أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ
265 subscribers
1.06K photos
9 videos
2 files
85 links
شيءٌ يحتاجُ إرجاعَ البَصَرِ، وإرجاعَ الفهمِ كرّة وكرّتينِ.. كما هو نتاجُ ذلكـ.
Download Telegram
أُمةً وسطًا:
هذا مجاز رياضيٌّ بديع، -حُسنُهُ حُسنُ ما تخيَّرهُ للمعنى حِجابًا- يكاد يكونُ عن صفة بذاتها دون غيرِها:

فكأنما هو لفتةٌ لخُلُقِ التريث والتأنّي وإشارة لطيفة إلى من ينفقونَ ما يلزمهم من الزمن في التشرُّبِ والتروّي، يستوقفون أنفسهم وينتحون المناسب من المواقع والزوايا والمسافات للمُشاهدةِ والفصلِ والتبيُّن.. ريثما يختارُ طرفا النقيضِ مواقعهما. وتتقدم القيمُ الموجبة والسالبة وتمعنَ في التباعد حتى تستوفيَ تقدُّمَها ويُحكم بينها مداها ويتحدد أخيرا نصفُها، ويبينَ للمُنتظِرِ الوَسَطُ.

مواقع كثيرة في كلامه جل وعلا فيها من التلطف -وهو اللطيفُ- في كشفِ المعنى والتدرج فيه، ما يعلقُ بهِ الفؤادُ ويرتوي ولا يفقد به دهشَتَه عند كل رجوعٍ وتفكر.. وأحسبُ هذا منها.

#أرأيت
#في_تشخيص_الدواء
لا تنبهر: كل ما يبهرك زائل. إلا وجههُ.
لا تخضع ولا تتضائل: كل ما يفوقك ويعلوكَ عارِضٌ، إلا التقوى.
لا تضعُف أمام طاغٍ، كُنْ سَوِيًّا. وارمِ نظركَ بعيدًا، وولِّ وجهكَ قِبلةَ الواحدِ.

#في_تشخيص_الدواء
يحتاج الانسان نذرا من أوقاته للتطهير. ومن ذلك أن يخصص فترات يصومها، وتحكم صومه ذلك إرادة واعية ذكية، فيسترجع بفضلها نقاءَ مستقبِلاتِهِ وصفاء مداخِلِ نفسِهِ ويضمن بها سلامة أدواتِ استكمالِ عيشهِ، وينال منها عذوبة ارتواءهِ الأولى..

قد يتخفف خلالها من إحدى حواسه أو مواهبه أو ملكاتهِ التي سبق أن أفرط في استِغلالها، فأرهقت.. أو يحجب عنه شيئا من الموادِّ التي قد أكثر من استهلاكها والمرور عليها فاستنزفت فيها ذائقته واستوت. ولمن هم مثلي، فقد وجدت فائدة جميلة في الابتعادِ مجملا عن كل حرفٍ، وكل منثورٍ أو منظومٍ، وكل مقالٍ، صوتا أو كتابة. وإن كان ذلك أقرب إلى المُحال، فإن الانغماسَ في المقطوعات الموسيقية دون غيرها من المُغناةِ ممكنٌ، والضياع في اللوحاتِ والرسومات الباذخة لونًا وفنا ومعنى مُباحٌ وسهلٌ. والتأمل في مشاهد الطبيعةِ وأصواتها دونما أن يشوبَها صوت الإنسانِ مُتيَسِّرٌ. فعليكم بذلك. وإن للقرآنِ دائما أبعاده وحساباته الخاصة التي تستثنيهِ دائما، ويحتفظ على كل الأحوال بعجائبية الأثرِ وصفاءِ النذر. فانزَحوا لجميل تراتيله وواسع بحورهِ ولا تهجروهُ.

#في_تشخيص_الدواء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
لهذا الذي للحقِّ قد سقمَــا
سعيٌ في سُبلِ الطَّلَبِ يعالجُهُ

He who for virtue grieves, only heals within a quest for more.

