قليلُ تأمل في سنِّ تصرفاتِ البشرية ووظائفها ومعاملاتها وحاجاتها وقيميّة التراتيب بينها كفيل بتنبيهك فيها أن (في أغلب الأحيان إن لم تكن كلها) البديهةَ هي ذاتها الفضيلة!
فالصّدقُ بديهةُ القولِ وتمامٌ لوظيفة الكلام، والكفايةُ بديهةُ الطَّلَبِ. والفهمُ بديهة الفِكرِ. فأنّى يحدثُ الزيغُ؟ وكيف مع ذلك يختلط على الانسانِ أمرُهُ، وأين تحديدا ينشقُّ سبيلهُ ويختل انسيابهُ الطبيعيّ الجميلُ مع نفسه وتماهيه مع الأشياء ولماذا؟
#سنن
#في_استنطاق_الداء
فالصّدقُ بديهةُ القولِ وتمامٌ لوظيفة الكلام، والكفايةُ بديهةُ الطَّلَبِ. والفهمُ بديهة الفِكرِ. فأنّى يحدثُ الزيغُ؟ وكيف مع ذلك يختلط على الانسانِ أمرُهُ، وأين تحديدا ينشقُّ سبيلهُ ويختل انسيابهُ الطبيعيّ الجميلُ مع نفسه وتماهيه مع الأشياء ولماذا؟
#سنن
#في_استنطاق_الداء
لا تكُن كمن لايزالُ وسطَ ساحةِ القتالِ.
أسلحتهُ على مرمى نبضِ قلبهِ، ووعي عقله، ولا يقبضُ على أيٍّ منها..
يقف هناك، ليس بمهزومٍ بعدُ.. ولكنه يُرتّلُ كُلَّ أسماء الهزيمة، يعدِّدُها ثُمَّ يعُدُّها لتألفَ وقعها نفسُهُ!
#في_استنطاق_الداء
أسلحتهُ على مرمى نبضِ قلبهِ، ووعي عقله، ولا يقبضُ على أيٍّ منها..
يقف هناك، ليس بمهزومٍ بعدُ.. ولكنه يُرتّلُ كُلَّ أسماء الهزيمة، يعدِّدُها ثُمَّ يعُدُّها لتألفَ وقعها نفسُهُ!
#في_استنطاق_الداء
حُكمٌ على الآخرِ غايتُهُ جلدُ الذاتِ لا يعول عليهِ. تزكيةٌ تجودُ بها النفسُ قوامُها استنقاصُ النَّفسِ لا يعول عليها.
هذا لأن التزكيةَ الحقة لا تُعنى بالقيمة السالبة، كعنايتها بالقيمةِ المُضافةِ، ليست انتباها لنقصٍ أو ناقصٍ، بل هي تحفلُ بالنماء وتباركه. لأن التزكيةَ حمدٌ للخير -وفي المعجم زكى الشيءَ حمَدَهُ وشكرَهُ- فقوامها الانتباه الصادق للنماء والزيادة، ومعرفتهما حق المعرفة قصد بلوغهما.
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_استنطاق_الداء
هذا لأن التزكيةَ الحقة لا تُعنى بالقيمة السالبة، كعنايتها بالقيمةِ المُضافةِ، ليست انتباها لنقصٍ أو ناقصٍ، بل هي تحفلُ بالنماء وتباركه. لأن التزكيةَ حمدٌ للخير -وفي المعجم زكى الشيءَ حمَدَهُ وشكرَهُ- فقوامها الانتباه الصادق للنماء والزيادة، ومعرفتهما حق المعرفة قصد بلوغهما.
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
كلما انتبهتُ للتشوُّهِ في أبصار البشرِ رغبتُ في الاختفاء أكثر! ومِنَ التشوُّهِ ألا يراكَ كلٌّ بغيرِ عينِ حاجته.
غالبا ليس الأمر في أنني لا أريدُ رؤية أحدٍ، بل في أنني لا أُريد لأحدٍ أن يراني..
#في_استنطاق_الداء
غالبا ليس الأمر في أنني لا أريدُ رؤية أحدٍ، بل في أنني لا أُريد لأحدٍ أن يراني..
