أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
12.4K subscribers
401 photos
156 videos
15 files
231 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
#هل_كان_السلف_يفوضون_صفات_الله؟ (1).

الحمد لله وبعد ....

تكرر عليّ سؤال بعض الأخوة عن حقيقة كلام الجهمية الأشعرية -أخزاهم الله- في أنّ منهجهم المنحرف الكفري الضال في تفويض صفات ربّ البرية هو منهج السلف؛ فارتأيت أن أكتب سلسلة من المقالات لنناقش فيها هذه المسألة بشيء من التأصيل والتفصيل، ورغم أنني لا أحب طرح أي موضوع على شكل منشورات متفرقة، ولكن هذه المرة استثناء لطول الكلام فيه، وحتى لا يمل القارئ من طول المقال.

فأقول مستعينًا بساكن السماء جلّ في علاه:

بدايةً، لمن لا يعلم معنى تفويض الصفات فهو باختصار:

تفريغ الألفاظ من معانيها، وتفويض المراد من اللفظ إلى الله تعالى.

بمعنى:

يقول ربنا سبحانه وتعالى: "الرحمن على العرش استوى".

فيأتي الجهمية الأشعرية ويقولون: أنّ "استوى" صفة لله ولكن لا علم لنا بمعناها، فنثبت اللفظ فحسب بدون معنى، ونفوّض معناها إلى الله فهو وحده يعلم معنى هذه الكلمة أو ما أراده منها.

___

حسنًا أنا أدري بأنّ الكثيرين ينتظرون أن أسرد لهم آثار السلف -رضوان الله عليهم- التي تثبت بلا ريب أنهم لم يكونوا مفوّضة، وأنا سأفعل ذلك إن شاء الله، ولكن قبل ذلك علينا أن نعي حقيقة منهج التفويض، ونبيّن مدى حمق وتهافت وخطر هذا المنهج المنحرف، وندمره من أصوله بإذن الله، وسيكون ذلك عبر عدة محاور:

* المحور الأول: لوازم هذا المنهج الضال.

الاعتقاد بتفويض الصفات يلزم منه عدة أمور لا تنفك عنه بأي حال، وهذه اللوازم من القباحة والشناعة بمكان، ومنها:

1- نسبة العبث إلى الله تبارك وتعالى!.

هذا المنهج الكفري يقتضي أنّ الرب سبحانه وتعالى قد خاطب عباده بما لا يفهمون ثمّ كلّفهم بما لا يقدرون على تدبر ما لا يعقلون!.

فنحن هنا نتحدث عن عشرات إن لم تكن مئات الآيات والأحاديث التي فيها آخبار الصفات، وهنا علينا أن نركز على أمر مهم يا أخوة، المسألة لا تتعلق بتعطيل معنى كلمة دالة على صفة من صفات الله تعالى؛ بل الأمر يتعدى إلى تعطيل مدلول آيات بأكملها!.

مثال:

يقول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ... الآية.

أنا إذا سلكت منهج التفويض الضال وقرأت هذه الآية الكريمة فما الذي يمكنني أن أفهمه منها؟!.

الله تعالى يعلمنا في هذه الآية أنه قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثمّ حدث شيء بينه جل في علاه وبين أحد مخلوقاته، العرش، وسماه الاستواء، ولكنه -حسب كلام الجهمية المفوّضة- قد وضع هذه الكلمة ولا أحد يعرف معناها إلا هو، ومع ذلك أمرنا بتدبر هذه الآية!! فكيف سنتدبر أمرًا لا نفهم معناه؟! أساسًا ما الفائدة من أن يخبر الله تعالى بشيء قد حدث وهذا الشيء لا يمكن لأحد أن يعقل معناه؟!.

مثال آخر:

يقول الرب سبحانه وتعالى: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)

يخبر الله تبارك وتعالى في هذه الآية عن عظمته وقدرته في سياق تقريع وذم المشركين الذين لم يقدروه حق قدره، فأراد الله أن يخبرنا عن شيء من مظاهر عظمته وقوته وجبروته جل في علاه.

وهنا لدينا مظهران من مظاهر عظمة الله وقوته: وضع الأرض في قبضته، وطيّ السماوات بيمينه.

فنحن أهل السنة والجماعة الذين نثبت معاني الصفات على ظاهرها نفهم هذين المظهرين ونستشعر عظمة الله من خلالهما؛ إذ أنّ الله يخبرنا بأنّ هذه الأرض وما فيها من جبال وسهول ومحيطات ونباتات ومخلوقات، وترى البشر يتناحرون عليها لبسط سلطتهم ونفوذهم فيها؛ هي كلها كحبة خردل في قبضة يده جل في علاه!!.