شفاءُ النَّصبِ الذي في سبيل الخيرِ مزيدٌ من الخيرِ، وعلاجُ سقامهِ سعيٌ أعمقُ استغراقًا وأصدقُ طلبًا في سُبُلِهِ. وما الوجعُ المُحصَّلُ من شُحِّ الفضيلةِ غيرُ نداءٍ خفيٍّ يدعُو عودةً كُبرى إليها، وحجًّا أعظمَ قِبلَتُهُ اللّٰه.
فاللَّهُمَّ إليكَ القصدُ.

#في_تشخيص_الدواء
وماذا لو أن سرديةً غيرَ تلك المتداولة داخل عقلك، تسودُ!
تختلفُ في مستواها ومحطاتها المهمة ومحركاتها، عن تلك التي تجاذبتها اضطراباتُ نبضك، وسطَّرَها علوك وهبوطك، وسَعَتُك وحرمانك؟

سرديةً هي أوسعُ مجالا وأمدُّ قِدَماً وأعمقُ أصلا؟ من التي توجدها عوامل الشّعور، ضعفٌ محض وقوةٌ محضة، أراك تربط أحداثها بسقطاتك وخلجاتك وتتعلق بها كما لو كان ذلك كفيلا بتفسيرك وتسليمك لنفسك، كما لو كان ذلك كفيلا بتحريرك؟ تكتفي بها كما لو كان ذلك كل الحقيقة، حقيقتك؟

ماذا لو تعدى الأمر حدودَ ما شعرت به وما انفعلتَهُ وصرت به ثقيلا محملا إلى ما كان محتملاً أن تنتبهَ إليهِ خفيفًا وتستوعبه في لحظةٍ معينةٍ، فتتصرفَ في التي تليها على أساسه؟ إلى ما كان يمكنك بالفعل مسُّهُ وتغييرُهُ؟

ماذا لو تجردتَ من هزاتِ نفسك لتتبع الهزاتَ اللطيفة التي تلمسُ وتر الحقيقة؟ تنبعث طبيعية من بواطن الأشياء، فلا يغيرها سخطك ولا تأييدك، ولا جزعك ولا سرورك؟ بل ماذا لو وصلتَ بتلك الهزات نفسكَ، وصلا وثيقا، أو أدركت وجوه اتصالك بها، واتباعك لها، فإذا الاضطرابُ بك إنما هو ينبهك إليها ويعلمك أنما ذلكَ علامة اهتزازها؟

ماذا لو قدمت استنطاقَ الفعلِ على استنطاق الانفعال؟ أو ماذا لو استنطقت الداء من بداياته فانتقل غيضك على حال نفسك إلى غيضٍ على المواقع والأوقات والأصولِ الأولى التي تنفرطُ فيها الأمورُ من سلاسلها، ويُعبث فيها بتراتيب الكون المُدبرة تدبيرا محكما، فيتخلَّقُ عندئذ القُبحُ منها وليدًا فإذ به يتغذى ويشتدُّ ويكبُرُ ويتواصل، وإذا هو وصلك عرفته ووضعت له فيك ومنك حدًّا.

ثم ماذا لو كان للحكاية سرديات شتى، فإذا فاتتك هذه وهي جامعتها كلها، لم يفتك أنت جمعها والمفاضلة ما بينها، وتفكيكها وإعادة رصفِها.

ماذا لو تمكنت من حصرِ مواقع تدخلك وتأثيرك، فعرفت بدايتها ونهايتها، وأدركت منها استطاعتك وقوتك، وفارقت، أخيرا، شيئا من العجزِ والغفلة والحسرة إلى شيء من القوة والتمكين؟

#في_تشخيص_الدواء
#جدوى
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
أما المؤمنُ،
الممتلئ صدرُهُ بنور ربه،
العامِرُ ذكرُهُ بأشكالِ معرِفته له،
فإن ما توقعهُ حواسُّه في دواخله من الدنيا وأهلها وينتهي منهُ بإيحاء ما إلى إدراكِ فناء طينته وجبِلَّة النقص فيه وهوان بشريته وضآلتها ومحدوديتها، سيسمع صوتا بداخله يقول يا فلان أنت ناقصٌ، يا فلان أنت كذا! وهو ذات الصوت الذي يسمعه غيره من البشر بل وكل البشر.