#في_استنطاق_الداء
ولعل أكرَهَ الأشياءِ حُصولاً في هذه الدنيا وأخبثها نبوتا في دواخلِ البشرِ أن كل أحدٍ رآك أو عرفك، من قريب أو من بعيد، بتدخل منك أو بدونه، صلُحت نفسه أم فسُدت، قد لا يرى حرجًا من استخدامك في سِرّهِ دون اذنك، ولا يستنكِفُ أن يجعلك جُزءًا من خيالاته وأوهامه، يفرغك لأجلها مما حَوَتهُ نفسُك حقّا، ويملؤك بما حوته نفسُهُ هو، ليعبثَ بك بعدها كما يُعبثُ بالدمى. وأكرَهُ ما في الأمرِ وأعتاهُ شؤما أن من فعلَ هذا هو غالبًا صاحب النفسِ الفاسدةِ والوهمِ المريضِ الخرِبِ.
كل نفسٍ خُلِقت جعلَ اللّٰه دونها حدًّا، ولها على الآخرينَ حُرمةً، واحترامك للآخر -وفي هذا لمُلتمِسِ اللَّطائف لمحة لغوية لأصلِ الخُلُقِ في اشتقاقية اللفظينِ- اعتِبارٌ منك لحُرمَةِ نفسِهِ عليكَ، في جهركَ وسرك. وأن تعتبرَ هو أن تجعل للشيءِ في ضميرك حُضورًا وتجعل له عليكَ سلطةً!
أن تحترِم هذا معناه أن تتوقفَ عندَ الحُرمة، أن توقفكَ الحرمة!
#أدب
#في_استنطاق_الداء
كل نفسٍ خُلِقت جعلَ اللّٰه دونها حدًّا، ولها على الآخرينَ حُرمةً، واحترامك للآخر -وفي هذا لمُلتمِسِ اللَّطائف لمحة لغوية لأصلِ الخُلُقِ في اشتقاقية اللفظينِ- اعتِبارٌ منك لحُرمَةِ نفسِهِ عليكَ، في جهركَ وسرك. وأن تعتبرَ هو أن تجعل للشيءِ في ضميرك حُضورًا وتجعل له عليكَ سلطةً!
أن تحترِم هذا معناه أن تتوقفَ عندَ الحُرمة، أن توقفكَ الحرمة!
#أدب
#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
أحيانا يكون عزوفُكَ عن فعلِ شيءٍ بعينهِ عرضًا من سقامِ الروحِ وشكواها بأن شيئا فيها اسمهُ الشغفُ قد غزاهُ الزيفُ والكذبُ.
عزوفُ جسدٍ وعقلٍ،
هو في حقيقته عزوفُ روحٍ..
تأمَّل بهِ:
تجِدْ آثارَ شوقٍ حارقٍ وزُهدٍ طهورٍ وثورةٍ غاضبةٍ..
تجِد رفضًا عنيدًا لتشييءِ النبضِ، لتفريغهِ من معناه وغض النظرِ عن جلال نوره،
تجِد احتجاجا صارخًا على قصورِ البصيرةِ..
أحيانًا يكونُ عزُوفُكـ طبيعيا بسيطاً كبساطةِ "ردّ فعلٍ يلزمُ الفعلَ"،
وحتميّا كحتميّة "تحرّك خلاياك في الدم إذا ما رصٙدت عنهُ الدخيلَ."
حينما يكون الهدف حمايةِ سمةِ العفوية في البذلِ الشَّغُوفِ والصِّدقَ..
في سياحة المحبِّ ما بين معارج الكونِ، في بذلِ العابد المشتاق يطلبُ معبوده، في بحثِ الروحِ عن نافخِ الروحِ تلتمس قبسا من جماله، وإلهامًا من لطفِهِ وسماحةً من أسماءهِ.
لهذا ولأن لا بد من هذا أقولُ
لا تفسِدُوا الأشياء على أصحابها بتدخلاتكم. بتطلعاتكم، بتطلباتكم.
فما كان يتّبع قوانين السماءِ، تعطله قوانينُ البشرِ. وما كان سابحا في اتساعِ الخَلقِ يخنقه ضيقُ أفقِ البشر..
أعمالنا التي تصوغها النفس بشغفٍ، التي تجذبُ الذات لتطوف في محور الحبِّ حينًا، التي يُعبدُ بها النورُ.
أعمالنا التي نحبُّ.
التي تنفلتُ من طمعِ الكسبِ..
لا تفسدوها بمادياتكم.
فهي لنا كالحَرَمِ! لها حرمتهُ.
