✦ (كمَرعىً على دِمْنة) ⬅ المَرعى: هو مَحلّ العُشْب الذي يَسرحُ فيه قَطيعُ الماشية..
✦ و أمّا (الدمنة) ⬅ فهي المَحلّ الذي تَتراكمُ فيه أرواثُ الحيوانات و أبوالها و أوساخُها القَذرة و تختلط مع التراب في مَرابضهم.
فتتلبّد و تتماسك الأوساخ المُتكوّنة مِن الرَوث والبول والتراب، ثُمّ بسبب الرطوبة المَوجودة ينبتُ هُناك نباتٌ أخضر جميلُ المنظر و الّلون.. و لكن الجُذور نابتة في مكانٍ وسِخ قَذِر إلى أبعد الحدود.
♦ فكذلك أهل الكوفة كانَ لهم ظاهرٌ حسن، و لكن باطنهم و واقعهم و أصلُهم كانَ قَبيحاً..
♦ فيهم الخُبْث والغَدْر، و الخِيانة و الكذب و النِفاق، و نقض العهود والمَواثيق و الدَجَل، و الجُرأة على الله و على أوليائه الأطهرين.
✦ (كفِضّة على مَلْحودة) ⬅ المَلحودة هي القَبر.. يَعني قبرٌ فيه جيفةُ جُثَّةٍ مُتعفّنة، و لكن وضَعوا فِضَّة على ظَاهر القَبر..
♦ فما فائدة ذلك القبر الذي يُجصّص ليكونَ جميلَ الظاهر، لكنّه يتضمّن جُثماناً نَتِناً لشخصٍ خبيث مُنحرف عن آل مُحمّد "صلواتُ الله عليهم"؟!
♦ فهذا التعبير (كفِضّة على مَلحودة) يُشير إلى الدجّالين، إلى المُنحرفين عن الحقّ.
♦ يُشير أيضاً إلى الرايات المُشتبهة التي لا يُدرى أيٌّ من أي.. لأنَّها قد غَطَّتْ بَاطلَها بالحقّ، لكن البَاطل مَوجودٌ في جوفها..!
✦(و لن ترحضُوها بغسلٍ بعدها أبدا) ⬅ يعني: لا يُمكنكم غَسْلُ عَارِ جَريمتكم العُظمى أو إنكارها، ولا التخلّص مِن آثارها و تبعاتها..
♦ كيف تغسلون عن أنفسكم و تَمحون عن مَلّفكم دنس هذهِ الفَاجعة العُظمى: فاجعة قَتْلُ ريحانة المُصطفى و أهل بيته الأطهار و أنصاره الأبرار؟!
♦و بعبارة أخرى: كيف و بأيّ وجهٍ يُمكن لكم أن تُبرّروا قَتْل سَليل خاتم النبوّة ؟!
♦ كيف يُمكن لكم غَسْل هَذا الذنب العظيم عن أنفسكم؟!
♦ و هل هُناك مَجالٌ للإعتذار في ارتكاب جَريمةٍ بهذا الحَجم وبتلكم الكيفيّة؟!!
✦ (لقد جئتم بها صَلْعاء، عَنْقاء، سَوآءَ، فَقْماء، خَرْقاء، شَوهاء، كطِلاع الأرض و مِلء السماء)
⬅• «صلعاء»: هي المصيبة والداهية الشديدة.. و الجريمة المَكشوفة الواضحة التي لا يُمكن تغطيتها بشيء.
⬅• «عنقاء»: الداهية، و قيل: عُنُق كُلّ شيءٍ بدايته.. فلَعلّ المَعنى: أنّ هَذهِ الجَريمة سَوف تكون بدايةً لسلسلةٍ مِن الويلات لكم، فلا تتوقّعوا خيراً بعد جريمتكم الشنيعة هذه.
⬅• «شوهاء» أي: قبيحة..