وهذه السماوات السبع الشاسعة الكبيرة بما فيها من كواكب ونجوم ومجرات وأجرام، والتي لا يمكن لعقولنا أن تدرك حجم سماءنا الدنيا فضلًا عن السماوات ألست التي فوقها؛ هذه كلهااااا يطويها الرب الجبار الملك بيده اليمنى كطيّ أحدنا لمجموعة من الأوراق!!.

حين تتدبر هذه المعاني ستشعر بالقشعريرة والرهبة وتدرك عظمة وقوة وجبروت من تعبد، الله سبحانه وتعالى.

أمّا الجهمي المفوّض الزنديق، فلاااا، هو يقول لك توقف! القبضة واليمين ليس لهما معنى نفهمه!!!.

وبناءّ على منهجه الضال هذا، أقرأ الآية وضع في بالك أنّ القبضة واليمين ليس لهما معنى؛ بالله عليك هل تستشعر شيء من عظمة الله؟ هل ستتمكن من فهم الآية أصلًا؟ يعني ماذا يريد الله حين يقول لي: "الأرض جميعًا قبضته يوم القيامة"؟ ما بها الأرض؟ ما الذي سيحدث لها؟ أين وجه إظهار القوة في الآية؟!.

والسماوات حين يطويها، قارن معي بين أن يقول لها سبحانه كن فتطوى، وبين أن يضعها كلها في يده اليمين ويطويهن بها! أيّ الأمرين فيه دلالة واضحة على قدر الله وقدرته وعظمته؟!.
#هل_كان_السلف_يفوضون_صفات_الله؟ (2).

الحمد لله وبعد ....

* المحور الثاني: تفويض مزيّف!.

كما تقدّم في المقال الأول؛ فإن الجهمية الأشعرية مفوّضة الصفات يزعمون أنهم يقفون من صفات الله تبارك وتعالى موقف غير العالم بمعانيها ومراد الله منها ويكلون ذلك إلى الله، ولكنّ الناظر في كلامهم يرى عكس ذلك؛ إذ أنهم يقولون بوضوح أنّنا نفوّض معاني الصفات ولكننا واثقون من أنّ ظاهر معاني الصفات ليس هو مراد الله؛ بل وقد تجرأوا على الحكم على من يثبت الصفات على ظاهر معناها بأنه مجسّم كافر، وهذا قمّة في التناقض!.

فأنت يا أيها الجهمي الزنديق على أي أساس جزمت بأنّ ظاهر الصفات ليس مراد الله وأنت أصلًا تدّعي بأنك لا تعلم مراد الله منها؟! لماذا لم تعتبر أنّ من أثبت ظاهر النصوص هو مجتهد أراد الوصول إلى مراد الله؟! كيف تحكم عليه بالكفر على شيء أنت أصلا لا تعلم معناه ثمّ تجزم بأنّ المعنى الذي أثبته ليس هو مراد الله؟! أي حمق وتناقض هذا!

قد يقول قائل: "هو حكم على من أثبت صفات الله على ظاهرها مستندًا بذلك إلى أنّ هذا المُثبت قد تقوّل على الله ما لم يقل، وادّعى معرفة مراد الله في أمرٍ غيبيّ لم يطلعنا عليه، وهذا مناط الحكم عليه بالكفر".

قلت: هذا هراء! إذ أنّ هذا الجهمي المفوّض الخبيث لا يفعل ذلك مع أخيه الجهمي المتأوّل الذي يؤول الصفات ويثبت لها معانٍ أخرى غير ظاهرها!.

فالجهمي المتأوّل يقول لك مثلًا: "اليد معناها القوّة أو القدرة أو النعمة" ثمّ لا تجد الجهمي المفوّض يرى في ذلك بأسًا!.

اماذا؟ لأنّ تفويضه مزيّف يصادر به على المطلوب، فهو لم يقل بالتفويض لأنه نزيه وورع في منهجه؛ بل لأنّ لديه حكم مسبق وهو أنّ ظاهر الصفات يستحيل أن يكون هو مراد الله، ولذلك تجد الجهمية الأشعرية يكثر في كلامهم قول: "وللسادة الأشعرية مذهبان في باب أسماء الله وصفاته: التفويض والتأويل" .... ولو حاكمت هؤلاء وفق مذاهبهم بلوازمها لوصلت إلى نتيجة حتميّة تقتضي بأنّ يُكفّر بعضهم بعضًا، وهو الذي حصل أصلًا في نقاشاتهم القديمة، ولكنهم تحالفوا وطبّعوا مع مناهجهم الفاسدة لاحقًا!.