ولكنه هو يستقبلُهُ بقلبٍ استئنس بنور ربه ويستلمهُ بيقينِ أنَّ الأكبَرَ اللّٰه، والأكملَ اللّٰه، والخالدَ اللّٰه. فيزدادَ شوقهُ للسعي وللنظرِ إلى وجه ربِّهِ النُّورِ الكريم، ويخطو بها شبرا جديدا نحوهُ، فهو يُلهَمُ من حيثُ نقصِ نفسه معنى الاكتمال ومن حيثُ وهنها معنى القوة والتجبُّر المُنزَّه عن كل ضعفٍ، ويهتدي مددا آخر يدرك به علوَّ القيم التي هو طالب لها وما تزيده الاستزادة من إدراكها إلا التقوى.

وأما الذي ضاق صدرُهُ عن الإيمان فإنه يستقبلها فقيرا من قوتِ قلبه. يتقلَّبها بأمواج نفسه التي لا تسكن وبفوضى معانيه التي لا تثبت، فما تزيد أرضه المهتزة الا اهتزازا وما تكثرُ من حركة خطوه إلا ارتعاشا.

فتأمل قولهُ تعالى

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طٰٓئِفٌ مِّنَ الشَّيْطٰنِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ

“Indeed, those who fear Allah - when an impulse touches them from Satan, they remember [Him] and at once they have insight.”

(QS. Al-A'raaf 7: Verse 201)


فالله يشهدُ أن النور بالغهم ولو من فعلِ الشيطان ذاته في نفوسهم يحاولُ إبعادهم فلا يزيدهم الا اقترابًا.

وهم بتقواهم مبصرون، ذاكرون متذكرون، من حيثُ مسَّهم الظلام!

#فتوح_رمضان
#في_تشخيص_الدواء
#ارأيت
إنما الجدوى حقّ والعبثَ باطل.
لا شيءَ يُسعِفُك كإيمانِك بالجدوى. وأن تكونَ البصيرةُ لديك في دوامِ النظر والتطلع إلى المعنى، رافضةً رفضا عنيفا أن تكون الأُمور والأحداث المارة عليها عبثا، أو اعتباطا، لا معنى لها ولا هندسة فيها ولا مقصدَ! وتعتبره ضربا من الخيانة أن يُنظر للشيءِ قبل انبلاج معناه وحين احتِجابِ مقصده فيترجم من غيابهما العبث!

#في_تشخيص_الدواء
#جدوى
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
" سئل حكيم بمَ ينتقم الإنسان من عدوه؟ قال بإصلاح نفسه. "

#جدوى
#في_تشخيص_الدواء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
بمرور التجارِبِ تفهم أنّ الأصل في الأشياءِ المُقبِلة عليكَ أنها لا تأتي على مقاسك، هي تأتي بالملامحِ المحددة من اليد الناسجة الصانعة.. وبقدرِ إحسانِ هذه اليدِ لما تصنعُ.

لهذا ودائمًا لا بُد أن تكونَ مُحسِنًا ما استطعتَ، ثم مُنصِفًا ما تيسَّر لكَ ذلكَ. لتجسرَ تلك الهوّة التي تكبر كل يومٍ ما بينَ المعطي والمُعطَى، وتستدرِكَ وعيك المتفاقم باتساعها والفزع الناتج عنهُ، وتكونَ أنتَ حُجّتكَ - إذا ما تهاوت الحجج- عندَ نفسِكَ، ودليلك على اللّٰهِ إذا ما تصاغرَ الدالونَ.

#في_تشخيص_الدواء