⬅ «فقماء» أيّ مُعقّدة بشكل لا يُمكن معرفة طريق إلى حلّها أو التخلّص مِن تبِعاتها.
⬅• «خرقاء كطلاع الأرض» أي مِلء الأرض.. فلعلّ المَعنى: أنّ حَجْم هَذهِ الجَريمة أكبرُ مِن أن يُتصوّر.. فإنّ الأرض والسماء هي عُنوانٌ للوجود..!
✦ (فلا يَستخفنّكم المُهْل، فَإنّه لا يَحْفِزهُ البِدار - أي التَعجّل و الإسراع - و لا يَخافُ فَوتَ الثأر)
⬅ المُهْل - بضم الميم - جَمع المُهلة: و هي بمعنى الإنظار و الإمهال و عدمَ العَجلة.. ⬅ أي: لا يصيرُ الإمهالُ و التأخير في الإنتقام منكم سَبباً لِخفّة نفوسكم و انتعاشها مِن الطرَب و الفَرح، فتأخُذكم سَكْرة الإنتصار و الظَفر.. فَالإنتصار الذي يتعقبّه العذاب الأليم -مع فاصلٍ زمني قصير - ليس انتصاراً.
♦ فلا يكونُ الإمهال لكم سَبَباً لتصوّر خاطئ منكم بأنّ علّة تأخير العقاب هي أنّ الجريمة قد تَمّ التغاضي و التغافلُ عنها، و أنّها سوف تُنسى بمُرور الأيام، أو أنّ الإنتقام غير وارد حَيث أنّ الأمور قد فلتتْ مِن اليد.
✦ «و لا يَخافُ فَوتَ الثأر» ⬅ يعني لا يخافُ إنفلاتَ المُجرم مِن قَبضتهِ..
♦كما نَقرأ في دُعاء كُميل:
(و لا يُمكن الفِرارُ مِن حكومتك).
:
#الحوراء_زينب صلوات الله عليها
#خطبة #الكوفة #الإمام_الحسين
#يالثارات_الحسين #عاشوراء #محرم
✦ و أمّا (الدمنة) ⬅ فهي المَحلّ الذي تَتراكمُ فيه أرواثُ الحيوانات و أبوالها و أوساخُها القَذرة و تختلط مع التراب في مَرابضهم.
فتتلبّد و تتماسك الأوساخ المُتكوّنة مِن الرَوث والبول والتراب، ثُمّ بسبب الرطوبة المَوجودة ينبتُ هُناك نباتٌ أخضر جميلُ المنظر و الّلون.. و لكن الجُذور نابتة في مكانٍ وسِخ قَذِر إلى أبعد الحدود.
♦ فكذلك أهل الكوفة كانَ لهم ظاهرٌ حسن، و لكن باطنهم و واقعهم و أصلُهم كانَ قَبيحاً..
♦ فيهم الخُبْث والغَدْر، و الخِيانة و الكذب و النِفاق، و نقض العهود والمَواثيق و الدَجَل، و الجُرأة على الله و على أوليائه الأطهرين.
✦ (كفِضّة على مَلْحودة) ⬅ المَلحودة هي القَبر.. يَعني قبرٌ فيه جيفةُ جُثَّةٍ مُتعفّنة، و لكن وضَعوا فِضَّة على ظَاهر القَبر..
♦ فما فائدة ذلك القبر الذي يُجصّص ليكونَ جميلَ الظاهر، لكنّه يتضمّن جُثماناً نَتِناً لشخصٍ خبيث مُنحرف عن آل مُحمّد "صلواتُ الله عليهم"؟!
♦ فهذا التعبير (كفِضّة على مَلحودة) يُشير إلى الدجّالين، إلى المُنحرفين عن الحقّ.
♦ يُشير أيضاً إلى الرايات المُشتبهة التي لا يُدرى أيٌّ من أي.. لأنَّها قد غَطَّتْ بَاطلَها بالحقّ، لكن البَاطل مَوجودٌ في جوفها..!