وهي لنا كالمَعْبَدِ، لها قداسته.
وما الحياة فعليا إلا ذاك الشيء العصيُّ عن الامتلاك الذي يسمى الشغف، الذي يأتي من نفسهِ طائعًا ويرحلُ إذا ما أفسدَ البشرُ شيئا في ذاته ومولداته.
تطهروا لهُ، تخففوا لهُ، اعتزلوا أضغاث البشرية وانصرفوا بمجامع ذواتكم إليه.
#سنن #في_استنطاق_الداء
عزوفُ جسدٍ وعقلٍ،
هو في حقيقته عزوفُ روحٍ..
تأمَّل بهِ:
تجِدْ آثارَ شوقٍ حارقٍ وزُهدٍ طهورٍ وثورةٍ غاضبةٍ..
تجِد رفضًا عنيدًا لتشييءِ النبضِ، لتفريغهِ من معناه وغض النظرِ عن جلال نوره،
تجِد احتجاجا صارخًا على قصورِ البصيرةِ..
أحيانًا يكونُ عزُوفُكـ طبيعيا بسيطاً كبساطةِ "ردّ فعلٍ يلزمُ الفعلَ"،
وحتميّا كحتميّة "تحرّك خلاياك في الدم إذا ما رصٙدت عنهُ الدخيلَ."
حينما يكون الهدف حمايةِ سمةِ العفوية في البذلِ الشَّغُوفِ والصِّدقَ..
في سياحة المحبِّ ما بين معارج الكونِ، في بذلِ العابد المشتاق يطلبُ معبوده، في بحثِ الروحِ عن نافخِ الروحِ تلتمس قبسا من جماله، وإلهامًا من لطفِهِ وسماحةً من أسماءهِ.
لهذا ولأن لا بد من هذا أقولُ
لا تفسِدُوا الأشياء على أصحابها بتدخلاتكم. بتطلعاتكم، بتطلباتكم.
فما كان يتّبع قوانين السماءِ، تعطله قوانينُ البشرِ. وما كان سابحا في اتساعِ الخَلقِ يخنقه ضيقُ أفقِ البشر..
أعمالنا التي تصوغها النفس بشغفٍ، التي تجذبُ الذات لتطوف في محور الحبِّ حينًا، التي يُعبدُ بها النورُ.
أعمالنا التي نحبُّ.
التي تنفلتُ من طمعِ الكسبِ..
لا تفسدوها بمادياتكم.
فهي لنا كالحَرَمِ! لها حرمتهُ.
وهي لنا كالمَعْبَدِ، لها قداسته.
وما الحياة فعليا إلا ذاك الشيء العصيُّ عن الامتلاك الذي يسمى الشغف، الذي يأتي من نفسهِ طائعًا ويرحلُ إذا ما أفسدَ البشرُ شيئا في ذاته ومولداته.
تطهروا لهُ، تخففوا لهُ، اعتزلوا أضغاث البشرية وانصرفوا بمجامع ذواتكم إليه.
#سنن #في_استنطاق_الداء
ولعل من أفدَحِ ما صنع هذا العصر بنا أنَّهُ شتَّت اللُّحمةَ التي كانها الانسان، أنه عبث بتواصليتهِ، وشرذَمَ ذاكرتهُ قِطَعًا بفصلها بعضها عن بعضٍ. وعبث بانتماءِه لنفسه، وانتماءه لغيرِهِ.
أنه جعل إنسانيتهُ شيئا قابلاً للقسمةِ، والتوزيعِ، و"التصرف". وأوجدَ من بعدُ طرقًا في معالجة القطع تتناسبُ وصياغتهُ التفكيكية للانسان، ك"استهلاكِ" ما يُفصلُ وتفريغه من معناهِ وتكراره وبيعه وشراءه. شذرات منثورة يفصلُ بعضُها عن بعضٍ ولا يطلب منها أن يكون أحدُها استمرارا لبقية القطعِ!
هكذا وقتنا؛ جعل قسمة الانسان أمرا ممكنا حلوا مُستساغا، وأباح أن يُؤخذ بعضُهُ ويترك بعضهُ وألا يؤخذَ كله في جميع الأحوال. فلا يتحمل بعد ذلك انسانٌ مسؤولية كاملة في أن يكون انسانًا، أو أن يعاملَ انسانًا!
