هذا لمُلتمِسِ اللَّطائف لمحة لغوية لأصلِ الخُلُقِ في اشتقاقية اللفظينِ- اعتِبارٌ منك لحُرمَةِ نفسِهِ عليكَ، في جهركَ وسرك. وأن تعتبرَ هو أن تجعل للشيءِ في ضميرك حُضورًا وتجعل له عليكَ سلطةً!

أن تحترِم هذا معناه أن تتوقفَ عندَ الحُرمة، أن توقفكَ الحرمة!

#أدب
#في_استنطاق_الداء

خير الناس عندي من أدرك شر نفسه وحاول أن يطوي ذلك الشر عن خاصته والناس جميعًا، وكُلنا فينا شر، ولسنا ندري به كُلنا، فالذي عرف شر نفسه قد يؤتمن جانبه أو لا، هذا موقوف على ما يهم به بعد المعرفة، وأما الذي لا يدري شر نفسه فلا أمان له ولا رجاء فيه ولا نجاة منه إلا بالابتعاد عنه.

| يوسف داوود
#أدب

أيُّ حُبٍّ في عظيمِ خُلُقٍ بين البشرِ هو في الأصل حُبٌّ لمحمّد ﷺ .
وإن انبنى شيءٌ من حُبٍّ على الأخلاقِ فهو فيهِ. وقد يخفى ذلك على العباد ولكن الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه حقائق الأمور.

( يظلهم بظله يوم القيامة ) ❤
#آية #أرأيت #أدب

من البرِّ بمن تحبّ برهُ أن تخلق لنفسك عندهُ حاجةً قائمةً، وأنتَ الغنيُّ عن الاحتياجِ، لكي لا تُعدمَ جسر عبورك إليهِ.

#أدب
#ذكر_فضل

لا تسلْ عنْ سُفُنِ الغيرِ في مرساها لماذا تسكُنُ والمدى واسعٌ ويتوقف إبحارُها؟ فما من شيءٍ يرتوي فيكَ بالإجابة وينعمُ. وسَلْ عن حركةِ فُلكِكَ السَّابحِ ما سرُّها وفيمَ دأبُ سعيها؟

Don't curse others for stopping. Brace yourself for walking.

#في_تشخيص_الدواء
#أدب

وأوصيكَ قبل أن يطويني الغياب،

ألا تذَر مُحبًّا لكَ يفقِد اتزانه وجميلَ عَقلهِ في حُبِّك.

واسمَحْ أن يهيمَ بك عشقا وهو في نورِ عقلِهِ ووَضَحِ يقظته.. بل واذكر لهُ أسبابَ حبك إياهُ بتفصيلِ عبدٍ صابرٍ محِبٍّ للحبِّ، عارفٍ بجلال فنونه، ولمّح للإتقانِ الذي فيها فيضيئك كما يضيئه، وصُغْ بوْحَك تسبيحك وتسبيحهُ لخالقِ الحبّ، ولا تغرِه بلاسببية الشعورِ فيُحْجَب من أن يرى حكمةَ اللّٰه في اجتماعكما معجِزة مُفصَّلة مُيسَّرة لحسّهِ، مُثبِّتةً لقلبهِ؛ فلأن يحب المرءُ في كامل قوته وادراكه لما هو فيهِ من الحُبِّ فهذا يعززُ الرباط ويمتنه، ويزيدُه صدقا فوق صدقهِ ونورا على نورِهِ ويكفيه ويُغنيهِ التلون بألوان الباطلِ الخادعة ذات الأطياف المتضاربة والمواقف السينمائية المكررة، والتقليد الأعمى والفانتازيا المستهلكة والإغراء الشائن والحيل الفكرية الركيكة. وهو ضمان أن يكون حبه ذاك منيرا دائما في ذاكرته، ولو غابَ، أو كُتِمَ، أو حُبِسَ وكُنَّ.

كذا فالقلبُ إذا أحبَّ عبدَ، وإذا عبدَ اتقى وإذا اتَّقى عظَّم عبادته فعظُم الحبُّ فيهِ. واقتبس نورهُ إلا من نور الحقِّ، باقيًا من بقاءه، ساطعا من سُطوعهِ، بيِّنًا من بيانهِ، في ظواهر الأمور وبواطنها.

ثم إياكَ والعبثَ بقلبه: تضخم فيه الشوق تارة وتغلب عليه أمرهُ أخرى لتملأ نقصًا في نفسك. تأدب في حبك.

وخاطب عقله، واطرقهُ -بابا- ثم اُدخلهُ لدارِ قلبه حتى يكون المُقامُ ثابتا لا يتحولُ.

#أدب
#جدوى

غالبا تكونُ المنهجية التي يتمُّ بها التسلسلُ والانتقالُ من فكرة إلى أخرى أهم من الفكرة نفسها. العلاقات التي تنبني بين الأفكار والتي تحدد بداياتها ونهاياتها ومقاصد النهايات تختفي في كواليس المتون لكنها دائما أجمل وأهمُّ!

#أدب
#أرأيت #في_فنون_الكتابة

ليس المتواضع، الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع، ولكن المتواضع، الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع.

‏| عطاء الله السكندري
#أدب