✦(و لن ترحضُوها بغسلٍ بعدها أبدا) ⬅ يعني: لا يُمكنكم غَسْلُ عَارِ جَريمتكم العُظمى أو إنكارها، ولا التخلّص مِن آثارها و تبعاتها..
♦ كيف تغسلون عن أنفسكم و تَمحون عن مَلّفكم دنس هذهِ الفَاجعة العُظمى: فاجعة قَتْلُ ريحانة المُصطفى و أهل بيته الأطهار و أنصاره الأبرار؟!
♦و بعبارة أخرى: كيف و بأيّ وجهٍ يُمكن لكم أن تُبرّروا قَتْل سَليل خاتم النبوّة ؟!
♦ كيف يُمكن لكم غَسْل هَذا الذنب العظيم عن أنفسكم؟!
♦ و هل هُناك مَجالٌ للإعتذار في ارتكاب جَريمةٍ بهذا الحَجم وبتلكم الكيفيّة؟!!
✦ (لقد جئتم بها صَلْعاء، عَنْقاء، سَوآءَ، فَقْماء، خَرْقاء، شَوهاء، كطِلاع الأرض و مِلء السماء)
⬅• «صلعاء»: هي المصيبة والداهية الشديدة.. و الجريمة المَكشوفة الواضحة التي لا يُمكن تغطيتها بشيء.
⬅• «عنقاء»: الداهية، و قيل: عُنُق كُلّ شيءٍ بدايته.. فلَعلّ المَعنى: أنّ هَذهِ الجَريمة سَوف تكون بدايةً لسلسلةٍ مِن الويلات لكم، فلا تتوقّعوا خيراً بعد جريمتكم الشنيعة هذه.
⬅• «شوهاء» أي: قبيحة..
⬅ «فقماء» أيّ مُعقّدة بشكل لا يُمكن معرفة طريق إلى حلّها أو التخلّص مِن تبِعاتها.
⬅• «خرقاء كطلاع الأرض» أي مِلء الأرض.. فلعلّ المَعنى: أنّ حَجْم هَذهِ الجَريمة أكبرُ مِن أن يُتصوّر.. فإنّ الأرض والسماء هي عُنوانٌ للوجود..!
✦ (فلا يَستخفنّكم المُهْل، فَإنّه لا يَحْفِزهُ البِدار - أي التَعجّل و الإسراع - و لا يَخافُ فَوتَ الثأر)
⬅ المُهْل - بضم الميم - جَمع المُهلة: و هي بمعنى الإنظار و الإمهال و عدمَ العَجلة.. ⬅ أي: لا يصيرُ الإمهالُ و التأخير في الإنتقام منكم سَبباً لِخفّة نفوسكم و انتعاشها مِن الطرَب و الفَرح، فتأخُذكم سَكْرة الإنتصار و الظَفر.. فَالإنتصار الذي يتعقبّه العذاب الأليم -مع فاصلٍ زمني قصير - ليس انتصاراً.
♦ فلا يكونُ الإمهال لكم سَبَباً لتصوّر خاطئ منكم بأنّ علّة تأخير العقاب هي أنّ الجريمة قد تَمّ التغاضي و التغافلُ عنها، و أنّها سوف تُنسى بمُرور الأيام، أو أنّ الإنتقام غير وارد حَيث أنّ الأمور قد فلتتْ مِن اليد.
✦ «و لا يَخافُ فَوتَ الثأر» ⬅ يعني لا يخافُ إنفلاتَ المُجرم مِن قَبضتهِ..
♦كما نَقرأ في دُعاء كُميل:
(و لا يُمكن الفِرارُ مِن حكومتك).
:
#الحوراء_زينب صلوات الله عليها
#خطبة #الكوفة #الإمام_الحسين
#يالثارات_الحسين #عاشوراء #محرم