#في_استنطاق_الداء
أنه جعل إنسانيتهُ شيئا قابلاً للقسمةِ، والتوزيعِ، و"التصرف". وأوجدَ من بعدُ طرقًا في معالجة القطع تتناسبُ وصياغتهُ التفكيكية للانسان، ك"استهلاكِ" ما يُفصلُ وتفريغه من معناهِ وتكراره وبيعه وشراءه. شذرات منثورة يفصلُ بعضُها عن بعضٍ ولا يطلب منها أن يكون أحدُها استمرارا لبقية القطعِ!
هكذا وقتنا؛ جعل قسمة الانسان أمرا ممكنا حلوا مُستساغا، وأباح أن يُؤخذ بعضُهُ ويترك بعضهُ وألا يؤخذَ كله في جميع الأحوال. فلا يتحمل بعد ذلك انسانٌ مسؤولية كاملة في أن يكون انسانًا، أو أن يعاملَ انسانًا!
#في_استنطاق_الداء
فوضى الأشياء والغرفِ والملابس شيء أحتمله. بل وأحيانا آلفهُ. أما فوضى البشرِ والمعاني فهي عندي اختناقٌ لا انتهاءَ لهُ. أن يقف كل منهم في مكانٍ لا انتماء لهُ فيهِ إليه، ولا صدقَ لهُ فيهِ، ولا صدقًا إليه! ويُجمعَ الجمعُ دون شيءٍ جامع حقيقيّ يعول عليه. فكأن الجمع الهباءُ المنثور. وكأن الواحد منهم فيهم شبحٌ قائمٌ عن نفسه.
#في_استنطاق_الداء
#في_استنطاق_الداء
من الأقوال المروية في بعض كتب التراث (ومنها كتاب الفتن لابن حمّاد) أنّ الشمس تُصدِر صليلاً مهيباً ساعة الغروب. وتمضي الرواية قائلةً إنه "لولا لغط أهل روميّة" لكان بوسعنا أن نسمع الصليل بأنفسنا في ديار الإسلام، فعائق السمع ليس بُعد المسافة، وإنما ضجيج الروم الواقفين بيننا وبين الشمس ساعة غروبها. تحمل هذه الرواية رمزية غريبة لمن يقرأها اليوم، وهي تحكي -بمجاز لم تقصده- شيئاً بليغاً عن انسداد حواسنا -وبعض أذهاننا وخيالنا- بضوضاء روميّة ولغط أهلها..
| بلال عوني
#في_استنطاق_الداء
https://arabi21.com/story/1479295/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9
| بلال عوني
#في_استنطاق_الداء
https://arabi21.com/story/1479295/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9
عربي21
ما بعد الصافرة الأخيرة... - عربي21
عوني بلال يكتب: لم تكن هذه المسرحية الليبرالية غريبةً في لغتها عن الجمهور العربي، فالسنوات الماضية شهدت دفعاً كبيراً لقيم غربية في المضمار الاجتماعي صوب الساحة العربية، وتم تثقيف الناطقين بالضاد بآخر
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (أرأيتَ ثمَّ رَأيْتَ)
حُكمٌ على الآخرِ غايتُهُ جلدُ الذاتِ لا يعول عليهِ. تزكيةٌ تجودُ بها النفسُ قوامُها استنقاصُ النَّفسِ لا يعول عليها.
هذا لأن التزكيةَ الحقة لا تُعنى بالقيمة السالبة، كعنايتها بالقيمةِ المُضافةِ، ليست انتباها لنقصٍ أو ناقصٍ، بل هي تحفلُ بالنماء وتباركه. لأن التزكيةَ حمدٌ للخير -وفي المعجم زكى الشيءَ حمَدَهُ وشكرَهُ- فقوامها الانتباه الصادق للنماء والزيادة، ومعرفتهما حق المعرفة قصد بلوغهما.
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_استنطاق_الداء
هذا لأن التزكيةَ الحقة لا تُعنى بالقيمة السالبة، كعنايتها بالقيمةِ المُضافةِ، ليست انتباها لنقصٍ أو ناقصٍ، بل هي تحفلُ بالنماء وتباركه. لأن التزكيةَ حمدٌ للخير -وفي المعجم زكى الشيءَ حمَدَهُ وشكرَهُ- فقوامها الانتباه الصادق للنماء والزيادة، ومعرفتهما حق المعرفة قصد بلوغهما.
#في_ما_لا_يعول_عليه
#في_استنطاق_الداء