* المحور الثالث: المفوّض في حقيقة الأمر مشبّه ابتداءً!.

وهذه النقطة بالذات تضرب منهجهم المنحرف في مقتل!.

فأنت يا أيها الجهمي المفوض كيف علمت أنّ الصفات التي فوّضتها هي صفاتٌ لله أصلًا؟! كيف علمت أنّ يد الله -مثلًا- هي صفة له سبحانه وتعالى؟ لماذا لم تعتبر هذه الكلمات -اليد، الوجه، العين-- شيء نسبه الله سبحانه وتعالى لنفسه تعظيمًا وتشريفًا كما فعل الله تعالى ذلك مع ناقة صالح (ناقة الله) أو الكعبة (بيت الله الحرام)؟! ما هذا المنهج الأعوج الأعرج الذي سرت عليه حتى تقول بأنّ هذه الألفاظ هي صفاتٌ لله وأنت أصلًا لا تثبت لها معانٍ ابتداءً؟!.

أنا أجيبك يا أيها الجهمي الجاهل:

أنت يا أيها الجهمي أثبت نصوص الصفات على ظاهرها شعرت أو لم تشعر، ففهمت من ذلك أنها صفة لله سبحانه وتعالى، ولأنك مشبّه قمت بتشبيه صفات الله بصفات المخلوقين، فأشكل عليك هذا فلجأت إلى التفويض!.

وإلّا فمن المحال عقلًا أن يأتي إنسان فيه ذرة وعي وإدراك وعقل إلى كلمة يدّعي بأنه لا يعلم معناها ابتداءً ويقول أنها تدل على شيء معيّن!.

وأنت هذا ما تفعله بالضبط مع صفات الله سبحانه وتعالى، فعلت المحال عقلًا؛ إذ أنك أتيت إليها وقلت أنها كلمات دالة على أنها صفات لله رغم أنك لا تثبت لها معنىً من الأصل!.

سفسطة وهرطقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!.
__

وللحديث بقية إن شاء الله ....
___
18 - ذو الحجة - 1444 هـ

#اثبتوا_فالحق_جلي
#هل_كان_السلف_يفوضون_صفات_الله؟ (3).

الحمد لله وبعد ....

* المحور الرابع: منهج انتقائي فاسد!.

الأشاعرة الجهمية -أخزاهم الله- سواء المأوّلة أو المفوّضة يثبتون بعض الصفات لله تبارك وتعالى، وإن كان إثباتهم لتلك الصفات على غير طريق أهل السنة، وهذا مبحث آخر نناقشه في غير هذا الموضع إن شاء الله، ولكن الشاهد ...

الشاهد أنّ الجهمية مفوّضة الصفات يثبتون صفة الحياة لله مثلًا، ولا مشكلة عندهم في ذلك!.

والسؤال هنا: أنتم يا جهمية لماذا لم تتعاملوا مع صفة الحياة كما تعاملتم مع صفة الوجه أو اليد؟! لماذا لم تفوّضوها كما فعلتم مع باقي الصفات؟! ما هو المعيار الذي بنيتم على أساسه هذا المنهج الانتقائي الفاسد؟!.

فالحياة هي صفة يتصف بها حتى الإنسان، ولكن الفارق أنّ صفة الحياة في الله أكمل وأعظم وأجل؛ إذ أنّ حياته أزلية وهو حيٌّ قيّوم لا يموت تبارك وتعالى، فحياته ليست كحيوات المخلوقين.

وكذلك الأمر مع باقي صفاته، يداه ورجلاه وعيناه سبحانه وتعالى، هي صفات في حقه أجل وأكمل وليست كصفات المخلوقين التي يعتريها النقص.

فسبحان الله! علموا مراد الله من وصف نفسه بالحياة، ولم يعرفوا مراده من وصف نفسه بأن له وجهًا كريمًا تبارك وتعالى!.

إنما هو الهوى الذي تلبسكم يا عُبّاد العدم!.

* المحور الخامس: شبهات واهية!.

ديدن أهل الأهواء والزيغ خلق الشبهات للذب عن أهوائهم، ومن تلك الشبهات السخيفة التي يطرحها الجهمية الأشعرية قاتلهم الله:

1- إيماننا بالصفات بغير معنى نعلمه هو من الإيمان بالغيب.

قلت: هذا هراء! فجميع الغييات التي أخبرناها الله تبارك وتعالى في كتابه أو على لسان نبيّه ﷺ هي أمور لها معنى مفهوم عندنا وإن كانت كيفيّاتها وحقائقها غير التي نتصوّرها.

بمعنى:

نحن نؤمن بالجنة والنار -مثلًا- وهما من الغيب، نعم، نحن لا ندرك حقيقة الجنة والنار كما هي، ولكن هناك مواصفات ومعاني إجمالية عنهما قد أخبرنا الله تعالى بها نفهمها ونستوعبها.

وكذلك الملائكة، هم من الغيب، ونؤمن بوجودهم ولكن هذا لا يعني أننا لا ندرك شيئًا نفهمه عنهم، فنحن نعلم أنهم مخلوقات نورانية، ولهم أجنحة، وهم مسيّرون وليسوا مخيّرين وغير ذلك مما أخبرنا به عنهم ... فنعم نحن قد لا نعلم -مثلًا- كيف هي أجنحتهم؟ ولكن هناك معنى إجمالي نفهمه وندركه بأنّ لهم أجنحة تساعدهم على الطيران وغير ذلك، وإن كانت أجنحتهم حتمًا غير التي نراها في الطيور.

والأمر نفسه مع جميع الغيبيات التي أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنها مثل: العرش، عذاب القبر، أهوال يوم القيامة، يأجوج ومأجوج، الجن، وغيرها الكثير؛ صحيح أننا لا ندرك حقيقة هذه الأمور كما هي عليه، ولكننا ندرك معانيها بإجمال ونفهم مراد الله منها.

أمّا أنتم يا عُبّاد العدم فقد رميتم الرب سبحانه وتعالى بأشنع التهم؛ إذ أنكم بمنهجكم الساقط في تفويض الصفات جعلتم الله تبارك وتعالى قادرًا على وصف الغيب من خلقه بما نفهمه وعاجزًا عن وصف نفسه الجليلة بما نعقله!.

ألا لعنة الله عليكم يا أسافلة الورى!.

2- إيماننا بالصفات بغير معنى هو من جنس الإيمان بالحروف المقطعة في فواتح السور.

قلت: وهذا هراء أيضًا من وجهين:

الأول: أنكم تقارنون حروفًا مقطعة مجردة بكلمات بيّنة لها دلالات واضحة في لسان العرب، وهذا القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين يا أعاجم!.

الثاني: أنه حتى تلك الحروف المقطعة لم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين عبر العصور أنه ليس لها دلالة؛ بل لهم فيها اجتهادات كثيرة!.

فمنهم من قال أنها أسماء لله سبحانه وتعالى، ومنهم من قال أنها أسماء للقرآن، ومنهم من قال أنّ كل حرف يدل على أسم من أسماء الله الحسنى المعروفة، وغير ذلك الكثير.

ولأنه لا مجال لبسط تلك الأقوال ها هنا، فأحيلكم إلى تفسير الإمام الطبري وغيره من الأئمة لتلك الحروف وستجدون ما يثلج صدوركم إن شاء الله.

فيا أيها الجهمية، إن كانت تلك الحروف المقطعة قد فُسّرت من أهل العلم من الصحابة والسلف ومن تبعهم بإحسان، فكيف بكلمات واضحة المعنى وقطعية الدلالة للأعاجم فضلًا عن العرب؟!.

3- الاستشهاد بقول الله سبحانه وتعالى: "وما يعلم تأويله إلا الله".

قلت: يا أيها الجهمية، الله تبارك وتعالى قال "تأويله" ولم يقل "معناه"!.

إذ أنّ كل عاقل -وما أظنكم إلا من الأنعام- يفهم أنّ التأويل يكون لشيء له معنى في الأصل، وليس لشيء لا معنى له!.

على سبيل المثال: رؤيا سيدنا يوسف ﷺ.

فقد رأى سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، فهذه رؤيا لها معنى مفهوم، كواكب وشمس وقمر تسجد له، ولكن تأويل هذه الرؤيا ومراد الله منها لم يكن سيدنا يوسف ﷺ يعلمه؛ حتى تبيّن له لاحقًا تأويل رؤياه بسجود إخوته ووالديه له {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}